المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة المنذرية صياغة جديدة لتقعيد قديم



منذر أبو هواش
25/03/2007, 12:36 PM
القاعدة المنذرية صياغة جديدة لتقعيد قديم
بلاغة العرب لا تقبل الحشو والزيادة من دون غاية أو سبب
قامت الدنيا ولم تقعد منذ أن قمت بصياغة القاعدة الجديدة التي أسميتها تندرا بـ (القاعدة المنذرية للجمل الاستفهامية) وقمت بنشرها على الرابط:

القاعدة المنذرية للجمل الاستفهامية (http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=8708&highlight=%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9)
رغم أن هذه القاعدة ليست أكثر من صياغة جديدة لقاعدة نحوية قديمة!

لطالما حذر جمهور العلماء النحاة من الاستخدامات الخاطئة لضمائر الفصل، وخاصة من الحالة التي يقحم ضمير الفصل فيها بين أداة الاستفهام (ما) أو (أين) أو (من) وبين المستفهم عنه في الجمل الاسمية الاستفهامية نحو (من هو أحمد؟)، وقالوا أن هذه الصيغة لا تجوز بسبب القاعدة العامة التي تقول بأن شرط دخول ضمير الفصل في الجمل الاسمية هو أن يتوسط بين معرفتين، وأن لا يتوسط بين معرفة ونكرة، ويقصدون بذلك (ما) و (أين) لأن (من) معرفة، إذ تستخدم للسؤال عن معرفة، لكنهم سحبوا عدم جواز الإقحام على الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (من) أيضا قياسا على الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (أين). وكان ادعائهم هذا ادعاءا قويا لأنه كان يستند في الوقت نفسه إلى الأسلوب المتبع في القرآن الكريم الذي تجنب بشكل قطعي إقحام ضمائر الفصل في الجمل القرآنية الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين) على كثرتها.

لكن قسما قليلا من اللغويين النحاة مال إلى تجويز ظاهرة الإقحام هذه استنادا إلى كون (من) معرفة وشذوذها عن التنكير، وأجازوا الإقحام في الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) و (أين) قياسا على ذلك.

ومع أن كفة العلماء النحاة الذين لم يجيزوا هذا الاستخدام الخاطئ كانت أرجح كثيرا من كفة اللغويين النحاة الذين أجازوه، إلا أن الخلاف بقي معلقا، بل وأصبح عضالا مزمنا بعد أن شاع وانتشر وعم وطم مثل الأخطاء اللغوية الشائعة الأخرى، إلى درجة أنه كاد أن يطغى على الاستخدام الصحيح لولا اعتماد القرآن الكريم له.

إذن فلا حجة للمعترضين على المنع لأن هذا الأمر مقعد له أساسا بقاعدة ضمائر الفصل السالفة الذكر، لكنها قاعدة عامة، وكانت في ظاهرها، وربما بسبب طريقة عرضها تبدو غير كافية لإقناع الأقلية المعارضة لتقنين هذه الحالة، واقتصارها على الأسلوب القرآني البليغ.

وقد تفكرت في هذا الأمر، وقلبته من جميع وجوهه، واكتشفت أن القاعدة العامة وإن كانت كافية إلا أنها بحاجة إلى شيء من التخصيص وإعادة الصياغة من جديد، بحيث تكون الأمور شفافة واضحة بعيدة عن أي احتمال للتشكيك أو للطعن من أي طاعن.

لقد حدد العلماء المقعدون للعربية وظائف ضمير الفصل الفاصل بين المبتدأ والخبر في الجمل الاسمية بوظيفتين أساسيتين هما (الفصل) و (التوكيد)، وقد وجدت أن اللغويين المجيزين لهذا الخطأ الشائع يتجاهلون الوظيفة الأهم لضمائر الفصل، ألا وهي (التوكيد)، حيث أن هذه الوظيفة تصبح معطلة، و تنتفي الغاية منها حال إقحام ضمير الفصل في الجملة الاسمية الاستفهامية، والسبب هو أن الجمل الاسمية الاستفهامية لا تتسع إلا لهدف واحد هو (هدف الاستفهام)، وبذلك ينتفي (هدف التوكيد) الذي هو المبرر الوحيد لإقحام وحشر وزيادة ضمائر الفصل في الجمل الاستفهامية على العموم.

لذلك فإن عملية إقحام ضمير الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية تصبح عملية عبثية بلا غاية أو هدف ولا طائل منها، وبالتالي تنتفي الحاجة إلى القيام بها، وهذا ما فعله العرب الذين لا يحبون الحشو والزيادة من دون سبب، وهذا ما فعله القرآن الكريم الذي نزل بلغتهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

منذر أبو هواش

محمودزكارنة
25/09/2007, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا اخي .الاستاذ منذر ووجدت الاخ ابو عبد القيوم كتب ما يوافقك
وانتهز فرصة عرض هذه الأسئلة لأنبه على شيء يكثر في صياغة الأسئلة عند كثيرين منا، حتى من المتخصصين في اللغة العربية، ألا وهو ضمير الفصل ( هو، هي، هم، هما) ؛ نحو ما هو ....؟ من هو ....؟ من هم .....؟ ما هي ....؟ مما يخل بفصاحة الكلام، ويجعل الصياغة ركيكة، والصحيح، أو الفصيح حذف هذا الضمير الذي ليس ضميرا بل هو في الحقيقة حرف يأتي في مواضع معينة ليفصل بين الصفة والخبر.
فلو أردت أن أخبر مثلا أن محمدا هو الفائز أو الذي فاز أقول محمد هو الفائز أو هو الذي فاز لأنني إذا قلت محمد الفائز أو الذي فاز بدون ضمير الفصل هو؛ ربما ظن السامع أن كلمة الفائز أو الذي فاز صفة لمحمد فينتظر الخبر نحو محمد الفائز مريض، فالفائز هنا صفة والخبر مريض، لذا لو أردت الإخبار بكلمة الفائز حسن الفصل ب(هو) . أما عند السؤال عن الفائز فأقول: من الفائز؟ وليس من هو الفائز.