المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلم الـ 80 مليون مصري..! [ مقال منقول ] من موقع ضفاف الإبداع



فارس موسى
21/11/2009, 09:11 PM
حلم الـ 80 مليون مصري..!السّلام عليكم إخوتي الأفاضل
قرأت مقالا للأستاذ السّيّد البابلي فارتأيت أن أضعه هنا للفائدة و ليصنع مفعول المثقّف الحقيقيّ الّذي يملك نظرة واضحة للواقع السّيّاسي وشتّان بينه و بين أصحاب القنوات الشّيطانيّة و ما مصر إلّا نموذج و ما كرة القدم إلّا وسيلة متاحة و ما الاتّحاديّات الرّيّاضيّة إلّا دوائر منفّذة
حلم الـ 80 مليون مصري..!
ابقلم:السيد البابلي *
لا أدري من هو "العبقري" الذي صاغ شعار "حلم الـ 80 مليون مصري"، واختزل فيه أحلامنا في الفوز في مباراة لكرة القدم أو حتى الفوز بكأس العالم..
فاختزال كل أحلامنا في الفوز بمباراة هو إساءة لنا جميعًا وهو نوع من الهوس الكروي الذي لا علاقة له بأحلام الأمم وتطلعاتها..
فأحلامنا لا تتعلق بمباراة، أحلامنا أكبر من ذلك وتتعلق بمستقبل شعب يبحث عن حقه في حياة كريمة، وفي تحسين أحواله المعيشية وفي توافر فرص العمل وفي أن يعود لدوره الذي كان عليه كمنارة للعلم والتنوير وقيادة الأمة العربية لتتبوأ الموقع اللائق بها في المنظومة العالمية.
أحلامنا تدور في إطار البحث عن الذات، والخروج من الإطار الضيق الذي حوصرنا فيه في السعي من أجل لقمة العيش والدوران في هذا الفلك دون أن يكون لنا الحق في أن نحلم بالرفاهية أو أن يكون للإنسان قيمته واحترامه.
والذين رسموا لنا شعار الحلم الكروي أغرقونا في الوهم الرياضي، ودغدغوا مشاعرنا بالأغاني الوطنية التي كانت مرتبطة بمعارك الشرف والكرامة التي خضناها والتي ضحينا فيها بالأرواح والأموال، وجعلونا نعتقد أن الانتصار في مواجهة رياضية يعتبر موازيًا لحروب التحرير والثأر واستعادة الأرض التي كانت محتلة.
ويفعلون ذلك بنا وسوف يستمرون في هذا لأننا أصبحنا في قبضة مجموعة من الهواة الذين يزخر بهم الإعلام العربي والذين سيطروا على الفضائيات التلفزيونية والذين يفتقرون إلى التعليم المناسب والتأهيل اللازم والخبرة الإعلامية والسياسية والذين حولوا الرياضة من ساحة للتآخي إلى وسيلة لبث روح الفرقة والفتنة والكوارث بين الشعوب..
فمعظم هؤلاء الذين يقودون الإعلام الرياضي كانوا لاعبين لكرة القدم انتقلوا مباشرة بثقافتهم المتواضعة من ملاعب الكرة إلى شاشات التلفزيون كمعلقين ومحللين وقادة رأي أيضًا وتقاضوا في ذلك رواتب وأجور خيالية وتباروا في إلقاء الخطب والمواعظ واللعب على مشاعر الجماهير بنقص في الفهم والإدراك والوعي لمسئولية الكلمة والعمل الذي يقومون به فتحولوا إلى مخربين ومهيجين للرأي العام في مزايدات وطنية زائفة، ونصب كل واحد منهم نفسه مدافعًا عن الوطن مصدرًا أحكامه القاطعة هنا وهناك مستخدمًا عبارات الحرب والقتال بدلا من التحدث باللغة والتعبيرات الرياضية التي تدعوا وتحث على الروح الرياضية والتواضع عند الفوز وتقبل الهزيمة بصدر رحب..!
والمؤسف أن أحدًا رغم كثرة التحذيرات التي قيلت بشأن هذه المزايدات وهذا التسخين الذي لا مبرر له لم يتدخل بقوة لإيقاف هذه التجاوزات ولم يحاول إيقاف النيران المشتعلة، وكأن هناك من يحاول استثمار هذه الأجواء الانفعالية سياسيًا وشعبيًا، وكأن الجميع في سباق محموم بحثًا عن أي انتصار يحتوي في داخله كل الأزمات والمشاكل والقضايا، وليس مهمًا بعد ذلك ماذا سيحدث غدًا في إنعكاس واضح للعقلية العربية التي لا تفكر إلا تحت إقدامها فقط.. وتلك هي المأساة دائمًا..!
* ملحوظة:
كتبت هذا المقال قبل ساعات من المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر في السودان ولا أعتقد أن نتيجة المباراة سوف تغير كثيرًا من واقع مرير أصبح سائدًا ولا يحمل الكثير من التفاؤل في مستقبل عربي أفضل..!

مجذوب العيد المشراوي
21/11/2009, 09:19 PM
كنت ُ دائما أسأل ُ نفسي : لماذا نتتبّع ُ بأقدامنا شرْكًا منفوخا كروي ّ َ الشكل بكل ما أوتينا من حيلة الجري والرّكل ..؟
أدركت ُ الجواب َ أخيرا : في رأيكم ما هو ؟؟

فارس موسى
21/11/2009, 09:39 PM
ربّما ، يا أستاذنا الفاضل ، أحلام بمعنى عقول - بحسب تعبير الشّاعر حسّان بن ثابت - أحلام عصافير
وربّما السّيّاسيّ يجد في في هذا الجلد ممرّا لتوريث الحكم و تمريره على حساب شباب جائع ضائع
أرجو أن أكون قد وافقتك الجواب
تحيّاتي