المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كان وراء موت " زقار" ؟ و أحداث أكتوبر 88 ؟



علجية عيش
09/10/2010, 03:29 PM
قاصدي مرباح كان له الفضل في تعيين بن جديد رئيسا للجزائر

منذ مجيئه على رأس الدولة الجزائرية في جانفي 1979 تمكن الشاذلي بن جديد حسبما تذكره بعض المصادر التاريخية من إزاحة ثلاثة من ضمن خمسة أقوى رجال تبقوا من عهد هواري بومدين و هم: ( محمد الصالح يحياوي، بلعيد عبد السلام، عبد العزيز بوتفليقة، قاصدي مرباح، و مسعود زقار)، فلم ينته المؤتمر الاستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني حتى أزاح الشاذلي بن جديد بلعيد عبد السلام المتحكم في الصناعة في عهد بومدين و وجهت له تهمة التلاعب بأموال المحروقات من خلال العقد الذي ابرمه مع شركة ألباسو الأمريكية، ثم إبعاد محمد الصالح يحياوي الرجل المتحكم في جهاز الحزب من رأس الأمانة التنفيذية للجنة المركزية للحزب، ليأت دور بوتفليقة الذي وجهت له تهمة التلاعب في أموال وزارة الخارجية.
كما تخلص الشاذلي بن جديد من شخصية قوية جدا في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين كانت تعمل في الخفاء و هي مسعود زقار الذي كان من اقرب الشخصيات إلى بومدين، فهو رجل أعمال من العلمة ( سطيف) ربط علاقات وطيدة مع الأمريكيين منذ الثورة الجزائرية و كان يستغل تلك العلاقات لصالح الثورة، لكن الشاذلي بن جديد وجه له تهمة الخيانة والتعامل مع المخابرات الأمريكية، و لم تشفع له شهادة قاصدي مرباح، إلا أن الحكم صدر في حق رجل الأعمال ثم أطلق سراحه بعدما أصبح ضعيفا لا يقوى على الحركة و هي الأسباب التي أدت إلى وفاته.
كل هذه الممارسات كانت محاولات من الشاذلي بن جديد في التصفية البومديينية و تحضيرا للتوجه السياسي الجديد، و لم يبق من هؤلاء الرجال إلا قاصدي مرباح المنحدر من الثورة و المتحكم في الجيش و كان هذا الأخير يعمل بنية صادقة، غير أن المتآمرين عليه كانوا كثيرون كذلك، و منهم مولود حمروش أمين عام الرئاسة الذي كان له طموح كبير في الوصول إلى الحكم، فعمد الشاذلي بن جديد إلى إقالة قاصدي مرباح و هكذا تمكن بن جديد من التخلص من آخر ما تبقى من نظام بومدين .
العارفين بالخبايا الداخلية للنظام الجزائري يؤكدون أن الفضل في تعيين الشاذلي بن جديد على الجمهورية خلفا لبومدين كان بفضل قاصدي مرباح الذي كان يملك ملفات سوداء و معلومات سرية خطيرة عن بعض الأشخاص إذا ما لم يتم تعيين الشاذلي خلفا لبومدين، و هي حسبهم خيانة من الشاذلي و عدم الاعتراف بالجميل ، لأن الفضل في تعيينه رئيسا يعود إلى قاصدي مرباح كما جاء آنفا، و كانت الموافقة على اختيار الشاذلي بن جديد خلفا لبومدين لأن الرجل كان سهل المنال كما يقولون و شديدي التأثر و كان خاضعا لسلطة زوجته و أصهاره لدرجة أن الجنرال خالد نزار قال بصريح لسانه أن من أراد منصبا في جزائر بن جديد فعليه بالمرور بإقامة أصهاره في مستغانم و زودته، و كان يطلق عليهم اسم " الزاوية" .
و كانت تصرفات الجميع و منهم العربي بالخير إرضاء زوجة بن جديد لأنه عن طريقها يتم التأثير في الرئيس بن جديد و صلت الأمور إلى حد و أن كتب أحدهم و هو بوعلام بسايح سيناريو فيلم بوعمامة من أجل التودّد إلى حرم الشاذلي بن جديد كونها تنحدر من عائلة بوعمامة، كما أن تراجع الأفلان يعود إلى فكرة الشاذلي بن جديد بفتح التعددية السياسية على التيارات الأخرى في إصلاحاته السياسية و السماح للمواطنين إنشاء جمعيات مستقلة عن حزب جبهة التحرير الوطني، و من هنا بدأ الصراع بين الإصلاحيين و المحافظين ، فكانت النتيجة وقوع أحداث 05 أكتوبر 1988.
المصدر: رؤساء الجزائر في ميزان التاريخ