بنت الشهباء
27/09/2006, 01:47 PM
اللغة العربية تنعى نفسها
حافظ إبراهيم
رَجَـعـتُ لِـنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي //
وَنـادَيـتُ قَـومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَـونـي بِـعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني //
عَـقِـمـتُ فَـلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَـدتُ وَلَـمّـا لَـم أَجِد لِعَرائِسي //
رِجـالاً وَأَكـفـاءً وَأَدتُ iiبَـنـاتي
وَسِـعـتُ كِـتـابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً //
وَمـا ضِـقـتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَـكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ //
وَتَـنـسـيـقِ أَسـماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنـا الـبَـحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ //
فَـهَـل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَـيـا وَيـحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني //
وَمِـنـكُـم وَإِن عَـزَّ الدَواءُ أَساتي
فَـلا تَـكِـلـونـي لِـلزَمانِ فَإِنَّني //
أَخـافُ عَـلَـيـكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِـرِجـالِ الـغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً //
وَكَـم عَـزَّ أَقـوامٌ بِـعِـزِّ لُـغاتِ
أَتَـوا أَهـلَـهُـم بِـالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً //
فَـيـا لَـيـتَـكُـم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُـطـرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ //
يُـنـادي بِـوَأدي فـي رَبيعِ حَياتي
وَلَـو تَـزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ //
بِـمـا تَـحـتَـهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَـقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً //
يَـعِـزُّ عَـلَـيـهـا أَن تَلينَ قَناتي
حَـفِـظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ //
لَـهُـنَّ بِـقَـلـبٍ دائِـمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ //
حَـيـاءً بِـتِـلـكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُـلَّ يَـومٍ بِـالـجَرائِدِ مَزلَقاً //
مِـنَ الـقَـبـرِ يُـدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسـمَـعُ لِـلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً //
فَـأَعـلَـمُ أَنَّ الـصـائِحينَ نُعاتي
أَيَـهـجُـرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ //
إِلـى لُـغَـةٍ لَـم تَـتَّـصِلِ بِرُواةِ
سَـرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى //
لُـعـابُ الأَفـاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَـجـاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً //
مُـشَـكَّـلَـةَ الأَلـوانِ مُـختَلِفاتِ
إِلـى مَـعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ //
بَـسَـطـتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَـإِمّـا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى //
وَتُـنـبِـتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّـا مَـمـاتٌ لا قِـيـامَـةَ بَعدَهُ //
مَـمـاتٌ لَـعَـمري لَم يُقَس بِمَماتِ
حافظ إبراهيم
رَجَـعـتُ لِـنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي //
وَنـادَيـتُ قَـومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَـونـي بِـعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني //
عَـقِـمـتُ فَـلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَـدتُ وَلَـمّـا لَـم أَجِد لِعَرائِسي //
رِجـالاً وَأَكـفـاءً وَأَدتُ iiبَـنـاتي
وَسِـعـتُ كِـتـابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً //
وَمـا ضِـقـتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَـكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ //
وَتَـنـسـيـقِ أَسـماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنـا الـبَـحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ //
فَـهَـل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَـيـا وَيـحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني //
وَمِـنـكُـم وَإِن عَـزَّ الدَواءُ أَساتي
فَـلا تَـكِـلـونـي لِـلزَمانِ فَإِنَّني //
أَخـافُ عَـلَـيـكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِـرِجـالِ الـغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً //
وَكَـم عَـزَّ أَقـوامٌ بِـعِـزِّ لُـغاتِ
أَتَـوا أَهـلَـهُـم بِـالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً //
فَـيـا لَـيـتَـكُـم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُـطـرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ //
يُـنـادي بِـوَأدي فـي رَبيعِ حَياتي
وَلَـو تَـزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ //
بِـمـا تَـحـتَـهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَـقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً //
يَـعِـزُّ عَـلَـيـهـا أَن تَلينَ قَناتي
حَـفِـظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ //
لَـهُـنَّ بِـقَـلـبٍ دائِـمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ //
حَـيـاءً بِـتِـلـكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُـلَّ يَـومٍ بِـالـجَرائِدِ مَزلَقاً //
مِـنَ الـقَـبـرِ يُـدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسـمَـعُ لِـلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً //
فَـأَعـلَـمُ أَنَّ الـصـائِحينَ نُعاتي
أَيَـهـجُـرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ //
إِلـى لُـغَـةٍ لَـم تَـتَّـصِلِ بِرُواةِ
سَـرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى //
لُـعـابُ الأَفـاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَـجـاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً //
مُـشَـكَّـلَـةَ الأَلـوانِ مُـختَلِفاتِ
إِلـى مَـعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ //
بَـسَـطـتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَـإِمّـا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى //
وَتُـنـبِـتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّـا مَـمـاتٌ لا قِـيـامَـةَ بَعدَهُ //
مَـمـاتٌ لَـعَـمري لَم يُقَس بِمَماتِ