المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محطات صغيره في حياة إنسان عادي المحطه رقم (5) الكمين / هشام نجار



هشام نجار
12/12/2009, 06:46 AM
الإخوه والأخوات
يقولون عن السياسه "أنها فن الممكن", وازيد عليها قولآ فأقول: وهي أيضآ فن التخلص من الكمائن..
بدأ الإستعداد للسفر إلى مدينة بادوفا الإيطاليه لمتابعة دراستي في الهندسه الميكانيكيه في جامعتها العريقه والتي تأسست عام 1222 ميلادي, ساهم علماء عرب من الأندلس في تأسيسها منذ أكثر من سبعمائة عام كما تدل على ذلك اللوحه الرخاميه الضخمه والمعلقه على مدخل المبنى الرئيسي للجامعه والتي نقش عليها أهم الأساتذه الذين ساهموا في التدريس أسماء بعضهم تحمل بصمات عربيه. سافرت بقطار الشرق السريع عبر تركيا - بلغاريا - يوغسلافيا سابقآ ثم إيطاليا ووصلتها مساءآ بتاريخ 29/10/1961 حسب تأشيرة الدخول الإيطاليه المثبته على جواز سفري المحتفظ به حتى الآن. إستقبلني أحد الأصدقاء ثم أنزلني في فندق وفي اليوم الثاني إستأجر لي غرفه كبيره مع صديقين عند عائلة دي سراكا والتي ورد ذكرها في مقاله سابقه كان عنوانها: الشبكه الأخطبوطيه العالميه التبشيريه للإرهاب - المقاله الأولى - حيث بينت في هذه المقاله كيف تتستر منظمات التبشير وراء التعاليم الإنسانيه للدين المسيحي، وما أن يصلوا إلى هدفهم حتى يبدأوا بإشعال المنطقه بالحروب الأهليه، لقد فعلوها بنا في الحروب الصليبيه مستغلين الرعاع والفلاحين البسطاء وراحوا يتباكون على ضياع أرض المسيح, يذرفون دموع التماسيح كذبآ وبهتانآ، متناسين أن رهبان المسيحيه الحقيقيين هم من سلم مفاتيح القدس للخليفه عمر رضي الله عنه تخلصآ من الروم المسيحيين بظلمهم وجورهم.
بعد عدة شهور إنتقلت وسكنت عند عائله أخرى حيث تتطلب الدراسه الفعليه عدم الإختلاط مع الأصدقاء كثيرآ، كنا أحيانآ نلتقي عند الغداء في بيت الطلبه والذي يقع في نفس الشارع الذي يضم الكليات والمختبرات كنت أدفع 200 ليرة إيطالي ثمنآ لوجبه تتألف من الحساء والصحن الأول وهو عباره عن أحد أصناف المعكرونه والصحن الثاني قطعه من اللحم مع البطاطا والخضار مع مشروب غازي وفاكهة كل ذلك بما يعادل بـ 30 سنت أمريكي. في يوم 26/09/1962 قام إنقلاب ناصري في اليمن الشمالي بقيادة العقيد عبد الله السلال، كان عبد الناصر يريد أن يعوض عن خسارته بسوريا بأي نجاح جديد، وبالرغم من رفض مستشاريه الإنخراط بمشاكل اليمن، وبالرغم من أن السعوديه لن تسمح له بمد نفوذه إلى جوارها داعمة القبائل بالمال والسلاح، إلا أنه لم يتردد بإرسال 5000 جندي وضابط٠ مع معداتهم إلى اليمن لدعم الإنقلاب وكان ذلك برأيي بداية الوقوع في الكمين الذي نصبته إسرائيل بإحكام عام 1962 لينتهي بـ 60000 جندي وضابط مزودين بكل الأسلحه الثقيله والطائرات قبل شهور معدوده فقط من حرب الكارثه مع إسرائيل عام 1967 وتأكيدآ لما أقوله، إليكم ماقاله شابتاي شافيت" - رئيس المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب - في ندوة عقدها المعهد بعنوان "سبل التصدي لإرهاب الانتحاريين": إنه وقت أن كان يرأس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".. أصدر أوامره لضباط الجهاز بمعاونة قوات الإمام بدر الملكية حتى يستعيد حكمه الذي أطاح به الثوار عام 1962 وقد قام الموساد تنفيذًا لذلك بإمداد الملكيين بالأموال والسلاح، وأرسل عسكريين إسرائيليين لتدريب قوات الإمام وبرر شافيت ذلك بقوله: إن إسرائيل كانت تريد إضعاف الاقتصاد المصري وإرهاقه بهذه الحرب التي تورَّط فيها بوقوفه بجانب الثوار بجزء كبير من الجيش المصري يقارب ثلث عدد أفراده، وبأننا - والكلام لشافيت - كنا نريد أن نتعرَّف عن قرب على حقيقة القدرات العسكرية للجيش المصري المحارب في اليمن، وقد ساعدنا ذلك على إلحاق هزيمة مروعة به عام 1967. وتابع رئيس جهاز الموساد السابق حديثه الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بقوله: "إن التدخل في الحرب الأهلية اليمنية كان جزءاً من نظرية إستراتيجية شاملة لجهاز الموساد الذي يسعى إلى إثارة الانقسامات والنزاعات في صفوف العالم العربي، والبحث عن حلفاء له في المنطقة.. كما أن التدخل الإسرائيلي في تلك الحرب مكّن الموساد من دسّ عملاء له ليحصلوا على معلومات حول قدرة الجيش المصري في تلك الفترة الحساسة التي سبقت حرب يونيو عام 1967".
الطيران الإسرئيلي نفذ فوق اليمن 14 طلعة ألقى فيها عشرات الأطنان من الأسلحه لقوات الإمام بدر ليس حبآ بالبدربل لإحداث الفتن بين مكونات الأمه من جهه ولاضعاف الجيش المصري الى اقصى حد, فبلع عبد الناصر الطعم والذي قاد الأمه إلى اكبر هزيمة في تاريخها عام 1967... لقد أنهك عبد الناصر أفضل قواته في اليمن فقط ليبرهن للعرب والعالم أن المد الثوري مازال يكسب مواقع جديده، بينما كانت إسرائيل تجر العرب إلى كمين نكون فيه في أضعف قوتنا.
أيها الإخوه والأخوات...
كان ومازال ضعف قوتنا يكمن في مايلي: إنقسام العرب وإستقوائهم بالأجنبي على أبناء جلدتهم، إعتمادهم على فئه صغيره من الشعب تجيد التطبيل والتذمير وإملاء الجيوب، تناسيهم لعقيدة الأمه في تحصيل حقوقهم. وإذا أضفنا إلى هذه العوامل إنخراط الجيش المصري في حرب اليمن مضحيآ بالآلاف من أبنائه وبالسلاح الذي دفعت قيمته الأمه، وأكثر من هذا وذاك إنخفاض الروح المعنويه للمقاتل المصري خلال خمسة أعوام من هذه الحرب المنسيه إمتدت إلى قبل شهور معدوده من حرب 1967 المشؤومه حين رتب عبد الناصر أمره على عجل مع السعوديين وبدأ بسحب قواته الجريحه من اليمن ليضعها لقمة سائغه بمواجهة العدو في سيناء، لعرفنا خطورة هذا الكمين الذي وضعنا أنفسنا فيه بينما كان العدو يعد نفسه لهذه المعركه والتي بدأت خيوطها تتضح عندما بدأت إسرائيل بتهديد سوريا في مايو ايار عام 1967 بدأ تصعيد سياسي بعد ورود معلومات سوفياتية بوجود حشود إسرائيلية على الجبهة السورية، وعلى الرغم من عدم تأكد تلك المعلومات، فقد صعدت مصر المواجهة مع إسرائيل من خلال سحب قوات الطوارئ وإرسال قوات مصرية إلى شرم الشيخ وأعلنت مصر حالة التعبئة العامة في قواتها المسلحة. وتصاعدت الأحداث بسرعة حتى كانت الشرارة التي فجرت الحرب قرار الرئيس جمال عبد الناصر إغلاق مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية.
وفي 5 يونيو حزيران 1967 قصف الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية المصرية واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وبعدها بدأت سلسلة من الهزائم المتعاقبة على الجبهتين الأردنية والسورية انتهت باحتلال سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان والقدس الشرقية.
إخوتي واخواتي...
بكيت ثلاث مرات في حياتي. بكيت يوم وفاة والدي وبكيت يوم وفاة والدتي وبكيت يوم هزيمتنا في حرب 1967 وانا استمع إلى نشيد لن ينام الثأر في قلبي وإن طال مداه من إذاعة دمشق بينما إذاعة صوت العرب من القاهره تنشد بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي... اغلقت المذياع بعد ان تأكدت ان فصول المأساة قد إنتهت, ثم سرحت في ذهول عميق, ذهول اصاب كل مكونات الأمه, ذهول نعرف اسبابه كشعوب ولكن حكامنا يصرون على ان يبقى مرافقآ لنا حتى آخر رمق في حياتنا ولكنهم يتجاهلونه لأن اعراضه كان بسببهم.
في الحلقه القادمه موعدنا مع محطة : طالب جامعي ،فإلى اللقاء
مع تحياتي

أسامة عبدالرحمن أبازيد
12/12/2009, 08:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


سيدي الكريم هشام النجار بعد التحية و السلام


إن العبد الخاسر المسمى عبدالناصر لم يكن سوى آداه تقوم بما تأمر من صانعها و حرب 1967 لم تكن سوى مسرحية حتى يتم إيهام العرب أن الحرب مع إسرائيل خاسرة و ليس هناك من سبيل سوى مفاوضات السلام أي هي بدايه الطريق للجزء الثاني من المسرحية و هي المفاوضات و قد تقول و ما بال حرب 1973 هي مسرحية آخرى هي أن إسرائيل تمادت في حق من أنشأئها و أغلقت قناة السويس و تضررت تجارة إوروبا من إغلاق قناة السويس فكان أن بعثت إوروبا رسالة إلى أمريكا و بريطانيا بأن يأمروا إسرائيل بفتح القناة و لم تفلح فكان أن أرادت أمريكا و بريطانيا تلقين إسرائيل درساً حتى لا تتطاول على أسيادها فكانت حرب 1973 التي كانت فقط لفتح قناة السويس لأجل تجارة أوروبا المتضررة من إغلاقة في ذلك الوقت و الدليل على ذلك أن القوات المصرية التي خرقت تلك الإتفاقية و التي دخلت بعد خط بارليف بعشرين كيلو متر تم محاصرتها فيما يعرف بمأساة الجيش الثالث الثغرة حيث أن رئيس أركان حرب 1973 سعد الدين الشاذلي إتصل بالسادات و قال له أنه يريد أن يكمل المسيرة إلى تل أبيب و كان أمر السادات بعزلة خلال أربعة و عشرين ساعة من ذلك الإتصال .....


تحياتي للجميع
والسلام ختام