المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيكل سليمان المزعوم/عمر صرصور



نبيل الجلبي
25/03/2010, 03:25 PM
هيكل سليمان المزعوم

عمر صرصور


هذا ما سألته وتوقعته صحيفة هارتس الإسرائيلية في تقرير خاص نشرته عن شروع تل أبيب في بناء هيكل سليمان الثالث وهدم المسجد الأقصى في ال16 من مارس .
ذكرت الصحيفة أن هناك نبؤه تعود لأحد حاخامات القرن ال18 والمعروف باسم "جاؤون فيلنا"

حدد فيها الأخير موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم ال 16 مارس من عام 2010

موضحة أن النبوءة تضمنت إشارات إلى أن اليهود سيشرعون في بناء الهيكل الثالث مع تدشين معبد "حوربا" الكائن بالحي اليهودي بالقدس لافتة إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستنتهي بالفعل وفي ال15 من مارس من إعادة تشييد المعبد الذي يعد احد أهم دور العبادة اليهودية في القدس وتم تدميره خلال حرب عام 1948

أشارت هأرتس إلى أن معبد حوربا ـ الخراب بالعبرية ـ تم بنائه في أوائل القرن ال18 على يد تلاميذ الحاخام يهوذا هحاسيد ـ أحد كبار الحاخامات اليهود في هذا القرن ـ مضيفة أنه تدميره بعد ذلك بوقت قصير من قبل المسلمين ثم أعيد بنائه في منتصف القرن ال19 ليكون من أكبر المعابد وقتها ثم تم تدميره مرة أخرى في عام 1948 من قبل أحد فيالق الجيش الأردني خلال حرب 1948 موضحة أنه منذ عدة سنوات وبالتحديد في عام 2001 قررت الحكومة الإسرائيلية فجأة إعادة تشييد المعبد.

يأتي تقرير هأرتس متزامنا مع محاولات المستوطنين اليهود المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى ووضع صورة مجسمة لهيكل سليمان المزعوم وقيامهم بالاعتداء على المصلين الفلسطينيين تحت مرأى ومسمع الشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية بل ويتزامن مع تزايد عدد الجماعات "اليهودية" الساعية لبناء الهيكل وهدم المسجد الأقصى والمعروفون باسم "أمناء الهيكل" ومن أبرز المنظمات الفاعلة اليوم من أجل تنظيم زيارات اليهود للحرم القدسي والتحضير العملي لمشروع بناء الهيكل: "أنصار الهيكل" و"الحركة لبناء الهيكل" و"معهد الهيكل" و"حاي وكيام" و"نساء من أجل الهيكل" و"حراس الهيكل" وغيرها

معلومات هامة حول الهيكل المزعوم و معناه

اليهود يريدون هدم المسجد الأقصى ، وإعادة بناء هيكل سليمان ، وهم ينشرون صورة لديهم ، ويقولون عنها إنها صورة الهيكل الذى بناه نبى الله سليمان ، فما هى حقيقة هذه الصورة ؟

الذى لا يختلف عليه أحد هو أن نبى الله سليمان عليه السلام بنى لله بناءً مقدساً يُعبد فيه سبحانه وتعالى ، فماذا يكون هذا المبنى ؟

أيمكن أن يكون شيئاً آخر غير كونه بيتاً لله ؟

فالبناء الذى أعلاه سليمان عليه السلام كان بيتاً يعبد فيه الله ، وسماه الله المسجد الأقصى فى مطلع سورة الإسراء .

حائط البراق يسميه اليهود حائط المبكى

والذين يجهدون أنفسهم اليوم فى إثبات أن مساحة الهيكل تختلف أو تتفق مع المسجد المقام حالياً ، وهل حائط البراق يمت للهيكل بصلة أم لا وما شابه ذلك إنما يتحدثون عن شيء واحد لا اثنين ، فهو المسجد الأقصى يوم أعلى بناءه نبى الله سليمان عليه السلام وهو المسجد الأقصى اليوم . وهم إن وجدوا ما بناه سليمان عليه السلام أو لم يجدوه فنحن أحق منهم بسليمان وبما بناه .

هكذا يتصور اليهود هيكل سليمان محل القدس الشريف

أما الصورة التى يبرزونها للعالم فليس لها مصدر محدد ، ولايوجد أى دليل على أن لها أصل ، كما أن طرازها لفت أنظار عددٌ من خبراء الآثار، لأن البناء يغلب عليه الطابع الرومانى على غير طبيعة البناء فى زمن سليمان عليه السلام .

وكلمة هيكل يُقال أنها كلمة من مصدر سومرى نُقلت إلى العربية ، وأصلها ( أيكال ) وهى تعنى البيت الكبير ، وأُطلقت على كل مكان كبير للعبادة ، فلما بنى سليمان عليه السلام المسجد أُطلق عليه هيكل سليمان لكبر حجمه .

وعندما ذكر الله سبحانه هذا البيت فى القرآن قال عنه أن اسمه هو " المسجد الأقصى " ، وكذلك ذكره النبى صلى الله عليه وسلم بأنه المسجد الأقصى :

عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل الله حكماً يصادف حكمه ، وملكاً لا ينبغى لأحد من بعده ، ولا يأتى هذا المسجد أحدٌ لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه ."

فقال صلى الله عليه وسلم : " أما اثنتان فقد أُعطيهما ، وأنا أرجو أن يكون قد أُعطى الثالثة "

رواه ابن خزيمة وابن حبان

والمسجد الأقصى يقصد به كل المساحة داخل السور التى تضم قبة الصخرة ، والمسجد الذى يُعرف مجازاً بالمسجد الأقصى والأروقة والسُبل (جمع سبيل ) .. وكثيراً ما يطلق الناس عليه اسم " الحرم القدسى " للتفرقة بينه وبين المسجد الواقع بداخله .

والسؤال الأخير : هل لليهود مقدسات فى القدس ، لذا فهم يبحثون عنها ؟

فى الحقيقة أن المسلمين والمسيحيين كلاهما له مقدسات كثيرة فى مدينة القدس ، أما اليهود فليس لهم أى شيء مقدس فى القدس بخلاف بعض القبور .

أما حائط البراق الذى يبكون عنده مجدهم الضائع –أطال الله بكائهم - فهو جزء أصيل من أسوار الحرم القدسى ، ولا فرق بينه وبين باقى سور الحرم .

وهو حائط كبير يشكل الجزء الجنوبي من السور الغربى للحرم، ربط إليه النبى صلىالله عليه وسلم دابته البراق عندما وصل إلى المسجد الأقصى.

لكنهم اليوم يسعون لتهويد المدينة المقدسة بكاملها ، فيضيقون على سكانها الفلسطينيين ، ويمنعونهم من ترميم أى حائط لهم يتشقق ، حتى المقابر لم تسلم منهم ؛ فهم يعتدون على مقابر المسلمين لأنها هى التى تشهد بالتاريخ .

أما المسجد الأقصى – الرمز الإسلامى الأكبر فى المدينة - فقد سبق لهم محاولات عديدة للاعتداء عليه ، وسبق لهم حرقه فى عام 1969 ، والآن هم يحفرون الأنفاق تحت أساساته لينهار من تلقاء نفسه ، وطائراتهم تخرق حاجز الصوت فوقه ، وجنودهم تقتحمه بأحذيتهم ورشاشاتهم .. وما فعلوا هذا لقوتهم بل لضعفنا وخورنا .

وحكومات العالم الإسلامى بأسرة حائرة مشلولة لا تملك أن تفعل شيئاً ، لكننا نحن الأفراد نملك أن ندعو لهم دعاءً صادقاً ، وأن نقاطع منتجاتهم ، ومنتجات من يناصرهم ، عسى الله أن يقبل عذرنا يوم القيامة ، وألا يعذبنا بتفريطنا فى حق مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم

عن رابطة أدباء الشام