المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية للأطفال



القاص عادل الصفار
21/07/2010, 10:24 AM
تأليف: عادل الصفار

المشهد الأول:

الوقت صباحاً والشمس في بداية شروقها ..
المسرح: عبارة عن غابة (بعض الأشجار والنباتات الخضراء ونهر صغير يجلس عنده الأرنب جزور لوحده سارحاً في تفكير عميق) .
يدخل بعض الأصدقاء متجهاً كل منهم إلى غابته..
ثم ما يلبثوا حتى يقع نظرهم على الأرنب جزور..
فيتساءلون فيما بينهم..
الغزالة: مسكين , منذ أيام وهو على هذا الحال , يجب أن نعرف السبب لنساعده ونخفف عنه..
المعزة: أوووه.. لقد حاولنا كثيراً.. لكنه أكد بان الموضوع لا يستحق الاهتمام..
الديك: لا.. لا .. يجب أن نحاول مرة أخرى, انه صديقنا وله حق علينا..
يدخل صغار الحيوانات يتصايحون ويمرحون...
احدهم : دعونا نبحث نبحث عن الأرنب جزور ليحكي لنا حكاية جميلة .
بعضهم : نعم .. نعم .. أين هو .. ؟
يتلفتون حولهم .. فيشير بعضهم حيث يجلس الأرنب
جزور : انه هناك ..
يسرعون جميعهم نحوه بينما يبتسم الكبار ويضحك بعضهم .. فتقول الغزالة معلقة : لعلهم يؤنسون وحدته ويخففون عنه .
يبتسم الأرنب جزور مرحباً بهم : أهلاً وسهلاً بأصدقائي الحلوين ..
يجلس الصغار حوله قائلين : هيا .. احك لنا حكاية جديدة وجميلة ..
الأرنب جزور : حسناً .. سأحكي لكم اليوم حكاية تختلف عما سبقها من حكايات .. أنها تتحدث عن أرنب صغير مغرور .. كان يعيش في غابة بعيدة .. مع أصدقاء أوفياء .. منهم ( الوزة نهلة , والديك صبور , والحمامة بلور ) وغيرهم .. وفي احد الأيام وجد الأرنب أصدقائه يتجاذبون إطراف الحديث على شاطئ النهر .. فاتجه مسرعاً نحوهم وهم يصرخ : ( من منكم يستطيع أن يسبح إلى الضفة الأخرى من النهر ويعود بأسرع وقت ) .. ؟
صمت الجميع وهم ينظرون إليه مندهشين .. فما كان منه الا إن يلقي بنفسه إلى الماء قائلاً : انظروا كيف أسبح .. !!
يصمت الأرنب جزور عن الكلام والصغار يحدقون في وجهه وهم في غاية الشوق لمعرفة النتيجة . الجميع بصوت واحد : وماذا حصل بعد ذلك ..؟!
الأرنب جزور كاد يموت غرقاً , لولا ألوزة نهلة أسرعت لإنقاذه .. وعندها ضحك الجميع ساخرين من غروره .. وعلق على ذلك الديك صبور قائلاً : ( هل فعلها احد قبلك ..؟! هل كانت أمك سمكة .. أو كان أبوك دولفيناً حتى تسبح في النهر ..؟!!
الصغار : حكاية جميلة وممتعة ..
احدهم : ولكن لم تقل لنا ما اسم هذا الأرنب المغرور ..؟
الجميع : نعم .. نعم .. ما هو اسم الأرنب
الأرنب جزور : ( يبتسم بخجل ) انه الأرنب جزور.. !!!
تتعالى قهقهات الصغار وهم يرددون : كانت حكايتك أنت أذن ..؟!!
الأرنب جزور : نعم .. إنها حكايتي .. وعندها شعرت بخجل شديد , فعزمت على الرحيل من الغابة .. واني ألان في غاية الشوق للعودة من جديد , إلى غابتي التي ولدت وعشت فيها .. يتعالى صراخ وبكاء الصغار وهم يمسكون به : لا .. لا .. لا تقل هذا الكلام نحن نحبك كثيراً .. يدخل ذوي الصغار من أماكن شتى مستفسرين عن سبب بكاء وصراخ أولادهم : ماذا حصل ..؟!! لماذا يبكون وتصرخون ..؟!
الصغار : الأرنب جزور يريد أن يتركنا ويرحل عنا .. !!
الكبار : ( تبدو الدهشة مرتسمة على وجوههم .. وبحزن ينظرون إلى الأرنب جزور قائلين : حقاً ..؟!!
الأرنب جزور : نعم .. منذ أيام وأنا اشعر بشوق شديد إلى غابة الأمان .. غابتي التي ولدت فيها ..
الصغار : ( يعاودون البكاء والصراخ مرددين : لا .. لا .. لن تذهب , يجب ان تعيش معنا , نحن نحبك ..
الكبار : بحزن شديد : لقد تعودنا عليك وأصبحت واحد منا ..
الأرنب جزور : صدقوني انتم اقرب الأصدقاء إلى قلبي ..ولكن هناك من ينتظر عودتي .. شكركم على حسن ضيافتكم , وسوف أزوركم , ولن أنساكم أبداً..
المشهد الثاني :
الوقت ليلاً .. وعلى نور القمر والنجوم يظهر الأرنب جزور حاملاً حقيبته يتأمل الغابة بحزن شديد , تسيل دموعه على وجنتيه وهو يودع الغابة من خلال عبراته مردداً : لم أجد انسب من هذا الوقت , الوداع يا أصدقائي الأعزاء , الوداع يا غابة القلوب الطيبة ..
يدير ظهره منصرفاً .. يدور المسرح تدريجياً ومع اختفاء الديكور , يبزغ فجر صباح جديد , وشيئاً فشيئاً تبدأ الشمس بإرسال خيوط أشعتها الذهبية ..
صوت : ( بفرح شديد ) : مَن .. الأرنب جزور .. ؟!! لا أكاد اصدق .. !!
الأرنب جزور : ( يرفع رأسه نحو مصدر الصوت يبدو وقد غمره فرح شديد ) : صديقتي الحمامة بلور .. !!
الحمامة بلور : ( تهبط متجهة نحوه وهي في غاية الشوق : لقد افتقدناك كثيراً ..
الأرنب جزور : ( بلهفة ) لقد عدت ثانية .. واني في غاية الشوق اليكم ..
الحمامة بلور : ( مبتسمة ) ولقد كبرت .. وتغير شكلك بعض الشيء ..
الأرنب جزور : كيف حال الأصدقاء .. وكطيف هي غابة الأمان .؟
الحمامة بلور: ( يرتسم على وجهها حزن شديد , وتفيض عيناها بالدموع ..
الأرنب جزور : ( بقلق شديد ) : ماذا يا صديقتي ..؟ !!
الحمامة بلور : ( تبكي ) : غابة الأمان لم تعد غابة أمان يا صديقي .. أنها ألان اليوم مأوى للأشباح المرعبة المخيفة .. !!!
الأرنب جزور : بتعب شديد : ماذا تقولين .. !!!
الحمامة بلور : ( تكفكف دموعها ) : نعم .. وقد تركنا الغابة بعد أن فقدنا بعضاً من أصدقائنا ومنهم الديك صبور ..
الأرنب جزور : (يجهش بالبكاء ) : لا .. لا .. كيف حصل هذا .. ؟!
الحمامة بلور : ( تحاول التخفيف عنه ) : هون عليك يا صديقي .. وألان هيا حيث يتواجد الأصدقاء .. سيفرحون بك كثيراً ..
( يخرجان ) .
المشهد الثالث :
يبدو الأرنب جزور فوق تل مرتفع يطل على الغابة .. بينما ينظر إليه أصدقاؤه بقلق وهم يتجمعون في أسفل التل ..
الأرنب جزور : ( بحزن وألام ) : من غير المعقول أن تكون هذه هي غابة الأمان .. ؟!! أية أشباح هذه التي جعلتها تصبح لهذه الصورة ..؟ !! أغصانها مكسرة , أوراقها متناثرة , ثمارها تالفة .. أين الطيور التي كانت تمرح فوق أغصانها .. وتطربنا بغنائها ..؟ !! أي هم أصابك يا غابة الأمان ..؟ !!
الوزة نهلة ( بقلق ) : هذا يكفي يا جزور , انزل قبل ان يروك , فيسدد احدهم سهماً نحوك .
الجميع ( كذلك ) : نخشى عليك يا صديقنا .. نحن لم نصدق انك عدت الينا ..
الأرنب جزور : ( يتجه نحوهم ) : أن غابتنا غابة خير ومحبة وأمان .. وهذه الأشباح التي تدعون أنها تسكن الغابة يجب أن نعرف سرها ..
الجميع : وماذا عسانا نفعل أتريد أن تدفع بنا إلى الهلاك .. ؟!!
الأرنب جزور : ( يحاول إقناعهم )
الجميع : ( يبدو عليهم التردد والخوف )
القردة : ( بحزن شديد تبكي وهي تستذكر حادثة والدها ) : آه ولدي .. لقد حذرته كثيراً من دخول الغابة .. لكن حبه للمرح على أغصان الأشجار .. واكل الثمار كان أقوى من تحذيري له .. فدخل الغابة في غفلة مني .. !!
الحمامة بلور : لقد امسكوا به وأخفوه في جذع شجرة التوت الكبيرة .. نعم .. لقد رايتهم وأنا احلق في سماء الغابة .. وقدتها كدت أموت .. لاحقتني سهامهم وأنا اهرب مبتعدة ..
الأرنب جزور ( بدهشة ) : كيف لهم أن يخفوه في جذع الشجرة وهو ليس شبحاً مثلهم ..؟ !!
الجميع : ( في حالة صمت وتفكير )
الأرنب جزور : ( كذلك )
القردة : ( توجه كلامها لجزور ) : بماذا تفكر ألان .. ؟
الأرنب جزور : في طريقة ادخل بها الغابة , لمعرفة السر الكامل فيها ..
الجميع : ( بخوف وفزع ) : ماذا .. ؟!!!
المشهد الرابع :
يظهر الأرنب جزور وقد عَدَ قوساً وجعبةً من السهام .. وأحاط نفسه بأغصان الأشجار حتى بدا وكأنه شجرة صغيره .. ومن حوله جميع الأصدقاء يحاولون منعه ..
الأرنب جزور : أن كنتم أن كنتم تحبونني حقاً .. وتحبون غابتكم , اتركوني وشأني ..
( ينصرف مبتعداً عنهم )
احدهم : انه شجاع .. !
بعضهم : يجب أن لا نتركه وحيداً ..
البعض الأخر : دعونا نتسلح جميعاً ونذهب خلفه .
الجميع : هيا بنا .. هيا .. هيا لندخل الغابة .
( يتفرقون ليهيء كل منهم نفسه بدخول الغابة .
المشهد الخامس :
الأرنب جزور : ( يدخل الغابة .. يتأمل آثار إقدام على البقع الترابية التي لم ينبت فيها زرع ) : هذه الآثار تنتهي أكثرها عند شجرة التوت الكبيرة ..
صوت : ( من خلال الشجرة ) : هناك شجرة غريبة في الغابة .. !!
صوت أخر : نعم .. هذا صحيح فأنا لم أرها من قبل .. !! دعونا نخرج لنتحقق منها ..
( يخرج ثلاث ثعالب شرسة )
الأرنب جزور : ( يحاول ان يسدد سهماً نحوهم )
الثعالب : ( تسرع نحوه .. وتنقض عليه )
الأصدقاء : ( يخرجون من أماكن شتى مسرعين نحو الثعالب وتدور معركة بينهم ) .
الأرنب جزور : ( يبدو مصاباً على الأرض )
الأصدقاء : ( يتمكنون من توجيه ضربات قاسية للثعالب .. ويتمكنون من شدهم بحبال على جذوع الأشجار ) .
بعض الأصدقاء : ( يبدون في حاله تعب شديد )
البعض الأخر : ( منشغل في إسعاف الأرنب جزور )
البعض الأخر : ( يلوح بالعصا بوجه الثعالب )
الثعالب : ( بخوف شديد ) : ماذا ستفعلون بنا .؟!
القردة : سنفعل بكم ما تستحقونه ..
الثعالب : ( يرتجفون خوفاً ) : لا .. لا .. ارحمونا ..
بعض الأصدقاء : أترتعشون خوفاً ألان ..؟!! هل نسيتم إنكم قتلتم أصدقاءنا .. وقطعتم أغصان الأشجار وأتلفتم ثمارها , ونثرتم أعشاش الطيور وكسرتم بيضها ..؟!!
الحمامة بلور : نفعل بكم مثلما حاولتم ان تفعلوا بي يوم أطلقتم علي سهامكم ..
الأرنب جزرو : ( وهو ممدد على الأرض ومن حوله بعض الأصدقاء يعاني آلام الجراح ) : يا أصدقائي :
الجميع : ( يتجهون بإبصارهم نحوه ) : نعم أيها الشجاع الوفي .. كيف تشعر الآن ..؟
الأرنب جزور : حافظوا على غابتكم .. ولتكن غابة أمان للجميع ..
الأصدقاء : وأنت معنا أيها الصديق المخلص ..
المشهد الأخير :
يظهر الجميع وهم ينظفون الغابة ويرتبونها .. فيخرج بعضهم من جذع الشجرة أقنعة مختلفة وملابس سوداء وبيضاء .. يرفعونها أمام الجمهور قائلين : كانوا يرتدوها ويخيفوننا بها على أنهم أشباح
( يدخلون أصدقاء الأرنب جزور من الغابة الأخرى .. ومعهم صغارهم )
الجميع : ( يرحب بهم ) : أهلا .. وسهلا بضيوفنا تفضلوا ..
الصغار : ( يندفعون نحو أماكن شتى منادين) : أين الأرنب جزور .. أين هو نريده أن يحكي لنا حكاية .. نحن في غاية الشوق إليه ..
الوزة نهلة : ( تجمع الصغار ) قائله : يا أصدقائي الحلوين أنا سأحكي لكم حكاية ..
الصغار : لا .. لا .. نريد أن نسمعها من صديقنا جزور .
الوزة نهلة : سأحكي لكم حكاية تعرفون من خلالها الكثير عن شجاعة وإخلاص صديقنا الأرنب جزور .
الصغار : ( يجلسون حولها ) : حسناً وما هو عنوان الحكاية .. ؟
الوزة نهله : عنوانها غابة الأمان ..
( تصدح الموسيقى .. الوزة نهلة تحكي والصغار يصغون ) .

ســــــتــار

أريج عبد الله
30/11/2010, 09:34 AM
أستاذيّ الفاضل
أحييك على هذه التحفة الفنية ...
سرد ممتع يجبرنا على المتابعة..لقد عادت بي الى
برنامج سينما الأطفال والقصص التي كنا نشترك في
تمثيلها من خلال مكتبة الطفل في بغداد لازلت أحفظ الكثير
منها وأرويها للأطفال في العائلة بالصوت الطفولي الذي يجذبهم للحديث.
عالم جميل .. تحية للأرنب جزور في غابة الأمان.
امنياتي الطيبة لشخصكم الكريم
أريج العراق

القاص عادل الصفار
01/12/2010, 07:42 AM
الأخ اريج عبد الله المحترم
السلام عليكم
من اعماق قلبي اتقدم اليكم بالشكر الجزيل والامتنان على ما تفضلتم به من ابداء رأيكم في مسرحية غابة الامان.. تحياتي
عادل الصفار

أمينة الرويمي
05/03/2012, 11:02 AM
أستاذ الفاضل : استمتعت كثيرا بسردك للمسرحية .. كانت ممتعة ومفيدة ويستخلص منها الطفل عدة معان قيمة ادامك الله لنا وللمنتدى كما اني انتظر بفارغ الصبر رأيك في مسرحياتي وقصتي لان رأيك يهمني كاتبة قصص الاطفال امينة الرويمي