المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وحدة الثقافة وثقافة الوحدة



محمد خطاب سويدان
29/07/2010, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وحدة الثقافة وثقافة الوحدةمما لاشك فيه أن البقعة التي تشغلها الأقطار العربية كانت هي البقعة التي احتضنت آخر الرسالات السماوية وأكملها إلى يوم الدين ، وهذا يعني أنها مؤهلة من الله سبحانه وتعالي ولا زالت أن تواصل مسيرة التقدم وتحمل راية الإنسانية علي عاتقها تتقدم الجميع وتتقدمهم إلى خير البشرية .
ولقد شهد العالم بأسره ماذا جنى من تخلف المسلمين وكان جراء ذلك تحكم دائرتين الأولي بنيت علي الإلحاد والكفر فانهارت والأخرى باقية للآن تنتظر دورها للتلاشي مع ما حملته معها من شقاء ومشاكل ومصائب حلت علي البشرية بحكمها فقط هي مسألة وقت.
هذه البشائر كان يجب أن تستمر بل وتتسامي في دائرة الدين الحنيف ولكن توقف الدفع وتفككت البنيات والأوصال ، وأصبح الفلك العربي محيطا بعد أن كان مركزا وملحقا بعد أن كان مصدرا.
وهكذا .. إن العرب يعيشون الان ومنذ فترة غير قصيرة حالة تدهور وتجزؤ وانفصال .وما أن يتم تجزئ أحد الأقطار العربية حتى يسارع العرب التي تكريس الانفصال نفسه بل ويدعموه ، لا اهتمام لهم بالمصيبة التي تصيب الأشقاء في ذالك القطر أو ذاك .
ما يحدث الآن في السودان وخطوات انفصال الشمال والجنوب ليس للعرب دور في إيقاف الانفصال والوقوف ضده ، ولا يعرفون أو يعرفون أن بلادهم علي القائمة .
ما هو الدور الذي تلعبه الأقطار العربية في زيادة حده الانفصال الفلسطيني .
وما هو دور العرب الآن في تكريس الاحتلال في العراق وتكريس انفصال الشمال الكردي عن جسم الدولة فقد تنامي إلينا أن دولة عربية بدأت بإرسال بعثات دبلوماسية هناك .
إذن تحولت الكيانات القطرية بعد أن ارتبطت بالنضال التحرري ضد الاستعمار تحولت اقتصاديا وثقافيا وسياسيا ضد الوحدة العربية .
الكل يريد أن يبني بمعزل عن الآخرين ليثبت أنه الأفضل وان ما يطرحه من فكار هو الطريق إلى التقدم والتطور وبما أن هذه الأفكار كانت ولازالت مرتبطة بالحكم الفردي المستبد فقد فشلت وستفشل كل المحاولات في ظل الديكتاتورية .
كما انه لا ضير من إفشال محاولات البناء للآخر تحت بند لا أحد مهم غيري .
فعلي سبيل المثال كانت السودان ولازالت يمكن أن تكون سلة الخضار والفواكه للعالم العربي والإسلامي ، وكان الأمر في عام ( كانت التكلفة 5 مليون دولار ) 1990 يتطلب فقط مد خط سكة حديدي بين الشمال والجنوب ودخول رؤوس الأموال العربية لاستغلال كل الإمكانات والموارد فيها ولم يفعل أحد .
في ذلك العام اقصد عام 1990 طلبت السودان دعم بعض دول الخليج الغنية فكان الرد مؤلما أكثر من هدم التنمية العربية .
أصبحت التنمية القطرية تعمق التجزؤ وتخنق التنمية في حد ذاتها .
كما أن التبادل الاقتصادي بين الدول العربية وللآن يراوح في مكانه بل وتراجع بينما التبادل الاقتصادي الخارجي مع الدول الغير عربية يزداد وينمو .
التواصل الثقافي تنسفه الخلافات السياسية بين الأقطار العربية ، وقتلت بعض المسيرات الثقافية بعد أن تحولت إلى قطرية وفردية قاتله وأشير هنا إلى مجلة العربي الكويتية ، وأغلقت مجلة الدوحة بعد ضغوط شديدة لان لها خط إسلامي عربي نهضوي ، وهناك محاولات غربية عربية لإغلاق قناة الجزيرة الإعلامية ونساءل لماذا ؟؟؟
كما أن العلاقات العربية السياسية وصلت إلى درجة ينتفي معها الحد الأدنى من اللقاء اللازم لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتهدد الأمة وكذلك وجودهم وهويتهم وكيانهم .
خنقت التنمية ذاتها بقطريتها ، وهاهي الكيانات القطرية باتت تحت وطأة انقسامات طائفية وغيرها ، بل أكثر من ذلك هي تساعد أمريكا علي احتلال بعض الدول العربية الأخرى ، وأصبحت إسرائيل دولة شقيقة حبيبة علي القلب لدي البعض .
إن حالة التجزؤ المتنامية تفرض علي هذه الأمة أن تعود إلى الوحدة كضرورة حتمية وتاريخية تحت ظل الإسلام وبتعاليمه لا بغيره حتى لا يكون اغتراب بين الفكر المطروح وثقافة المجتمع العربي حتى لا ينشطر الفكر فنعود مرة أخي للانقسام بين ثقافتين .
لا يجوز أن نقيم تراثنا القديم بقيم حياتنا المعاصرة بشكل إسقاطي ،إن استيعابنا النقدي التاريخي العلمي لحقائق تراثنا بأنحائه المختلفة الدينية والكلامية والفلسفية والأدبية والعلمية والتاريخية والإنتاجية هو امتلاك معرفي لتاريخنا الماضي وتوحيد وتأصيل لوجداننا الحاضر ، مما يعمق قدرتنا علي امتلاك الحاضر معرفيا وإبداع المستقبل .
يجب أن يسهم الفكر المطروح في تكوين وعي الأمة العربية .
إن وضعية التجزئة التي ترتكز على بني داخلية وضع أساسها من غير العرب وباليات تزيد من حدة التفكك والتجزئة يتطلب ذلك وجود الوعي الوحدوي والمتقدم علي الشعور في النفس ، ويجب أن يكون عملا وليس شعارا فقط ، هو وعي الواقع بجميع مستوياته وجوانبه .
يجب أن نتخطى التجزيئية والقطرية في نفوسنا أولا وتتحول القضية الى وعي كامل بالوحدة العربية تحت راية الإسلام ، علينا ان نتخطى الحدود ونساهم فعليا في تعبئة المواطن العربي في اتجاه معاركه الكبرى من اجل التحرر وصنع التقدم .
محمد خطاب

خالد جرادات
29/07/2010, 10:49 PM
كلام جميل أيها الأستاذ الفاضل، ولكن ما هي الخطوات العملية المطلوبة لتحقيق هذه الوحدة؟
هل الثقافة السائدة في البلدان العربية، هي ثقافية عربية؟
هل تريد الشعوب العربية الوحدة ؟

محمد خطاب سويدان
29/07/2010, 11:49 PM
اخي الكريم / خالد جرادات
عنما بدأ الاسلام كانت افكاره غريبة عن المجتمع مخالفة تماما لما هو سائد بين الناس في ذلك الوقت ، وبفضل مجموعة مؤمنة التفوا حول رسول الله صلي الله عليه وسلم انتشر الاسلام وامتد شرقا وغربا ، فكيف الان والناس لهم هذا الدين والمطلوب هو التوعية من اقلام مؤمنة بما تكتب ولو لاقت في ذلك متاعب .
كانت اوربا في القرون الوسطي في التخلف تحيا وما أظن ان محاكم التفتيش غائبة عن الذهن ، وعندما تصادم المفكرون مع الكنيسة كانت لهم اليد الطولي اخيرا لما وصلوا اليه بغض النظر عن التقييم لما حدث .
اي ان التغيير لا يأتي بسهولة بل بكفاح ونضال ضد كل المعيقات بشرط ان تحمل الرسال من امنوا بها وليس ترفا فكريا
في منتدي الفلسفة كتبت مقالا بعنوان ( تحديث الشخصية العربية ) برؤيا اكون شاكرا لو تم تقييمها من قبلكم
كما اود ان اقول ان الثقافة في الدول العربية لا تحمل وجها واحدا بل عدة وجوه ومن هنا جاء قبول الشعوب للوحدة من عدمها

خالد جرادات
30/07/2010, 12:45 AM
اي ان التغيير لا يأتي بسهولة بل بكفاح ونضال ضد كل المعيقات بشرط ان تحمل الرسال من امنوا بها وليس ترفا فكريا

هذا ما قصدته أستاذي الفاضل عندما طرحت أسئلتي، فنحن لا نرى من الشعوب العربية إرادة حقيقية في التغير والسير نحو الوحدة، نحن نسمع شعارات براقة ولا نرى أعمالا على الأرض، فلا أجد استعدادا حقيقيا للتضحية في سبيل الوحدة إلا ما ندر وهو غير كاف.

محمد خطاب سويدان
31/07/2010, 06:28 PM
اخي خالد
لاخلاف علي ما تفضلت به ، وأن ثقافة المجتمع لابد تابعة لمن يملك ادوات الاعلام ، في عهد عبد الناصر سادت ثقافة الوحدة ومقارعة الاستعمار ‘ وفي عهد من خافه سادت ثقافة الاستسلام ووجد لها رجالها
ولذلك قال احد كبار السن ان الاعوجاع من اعلى