المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قرأ الأستاذ ابوجرة سلطاني أدب الطاهر وطار2؟



الدكتور حسين فيلالي
29/08/2010, 08:31 PM
هل قرأ الأستاذ أبو جرة سلطاني أدب الطاهر وطار2؟
الدكتور حسين فيلالي
الحلقة الثانية
( في الجنة يقضي المسلم يومه الطويل، الكبير في افتضاض الأبكار روي عنه صلى الله عليه وسلم ذلك..).
راوي الحديث الطاهر وطار في رواية عرس بغل.
قبل متابعة قراءتنا لرواية عرس بغل، نود من الشيخ سلطاني أن يخرج لنا هذا الحديث، ويبين لنا سنده حتى لا نظلم الراحل، ونعد قوله افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم نعده من المتحاملين على الاسلام ونكون بذلك قد خالفنا رأي الشيخ سلطاني في الطاهر وطار.
تابع العدوانية وهاجس المقدس في عرس بغل.
ولم يتوقف تهجم الكاتب على المشائخ الذين حولهم -دون استثناء – إلى زناة يرتادون الماخور(...لو تحدث –أي الحاج كيان- إلى مشائخه ،وزملائه الذين لا يفتأون يترددون هنا لكان أفضل) بل تعدى ذلك إلى العبث بالآيات القرآنية عندما رسم صورة بطله وهو يتعرض لهجوم الموميسات في الماخور(أمرت العنابية ووجد نفسه يستسلم)، (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)،(يا نار كوني برد وسلاما على إبراهيم)،(باسم الله مجراها ومرساها)،(لقد وعد الله الشهداء بالجنة)،(لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).
والسؤال الذي نوجهه للشيخ سلطاني وهو الذي سبق له وأن كتب القصة، ونظم الشعر:هل يجوز استعمال الآيات القرآنية في الأدب مبتورة عن سياقاتها؟
وحسب رأينا، فإن الآيات القرآنية هنا رصفت رصفا لم يضف للحدث الروائي شيئا ،اللهم إلا إشباع تلك النزعة العدوانية على المقدس لدى الكاتب.هذه النزعة العدوانية التي تمتد إلى المسجد إذ يقول على لسان احد أبطاله حمو الجيدوكا في حوار داخلي وهو في الماخور يتأمل منافسه من الهزية(سألعب ورقة غروره وأسقطه من اللحظة الأولى بل على الخرب قبل أن تصير مساجد)،(..من اليوم فصاعدا أنا هزيها)،(بل على الخرب قبل أن تصبح مساجد)،(..الخرائب التي لا نبول عليها حين تكون خرائب يأتي يوم وتصير...تنال احترام جميع الناس).
وإذا تأملنا سياق كلام وطار فإننا لا نحتاج إلى تدليل على أن المكان الذي يقصده والذي يحترمه جميع الناس هو المسجد.
المرأة تباع بالجملة والتقسيط في الدنيا، وتعطى بالجملة والتقسيط في الآخرة:
إن المساجد بوصفها مراكز إشعاع حضاري، تظل كما أسلفنا تشكل للكاتب الماركسي هاجسا مركزيا بحيث يصبح يتصور إمكانية قيام مساجد يذكر فيها اسم الله في أي مكان، فلا يجد ما يقاوم به هذه الظاهرة ،وإشباع نزعته العدوانية غير التبول على الأراضي (الخرب) التي يتوقع أنها ستحول إلى مساجد، وهي قمة الانهزامية.
والمرأة المحصنة في نظر الكاتب لا فرق بينها وبين العاهرة التي تتعاطى الدعارة وتبيع جسدها في الماخور(إنها بضاعة –في كلتا الحالتين-في حالة امتلاكها وخزنها احتكارا للنفس،أو في انتظار الزبون اللائق صاحب العرض الأوفر،وفي حالة جمعها في محال عمومية تقع وسط السكان وقرب المساجد وبيوت الله وعرضها على كل من يشاء،هناك تباع بالجملة وهنا تباع بالتقسيط).
وهكذا يصبح دور المرأة المسلمة المحصنة في الأسرة مساويا لدور المومس في الماخور(وهي دائما ككلبة السيرك تؤدي الأدوار التي تدرب عليها).
ووضع المرأة حسب افتراء الكاتب على الله في الدار الآخرة لا يختلف عن وضعها في الدنيا( إن وضعها في الجنة غامض جدا، بل إنه أشبه ما يكون بوضعها هنا ،هنا بضاعة تباع بالجملة والتقسيط وهناك بضاعة تعطى بالجملة والتقسيط ،إنه يبشر المؤمنين بالحور العين والكواعب الأتراب،ولا يبشر المؤمنات إلا بقطع السكر).
يتبع