المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهزلة حفظ المتون/د.عائض القرني



نبيل الجلبي
15/10/2010, 10:48 PM
مهزلة حفظ المتون

الدكتور عائض القرني

كان الصحابة والقرون الثلاثة الأولى المفضلة عاكفين على الكتاب والسنّة حفظا وتدبرا، فلم يكن عندهم متون أخرى في النحو أو البلاغة أو العقيدة أو المصطلح أو الفرائض، ولم يكن أئمة الإسلام كالثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم يحفظون إلا الكتاب والسنّة، ثم جاء عصر الضعف العلمي والتقليد وفتور الهمم وبرود العزائم، فصنّفوا لنا متونا شغلتنا عن القرآن والسنّة، وقالوا كلمة سقيمة: «من حفظ المتون حاز الفنون»، فقدّموا لنا أكثر من مائة متن في أنواع العلوم، بل صار لكل مذهب متون خاصة بأتباعه، فيحفظ الطالب متنا في الفقه، وألفية ابن مالك في النحو، وملحمة الإعراب للحريري، ولمعة الاعتقاد، ومتن الطحاوية، وألفية السيوطي، وألفية العراقي لمصطلح الحديث، وزاد المستقنع، أو مختصر خليل، أو التقريب لأبي شجاع، أو كتاب القدوري الحنفي، مع متن في البلاغة، ومتن في أصول الفقه، ومتن في الفرائض، غير المواد التي أضافوها، كعلم الآثار، والجغرافيا، وعلم الأزياء، وفن زراعة البقدونس، والتخصص في جمع الحطب وتكسيره، والتفقه في سيرة السلاجقة، ودراسة كيف يلبس الآشوريون، وموعد الطعام عند ملكة تدمر، كل هذه المتون والفنون جعلت الجيل في «حيص بيص» فشغلت الذهن، وأسقمت العقل، وشتتت الانتباه، حتى إني رأيت بعض المشايخ في بعض الدول التي زرناها يحفظ عشرات المتون ويعيدها ويكررها ليل نهار حتى صار نحيفا نحيلا كالجرادة الصفراء، فأصبح كآلة التسجيل، فقط يحفظ ويكرر، وشُغِل عن الكتاب والسنّة وعن التفقه في الآيات والأحاديث، ولهذا انظر - مع احترامي للشناقطة - ما هي الحصيلة من هذا الحفظ المذهل المدهش للمتون؟ فقط جلسوا يكررونها على الطلاب ولم يقدموا للعالم الإسلامي فقها للنصوص أو مشروعا تجديديا للدين، حتى إنهم قالوا عن موريتانيا: إنها بلد ألف حافظ. وأعتقد أن الواحد منهم يحفظ أضعاف ما يحفظ الشيخ الألباني والشيخ عبد الرحمن بن سعدي، ولكن انظر البون الشاسع بين فهم هذين الإمامين وكتبهما ومدارسهما وبين عطاء أولئك الفضلاء ونتاجهم. ليس بصحيح قولهم: «من حفظ المتون حاز الفنون»، بل الصحيح: «من حفظ الكتاب والسنّة هُدي إلى الجنّة»، وبالله عليكم متى يتفرغ طالب العلم لفهم الكتاب والسنّة إذا كان مشغولا بحفظ وتكرار زاد المستقنع وألفية ابن مالك وألفية العراقي وألفية السيوطي والرحبية في الفرائض ولمعة الاعتقاد ومتن الطحاوية وجمع الجوامع في أصول الفقه والسبل السوية في العقيدة؟ الحقيقة أنه لن يجد وقتا لمدارسة كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو كانت هذه الطريقة المتأخرة للتعليم صحيحة لكان سبقنا إليها السلف الصالح كالخلفاء الراشدين وابن عباس وأبي هريرة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب والزهري وابن المسيب والحسن البصري، لكنهم لم يحفظوا متنا واحدا غير الكتاب والسنّة، وسبب من الأسباب المعيقة للفهم كما ذكر ابن خلدون هي: المختصرات العلمية وهذه المتون التي صدت الطلاب عن التشاغل بالكتاب والسنّة.
آمل أن نعيد التعليم الشرعي إلى عهد القرون المفضلة، ونحذو حذو السلف الصالح في دراسة الشريعة، أما تحويل الطالب إلى آلة تسجيل ليحفظ كلام الناس وينسى الوحي المقدس المنزل فهذا عوج في الرأي وغبش في البصيرة وقدح في الإدراك. وقل لي بربك لو أن ابن المبارك أو مالكا أو الشافعي وغيرهم من أعلام الأمة تشاغلوا بهذه المتون، أتراهم يتركون لنا فهما صحيحا وفقها دقيقا لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ بل صرفوا اهتمامهم للنص المقدس كتابا وسنّة، وعكفوا قلوبهم على هذا الفيض المبارك والغيث المدرار من الوحي الكريم، فصاروا أئمة مجددين مصلحين بحق، فيا أيها المشرفون على العلم الشرعي في مدارسنا وكلياتنا ومساجدنا ممن حشوتم عقول الطلاب بمتون البشر في كل فن وشغلتموهم عن الآيات والأحاديث، طريقتكم خطأ، خطأ، خطأ، ومنهجكم بالتعليم غلط، غلط، غلط. ارجعوا إلى منهج الصدر الأول في طلب العلم الشرعي، أما العلوم المادية كالطب والهندسة والتكنولوجيا فلها منهج آخر.

عن الشرق الأوسط

وذان بلقاسم
06/03/2011, 04:51 PM
حفظ المتون ليس على عمومه أمر سيء
حفظ المتون لإحكام المسائل المهمة أمر مطلوب
متن كالبيقونية يجمع لك ألقاب الحديث يسهل عليك أمورا كثيرة
مسائل جد معقدة في أصول الفقه وفي فروع الفقه نفسه لا يمكن الإحاطة بها من دون حفظ المتون
أرى الشيخ قد بالغ كثيرا حتى أنه صور حافظ المتون كالجرادة الصفراء
ربما هو استرسال غير مقصود من الشيخ لكنه لا يليق بطالب العلم
ما نعيبه على أصحاب المتون
قلة الوعي وإدراك الواقع واستعمال المنطق وغياب الثقافة العامة
والحق كما قال الباحث الكبير محمد عمارة حفظه الله
هناك من الناس من لهم شبه ثقافة وليست لهم ثقافة متخصصة علمية محكمة
وهؤلاء هم قراء الصحف وزوار النت وهواة كتابة المقالات
تجد لديهم ثقافة عامة ولا تجد لديهم ثقافة متخصصة
وآخرون عكفوا على العلوم لهم ثقافة خاصة كحفاظ المتون لكنهم يفتقرون إلى الثقافة العامة ليتفاعلوا مع المجتمع
حتى استشهاد الشيخ عائض القرني بالألباني والسعدي أمر فيه نظر
لو استشهد بالغزالي والشعراوي وكشك لكان أحسن
لأنه حتى تفاعل الشيخ الألباني والسعدي كان في إطار محدود جدا لم يتجاوز المساجد وكراسي الجامعات

نادية حسين
06/03/2011, 05:13 PM
شكرا اخي الفاضل على النقل المميز

وصح لسان الشيخ القرني قال الحقيقه هو العمر فيه كم يوم عشان الواحد يحفظ كل المتون واي ذاكره تستوعب كل هذي المتون

علينا بحفظ مايهمنا ويهم ديننا ولابأس بعدها ان اخذنا فكره عن المتون والفنون

بارك الله الشيخ الجليل