المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تبقى لمصر؟



سيد يوسف
17/12/2009, 12:22 PM
ماذا تبقى لمصر؟
سيد يوسف

يتداول كثير من المصريين عبارة مفادها أن مصر تُسرَق وتُنهَب منذ آلاف السنين وما يزال خيرها يفيض لولا عدالة التوزيع، وحين يبحث المرء عن مصر يجدها فى حياة العامة من الموظفين والطبقة الوسطى من الناس والتى كادت أن تختفى بفعل القهر الاقتصادي والكبت السياسى وعوامل أخرى.

تاريخ طويل ممتد منذ ألاف السنين يحكى لنا عن مصر: مصر فى عصورها القديمة ( الفرعونية) ومصر فى عصورها الوسيطة ( الإسلامية) ومصر فى عصورها الحديثة ( الاستعمار وما أفرزه من مقاومة أظهرت معدن هذا الشعب الأصيل) وحين يطوف المرء فى هذا التاريخ يخرج بعدة استنتاجات قد ترقى إلى الحقائق نذكر منها ما يلى:

* طبيعة هذا الشعب تجنح إلى الوداعة والمسالمة(وهى طبيعة تُفسر أحيانا بفعل القهر والضغط بالجبن وإن كان ينفى هذا الوصف حروب المصريين وتصديهم بأجسادهم للعدو يحكى لنا التاريخ ذلك).

* خيرات هذه البلاد تكاد لا تنقطع يشهد على ذلك عطاؤها المتجدد فى كل العصور لا سيما العصر الإسلامي وما سجله عمرو بن العاص فى وصف مصر ( يرجع فى ذلك للدارسين).

* بأس المصريين بينهم شديد: إذا حكمهم بنو جلدتهم قهروهم بالاستبداد والتزوير والغش، وإذا حكمهم غيرهم كانوا أخف وطأة على المصريين من بنى جلدتهم ويتداول الناس فى ذلك نكات تدرس فى مظانها كعلم الاجتماع السياسى وغيره.

* المصريون ذوو عقل رشيد وأداء جيد يشهد على ذلك تفوقهم البارع فى مجالات متعددة لا سيما فى البيئات الملائمة: وأقصد بالبيئات الملائمة أوطان أجنبية وربما عربية...مما يؤكد أن تخلف المصريين لم يكن وليد كسل وجهل وإنما هو وليد بيئة سياسية خانقة ومناخ غير جيد.

* وجدير هاهنا أن نسوق أن المصريين ينشطون ساعة الخطر وساعة الجد نشاطا غير مسبوق وكأنهم بهذا يسابقون الزمن ويشهد على ذلك ما عايشه المصريون فى التحضير لحرب أكتوبر 1973 وكيف قهر المصريون – بإذن الله- ما لا يقهر تكنولوجيا وعقليا وأداء عسكريا وسياسيا وغير ذلك.

وها هنا بيت القصيد

وها هنا بيت القصيد فمنذ حرب أكتوبر وما أنجزه المصريون من أداء جيد شهد لهم فيه المنصفون بالكفاية والاقتدار فقد كانت هذه الملحمة هى آخر ما حققه المصريون من إنجاز يحسب للأمة المصرية بأسرها وكأن مصر قد وقفت عن النهوض الحضارى منذ ذلك الزمن ...أما التطورات التكنولوجية فقد حدثت بما يمكن تفسيره بالحتمية التاريخية وتطور الزمن وسؤالنا : أين مصر منذ تلك الحرب؟ ماذا تبقى لمصر؟ أين مصر بمشروعاتها القومية التى توجب التفاف الشعب حولها كما السد العالى من قبل بدلا من التفاف ساذج سطحى كاذب كالكرة مثلا؟!!

إن المقارنة جد ظالمة بين مصر قبل أكتوبر 1973 وبين مصر بعد ذلك...لست ناصريا ولا أدعو لعودة التجربة الناصرية بايجابياتها وسلبياتها لكنى أدعو لمشروع يبنى نهضة ويخلق أمتنا من جديد ويفجر طاقات أمتنا الإبداعية ولا أعتقد أن عاقلا يختلف فى ذلك فمصر اليوم فى حاجة إلى نهضة ...لا يمكن لهذه الشيخوخة أن تدوم...قد يحتاج الغافل لصحوة أو هزة عنيفة توقظه وتنبهه للخطر القادم...وقد تحتاج الأمم أيضا لمثل هذه الهزات لعلها تفيق من سكراتها...وقد تكون هذه الصحوة ابتلاء يحسبه الجهلاء محنة وإن هو إلا منحة علها توقظ الكسالى وتفجر همة العاقلين...مصر على موعد مع مشكلات ترقى للكوارث لولا أن يتداركها المخلصون: إن الفقر والبطالة وتآكل الدلتا وغياب الحريات والتوريث وأزمات مياه الشرب والإسكان والتغير الناشئ فى الشخصية المصرية وغير ذلك هى مشكلات تحتاج إلى حلول ( واضحة، فاعلة، مستمرة، جادة).

ويبقى السؤال

قد لا أملك إجابة جامعة مانعة لكنى أطرح السؤال على العاقلين المخلصين المدركين لقيمة مصر وتاريخها وتراثها: ماذا تبقى لمصر؟ هل تبقى لها جيل هو أعز ما تملك: جيل جبار مغوار يمكنه أن يبنى ما هدمه الدكتاتوريون منذ عشرات السنين؟ أم تبقى لها جيل خانع لا هم له سوى نفسه وليذهب الآخرون إلى الجميع: جيل (فى معظمه) يعرف المطربة فلانة الفلانية ولا يعرف من هو عبد الوهاب المسيرى أو أحمد مستجير أو مصطفى محمود أو قامات مصر التى أهال عليها المتخلفون التراب حتى صارت تلك الأعلام نكرات فى زمن الهبوط الأخلاقي والسياسي وغير ذلك؟!

بعيدا عن الموضوع

تفتقد مصر لكتابات الثائر مجدى حسين ومن مثله ممن لا يخشون فى الله لومة لائم وممن يعرفون لهذا الوطن قيمته ويحترمون تراثه وتاريخه...فك الله أسره ونفع أمتنا به.

سيد يوسف

د. علي دقاق
31/12/2009, 03:26 AM
ماذا تبقى لمصر؟
سيد يوسف
يتداول كثير من المصريين عبارة مفادها أن مصر تُسرَق وتُنهَب منذ آلاف السنين وما يزال خيرها يفيض لولا عدالة التوزيع، وحين يبحث المرء عن مصر يجدها فى حياة العامة من الموظفين والطبقة الوسطى من الناس والتى كادت أن تختفى بفعل القهر الاقتصادي والكبت السياسى وعوامل أخرى.

تاريخ طويل ممتد منذ ألاف السنين يحكى لنا عن مصر: مصر فى عصورها القديمة ( الفرعونية) ومصر فى عصورها الوسيطة ( الإسلامية) ومصر فى عصورها الحديثة ( الاستعمار وما أفرزه من مقاومة أظهرت معدن هذا الشعب الأصيل) وحين يطوف المرء فى هذا التاريخ يخرج بعدة استنتاجات قد ترقى إلى الحقائق


وها هنا بيت القصيد
فمنذ حرب أكتوبر وما أنجزه المصريون من أداء جيد شهد لهم فيه المنصفون بالكفاية والاقتدار فقد كانت هذه الملحمة هى آخر ما حققه المصريون من إنجاز يحسب للأمة المصرية بأسرها وكأن مصر قد وقفت عن النهوض الحضارى منذ ذلك الزمن ...أما التطورات التكنولوجية فقد حدثت بما يمكن تفسيره بالحتمية التاريخية وتطور الزمن وسؤالنا : أين مصر منذ تلك الحرب؟ ماذا تبقى لمصر؟ أين مصر بمشروعاتها القومية التى توجب التفاف الشعب حولها كما السد العالى من قبل بدلا من التفاف ساذج سطحى كاذب كالكرة مثلا؟!!
إن المقارنة جد ظالمة بين مصر قبل أكتوبر 1973 وبين مصر بعد ذلك...لست ناصريا ولا أدعو لعودة التجربة الناصرية بايجابياتها وسلبياتها لكنى أدعو لمشروع يبنى نهضة ويخلق أمتنا من جديد.

ويبقى السؤال

ماذا تبقى لمصر؟
هل تبقى لها جيل هو أعز ما تملك: جيل جبار مغوار يمكنه أن يبنى ما هدمه الدكتاتوريون منذ عشرات السنين؟ أم تبقى لها جيل خانع لا هم له سوى نفسه وليذهب الآخرون إلى الجميع: جيل (فى معظمه) يعرف المطربة فلانة الفلانية ولا يعرف من هو عبد الوهاب المسيرى أو أحمد مستجير أو مصطفى محمود أو قامات مصر التى أهال عليها المتخلفون التراب حتى صارت تلك الأعلام نكرات فى زمن الهبوط الأخلاقي والسياسي وغير ذلك؟!
بعيدا عن الموضوع
تفتقد مصر لكتابات الثائر مجدى حسين ومن مثله ممن لا يخشون فى الله لومة لائم وممن يعرفون لهذا الوطن قيمته ويحترمون تراثه وتاريخه...فك الله أسره ونفع أمتنا به.
سيد يوسف


الأستاذ سيد يوسف رعاك الله وكل عام وأنتم بخير

بداية أقول أن مصر دعى لها بالحفظ سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قبل فتحها وأنا أحب مصر وأحب شامنا ويمننا من حبي لمحمد صلى الله عليه وسلم وطيبة هي داري.
خططت مقالا رائعا حركت حبا دفينا فشكرا لك .وأسمح لي أن أختلف معكم حول بعض العبارات والتواريخ.

مواقف الشعب المصري يشهد لها التاريخ قديما وحديثا وهذا ليس غريبا على أرض الحضارات .
ما حققته مصر من انجازات لم يحسب لها فقط ولذلك يظن البعض أنها تسرق وتنهب منذ العصر الفرعوني وحتى تاريخ ثورة يوليو 1952 وليس حرب العاشر من رمضان / اكتوبر 1973 .
يظن البعض أن مصر كانت تُسرَق وتُنهَب لأنها كانت تعطي أكثر مما تأخذ ولا ننسى عبر التاريخ الحديث القديم حملات الحج المصرية إلى أرض الحجاز والتكية المصرية التي كان ينتظرها الحجاج من كل فج عميق في مكة المكرمة ومنى وعرفات .

وإذا أردنا أن نقيم مصر فليكن من هذاالتاريخ ... 1952 الذي أعتبره نقطة التحول في تاريخ العطاء المصري لكل العالم .
رصيد مصر الثقافي كان في أقصاه وقد خدم ثورة يوليو 1952 لثلاثة عشرة عاما أستنفذ جزء كبير منه حتى عام 1967 حيث بدأت الأمور تتغير وما حرب العبور عام 1973 إلا محاولة ــ نجحت ــ في إعادة هيبة مصر التي يعرف الغرب قبل الشرق أهميتها للحمة العرب والمسلمين ولكن حتى هذا الانجاز لم يبقى الا تاريخا فقد دبروا قتله باغتيال رواده الوطنين المخلصين من داخل وخارج مصر ليغتالوا بعد ذلك الأمة ليس المصرية فقط بل العربية والاسلامية والأدلة واضحة وآخرها الجدار الفولاذي وتغييب دور الأزهر الذي في نظري مصدر هيبة مصر .
بعد تحييد دور مصر فإن ماذكرته في مقالك القيم عن مصر يثير نفس الأسئلة في نفسي عن ما يجري في بلادي والبلدان العربية والاسلامية من فقر وبطالة ورشوة وفساد وانحطاط أخلاقي .

نهضة الأمة لن تبدأ إلا من مصر وبمصر والتاريخ سيثبت ذلك وأدعو الله أن يكتب لنا العمر والصحة لنرى من يقدم درء المفسدة على جلب المنفعة ويطبق القاعدة قبل الاستثناء ( وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) ويعمل بكلكم راع وكل مسئول عن رعيته ويصون الثوابت ويوازن بين المتغيرات ولنرى من يحب لأخيه ما يحب لنفسه .وأخيرا نريد أن نرى من يسمي الأشياء بأسمائها لا بغير أسمائها .. فهل الكذب له ألوان حتى نقول هذه كذبة بيضاء أو سوداء أو ليلة رمادية .
أعتذر على الاطالة ولك عاطر تحياتي.

د.محمد فتحي الحريري
31/12/2009, 09:50 AM
سيدي الكاتب الكريم
والله ما اتوقعه ان مشكلة مصر هي مشكلة الجميع
اعاد الله لمصر مكانتها السامقة التي نجل
والقها الذي نتمنى
ودي واحترامي اخي .

عبدالله اللوي
31/12/2009, 01:37 PM
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجد خير من هذا الجديث الذي أخرجه الأمام البخاريفي صحيحه في الرد على سؤالك ماذا بقي من مصر
7466 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ وَرَقُهُ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا فَإِذَا سَكَنَتْ اعْتَدَلَتْ وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ

سيد يوسف
04/01/2010, 02:29 PM
شكر الله مروركم أيها الأحبة : إنما حديثى عن أولى الأمر فى مصر لا عن شعب مصر العريق الذى يبذل خيرا وهو محتاج