المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السينما اختراع القرن العشرين / البدايات



يسري الدوغري
24/11/2009, 07:05 PM
السينما العالميه في نصف قرن
السينما العالمية في نصف قرن
اول انتاج سينمائي عربي كان فيلم " ليلى " المصرى 1912
- حسب الاحصاءات الفرنسية , ودائرة المعارف , يعتبر فيلما فنيا كل فيلم روعي الجانب التجاري في صناعته واستغرق عرضه ساعه او اكثر .
واول فيلم من هذا النوع هو فيلم شارلز تيت " قصة عصابة كيللي " , وكان طوله اربعة الاف قدم , أي حوالى الف ومئتين وتسعة عشر مترا.
صور هذا الفيلم في استراليا . والطريف ان بطله , وهو كندي غير معروف , اختفي تماما قبل نهاية الفيلم .
اليزابيت فتشت لعبت دور كيت كيللى وشاركها اولى ويلسون , فرانك ميلز , بيلا كول , وفيرا لندين .
بلغت تكاليف الفيلم 450 استرلينية , ومر العرض الاول في ميلبورن في 24 كانون اول عام 1906 وقد استرد تكاليفه خلال الاسبوع الاول , جامعا في نهاية العرض 25 الف استرلينية .
لم تصمد أي نسخة من الفيلم , بل عدة نتف طبعت على بطاقات خاصة , للذكري والتاريخ , طولها مجتمعة مائتان وعشرة اقدام . أي حوالى اربعة وستين مترا .
-واستراليا هي البلد الوحيد في العالم , الذي اتجه الى انتاج سينمائي منتظم قبل العام 1911 .
-واول فيلم طويل انتج في اوروبا , هو فيلم ميكل كاري " الابن الضال " الذي شهد عرضه الاول مسرح المنوعات " مونتمارتر " في باريس في عشرين حزيران عام 1907 .
ونقطة الضعف في هذا الفيلم هي انه اقتبس مسرحية كما هي ودون أي تكييف سينمائي او ابداع او تغيير .
-اما اول فيلم اوروبي كتب له سيناريو سينمائي خاص فهو " البؤساء " الذي انتجه باتي عن قصة لفيكتور هوغو .
-واول فيلم فني عرض في انكلترا كان " عصابة كيللي " وذلك في قاعة مجلس النواب عام 1908 .
-اما اول فيلم فني انتج في الولايات المتحدة الامريكية فهو " البؤساء " , الذي صور بين الثمانية عشر من ايلول والسابع والعشرين من تشرين الثاني عام 1909 .
-فيلم " حياة موسى " وزع ايضا في كانون الاول عام 1909 وشباط من العام ذاته .
-اما الفيلم الفني الذي وزع كاملا في الولايات المتحدة الامريكية فهو فيلم دانتي " اينفيرنو" وذلك في اب عام 1911 .
ثم جاء الفيلم الرائع " اوليفر تويست " وهو كان اول انتاج طويل يعض كاملا في امريكا , وجاء بعده " اتلانتيس " .
وبما ان الامريكي لم يكن يهضم الافلام الطويلة اضطرت شركات الانتاج في بريطانيا الى اختصار كل افلامها الى النصف قبل شحنها الى امريكا .
-ومع بداية الحرب العالمية الاولى ( 1914 ) دخلت في الصورة بلدان راحت تنتج هي ايضا الافلام , وابرزها او ستراليا , فرنسا , المانيا , ايطاليا , روسيا , اسبانيا , اليابان , انكلترا , امريكا , البرازيل , الهند , وكندا .
-وفي عام 1912 دخلت البلدان العربية ضمن دولاب صناعة الافلام الذي كان يدور حول العالم ..
مصر مثلا , انتجت فيلم " على طريق الاسكندرية " عام 1912 , ثم فيلم " شرف البدوي " ( 1918 ) ثم " قبلة في الصحراء " ( 1927 ) للمخرج ابراهيم لاما .
ويعتبر فيلم " ليلى " اول فيلم فني مصري لانه انتج قبل كل هذه الافلام ولكنه وزع بعدها .
( 1932 ) اخر الافلام المصرية الاولى . العراق انتج هو ايضا عام 1949 فيلم " ليلى في العراق " .
لبنان بدا انتاج عام 1929 بفيلم " مغامرات الياس مبروك " وهو كوميديا عن مهاجر لبناني عائد من امريكا .
اخرج الفيلم د . جوردانو بيروتي . وبعد " مغامرات الياس مبروك " جاء فيلم " في هياكل بعلبك " ( 1936 ) اخراج جورج كوستي , انتاج لومينار فيلم .
وسوريا ايضا سارعت وانضمت الى البلدان المنتجة . وكان اول فيلم درامي صدر عنها هو " المتهم البرئ " 1928 وهو فيلم بوليسى , اخراج وبطولة ايوب بدري ..
وبعده جاء فيلم " ليلى العامرية " 1947 للمخرج نيازي مصطفي .
افضل سنوات الانتاج بالنسبة الى انكلترا هي سنة 1936 , فقد انهت فيه 192 فيلما فنيا .
اما اسوا سنوات المملكة المتحدة , في الانتاج , فهو عام 1925 وعام 1926 وقد انتج في كل عام 33 فيلما فقط .
افضل سنوات الولايات المتحدة الامريكية , هي سنة 1921 حيث سجل 854 فيلما . واسوا سنوات امريكا كانت سنة 1963 التي انتج فيها 121 فيلما فقط .
-اسوا حادث في تاريخ السينما العالمية , ذهب ضحيته 27 شخصا , عندما انفجرت الباخرة " فيكنغ " في 15 اذار عام 1931 وخلال تصوير فيلم " الفيكنغ " .
-منتج الفيلم كان فاريك فريسل , وقد لاقي حتفه هو ايضا في
الانفجار .
اما ثاني اسوا كارثة في هوليوود فقد رافقت عرض فيلم " مثل هؤلاء الرجال خطرون " عندما وقع حادث اصطدام مروع بين طائرتين . عشرة اشخاص قتلوا في هذا الحادث :
اسم هوليوود
-اول اوروبي سكن المنطقة التي تعرف اليوم باسم هوليوود في كاليفورنيا بامريكا , كان اسمه نوباليرا , وهو من مواليد المكسيك , وقد بني له مسكنا عام 1853 .
اسم " هوليوود " ابتكرته السيدة هارفي هندرسون ويلكوكس زوجة احد الاثرياء في المنطقة , وقد اختارته بعدما شاهدت بيتا صيفيا قرب شيكاغو اسمه هوليوود .
اكتشاف تلال بيفرلي تم عندما استاجر الممثل الاثري دوغلاس فيربانكس بعض الامتعة الرياضية , ثم قام ببناء مصانع فوق تلال بيفرلي , وكانت ارضا خصبا لزراعة الفول , وقد اسماها
" تلال بيفرلي " نظرا لجمالها ولتربتها الصالحة والغنية ..
عام 1980 , وبعد موت زوجة دوغلاس فيربانكس , عرضت الفيلا للبيع بمبلغ 10 ملايين يرة .
اول فيلم درامي صنع في مقاطعة لوس انجلوس كان " الكونت مونت كريستو " لفرانس بوغز , وقد صور في عدة اماكن بالاضافة الى لوس انجلوس .
اما اول فيلم صور كاملا في لوس انجلوس فهو " قوة السطان " بطولة هوبارت بوزوورث الذي كان مصابا بالسل .
اما اول استوديو في لوس انجلوس , فقد بني عام 1909 واكمل عام 1910 وعام 1911 .
اول فيلم صنع في هوليوود هو " في كاليفورنيا القديمة " وقد صور في يومين ووزع في 10 اذار عام 1910 .
اول فيلم ناطق صور في هوليوود هو " انهم اتون للقبض علي " وقد وزع عام 1926 .
علامة هوليوود واشارتها المميزتان شيدتا فوق تلال هوليوود عام 1923 وقد كلفتا 21 الف دولار , وكتب عليهما : ارض الخشب المقدسة .
- ولمعلوماتك حول هوليوود عبر تاريخها الطويل في الانتاج السينمائي : .. كان اول فيلم ناطق تم عرضه في العالم هو الفيلم الامريكي " مغنى الجاز " وعرض في 7 \ 10 \ 1927 , وكانت الملصقات الدعائية للفيلم تقول : - الكل يحكي .. الكل يرقص .. في مغنى الجاز . واسندت بطولة الفيلم الى " آل جونسون " , الذي كان كوميديا , وكان عليه ان يؤدي دور عازف زنجي , ببشرته البييضاء , في وقت كان مستحيلا فيه وصول السود الى الاضواء ... !!
وفي الحقيقة ان محاولات كثيرة جرت قبل " مغني الجاز " صاحبتها الموسيقى التصويرية , الا ان مغني الجاز اول فيلم نطق فيه الممثلون . وقد بدأ إدخال الموسيقى التصويرية مع الفيلم سنة 1923 أي قبل الفيلم الناطق باربعة اعوام , حيث كان يعتمد على عازف بيانو في صالة العرض قبل سنة 1923 .. !!
اما ولادة الفيلم الملون الكامل فقد كانت في سنة 1935 وبعد الفيلم الناطق بثمانية أعوام , وبعد بداية السينما الصامتة بربع قرن . حيث بدأ العمل في السينما ككل سنة 1902 .
ويعتبر شارلي شابلن من أوائل الذين عملوا في السينما سنة 1910 , وقد أنتج أكثر من فيلم صامت بعد أن نطقت السينما سنة 1927 , فقدم فيلم " أضواء المدينة " الصامتة سنة 1931 , وقدم تحفته السينمائية "الازمنة الحديثة " صامت ايضا في سنة 1936 , لانه كان منحازا للسينما الصامتة , وكان يعتبرها الافضل والاروع والامتع . وهذا يعود الى قدراته العظيمة في تمثيل الفيلم الصامت .
-------------------------------------------------------------------

يسري الدوغري
26/11/2009, 03:52 AM
فلاش باك
مع السينما الصامتة

كل الاختراعات الحديثة في عالم الفنون , لها تاريخ , وهي متصلة ببعضها البعض – فميلاد الاسطورة او الحكاية – احيا لدى الناس الناس القدرة على التخيل , وبالتالي صنع لديهم حاسة تمثل هذه الاساطير وتلك الحكايات , فكان المسرح , ابو الفنون التمثيلية , هو البداية في التفكير بصناعة سينمائية اعتمدت على تسجيل هذه المواقف التمثيلية , ليسهل على اكبر عدد من الناس مشاهدتها والاستمتاع بالمواقف الطريفة التى يمثها عدد من الممثلين ..
وهكذا بدات السينما الصامتة فى اوائل القرن العشرين , لتصوير بعض المواقف المثيرة او الكوميدية الضاحكة , التى تعبر عن نفسها بنفسها حيث يسهل على المشاهد لهذه المواقف ان يفهمها دون الحاجة الى صوت ينقل الحوار , وغالبا ما كانت مثل هذه المواقف التمثيلية الصامتة لا تعتمد على أي حوار , فان مطاردة نشال من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت لا يحتاج الى حوار بقدر حاجته الى الموسيقى التصويرية ومغلزلة امرأة بغباء وجهل يؤدي الى عراك ومشادات بالأيدي وملاحقات هنا وهناك , لايحتاج الى حوار , فهو يعبر عن نفسة بالحركة , ويكون اكثر صدقا من استخدام الكلمات .
- وهذا يجعلنا نفهم مدى الأهمية التى يمكن للسيناريو ان ينطلق من خلالها بالنجاح لأي فيلم ..!
فحين نشاهد امرأة يقتادها رجل ليقيدها على خط السكة الحديدية بشكل تمثيلي , تعيش معه صدقا اكثر بكثير , من أي اداء انفعالي نسمع منه صوت المرأة وهي تستغيث وهي تبكي وتتوسل .. ويذكرنا هذا الفيلم
"باب الحديد " ليوسف شاهين , الذي استمد لقطة وضع المرأة على خط السكة الحديدية من سيناريو احد الافلام الهوليوودية الصامتة , وكان ان يفوز بجائزة عالمية عن هذه اللقطة .. وروعة اخراج الفيلم الصامت , تتمثل في القدرة على خلق مواقف متتابعة ومثيرة , تشد انتباه المشاهد , وتجعله متشوقا الى اللقطة التالية , بما تحملة من اثارة , في حل معضلة مؤقتة يواجهها بطل الفيلم الصامت , فنشاهد في احد الافلام الصامتة اعتماد المخرج على " كلب " لانقاذ فتاة مقيدة على خط السكة الحديدية , ويشدنا المخرج الى المحاولات التى يبذلها الكلب حتى ينقذ الفتاة .
- ان الفيلم الصامت , مثل قصة قصيرة محكمة في بنائها الفني , يستطيع ان يضع امامك عالما متكاملا دون الحاجة الى المد والتطويل بالكلام الكثير , بل ان الفيلم الناجح اساسا الآن , هو الذي يعتمد على اللقطة المعبرة والقليل من الحوار .
وفى مهرجان برلين السينمائي الذي افتتح اعماله في الخمس عشر من فبراير الحالى وينتهى هذه الليلة السادس والعشرين من فبراير عادوا للافلام الصامتة العظيمة , ضمن ايامه العالمية حيث قدمت دراسة مرئية عن صناعة السينما من خلال افضل الافلام التى صنعت تاريخ السينما العالمية ومجدها , واغلبها صامتة لكنها تنطق بالتعبير السينمائي افضل بكثير من افلام ناطقة ملونة .
ومن بين هذه الافلام الصامتة , عرض المهرجان فيلم عيادة الدكتور كاليجاري لروبرت واين الذي انتج 1919 , يتحدث عن قصة معقدة داخل مستشفى للأمراض العقلية – وصاحبت الفيلم اثناء عرضه موسيقى تعزفها فرقة الاوركسترا السيمفونية الالمانية ضمن مجموعة اخرى مختلفة من الافلام القديمة اهمها الفليم الموسيقي – كوين كيلي – اخراج اريك فون ستروهيم وبطولة جلوديا سواتسون , والفيلم يعيد الى الاذان امجاد موسيقي الجاز القديمة التى تعتبر البطل الحقيقى للفيلم .
واضا قدم المهرجان – من سينما الماضي فيلم " الرجل الخفي " اخراج الفريد هيتشكوك مخرج الروائع البوليسية العالمية الشهير .
وهكذا وقف مهرجان برلين السينمائي في دورته الخامسة والثلاثين , موقف المتأمل والفاحص لسينما الماضي , ولم يكتف بذكرها في عبارات متأثرة هنا وهناك , بل انه يفرضها على الحضور الذين بلغ عددهم اكثر من ألفى شخص يعملون في مختلف النشاطات السينمائية بخلاف الجمهور العادي الذي قدر بمائتى ألف شخص هؤلاء كلهم أسعدهم بالتأكيد تلك العودة مع الافلام القديمة الصامتة , او الافلام القديمة باللون الأبيض والاسود , التى قال عنها اورسون ويلز مخرج الافلام العظيمة " المواطن كين , والرجل الثالث وماكيت " قال عنها :
انها سينما بلونها الخيال افضل من الألوان الطبيعية .
ان هذه العودة التاريخية لافلام الماضي , تأصيل لحركة السينما العالمية , وتأكيد على اهمية الفيلم الصامت , الذي بني عليه امجاد السينما العالمية والتى يمكن لكل مهتم بالسينما ان يستفيد منها اضعاف المرات , اذا ما اتيحت له فرصة مشاهدتها ونوادى السينما , قادرة على اتاحة هذه الفرصة , لفهم اعمق وأشمل للتعبير السينمائي الراقي , الذي يمكن متابعته من خلال الفيلم الصامت بخيال أوسع .
وعودة الى هذه الامجاد السينمائية القديمة قد يتيح لكل المهتمين بدور السينما في حياتنا الثقافية والاجتماعية , فهما أعمق للعملية السينمائية من الناحية التقنية .
وقد حاول البعض انتاج الفيلم الصامت , بعد ان نطقت السينما ..
ففى تاريخ السينما العالمية عرض فيلم صامت سنة 1952 اسمه
" اللص " لم ينتشر , وفي عام 1974 اخرج ميل بروكس فيلما صامتا اخر , ولكن النتائج لم تكن مشجعة فقد انتهى العهد الذي يمكن للناس فيه ان يذهبوا لمشاهدة فيلم سينمائي صامت , بعد كل هذه التقنيات الحديثة في صناعة الفيلم السينمائي منذ 1902 . بداية عهد العالم بصناعة السينما وحتى الآن .
وطوال هذه الحقبة من التاريخ الحافل اعترضت التقنية السينمائية صعوبات مهمة في كيفية التعامل مع شريط الصوت . وكيف يمكن التوفيق بين الصوت والصورة ؟ سؤال يوجهه كل مخرج متمكن وموهوب لنفسة في كل مشهد يريد تنفيذه , فالمشكلة ليست حذف مقاطع من الحوار بل في كيفية خلق تآلف طبيعي بين الصوت والصورة ينقل للمتفرج التعبير والمضمون دون اسفاف او استسهال .
وضمن هذه التقنية تقع الاخطاء في الفيلم .
خاصة اذا ما كان الحوار في المشهد مملا ومكررا بطريقة سخيفة , كما ترى في الفيلم العربي مثلا حين نجد امامنا بطلة الفيلم بجانب التليفون الذي يرن , فترفع سماعتها , وتركز الكاميرا عليها وهي تقول : مين ممدوح ؟ انت تأخرت ليه ..؟ مش حتيجى ..؟ ليه ؟ السيارة اتعطلت ..؟ مالها ..؟ الموتور ..؟ ... الخ .
وكان كافيا ان نفهم من السرد السابق في الفيلم ان ممدوحا لن يحضر وقد اعتذر بالتليفون بشكل مبسط تعتمد على الصورة , ويقلل من هذا الحوار الذي يمكن متابعته في عشرات الافلام العربية ..!!
ان السينما الصامتة التى عاشت لربع قرن من الزمان( 1902– 1927)
وكانت قادرة بالايحاء والتعبير على جذب المشاهد لها , بل انها تعد من التحف الفنية بالنسبة للمشاهدين في هذا الزمان وقد مضى اكثر من سبعة وخمسين عاما على بداية الفيلم الناطق الآن بحيث اصبحت السينما صناعة مؤثرة في حياة كل منا , ثقافيا واجتماعيا وسياسيا .. الخ .
كما قدر للسينما ان تكون الحياة التى تحلم بها احيانا , والتى نخافها احيانا اخرى , والتى نعيشها احيانا ثالثة ..!!
والعودة الى القديم نفيد في مجال الفهم الكامل للعملية السينمائية بالذات مع المتابعة الحية والدقيقة لمشاهدة أي فيلم صامت .
فالسينما الصامتة التى عاشت مطلقة حتى 1927 حين ظهر أول فيلم ناطق في هوليود هي أساس العمل السينمائي الناجح والكثير من عيوبنا في اخراج الفيلم العربي , يعود الى ان اغلب مخرجينا الأوائل انتقلوا الى الفيلم الناطق الملئ بالاحاديث والحوارات , ولم يعتمدوا اللقطة السينمائية المعبرة في افلامها .. ولكنهم لو حاولوا , التعبير عن افكارهم من خلال الفيلم الصامت بداية , ربما تحقق التجويد العالمي في الفيلم العربي ..!!
لان المخرج هو السيد الموقف في الفيلم الصامت ..!! بل هو كل شئ مع السيناريو الذي يتكلم عوضا عن أي حوار .. ويعتبر المخرج الامريكي " سيسيل دي ميل " عرابا كبيرا في السينما الهوليوودية الصامتة ..
وشارلى شابلن عرابا آخر في ميدان الفيلم الصامت بأدائة التمثيلي الرائع الذي اضحك ملايين الناس دوم ان ينطق بحرف واحد ..وهناك في السينما العربية فيلم " دائرة الشك " من بطولة نور الشريف وليلى فوزي , عشنا دورا صامتا ورائعا وعظيما للممثلة القديرة "ليلى فوزي" لقد عبرت عن موقفها بالحركة والتصرف دون ان تنطق حرفا واحدا طوال مدة الفيلم , فكانت سابقة مشرفة وناجحه لليلى فوزي وللسينما العربية , اعتمادا على افكار السينما الصامتة , وهذا يؤكد مدى النجاح الذي يمكن ان يتحقق باعتماد اللقطة المعبرة , والتخفيف من حدة الحوار السينمائي .
ولو دققنا في فيلم " خرج ولم يعد " للمخرج محمد خان , نجد أقوى المشاهد تلك التى اعتمدت على اللقطة المعبرة , واستغنت عن الحوار , بكيفية فنية معبرة , حتى في شكل البطلة للفيلم , وفي المباني المتداعية , وفي الأرشيف المهترئ , والماعز على السلالم , وفي البساطة الأخضر من أرض القرية , فالسينما الصامتة قالت عن النجاح السينمائي جملة واحدة وهي : تكلم قليلا , وعبر كثيرا ..!!
وكلما حاول الفيلم ان يعبر قليلا , ويتكلم كثيرا , كلما أخذ المشاهد معه الى بحر من التكرارية والملل , وقديما قالوا : اذا كان الكلام من فضة , فالسكوت من ذهب ..
وهذا لا يعنى العودة الى السينما الصامتة , بقدر ما يعني العودة الى التعبير السينمائي , بالاستغناء قدر الامكان عن التعبير الحواري ..

مرزاقة عمراني
19/12/2009, 07:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإستاذ يسري الدوغري

اسمح لي بتسجيل إعجابي بشخص الفنان، الباحث و المدقق..

هذا الجهد الذي تبذله دليل على عمق الشخصية المثقفة فيكم..

اعتقد أن المعلومات التي تقدمها تكفي لتثقيفنا في مجال السينما

و هو مجال خطير، إذ أن السينما في الغرب تؤثر حتى في السياسة،

أي أنها قادرة على صنع المشهد السياسي و تأطيره.

التحية الخالصة

و دمت بخير..

حفصي الهاشمي
03/01/2010, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حفصي الهاشمي
03/01/2010, 02:27 PM
شكرا أخي يسري على هذا الموضوع الشيق
و أريد منكا مساعدتي في انجاز بحث حل السينما ،
لأني أعاني من نقص المراجع ، و لم أجد في نت مواضيع مهمة حول الموضوع
و شكرا

يسري الدوغري
13/02/2010, 03:52 AM
الاخت مرزاقه الموقره
احترامي
وكل الاتقدير
تعتبر هذه الحلقه جزء من كتاب كامل قمت باعداده خلال سنوات مضت والحمدلله

شاكرا لك تفضلك بالتحيه والمرور

وسوف تجدي على نفس الصفحة - قسم السينما - باقى الحلقات
دمت بكل خير

يسري الدوغري
13/02/2010, 03:56 AM
الاخت الفاضله

حفصه الهاشمي المحترمه

تحياتي

واعتذر عن التاخير لظروف صحية قاهره

ويشرفني ان اتعاون معك في بحوثك السينمائيه

وهنا في قسم السينما ستجدي اكثر من عشرة مواضيع عن السينما بين الشكل والمضمون

ويمكن ان تتصلي بي لتوفير المراجع التي يمكن توفيرها عبر البريد ان شاء الله
دمت بكل الخير
واعتذر مرة اخرى عن تاخري في الرد عليك