المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب قبل ان يدهسهم قطار العولمه



سيد أمين
23/03/2010, 04:28 AM
د محمود ابوالوفا

خبير مالى وادرى

Maw01000@yahoo.com





" أن العولمة ليست فكراً ولكنها وقائع تقنية فرضت نفسها على الساحة الكونية، وفي فرضها لنفسها أقلقت الجميع، وبخاصة الدول والمؤسسات ، إنها ظاهرة لا تمس أي اقتصاد، وإنما بالحصر اقتصاد السوق والاستهلاك ، واقتصاد تحويلات العملات والتدبير الاستثماري" هذا ما ذهب اليه هوبرت فيدرين عند تعريفه للعولمه.

والعولمه وان كانت تمس الجانب الاقتصادي والتقني الا انها ليست مجرد اليات جديدة تستند إلى القوة المادية المتمثله في التجارة والاقتصاد من خلال التبادل الحر فى السوق العالمية الواحدة ، حيث يعتبر حصر العولمه فى هذا الاطار يعد من قبيل الإهمال غير المبرر لمكوناتها الحقيقيه المتعددة الأشكال والصيغ والتى تتأثر بها مختلف اوجه الحياة الإنسانية ، ويعد اخطر ما فى هذه الاوجه المكونات الثقافيه المجتمعيه لانها تختص بما يسمى بالهوية , والتي تشير أغلب الدراسات إلى أنها قد تكون الضحية الأولى لموجة العولمة، باعتبارها سيراً نحو الغزو المنظم من خلال تمرير نموذج ثقافي واحد يكتسح الثقافات الاخرى ، ويميعها او يفرغها من مضمونها دون التعرض المباشر لها .



وقد تكون هذه نقطة البدأ حيث نسعى لاستنتاج بعض المقاربات الصحيحه لمفهوم العولمة من حيث التأثير المباشر اوغير المباشر على الموروثات الثقافية للاخرين ويأتى المضمون الثقافي العربي فى مواجهة الاكتساح العاصف للثقافه الغربيه ، ومن هذه الزاويه يجب الاهتمام بتوصيف الظاهرة وتوقع أثارها وتجهيز آليات المواجهه والتى يجب ان تكون الحصن الذى يحافظ ويدعم الهوية الثقافية العربية في المواجهه العاتيه للاكتساح الثقافي الغربي.



بين العولمة و الهوية

مفاوضات اقل ما توصف به انها كانت عسيره تلك التي دارت بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية على هامش اتفاقية "الجات" والتي تعني حرية تدفق السلع والأفراد والمعلومات بحرية بين الاقطار المختلفه ، فقد تخوف عقلاء فرنسا ومثقفوها من عدم قدرة الهوية الفرنسية على الصمود في وجه الاختراق الثقافي والإعلامي الأجنبي .

والهوية تعنى الصفات الجوهرية التى تجتمع فى افراد معينين يكوٌنون مجتمعا ما فى لحظه مكانيه أو زمانيه (قد تمتد بعمق التاريخ) وهذه الصفات تميّز هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات, وهى تتضمن مكونات ثابتة ( كالدين واللغه) وأخرى قابلة للتغيير ( كالعادات وطرق التفكير ) , وهى تشمل جميع نواحى الحياه تقريبا.

والهوية بهذا المعنى تشير الى الذاتية و الخصوصية و منظومة القيم و المثل و المبادئ والعادات التي تُشكل الأساس للشخصية الفردية المكونه للمجتمع ، ويٌستمد ذلك كله من خلال الموروثات التى تشكلت بفعل العقائد و الثقافه و المخزون التاريخى لتجارب المجتمع .

وتتمايزالامم فى مكونات الهويه فقد تتلاقى مع امه اخرى فى مكون او بعض المكونات , لكن لايمكن ان تتطابق فى كل مكونات الهويه وقد يكون هذا التطابق بفعل التقارب الجغرافى او الاقتراب العقدى , لكن يظل الاختلاف قائما بالنسبه للمكونات الاخرى والتى فى مجموعها تشكل الهويه.



والعولمه بما تمثله من تدفق حر لكل شىء عبر حدود الدول لابد ان يكون لها تأثير على هوية الامم , و تدفق السلع هو الجزء الاقل خطوره والاقل تأثيرا على الهويه (وان كان النمط الاستهلاكى جزء من تشكيل مكونات الهويه ) لكن تدفق مكونات هوية الاخر من خلال التفوق التقنى والعلمى هو الاخطر فى منظومة العولمه , فمن خلال وسيلتين استطاع دعاة العولمه النفاذ الى اللبنه الاولى المكونه للمجتمعات الاخرى واستطاعوا الانفراد بهاتين الوسيلتين انفرادا تاما واقتحموا بهما على افراد المجتمعات الاخرى العمل و الشارع و المنزل ودلفوا مباشرة الى داخل غرف نومهم من خلال شبكة الانترنت والقنوات القضائيه , واضحى الناس يستقبلونهما على اجهزة الحواسب المحموله واجهزة الهواتف المحموله فى اى مكان وفى اى وقت خلال الاربع والعشرين ساعه .



فاذا كانت الهوية نسق محفور فى ذاكرة افراد المجتمع من الموروثات الحضارية و السلوك الإنساني المتولد من منظومة المعايير الأخلاقية والعقائد الدينية و ما يرتبط به من أعراف وعادات و تقاليد و مكونات التراث الثقافي الذي ورثته الجماعة عن ماضيها , فاذا كان من المسلمات ان الهوية تتشكل عند الجماعة من خلال تاريخها الطويل فأن وعي الجماعة بتاريخها ومعرفتها لذاتها يمثل ضروره لازمه لمعنى الهويه , ويتأتى هذا الوعى من خلال شعور الجماعه بتاريخها بوصفه تاريخا خاصا بها تشكلت عبره مكوناتها الذاتية المميزه لها عن اى جماعه اخرى على وجه الارض , وهذا الشعور الذي هو وعي من الذات الفردية المكون للجماعه لابد ان يكون باتجاه شعور الافراد المكونين للجماعه بالذاتيهم المغايرة و المتمايزه عن ذاتية الاخرين.



والمكونات لمضمون الهويه ترتبط ببعضها البعض برباط وثيق ودقيق فى ذات الوقت وبعضها نتاج للبعض الاخر, ففكرة عبودية بعض البشر لبعض مثلا كانت احد مكونات الهويه فى حقب تاريخيه معينه وتقبلها العبيد والساده على حد سواء , وقد ترتب على قبول هذه الفكره معان حقوقيه - يخضع لها الساده والعبيد - من خلال القوانين المطبقه بتلك المجتمعات والتى تختص بحق السيد على عبده وأضحت الفكره وما يرتبط بها من قوانين جزء من هوية هذه المجتمعات ( سواء من حيث طريقة التعبيد للبشر حيث يولد البعض عبيدا بالوراثه او يعبدوا من خلال الاغاره والحروب فيعبد ويسترق الاسرى المهزومين ) , فأين اليوم موقع هذه الفكره ومايرتبط بها من معاملات او قوانين فى واقعنا المعاصر؟.

لقد تأكل جزءا – كان مهما جدا - من مكونات الهويه بفعل افكار بعض العقلاء وتعاليم بعض الديانات وربما كانت هذه الافكار وهذه الديانات قد ظهرت وتأصلت فى مجتمعات دون غيرها وقد اظلت هذه الافكار المجتمعات الموجوده الان على وجه الأرض فلا يعقل ان تجد الان افكارا تشكل جزء من هوية جماعه عن استرقاق البشر, على الرغم من ان هذه الفكره منذ مائه وخمسون سنه كانت تشكل جزءا لايستهان به من هوية الامه الامريكيه.

هذا مثال عن التغير الايجابى فى بعض مكونات الهويه, ولكن ما نخشاه ان يكون التغير فى مكونات الهويه سلبيا تحت تأثير العولمه , فكلنا يعلم ان عصر النهضه وما استتبعه من ثوره صناعيه ثم التقدم تكنولوجى الهائل قد افرز لدى الغرب قيما وعادات اجتماعيه جديده بعضا منها يخالف الاديان والاعراف الاخلاقيه القويمه وايضا افرزت النظريه الرأسماليه تقديسا للمصلحه الفرديه والحريه التامه فى الحياه الاقتصاديه حتى لو تصادمت مع الاعراف الاخلاقيه فيتم تغلبة المصلحه الاقتصاديه للفرد على غيرها من المصالح , بغض النظر عن نتيجتها على الاخرين طالما كان التصرف يخضع للقواعد الاقتصاديه , وعلى اثر ذلك حدث تغير فى بنية المجتمعات الغربيه وظهرت معايير جديده مختلفه عما كان سائدا فى كثير من نواحى الحياه .

حق يراد به باطل

1- الاله الاعلاميه :

كنتيجه طبيعيه للتفوق الكبير الذى حققه الغرب فى كافة المجالات , بات الغربيون - على اختلاف نخبهم – لديهم الشعور بالتميز والرياده , وعملت الاله الاعلاميه الغربيه – وخاصة الامريكيه- فى اظهار التفوق الغربى والتركيز على تأصيل مفهوم التفوق وتضامنت مكونات المجتمع الغربى كله مع التها الاعلاميه الجباره بالتركيز على الجوانب المختلفه فكل النمازج الغربيه هى الاولى بالتطبيق سواء اكانت سياسيه ( والمتمثله فى الانتخابات الحره النزيهه والتى ينتج عنها تداول السلطه , والحريات السياسيه الواسعه للافراد للمشاركه فى الاحزاب المختلفه , والحريات المدنيه الواسعه) او اقتصاديه (والمتمثله فى حرية الاسواق فى ظل النظريه الرأسماليه وانهيار ما عداها من ايدلوجيات وابلغ صورها شركات الكولا والوجبات السريعه والتى اضحت نموزجا يغزو العالم باسره وغيرها من المنتجات الامريكيه والاوربيه) أوالفنيه ( المتمثله فى الموجه العاتيه للنموزج الامريكى الهوليودى وما يستتبعه من مهرجانات سينمائيه دوليه "كالاوسكار" و"كان" وتفوق السينما الغربيه على ما عداها سواء فى الجوائز التى يحصدونها او الايرادات التى يحققونها , اوابطالها الذين اصبحوا نموزجا يحتذى به الشباب فى شتى اقطار الارض سواء فى القوه او الوسامه او الجمال او الموضه سواء فى تسريحات الشعر اوالملابس الطويل منها والقصير ) او اجتماعيه ( والمتمثله فيما سمى بمؤسسات المجتمع المدنى فى رعاية حقوق الانسان او حقوق الحيوان او ذوى الحاجات الخاصه او النساء المغتصبات ) , وبالعوده الى الاداة الاكثر تأثير على الهويه وهى الاله الاعلاميه من خلال القنوات الفضائيه الكثيرة العدد , وهذه الاله الاعلاميه عملت على تضخيم النمازج السابقه وقدمتها للعالم على انه الاولى بالاتباع , وقد مثل الإعلام الاستعراضي الخدعه الكبرى للجماهير التى وقعت فى براثنه وما ترتب عنه من مساس بمصداقية الوقائع والاحداث , ولم يحدث ذلك بين ليلة وضحاها ولكن استغرق عشرات السنين وبالتحديد منذ انتهاء الحرب العالميه الثانيه وظهور ابعاد وتقنيات جديده للصور المرئيه سواء على مستوى السينما العالميه أوالتلفزيون حتى ظهور مصطلح العولمه فى اخر القرن العشرين , وقد قال احد الخبراء فى توصيفه لهذه الحاله " لقد انبرى الصحفيون والمصورون وراء الشاشه ، وأوقعوا الناس في فخ اللاحقيقة أن لأن المشاهدين يرون العالم من خلال عدسة الشاشة الصغيرة ، وينسون أن مجال الواقع المعروض لا يزيد اتساعه على إطار الكاميرا " , لقد جاءت C.N.N على سبيل المثال لتضع – بطريقة مخططه ومدروسه - مفاهيم مختلفه لما تبثه من اخبار ، وتحوى هذه المفاهيم قيم إخبارية تسعى القناه بجديه لتعميمها على الاخرين , وقد تناولت كثير من البحوث والدراسات الجاده القيم الإخبارية التي تحكم عمل القناة فكانت الملاحظات التاليه :

أ- الاهتمام بالسرعة على حساب الدقة والسعي نحو التفرد بالأخبار وتحقيق السبق الصحفي دون النظر الي ما يترتب عن ذلك من آثار وفي مقدمتها المساس بفكرة قدسية الخبر وأخلاقيات مهنة الصحافة .



ب- تجاهل الحقائق والتلاعب بالمعلومات مع سبق الاصرار والترصد على حساب قيمة الموضوع , ويشار هنا إلى ما ورد بتقرير صدر عام 2007 تحت عنوان: الرقابة والتعتيم في الإعلام الأمريكي. حيث ورد به أهم 25 موضوع إخباري تم قمعه أو اقصاءه داخل القناه : مثل "قضية حياد الانترنت "و "علاقة شركة هاليبورتون الامريكيه بالتكنولوجيا النووية التى حصلت عليها إيران" و" الزيادة الكاريثية للمناطق الميتة بالمحيطات "و " زيادة الجوعى والمشردين في الولايات المتحدة الامريكيه "و" تعذيب الولايات المتحدة للمعتقلين في افغانستان والعراق" و " أعفاء البنتاجون من قانون حرية المعلومــــات" و" حقيقة تمويل البنك الدولي للجدار العازل الإسرائيلى "و" كيف تقتل الحرب الجوية الموسعة في العراق المزيد من المدنيين". هذه بعض الموضوعات الخطيرة- التي يتم تجاهلها يوميا في مقابل التركيز على الحرب من أجـل السلام والديمقراطية وحرية الشعوب وحقوق الانسان في العراق والارهاب فى افغانستان.

ج- تعمد الإثارة والهاب المشاعرعلى حساب التحليل السليم حيث لم تعد صناعة الخبر مقصوره على نقل المعلومات من مصدرها بامانه إلى المشاهد ، ولكنها أضحت في عصر تكنولوجيا المعلومات صناعة تعتمد على مناهج العلم مثل قواعد التحليل النفسي وأساليب الدعاية و الإقناع والتأثير من اجل الحصول على أكبر قدر من التأثير النفسي على المستهدفين ، فعلى سبيل المثال فقد سعت وسائل الإعلام الأمريكية إلى تحقيق الهزيمة في أذهان العراقيين قبل حسمها ميدانيا.

د- التعليق على الأخبار والوقائع والتلاعب بفكر المشاهد من خلال اعطاء الفرصه للمراسل في أي موضوع يقوم بتغطيته لينشر افكارا معينه حول الموضوع وفق أجندة إعلامية تم صياغتها بعنايه واتقان.

هـ- وضع العالم امام المشاهد من خلال خمسة محاور اساسيه :" الأخبار ، السياسة، النشرة الجوية، الاقتصاد، الرياضة " ويتم التعامل مع هذه المحاور باظهار كل ما هو ايجابي في بلدان الغرب وكل ما هو سلبي في البلدان الاخرى ، وقد ذكر أحد الخبراء أن التغطية للأحداث والأخبار في البلدان العربية على سبيل المثال تقدم للعالم في شكل فيلم من افلام هوليود لانهاية له، يحتوي على مشاهد دمار حقيقية، ومناظر دماء متخثره عند قاعدة كاميرا الاخبار".

وإذا كان الفرنسيون يرون ان العولمة صناعه امريكيه ( او امركه) تظهر من خلال ثلاثة محددات اولها سيادة اللغــة الإنجليزية كلغة وحيده للتقدم وللاتجاه نحو العالمية، وثانيهما سيطرة سينما هوليود وثقافتها وإمكاناتها الضخمة، وثالثهما انتشارالكوكاكولا والوجبات السريعه“. ويوضح ذلك بجلاء ما صرح به الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش " إن القرن القادم سيشهد انتشار القيم الأمريكية ، وأنماط العيش والسلوك الأمريكي" , لذلك فأن كل من فطن الى أن العولمه بانها "أمركة" فقد حالفه الصواب على اعتبار انها المؤثر الأقوى , وأن جوهر العولمة هو النمط الأمريكي .



2- الشبكه العنكوبتيه:

لقد أصبح الإنترنت لغة العصر وسواء رضينا أم أبينا فستكون هذه اللغة هى السائدة عالميا في السنوات القادمة , ومازال كل يوم يزداد عدد العرب مستخدمى الانترنت وقد أكدت دراسة أُجريت مؤخرا ان عدد مستخدمى الانترنت فى الوطن العربى 41 مليون تقريباً وترتيب اللغة العربية على مستوى الأنترنت الثامن .

والانترنت هواحتكار امريكى فمؤسسة (ICANN) الأمريكية هى المسؤولة عن تسيير المهام الأساسية له (internet governance) ، التي تشمل إدارة الموارد الرئيسية للبنية التحتية للشبكة , وقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل في القمة العالمية لمجتمع المعلومات أن تترك هذه المهمة الى منظمة عالمية كالاتحاد العالمي للاتصالات وهذا ما اثار قلق العالم ومعه الاتحاد الأوروبي من أن يصير الإنترنت حيازه أمريكية خالصه .

وبغض النظر- مع تحفظنا على تلك الحيازه – فان الانترنت هو اداه عصريه عظيمه ساعدت فى تسهيل الكثير من متطلبات الحياه وادت الى التقليل من مشاقها وساعدت الحكومات فى اداء اعمالها بيسر فيما سمى" بالحكومه الالكترونيه", كما ساعد الانترنت فى التبادل السريع للمعلومات ووفر الكثير من المراجع العلميه للباحثين , كما ساعد فى رواج انواع معينه من التبادل التجارى عبر البلدان المختلفه فيما سمى "بالتجاره الاليكتروتيه"



اننا نعرف لماذا الصوره المضيئه للانترنت وفوائده تصبح قاتمه ومخيفه , انه الانفلات فى المجتمع الامريكى الذى يحول الانترنت الى وسيله خطيره لتفتيت الهويه والقضاء عليها فى نفوس النشأ وتحويله الى مسخا لاينتمى لشىء , حيث يتجاوز الامر الهيمنة الأمريكية فى مجالات الاقتصاد والسياسه إلى الهويه ، بما يعنيه من سيطرة القيم النفسية والسلوكية الأمريكية على الاخرين، وبالتالى مكونات الهويه لباقي شعوب الارض , فتتأصل ثقافة جديدة , تعتمد على جميع انتاجات العقل البشري الغربي من وسائل الإغراء والخداع ، لصالح المنظومة الغربيه الجديدة التى تسعى الى ايجاد معايير ترفع من قيمه النفعية و الأنانية الفردية ، والنزعه الماديه و الغريزيه الخاليه من كل ما هو إنساني .

وحتى اذا احسن الظن بالنوايا - ولا يجوز لنا ذلك – فأن الانفلات فى كل المعايير والتجاوز القيمى الذى ليس له مبرر والذى يتميز به المجتمع الامريكى خاصة والمجتمع الغربى عامة , فحرية الفرد قد تجاوزت كل مقدس وذهبت لابعد ماهو متصور , كزواج المثلين والاستهانه بالاديان وبالقيم الانسانيه النبيله , ففى دراسه عن مخاطر الانترنت المنفلت على الاطفال خلصت الدراسه الى طبيعة الاخطار والمثالب التى تنشأ من استخدام الاطفال والمراهقين للانترنت تتمثل بعضها فى التالى:

1- المواقع اللاأخلاقية التي تكثر وتتكاثر في الإنترنت والتي يتم نشرها ودسها بأساليب عديدة في محاولة لإجتذاب الأطفال والمراهقين والذهاب بهم الى سلوكيات منحرفة ومنافية للأخلاق

2- غواية الأطفال والمراهقين حيث يتم التحرّش بهم وإغواءهم من خلال غرف الدردشة والبريد الإلكتروني

3- نشر مفاهيم العنصرية

4- الدعوة لأفكار غريبة مناقضة لديننا و لقيمنا ومفاهيمنا والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل عبادة الشيطان والعلاقات الغريبة الشاذة .

5- الدعوة للإنتحار والتشجيع له من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة.

6- جرائم القتل التي ترتكب من خلال غرف المحادثة الغريبة من قبل جماعات تدعو لممارسة طقوس معينة لفنون السحر تؤدي بالنهاية إلى قتل النفس .

7- التعرض لعمليات احتيال ونصب وتهديد وابتزاز.

8- الإنغماس في استخدام برامج الاختراق "الهاكرز" والتسلل لإزعاج الآخرين وإرسال الفيروسات التخريبية والمزعجة

9- الأمراض النفسية التي تنجم عن سوء استخدام الإنترنت مثل الإكتئاب.

10- الحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية مع شخصيات مجهولة وهمية أغلبها تتخفى بأقنعة واسماء مستعارة وما يترتب على مثل هذه القصص من عواقب خطيرة

11- استخدام الاسماء المستعارة وتقمص شخصيات غير شخصياتهم في غرف الدردشة وما يتبعه ذلك من اعتياد ارتكاب الأخطاء والحماقات واستخدام الألفاظ النابية

12- ممارسة القمار والتي تنتشر مواقعها ويتم الترويج لها بكل الوسائل عبر الإنترنت

13- التشهير بالأفراد والشركات ونشر الإشاعات المغرضة عبر نشرها بالمواقع او من خلال غرف الدردشة او البريد الإلكتروني.

14- ممارسة انتهاك حقوق الملكية بوضع نسخ للكتب على سبيل المثال في مواقعهم او تداولها فيما بينهم من خلا ل اجهزتهم مباشرة

15- تعرض خصوصية المعلومات التي في الأجهزة للاختراق من قبل المخترقين المحترفين وهواة الإختراق وبرامج التجسس .

هذا قليل من كثير مما يعد من اضرار استخدام الانترنت المنفلت ولذلك فان مكونات الهويه تصبح فى خطر اذا ترك الامر بدون رابط , حيث يربى النشأ على قيم ومعايير مختلفه ليصبحوا تابعين مخلصين لاهوائهم وشهواتهم وانفلاتهم الامحدود.

ان بلادا غربيه وعلى وجه التحديد فرنسا حذر عقلاؤها من خطر الانترنت وهم متقاربى الهويه مع نظرائهم بامريكا , فمابالنا نحن غير عابئين ولامتخوفين على هويتنا من مخاطر العولمه, افيقوا ايها العرب قبل ان يدهسنا قطار العولمه.