المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخابرات صاحيه… مو نايمه / مهندس هشام نجار



هشام نجار
24/12/2009, 05:13 AM
إخوتي واخواتي.. هل صحيح ان كل شيئ نائم في بلادنا العربيه ماعدا المخابرات ؟ فهي صاحيه على طول… اعتقد ذلك, وهل صحيح ان السيد بوش إستعان بخبرة الحكام العرب ليفتح لنفسه فرع خاص بالتجسس على تلفونات الشعب الأمريكي وطبعآ المقصود بذلك الشعب الأمريكي المنحدر من أصول عربيه وإسلاميه؟ اعتقد ذلك أيضآ.
اعزائي القراء.. وما دمنا نتكلم عن الساده رجال المخابرات إليكم هذه القصه: كنا في سهره عندما اتحفنا بوش بهذا المرسوم الثوري التجسسي على فئة من شعبه فقط, امضينا سهرتنا معلقين على هذا المرسوم بطريقة ساخره. قال أحدنا: انا اللي فهمتو انو تم تسجيل الكلمات الحساسه والخطيره والتي هي مثار شك للمخابرات الأمريكيه مثل كلمات… القاعده ـ بن لادن ـ صدام ـ حماس ـ حزب الله وهكذا…. وما ان يلفظ اي عربي مثل هذه الكلمات على الهاتف حتى يتم التسجيل لمضمون المحادثه اوتوماتيكيآ ثم تبدأ تحليلات رجال المخابرات لهذه المخابره الخطيره. قررت من يومها ان اتجاوز هذه الكلمات في محادثاتي الهاتفيه مع ما يتطلب مني من تأن حتى لا أقع في المحظور.
إخوتي واخواتي.. في إحدى المكالمات كان الموضوع مع محدثي حول مشروع هندسي وكانت كلمة قاعده وقواعد البناء من ضروريات الموضوع, وبدأت اتحايل على هذه الكلمه بمرادفات أخرى, واغلق محدثي دماغه ولم يعد يفهم شرحي المسهب له, وبآخر المطاف قال: اههههه أوول( قل) قاعده..هلأ (هلق ) فهمت عليك…! والا صرت حضرتك امريكي؟ وبعد إنتهاء المكالمه قلت لنفسي: راحت عليك يا أبو لؤي اكيد وصلت المكالمه لبوش وبكره سوف ينتقلوا الى حالة الإنذار البرتقالي الا ان الحاله الوحيده التي قابلني بها رجل مخابرات في سوريا كانت في عام 1968 وكان بطلها شاب ليبي مرموق ومحترم ومعروف للشعب الليبي ولاداعي لذكر الأسماء.كنت يومها في بداية عملي الهندسي قرع جرس الهاتف سألت عن اسم المتكلم فذكر لي اسمه وطلب مكالمة اخي المهندس غسان ولكن لم تكن لهجته تنم على انه سوري او مصري او حتى خليجي, فلقد فاجأني باللهجه التاليه; الأخ غسان موجودو, إضافة الواو الأخيره لم تكن مألوفه لدي, والمفاجأه الثانيه هي انه يسأل عن غسان معتبرآ نفسه صديقآ له, فإذا كان صديقآ له, فكيف لا يعرف انه إستقال من عمله دون موافقه وغادر الى المانيا منذ اشهر للتخصص فطبقوا عليه عقوبات وارده في قانون العقوبات الأقتصادي المترجم حرفيآ عن الشيوعيه السوفيتيه.
قلت لمحدثي: غسان غير موجود ومسافر الى خارج الوطن ولكنكم بإمكانكم التفضل الى البيت لنتكلم في الموضوع واعطيته العنوان, وفعلآ حضر الرجل واستقبلته, كان رجلآ في الثلاثين من عمره وعرفت منه انه ليبي ومديرعام لإحدى الشركات الليبيه وانه كان صديقآ لغسان اثناء دراستهما في اوروبا وأن حضوره لسوريا كان ضمن جوله اوروبيه وعربيه للتعاقد مع مهندسين وبينهم غسان, ودعته بحفاوه بعد ان تعرفت عليه عن قرب.
في اليوم الثاني قرع الباب وفتحت للطارق لأجد امامي رجلآ ذو شارب متميز ونظارة سوداء اكثر تميزآ كان واضحآ لي انه من المخابرات, وفعلآ عرفني بنفسه من انه ضابط من الشعبه السياسيه ثم اخرج ورقه فيها مكالمة الأمس مع الشاب الليبي واستعرضها امامي قائلآ: هل تمت هذه المكالمه معك البارحه؟ قلت: نعم فهي مسجله لديكم, ثم بدأ يسألني عن الضيف ومعرفتي به ثم اردف قائلآ: طالما لا تعرفه فلماذا دعيته الى بيتك؟ اجبته بكل بساطه: الرجل يقول انه صديق اخي.. واخي مسافر منذ اشهر؟, فكان لزامآ علي ان اعرف هذا الرجل وجهآ لوجه واتأكد من صداقته له, وبنهاية الحديث بدا لي انه اقتنع فغادر مبتسمآ, بينما كان ضغط دمي يرتفع وينخفض كموج البحر وقررت بعهدها ان لا استقبل احدآ في بيتي يسبقها مخابره هاتفيه حتى لايطرق الباب مرة أخرى رجل بشارب كبير ونظارات سوداء ومسدس تظهر فوهته من تحت معطفه.
قرائي الأعزاء..
كما ذكرت لكم في المحطات الصغيره في حياة إنسان عادي, غادرت بمفردي إلى ليبيا في أواخر عام 1972 متعاقدآ مع الحكومه الليبيه على ان تلحق بي زوجتي بعد إستقراري. كل ماكنت احمله حقيبه صغيره فيها اوراقي الشخصيه وصوره من العقد وبعض المراجع الهندسيه وحقيبه صغيره اخرى فيها حاجاتي الشخصيه والحقيبتان كانتا فوق مقعدي في الطائره, فانا من النوع الذي اكره حمل حقائب كبيره اثناء سفري ثم اقف انتظر وصولها في محطة الوصول امام السير الجلدي المتحرك, وارى امامي المسافرين كل يلتقط حقيبته وتأبى حقيبتي الا ان تكون الأخيره. والمشكله ان حقيبتى العنيده فعلتها معي مرات حتى هجرتها ولم اعد اطيق حملها. لنعد لقصتنا وصلت مطار طرابلس وحملي خفيف قلت لنفسي سأكون اول الخارجين من المطار إنشاء الله, الأ ان احد المسؤولين اشار لي بدخول غرفه خاصه كانت مخصصه للتفتيش الذاتي وان المخابرات هي التي تتولى هذه المهمه, لم تكن نظاراتي الطبيه البريئه على عيني وحقيبتي الصغيره وصوره من عقدي ودخولي ليبيا القذافي لأول مره في حياتي ليشفع لي من التفتيش الذاتي. فدخلتها مكرهآ صامتآ وخلعت ملابسي بإستثناء الألبسه الداخليه.. ربنا ستر ولطف, ولما انهوا مهمة التفتيش رموا البستي في وجهي وطلبوا مني الخروج لإستقبال زميل آخر.
قلت لأحد الأصدقاء الأطباء :هل لديك علاجآ لحالتي النفسيه وحالة كل المسافرين العرب الذين ما ان يدخلون المطارات العربيه حتى ينتابهم إنقباض في النفس وإرتفاع بضغط الدم وحاله من الهذيان والرجفان. قال صديقي: الدواء الوحيد لهذه الحاله هو ان يخرج رجال المخابرات من كل منافذ البلد مطاراتها وموانئها ومؤسساتها وشوارعها وجامعاتها ومدارسها وجوامعها عند ذلك ستجد الإبتسامه قد علت الوجوه.
إخوتي واخواتي.. متى ستعلو الإبتسامه وجه الإنسان العربي؟
مع تحياتي

فرج عبد الله الغريب
24/12/2009, 07:59 PM
استاذ هشام اعتقد ان تجربتك في المطار الليبي شائعة في مطارات العرب وخاصة مع المثقفين، مع التفاوت من دولة الى أخرى ، مع تفوق ملحوظ لجميع المنافذ السورية مع الاسف الشديد ، أما عن سؤالك عن الابتسامة متى تعلو فهذا حلم ولكنه حلم مشروع لان الامور تزداد سوءاً0

هشام نجار
24/12/2009, 09:36 PM
اخي الكريم فرج حفظه الله
أقر معكم بسوء التعامل على المنافذ الحدوديه والمطارات العربيه. وأتفق معكم تمامآ فيما يخص منافذ قطرنا السوري. هذا نداء من كافة مثقفي واتا لكل المسؤولين عن رعاية المطارات والمنافذ وخاصة السوريه منها ولا تجبرونا على عرض حالات موثقه يندى لها الجبين , ولا تجبرونا ايضآ على حمل أدوية تخفيض الضغط كلما مررنا عليكم وبعد ذلك تسألوننا ماذا تحملون؟ فنجيبكم :وحياتكم فقط هذه الحبوب لتخفيض الضغط لزوم إستعمال المطار فقط ! فيجيبنا موظفكم النشيط صاحب اللسان السليط :الا تعلمون ان الأدويه ممنوع إستيرادها ؟ ويتابع قائلآ: امامك 3 حالات . إما ان ترميها بصندوق النفايات , وإما ان تدفع جمارك عليها 100 دولار . وإما ان تدفع لي 50 دولار . فيختار المواطن ابسط الشرور وهو ان يحافظ على صحته وجيبه. وبذلك تفسد الأمم بمعرفة الكبار وتحت سمعهم وبصرهم هذا المثال جدي لا هزل فيه, إقرأوه ثم قيسوا عليه فشكرآ لهم.
مع تحياتي