المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنشيط القصصي الثالــــث ـــ (3)



مسلك ميمون
01/10/2010, 02:50 AM
بسم الله
السلام عليكم

دعوة للتّنشيط القصصي الثّالث .

أقترح عليكم نصاً جديداً للقاص المغربي حسن البقالي .سنناقش النّص شكلاً و مضموناً :

1 ـ اللّغـــة .
2 ـ السّارد .
3 ـ تقنيات السّرد .
4 ـ فكرة و دلالة النص .

*
النّـــص :

مرّة لا تقبل التكرار

حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة.
يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب, كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد.. وحتما سأعيد نفس الشهقة الحالمة, وأفكر ثانية بأن مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..
لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.

القاص حسن البقالي

*
في انتظار مساهماتكم ،التي أرجو أن تكون كثيرة ، في إمكان الجميع أن يشارك بطرح الأسئلة ، لأنّ الغاية من هذا التنشيط القصصي ، هو تعميم الفائدة ، و امتلاك الخبرة، لكتابة أحسن ، في مجال الق ق ج ..


تحياتي للجميع / مسلك

أريج عبد الله
01/10/2010, 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل مسلك ميمون
أستاذي الفاضل نبدأ باللغة :فقد تم أستخدام كلمات لاضرورة لوجودها مثل كلمة يخرقها أرى الأصح يخترقها,
فرجة الباب ربما لو قال فتحة الباب أفضل, يخامرني لاأفهم لماذا لم يستخدم يراودني ,هذه الجملة لامعنى لوجودها(مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..)
السارد وتقنيات السرد: أراه سرح كثيرا في الوصف والخيال بالرغم من إنّ مرور الحافله لاأعتقد إنه يتيح رؤية العين والحزن والخضاب
وكل هذا التحليل النفسي الذي عاشه السارد من خلال فتحة باب لاأكثر, ثم كيف إنه لن يمر من ذلك المكان أليس خط الحافلة ثابت
ويفترض أنْ يمر دائما من نفس المكان.؟
فكرة ودلالة النص: الفكرة جميلة يعتقد البعض إن اللحضات الجميلة لاتتكرر في حياة الأنسان ,
لكن التكرار من عدمه بيد السارد حسب ماجاء في قفلته.
لقد كان متيقناً من رؤية نفس العين والأنامل المخضبة مرة أخرى كما نحن متيقنين من مرور الحافلة بخط ثابت
وعاد ليقول إن هذا المشهد الرائع لايمنح مرتين .
لايحتاج اِلى كل هذا السرد لأيصال الفكرة والدلالة ففي القفلة بقيت الثوابت كما هي لكن هو من سيتخلف عن رؤيا المنظر
وبذلك أصبح القرار في يده وليس بيد القدر والصدفة.

القصة جميلة شكلاً بفكرتها لكنها تحتاج اِلى اِعادة ترتيب المضمون.
تقبل وافر أحترامي

مسلك ميمون
01/10/2010, 02:55 PM
بسم الله
أريج العراق
السّلام عليك

أذهلتني هذه الملاحظات كلّها . و تقولين إنّك مبتدئة ؟ و هل المبتدئة ـ يا أريج العراق ـ تأتي بكلّ هذا ؟

عموماً أشكرك أنك كنت السبّاقة لتلبية الدّعوة الثّالثة من التّنشيط القصصي ..
و أرى أنّ ملاحظاتك ستثير نقاشاً و ردوداً . و إن شاء الله سنستدعي القاص الأستاذ حسن البقالي ليتولى الرد ، و ليشاركنا تنشيطنا القصصي .
دمت بخير ..و دام عراقنا الحبيب بألف خير ..

تحياتي / مسلك

شيماء عبد الله
01/10/2010, 06:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله

أنا هنا آتي للمتابعة لأتعلم وليس من الحكمة أو المنطق ان أعقب أو أوضح أمرا ما ؛ ولكن سأطرح أسئلتي كي أستشرب من الردود المحكمة والحكيمة ..

- ما التسمية التي نطلقها على النص مع إنه قابل للإختزال (أي قبل الإختزال وبعد ) ؟

- كسرد : هل من خلال لحظة خاطفة وسريعة من قبل المشهدين أن تتكوّن حالة الوصف بفيض من الخيال والسعة ؟؟لاسيما إن الرؤية من الباب بفرجة صغيرة والحافلة تمضي !! أم إن ما قصده القاص هو هناك من أتت من الحافلة (وكوّن سرده عليها بالوصف )
- هل القفلة محبوكة الصياغة؟ وكيف يمكن أن تكون ؟ أو هل لنا إعادة صياغتها أم مستوفية الشروط ؟

وشكرا لأستاذيّ الرائع / مسلك ميمون على إتاحته الفرصة لنا بالتعلم والتدبر لاسيما لتلميذة مثلي ...

جزاكم الله خيرا

كرم زعرور
01/10/2010, 08:16 PM
بسم ِاللّه ِالرّحمن ِالرّحيم ِ
ملاحظة ٌ:قَبلَ أن أبدأ ,أودّ ُ أن أقولَ بِأنّهُ ليسّ شرطاً أنّ منْ يستطيعُ الكتابة َ
(مثلي ) بالضّرورة ِأن يكونَ ناقداً ! ومتميّزاً !!
وإنّما العكسُ قد يكونُ صحيحاً , ولذلك أتمنّى عليكم أن لا تّأخُذوني
بِجَريرة ِعدم ِمعرِفَتي بأصول ِالنّقد ِ, وإنّما أنا أحاولُ !
بالنسبة ِللقصّة ِ:
اللّغَة ٌ:ليسَ عندي أيّ ُتعليق ٍ,إلاّ في بعض ِالكلمات ِ, يمكنُ أن يكونَ قد استعملها الكاتبُ,
وهي تدخُلُ تحت الدارج ِفي الشرق ِ, ولكنّي لا أستطيعُ أن أسقِطَ ما أعتبرُهُ دارجاً في بلدي على أقطار ٍعربيّة ٍأخرى,
(فرجة الباب ) كلمات لا نستعملُها في الشرق ِ, ونُفضّلُ عليها (فتحة الباب )
مع أنّ الأولى أكثرُ فصاحة ً, ومثلُها (إنفراجة) فهي أكثرُ فصاحة ُمن (فتحة).
السّردُ والسّاردُ : إستطردَ الكاتبُ في الوصف ِوالتّخيّل ِ..,بِما لا يتّفقُ مع تقنيّات ِ ال ق.ق.ج.
فَتُهنا معهُ في التفاصيل ِ, ومحاولة ِالفهم ِ .
الفكرة ُودلالة ُالنّصّ : الفكرة ُجميلة ٌ, ولكنّ طولَ الشّرح ِأفسدَ على الكاتب ِجمالَ الفكرة ِ ,
فانفلتت ِالفكرة ُمن بين ِيديه ِ, ولم يستطع أن يكتبَ للقصّة ِقفلة ًتُباغِتُنا !
أقترحُ أن يكون النّصّ ُ:
(حينَ مرّتْ حافلتي بِتِلكَ القرية ِ, عبرَ شارِعِها الوحيد ِ , لَمَحْتُ من فُرجة ِباب ٍ,
عيناً وبعضَ خِضاب ٍ. سَجَنْتُ جمالَها في الخيال ِخلفَ الباب ِ, فهلْ إذا عُدتُ يوماً
سَأجِدُها في الإنتظار ِ؟!)
شكراً لصبركم عليّ _ كرم زعرور

الحبيب ارزيق
02/10/2010, 12:20 AM
اسمحوا لي أن أدلي ببعض الملاحظات حول الموضوع فيما:
1- المعجم اللغوي كله سليم وظفت مفرداته بعناية فائقة وفصاحة وبيان لا نظير لهما
يخرقها شارع/لا أرى فيها أي عيب مبنا ومعنى
نفس الشيء نقوله عن فرجة باب
تحققت من ذلك من خلال اطلاعي على الرابط التالي:http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%AE%D8%B1%D9%82
وتأكدت من أن ليس هنا ما يقال حول توظيف هاتين المفردتين .
2- من حيث هل هذا العمل يدخل ضمن فن الق ق ج.
أرى أن الكاتب كان أكثر ميلا إلى الانسياق لنزوات الكتابة وملذاتها ،فانغمس وراء لغة أميل إلى الشاعرية منها إلى لغة القصة الق ق ج،ما أفقده السيطرة على مجريات الأحداث وأعني بذلك التحكم في ضوابط كتابة الق ق ج
حيث تدفقت العبارات بشكل انسيابي كادت تجعل من عمله نصا مفتوحا هو أقرب إلى الخاطرة منه إلى أي شيء آخر،وحيث الغياب التام أو الصريح للقفلة التي هي تاج الق ق ج فقد بات من اليقين ان مابين ايدينا لا يعدو ان يكون نصا مفتوحا أو خاطرة..(مجرد وجهة نظر..)
وأشكركم جميعا
مودتي للدكتورالمحترم مسلك ميمون
نحن هنا نتعلم

فراس شدود
02/10/2010, 03:53 AM
العزيز الأستاذ مسلك،
تحية حب و تقدير لجهودكم الصادقة.
اللغة:
كأنها انقسمت في هذا النصّ إلى لغتين:
الأولى كانت لغة تصوير الحدث الخارجي و وصف ملامح بيئته:
"حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة."
فيها استطراد وصفي لكنّه محبب ـ حسب رأيي الشخصي ـ فلم يعرقل السياق بل أضاء على تفاصيل المشهد، و قام بتنشيط رغبة القارئ في البحث عن دلالات صغر القرية و طول الشارع الوحيد و كذلك سواد العين و شدة حزنها من تطاول انتظارها على ضفة ذلك الطريق ..
الثانية: لغة تفكيك و تحليل لردّ فعل الرائي ـ السارد ـ لذاك المشهد و شرح وعيه هو لحيثياته:
" كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد .."
هنا تذكرتُ فكرة الزهرة الجميلة جداً التي تفتحت للتو في غابة عذراء; فمن سيخرج جمالها من كمونه إلا عينٌ تقوم بفعل النظر إليها، ربما هذا سيكون شرحاً قريباً لمبدأي التقابل و الإضمار؟
فهذه اللغة الثانية ركزت على شعور الشخصية و اضطراب عاطفتها الداخلية و كان نمطها مختلفاً عن نمط اللغة الواقعية في الجزء الأول ..
السارد:
كان راوياً عليماً يوصل للقارئ ملامح عناصر بنية القصة، لكنه نجح بتحميل روايته بكثافة دلالية.
تقنيات السرد:
فعلاً فالسرد انتقل من تقنية المحاكاة بالرواية من خلف إلى تقنية تشبه الغنائية العاطفية.
فكرة و دلالة النصّ:
ربما سيساعدني العنوان هاهنا؟
" مرة لا تقبل التكرار"
"دوام الحال من المحال."
كأنه يقول أنّه إذا تيسرت نفس الظروف تماماً كما تحققت أول مرّة فسيتكرر الأمر ثانية، و لكن لسان حاله يقول: "لو كان يرجع فائتٌ من عيشه .."
قصّة جميلة و مشحونة بالمشاعر و الصور الضبابية التي تغلّف منازع النفس البشرية.
طبعاً فالأخ الأستاذ حسن البقالي برع غير مرّة بحمل القارئ على مجاراة سيره في أسلوبه اللطيف جداً.
تحيتي و مودتي.

أريج عبد الله
02/10/2010, 10:50 AM
بسم الله
أريج العراق
السّلام عليك
أذهلتني هذه الملاحظات كلّها . و تقولين إنّك مبتدئة ؟ و هل المبتدئة ـ يا أريج العراق ـ تأتي بكلّ هذا ؟
عموماً أشكرك أنك كنت السبّاقة لتلبية الدّعوة الثّالثة من التّنشيط القصصي ..
و أرى أنّ ملاحظاتك ستثير نقاشاً و ردوداً . و إن شاء الله سنستدعي القاص الأستاذ حسن البقالي ليتولى الرد ، و ليشاركنا تنشيطنا القصصي .
دمت بخير ..و دام عراقنا الحبيب بألف خير ..
تحياتي / مسلك

الدكتور الفاضل مسلك ميمون
أستاذي الفاضل أشكر تشجيعك لي وأشكر لك أحترام آراءنا المتواضعة
فأنا فعلا مبتدئة ولولا رحابة صدرك للأخذ بأيدينا لما تجرأت أن أكتب,
فالنقد دائما لايلقي ترحيباً من الكاتب أو من القارئ وأحياناً كثيرة يولد
الضغينة , لكن الحصيلة من كل هذا يهمنا هنا سماع تقريرك النهائي.
ويحضرني سؤال هنا : عندما أكتب قصة قصيرة جداً من هم قراؤها؟
هل أوجه كتابتي للكتاب والنقاد فقط؟
أم أوجهها للعموم أي الكتاب والنقاد والمتذوقين؟
سؤال آخر :ماهو مستوى المفردات التي أستخدمها في الكتابة لكي يتيح الفهم لجميع اللهجات العربية؟
سؤال آخر: ماهي الأمور التي تساهم في تطوير القصة القصيرة جداً وعلينا أن نكثر من الأهتمام بها؟
فهناك ثوابت في كتابه ال ق.ق.ج. لكن هل أستجدت عليها أمور تقتضي تطوير هذا الفن القصصي؟
سؤال آخر: هل يجوز لي كناقدة مبتدئة أو محترفة أن أنقد نصاً قصصياً في أي زمان وفي
أي مكان دون معرفة مسبقة بالكاتب أو دون السماع عن كتاباته ؟
تقبل فائق تقديري وأحترامي

مسلك ميمون
02/10/2010, 03:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أنا هنا آتي للمتابعة لأتعلم وليس من الحكمة أو المنطق ان أعقب أو أوضح أمرا ما ؛ ولكن سأطرح أسئلتي كي أستشرب من الردود المحكمة والحكيمة ..
- ما التسمية التي نطلقها على النص مع إنه قابل للإختزال (أي قبل الإختزال وبعد ) ؟
- كسرد : هل من خلال لحظة خاطفة وسريعة من قبل المشهدين أن تتكوّن حالة الوصف بفيض من الخيال والسعة ؟؟لاسيما إن الرؤية من الباب بفرجة صغيرة والحافلة تمضي !! أم إن ما قصده القاص هو هناك من أتت من الحافلة (وكوّن سرده عليها بالوصف )
- هل القفلة محبوكة الصياغة؟ وكيف يمكن أن تكون ؟ أو هل لنا إعادة صياغتها أم مستوفية الشروط ؟
وشكرا لأستاذيّ الرائع / مسلك ميمون على إتاحته الفرصة لنا بالتعلم والتدبر لاسيما لتلميذة مثلي ...
جزاكم الله خيرا


بسم الله
شيماء عبد الله
السلام عليك

السؤال الأول : ما التسمية التي نطلقها على النص مع إنه قابل للإختزال (أي قبل الإختزال وبعد ) ؟
إذا فهمت سؤالك أقول : النص يبقى دائما في حدود النص ،سواء اختزل أم لا .و في الق ق ج ؛ يستحسن أن يكون النص مختزلا ، مكثفا، تنعدم فيه كل الشوائب ،و الزوائد ،و الجمل الاعتراضية ،و التفسيرية ، ،و تقل الجمل الوصفية ..بل أحيانا كثيرة يستغنى عن الروابط أيضا و إذا كان كذلك في إطار القصة :سمي ق ق ج أما إذا بقي مترهلا يغرق في التفاصيل و الأوصاف ..فهو نص إنشائي إخباري ليس إلا .
ـ سؤالك الثاني و الثالث سنتناولهما بالشرح في التقييم النهائي بحول الله .
شكراً على أسئلتك ،و اهتمامك بالنص.. و دمت مواظبة ..

تحياتي / مسلك

مسلك ميمون
02/10/2010, 04:29 PM
بسم ِاللّه ِالرّحمن ِالرّحيم ِ
ملاحظة ٌ:قَبلَ أن أبدأ ,أودّ ُ أن أقولَ بِأنّهُ ليسّ شرطاً أنّ منْ يستطيعُ الكتابة َ
(مثلي ) بالضّرورة ِأن يكونَ ناقداً ! ومتميّزاً !!
وإنّما العكسُ قد يكونُ صحيحاً , ولذلك أتمنّى عليكم أن لا تّأخُذوني
بِجَريرة ِعدم ِمعرِفَتي بأصول ِالنّقد ِ, وإنّما أنا أحاولُ !
بالنسبة ِللقصّة ِ:
اللّغَة ٌ:ليسَ عندي أيّ ُتعليق ٍ,إلاّ في بعض ِالكلمات ِ, يمكنُ أن يكونَ قد استعملها الكاتبُ,
وهي تدخُلُ تحت الدارج ِفي الشرق ِ, ولكنّي لا أستطيعُ أن أسقِطَ ما أعتبرُهُ دارجاً في بلدي على أقطار ٍعربيّة ٍأخرى,
(فرجة الباب ) كلمات لا نستعملُها في الشرق ِ, ونُفضّلُ عليها (فتحة الباب )
مع أنّ الأولى أكثرُ فصاحة ً, ومثلُها (إنفراجة) فهي أكثرُ فصاحة ُمن (فتحة).
السّردُ والسّاردُ : إستطردَ الكاتبُ في الوصف ِوالتّخيّل ِ..,بِما لا يتّفقُ مع تقنيّات ِ ال ق.ق.ج.
فَتُهنا معهُ في التفاصيل ِ, ومحاولة ِالفهم ِ .
الفكرة ُودلالة ُالنّصّ : الفكرة ُجميلة ٌ, ولكنّ طولَ الشّرح ِأفسدَ على الكاتب ِجمالَ الفكرة ِ ,
فانفلتت ِالفكرة ُمن بين ِيديه ِ, ولم يستطع أن يكتبَ للقصّة ِقفلة ًتُباغِتُنا !
أقترحُ أن يكون النّصّ ُ:
(حينَ مرّتْ حافلتي بِتِلكَ القرية ِ, عبرَ شارِعِها الوحيد ِ , لَمَحْتُ من فُرجة ِباب ٍ,
عيناً وبعضَ خِضاب ٍ. سَجَنْتُ جمالَها في الخيال ِخلفَ الباب ِ, فهلْ إذا عُدتُ يوماً
سَأجِدُها في الإنتظار ِ؟!)
شكراً لصبركم عليّ _ كرم زعرور


بسم الله
أستاذ كرم زعرور
السلام عليكم

مسألة شرق غرب في اللغة العربية هي مسألة قوة و كثرة استعمال لبعض الألفاظ في قطر دون الآخر .بل أحيانا كثيرة نجد في القطر الواحد ألفاظا متداولة في إقليم ما غير متداولة في الآقاليم الأخرى إلا نادرا . إنما هذا لا يعد عيبا أو نقصا ، الكاتب وظف ما هو كائن في اللغة العربية ،و متداول في بلده، و المفروض أن يكون معروفاً في سائر الدول العربية . المشكلة في الألفاظ العامية . و التي أحيانا كثيرة لا تمت بصلة للغة العربية .

ـ بالنسبة للقفلة ليس دائما تأتي القفلة مباغتة أو من أجل المباغتة..فلها عدة أدوار تقوم بها.و ما جاء به القاص هنا أحد تلك الأدوار التي سنتحدث عنها لاحقا بحول الله.

ـ إقتراحك في اختزال النص له طعم مخالف لما أراده القاص.و كن على يقين لوأراد ذلك ، ما كان ليكتب نصا مختلفاً .

تحياتي / مسلك

مسلك ميمون
02/10/2010, 05:00 PM
اسمحوا لي أن أدلي ببعض الملاحظات حول الموضوع فيما:
1- المعجم اللغوي كله سليم وظفت مفرداته بعناية فائقة وفصاحة وبيان لا نظير لهما
يخرقها شارع/لا أرى فيها أي عيب مبنا ومعنى
نفس الشيء نقوله عن فرجة باب
تحققت من ذلك من خلال اطلاعي على الرابط التالي:http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%AE%D8%B1%D9%82
وتأكدت من أن ليس هنا ما يقال حول توظيف هاتين المفردتين .
2- من حيث هل هذا العمل يدخل ضمن فن الق ق ج.
أرى أن الكاتب كان أكثر ميلا إلى الانسياق لنزوات الكتابة وملذاتها ،فانغمس وراء لغة أميل إلى الشاعرية منها إلى لغة القصة الق ق ج،ما أفقده السيطرة على مجريات الأحداث وأعني بذلك التحكم في ضوابط كتابة الق ق ج
حيث تدفقت العبارات بشكل انسيابي كادت تجعل من عمله نصا مفتوحا هو أقرب إلى الخاطرة منه إلى أي شيء آخر،وحيث الغياب التام أو الصريح للقفلة التي هي تاج الق ق ج فقد بات من اليقين ان مابين ايدينا لا يعدو ان يكون نصا مفتوحا أو خاطرة..(مجرد وجهة نظر..)
وأشكركم جميعا
مودتي للدكتورالمحترم مسلك ميمون
نحن هنا نتعلم



بسم الله
الأستاذ الحبيب ارزيق
السّلام عليكم

أشكرك على المتابعة و المواظبة ..و المشاركة في هذا التنشيط القصصي الثالث ،الذي خصصناه لنص من نصوص القاص المبدع حسن البقالي .
أحترم وجهة نظرك . و أقول :

1 ـ مَن هذا الذي منع الشّاعرية عن الق ق ج ؟ إذا كان هناك من يدرس شاعرية العنوان . فلماذا نستبعد الشّاعرية عن الق ق ج ؟ بل أرى أنّها مطلوبة لمن يوظفها التوظيف الحسن ، كما هي هنا في هذا النص .و سنوضح ذلك لاحقاً .

2 ـ قلت : (ما أفقده السيطرة على مجريات الأحداث وأعني بذلك التحكم في ضوابط كتابة الق ق ج) هذا كلام يحتاج إلى دليل . فهو على تعميمه لا يعني شيئاً .
3 ـ قلت : ( حيث تدفقت العبارات بشكل انسيابي كادت تجعل من عمله نصا مفتوحا هو أقرب إلى الخاطرة ) و هذا كلام لا يختلف عن السّابق في التّعميم . ما جعلك تعتبر النّص أقرب إلى الخاطرة ؟ و هل عيباً أن يكون النص مفتوحا ؟ و هل الق ق ج منغلقة محددة ؟ لهذا ألاحظ أنّ تعقيبك في حاجة إلى أدلة من النص لنقتنع بها .

4 ـ أمّا القفلة فهي موجودة ، و هي من النوع الجيد ،غير المتداول بكثرة ، و سنتحدث عنها في التّقييم النّهائي .

أستاذ حبيب كم أرجو أن تدعم ملاحظاتك بأدلة نصّية لتفتح حواراً يستند على أطروحات قابلة لتبادل الرأي .لأنّ من السّهل جداً أن نطرح ملاحظات . و لكن سيكون هاماً و هاماً جداً أن تكون مدعومة بأدلة.

دمت طيباً و مهتماً بهذا الفن الجميل

تحياتي / مسلك

مسلك ميمون
02/10/2010, 05:25 PM
العزيز الأستاذ مسلك،
تحية حب و تقدير لجهودكم الصادقة.
اللغة:
كأنها انقسمت في هذا النصّ إلى لغتين:
الأولى كانت لغة تصوير الحدث الخارجي و وصف ملامح بيئته:
"حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة."
فيها استطراد وصفي لكنّه محبب ـ حسب رأيي الشخصي ـ فلم يعرقل السياق بل أضاء على تفاصيل المشهد، و قام بتنشيط رغبة القارئ في البحث عن دلالات صغر القرية و طول الشارع الوحيد و كذلك سواد العين و شدة حزنها من تطاول انتظارها على ضفة ذلك الطريق ..
الثانية: لغة تفكيك و تحليل لردّ فعل الرائي ـ السارد ـ لذاك المشهد و شرح وعيه هو لحيثياته:
" كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد .."
هنا تذكرتُ فكرة الزهرة الجميلة جداً التي تفتحت للتو في غابة عذراء; فمن سيخرج جمالها من كمونه إلا عينٌ تقوم بفعل النظر إليها، ربما هذا سيكون شرحاً قريباً لمبدأي التقابل و الإضمار؟
فهذه اللغة الثانية ركزت على شعور الشخصية و اضطراب عاطفتها الداخلية و كان نمطها مختلفاً عن نمط اللغة الواقعية في الجزء الأول ..
السارد:
كان راوياً عليماً يوصل للقارئ ملامح عناصر بنية القصة، لكنه نجح بتحميل روايته بكثافة دلالية.
تقنيات السرد:
فعلاً فالسرد انتقل من تقنية المحاكاة بالرواية من خلف إلى تقنية تشبه الغنائية العاطفية.
فكرة و دلالة النصّ:
ربما سيساعدني العنوان هاهنا؟
" مرة لا تقبل التكرار"
"دوام الحال من المحال."
كأنه يقول أنّه إذا تيسرت نفس الظروف تماماً كما تحققت أول مرّة فسيتكرر الأمر ثانية، و لكن لسان حاله يقول: "لو كان يرجع فائتٌ من عيشه .."
قصّة جميلة و مشحونة بالمشاعر و الصور الضبابية التي تغلّف منازع النفس البشرية.
طبعاً فالأخ الأستاذ حسن البقالي برع غير مرّة بحمل القارئ على مجاراة سيره في أسلوبه اللطيف جداً.
تحيتي و مودتي.


بسم الله
الأستاذ فراس شدود
السلام عليكم

يسعدني أن أجدك تنتهج هذا التحليل .و ما وجدته في تعقيبك يوضح مدى استيعابك للنص ، و فهمك لمراميه .. و كنت أتمنى فضلا عن هذا لو اعتمدت بعض الأمثلة .
كما كان يهمني معرفة رأيك في قفلة النص التي هي من النوع غير المعتاد ..و التي أتى بها القاص في إطار من التجريب و البحث عن الجديد، و الخروج من دائرة النمطية و التكرار..فمنذ عهدي بكتابته ، لا يكرر نفسه.و لا يجنح و لا يركن للمألوف و السائد .. و كذلك طبع المبدع ،فهو محكوم بالتجديد ،و البحث عن الجديد ، في إطار من الإبداع ..
عموماً وجودك و وجود الإخوة و الأخوات في هذا التنشيط الأسبوعي ، يضفي عليه فائدة و متعة . دمت مخلصاً و مواظباً ...

تحياتي / مسلك

مسلك ميمون
02/10/2010, 09:26 PM
الدكتور الفاضل مسلك ميمون
أستاذي الفاضل أشكر تشجيعك لي وأشكر لك أحترام آراءنا المتواضعة
فأنا فعلا مبتدئة ولولا رحابة صدرك للأخذ بأيدينا لما تجرأت أن أكتب,
فالنقد دائما لايلقي ترحيباً من الكاتب أو من القارئ وأحياناً كثيرة يولد
الضغينة , لكن الحصيلة من كل هذا يهمنا هنا سماع تقريرك النهائي.
ويحضرني سؤال هنا : عندما أكتب قصة قصيرة جداً من هم قراؤها؟
هل أوجه كتابتي للكتاب والنقاد فقط؟
أم أوجهها للعموم أي الكتاب والنقاد والمتذوقين؟
سؤال آخر :ماهو مستوى المفردات التي أستخدمها في الكتابة لكي يتيح الفهم لجميع اللهجات العربية؟
سؤال آخر: ماهي الأمور التي تساهم في تطوير القصة القصيرة جداً وعلينا أن نكثر من الأهتمام بها؟
فهناك ثوابت في كتابه ال ق.ق.ج. لكن هل أستجدت عليها أمور تقتضي تطوير هذا الفن القصصي؟
سؤال آخر: هل يجوز لي كناقدة مبتدئة أو محترفة أن أنقد نصاً قصصياً في أي زمان وفي
أي مكان دون معرفة مسبقة بالكاتب أو دون السماع عن كتاباته ؟
تقبل فائق تقديري وأحترامي


بسم الله
أريج العراق
السلام عليك

سأحاول الإجابة على بعض ما جاء في تدخلك :

1 ـ قلت : (فالنقد دائما لايلقى ترحيباً من الكاتب أو من القارئ وأحياناً كثيرة يولد الضغينة )

النقد أيتها العزيزة لا ينبغي أن يفهم هكذا أبداً . النقد في حد ذاته عملية إبداعية . لأنّ القراءات ،و الفهم ،و الإستيعاب ،و الثقافة ،و سعة الإدراك ... كلّ ذلك يختلف من إنسان لآخر . فما أحوجنا أن نعرف كيف يفكر غيرنا ؟ و كيف يحلل ؟ و كيف يستوعب الأفكار؟ و كيف يعيدها شرحاً و تفسيراً و توضيحاً ...؟
النفوس التي لا ترحب بالنقد ( و أقصد النقد البناء الذي يراعي الإيجابي و السلبي ) فهي نفوس مريضة ، تعشق ذاتها و لا تنفصل عنها ، بل تتلذذ بأخطئها . أمّا الكتابة التي تولد الضغائن فهي حتماً ليست كتابة نقدية . إنّما هي كتابة استفزازية . قد تترك النّص و تمتد إلى الكاتب و حياته الشّخصية . أو قد ترى بعين واحدة، فلا ترى في النّص إلا السلبيات .. و أحياناً يكون النقد منهجياً موضوعياً و لكن صاحب النص المنقود ،و لنقصه و قلة وعيه ، يعتبر النقد تهجماً و قذفاً و حطاً من قيمة الكاتب و كتابته .. مع أنّ كلّ ذلك لا صلة له بما ذكر الناقد .. و لقد عانينا من هذا الصنف معاناة مريرة . و عندي أن الأمر يعود لنقص الثقافة النّقدية . فهذا التنشيط القصصي من الوسائل التي يمكن أن تساهم في بناء وعي نقدي ، و ثقافة نقدية .

2 ـ قلت : (عندما أكتب قصة قصيرة جداً من هم قراؤها ؟ هل أوجه كتابتي للكتاب والنقاد فقط ؟)

شخصياً حين أكتب لا أستحضر قارئاً معيناً . و لكن و أنا أكتب أشعر أنّ كتابتي تخصّ من يفهمها . حقاً في هذا نقص في الدّقة و الضّبط ، و لكن تعودت على ذلك . البعض الآخر يحدد قارئه الإفتراضي .و يكتب لفئة معينه . و البعض الآخر يقصد جمهور المثقفين ..هنا أستحضر مبدعاً انتقده أحدهم فرد المبدع قائلا : (أنا لا أكتب لك و لا لأمثالك ،أنا أكتب لفئة واعية بجدلية المنطق و رحابة الفلسفة . ) و عموماً استحضار القارئ الإفتراضي هام و هام جداً حينما تكون الكتابة ذات خصوصية ، كالكتابة لفئة المراهقين ، أو الفتيان و الأولاد عموماً مع احترام الفارق في السن .. و ما إلى ذلك .

3 ـ قلت : (ماهو مستوى المفردات التي أستخدمها في الكتابة لكي يتيح الفهم لجميع اللهجات العربية ؟)

إذا كتبت يا أريج وفق اللّهجات ، ستبقى كتابتك رهينة محافظة عراقية لا تبرحها . نحن لا نكتب باللّهجات ـ مع كل احترامي للهجاتنا ـ و لكن نكتب باللّغة العربية التي توحدنا و تجمعنا . و الذي لا يفهمها من أبناء جلدتنا ، فعليه أن يعلم أنّه مقصّر في عروبته ، إن لم أقل في دينه .

4 ـ قلت :( ماهي الأمور التي تساهم في تطوير القصة القصيرة جداً وعلينا أن نكثر من الإهتمام بها ؟)

أولا : و قبل كلّ شيء الإكثار من قراءة نصوص رواد هذا الفن الجميل .
ثانيا : العناية بقراءة ما يكتب عنه من نقد و تنظير .
ثالثا : عدم استسهال هذا النّوع من الكتابة ،لأنّه صعب و متمنّع حتى على الرواد أنفسهم .
رابعا : الحلم المستمر والأبدي بكتابة ق ق ج متكاملة جيدة ، و عدم الاطمئنان لتعليقات المجاملة الكاذبة .
خامسا : اتقان اللّغة و قواعدها : من نحو و صرف و بلاغـة ..
سادسا : الاهتمام بعلم السّرد narratologie

5 ـ قلت ( هل يجوز لي كناقدة مبتدئة أو محترفة أن أنقد نصاً قصصياً في أي زمان وفي أي مكان دون معرفة مسبقة بالكاتب أو دون السماع عن كتاباته ؟)

أولا : أريج العراق ،ليست ناقدة لا مبتدئة و لا محترفة ، و إن شاء الله تكون مستقبلا . إنّما هي مبدعة تحاول أن تعلّق من حين لآخر بما يبدو لها . أليس كذلك أريج ؟
ثانيا : لقد سبق لي الكتابة عن مبدعين لا أعرفهم معرفة شخصية و تعاملت مع النص فقط كما أفعل دائماً . و لكن معرفة الكاتب و بعضا عن حياته و ظروفه و نمط تفكيره و رؤيته للحياة و الإنسان ..كل ذلك رائع يساعد على قراءة إنتاجه بنوع من التفهم و الإدراك الشامل و العميق و إذا أمكن الاطلاع على انتاجاته السابقة فذلك رائع جداً.
مثلا النص الذي نحن بصدده ، لو عرفت من هو القاص حسن البقالي ؟ و اطلعت على انتاجه ..ما كنت تقولين ما قلت عن نصه هذا. و لربما قلت شيئاً آخر مختلفاً تماماً.
أليس كذلك ؟ أظنك توافقينني الرأي .

مرّة أخرى شكراً لك أريج العراق، على هذه الأسئلة ،التي جاءت على هامش النّص الذي نحن بصدده و دمت مهتمّة بالقصّة القصيرة جداً .

تحياتي / مسلك

أريج عبد الله
03/10/2010, 08:33 AM
الدكتور الفاضل مسلك ميمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل
لقد أسعدتني أجابتك الوافية وتحديداً السؤال الرابع وأوافقك الرأي في السؤال الخامس
فمعرفة الكاتب مهمة جداً وتضيف اِلى القراءة ونوعيتها كثيراً,أما النقد فأنا لاأنوي
أن أكون ناقدة يوماً ما لكنني رغبت بترك هذه الملاحظات
القيّمة للقارئ الكريم , فالنقد مسؤولية جسيمة في عنق الناقد تلزمه بأمور لايتمتع بها أي شخص بسهولة
ومنها الفراسة وعمق الرؤيا وأحيانا يدخله النقد في الفصل بين حق أو باطل , أما الكاتب يحتاج الى موهبة بسيطة
وبأمكانه تطوير العناصر الضعيفة في موهبته من خلال المتابعه والمطالعة والممارسة في الكتابة.
ومن خلال متابعتي للتنشيط والمواضيع الأخرى في مجال ال ق.ق.ج وكل ماتم أثارته حولها من نقد
وكما ذكرت لك سابقاً لاأستطيع أن أكتب قصة تلو الأخرى بفترات
متقاربة وعندما أكتبها أتركها في كراسة ملاحظات وأرجع لها في مرات عديدة
وأضيف وأجري تعديلات قبل أن أضعها في منتدى القصة ومع ذلك أبقى غير مقتنعة أحتاج الى سماع نقد حقيقي ,
كذلك أحاول أن أمرن نفسي على القراءآت المتباعدة لنفس القصة
عندما أكتب تعليق من أول قراءة لاأعطي القصة حقها لكن عندما أقرؤها بقراءآت متباعدة حتى وأن كانت خلال اليوم الواحد
كل ساعتين أو كل ثلاث ساعات , أرى أختلاف في رؤيتي للقصة وأكتشف أمور جديدة في كل قراءة.
وسأبقى أحلم بكتابة قصة قصيرة جداً وربما أبلغ من الكبر عتياً حتى أستطيع تحقيق هذا الحلم فالأبداع جميل لكن الأجمل هوالتمكن
من هذا الفن القصصي والألمام بكل عناصره وهذا يتطلب منا جهد كبير في المتابعة والتواصل.
شكراً لك أستاذي الفاضل وبارك الله في جهودك ورحابة صدرك .
أمنياتي الطيبة بالخير والسلامة.
أختكم أريج العراق

فراس شدود
03/10/2010, 06:08 PM
بسم الله
الأستاذ فراس شدود
السلام عليكم
يسعدني أن أجدك تنتهج هذا التحليل .و ما وجدته في تعقيبك يوضح مدى استيعابك للنص ، و فهمك لمراميه .. و كنت أتمنى فضلا عن هذا لو اعتمدت بعض الأمثلة .
كما كان يهمني معرفة رأيك في قفلة النص التي هي من النوع غير المعتاد ..و التي أتى بها القاص في إطار من التجريب و البحث عن الجديد، و الخروج من دائرة النمطية و التكرار..فمنذ عهدي بكتابته ، لا يكرر نفسه.و لا يجنح و لا يركن للمألوف و السائد .. و كذلك طبع المبدع ،فهو محكوم بالتجديد ،و البحث عن الجديد ، في إطار من الإبداع ..
عموماً وجودك و وجود الإخوة و الأخوات في هذا التنشيط الأسبوعي ، يضفي عليه فائدة و متعة . دمت مخلصاً و مواظباً ...
تحياتي / مسلك
أستاذي العزيز الدكتور مسلك،
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
شكراً على اهتمامك بتدخلي المتواضع، و على إدارتك المفيدة لهذا التنشيط الثالث.
القفلة أو النتيجة التي خلص إليها السارد: " وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا."
لا أعرف اسماً لمصطلح يعرّفها، لكنني وجدتها قد قلبت مسار السرد، فالانطباع الذي يتنامى في ذهن القارئ الملاحظ للعناصر في بيئة الحدث لن يؤدي إلى هذه النتيجة، ولو كانت القرية قرية و الشارع شارعاً لجاز أن يتكرر المرور؟
أما هنا فقد أرخت القفلة العنان للتأمل و التأويل خارج حدود البيئة الواقعية في النص ، فربما نستدل بالشارع الطويل و الوحيد على العُمُر الذي يقضيه الإنسان؟ و ربما رمزت العين الحزينة إلى الآلام التي تعصف به و لون الخضاب الزاهي و دعواته المبهمة إلى فسحات الأمل التي تعرض من آن لآخر؟
أما لو كانت الجملة الأخيرة هكذا مثلاً : " و هذا معناه أني سأرى الباب مغلقاً في المرور التالي."
لكانت منسجمة مع السياق و لصارت القصة حكاية لحدث واقعي أقل من عادي و لاستطاع سائق أي حافلة أن يروي لنا أحلى و أغرب منها؟
أرجو المعذرة، و بانتظار رأيكم الكريم.
تحيتي و تقديري.

عز الدين بن محمد الغزاوي
03/10/2010, 11:48 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
في البداية، أوجه شكري المتواضع لأديبنا الناقد مسلك ميمون
كما أنوه بهذه المبادرة القيمة التي يسعى من خلال هذا التنشيط و بطريقة غير مباشرة ارساء بعض قواعد "فن كتابة القصة القصيرة"
و فتح النقاش من أجل إبداء الرأي في أعمال كتاب القصة الذين لهم مكانة في هذا الفن الأدبي الإبداعي
أعود لهذا العمل ليس للنقد فالقاص البقالي له قدم السبق، بل لاكتساب مهارة الاستئناس بنماذج القصة القصيرة
مرّة لا تقبل التكرار
* مــــرة ... لا تقبل التكرار !
حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة.
يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب, كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد.. وحتما سأعيد نفس الشهقة الحالمة, وأفكر ثانية بأن مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..
لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.
1- العنوان : أضفت له نقطا و علامة استفهام، و أظن أن هذه تقنية إضافية في الكتابة ،حتى نشوق القارئ
2 - اللغة : أسلوب سردي مباشر فيه من التكثيف ما يتلائم مع القصة القصيرة جدا، و دليل ذلك أن السارد اختزل المسافة فمن الحافلة إلى ما لمحه عبر فرجة الباب
3- تقنيات السرد : يعمل القاص على شد القارئ باسلوب قصصي متميز عبر خيط ينتقل من خلاله بين عناصر القصة لكي يصل إلى القفلة
كما أن بعض الاضافات زادت القصة رونقا و بهاء ( العين السوداء الحزينة أصبحت رائعة و الخضاب التف بالأنامل لتصبح له دلالة و معنى )
و هناك بعض من التمويه القصصي الفني خاصة عندما أدرج القاص مفهوم " التقابل و الإضمار" فرب قائل ما شأن ذلك بالقصة ؟
و الجواب أطنه للتمويه فقط
4-فكرة و دلالة النص : بالفعل إن القفلة في هذه القصة القصيرة جدا، جاءت مخالفة للمألوف تحتاج لبحث و تنقيب من أجل العثور عليها و ليست قفلة واضحة
و قد يكون الربط بين العنوان و النهاية، هو الذي يعطي الجواب على كل التساؤلات الواردة بمعنى " العنوان: مرة لا تقبل التكرار، يوضحه قوله: أني لن أمر من هناك أبدا "
ملحوظة صغيرة: جاءت عبارة "لا يضاهيان للجمال و أظن الصحيح لا يضاهيان الجمال"
أعود و أكرر شكري للأستاذ مسلك ميمون على هذه المجهودات القيمة من أجل النهوض بالقصة القصيرة جدا، و لو أن بعض النقاد يسمونها "بدعة"

* صادق متمنياتي بأن يتمتع الجميع بوافر الصحة و العافية / الغزاوي

أريج عبد الله
04/10/2010, 05:49 AM
الدكتور الفاضل مسلك ميمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد شغلتني القفلة كثيرة كلما عدت إلى النص أقف عند القفلة
التي هي عكس ماجاء في مضمون النص.
هل كان النص حُلماً من أحلام اليقظة؟
فأعتبر القاص فرجة الباب هي باب لأمل لم تتضح رؤيته فهو خليط بين
سواد وخضاب لذلك أستخدم كلمة فرجة .حيث إنه رأى الخضاب بعد السواد وكان مباغتاً لهُ.
فهو يحلم بسعادة مباغته من خلال أمل صغير كما تخيلها هو , والشهقة الحالمة فعلاً تتكرر مع
كل سعادة تأتي مباغته للرائي. لكنه لن يمر من عندها لأنها كانت في حلم وليس في حقيقة.
أمنياتي الطيبة

مسلك ميمون
04/10/2010, 01:33 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
في البداية، أوجه شكري المتواضع لأديبنا الناقد مسلك ميمون
كما أنوه بهذه المبادرة القيمة التي يسعى من خلال هذا التنشيط و بطريقة غير مباشرة ارساء بعض قواعد "فن كتابة القصة القصيرة"
و فتح النقاش من أجل إبداء الرأي في أعمال كتاب القصة الذين لهم مكانة في هذا الفن الأدبي الإبداعي
أعود لهذا العمل ليس للنقد فالقاص البقالي له قدم السبق، بل لاكتساب مهارة الاستئناس بنماذج القصة القصيرة
مرّة لا تقبل التكرار
* مــــرة ... لا تقبل التكرار !
.
1- العنوان : أضفت له نقطا و علامة استفهام، و أظن أن هذه تقنية إضافية في الكتابة ،حتى نشوق القارئ
2 - اللغة : أسلوب سردي مباشر فيه من التكثيف ما يتلائم مع القصة القصيرة جدا، و دليل ذلك أن السارد اختزل المسافة فمن الحافلة إلى ما لمحه عبر فرجة الباب
3- تقنيات السرد : يعمل القاص على شد القارئ باسلوب قصصي متميز عبر خيط ينتقل من خلاله بين عناصر القصة لكي يصل إلى القفلة
كما أن بعض الاضافات زادت القصة رونقا و بهاء ( العين السوداء الحزينة أصبحت رائعة و الخضاب التف بالأنامل لتصبح له دلالة و معنى )
و هناك بعض من التمويه القصصي الفني خاصة عندما أدرج القاص مفهوم " التقابل و الإضمار" فرب قائل ما شأن ذلك بالقصة ؟
و الجواب أطنه للتمويه فقط
4-فكرة و دلالة النص : بالفعل إن القفلة في هذه القصة القصيرة جدا، جاءت مخالفة للمألوف تحتاج لبحث و تنقيب من أجل العثور عليها و ليست قفلة واضحة
و قد يكون الربط بين العنوان و النهاية، هو الذي يعطي الجواب على كل التساؤلات الواردة بمعنى " العنوان: مرة لا تقبل التكرار، يوضحه قوله: أني لن أمر من هناك أبدا "
ملحوظة صغيرة: جاءت عبارة "لا يضاهيان للجمال و أظن الصحيح لا يضاهيان الجمال"
أعود و أكرر شكري للأستاذ مسلك ميمون على هذه المجهودات القيمة من أجل النهوض بالقصة القصيرة جدا، و لو أن بعض النقاد يسمونها "بدعة"

* صادق متمنياتي بأن يتمتع الجميع بوافر الصحة و العافية / الغزاوي



بسم الله
الأستاذ عز الدين بن محمد الغزاوي
السّلام عليكم

سعيد بمرورك ، و تدخلك الذي و لاشك سيثير حافظة القاص حسن البقالي...تعجبني هذه الإشارات و الملاحظات التي يأتي بها القارئ ، أحسّ على التّو و مباشرة ،أنّ النّص يستحق القراءة مادام أثار في المتلقي كلّ هذا .. لأنّ هناك من النّصوص التي و إن تكررت قراءاتها عشرات المرات .. لا تحرك فضولا ، و لا تدعو للتّساؤل ..و كأنها كتبت بماء ..
استوقفتني ملاحظتك التالية : (هناك بعض من التمويه القصصي الفني خاصة عندما أدرج القاص مفهوم " التقابل و الإضمار" فرب قائل ما شأن ذلك بالقصة ؟ و الجواب أظنه للتمويه فقط )
لا أظن أنه للتمويه ، ذلك أن بناء القصة كله أساسه مقابلة و إضمار و سنتطرق إلى ذلك لاحقا بحول الله .
كما استوقفني قولك أيضاً في إطار اللّغة : (أسلوب سردي مباشر فيه من التكثيف ما يتلائم مع القصة القصيرة جدا، و دليل ذلك أن السارد اختزل المسافة فمن الحافلة إلى ما لمحه عبر فرجة الباب) ألا ترى معي،أنّ هناك في هذا الكلام ما يستحق التّوضيح ؟ إذ كيف يكون الأسلوب مباشراً و فيه من التكثيف ما يتلاءم مع القصة القصيرة جدا ؟
أما اختزال المسافة فهذا صحيح و يدخل في باب ''الإضمار ''، بينما '' التكثيف'' فيخص التّركيب و النّسق اللّغوي و الإجراء التّعبيري Le procès énonciatif

عموماً أجدد شكري لمساهمتك ،و أتمنى أن تدوام المشاركة ، فعن طريق هذا الحوار البنّاء نتدارك أشياء كثيرة . و نعمّق نظرتنا و فهمنا لجمالية الكتابة و بخاصة فيما يتعلّق بالق ق ج دمت مهتماً بهذا الفن الجميل ...

تحياتي/ مسلك

مسلك ميمون
04/10/2010, 01:50 PM
الدكتور الفاضل مسلك ميمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد شغلتني القفلة كثيرا كلما عدت إلى النص أقف عند القفلة
التي هي عكس ماجاء في مضمون النص.
هل كان النص حُلماً من أحلام اليقظة؟
فأعتبر القاص فرجة الباب هي باب لأمل لم تتضح رؤيته فهو خليط بين
سواد وخضاب لذلك أستخدم كلمة فرجة .حيث إنه رأى الخضاب بعد السواد وكان مباغتاً لهُ.
فهو يحلم بسعادة مباغته من خلال أمل صغير كما تخيلها هو , والشهقة الحالمة فعلاً تتكرر مع
كل سعادة تأتي مباغته للرائي. لكنه لن يمر من عندها لأنها كانت في حلم وليس في حقيقة.
أمنياتي الطيبة



بسم الله
أريج العراق
السلام عليك

ها أنت أريج تؤولين، و تستنطقين النّص ،و تجدين له أبعاداً، لربّما لم تخطر ببال القاص قطعاً..
أترين قوة النّص و عمقه ...؟ إنه النص الذي يحملنا على تحريك عنفوان خيالنا ، و يجعلنا نحلّق بعيداً عن تخومه، لنسائل جزئياته ، و مكوناته ..و لنبني عوالم خاصّة ، تغذّي فضولنا ، و تملأ روحنا ، و تكسبنا ثقة بأنفسنا، ما دمنا قادرين على أن ننطلق في رحاب التّفسير و التّأويل ، و الرّؤى و الحلم ...
أمّا القفلة التي شغلتك ، فهذا كلام لا شك سيسر القاص الأستاذ حسن البقالي . لأنّ القفلة ينبغي أن تشغل ،و تشدّ القارئ و إن لم تفعل ، لا تكون قفلة أبداً . و ليس من الضّروري أن توافق ما جاء قبلها ، و إلا فقدت طعمها و دورها .. و أصبحت تزكية ،و نتيجة ، و خاتمة فقط ..

تحياتي / مسلك

حسن البقالي
04/10/2010, 05:09 PM
بدءا، تحيتي وتقديري للصديق د.مسلك ميمون، وشكري العميق لكونه اختار أحد نصوصي أرضية للنقاش والتنشيط الثقافي داخل هذا الحيز الافتراضي الخصب.
"مرة غير قابلة للتكرار" قصة قصيرة جدا ضمن مجموعة "الرقص تحت المطر" الصادرة سنة 2009 عن دار سندباد بالقاهرة.وهي قبل ذلك منشورة في أحد أعداد مجلة "الجوبة" الثقافية وكذا في بعض المواقع الافتراضية.أؤكد على هذا لأخلص إلى أن احتمال أن يكون هناك خطأ ما في كتابة النص هو احتمال منعدم.ولعلي بهذا أخاطب الأخ عزالدين بن محمد الغزاوي الذي اجتهد في حذف "لام" واحدة أرى أن لذلك عواقب وخيمة على تفهم النص واستيعابه.
ما قرأته لحد الآن من ردود استفزني حقيقة.. لجملة دواع فنية وأخلاقية:
فإذا كان من المفروض أن يتحلى الكاتب بالحد الأدنى الضروري من التواضع والسماحة لتقبل الآراء، كل الآراء مهما شطت..أليس من المفروض من القارئ أن يتحلى أيضا بالحد الأدنى الضروري من اللباقة في مساءلة المقروء؟ هل يصح مثلا أن يأتي البعض بمعجم جديد يحاول فرضه على الكاتب/ مع أن المعجم أحد التمظهرات الأساسية للأسلوب، وبالتالي للبصمة الشخصية؟ وهل يصح أن يجنح البعض الآخر إلى اختزال النص تحت ذريعة هي حق يراد بها باطل، الا وهي ذريعة التكثيف التي صار يتشدق الكل بها دون استيعابها في الواقع بما يليق بهذا الفن، ليقدم في النهاية نصا غريبا عن الأصل وعن كاتبه؟
الأخت أريج عبد الله
ما الذي لم يرقك في "يخامرني" و"فرجة الباب"؟
وكيف رأيت جملا لا معنى لوجودها؟
وكيف سرحت؟
وكيف يحتاج المضمون إلى إعادة ترتيب؟...
ثقي أني أتقبل النقد حين يكون مؤسسا..لكني أريد بالمقابل أن يتحمل الناقد مسؤوليته الأخلاقية فيما يكتبه..وإذا لم تكوني ناقدة، فالأولى أن تكوني حذرة في التعامل مع النصوص.لأن قسوة القراءة تقتضي قسوة الرد..ولا أريد للقسوة أن تستوطن هذا الحيز.
تحياتي

حسن البقالي
04/10/2010, 05:24 PM
الأخت شيماء عبد الله
القصة القصيرة جدا هي فن المنفلت والهارب واللحظة الدقيقة الخاطفة التي تطلب أن تمسك قبل أن تنطفئ في الغياب.ولعل إحدى هاته اللحظات نظرة من موقع في حافلة تعبر دون اكتراث..لكن النظرة خزّنت أشياء عديدة وقالتها.
لن أتحدث عن القصة بالطبع
تحياتي

أريج عبد الله
04/10/2010, 05:47 PM
بدءا، تحيتي وتقديري للصديق د.مسلك ميمون، وشكري العميق لكونه اختار أحد نصوصي أرضية للنقاش والتنشيط الثقافي داخل هذا الحيز الافتراضي الخصب.
"مرة غير قابلة للتكرار" قصة قصيرة جدا ضمن مجموعة "الرقص تحت المطر" الصادرة سنة 2009 عن دار سندباد بالقاهرة.وهي قبل ذلك منشورة في أحد أعداد مجلة "الجوبة" الثقافية وكذا في بعض المواقع الافتراضية.أؤكد على هذا لأخلص إلى أن احتمال أن يكون هناك خطأ ما في كتابة النص هو احتمال منعدم.ولعلي بهذا أخاطب الأخ عزالدين بن محمد الغزاوي الذي اجتهد في حذف "لام" واحدة أرى أن لذلك عواقب وخيمة على تفهم النص واستيعابه.
ما قرأته لحد الآن من ردود استفزني حقيقة.. لجملة دواع فنية وأخلاقية:
فإذا كان من المفروض أن يتحلى الكاتب بالحد الأدنى الضروري من التواضع والسماحة لتقبل الآراء، كل الآراء مهما شطت..أليس من المفروض من القارئ أن يتحلى أيضا بالحد الأدنى الضروري من اللباقة في مساءلة المقروء؟ هل يصح مثلا أن يأتي البعض بمعجم جديد يحاول فرضه على الكاتب/ مع أن المعجم أحد التمظهرات الأساسية للأسلوب، وبالتالي للبصمة الشخصية؟ وهل يصح أن يجنح البعض الآخر إلى اختزال النص تحت ذريعة هي حق يراد بها باطل، الا وهي ذريعة التكثيف التي صار يتشدق الكل بها دون استيعابها في الواقع بما يليق بهذا الفن، ليقدم في النهاية نصا غريبا عن الأصل وعن كاتبه؟
الأخت أريج عبد الله
ما الذي لم يرقك في "يخامرني" و"فرجة الباب"؟
وكيف رأيت جملا لا معنى لوجودها؟
وكيف سرحت؟
وكيف يحتاج المضمون إلى إعادة ترتيب؟...
ثقي أني أتقبل النقد حين يكون مؤسسا..لكني أريد بالمقابل أن يتحمل الناقد مسؤوليته الأخلاقية فيما يكتبه..وإذا لم تكوني ناقدة، فالأولى أن تكوني حذرة في التعامل مع النصوص.لأن قسوة القراءة تقتضي قسوة الرد..ولا أريد للقسوة أن تستوطن هذا الحيز.
تحياتي


الأستاذ القدير حسن البقالي
لقد تشرفت بمعرفتك أستاذي الفاضل قاصاً مبدعاً
نقتدي بك ونأخذ النصح منك.
ونحن هنا لتصويب أخطاءنا نحن, لأن النص الذي أمامنا أكبر مما ذهبنا إليه
في كتاباتنا ,كل شيئ فيه جديد علينا, وقد ذكرت هذا في تعقيباتي
المتتالية وربما أبلغ من الكبر عتيا كي أكتب قصة قصيرة جداً من هذا المستوى,
وليس عيباً إنني لم أسمع بكاتب مشهور لكوني أرتاد هذا الفن حديثاً,
وليس عيباً أن أتعلم من أخطائي , ولولا دعوة الدكتور مسلك لما تجرأت على الكتابة
فالغرض منها أن أصوب أخطائي أنا. ثق أستاذي الفاضل إنها لن تتكرر لانقداً ولا كتابةً
في هذا المجال .
أكرر أعتذاري ولك خالص الأحترام والتقدير

منى حسن محمد الحاج
04/10/2010, 05:50 PM
بسم الله
السلام عليكم
دعوة للتّنشيط القصصي الثّالث .
أقترح عليكم نصاً جديداً للقاص المغربي حسن البقالي .سنناقش النّص شكلاً و مضموناً :
1 ـ اللّغـــة .
2 ـ السّارد .
3 ـ تقنيات السّرد .
4 ـ فكرة و دلالة النص .
*
النّـــص :
مرّة لا تقبل التكرار
حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة.
يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب, كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد.. وحتما سأعيد نفس الشهقة الحالمة, وأفكر ثانية بأن مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..
لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.
القاص حسن البقالي
*
في انتظار مساهماتكم ،التي أرجو أن تكون كثيرة ، في إمكان الجميع أن يشارك بطرح الأسئلة ، لأنّ الغاية من هذا التنشيط القصصي ، هو تعميم الفائدة ، و امتلاك الخبرة، لكتابة أحسن ، في مجال الق ق ج ..
تحياتي للجميع / مسلك
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي العزيز مسلك ميمون.. حياك الله
دخلت لهذا الرابط بغية مراجعة مشاركاته لغرض الرقابة وقرأت النص الذي طرحته للنقاش فدفعني لأكتب رؤيتي في النص الذي فهمته جيدا، بل ربما شعرت بلحظة ولادته ، تلك اللحظة التي تشبه اللحظة الشعرية، وهي لها طقوس خاصة بكل نص، لدرجة أنني تمنيت لو لم يكن هذا النص مصنفا ك: ق ق ج، ليس لأنني أراه لا ينتمي إليها، بل لأنني رأيته لا يحتمل أن ننقص منه أو نزيد، أو أن نضيف ألوانا إلى تلك اللوحة التذكارية الجميلة التي نُقشت على قلب الكاتب قبل أن تُنقش على السطور ( سيتهمني أستاذي العزيز مسلك بأنني انطباعية بعيدة عن النقد الفني الموضوعي :) وأنا أرفع يد الاستسلام من البداية)، لذا أرى أن اختياراتك دوما يا أستاذنا مسلك تكون لأعمال متميزة ومثيرة للجدل، ولا تأتي عن فراغ أبدا...
أعذرني عن طول المقدمة وسأحاول أن أتبع النقاط التي أشرت أنت إليها ، برغم عدم تخصصي في النقد، وبرغم صعوبة بعضها علي من الناحية الفنية:
1- اللغة: أرى من وجهة نظري المتواضعة أن لغة النص جميلة ومفرداته ليست بغريبة على الكتابة القصصية.
2- السارد وتقنيات السرد: أرى أنه ربما من وجهة نظر آل الـ ق ق ج من الممكن أن يروا أنها أطول من المعتاد أو أنها أوردت تفاصيل لا داعي لها، أما وجهة نظري أنا هنا مختلفة: أنا أرى الكاتب كتب وهو يسترجع بذاكرته تلك اللحظة محاولا أن لا يغفل عن أي من تفاصيلها ، أو عن أي أثر تركته في خاطره، لذا نجده يصور لنا المشهد كاملا بصورة رسام محترف يحاول أن لا يُغفل أي من تفاصيل المشهد.
بالنسبة للفكرة فأنا هنا أرى أن الفكرة وُلدت من لحظة رؤية عابرة علقت بالذاكرة وتركت أثرا كون مشهدا كاملا متكاملا رسخ في ذاكرة الكاتب.
الشوارع الضيقة حين تمر بها حافلات المواصلات في القرى ( وقد رايت هذا بنفسي) يتيح للناظر من شباكها أن يرى هكذا مشاهد، -خاصة حين تتوقف الحافلة لتثنزل أحد ركابها ثم تعود للحركة- ، لكن ركيزة النص هنا لا تقتصر على الرؤية الخاطفة، بل على أثر تلك الرؤية في الذاكرة، ذلك الأثر الذي جعل الكاتب يستمد رؤيته من ذاكرة رأت أن تلك اللحظة لم تكن عادية.
أما قول الكاتب في آخر النص: لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.

فهو هنا مقتنع تماما أن ذلك المشهد من الصعب أن يتكرر مما يعني أنه لن يمر بتلك اللوحة مرة أخرى، وهو هنا لا يعني المرور المكاني، بل إنه ربما سيمر يوميا بهذا المكان، لكن هل سيمر بذلك المشهد مرة أخرى؟!
تركت القصة نفسها في نفسي انطباعا قويا، لا أنكره، ولا أنكر أن هكذا انطباع قلما نجده في النصوص الأدبية، لدرجة أنني رددت في نفسي ( الله الله ) حين قرأتها والله، وأعدت القراءة مرارا، لذا أشرت إلى أن الدكتور مسلك لا يختار من فراغ، فهو يختار" لشئ في نفس يعقوب" دوما، فإما ليثبت شيئا من خلال النص، أو ليوضح قاعدة معينة، أو ليدرس نصا مميزا.
وهذا يُفسر قولي في البداية : إنني تمنيت لو لم تُصنف هذه القصة سوى فن جديد نختار له اسم: لحظات لا تتكرر ( من وحي عنوان قصة أخي حسن) ، ذلك أن النص اشبه برسم على جدار الذاكرة ، منه إلى أي شئ آخر..
................
أخيرا أرجو أن لا أكون تطفلت على إخوتي الأعزاء كتاب القصة ولكنني أحببت أن اشارك وأتعلم معكم في حضرة أساتذتنا الأعزاء..
للدكتور مسلك التحية والامتنان، ولكاتب القصة الاستاذ حسن أعز سلام وتقدير

منى حسن محمد الحاج
04/10/2010, 05:54 PM
الأخت شيماء عبد الله
القصة القصيرة جدا هي فن المنفلت والهارب و اللحظة الدقيقة الخاطفة التي تطلب أن تمسك قبل أن تنطفئ في الغياب.ولعل إحدى هاته اللحظات نظرة من موقع في حافلة تعبر دون اكتراث..لكن النظرة خزّنت أشياء عديدة وقالتها.
لن أتحدث عن القصة بالطبع
تحياتي
أنت بهذه العبارة توفر علي كل ما شرحته في مشاركتي :)
لك التحية والتقدير

حسن البقالي
04/10/2010, 07:22 PM
الأستاذ القدير حسن البقالي
لقد تشرفت بمعرفتك أستاذي الفاضل قاصاً مبدعاً
نقتدي بك ونأخذ النصح منك.
ونحن هنا لتصويب أخطاءنا نحن, لأن النص الذي أمامنا أكبر مما ذهبنا إليه
في كتاباتنا ,كل شيئ فيه جديد علينا, وقد ذكرت هذا في تعقيباتي
المتتالية وربما أبلغ من الكبر عتيا كي أكتب قصة قصيرة جداً من هذا المستوى,
وليس عيباً إنني لم أسمع بكاتب مشهور لكوني أرتاد هذا الفن حديثاً,
وليس عيباً أن أتعلم من أخطائي , ولولا دعوة الدكتور مسلك لما تجرأت على الكتابة
فالغرض منها أن أصوب أخطائي أنا. ثق أستاذي الفاضل إنها لن تتكرر لانقداً ولا كتابةً
في هذا المجال .
أكرر أعتذاري ولك خالص الأحترام والتقدير

أعتذر للزملاء الكرام الذين مروا من هنا على تجاوز مبدإ التراتبية الزمنية
الأخت الكريمة أريج عبد الله
اعتذارك مقبول مقبول، ولعله بداية تواصل جميل بيننا لما فيه خير هذا الجنيس الجميل الق.ق.ج.وأعتذر بدوري على أية كلمة اعتبرتها متجاوزة للحدود المقبولة في الخطاب.
اتمنى لك كل التوفيق
وأشكر من جديد العزيز د.مسلك ميمون الذي يعود له الفضل في أني هنا الآن..

شيماء عبد الله
04/10/2010, 09:08 PM
الأخت شيماء عبد الله
القصة القصيرة جدا هي فن المنفلت والهارب واللحظة الدقيقة الخاطفة التي تطلب أن تمسك قبل أن تنطفئ في الغياب.ولعل إحدى هاته اللحظات نظرة من موقع في حافلة تعبر دون اكتراث..لكن النظرة خزّنت أشياء عديدة وقالتها.
لن أتحدث عن القصة بالطبع
تحياتي


كل الشكر لأستاذي الفاضل على هذا التوضيح الرائع
ما كان من سؤالي إلا للمعرفة والتبصير والتحاور لتقوية المدارك التي تعينني على فهم الــ ق.ق.ج بكل معطياتها وفصولها وحالاتها
ليس كل ما يدونه القاص يدخل ضمن إدراكي ومعرفتي فاعلم أن لكل تلميذ ينبغي أن يتقصى ويتحرى ويسأل ويستفسرأو حتى يحاور
لأن أستاذنا الكريم/ د.مسلك ميمون/ قد فسح لنا المجال للمناقشة وطرح الأسئلة .
ولكوني تلميذة لازالت في طور التعلم المبدئي أثارت هذه التساؤلات في ذهني فطرحتها طلبا للعلم.
كما إنني لاأنكر إن عنصر الأختزال والقفلة يؤرقني ....
فكثيرا ما أثير النقاش والجدل من قبل الكثير من الأدباء والكتاب وأساتذة القّص بماهو يشبه نصك مع تميزه واتقانه
لذا أردت التوضيح المستفيض في هذا الأمر كي نتدارك أخطاءنا ونفهم قصورنا وعدم معرفتنا كتلاميذ ومنكم نستفيد ..

شكرا مرة أخرى استاذيّ الكريم على هذه اللفتة المميزة والتوضيح والشكر موصول لأستاذنا الرائع د. مسلك ميمون

بارككما الرحمن وجزاكما خيرا

تحياتي وتقديري

أحمد لاعبي
05/10/2010, 01:42 AM
السارد

مقطع من قصيدة: كثيرة هي ذكرياتي كأني عشت ألف عام( بودلير )

أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة
أنا الجسد ودولاب التعذيب
أنا الجلاد والضحية
أنا مصاص دماء قلبي
وأحد هؤلاء المنبوذين العظام
الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد
ولكن امتنع عليهم الابتسام !
مقطع آخر من قصيدة أغنية الخريف.. بودلير)

أعشق الضِّياء المُخضَـرَّ في عينيك الواسعتين ،
أيها الجمال الهادئ ، ولكنْ كلُّ شيء هو مُـرّ ٌ هذا اليوم ،
لا شيءَ ، لا حبَّ ، المخدع أو الموقـد
أعــزّ من شروق الشمس على البحـر .
قبل محاولة التعرف على السارد، أريد في البداية أن أعرض ق ق ج للكاتب بعنوان: جمال

جمال
القطار جاثم بالمحطة..
ورفيقة المقصورة حركت جوانحي.
طافت عيناي على فطيرة الجسد وقالتا لها : كم أنت جميلة.
فرد حزنها : بل أنا كائن جريح.
انتبهت إلى الجرح الغائر الذي يشق جبلا من الحزن ..اقتربت من فوهته وارتميت..
غصت عميقا..حتى صرت الجرح و المرأة والريشة في مهب الريح والقاتل والمقتول..
آنذاك أدركت جمالي..
وصفر القطار معلنا وقت الرحيل.
إذا وضعنا نصوص بودلير جنبا إلى جنب مع نصوص الكاتب نرى عجبا. فالأول أبلغ في الشعر، والثاني تألق في الق ق ج. مع العلم أن الكاتب استعمل نفس الأدوات التي استعملها بودلير شكلا ومضمونا. هذا الاحتكاك الزائد ببودلير لا يعد انتقاصا ولا عيبا، لأن لكل مجاله وحماه.
مقاربة
بودلير:
أنا الجرح
أنا الجلاد والضحية
أعشق الضِّياء المُخضَـرَّ في عينيك الواسعتين
أنا مصاص دماء قلبي
حزن وعذاب
الكاتب
الجرح الغائر
القاتل والمقتول..
عينا وبعض خضاب
أنا كائن جريح
حزن وعذاب
لا يتسع الوقت للتعمق في عملية الإبداع لدى الكاتب، ومحاولة كشف رؤيته للعالم الذي يعيش فيه، وللأشياء المبعثرة في قصصه ومحيطه. باعتبار أن هذا نقاشا خاطفا، قد يخطئ فيه المرء أو يصيب.
كان علي أن أحاول التعرف أكثر على السارد.
اكتشفت أن السارد أصابته نفس الصفعة التي أصابت بودلير، إذ يظهر من خلال النص الذي بين أيدينا، أنه يؤمن بأن لحظات السعادة قليلة وتخطف خطفا من الحياة؛ وأن لا أمان في القرية (العالم). فغلب الشك والتردد على سلوكه.. لو قدر لي أن أكون مكانه وأعجبت بالعين السوداء، وأذهلني الخضاب الزاهي على الأنامل، لسارعت بالعودة مشيا على الأقدام، أطلب شربة ماء لكي أتمتع بالمشهد الساحر، وأرشف مكان شربة الماء إشراقة مباغتة؛ لكن مصاص دماء قلبه لا يملك هذه الشجاعة، فركن إلى( نزعة سوداوية قاتمة، على هيئة سأم من الحياة والوجود). فاختار في البداية الانتظار؛ ثم أقنع نفسه بعد ذلك وأكثر من مرة، بأنه يعدم الحظ في المتعة، ففضل الهروب والابتعاد، إلى درجة الانتحار. قال مخاطبا نفسه: «وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا». هكذا يبدو السارد من قصته، رجلا عاطلا يتلذذ بالحرمان.
علي أن أضيف أيضا، أن السارد لم يكن سعيدا بالواقع الذي يعيش فيه، فعاش على الهامش. يبدو ذلك في ركوب وسيلة نقل هي أحيانا القطار، وأحيانا أخرى الحافلة. وسيلة النقل هذه تعبر الدنيا (القرية الصغيرة)، من دون أن يكون له هدف واضح، وسيموت ويفنى؛ وقد أعلن ذلك جهرا بأنه لن يعود أبدا.
كلنا نحلم، لكن السارد يحلم وهو مستيقظ، مما يعبر عن غياب في الذاكرة، وعن حالة القلق والخوف، فراح ينتقي مفردات تعبر عن الشرود والإبهام والمباغتة والسجن إلى الأبد. يستعمل جملا ضبابية «وحتما سأعيش نفس الشهقة الحالمة... مبدأي التقابل والإضمار أسان لا يضاهيان للجمال». من خلال هذا يتضح أن السارد أصبح مراوغا مخادعا، لكي يدهش القارئ ويبهره.. وقد نجح في ذلك حقا.
ومهما يكن من شيء، فإن النص صدر من بليغ، يعرف مقدار الكلمة فيجب الحذر منه.
بالنسبة للمواضيع الأخرى: اللغة، وتقنيات السرد وفكرة ودلالة النص فلا أرى داعيا للمزيد، بعدما تطرق السادة الأساتذة لهذه المواضيع بالتفصيل.
تحياتي للجميع
أحمد لاعبي

حسن البقالي
05/10/2010, 01:29 PM
الأخ كرم زعرور
أ في العربية الفصحى أيضا شرق وغرب؟ وفيها أيضا تملون علينا معجما شرقيا؟
وهل أنت واثق من أن مقترحك أفضل من القصة الأصلية؟
هي أسئلة فقط للحوار
تحياتي

حسن البقالي
05/10/2010, 01:35 PM
الأخ الكريم الحبيب ارزيق
لا يهم أن تسم هذا العمل بأنه خاطرة أو أني فقدت التحكم في مسار القص..سرني أنك بحثت على الأقل في المعجم، وتبقى القناعات بعد ذلك مجالا للتحاور.
رأيي في الجرأة أن تقتحم الق.ق.ج. الأجناس والأشكال الأخرى للكتابة، تمتح مناه ما تشاء لانبنائها، ثم تعود سالمة..
شكرا على تدخلك

كرم زعرور
05/10/2010, 02:30 PM
الأخ كرم زعرور
أ في العربية الفصحى أيضا شرق وغرب؟ وفيها أيضا تملون علينا معجما شرقيا؟
وهل أنت واثق من أن مقترحك أفضل من القصة الأصلية؟
هي أسئلة فقط للحوار
تحياتي

أخي الفاضل حسن البقالي
إسمح لي أن أردَّ على حضرتِكَ ِبالأسئلة !
1 ألا يُعْتَبَرُ عدمُ الردّ ِعلى الأستاذالفاضل د. مسلك , رَدّاً ؟
أو على الأقل إعترافاً ِبخطأِ ما اقترحتُهُ في مسألة ِتكثيف ِالنَّصّ ِ.
2 أمّا موضوعُ الشّرق ِوالغرب ِ, فأنا كفلسطينيّ ِأحملُ همّاً ,
يعنيني جداً أن لا يكونَ , فكيف أعملُ على إذكائِهِ ؟
أرجوك أن تعودَ إلى ردّي ِلترى أنّي أدافعُ عن سلامة ِاللُّغة ِ
في نصّكَ , وأسوقُ عذراً لمن يقول أنّ (فتحة أفضلُ من فُرجة )
وفي النّهاية ِأجدُ( فرجة) أكثرَ فصاحة ً , وهكذا.
3 ألا ترى يا سيدي أنني أيضاً لم أردّ على ردّكَ , مع أنكَ لم تُسمّني ,
حتى وإن سمّيتَني كنتُ سأرُدُّ معترفاً ِبخطأ اجتهادي , وأكتفي
ِبأجر ِالمُخطئ ِ .
4 وأخيراً, فأنا هنا فرحٌ ِبوجودي بينكم جميعاً يا كُلَّ العرب ِ(شرقاً وغرباً )
على رأيِكَ , وقد قيلَ (كلنا في الهمّ شرقُ )أمّا أنا فلا أقولُ مُجاملة ً
(كلنا في الهم غربُ) ,بل أقولُ ( كُلُّنا في الهَمّ ِعُرْبُ )
وَلَكَ خالصُ مودّتي - كرم زعرور

حسن البقالي
05/10/2010, 05:38 PM
أخي فراس شدود
أشكرك كثيرا على قراءتك الهادئة للنص موضوع النقاش، والوقت الذي استثمرته في تتبع مساراتها ومحمولاتها بما يتيح رؤية أقرب إلى الموضوعية.
تحياتي

حسن البقالي
05/10/2010, 05:40 PM
أخي عزالدين بن محمد الغزاوي
شكرا لك على ما أبديته من اهتمام وعلى تحليلك المتأني..
أعيد بأن اللام غير زائدة
تحياتي

حسن البقالي
05/10/2010, 08:48 PM
أهلا بالمشرقة الشاعرة منى حسن محمد الحاج
وسعيد بمصافحتك مجددا من خلال هذا الحيز، الذي وإن كنت دخلته مصادفة إلا أنك أبنت عن ضرورتك كقارئة نموذجية.
أشكرك على تذوقك للنص واستشعار المتعة التي كتب به.
شكرا على عودتك أيضا
تحياتي الودية

حسن البقالي
05/10/2010, 08:53 PM
مرة أخرى.. الأخت شيماء عبد الله..
أقول دوما بألا أستاذ في الأدب والفن..وكلنا نتعلم ما دمنا نمارس هذه الغواية الجميلة..
عن الاختزال والقفلة..كتبت قصصا من سطر أو سطرين..لكن التقتير لم يكن أبدا هاجسا بالنسبة إلي..حتى إنه يروقني ترديد مقولة لي: "على الإضمار ألا يستحيل إلى ضمور في النص ولا التكثيف إلى تكتيف للكاتب"..وأرى أن كتابة قصة قصيرة جدا في نصف صفحة مثلا شئ جميل..أما القفلة فدعيها تلتمع بشكل تلقائي حين ينضج النص.
تحياتي

حسن البقالي
05/10/2010, 11:07 PM
أخي الكريم أحمد لاعبي
شديد الامتنان لقراءتك التي لم تكتف بمساءلة القصة موضوع النقاش بل شفعتها بقصة "جمال"..وحاولت استجلاء بعض من ملامحهما وخاصياتهما ومحمولاتهما على ضوء بعض من أشعار بودلير، وعلى خلفية من رؤية مقارنة للأدب..
بيد أن هناك نقطة تحتاج إلى توضيح: لقد لمحت إلى أني "أخذت" أو استقيت من بودلير..وإن كنت اعتبرت ذلك فيما لا يدخل تحت طائلة العيب..إلا أني أؤكد لك يا سيدي أني لم أقرأ بودلير..وأن ما وجدته من أوجه تشابه جزئي في بعض الملامح هو محض صدفة.أم ما عدا ذلك فلبودلير عوالمه الشعرية ولي عوالمي القصصية..
شكرا مرة أخرى على قراءتك الضافية
تقديري

حسن البقالي
05/10/2010, 11:08 PM
تحياتي لك أخي كرم زعرور
كن بخير
مودتي

أحمد لاعبي
07/10/2010, 12:21 AM
أخي الكريم أحمد لاعبي
شديد الامتنان لقراءتك التي لم تكتف بمساءلة القصة موضوع النقاش بل شفعتها بقصة "جمال"..وحاولت استجلاء بعض من ملامحهما وخاصياتهما ومحمولاتهما على ضوء بعض من أشعار بودلير، وعلى خلفية من رؤية مقارنة للأدب..
بيد أن هناك نقطة تحتاج إلى توضيح: لقد لمحت إلى أني "أخذت" أو استقيت من بودلير..وإن كنت اعتبرت ذلك فيما لا يدخل تحت طائلة العيب..إلا أني أؤكد لك يا سيدي أني لم أقرأ بودلير..وأن ما وجدته من أوجه تشابه جزئي في بعض الملامح هو محض صدفة.أم ما عدا ذلك فلبودلير عوالمه الشعرية ولي عوالمي القصصية..
شكرا مرة أخرى على قراءتك الضافية
تقديري
أستاذي الفاضل حسن البقالي،
تحية تقدير وإعجاب
سعدت بجوابك على محاولتي معايشة نصوصك القصصية؛ وفي ظني أني وفقت في التفاعل مع «مرة لا تقبل التكرار» وأيضا مع «جمال». ما لم أوفق فيه هو أن الشغل منعني من التعمق أكثر في معالمك القصصية، إذ أن عاملا مهاجرا مثلي يقضي عشر ساعات في الشغل، لا يتسع له الوقت للقراءة والكتابة.. لعل هذا البوح يشفع لي عندك التلميح بأنك "استقيت" من بودلير. أرجو المعذرة، فالنص كما تعلم يتكلم كما يريد القارئ، وليس كما يريد الكاتب فقط.. وفي ضوء هذا التصور أترقب توجيهاتك ونصائحك لتحقيق قراءة واعية.
شكرا لك مولاي
أحمد لاعبي

حسن البقالي
07/10/2010, 01:07 AM
أخي الكريم أحمد لاعبي
والله سرني كثيرا أنك عامل مهاجر، وتجسيد جميل لعناق اليدوي والفكري..
اطمئن يا سيدي الكريم، فقد وفقت جدا في ما ذهبت إليه..وأكيد أن للنص حياة ثانية بفضل القارئ..فهو يعيد إنتاجه و يتيح له مناطق ضوء مختلفة.
أنا فقط أزعم – مع الق.ق.ج. بالتحديد- أن نصا أو نصين لا يكفيان لمعرفة الكاتب (رؤيته وعوالمه وملامح الصنعة لديه)
في كل الأحوال
سعدت بوجود
كل التقدير

عبدالله بن بريك
07/10/2010, 03:37 PM
تحية و تقدير للأخ العزيز مسلك ميمون و للقاص المبدع حسن البقالي.

سأحاول أن أكون دقيقا مختزلا في تعليقي:

-اللغة: تروم التحرر من إسار الأسلوب الثراثي و من المصاحبات اللغوية المألوفة,فتنحو منحى حداثيا يقوم على التكسير و الابتكار الاستعاري.

كما يلاحظ حضور أنماط متعددة من الإبلاغ (يقين,استبطان,شك,تفكير..)و من الإدراك(حسي,صوفي,فكري..)أغنى القصة و نفى الرتابة.

-السارد: مندمج مشارك مكشوف ,يتمظهر من خلال ضمير المتكلم مما يتيح دقة الوصف و أمانة نقل الأحداث,لكنه في المقابل يسجن االتجربة

في أحادية الرؤية و يلغي كل صوت غير صوت السارد المركزي.

تقنيات السرد:تتنوع حسب المواقف و الأجزاء,حيث يحضر التمطيط الزمني للحدث,و يلجأ القاص إلى الاستباق (لن أمر من هناك..) والاسترجاع

(من خلال التذكر) و المحايثة.بينما يغيب التشويق (لأحادية الحدث) و يلاحظ أيضا أن إيقاع السرد بطيىء(قلة الاحداث) و كثافته محدودة(قلة

الأفعال الحقيقية)

الدلالة:تلعب القصة على تيمة الاستغوار النفسي و الفكري من خلال ومضة تمازج فيها الوصف المحايد بالاشتهاء,و الأمل بالياس,,

و السؤال المطروح: ماذا تضيف القصة إلى رصيد القارىء من الخبرة و فهم العالم و الناس و الحياة؟؟

هي ملاحظات مختصرة كإجابة تلميذ في امتحان ههههه ...لنعتبرها أرضية لنقاش جاد.


المبادرة مستحسنة ستقتطع مساحات من الرقعة النظرية لصالح التطبيق و الممارسة النقدية..فكل الشكر للأخوين مسلك ميمون و حسن البقالي.

حسن البقالي
08/10/2010, 11:45 PM
أخي الكريم الشاعر عبد الله بن بريك
مباركة نزهتك الرائعة في هذا المقتطع الصغير جدا من غابة السرد..نزهة مسلحة بخلفية نظرية ونقدية، ومحفزة على المزيد من الحوار..سواء فيما يخص تقنيات السرد أو زاوية الرؤية وسرعة أو بطء السرد و الدلالة..
قضايا وإشكاليات على رأسها إعادة طرح سؤال وظيفة الأدب: هل من المفروض أن تمنح القصة متعة فحسب؟ أم عليها أن تشكل إضافة في التجربة والمعرفة بالنسبة للقارئ؟ هل تغير العالم والإنسان أم تكتفي بتجميله وجعله أيسر؟
شكرا على حضور جميل
تقديري

مسلك ميمون
11/10/2010, 02:30 AM
بسم الله
السلام عليكم


التقرير العام حول قصة الأستاذ حسن البقالي :
مرة لا تقبل التكرار


و لقد كان النقاش على ضوء النقط التالية :

1 ـ اللّغـــة .
2 ـ السّارد .
3 ـ تقنيات السّرد .
4 ـ فكرة و دلالة النص .

شارك في النقاش 12 مشاركا هم : أحمد اللاعبي، أريج عبد الله، مسلك ميمون، الحبيب ارزيق، حسن البقالي، منى حسن محمد الحاج، شيماء عبد الله، علي الكرية، فراس شدود ،كرم زعرور ،عز الدين بن محمد الغزاوي، عبد الله بن بريك .

و مجموع زوار المتصفح 24 زائراً :

مازن عبد اللطيف, أحمد لاعبي, محمد فائق البرغوثي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, الحبيب ارزيق, السعيد ابراهيم الفقي, ابراهيم ابو طارة, بسام نزال, حماده الفرا, حسن البقالي, صادق الرعوي, شيماء عبد الله, سعد الطائي, سعيد نويضي, علي الكرية, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, عز الدين بن محمد الغزاوي, فاطمة السوسي, منى حسن محمد الحاج ، فراس شدود, قوادري علي, كرم زعرور .

أشكر الجميع سواء من شاركوا أو من اكتفوا بالزيارة . كما أشكر الأستاذ حسن البقالي القاص المتميز على تلبيته للدعوة ، و مشاركته الفعالة في تنشيط هذا اللقاء . و أحمد الله أن التنشيط أصبح تقليدا، علينا أن نحافظ عليه و ننميه، و نعمل على إيصال الرسالة لجميع أعضائنا ، و بخاصة من لهم اهتمام بالق ق ج. لكي تكون المشاركة أقوى و أكثر، و الاستفادة أعمق و أوفر . و ابتداء من التنشيط القصصي الرابع إن شاء الله ، سيعمم الإعلان و سيصل في رسالة عامة إلى كل الأعضاء .

الآن أترككم مع تحليل لقصة الأستاذ حسن البقالي ، التي كانت مادة التنشيط القصصي الثالث ، و سأتحاشى ما تطرق إليه الإخوة تجنباً للتكرار.

*


النّـــص :

مرّة لا تقبل التكرار
حين مرت الحافلة بتلك القرية الصغيرة التي يخرقها شارع طويل ووحيد, لمحت عبر فرجة باب, عينا وبعض خضاب.
كانت العين سوداء وحزينة جدا..
بينما الخضاب الزاهي على الأنامل شبيه بدعوة مبهمة أو إشراقة مباغتة.
يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب, كما لو أن نظرتي الأولى سجنتها هناك إلى الأبد.. وحتما سأعيد نفس الشهقة الحالمة, وأفكر ثانية بأن مبدأي التقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..
لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين, وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.

1) أبدأ من فكرة النص و دلالته :

لمّا مرت الحافلة بالشارع الوحيد الذي يخرق القرية كالسهم فيحيلها ضفتين ، السارد ـ و من خلال زجاج الحافلة التي خففت من سرعتها لدخولها المجال القروي ـ لمح من خلال فرجة إحدى الأبواب المتراصة على جانب الطريق عينا سوداء حزينة ،و أنامل مخضبة بالحناء شبيهة بدعوة مبهمة .
انتاب السّارد شعور لا يخلو من اليقين : لو عاد مرة أخرى سيجد في انتظاره نفس المنظر : عين سوداء حزينة، و أنامل مخضبة ، من خلال فرجة الباب . و حتماً من شدّة إعجابه سيعيد نفس الشهقة الحالمة .و سيفكر أن مبدأي التقابل و الإضمار أسان لا يضاهيان للجمال .
و لكنه متيقن أيضاً . أن مشهداً جميلا كالذي رآه لن يتكرر مرتين . و خلص إلى أنه لن يمر من هناك مرة أخرى .

أعتقد أنّ الفكرة على ما هي عليه من بساطة . لأنها عادية ، و تحدث في كل يوم و للكثير من الناس: و هي أن ترى شيئاً مبهراً، يشدك ،و يثير اهتمامك ،و يحملك على التّخيل و الحلم و التّأويل و الشّرود بعيداً ، بدون سابق إنذار أو علم . كالحب الذي يحدث من أوّل نظرة . و لكن بلورت في لغة سردية جعلت الإحساس مختلفا .
و ذلك بالتقابل اليقيني : مرّة يصرح السّارد أنّه لو عاد لتمتع بنفس المشهد من نفس الفرجة (يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة, عبر الإنفراجة الضئيلة للباب ) . و لكنه يعود لينفي ذلك بيقين آخر : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )
فماذا يعني هذا ؟
ثم ما معنى الخلاصىة التي انتهى إليها النص : (وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.) ؟ هذا ما سنراه لاحقاً .

2) أما اللّغــــة : و كعادته الأستاذ حسن البقالي ، لا يهتم بالتّأنق اللّفظي ، أو يصرف همّه إلى انتقاء الكلمات، أو سبك العبارات .. فله ثقة في نسقه، و ثروته اللّغوية ، و عنده : أحسن الكلمات، تلك التي تستجيب لأول دفقة في عملية القص . و أحسن و أنسب الجمل و التّراكيب تلك التي يشعر أنّها عرضت الفكرة كما يريد . و لهذا ينساب السياق في كتابته انسياب الغدير بسلاسة و يسر . لا خلل و لا معاضلة ..

أ ) النص تضمن اثنا عشر فعلا بين ماض و مضارع :

الماضي أربعة أفعال : (مرت، لمحت، كانت،سجنت ..)
المضارع ثمانية أفعال : (تخامرني ، سأجد، سأعيد،أفكر يضاهيان، يمكن، يمنح، أمر ) و كثرة أفعال المضارعة بما يساوي الضعف ،تنمّ على تطلع إلى الآتي، إلى المستقبل الذي يهفو إليه السّارد بدون أمل : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )

ب ) و ورد من الأسماء ستة عشر اسماً في غير التّكرار: ( مرة، تكرار، الحافلة ، القرية، الشارع، الباب، عين ، خضاب ، الأنامل، الانفراجة، التقابل، الإضمار، الجمال ، اليقين ، المشهد، الرائي ) و هناك ما جاء مرتين اثنتين مثل : ( الباب، خضاب، الأنامل، العين، فرجة، يقين )

ج ) قلّت الروابط ، إلا من الواو الذي تكرر ثماني مرات .

د ) و كثرت النعوت فجاءت عشر مرات .( الصغيرة،الطويل، الزاهي، مبهمة،مباغتة، راسخ، الحزينة، الرائعة، الحالمة، ساحراً) و يستحسن التقليص منها في الق ق ج لتفسح مجال التّأمل و التّخيل . فالأوصاف ـ دائماًـ تحدّد الإطار و أبعاده ، بينما المطلوب أن تتاح الفرصة للقاريء ليشارك في كتابة النص ، بما يثار لديه من خيال و تأمّل ...

3 ) أمّا السّارد : فمشارك و مهيمن ( رؤية مع vision avec ) أي يتساوى السّارد و الشّخصية، و يوظف ضمير المتكلم : ( لمحت، يخامرني، مررت، سأجد، نظرتي، أفكر، أعرف، أني) فهو راو ضمن نطاق الحكي Narrateur homodiégétique و في مثل هذا ينبغي الحذر حتّى لا يسقط في الهيمنة ،و لقد حدث في هذا النّص بتدخل السّارد و إقراره ما لا ينبغي : (وهذا معناه أني لن أمر من هناك أبدا.) كما أنه و كما أشار الأستاذ عبد الله بن بريك : (في المقابل يسجن التجربة في أحادية الرؤية و يلغي كل صوت غير صوت السارد المركزي. )

4) و أنتهي إلى تقنيات السّرد في هذا النص :

أ ) التسلسل المنطقي La concaténation و يظهر ذلك جليا من نظرة عابرة ،إلى إثارة رؤى و تخيلات، و أمل و يأس ..

ب) العلاقة التضادية و قد أشرنا إليها أنفاً : (يخامرني يقين راسخ بأني لو مررت من هناك مرة أخرى, سأجد بانتظاري نفس العين
الحزينة الرائعة والأنامل المخضبة) و ( لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين )

ج ) نزعة التّخفي La dissimulation التي يثيرها السّارد كفكرة للتّأمل : (وأفكر ثانية بأن مبدأي التّقابل والإضمار أسّان لا يضاهيان للجمال..)
التقابل : لمحة السّارد إلى العين السّوداء و الأنامل المخضّبة .
و الإضمار: و هو الإطلالة الخجولة من فرجة الباب .

د ) القفلــة :résolution لم تأتي كالمعتاد و المألوف تثير الدّهشة أو الغرابة أو التّساؤل أو المفاجأة.. بل هنا جاءت جامعة لكلّ ذلك و متضمنة وظيفة التّناقض contradiction فهي تلغي كلّ الكلام السّابق الذي حاول السّارد أن يوهم به المتلقي : (لكني أعرف باليقين الراسخ نفسه أن مشهدا ساحرا كذاك لا يمكن أن يمنح للرائي مرتين) بعد أن قال عكس هذا آنفاً .

من خلال كلّ هذا نجد أنّ قصيصة ( مرة لا تقبل التكرار ) متعة قصصية ، كتبت برؤية ذهنية تخيلية ، تستقرئ الأبعاد النّفسية ، و تبعث على التّأمل الجوانــي من خلال التّقابل والإضمار و خاصية التّأرجح بين القول و ضده ، و الواقعية و الشّعرية . نص يحافظ على الوحدتين الموضوعية و العضوية ، و يثير مفارقة المرجــع référent في تحديد بنية الجمال .

*

موعدنا بعد يومين مع نص جديد للقاص الفلسطيني المقيم في لبنان : سعيد محمد أبو نعسة

تحياتي / مسلك[/CENTER]