المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فراشات



محمود الديدامونى
28/03/2007, 03:18 PM
" فراشات "

( 1 )
يبدو أن صوت أبى المرتفع وشجاره المستمر، يهيمن على كل لحظة من لحظات القيلولة، الناس تقيل، عدانا، ينفعل لأبسط الأشياء، بينما تظل امى تسترضيه، متحاشية الرد علية .

( 2 )
أتسلل من الدار قاصدا ظل التوتة كل يوم عند جرف الترعة، ارمي بحصوات صغيرة في الماء، تستدير حتى تتسع كاتساع صوت أبى.
( 3 )
تصل صرخات امى إلى اذنى، يسمعها الجميع، يهرع
بعضهم لتهدئة الأمر، والبعض الأخر قد مل
التدخل،انسحب بوجهي للأرض، امسك بحجر كبير وارميه بعنف نحو الماء.
( 4 )
كعادتها تاخذنى من يدي، العب معها،تصنع فراشات من الصلصال،بينما أحاول فلا تخرج غير عقرب.

( 5 )
تدرك غضبى، تربت على كتفي، استشعر حنانها تقول : المرة الجاية تصنع فراشة .. استمر في محاولاتي.
( 6 )
أخيرا نجحت في صنع الفراشة، لا اعرف ما الذى جعلني استشعر وجود تشابه بين ما صنعت وبين العقرب.


( 7 )
كنا قد رأينا الخالة أمينة وهى تصنع طائرة من البوص والغاب للواد محمود ابنها .. فررنا أن نصنع الطائرة.
( 8 )
جهزنا كل شيى من البوص والغاب والخيط المتين والشكاير البلاستيك والقماش القديم،
- اختفينا عن الأعين، ورحنا نصنع الطائرة
لسعني صوت أبى العالي، ملاني الغضب، واستعجلت إنهاء الأمر.
( 9 )
خرجنا سويا .. بعدما علقت فراشاتها، كنت أنا الأخر قد علقت فراشتي الوحيدة..
- ومن قمة منزل قديم، تركنا الخيط رويدا رويدا.. لمعت الفرحة في عيوننا .
سمعت صرخت امى .. تتهادى في الأفق : يا لهوى العيال هتقع من فوق السطح ..
نمنا على بطوننا، واختفينا عن الأنظار .
رحنا نربط عصا متينة بطرف الخيط، لتتمكن من الطيران كالفراشات، فلا يستطيع احد إمساكنا .
( 10 )
تراجعنا عن الطيران، لا نعرف ما الذى جعلها تهبط هكذا بالرغم منا ، راحت تفتش عن فراشاتها، لم تجدها فرحت..
قالت : طارت فراشاتي ..
تغير وجهها فجأة .. كانت قد وجدت عقربا كبيرا متشبثا بأحد أعواد الغاب
قالت : عقربك أكل فراشاتي .. وراحت في بكاء شديد ..
انسحبت حزينا .. لم اعد اكلم أحدا.. لائذا بأحد الأركان المتصدعة.



( 11 )
كل يوم يقبل الناس، يصبح الشارع خاليا.. بينما يظل الأفق مشوشا بصوت أبى، لم يعد يتحرك احد لتهدئة الأمور .
( 12 )
كل يوم انسحب خارجا عبر غيطان الأرز إلى ظل التوتة، ارمي بأحجار كبيرة في الترعة، لم تعد تأت لتاخذنى معها
بينما اذهب إلى المكان أخذا معي الطين محاولا صنع الفراشات
سبتمبر 2005

صابرين الصباغ
02/04/2007, 01:06 PM
صديقي الرائع / محمود
أولا سعيدة لأننا تقابلنا وجها لوجه يوم الجمعة
فليس هناك أروع من أن نتحول من كائنات إفتراضية لواقع وحقيقية حية ..

أما فراشاتك
فقد لعبت على نفسية الطفل بذكاء رائع
وهذا العقرب الذي يلازمه دوما
وصوت أبيه المرعب الذي يحول فراشاته النفسية إلى عقارب تلتهم كل فرحه وسعادته
راق لي النص جدا
لكن سؤالي .....
لماذا قطعت النص ورقمته ولم تجعله متصلا ..؟؟
دمت مبدعا
مودتي واحترامي
صبر

محمود الديدامونى
03/04/2007, 03:12 PM
صديقي الرائع / محمود
أولا سعيدة لأننا تقابلنا وجها لوجه يوم الجمعة
فليس هناك أروع من أن نتحول من كائنات إفتراضية لواقع وحقيقية حية ..

أما فراشاتك
فقد لعبت على نفسية الطفل بذكاء رائع
وهذا العقرب الذي يلازمه دوما
وصوت أبيه المرعب الذي يحول فراشاته النفسية إلى عقارب تلتهم كل فرحه وسعادته
راق لي النص جدا
لكن سؤالي .....
لماذا قطعت النص ورقمته ولم تجعله متصلا ..؟؟
دمت مبدعا
مودتي واحترامي
صبر

الكاتبة الجميلة / صابرين الصباغ
سعادتى كبيرة بهذا اللقاء
وسعادتى اليوم زادت بهذا التواصل الذى تبع اللقاء فى القاهرة
مداخلتك راقية
وأسئلتك فى موضعها تماما
ولكن هى محاولة لتخطى عتبة ما كانت فى نفسى لعلها لم تكن فى موضعها
كل الود وفى انتظار قصتكم كما وعتنى

محمود الديدامونى
08/04/2007, 02:22 AM
الهذا الحد وتلك الدرجة
فراشاتى لا تروق لكم

عبد الحميد الغرباوي
08/04/2007, 05:57 PM
ألهذا الحد وتلك الدرجة
فراشاتى لا تروق لكم
الأستاذ الديداموني،
جميل و بديع ما رسمته فرشاتك..
عالم الطفولة عالم غني بالمحكيات..
و الجميل أن اللغة وظفتها توظيفا فنيا محكما لا حشو ولا إطناب فيه ..
و في تصوري أن القصة حققت المراد في اللقطة العاشرة..والأخيرة. العودة إلى الأب في اللقطة رقم(11) أضرت بانسياب الحكي.
هناك هنات وجب، أخي، الانتباه إليها:
بينما تظل امى تسترضيه، متحاشية الرد علية .
أتسلل من الدار قاصدا ظل التوتة كل يوم عند جرف الترعة،
أتسلل من الدار، كل يوم، /أو:أتسلل، كل يوم، من الدار قاصدا..
يهرع بعضهم لتهدئة الأمر، والبعض الأخر قد مل: (قد) أثقلت التعبير.
كنا قد رأينا الخالة أمينة وهى تصنع طائرة من البوص والغاب للواد محمود ابنها .. فررنا( فقررنا) أن نصنع الطائرة.
و تبقى لفظة العقرب البؤرة التي تتحكم في حبكة النص في مقابل الأب.. و هذا يستدعي وقفة أخرى، أتمنى أن يتفضل أحد الإخوة أو الأخوات للخوض فيها.
(تصنع فراشات من الصلصال،بينما أحاول فلا تخرج غير عقرب.)
(لا اعرف ما الذى جعلني استشعر وجود تشابه بين ما صنعت وبين العقرب. )
(قالت : طارت فراشاتي ..
تغير وجهها فجأة .. كانت قد وجدت عقربا كبيرا متشبثا بأحد أعواد الغاب
قالت : عقربك أكل فراشاتي .. وراحت في بكاء شديد ...)
ملحوظة: أرجو تجنب قدر الإمكان وضع النصوص القصصية داخل إطارات، فالقصة لا يلائمها ذلك.
مودتي

محمود الديدامونى
10/04/2007, 05:33 PM
الأستاذ الديداموني،
جميل و بديع ما رسمته فرشاتك..
عالم الطفولة عالم غني بالمحكيات..
و الجميل أن اللغة وظفتها توظيفا فنيا محكما لا حشو ولا إطناب فيه ..
و في تصوري أن القصة حققت المراد في اللقطة العاشرة..والأخيرة. العودة إلى الأب في اللقطة رقم(11) أضرت بانسياب الحكي.
هناك هنات وجب، أخي، الانتباه إليها:
بينما تظل امى تسترضيه، متحاشية الرد علية .
أتسلل من الدار قاصدا ظل التوتة كل يوم عند جرف الترعة،
أتسلل من الدار، كل يوم، /أو:أتسلل، كل يوم، من الدار قاصدا..
يهرع بعضهم لتهدئة الأمر، والبعض الأخر قد مل: (قد) أثقلت التعبير.
كنا قد رأينا الخالة أمينة وهى تصنع طائرة من البوص والغاب للواد محمود ابنها .. فررنا( فقررنا) أن نصنع الطائرة.
و تبقى لفظة العقرب البؤرة التي تتحكم في حبكة النص في مقابل الأب.. و هذا يستدعي وقفة أخرى، أتمنى أن يتفضل أحد الإخوة أو الأخوات للخوض فيها.
(تصنع فراشات من الصلصال،بينما أحاول فلا تخرج غير عقرب.)
(لا اعرف ما الذى جعلني استشعر وجود تشابه بين ما صنعت وبين العقرب. )
(قالت : طارت فراشاتي ..
تغير وجهها فجأة .. كانت قد وجدت عقربا كبيرا متشبثا بأحد أعواد الغاب
قالت : عقربك أكل فراشاتي .. وراحت في بكاء شديد ...)
ملحوظة: أرجو تجنب قدر الإمكان وضع النصوص القصصية داخل إطارات، فالقصة لا يلائمها ذلك.
مودتي

الأديب الكبير / عبدالحميد الغرباوى
شرف كبير لى ولقصتى أن تكون قارئا
أما أن تعلق وتكتب مداخلتكم الراقية فهذا شرف آخر
ولعلى أتجاوز هناتى فى المستقبل
سعيد بمداخلتكم
وأمنياتى لكم بالتوفيق

محمود الديدامونى
02/06/2007, 01:50 AM
هيا ..هيا
تقدموا من جديد
أنتظر كلماتكم

نبيل حسن
02/06/2007, 04:04 AM
استاذي الفاضل اعجبتني قصتك كما اعجبني اسلوبك في الترقيم جعلني اشعر بأنني اري ومضات يجمعها عقلي مثل قطع البازل ولكنها طارت في الهواء عندما صاح ابي ليخبرني انني نسيت ان اطفيء مصابيح السيارة .

محمود الديدامونى
05/06/2007, 12:36 PM
استاذي الفاضل اعجبتني قصتك كما اعجبني اسلوبك في الترقيم جعلني اشعر بأنني اري ومضات يجمعها عقلي مثل قطع البازل ولكنها طارت في الهواء عندما صاح ابي ليخبرني انني نسيت ان اطفيء مصابيح السيارة .

شكرا أخى الكريم / نبيل حسن على مداخلتك الجميلة
خالص تقديرى