المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النمل والجرة قصة للأطفال/عبد القهارالحجاري



harjjari
26/03/2007, 09:02 PM
النــــمل والجــــرة
قصـة للأطفـال
بقلم عبد القهار الحجـاري

نالت جائزة أدب الطفل لوزارة التربية الوطنية/ نيابة الناظور سنة 2005.


في منزل جدي، يعجبني أن أصعد إلى السطح دون أن يراني أحد، وأطل بنصف جسدي النحيل على وسط دار قديمة مهجورة بجواره، لأتفرج على منظرها الغريب، شجرة تين وارفة الظل، بالقرب منها جرة فارغة، تمتلئ بالماء كلما هطل المطر، العصافير أيضا تحب هذه الدار. تنزل إلى وسطها مزقزقة، فرحة، لا يزعجها أحد، فبنت على أغصان الشجرة أعشاشها وهي مطمئنة.
في كل مرة أحمل في جيبي قطعة خبز أفتتها طعاما للعصافير والنمل، وذات يوم رأيت جموعا من النمل الكبير تتسلق الجرة، ولم أستطع أن أعرف السبب، ورأيت سربا من العصافير تزقزق بهرج، تروح وتجيئ وتحلق حولها في المساء، سألت جدي :
-لماذا تزقزق العصافير بهرج ؟ نظر إلي متعجبا، ثم قال :
-ربما تكون خائفة .. أو فرحة .. أو ربما تقيم مهرجانا !
-ولماذا يتجمع النمل حول جرة ؟ ضحك جدي وقال :
-ربما وجد بالجرة سمنا وعسلا ! قلت في دهشة :
-وهل يحب النمل السمن والعسل؟! لم يعجبني جدي واستمر يضحك ويهز رأسه ..
في الليل وأنا نائم، حلمت بأنني أطل على الدار من سطح منزل جدي كعادتي، رأيت جموع النمل الكبير جالسة في صفوف منتظمة، أمام رئيسها الذي صعد فوق الجرة وقال :
-إخوتي الأعزاء .. لقد ضاع منا الكثير من أخواتنا وإخواننا في هذه الجرة اللعينة، لقد غرقوا هنا في جوفها .. فماذا نفعل؟

قدمت كثير من الإقتراحات لكي لا يسقط النمل في ماء الجرة ولكن لم يؤ بأي منها، وعندما احتدت المناقشة، تدخلت نملة صغيرة وقالت :
-ألا نستطيع أن نجعل من هذه الجرة بيتا لنا؟ عندها لمعت فكرة في ذهن نملة أخرى فقالت :
-ندحرجها فتفرغ من الماء، ثم نجعل منها سكنا لنا، صفق النمل بحرارة وهتف الرئيس :
-أحسنتما يا أنمولتين ! هيا بنا نتعاون كيد واحدة لنقلب الجرة، فتحركت صفوف النمل نحو الجرة بنظام وهدوء، وفي تلك اللحظة أفقت من نومي، أحسست بالعطش فقمت من فراشي وتوجهت نحو المطبخ شربت كوب ماء دون أن أزعج أحدا، وعدت إلى النوم.
-في الصباح، أسرعت إلى السطح وأطللت على المنزل المهجور، كانت الجرة في مكانها وجموع النمل حولها .. ربما كانت تستعد لتدحرجها، وعندها هممت بالنزول، انتبهت إلى وجود جدي خلفي قال لي محذرا :
-لا تصعد هنا مرة أخرى ! هذا خطر عليك أفهمت؟!
ـ نعم .. جدي .. فهمت!!
تـمـــت

الجـــرة : إناء من طين يستعمل لحفظ الماء أو اللبن أو العسل أو غيره من السوائل.
النحيــل : الهزيل.
مهجور : بيت مهجور : لا يسكنه أحد.
ســرب : سرب حمام : مجموعة.
ندحرجهـا : ندفعها فتتحرك على الأرض : تتدحرج الكرة على عشب الملعب.
في جوفها : في داخلها.
احتدت المناقشة : اشتـدت.
:tired:

ريمه الخاني
27/03/2007, 11:07 AM
قلم ذهبي انت تملك مفاتيح قلب الطفل فتابع.....
فعلا تملك فكرة ايجابية ذكية....
واسمح لي بنقلها باسمك لمنتداي او تقوم انت بذلك
تقديري

harjjari
27/03/2007, 03:41 PM
قلم ذهبي انت تملك مفاتيح قلب الطفل فتابع.....
فعلا تملك فكرة ايجابية ذكية....
واسمح لي بنقلها باسمك لمنتداي او تقوم انت بذلك
تقديري

الأخت الفاضلة أم فراس
شكرا لك على هذه الكلمة المحفزة..ويمكنك طبعا نقل القصة إلى منتداك الجميل

harjjari
27/03/2007, 03:48 PM
قلم ذهبي انت تملك مفاتيح قلب الطفل فتابع.....
فعلا تملك فكرة ايجابية ذكية....
واسمح لي بنقلها باسمك لمنتداي او تقوم انت بذلك
تقديري

الأخت الفاضلة أم فراس
شكرا لك على هذه الكلمة المحفزة..ويمكنك طبعا نقل القصة إلى منتداك الجميل

حسام الدين نوالي
08/08/2007, 08:59 PM
المبدع عبد القهار الحجاري..
هذا النص مبني بشكل جيد، السارد الطفل استطعت أن تمنحنا رؤيته للكون وحركته بشكل جميل،..
فيما تشتغل دائما على تشغيل ذهن المتلقي، الجرة لحد الآن ظلت مبهمة، هناك شيء ما في الداخل، وليس النمل وحده المعني، الطيور أيضا.. والطفل.. فقط الجد هو الغير معني.
الحوار في النص واقعي جدا.. واختيار الحلم هو اقتراح لإمكانات الطفل القرائية للحدث.
في النهاية.. أقول: لا تبخل على المنتدى بكتابات موجهة للأطفال.
لك مودتي

harjjari
20/08/2007, 08:19 PM
المبدع عبد القهار الحجاري..
هذا النص مبني بشكل جيد، السارد الطفل استطعت أن تمنحنا رؤيته للكون وحركته بشكل جميل،..
فيما تشتغل دائما على تشغيل ذهن المتلقي، الجرة لحد الآن ظلت مبهمة، هناك شيء ما في الداخل، وليس النمل وحده المعني، الطيور أيضا.. والطفل.. فقط الجد هو الغير معني.
الحوار في النص واقعي جدا.. واختيار الحلم هو اقتراح لإمكانات الطفل القرائية للحدث.
في النهاية.. أقول: لا تبخل على المنتدى بكتابات موجهة للأطفال.
لك مودتي
:fl:
الأخ الكريم حسام الدين نوالي
أحييك على هذا التنويه و شكرا لك
عبد القهار الحجاري

حبيبة زوكي
26/09/2007, 01:25 AM
النــــمل والجــــرة
قصـة للأطفـال
بقلم عبد القهار الحجـاري

نالت جائزة أدب الطفل لوزارة التربية الوطنية/ نيابة الناظور سنة 2005.


في منزل جدي، يعجبني أن أصعد إلى السطح دون أن يراني أحد، وأطل بنصف جسدي النحيل على وسط دار قديمة مهجورة بجواره، لأتفرج على منظرها الغريب، شجرة تين وارفة الظل، بالقرب منها جرة فارغة، تمتلئ بالماء كلما هطل المطر، العصافير أيضا تحب هذه الدار. تنزل إلى وسطها مزقزقة، فرحة، لا يزعجها أحد، فبنت على أغصان الشجرة أعشاشها وهي مطمئنة.
في كل مرة أحمل في جيبي قطعة خبز أفتتها طعاما للعصافير والنمل، وذات يوم رأيت جموعا من النمل الكبير تتسلق الجرة، ولم أستطع أن أعرف السبب، ورأيت سربا من العصافير تزقزق بهرج، تروح وتجيئ وتحلق حولها في المساء، سألت جدي :
-لماذا تزقزق العصافير بهرج ؟ نظر إلي متعجبا، ثم قال :
-ربما تكون خائفة .. أو فرحة .. أو ربما تقيم مهرجانا !
-ولماذا يتجمع النمل حول جرة ؟ ضحك جدي وقال :
-ربما وجد بالجرة سمنا وعسلا ! قلت في دهشة :
-وهل يحب النمل السمن والعسل؟! لم يعجبني جدي واستمر يضحك ويهز رأسه ..
في الليل وأنا نائم، حلمت بأنني أطل على الدار من سطح منزل جدي كعادتي، رأيت جموع النمل الكبير جالسة في صفوف منتظمة، أمام رئيسها الذي صعد فوق الجرة وقال :
-إخوتي الأعزاء .. لقد ضاع منا الكثير من أخواتنا وإخواننا في هذه الجرة اللعينة، لقد غرقوا هنا في جوفها .. فماذا نفعل؟

قدمت كثير من الإقتراحات لكي لا يسقط النمل في ماء الجرة ولكن لم يؤ بأي منها، وعندما احتدت المناقشة، تدخلت نملة صغيرة وقالت :
-ألا نستطيع أن نجعل من هذه الجرة بيتا لنا؟ عندها لمعت فكرة في ذهن نملة أخرى فقالت :
-ندحرجها فتفرغ من الماء، ثم نجعل منها سكنا لنا، صفق النمل بحرارة وهتف الرئيس :
-أحسنتما يا أنمولتين ! هيا بنا نتعاون كيد واحدة لنقلب الجرة، فتحركت صفوف النمل نحو الجرة بنظام وهدوء، وفي تلك اللحظة أفقت من نومي، أحسست بالعطش فقمت من فراشي وتوجهت نحو المطبخ شربت كوب ماء دون أن أزعج أحدا، وعدت إلى النوم.
-في الصباح، أسرعت إلى السطح وأطللت على المنزل المهجور، كانت الجرة في مكانها وجموع النمل حولها .. ربما كانت تستعد لتدحرجها، وعندها هممت بالنزول، انتبهت إلى وجود جدي خلفي قال لي محذرا :
-لا تصعد هنا مرة أخرى ! هذا خطر عليك أفهمت؟!
ـ نعم .. جدي .. فهمت!!
تـمـــت

الجـــرة : إناء من طين يستعمل لحفظ الماء أو اللبن أو العسل أو غيره من السوائل.
النحيــل : الهزيل.
مهجور : بيت مهجور : لا يسكنه أحد.
ســرب : سرب حمام : مجموعة.
ندحرجهـا : ندفعها فتتحرك على الأرض : تتدحرج الكرة على عشب الملعب.
في جوفها : في داخلها.
احتدت المناقشة : اشتـدت.
:tired:

تحية الإبداع أخي عبد القهار..لدي قناعة ، بأن عالم الطفل لا يملك مفاتيحه إلا الأطفال ..فأنت ببراءة الأطفال و خيالهم ..دمت متألقا

تحيتي الخالصة

harjjari
08/10/2007, 01:41 AM
تحية الإبداع أخي عبد القهار..لدي قناعة ، بأن عالم الطفل لا يملك مفاتيحه إلا الأطفال ..فأنت ببراءة الأطفال و خيالهم ..دمت متألقا

تحيتي الخالصة

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ° شكرا جزيلا لك أخت حبيبة زوكي . أرجو أن تكون كتاباتنا دائما عند حسن الظن°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°