المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سهــراب ........ توظيــف : وصــف ورمـز



بنده يوسف
26/12/2009, 07:55 PM
سهــراب ........ توظيــف : وصــف ورمـز

فريبا حزباوي
بنده يوسف

الوصف :-

اعترى المزاج الشعري عبر عصوره إتجاهات وأوجه متفاوتة ، يوماً كان المزاج يتناول شاعرية كلاسية ويوماً اخر اعتراه مزاج رومانتيكي ، وآخر عرفانى وواقعي...... ؛ ونجد الوصف أداة هامة لازمت الشاعرية القديمة و الحديثة ، وشارك بصورة فعالة فى رسم الصورة الشعرية التى كانت عامود الإبداع الرئيسي فى شاعرية التراث والحداثة .

فالوصف كان نقل تصويري من نافذة عين الشاعر يمر بالإنفعال والمشاعر لتشخصه الحروف والكلمات .
وكان الوصف مهمته فى الشعر أن يخلق إبداع الصورة الفنية التى اعتمدت فى وجه التراث على الخيال والتشبيه والكنايات ، فكان إبداع يتقارب أكثر مع أدبية الحرف والمفردة ، وفى وجه الحداثة تقاربت أكثر مع الشعور والدهشة لتكون أقرب إلى التصوير ، والمفردات أدوات رسم ليد العين المتأملة ؛ ليحمل الوصف فى الشاعرية الحديثة صورة حية ، تحمل فيها المفردة الشعرية كل جوانب الكائن الحي من صوت وضوء وحركة – وكانت الصورة الكائن الأبرز حركة ووضوحاً بين كائنات النص الشعري فالمنفلوطي يقول فى قيمتها : " إن التصوير نفسه أجمل المعاني وأبدعها، بل هو رأس المعاني وسيدها......... " فالصورة هى التى ترسم الدهشة فى عيون القارئ .

صاحب الوصف الشعر قديمه وحديثه كأداة إيهام بالواقعية وتوصيل المعنى بشكل يقارب الحقيقة ؛ وعلى ذلك وجدنا الوصف يلازم كل الأجناس الأدبية الشعرية منها والنثرية ، وخصوصاً الأجناس التى تعتمد على السرد وبالتالي كان البعد الوصفي أهم أداة تبرز وتجسد الأشياء والشخصيات لأنه سيخرجها من برودة النقل والقص إلى التشخيص والتجسيد والصورة الحية .

والنقاد وضعوا الوصف كأداة هامة فى تحديد نمط الشاعرية التى يكتب بها الشاعر .... وجدانية أم ذاتية أم رومانسية ، فحددوا معالم نمط كالمدرسة الرومانسية بأن الوصف أميز سماتها .
وكما نرى أن الوصف أداة هامة سواء فى شاعرية التراث أو الحداثة إلا أن " التوظيف " لغاية هذا الوصف داخل النص الشعري ، هو العلامة الفارقة لدور الوصف وغايته فى الوجه الكلاسيكى أوالحداثي من الشعر .

فغاية الوصف قديماً : أداة تساعد المتلقي على إدراك الصورة والمعنى ، ويخلق القرائن بأدوات التشبيه والإستعارة.... ليقارب بين الذهن والشعر .

لكن مع الشاعرية الحديثة تغاير دور الوصف ، وكانت الصورة فى وصفها تمر أولاً على وجدان الشاعر ليعبر ويتجلى هذا الوجدان فى الصورة التى ترسم ، فتندمج ذات الشاعر مع النص الشعري ، ويكون الوصف لحظتها حالة تجلى للذات الشاعرة ، ومظهر لكيان شعري ويتضح كيف كان تفاعلها مع الوجود وكيف كانت رؤيتها له .

وبشكل أقرب فى الإيضاح كان الوصف قديماً يخدم موضوع النص الشعري أكثر من أن يخدم ذاتية ووجدان الشاعر ، على عكس غايته فى الشاعرية الحديثة . وبذلك يكون التوظيف هو العلامة الفارقة بين غاية الوصف فى شاعرية التراث أوالحداثة .
.
الرمز :-

مايميز الشعر عن الأنواع الأدبية الأخرى ؛ الفيض الدلالي للمفردة داخل النص الشعري ، وإعتماد الشعر على لغة الإشارة التى تخرجه من برودة الكلام ، فالمفردة فى المتن الشعري ترتفع عن حجمها الحقيقي ، وتتعدى حدود الدلالة المعجمية ، فخيال الشاعر وقوة التصوير تمنح المفردة هالة من القوة وفيض فى الدلالة والمعنى ، وهذا مايميز لغة الشعر عن أى نوع أدبي آخر كما يقول البحتري فى قوله : " والشعر لمح تكفي إشارته - وليس بالهذر طولت خطبه " ، فالشعر لغته أقرب إلى الحواس ونوافذ الشعور على عكس أى نمط آخر للكلام ، ولا يحتاج إسهاب حرف لإيضاح معنى .

والرمز يمثل اللغة الأكثر إيحاءاً فى مفردات النص الشعري ، فهو أداة توصيل لأفكار الشاعر ، وأداة توحد ذهنية الشاعر والمتلقي ، فالرمز يعطى للنص الشعري مساحة من الرحابة ، ويخرج النص من القيد الزمني ، فيجتاز الحاضر إلى الماضي ، ويوصل الماضي بالحاضر .
وبقدر مايحمل الرمز من إيضاح للنص وإظهار للمعنى ، يصيب النص والمتلقي أيضاً بحالة من الغموض والإبهام ؛ خصوصاً إذا كان النص يحمل رموزاً غير مآلوفة غير حاضرة فى الذاكرة الثقافية ، أو أن يستقدم الشاعر رموز غريبة على النص الشعري ؛ لمعرفته بثقافة أجنبية ، أو يكون هناك أزمة بين النص والمتلقي لحالة جفاف معرفي تصيب المتلقي تعزله عن الموروث القديم والوافد وإيحاء الرمز .

والرمز كائن هام من مكونات النص الشعري ، لم يفقد قيمته مع تنوع حركة الشعر بين قديم وحديث ، وربما كان من أهم الأدوات التى ساعدت على ظهور حالة الوئام والإنسجام بين مراحل الشعر المختلفة ؛ فهو يوصل الشاعر والمتلقي الحديث بالأقدمين ، ويوصل القدماء بالمحدثين عن طريق الحضور من نافذة الرمز ، فتنوع الرموز ساعد المحدثين كثيراً على التواصل مع ذهنية الأقدمين ، فهناك رمز اسطوري و تاريخي و ديني وشعبي ، رموز متعددة ساعدت الموروث أن يظهر من نافذة الشاعرية الحديثة على كافة المواضيع والقضايا .

والرمز ظهر عبر العصور الأدبية المختلفة في ساحة النص بغايات توظيف مختلفة ، فكان الشاعر والمتلقي هو الذى يحدد غاية هذا الرمز والغاية منه كانت تتحدد بكيفية توظيفه ، وبهذا صار من الممكن أن يفيض الرمز الواحد بعدة دلالات تحمل أبعاد تراثية واخرى حداثية .

الماء : توظيف وصف ورمز


المـــــــاء *
علينا ألا نعكر الماء
فربما ، عند المنحدر ، ثمة حمامة تشرب الماء
أو فى الغابة البعيدة ، ثمة برقش يغسل جناحه
أو فى قرية ، ثمة جرة ماء تملأ
علينا ألا نعكر الماء
لربما ، هذا الماء الرقراق ينحدر صوب جذع حور (1)
ليغسل حزن قلب
أو يد فقير ربما ، تمقل (2) قطعة خبز يابسة فى الماء
امرأة جميلة دنت من حافة النهر ؛ فعلينا ألا نعكر الماء
: فوجه جميل قد أنعكس
ما أعذب هذا الماء !
ما أصفى هذا النهر !
أى صفاء لدى أهل الأعالي
لتكن ينابيعهم دفوق
ولتكن أبقارهم حلوب
لم أر قريتهم ؛ لكن بلاشك اثار اقدام الله عند اكواخهم
فضوء القمر هناك يضئ سعة الكلام
فلاشك أن فى قرية الأعالي ؛ الحيطان (3) منخفضة
وأهلها يدركون أية زهرة شقائق النعمان
فلاشك أن الزرقة هناك زرقاء
فبرعمة تتفتح ، وأهل القرية لديهم خبر عنها
يالها من قرية يجب أن تكون !
ليكن طريق بستانهم ملئ بالنغم !
أهالي نبع النهر فى الأعالي ، يفهمون الماء
فلم يعكروه ، ونحن أيضاً
علينا ألا نعكر الماء


وصف :-

مثل الشعر أداة مهمة للحفاظ على وجود الإنسان وتاريخه ، فأشعار قديمة تقرأ حتى الآن لنفهم من ماتحمله من وصف وصور كيف كانت الحياة آنذاك .

ومع ظهور الطور الجديد للشعر ، مثل الشعر أهمية كبيرة فى حياة الإنسان قارئ وشاعر ، فمثل الشعر للشعراء أداة فى مقاومة الزوال ، به يرسخون وجودهم أمام أى عصف يسلب وجودهم كعصف السلطة أو فساد الزمان أو تجاهل المجتمع لهم ، ومثل أيضاً لهم نافذة منها ينظرون على ماحولهم من حياة وكون ، ويدنون منها إلى التوحد مع الكائنات .

والشعر مثل لسهراب سبهري لوحة فيها يفيض بوجوده ، وبها يعبر إلى التوحد مع مايلتف به من كائنات . وسهراب تمتع بعرفانية مزدوجة ، فأفكاره تتقارب مع عرفاء ايرانين كبار أمثال أبوسعيد أبو الخير و مولانا جلال الدين الرومي ، وتتقارب أيضاً مع مدراس عرفانية بوذية وصينية ، وهذا التنوع فى مصادر أفكار سهراب يعطي سعة فى إدراك غاية الوصف والصورة فى شاعريته ، فالطبيعة رافقت الشاعر قديماً فى وصفه ليظهر بها معنى حرفه وغاية أفكاره ، ولتكون عتبة له فى الوصول إلى مدارج السماء ، فإستحسان الطبيعة ووصفها لم يكن لقداسة تتمتع بها ، بل لسر هى تفصح عنه ، ولغاية أسمى يفتش عنها الشاعر ، ويفك مرموز ساميه من ما ترسمه الطبيعة من مشاهد وجمال . وهذا النوع من غاية الوصف يظهر فى شاعرية سهراب من خلال أفكار مدرسة مولانا الرومي .

ومع النظرة الجديدة للشعر تبدلت أيضاً النظرة تجاه الوصف و الطبيعة ، وصورها الشعراء بنوع من القداسة ، وصارت الحروف غاية للوصول لها والوصال بها ، فاندمج وجدان الشاعر مع الطبيعة ومثل وصفه لها تعبير عن مايختلي وجدانه من أفكار ومشاعر ، وتوحد معها إلى أن صارت جزء من كيانه ، وتتقارب هذه الرؤية تجاه الطبيعة مع مدرسة العرفان الصيني التى ترسم للطبيعة شكلاً من أشكال القداسة ، وأنها غاية الوصول .

وسهراب أبدع فى هذا النوع من الوصف ، فدائماً كان يبحث عن توحد مع الطبيعة و كائناتها وكأنه جزء من مكوناتها ، وكما كانت الطبيعة فى النظرة القديمة أداة مكاشفة لعوالم فى ملكوت السماء ، كان سهراب يستخدمها أيضاً كأداة مكاشفة خصبة بها يفصح عن خفقات حركة الإنسان والكائنات التى لاتدرك دون مجاهدة التوحد والتأمل لدقائق مكونات الطبيعة ، فنجد سهراب فى قطعته الشعرية " الماء " يرسم بفرشاة الحرف صورة شعرية ، ويخبرنا عن كائناتها بشكل دقيق ، وبشكل يظهر إلى أى درجة أستطاع أن يتوحد مع الطبيعة ومكوناتها لدرجة أن شاعريته أدركت برعمة وهى تتفتح ، وكم كان الماء صافياً ليعيد للطير بهاء ألوانه ، ويعيد لقلب الحور الأبيض نصاعته ، وعلى صفحته يتجلى وجه حسناء ، وأى مقام أسمى لأولائك الذين أدركوا كنه الطبيعة وفلسفتها .

وسهراب يستخدم وصفه للطبيعة ليعبر من نافذتها وجدانه ومشاعره وأفكاره ، فغايته من التوحد مع الطبيعة وإدراك قيمتها ترسيخ قيمة الإنسان والتحقق من قيمته ، فالإنسان يعبر عن إنسانيته وقيمة وجوده من خلال إدراكة لقيمة ماحوله من كائنات ، وطالما هو حافظ على قداسة تلك الطبيعة لقيمتها ؛ فهو مدرك لقيمته وحقيقة عظمة وجوده .

وللوصف فى قطعته الشعرية قيمة أخرى ، فالوصف أداة بها ينقل العالم الحي إلى شاعريته ،
لتخلق في سطوره الشعرية حياة أخرى ، فأراد سهراب إحياء كل ماحوله من كائنات وأشياء ، ليصير كل كائن حوله مرآة عاكسة لمظاهر حياة الكون كله ، وبوجدانه المندمج مع ملامح وصفه يحقق سهراب الشاعر حضوره مع العالم الحي وتوحده معه ؛ ليشارك الكون بمجمله فى الحياة ، وكأنه يرسم نظرته الفكرية نحو مفهوم وحدة الوجود ؛ حيث يتوحد الكائن مع أركان الكون ، وهنا يوظف سهراب الوصف والطبيعة بشكل تقارب مع أهل العرفان قديماً ولكن بفارق المعالجة لغاية الوصف وقيمة الطبيعة .


رمز :-

يحقق الرمز للأشياء قيمتها وفلسفتها ، يتقارب أحياناً من الإشارة والإيحاء ، ويستقل أحياناًُ أخرى بكيان يختزل فى باطنه مجمل من الأحاسيس والدلالات المشتركة بين وجدان الشاعر ومتلقيه ، فالرمز لايولد من فراغ وإنما الشاعر يضيف ويزيد فى دلالته ، وسهراب برع فى تحقيق قيمة الرمز ، فلم يغرقه فى ذاتية مجحفة تظهر لنا رموز شعرية نفقد الحس بها أو أنها لاتثير فينا أشياء ؛ بل منح الرمز فضاء أوسع بتوحده مع وجدانه ومع العرف فى ذهنية المتلقي ، فالرمز عنده له ثنائية القدرة وفضاء المعنى ، فله دلالة ظاهرة وأخرى باطنه وفى فضاء المعنى يحمل أبعاد عدة ، عرفانية وإجتماعية وفكرية ونفسية وعاطفية ...........

برع أيضاً فى توظيفه بذكاء فى سياقه الشعري ليخدم الرمز الصورة ليعطيها وضوح الدلالة ، وتمنحه أيضاً الصورة التشخيص والكيان المحسوس ؛ ليظهر للنص قوة تأثرية على المتلقي .

وكما أن سهراب كان مرهف الحس والوجدان فى إستخدام وتوظيف رموزه الشعرية من وكلمات وعبارات وشخصيات وأماكن ؛ حرص أيضاً ألا يصيب أو تصيب هذه الرموز شاعريته بشئ من الغموض ونفور الإبهام ؛ بل جعل من المتلقي شريك فى إدراك الصورة التى تملكت وجدانه لحظة البوح بهذه الشاعرية .
وجعله يتمتع بحالة من الكشف كأهل العرفان تعتمد على نوع من الدهشة والتأمل لإدراك جمال كائنات النص من رمز وصورة .
وعند سبر أغوار رمز الماء فى قطعة سهراب الرائعة " الماء " لاسبيل لنا إلا الدهشة وحيرة الإعجاب ، فكما كان سهراب دائماً فى صوره يحرص على أن يتوحد مع كافة كائنات الكون ومع أخفت حس لصوت تفتح برعمة ؛ كان يحرص أيضاً أن يتعدى الرمز حدود عرف ذهنية المتلقي ليكون رمزه محملاً بدلالة تجتمع عليها كل كائنات الكون .

فالماء رمز تعرفه الحمامة وتسمع صوته الجرة ويفهم كنهه الحور ، ويدرك قيمته الدرويش ، وتعرف لغته الحسناء ويقدسه الأصفياء .
فالإعتبارات الدلالية التى يجدها الماء عند كل كائنات الكون ؛ أعطته سعة فى الدلالة والإيحاء تبدأ من دلالات تراثية إلى أن تصل إلى دلالات حاضرة ودلالات يحملها وجدان سهراب ، فالماء رمز عرفاني مقدس، بل ربما هو أعظم الرموز الصوفية ، فهو قد يصل إلى مكانة الخلق الأول : " وكان عرشُه على الماء " ، وهو سر الوجود : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " ، وبه يتطهرون لتصفو أجسادهم وأروحهم : " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم الرجز " ، وهو جنة الفوز: " وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا " ، فالماء رمز ينطوي فيه كل الكون فمنه بشتق أهل العرفان بحر المعرفة والعلم اللادني ، ويستخدمونه كعنصر حياة ووجود ، وفى معراجهم للجنة يرافقهم ليسقى لهم أشجار وبساتين نعيمهم : " وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون " .

وبعد العرفان يفيض رمز الماء بدلائل أخرى ، فهو يقارب الأذهان من فوح الموروث الثقافي ؛ فهو رمز مقدس فى العقائد الزرادشتية ، فهو الضلع الثالث المكمل لعناصر الحياة " الماء ، التراب ، الهواء " ، وهو مصدر الحكمة والنار رمزها ، فهو أثاث للمعبد .
وكما أستطاع سهراب إلى يتواصل بعرفية رمز الماء مع متلقيه ؛ أستطاع أيضاً أن ينفذ بهذا الرمز لأذهان أخرى فالماء رمز من رموز الروح القدس فى الكتب المقدسة السماوية ، فسهراب يرسم صورة لذاك الإنسان الذى يجاور نبع الماء ؛ تتلاقى هذه الصورة مع صورة الإنسان البار التى يرسمها المزمور الأول من الكتاب المقدس : " يكون كشجرة مغروسة على مجارى المياة "

وكما يرسم سهراب صفاء أهل الأعالي بصفاء ماءهم ، وأنهم يرسمون بهذا الصفاء طريقهم نحو الخلاص ، ليعم هذا الصفاء قلوبهم ومنازلهم لدرجة انها تكون جديرة بآثار اقدام الله عند اكواخهم ؛ يرسم المسيح عليه السلام برواية يوحنا صورة توضح رمز الماء كأداة خلاص : " من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية " .

والرمز أيضاً عند سهراب له دلالات تعبر عن نزعة إنسانية ، تبتعد عن نظرة فلسفة وجود الإنسان كوجود ميتافيزيقي ، وتتقارب مع قيمة وجوده من الناحية الوظيفية ، وأنه أرقى كائنات الطبيعة ، فرمزية " الماء " ومجاورته لــ " أهل الأعالي " تشير إلى نزعة إنسانية تسعى إلى تحقيق السمو الجمالي والروحي ، وتبحث عن معنى الإنسان ، وتسعى إلى تحريره من القيود التى أهدرت قيمة وجوده كإنسان ؛ لترسم قيمته ككائن يظل أرقى الكائنات طالما هو مازال يحافظ على صفاء يشابه صفاء الماء ، ومتحرراً من كل عقيدة تفسد وصاله مع اخيه الإنسان ومع الطبيعة .

(1) شجرة الحور ، من فصيلة الصفصاف
(2) تغمس
(3) الحيطان التى يصنعها أهل الريف من الطوب اللبن

بنده يوسف
26/12/2009, 07:57 PM
http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata1986eb27bb.jpg (http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata1986eb27bb.jpg)

* آب
آب را گل نكنيم :
در فرودست انگار، كفتري مي خورد آب .
ياكه در بيشه دور، سيره اي پر مي شويد .
يا در آبادي، كوزه اي پر ميگردد .
آب را گل نكنيم :
شايد اين آب روان، مي رود پاي سپيداري، تا فرو شويد اندوه دلي .
دست درويشي شايد، نان خشكيده فرو برده در آب .
زن زيبايي آمد لب رود،
آب را گل نكنيم : روي زيبا دو برابر شده است .
چه گوارا اين آب !
چه زلال اين رود !
مردم بالا دست، چه صفايي دارند !
چشمه هاشان جوشان، گاوهاشان شير افشان باد !
من نديدم دهشان ،
بي گمان پاي چپرهاشان جا پاي خداست .
ماهتاب آنجا، مي كند روشن پهناي كلام .
بي گمان در ده بالا دست، چينه ها كوتاه است
غنچه اي مي شكفد، اهل ده با خبرند .
چه دهي بايد باشد !
كوچه باغش پر موسيقي باد !
مردمان سر رود، آب را مي فهمند .
گل نكردندش، مانيز
آب را گل نكنيم .

د.محمد فتحي الحريري
26/12/2009, 09:54 PM
الاخ الكريم الاستاذ يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما كتبته عن الرمز جميل ، ولكن بعض الادباء خرجوا عن حدود المألوف الى الاغراب والتعميه ، ولعلها احيانا مقصودة
والسبب فكرة نمطية سادت مؤخرا وهي ان الرقي الادبي يكون واضحا اكثر اذا اغرب الكاتب ولم يفهمه احد ...
نحن لا ننكر الدور الجميل للترميز الجميل المعهود ،،،، وليس لذلك الذي يقتضي ان تضع مخك في زريبة وتتبع الكاتب في عماواته !
اكرر الشكر للكاتب الفاضل مع التحايا العطرة ..