المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرا لأهمية الموضوع ارتايت أن أنقله هنا للاستفادة / استسمح الأستاذة سمية و د. أمين الزاوي



عبدالرحمان الزاوي
22/10/2010, 11:31 PM
تقول جدتي : "المرأة التي تفشل في وضع السرور في وعاء طهيها ، لن تتمكن أبدا من وضعه في سريرها"

بهذه المقولة فضل أمين الزاوي الروائي و الكاتب الجزائري و المدير السابق للمكتبة الوطنية مباشرة روايته التي أصدرها هذا العام عن دار البرزخ بالجزائر و دار"فايار" بفرنسا حيث تدور قصتها بين شاب و ابنة عمه من خلال علاقة عاطفية ، بلور من خلالها أمين الزاوي هواجس الحب الجارفة التي جمعت عيلان بطل الرواية المراهق و ابنة عمه سلطانة في مشاهد جريئة و ساخنة تحيل بفكر قارئها إلى موضوع إباحي ،غير أن جوهرها يختلف عن ذلك تماما ، حيث عالج من خلالها أمين الزاوي ظاهرة الإرهاب و تفشي الأمراض الأخلاقية التي تعيشها أفراد هذه المجموعة من شذوذ و تعاطي المخدرات و غيرها...فعيلان الذي خرج من بيتهم ذات يوم لشراء نصف قالب سكر لم يكن يعلم أن مصيرا آخر ينتظره و يترصد به.

أمين الزاوي الذي ولج عالم الكتابة باللغة الفرنسية قبل عام 1998 ، و هي السنة التي اصدر فيها أولى رواياته بلغة موليير "صمت الميموزا" و التي اقتبس منها السينمائي سعيد ولد خليفة فيلمه "شاي من أجل غنية" عام 2004 ، كان قد ولجها من خلال نشره بالاشتراك مع الكاتبة الفرنسية "إلان سيكسو" (عضوة بالأكاديمية الفرنسية) عن ثقافة المضجع من خلال ألف ليلة و ليلة ، لم يأبه منذ البداية بالأصوات المحتجة على قراره خوض الكتابة باللغة الفرنسية ، بل أثبت قدرته على الكتابة باللغتين بنفس العطاء مؤكدا حسب قوله أن الحدس و كيمياء الإبداع وحدهما من يملي على قلمه إن كان عليه أن يسير من اليمين إلى اليسار أو العكس.لتتوالى أعماله الروائية و التي تجسدت في :
الاستسلام 1998 ، الغزوة 1999 ، إسطبل النساء 2001 ، قوم العطر2003 ، وليمة الأكاذيب 2007 إلى جانب شارع إبليس و غرفة العذراء المدنسة.
و قد صرح أمين الزاوي لجريدة الشروق مؤخرا أنه أراد من خلال هذه الأخيرة أن يمارس عملية فضح ثقافة النفاق المنتشرة اجتماعيا ، إذ لم يرد أن يكتب رواية عن التطرف و الإرهاب ، و الاغتيالات كما كتب من سبقوه في هذا المجال ، و إنما أراد عبر هذا العمل الكشف عن الطرف الآخر الخفي في حياة الجماعات الإرهابية .

و يراهن أمين الزاوي كثيرا على عناوين رواياته وكتبه ، لأن العنوان حسب رأيه يجب أن يكون إضافة للنص ، لأن الرواية تبدأ من الغلاف و الكلمة الأولى ، كما يجب أن يكون النص إضافة للعنوان صورة و مختصرة و مكثفة عن الرواية و من ذلك جاء الإشتغال على أغلب عناوين رواياته .

و يقول الزاوي أنه اختار العنوان في آخر لحظة ، إذ سبق و أن أعلن عن اسمها "عسعس السرير" و لكن في آخر المطاف و في آخر لحظة غير العنوان ..لأن العذرية كما يقول شيء يخافه الجميع ، و يبحث عنه الجميع ، و يريد أن يكسره الجميع ، و يحافظ عليه الجميع ، فهي رمز لأشياء مثيرة كالشرف و الدم و الخيانة و كل الظلال التي تضيف الى النص شيئا ، طارحا عدة أبعاد عن مفهوم العذرية بمفهومه الواسع في الحياة السياسية ، و من بين ما ذكر الإشارة إلى ما كان يحدث في أوساط الجماعات المسلحة.

الأعمال الأولى: عام 1985 اصدر أمين الزاوي روايته و عمله الأول"صهيل الجسد" عندما كان طالبا شابا في دمشق ، فجرت آنذاك فضيحة مدوية جعلت الرقابة السورية لا تكتفي بمصادرتها ، و سحبها من السوق فحسب ، بل و سجنت ناشرها و أقفلت "دار الوثبة" التي أصدرتها.

بعدها أثار أمين الزاوي حفيظة متطرفي جماعة التكفير و الهجرة بعد صدور روايته "السماء الثامنة" فأحرقوها في ساحة عمومية في ساحة سيدي بلعباس ، بعدما أصدروا فتوى ، بإهدار دم الزاوي اثر نشره لدراسات عن موسيقى الراي ، و الشيخة الريميتي مطلع الثمانينات .

ليتحول التحرش الكلامي و التهديد الخطابي الذي طال أمين الزاوي إلى خطر داهم مطلع التسعينات ، فلم ينجو أمين الزاوي إلى بأعجوبة من محاولة تفجير سيارته عام 1992 بينما كان يهم بمغادرة عمله في مكتبة وهران الجهوية و التي كان مديرها آنذاك.

بعدها اختار الزاوي المنفى على غرار الكثيرين من مثقفي الجزائر اللذين طالتهم محاولات الاغتيال من جهة و التهديدات من جهة أخرى باتجاه فرنسا و تحديدا إلى "كان" ليحصل على منحة من البرلمان الدولي للكتاب الذي كان يرأسه آنذاك الروائي "سليمان رشدي" و يلتحق بعدها بالتدريس أستاذا للأدب المقارن في جامعة السربون الثامنة.

قَنَاعَاتْ الزَّاوي الأَدبيَّة:إضافة إلى ما سبق ذكره عن كتابة الزاوي باللغة الفرنسية ، وقناعته اتجاهها رغم الحملات التي أحالتها تخوينا و ردّة و انسلاخا. فإن الزاوي المتحصل على أعلى الشهادات من معهد اللغة العربية ، حاملا لقلمها ، و ناطقا بلسانها ، و الذي يكتب أيضا بلغة موليير يستند إلى قاعدة مفادها أن لا يترجم أيا من أعماله من لغة إلى أخرى مبررا ذلك بقوله "المرء لا يجب أن يستحم بماء الحوض مرَّتين."

و لأنه يشتغل في جوهر رواياته على قضايا المرأة منذ أعماله الأولى فانه يعتبر نفسه كاتبها "كاتب المرأة" ، إذ يرى أن المرأة هي التي تمثل التوازن و الاختلال الاجتماعي كما أن الذات بحاجة إلى علاقة صادقة مع المرأة ، و إذا لم تكن هذه العلاقة صادقة ، يحدث حتما الاختلال.

و يعتقد أمين الزاوي أن الجوائز الأدبية لعبة غير منطقية ، في وقت تخيفه فيه الجوائز العربية كما الجوائز الغربية ، لان الجوائز الأوروبية لها حسابات سياسية واضحة ، أما الجوائز العربية فاها حسابات عشائرية و قطرية ، و لا تشتغل كثيرا على القيمة الأدبية.

و يشتغل أمين الزاوي كثيرا على عناوين رواياته ،لان الرواية في اعتقاده تبدأ من الغلاف و الكلمة الأولى فتكون بذلك الصورة الأولى صورة مختصرة عن الرواية ، بالقدر ذاته الذي يكون إضافة لها ، و لعل رواية شارع إبليس التي لم يفهم الكثير عنوانها من الروايات التي استقى الزاوي عنوانها من اسم شارع في العاصمة السعودية "الرياض" و هو شارع تباع فيه كل المنتجات التكنولوجية من أجهزة البرابول و الفيديو و الهواتف النقالة ، حيث أطلقوا عليه هذه التسمية لأنهم يقولون انه الباب الذي يدخل منه إبليس إلى البيوت العربية ، فأعجبته الفكرة و تساءل ما هو شارع إبليس عندنا ليكتشف شوارع أبالسة كثيرة في الجزائر ، و هنا تظهر بوضوح أبعاد النظرة الأدبية للزاوي.

العَذْرَاءُ المُدَنَّسَة و سِبَاقُ الجَوَائِزْ:بالرغم من الاستقبال الإعلامي الكبير الذي حظيت به رواية غرفة العذراء المدنسة في فرنسا ، وما أضيف إليه من نقد جيد يحسب لها ، استبعدت من سباق الجوائز لظروف و حسابات معينة يرجعها الزاوي إلى ذلك التحفظ الذي حدث منذ تنظيم ملتقى عن "جاك دريدا" بالمكتبة الوطنية منذ سنين ، و الذي جاء فيه بان دريدا كان مثقفا يقف الى جانب القضية الفلسطينية و أن بعض الدوائر الصهيونية في فرنسا و أوروبا عامة ضغطت عليه بسبب هذه المواقف الأمر الذي لم يرضي بعض الأطراف .

و كما أن الرواية لاقت استحسانا و ترحيبا اعلاميا في فرنسا ، فانها استقبلت بشكل لافت بالموازاة مع الجزائر ، فبعد توقيعها في جناح منشورات البرزخ يوم 31/10/2009 بالمعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة ، ينتظر أن يقوم الزاوي بجولة في المكتبات بالمدن الداخلية بعدما أصبحت الرواية مطلوبة حتى من هناك لتنشيط حفلات البيع بالتوقيع.

و سيشرع الزاوي كما صرح مؤخرا في كتابة رواية باللغة العربية ، من المقرر ان يشتغل عليها بمعدل ثمانية ساعات يوميا انطلاقا من موضوع كتب في جريدة الشروق بخصوص الفرنسيات الثلاثة اللواتي اسلمن في الجزائر.

--------------------------------------------------------------------------------
التعديل الأخير تم بواسطة سمية محنش ; 03/01/2010 الساعة 10:02 PM