المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء: العولمة أكثر خطورة على اللغة العربية من الاستعمار



زاهية بنت البحر
04/03/2007, 08:29 PM
خبراء: العولمة أكثر خطورة على اللغة العربية من الاستعمار
الثلاثاء, 20-فبراير-2007
مايو نيوز - اختتمت مساء امس جلسات مؤتمر (لغة الطفل العربي في عصر العولمة) بمقرجامعة الدول العربية بالقاهرة بعد ثلاثة أيام نوقشت فيها قضايا منها (تحديد أدوار اللغة العربية ووظائفها في تشكيل الهوية العربية) و(استراتيجية مستقبلية لتمكين الطفل العربي من استخدام لغته القومية بكفاءة) و(اشكالية الشعر الموجه للطفل) و(لغة الفضائيات وتأثيرها في تشكيل هوية الطفل العربي) و(واقع اللغة في عالمنا العربي واستخداماتها) و(الثنائية اللغوية في المجتمعات العربية).

ورأى خبراء وتربويون عرب أن عولمة الثقافة وسيادة اللغة الانجليزية أكثر خطورة على العربية من الاستعمار وأنها ستؤدي الى ضعف التواصل باللغة القومية حتى أن رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي حذر من موت العربية بعد نصف قرن.

وقال أستاذ الطب النفسي أحمد عكاشة في احدى جلسات المؤتمر إن الطفل العربي عموما يفاجأ بوجود أكثر من لغة أولها لغة الام أو البيت ولغة الكتاب الفصيح ولغة زملاء الدراسة ولغة المدرس الذي يتحدث العامية وهذا "يساعد على وجود فوضى غير طبيعية لدى الطفل" أما الطبقات الثرية فتلحق أبناءها بمدارس أجنبية ربما تعفي طلابها من تعليم اللغة العربية.

وأضاف أن الالتحاق بمعظم الوظائف يقتضي اجادة التعامل مع الكمبيوتر اضافة الى اجادة الانجليزية محذرا من أن استمرار هذا الوضع على مدى خمسين عاما سيؤدي الى موت اللغة العربية.

ويتزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفالات الدولية باليوم العالمي للغة الذي تطلقه منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في التوقيت نفسه.

وقالت امنة الدهري الاستاذة بجامعة الحسن الثاني بالمغرب إن بالمجتمعات العربية تعددا لغويا يمثل نوعا من الاثراء للثقافة العربية "لدرء الاغتراب اللغوي الذي تروج له أصوات ذات اقتراب من الاطروحة العولمية التي تسعى لاقتحام المجتمعات العربية من أجل تكريس نموذج واحدي يعصف بالاصول ويكتفي بالذيول."

وأشارت الى أن ما تسميه "عولمة الثقافة" تبدأ بالاجهاز على خصوصية التواصل بالعربية واللغات الام وهي المحلية أو الامازيغية في الحالة المغربية عن طريق ايجاد علاقة تصادمية بينهما.

وحذرت من نجاح العولمة في اشعال مثل هذا الصدام اللغوي "الذي لم يفلح الاستعمار الفرنسي في تمريره سنة 1930" حين كانت فرنسا تحتل بلاد المغرب العربي.

وشددت اسيا شريف أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر على أن العناية بالعربية الفصحى واجب وطني وقومي وديني.

وقالت في بحث عنوانه (اللغة العربية عند الطفل وتشكيل الهوية وعلاقتها باللغات الاخرى-حالة الجزائر) إن "الطفل المغربي عامة والجزائري خاصة يواجه التباعد بين اللهجة العربية والعربية الكلاسيكية من جهة وبين العربية والفرنسية من جهة أخرى" لاسباب منها طول المدة الزمنية التي قضتها البلاد تحت الاحتلال الفرنسي.

وقالت الناشطة الفلسطينية جنان عبده الباحثة في معهد دراسات المرأة بجامعة بيرزيت إن "المعركة القومية لدى الفلسطينيين" في تجربة الاستعمار الذي تعرضت له بلادها منذ الحكم العثماني مرورا بفترة الانتداب البريطاني وصولا الى الفترة الحالية انعسكت في الحقل اللغوي حيث اعتبرت اللغة العربية "رمزا للهوية القومية".

وأضافت في بحث عنوانه (الهيمنة على اللغة كأداة للهيمنة على الشعب-تجربة فلسطيني 48) أن الدولة العبرية منذ قيامها حاولت السيطرة على جهاز التعليم العربي بهدف "تشويه الهوية القومية للطالب الفلسطيني وقطع جذور انتمائه لشعبه.. تم ذلك من خلال محاولة فرض القيم العبرية والايديولوجيا الصهيونية في المجالات التعليمية كافة... هدفت الى تحويلها (اللغة العربية) الى أداة اتصال وليس كوسيلة تعبير عن الهوية."

وأشارت الى أن الممارسات الاسرائيلية في هذا الشأن أفرزت ردود فعل عكسية حتى أن الطلاب والمدرسين قاموا بأنشطة سرية وعلنية لثبيت الهوية القومية.

وقد أوضح البيان الختامي للمؤتمر أنه شارك في أعمال المؤتمر ما يقارب من خمسمائة مشارك يمثلون مختلف المجالات المتعلقة بقضايا اللغة من تسع عشرة دولة عربية وسبع دولٍ أجنبيةٍ، إلى جانب الحشد الكبير الذي حضر من مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية، بهدف التعرف على واقع اللغة العربية في الوقت الراهن وبخاصة داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والثقافة، وتحديد أدوارها ووظائفها في تشكيل هوية الطفل العربي، بالإضافة إلى وضع اللغة العربية في مجتمع المعرفة، ورصد السبل والآليات التي تمكن اللغة العربية من التجديد والانفتاح على الثقافات الأجنبية، كما تم استعراض عدد من الخبرات والتجارب العربية والأجنبية في مجال مواجهة الأخطار التي تهدد لغاتها القومية.

وعُرِضَ في أثناء الافتتاح أوبريت بعنــوان "مرحى يا أبناء الفصحى"، يتناول حال اللغة العربية من خلال حوار بين "الأم" التي تمثل اللغة العربية وأبناءها من مختلف البلاد العربية، حيث يدور الحوار حول هموم الأطفال وهواجسهم بشأن واقع اللغة العربية ومستقبلها مع طرح العديد من التساؤلات من الأطفال للأم تتطرق للواقع العربي الحالي.

وشهد المؤتمر بشكل متوازٍ ورشة للأطفال العرب شارك فيها أربعون طفلاً من إحدى عشرة دولة عربية، إعمالا بما أقرت به المواثيق والاتفاقيات الدولية من أن المشاركة حق أصيل للأطفال كشركاء مهمين في عملية التغيير، ويجب منحهم حق المشاركة في تحديد الأعمال والقرارات التي توثر عليهم، وأن يعبروا عن آرائهم بحرية ويشاركوا الآخرين فيها.

ومن خلال ما يزيد على خمسين بحثاً، ألقيت ضمن فعاليات المؤتمر، من الممكن الخروج بجملة من الأفكار والأطروحات شكلت الجهاز المعرفي الغالب على المقاربة البحثية لموضوع المؤتمر نوجزها فيما يلي:

1 ـ إن الإصلاح اللغوي يواكب ويتزامن مع كل من الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

2 ـ إن أمتنا تفتقد إجمالاً خطة لغوية وكذلك إلى سلطة لغوية؛ فأمور اللغة تعامل من منظور جزئي أو ثانوي لا يتناسب مع ما تطرحه اللحظة الراهنة من تحديات.

3 ـ إن الإصلاح اللغوي أصبح الآن امراً ملحاً أكثر من أي وقت مضي، شريطة أن ينطلق هذا الإصلاح من مواكبة اللحظة الراهنة دون الارتداد إلى ماضٍ بعيد، أو القفز إلى مستقبل مجهول.

4 ـ إن اللغة ليست قوالب تتضمن معاني، بقدر ما تشكل التفكير وتنميه، وإن أمة تقولبت لغتها ليست إلا أمة سجينة فكر ساكن، لا يتفاعل مع الواقع.

5 ـ إن الحرص على سلامة اللغة وخصوصيتها ليس رغبة في الانكفاء على الذات، ولكنه وعي بأن استعارة الألفاظ والمفردات استعارة لمحمولات ثقافية يحتاج بعضها على الأقل إلى مراجعة وتمحيص.

6 ـ إن التعامل مع الطفل مهمة شاقة وأمانة ثقيلة، لا يضطلع بها إلا من هم أهل لها.

7 ـ إن تنمية لغة الطفل العربي عنصر من عناصر بنية متكاملة تعني بتنمية ثقافة الطفل العربي.

8 ـ إن ما يطرحه المؤتمر من توصيات أو اقتراحات يحتاج إلى حوار مجتمعي، حوار يحثنا جميعاً على إعادة التفكير في أطروحاته بغية التأكيد عليها أو تعديلها أو تغييرها بالكلية إن اقتضت الضرورة.

9 ـ إننا نؤكد حق الطفل في أن يحتفظ بلغته الأم سواء كانت عربية أو غيرها من لغات الأقليات المختلفة داخل المجتمع الواحد.

وانتهي المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات من بينها:

أولا: التعليم

ـ تطوير الأنظمة التربوية العربية في بنياتها ومناهجها وطرائقها، بحيث تستوعب جميع الأطفال في سن المدرسة، وتزودهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتفوق في عصر العولمة.

ـ دعوة وزارات التربية والتعليم في كل بلد عربي للعمل على تعميم فكرة إنشاء مدارس ابتدائية تعتمد فيها اللغة العربية لغة وحيدة للتواصل في هذه المدرسة دون أي استخدام للعامية طوال اليوم المدرسي، داخل الصف وخارجه.

ـ الاهتمام بمعلمي العربية عامة ومعلمي الأطفال خاصة مادياً وأدبياً.

ـ إعداد المعلمين في جميع المواد في جميع مراحل التعليم العام، إعداداً جيداً في حقل اللغة العربية.

ـ اعتبار اجتياز اختبار شفاهي وكتابي في اللغة العربية شرطا من شروط تعيين عضو هيئة التدريس في الجامعات والمعاهد المتوسطة وفي جميع التخصصات.

ـ التشديد في شروط القبول بالجامعات وكليات إعداد المعلمين على موضوع اللغة، ورفع المستوى التعليمي والمطالبة بتدريس العربية باللغة العربية ذاتها وليس من خلال لغة وسيطة؛ وتوزيع حصص الأدب والقواعد على معلمين مختلفين.

ـ استكمال التعريب في جميع مراحل التعليم ومستوياته وتخصصاته، لأن تأصيل العلوم وإيجاد مجتمع المعرفة لازمان لتحقيق التنمية البشرية، في أمة من الأمم، وذلك لا يتم إلا بلغتها الوطنية.

ـ وضع خطة عاجلة لتزويد المؤسسات التعليمية العربية بأجهزة الحاسب الآلي وتطوير أساليب تعلم اللغة العربية السليمة من خلالها للطلاب غير القادرين على اقتنائها.

ـ دعوة المجامع العربية إلى القيام بإجراء بحوث تتناول الرصيد اللغوي الوظيفي لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أو التشجيع على إجراء هذه البحوث ودعمها مادياً وأدبياً. فالرصيد اللغوي الوظيفي هو الأساس الذي ينبنى عليه إعداد المناهج المدرسية وتصنيف معاجم الأطفال.

ـ تأسيس معهد أبحاث لتخطيط تعليم اللغة العربية وتشجيع التخصص والبحث العلمي ومعالجة قضايا مختلفة منها: تيسير قواعد اللغة وأساليب تدريسها وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة (التلفزيون والحاسوب) لتعليم العربية وآدابها وتطوير مجال الفعاليات التربوية وتوجيهه بحيث ينمي الشعور بالهوية القومية وتأسيس خصوصية ثقافية عربية حضارية مبدعة.

ـ تأسيس مراكز للتدريب على المحادثة بالفصحى في كل بلد عربي وفي المهاجر على وجه الخصوص على أن تعتمد أسلوب الإتقان الوظيفي للغة، أي إتقان استعمال اللغة بدلا من التركيز على دراسة القواعد المجردة.

ـ تغيير أساليب التعليم من التلقين إلى الإبداع والمشاركة وتوسيع آفاق الطالب في تذوق اللغة العربية.

ـ وضع مخطط علمي لمنهج متكامل لتعليم اللغة العربية في المدرسة الابتدائية العربية يبدأ بمرحلة ما قبل هذه المدرسة وينتهي بالصف السادس.

ـ استمرار الاهتمام باللغة العربية بواسطة النشاطات المختلفة في كافة مراحل التعليم.

ـ الاهتمام ببرامج التنمية الاقتصادية والعمل على رفع المستوى الاقتصادي للأسرة العربية باعتبار أن الإمكانات المادية تقوم بدور مؤثر في توفير الوسائط اللازمة للارتقاء بلغة الطفل.

ثانياً: الإعلام

ـ اعتماد اللغة العربية لغة لبرامج الأطفال الإذاعية والتلفازية في البلدان العربية.

ـ تشجيع الإنتاج التعليمي والترفيهي الموجَّه للأطفال عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على الأداء باللغة العربية الميسرة، مع الحرص على عرض تلك المواد بطريقة جذابة وشائقة.

ـ التوصية للجهات المعنية بفرض نوع من الرقابة اللغوية على المنتوجات الثقافية المصورة والمذاعة والمطبوعة للطفل العربي، دعماً للغة العربية.

ـ إنشاء قنوات مخصصة كلياً للأطفال على أن يكون التداول فيها بالعربية.

ـ إلزام الإعلاميين بالعربية الفصحي على الأقل في برامج الأطفال.

ـ توجيه برامج إذاعية وتلفزيونية لتعليم اللغة العربية لتفعيل الحوار مع أولادنا في المهجر ولتعليمهم أصول اللغة ومناقشة القضايا الثقافية والتراثية بصفة مستمرة.

ـ سن تشريع يمنع استخدام غير اللغة العربية في الإعلانات بجميع أشكالها وإعادة النظر في كل الإعلانات التي تقدمها التلفزيونات العربية وخاصة الموجهة للطفل وأن يتم تقديمها بلغة عربية صحيحة وأن تكون مبسطة وسلسة في الوقت نفسه.

ـ إنشاء مسابقات للقراءة والكتابة باللغة الفصحي من خلال وسائل الإعلام على مستوى الدول الأعضاء لتشجيع الأطفال على النطق والكتابة بها، والاستماع إليها.

ثالثا: أدب الأطفال

ـ الاهتمام بكتاب ومؤلفي أدب الأطفال العربي للارتقاء بهذا الأدب وجعله منافساً للآداب العالمية.

ـ تشجيع الدراسات التي تعنى بأدب الطفل العربي ولغته ودعمها.

ـ تشجيع البحث العلمي الرصين في لغة الطفل وأدبه.

ـ تيسير وتسهيل عرض كنوز التراث العربي للأطفال من خلال الأعمال الفنية.

ـ الاستفادة من المشروعات والنشاطات التي تدعم لغة الطفل في بعض الدول العربية ونشرها في أرجاء الوطن العربي ومن ذلك مشروع مهرجان القراءة للجميع والمكتبات العامة.

رابعا: في مجال الترجمة

في مجال الترجمة يوصي المؤتمر بتجسير الترجمة بين العربية واللغات الأخرى على نحو متوازن، يؤدي في النهاية إلى إدخال المصطلح العربي إلى لغة الآخر بلفظه ومعناه، بوصفه مُعَبِّرا عن الخصوصية الثقافية.

منقوووول

الحيسب
04/03/2007, 09:43 PM
الأخت زاهية
ما أكثر التوصيات وما أقل التنفيذ
مشكلة اللغة فى أهلها وعندما يعرف أهلها انها ركيزة مهمة من الركائز اللازمة لبناء نهضتهم ستتغير مفاهيم كثيرة
سلامي

د.محمد فتحي الحريري
17/09/2009, 11:24 PM
اختيار المرء جزء من تفكيره
احسنت اختي المكرمة البتول الزاهية بايمانها
دمت بخير