المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشتم وقل يا انسان



احلام القبيلي
14/02/2010, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

القدوه
فقدناها في الانسان ,,,, وجدناها في الحيوان:aa_anger:


بقلم احلام القبيلي

عندما كنت استعرض بعض دروس شقيقتي الصغرى في فترة الاستذكار الخاصه بها-

لفت انتباهي تلك الوحده الكامله في كتاب اللغه العربيه والتي تندرج جميع الدروس فيها تحت عنوان " مبادئ ساميه"
كل درس فيها يحكي عن قيمه أخلاقيه معينه مثل الوفاء, الامانه, العزه الخ
ومن الغريب والمخجل في آن واحد أن جميع النماذج التي كانت تعرضها الدروس كانت كلها نماذج حيوانيه مثل الكلب والعصفور والصقر
ولا يوجد نموذج واحد من الشخصيات البشريه
حقيقه لم استطع التعليق على مثل هذا الموضوع سوى أن أتسأل
هل فقدنا القدوه في أنفسنا إلى هذه الدرجه؟
وإذا كان المشرفون عل تربية الأجيال في وزارة التربيه والتعليم قد فقدوا الوسيله في إيجاد القدوه المناسبه حتى تركوا المجال لأولادنا في الاقتداء بالحيوانات في المثل والقيم الساميه
إن كانت هذه بغيتهم أقول ابشروا فقد أصبتم الهدف ولم يضع جهدكم سدى ففي نهاية احد الدروس كان هناك سؤال ضمن الاسئله المطروحه يقول:
س: إذا كان لديك أشياء ثمينه عند من تضعها؟
وجدت أختي قد كتبت الاجابه على النحو التالي:
ج- عند الكلب:sm_cry:
مع العلم أن الاجابه كما أخبرتني كانت منقوله من زميلتها في الفصل



ثبات الحيوان ونحطاط الانسان::mwalat15:



وفي الوقت الذي تتوارث فيه الحيوانات مبادئها الساميه تفقد البشريه جزءاً من أخلاقها شيئاً فشيئاً يوماً بعد يوم
فما زلنا نعهد منذ زمن وحتى ألان:
تقاليد الوفاء الزوجي عند الحمام
ونبل الحصان في ارتباطه بصاحبه حتى الموت
وكبرياء الأسد وترفعه عن الهجوم على فريسته من الخلف ,,,,, الخ
مبادئ وموروثات لم يتخل عنها جيل حيواني واحد
والبشر في تنافس مستمر من اجل الوقوع والانحطاط جيل بعد جيل
فإذا كانت الحيوانات لا تؤمل من حياتها جنه تصل إليها او ناراً تفر منها فلعل احدى الحكم من خلقها على وجه الأرض بعد تسخيرها وتذليلها لمنفعة بني البشر هو انه سيأتي زمان تعلمنا فيه الحيوانات ما سنفقده يوماً من المبادئ والاخلاق


بدون تعليق::think:



ذكر الدكتور مصطفى محمود في كتابه حوار مع صديقي الملحد تلك الحادثه المؤثره والتي رآها جمهور المشاهدين في السيرك القومي بالقاهره حينما قفز الأسد على مدربه من الخلف وانشب مخالبه في كتفه وأصابه بجرح قاتل في ثوره عارمه اجتاحته في لحظه
والحكمه التي نسوقها في سياق هذه القصه هي ما حدث بعد ذلك فقد روى موظفوا السيرك ان الاسد بعد تلك الحادثه امتنع عن الطعام وحبس نفسه في زنزانته لا يبرحها وعندما نقلوه الى حديقة الحيوان وقدموا له أنثى لتروح عنه ضربها وطردها وظل على صيامه ورفضه للطعام حتى انقض يوماً على يده الاثمه فجاه وظل يمزقها حتى نزف ومات

حيوان ينتحر ندماً وتكفيراً عن جريمته

ترى هل نجد بين بني البشر من يستشعر فداحة ما تقترفه يداه كما استشعر ذلك الحيوان ؟
اظننا نحن البشر اقدر على ان نقتل القتيل ونمشي في جنازته



اشتم وقل يا إنسان ::3rbe088:


الصور كثيره ولا حصر لها
ولا يزيدنا الغوص فيها إلا خزياً وعاراً وليت الأمور وقفت إلى حد موت المبادئ والأخلاق
بل ما صدمني حقاً هو أن تصل إلى حد تموت فيه مشاعر الفطره والتي كنا نعدها من الثواب لا من المتغيرات كيف لا وقد صار من السهل على الأم بكل ما في الامومه من معاني ساميه ان ترمي ولدها وفلذة كبدها بين أحضان الشوارع دون أن تهتز لها شعره واحده في الوقت الذي نرى فيه أنثى الاسد بكل وحشيتها وشراستها إذا ما انقلبت إلى صغارها صارت كالحمل الوديع وقد تخلت عن كل ما يمت للوحشيه بصله إلا دفاعاً عن صغارها إذا ما شعرت بالخطر يتربص بهم

ختاماً::eh_s(11):


ترى هل يمكننا بعد هذا كله إذا ما أردنا أن نشتم انساناً بان نقول له يا حيوان
أظن وبعد كل ما قيل ان هذه الكلمه قد صارت رفعاً
لقدر من توجه إليه وليس حطاً من شأنه
والعذر كل العذر نلتمسه لوزارة التربيه والتعليم

أضاءه::no:

في نهاية الخمسينات عندما زاد برنادشو في الكلام عن امله في ظهور الروبورت سريعاً سألوه لماذا ؟
قال:
لاني كلما عرفت الانسان ازداد احتراماً لكلبي