المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدوات الاستثناء



شيزر منيب علوان
27/02/2007, 09:13 PM
الأخوة الكرام


يرد في بعض الكتابات استخدام أدوات الاستثناء (عدا) و(خلا) و(غير) و(سوى) بمعنى الزيادة كما في المثال التالي:


يتحدث أحمد ثلاث لغات عدا/ خلا / سوى / غير العربية.


فهل هذا الاستخدام صحيح؟ أليس الاستثناء إخراج شيء من شيء, فهو عملية طرح لا جمع, وإنقاص لا زيادة؟


في انتظار آرائكم

منذر أبو هواش
27/02/2007, 10:27 PM
أخي شيزر،

الأدوات المذكورة لا يقتصر استخدامها على الاستثناء فقط، أي أن العرب كانوا يستخدمونها عدة استخدامات أخرى غير الاستثناء، فـ (غير) على سبيل المثال تستخدم صفة، وهو الأصل في استخدامها، أما استخدامها للاستثناء فهو استخدام عارض.

قال الأزهري في (غير): قال الكسائي هو اسم مفرد مذكر وجمعه (أغيار)، وقال أبو عمرو هو جمع (غيرة) و (الغيرة) بالفتح مصدر قولك (غار) الرجل على أهله يغار (غيرا) و (غيرة) و (غارا) ورجل (غيور) و (غيران) وامرأة (غيور) و (غيرى) و (تغايرت) الأشياء اختلفت و (غير) بمعنى سوى والجمع (أغيار) وهي كلمة يوصف بها ويستثنى (فإن وصفت بها أتبعتها ما قبلها) و(إن استثنيت بها أعربتها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا) وذلك أن أصل * غير * صفة والاستثناء عارض.

قال الفراء بعض بني أسد وقضاعة ينصبون غيرا (إذا كان في معنى إلا) تم الكلام قبلها أو لم يتم فيقولون (ما جاءني غيرك) و(ما جاءني أحد غيرك) وقد يكون غير (بمعنى لا) فتنصبها على الحال كقوله تعالى (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) كأنه قال فمن اضطر جائعا لا باغيا وكذا قوله تعالى (غير ناظرين)، وقوله تعالى (غير محلي الصيد).

أما مثالك (يتحدث أحمد ثلاث لغات غير العربية) فيبدو أن استخدام (غير) هنا بمعنى (الإضافة) كان في غير محله، ويبدو أن من الأصوب لو قيل: (يتحدث أحمد ثلاث لغات إضافة إلى العربية) أو (يتحدث أحمد ثلاث لغات إلا العربية)، وتكون في الحالة الأخيرة بمعنى الاستثناء، لا بمعنى الإضافة.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
03/03/2007, 09:38 PM
الأخ الأستاذ شيزر.
تحية طيبة.
نعم يا أخي:
غير .. و .. سوى... اسمان من أسماء الاستثناء
يضافان إلى ما بعدهما. ( يتبعهما مضاف إليه مجرور وجوبًا )
أما هما فيعربان إعراب ما بعد حرف الاستثناء (إلا) تمامًا، وتبعًا لأنواع جملة الاستثناء.. وفي هذا تفصيل:
نقول مثلاً:
حضر الأصدقاءُ غيرَ محمدٍ.. تعرب غير هنا مستثنى منصوب بالفتحة ( لأنها قامت مقام المستثنى محمد بعدما أضيفت إليه )

ما حضر الطلاب ُغيرَ زيدٍ
ما حضر الطلابُ غيرُ زيدٍ
في الأسلوب المنفي: يجوز أن تكون غير مستثنى منصوبًا بالفتحة، أو بدلاً مرفوعًا بالضمة ( المبدل منه الطلابُ)

ما حضر غيرُ زيد
في الأستثناء الناقص أو المفرغ ( المستثنى منه محذوف )
تعرب غير حسب موقعها في الجملة.. وهي هنا فاعل مرفوع بالضمة.
ومثل غير .. سوى
ومثلها ( بَيْدَ ) ولكن هذه لا تستخدم إلا إذا كان الاستثناء منقطعًا، وبشرط أن تُضاف إلى مصدر مؤول من أنَّ واسمها وخبرها.. مثال:
عليٌّ ذكيٌّ بيدَ أنّه مهملٌ
بيدَ: مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة.
****
أما بالنسبة لـ ( عدا.. خلا.. حاشا ) فهي أفعال استثناء، وهناك من النحاة من ذكر أن الفعلين:
( ليس.. و .. لا يكون ) يأتيان فعلي استثناء أيضًا.

ما يهمنا هنا ( عدا - خلا - حاشا )
فهذه تستعمل أفعالاً إن سبقتها ( ما ) المصدرية، ويُنصب المستثنى بعدها باعتباره مفعولاً به. مثال:
حضر العمالُ ما عدا زيدًا _ ما خلا زيدًا - ما حاشا زيدًا
تكون ( عدا_ خلا _ حاشا ) في المثال السابق أفعالاً ماضية مبنية على الفتح المقدر للتعذر، وفاعلها مستتر جوازًا تقديره هو، ويكون المصدر المؤول من ( ما والفعل ) في محل نصب حال.
ويكون تقدير الكلام: حضر العمال متجاوزين زيدًا
أما كلمة ( زيدًا ) فتكون في هذا المثال وغيره مفعولاً به.

أما إذا تجردت هذه الأفعال من ( ما ) المصدرية، فإنه يجوز لك عندئذ أن تعربها أفعالاً، أو حروف جر:
حضر العمال عدا زيدًا.. زيدًا: مفعول به
حضر العمال عدا زيدٍ.. زيدٍ: اسم مجرور
ومثل عدا خلا و حاشا.
أرجو أن أكون أوصلت إليك شيئًا مما تبحث عنه.
تحياتي لك.

شيزر منيب علوان
03/03/2007, 10:03 PM
استاذنا الكبير العزيز الأخ منذر أبو هواش حفظك الله
استاذي الحبيب الأخ هلال الفارع حفظك الله


الشكر لكم على إجاباتك المفصلة. الحقيقة أني بذلت بعض الجهد قبل عرض هذه المسألة للنقاش, ولم أصل إلى نتيجة قاطعة. ما فهمته من نقاشكما للمسألة أنه لا يجوز استخدام أدوات الاستثناء المذكورة بمعنى الزيادة, فمن الخطأ أن يقول أحدهم:

يتحدث أحمد ثلاث لغات عدا/ خلا / سوى / غير العربية.

ليعني أن أخمد يتحدث ثلاث لغات فضلاً عن أو إضافة إلى العربية, وهذا الخطأ يشبه الخطأ الذي يقع عند استخدام (ناهيك) للإضافة, فهل تحليلي صحيح؟؟؟

وجزاكم الله الخير كله..

أمير إبراهيم الديب
03/03/2007, 10:09 PM
شكرًا على الإيضاح و إزالة اللبس.

هلال الفارع
03/03/2007, 10:12 PM
أخي شيزر
أنا أوردت لك أمثلة واضحة لتقيس عليها:
نقول مثلاً: جاء القومُ غيرَ علي.
يعني أن الجميع جاؤوا أما علي فلم يجئ.
( ما بعد غير في الاستثناء مسلوب مما سبقها.. أي في حكم المستثنى منه والمستثنى) فإن قلت:
( يتحدث علي ثلاث لغات غير العربية، فهذا يعني أنه لا يتحدث العربية، ولا تكون هنا بمعنى فضلاً عن )
شكرًا لك.

منذر أبو هواش
03/03/2007, 10:34 PM
الأخ شيزر،

الأصل والصواب والصحيح في (ناهيك)
أنها تعني (حسبك أو يكفيك)
هذا رجُلٌ ناهيك من رجل!
يعني هذا رجلٌ حسْبُك من رجل!
أو يكفيك من رجل!

لكنها (ناهيك) اليوم تستعمل بمعاني أخرى
غير معناها الأصلي منها:
(إضافة إلى أو فضلاً على أو فضلا عن
أو غني عن الذكر أو بَلْهَ أو دَعْ عنك)

أما (ناهيك) في جملة:
كلفة المدرسين ناهيك عن الكتب المدرسية
تشكل عبئا على موازنة الدولة
فهي تعني (إضافة إلى) وهو من أبرز المعاني الشائعة
المرتبطة بـ (ناهيك) في الوقت الحاضر

ودمت سالما

منذر أبو هواش

شيزر منيب علوان
04/03/2007, 08:52 PM
الإخوان الأساتذة الأعزاء

جزاكم الله خيراً على التوضيح

شيزر منيب علوان
04/03/2007, 09:09 PM
للاطلاع على النقاش الذي دار بين أعضاء الجمعية عن الأخطاء الشائعة عند استخدام كلمة (ناهيك), يُرجى الضغط على الرابط التالي:


http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=6072&highlight=%E4%C7%E5%ED%DF

KHALID Mostafa
04/03/2007, 10:45 PM
أستاذنا منذر الكبير
وماذا عن الاستخدام الصحيح لـ (فضلاً على أو فضلا عن)
مع التحية

معتصم الحارث الضوّي
04/03/2007, 10:54 PM
الأخ الكريم خالد مصطفى
تحية عطرة و إعزازاً .. أرجو شاكراً إيراد استفسارك في مشاركة جديدة لتسهيل البحث و الأرشفة .

تحيتي و تقديري لمرورك الكريم و إسهاماتك القيّمة

منذر أبو هواش
07/03/2007, 01:04 AM
أستاذنا منذر الكبير
وماذا عن الاستخدام الصحيح لـ (فضلاً على أو فضلا عن)
مع التحية

أخي خالد،

نزولا عند رغبة أخي المعتصم وفيما يتعلق باستخدامات (فضلا عن)
فقد نشرت مشاركة جديدة على الرابط بأدناه

ودمت سالما،

منذر أبو هواش

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=7779

أحمد المدهون
02/06/2014, 12:14 AM
كنت هنا للإستزادة في مسألة دقيقة من مسائل اللغة.
بورك السائل والمجيبون من الأساتذة الأجلاء.