المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في سوريا: دمج مقرر التربية الإسلامية ومقرر التربية القومية في حصة واحدة



مصطفى عودة
25/11/2010, 08:08 PM
وزير 'التعليم' يعمل على إفساد التربية في المدارس السورية

وبقراءة معمقة للشروط التي فرضها وزير التربية على مدراء المدارس الأهلية في مدينة دمشق، يتبين أنه أراد إشاعة الفاحشة في المدارس من خلال إلزام أصحاب المدارس (أن لا يقتصر الاختلاط بين الذكور والإناث على الصف الواحد، ـ بل ـ ويجب وضعهم في مقاعد مشتركة). على أن نشر الاختلاط في المدارس الثانوية لم تكن أول محاولة للوزير علي سعد يتصرف فيها بشكل شخصي، بل حاول ـ من قبل ذلك ـ دمج مقرر التربية الإسلامية ومقرر التربية القومية في حصة واحدة. وعلى ما يظهر فإن أهل الخير أوصلوا الخبر إلى الجهات العليا التي ألغت هذا المسعى السيئ..
بقلم الطاهر إبراهيم
عندما استلم حزب البعث الحكم في سورية بعد انقلاب 8 آذار 1963، حاول الحزب تطبيق أيديولوجياته في الحكم وخصوصا في مجال الثقافة والتعليم. بعض من استلم وزارة التربية والتعليم كانت لهم "أجندات" خاصة حاول صبغ الوزارة بصبغته.
"مصطفى حداد"، كان واحدا من وزراء التربية والتعليم الأوائل في حكومة حزب البعث الذين كان لهم أثر سيئ على العملية التربوية والتعليمية في سورية. "مصطفى حداد" هذا شطب كلمة التعليم من الوزارة، بحيث أصبح اسمها "وزارة التربية" فقط، حتى إن بعثيا آخر اسمه "حسن الخطيب" عاصر الوزير "الحداد" كمدير للتربية والتعليم في محافظة إدلب، اضطر للاستقالة احتجاجا على ما كان من إساءات الوزير "حداد".
وفي حفل الوداع الذي أقامه له موظفو مديرية التربية، ألقى "حسن الخطيب" كلمة قال فيها: "إن الوزير حداد شطب كلمة التعليم من اسم الوزارة زاعما أن التربية تحتوي ضمن معانيها على معنى التعليم"، ثم أضاف "حسن الخطيب" قائلا: "غير أن الوزارة في عهد "حداد" لم يعد فيها تعليم وقد أفرعت من التربية". وهذه هي شهادة شاهد من أهلها.
ومع بداية حكم حزب البعث في سورية، كان الحكام الجدد من الضباط والنافذين مشغولين في تثبيت "براغي" كراسي الحكم التي يجلسون عليها. وربما لم يكن ليشغلهم ما كان يحدث في وزارات الدولة المختلفة، إلا ما كان في بداية حكم الرئيس الراحل "حافظ أسد"، حيث حاول مقربون من شقيقه "رفعت أسد" أن ينفّذوا في مدارس البنات أجندات خاصة بهم، حيث حاول فتيات من شبيبة الثورة البعثية نزع غطاء الرأس بالقوة عن رؤوس المدرسات والطالبات في مدارس البنات، وإن تبين فيما بعد أنه ليس هناك مرسوم أو قرار يجيز لهن ذلك، وإنما كان ذلك بتعليمات مباشرة من مكتب "رفعت أسد".
وفي كل عهود وزارة التربية في سورية، كان يمر أحيانا وزراء يسيئون للعملية التربوية، وفي غالب الأحيان كانت هذه الإساءات تأتي من الوزير، بدون قرار من رئيس الحكومة أو مرسوم من رئيس الجمهورية.
في تموز من 2010 أصدر وزير التعليم العالي "غياث بركات" توجيهات تقضي بمنع دخول الطالبات المنقبات إلى حرم الجامعات السورية، وأعلن رفضه لهذه الظاهرة، التي "تتعارض مع القيم والتقاليد الأكاديمية ومع أخلاقيات الحرم الجامعي" حسب زعمه. "بركات" أوقع نفسه في الحرج مرتين: فهو اعترض على أمر لم يعترض عليها وزراء التعليم العالي قبله، وكأنه اعتبر توجه حزب البعث متعارضاً مع القيم والتقاليد الأكاديمية وأخلاقيات الحرم الجامعي.
ثم إن كلمة "توجيهات" التي صدرت بها تعليمات الوزير تؤكد أنها إنما نبعت من "أجندة" خاصة عند الوزير "بركات"، ومن دون أن يعتمد على مسوغ قانوني من رئاسة الوزراء أو مجلس الشعب أو مرسوم من رئيس الجمهورية.
وثانية: أظهرت احتقاره للمحجبات في سورية، لأن النقاب نوع من أنواع حجاب النساء، مع أن أمه وأخواته وعماته وخالاته، ما كن يخرجن من بيوتهن في مدينة إدلب، إلا في الحجاب الساتر حتى الكعبين".
وزير التربية السوري "علي سعد" كان أكثر جرأة في اقتحام المنكر عندما فرض على مدراء 23 ثانوية في دمشق الاختلاط بالقوة بين الطلاب والطالبات.
فقد جاء بمقال كتبه الكاتب "محمد عربي كاتبي" نشره موقع (كلنا شركاء) الذي يموّله حزب البعث في 21 ـ 11 ـ 2010 ما يلي: (فوجئ أصحاب المدراس الـ 23 في دمشق، الذين تم تعيين منتدبين من الوزارة لديهم للتأكد من عدم وجود مظاهر تشدد في مدارسهم، بزيارات من قبل لجنة جرد وزارية تعاملت معهم بفظاظة وقامت بجرد محتويات مدارسهم، ولدى تسليمهم محضر الاستلام والتسليم تبين أنه يستند لقرار وزاري رقم 4029 / 943 صادر بتاريخ 12 تشرين الأول 2010 يضع 23 مدرسة في مدينة دمشق تحت الإشراف المؤقت لمدة عام كامل بسبب مخالفتها للمراسيم والقرارات (دون التحديد).
(تبادل أصحاب المدارس ومن خلال الملاحظات التي تصلهم من المشرفين المعلومات فيما بينهم، ومع باقي المدارس التي تخشى الوقوع بالمطب نفسه، ويمكنهم تلخيص المطلوب بما يلي:
ـ يمنع ارتداء غطاء الرأس بالألوان السماوي والكحلي والأسود.
ـ يمنع ارتداء مريول مدرسة بالألوان السماوي أو البيج
ـ يمنع قراءة القرآن في المدارس وفي السيارات المدرسية.
ـ يجب أن تكون بعض المعلمات غير محجبات، ويفضل من مذاهب متنوعة.
ـ يجب أن لا يقتصر الاختلاط بين الذكور والإناث على الصف الواحد، ولكن يجب وضعهم في مقاعد مشتركة.
ـ يجب أن لا يتم فصل الذكور عن الإناث خلال الاستراحة.
ـ يجب زيادة الأقساط المدرسية إلى أقصى حد ممكن).
ويضيف الكاتب "محمد عربي كاتبي" في نفس المقال:
(وقد علمت من بعض أصحاب المدارس بأن أداء السيد الرئيس -بشارأسد- لصلاة العيد في منطقة الميدان بدمشق، واختيار الدكتور "البغى" المعروف عنه اعتداله الديني لإلقاء خطبة العيد، قد أرسل لهم رسالة تبين أن السيد وزير التربية ـ علي سعد ـ يتصرف بدافع شخصي وأنه لا يمتلك الغطاء الذي يضعه فوق القانون، وبالتالي فقد بدأ أصحاب المدارس بدراسة إمكانية رفع دعوى قضائية على الدكتور علي سعد بصفته الشخصية، وليس بصفته وزيراً للتربية، وذلك كون منصبه كوزير لا يسمح له بأن يكون فوق القانون).
وبقراءة معمقة للشروط التي فرضها وزير التربية على مدراء المدارس الأهلية في مدينة دمشق، يتبين أنه أراد إشاعة الفاحشة في المدارس من خلال إلزام أصحاب المدارس (أن لا يقتصر الاختلاط بين الذكور والإناث على الصف الواحد، ـ بل ـ ويجب وضعهم في مقاعد مشتركة).
على أن نشر الاختلاط في المدارس الثانوية لم تكن أول محاولة للوزير علي سعد يتصرف فيها بشكل شخصي، بل حاول ـ من قبل ذلك ـ دمج مقرر التربية الإسلامية ومقرر التربية القومية في حصة واحدة. وعلى ما يظهر فإن أهل الخير أوصلوا الخبر إلى الجهات العليا التي ألغت هذا المسعى السيئ.
يبقى أن نقول: إن أخلاق التمسك بالفضيلة في سورية راسخة رسوخ الجبال الراسيات، ولن يؤثر فيها "خربشات" الصعاليك من دعاة التحلل والانفلات.
كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
* عن العصرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ولنا ان نتساءل:
هل يوجد داخل النظام السوري قيادتان،احداهما وهي التنفيذية تتمرد على الرئاسة وتعمل دون مشورتها او باذنها؟
لم لا يقيل الرئيس هذا الوزير او ذاك المتجاوز او التمرد عليه؟ ومن يدعم هذا الوزير من قوة خفية يصعب على الرئيس مواجهتها حتى يتصرف بـِ " الكلام لك، وافهمي يا جارة"
ام ان المقالة اعلاه غير دقيقة ومغرضة؟
ما الذي يجري في سوريا الاسد؟