كيف للمقاطعة أن تكون سلاحا ذا جدوى؟

[الأستاذ غسان]

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المقاطعة صارت على أيّامنا كالماء والهواء سواء بسواء، لا نكاد نقع في مأزق حتى تكون الهتافات بالمقاطعة كالزّئير هادرة، لنقاطع البضائع الأمريكيّة لنقاطع بضائع الدنمارك لنقاطع الفايس بوك وغيرها...
دفعتني هذه الحملات والهتافات إلى التفكير في أشياء عدّة وجعلتني أستحضر عائلة الإستفهام حروفا وأسماء كي أقلّب المسألة من كلّ جوانبها، من ذلك مثلا:
من الذي يقود حملات المقاطعة أهي جمعيّات وهيئات أم هي أصوات شعبيّة لا غير؟
ومتى نقاطع؟ وكيف نقاطع؟ ولمَ نقاطع؟ وهل للمقاطعة أن تؤتي أكلها؟؟
قد يستحضر البعض حملات المهاتما غاندي وكيف قهر البريطانيين، ولكن هل الظّروف هي نفسها كي ننجح في الذي نجح فيه؟؟
إنّ المقاطعة كما تظهر للبعض على أيّامنا هي سلاح الضّعفاء والأغبياء في آن، إذ لمْ يقدروا على الفعل فاكتفوا بعدم الفعل، وتراءى لهم النضال في شعار مستهلك يَعِدُون به علنا كي يُخلفوا عَهْدهم في السرّ والجهر..
والحال أنّ المقاطعة تستوجب وعيا بالقضيّة أيّا كانت وإيمانا بها، فهل يمكن للمقاطعة أن تنجح في ظلّ غياب الوعي أو حتى الفهم؟؟
وكيف للمقاطعة أن تصير نضالا فعّالا يوتي أكله كلّ حين عوضا عن هذه الحملات التي هي كالزّبد، تزينها لنا أنفس أمّارة بالسوء فتقنعنا بقوّة وما لها من قرار.
إذا بمَ نبدأ، بأن نقاطع أو بأن نزرع الوعي الذي ما عرفنا من أيّ ركن نستورد بذوره وما عرفنا في أيّ أرض ننبتها إذا أوجدناها..