المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة الإلهية من فرض الحجاب



رشيد ساحلى
13/04/2011, 07:02 PM
الحكمة الإلهية من فرض الحجاب علي المرأة وغض البصر؟
تعالوا لنرى معا ما هي الحكمة من الحجاب؟
إن كثيراً من أهل العلم أكدوا على: أن الله فرض الحجاب ، ليحميها من ذئاب البشر .. وأعداء العفاف والطهر، وأن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها ، ولذويها بالفتنة والشر. و فرض الحجاب على المرأة المسلمة لأن بحجابها تصون نفسها و المجتمع بأكمله. وايضا من حكم تشريع الإسلام للحجاب وإخفاء المرأة زينتها ومفاتنها هو تخفيف فرص الغواية والإثارة لضمان طهارة المجتمع من جهة ولحفظ كرامة المرأة من جهة ثانية ، وأن الحجاب عفة .
والحجاب فرضه الله على المرأة دون الرجل لما أودع فيها من مظاهر الجمال وعوامل الإغراء مما يجعلها فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة لها وأن تبرج المرأة وعرض مفاتنها مما يثير شهوة الرجل ويؤدي إلى الزنا ويحرض عليه.
والغريب أن هذا الكلام يروج له الكثير من الدعاة.
وهناك أيضا من يتساءل: لماذا على المرأة فقط بأن تغطي شعرها بينما الرجل لا يغطي شعره أو كتفيه مع العلم بأن المرأة ممكن أن تفتن بالرجل ؟
والواقع نحن بصدد ظاهرة من شقين هما:
موقف خاطئ لبعض الدعاة الإسلامين.
ومعلومات خاطئة لدى بعض المسلمين.
وهذا الشق أو ذاك يحتاج الى تصحيح عاجل: يقول تعالى في كتابه الكريم: [ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن] (النور 30ـ31 تأمل ـ أخي المسلم ـ هذه الآية: قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ، أمرٌ من الله لنبيِّه أن يخاطب أهل الإيمان المستجيبين لله ورسوله السامعين المطيعين القابلين لأوامر الله المنفذين لها، قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ، أمرهم بالغض من أبصارهم، لم يقل: غضوها، وإنما قال: غضوا من أبصاركم، أي: غضوا من أبصاركم فلا تنظروا إلى ما حرُم عليكم النظر إليه، ، فإذا رأى المؤمن ما لا يحلّ ‏له غضّ من بصره،لا ينظر إلـيه، فان هذا هو غض البصر الذي عنته الآية الكريمة، ولا يستطيع أحد أن يغضّ بصره كله.

ثم قال: وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ أراد جل وعلا أن يبيِّن أن الأمر عامّ للجميع، وإن كان يكفي [الخطاب] الأول، لكن ذكر النساء بعد ذكر الرجال ليكون الأمر عاماً ولينتبه كلٌّ من الجنسين: وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31
ولذا قال الله: يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ِْفإن حفظ الفرج إنما يكون نتيجةً لغض البصر ؛ وغض البصر أمر واجب على المرأة أن تلتزمة لأنها مثل الرجل من حيث الإحساس الشهواني والميل الغريزي.
والمراد بالنظرة هنا يقول البعض: النظرة المريبة المحرمة، هي النظرة التي فيها تفاعل بالمعنى الخاص جداً، بمعنى الريبة الزوجية.. فالريبة المحرمة هي الإستحسان، والإستلطاف: أن يعجب الإنسان بجمال هذه المرأة، ويرتاح معها نفسياً، حتى ولو لم يكن ورائها قضايا غريزية؛ فنفس النظر إليها مستلطفاً يعد نظرة مريبة محرمة..إذن هناك علاقة وشهوة حادة تجذب الواحد للآخر في وقت كان.. وبخاصة إذا خلا الجو لاثنين.
علما أنه ثبت بالكتاب والسنة: أن المراة تتطلع إلى الرجل كما يعجب هذا لأخيربالمرأة ( ولقد همّت به وهمّ بها ) في سورة يوسف الاية 22 .
وعن أن أم سلمة قالت: كنت عند الني صلى الله عليه وآله وعنده ميمونة فأقبل ابن مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا : يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال: أفعمياوان أنتما؟
ألستما تبصرانه؟ ثم غض البصر عن زينة النساء جاء تحصين وتطهير لقلب المؤمن كما جاء في آية الغض: ذلك أزكى لهم .ولا بدّ من الإشارة هنا إلى ان عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها وليست ثيابا يلقى على جسدها. و لو كان المأمول فى الحجاب أن يكون ـ كما ينطلي ـ على البعض تصعيد لخلق المراة وعفتها، إذن لأجازت الشريعة الفتاة الخلوقة أن تظهر عارية أمام الناس، وأجازت للمرأة المريضه المقعدة، أوقبيحة الوجه أن تخلع الحجاب. ولوكان المراد المحافضةعلى عفة الرجال، لما أمر الله كلا الجنسين بغض النظر،ليس المراد منه البتة ما يفهمه بعض الناس وأمر المؤمنات خاصة ألا يبدين زيتهن إلا ما ظهر منها بصرف النظر عن أي لباس أو كيفية يتم بهاذلك.
والمراد بالزينة : الوجه والكفين لأن الكحل زينة الوجه والخضاب والخاتم زينة الكف، فإذا أبيح النظر إلى زينة الكف والوجه، فمن البديهي النظر إلى الوجه والكفين مباح. أما التكلف فممنوع ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين.
وهذا يؤيد ما أزعمه هنا، من أن اللباس ما يكسب صاحبته لونَا من الجمال أوالرشاقة، أوأن يقوم يوما مقام التربية والأخلاق الفاضلة، لذاك أوصى القرآن بلباس التقوىّ ونبه إلى أنه أشرف وأَزْكَىٰ.
وهناك أمر يجب أن يقال في هذا المجال هو: انه خير وصية هي وصية فاطمة لبنات جنسها هي "ان لا
تنظر المرأة رجلا وألا يراها رجل"وهي لا تعني في هذا أن المرأة يجب أن لا تنظر الرجل إطلاقا، لأن الذي حرمه الله عليها هو النظرة التحريضية إن صح التعبير، ونفس الحالة بالنسبة للرجل.
وقد روى الطبراني والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه.
وأكرر هنا كلام الفقهاء في أن الفضائل ليست لكل أحد ! إنما هي لمن أقام الأركان وأكثر من الصالحات وليست لكل امرأة متحجبة سليطة اللسان، تؤذي جيرانها، وتعتقد أنها سيدة نساء أهل الجنة وسيدة نساء العالمين !!
فهناك نساء كثيرات غير محجبات يتمتعن بأخلاق الإسلام ، وفي نفس الوقت أعرف غيرهن محجبات
مغتبات نممات كاذبات لا يعرفن حق الجار قد تصل تصرفاتهن إلى حد السبب في إيذاء الناس.
وعليه يجب الإعتناء بتهذيب النفوس وجهادها ضد الشيطان قبل الإهتمام بلبس الحجاب.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أهل النار نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات،
إن خارطة معالم الإسلام لا تعرف معالمها من آية، ومن قرأ آية فرض الحجاب، فليقرأ معها حديث "ليس منا من غش" وحديث " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله؟ قال: الذى لايأمن جاره بوائقه وحديث" .
1 المرأة التي دخلت النار في هرة رغم أنها عابدة ومؤمنة بالله ولاتشرك به شيئا .
2 امرأة دخلت النار لأنها كانت تؤذي جيرانها .
وزعمهم أن الحكمة الأساسية في حجاب المرأة درءاً للفتنه وهذه ايضا حجة واهية لأنه يوجد في في سائر الجسد لمن في قلبه مرض، وعليه غض البصر.
ولذلك كان غض البصر نوع من الجهاد الأدبي قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله "
وقرات للشيخ متولى الشعراوى رحمه الله كلاما في تفسير آية الحجاب قائلا: ان الحجاب وغض البصر تامين للمرأة والرجل، لأن عمر المرأة في الجمال محدود، وأوضح فضيلته أن المرأة تشيخ قبل الرجل بسبب الحمل والولادة والرضاعة، والرجل إذا خرج إلى الشارع، ورأى فتاة سافرة جميلة ماذا يكون موقفه ؟ إنه سيبتدىء في دور المقارنة.
أقول: هذا كلام مردود من ناحيتي كليهما، و تفكير عاجز:
أولاـ لأن المؤمن مأمور بغض النظر عن محارم الله وبالتالي لا داعي للدخول في دورالمقارنة بين النساء.
ثانيا ـ مع تقدم الطب أصبح من الممكن إزالة ترهلات الوجه، إما من خلال حقن مواد تحت الجلد لفرده مما يؤدى إلى إزالة الترهلات بصورة غير مباشرة، وإما عن طريق إجراء جراحة لشد الوجه.
لكن بعد ما قرأت منذ أيام قليلة مقالة يبين فيها كاتبها الفرنسي، أن العري وبال علي المرأة و مشاهدة نساء بملابس مثيرة فى الشوارع وتعري الفتيات في الشارع، على شاشة التلفزيون، السينما، في الإعلانات، ممـا جعل أغلبية النساء اللواتي يفتقرن لمعاني الرشاقة والجمال يرتدين الحجاب في تلك الدول، بل ونجد نسبة كبيرة يطالبن به أحيانا كزي رسمي.
وأردف قائلا: أن المرأة في الغرب تبحث عن ذاتها بالعودة إلى الحشمة والستر.
وعلى ضوء هذا أحسب أن الشيخ متولى الشعراوي كان صائبا في تفسيره للآية.
و في هذا السياق أقول للمرأة المؤمنة" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" (36) وأن خير قدوة لها، وستظل دائماً بإذن الله نموذج يحتذى به للمرأة المسلمة، تلك المرأة التى شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها تصرع وطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها فقال لها: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت لك، فقالت يا رسول الله إني أتكشف فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها عليه الصلاة والسلام. إن هذه السيدة حريصة على كرامتها وطهارتها وقد طلبت أن يسترها الله بعدما ما ابتلاها!! فما بالنا ونحن أصحاء أقوياء نفرط في الإمتثال لأمر الله؟؟؟
وفي الآخير أقول قد تغيب عنا الحكمة الإلهية، و لكن طالما أنه أمر إلهي شأنه شأن الصوم والصلاة والزكاة، أي أمر تعبدي قائم بذاته دل عليه وجود أثاره المتبقية في الديانات السماوية والتي أهمها اليهودية والنصرانية والإسلام، علينا أن نمتثل لأمره بنية التعبد.
تلك خلاصة عن محاولة متواضعة لفهم الحكمة الإلهية من فرض الحجاب والمسالة بالنسبة للمؤمن لا تحتاج لحكمة وإنما ربما نلتقي بمتشكك أو مبتديء يحاورنا بهذا الأمر فنبدأ على قدر عقولنا ومفاهيمنا نحن البشر الضعفاء أمام الحكمة الإلهية الشاملة، أن نضع له ما يقنعه ويحببه في الحجاب ...
والله أعلم .

يتبع

رشيد ساحلى
13/04/2011, 07:22 PM
وتتمّة للحديث السّابق، عن الحكمة من الحجاب وغض البصر:" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" (النور 30٠31
أولا : أن هذه الآية فهمت فهما مغلوطا ولم تشرح الشرح الصحيح٠
انتزعنا هذه الآية من السياق كله لكى تدل على الحجاب، ونسينا أن فرض الحجاب هو أحد وجهى العملة ـ كما يقال ـ فلا بد أن يكون الوجه الآخر هو غض البصر وقمع النفس وردعها مكمل ضروري الوجه الآخر، ومن ثم حث نبى الإسلام على الزواج حثا بالغا قال: " معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فانه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "٠ إذن الحجاب من جهة، وغض البصر من جهة أخرى٠٠ هما كما نعلم جانبان متلازمان أحدهما له والآخر عليه٠
لكن نحن أخذنا ظاهر الآية وقطعناها من سياقها وجعلناها هكذا دليلا على الستر٠٠ إنها آفة التجزيء٠
والذى يثير الدهشة أن هناك قلة ضئيلة ترى "أن من الحكمة أيضا ما أجمع عليه أهل العلم من أن في الحجاب وقاية ودرءا لفتنة ومفسدة ، وتجنبا لفاحشة الوقوع في الزنا" ٠
أ قول: أن الحجاب لا يمنع المرآة الفاسدة من ارتكاب جريمة كالزنا مع رجل داعر وفاسد٠
وأكرر أن الله ما شرع حجاب المرأة ليخلق لها هذه العفة المفقودة أو استقامة معدومة، وما قلته ليس رأيا انفردت به، بل هو رأى الفقهاء ورأى أئمة التفسير والعلماء٠
أما قصة نصر بن حجاج مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونفيه اياه للبصرة. قد تكون خرافية كغيرها من القصص التى سبق ذكرها من بعض العلماء٠٠ ولست أريد ههنا أن أنفيها ولا أن أثبتها، وحتى لو صح هذا الكلام٠٠ لدي ما يبرر الشك في صحتها٠ فحديث رسول الله: "عن ابن عباس كان الفضل رديف رسول الله ـ ضلى الله عليه وسلم ـ فجاءت امرأة من خثعم ـ تسأله ـ فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر اليه وجعل رسول الله يصرف الفضل إلى الشق الآخر" ٠٠ إلى آخر الحديث، ولم يتم أستبعاد الفضل من بلده٠
وهل هناك من هوأغير من رسول الله على دينه؟
ومع ذلك نميل إلى قبولها على أن عمر رضي الله عنه نفى نصر بن حجاج ، من باب درء المفاسد٠
علما بأن غض البصر ليست جريمة يعاقب عليها بعقوبة محددة في القرآن أو في السنة٠
وخذ هذا الحديث كمثال : جاء في السنن: أن من ارتكب جريمة كالزنا، ولم ينكشف، فإن له أن يتوب منها، وليس له أن يكشف عن نفسه، بل يحترم ستر الله الذى أسدل عليه ويتوب إلى الله، وليس لأحد أن يبحث وراء هذا أوذاك ليتعرف إذا كان الناس ارتكبت جرائم أم لا٠٠ وحديث عبادة بن صامت في هذا واضح: "من أصاب شيئا من ذلك فستره الله فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وان شاء عفا عنه" .
فما بالك بنظرة يعاقب صاحبها بالنفى؟
فهل يعقل أن يعاقب نصر بن حجاج من أجل نظرة؟
خلاصة ما أردت أن أقوله: هو من القصص ما كانت بلاء على الأمة الإسلامية أذكر أن هناك أكثر من قصة وقع فيها المفسرين، كقصة زينب بنت جحش، وهناك قصة الغرانيق٠٠ انظر ابن حجر صاحب كتاب فتح الباري٠
وبعد هذا السرد الموجزالسريع أقول: أنه ليس لأحد أن يجعل رأيه هنا دينا٠٠ فهو رأى و حسب٠