جمال الأحمر
27/05/2011, 04:19 PM
صدور كتاب "تاريخ شعر العجم"،
للدكتور جمال بن عمار الأحمر
عن دار المتنبي بإربد الأردن
في طبعته الأولى شاملا 545 ص
وهو الجزء 1 من 10 أجزاء
يمكنك مطالعة الكتاب مجانا على هذا الرابط
https://books.google.dz/books?id=fHImDwAAQBAJ&pg=PT1&lpg=PT1&dq=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE+%D8%B4%D8%B9%D8% B1+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%85&source=bl&ots=YHm3PYn3r9&sig=ACfU3U3CYL94bm0GMzt5YwZCF_-pqHktVg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiq49qbksvgAhUixYUKHfmVC4wQ6AEwAXoECAgQA Q#v=onepage&q=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%B4%D8%B9%D8 %B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%85&f=false
الإهــــــداء
إلى الموحدين، الغرباء، القابضين على الجمر....
يسألون الله تعالى الفرج من عنده...
ويعملون في حكمة وصمت...
إذا حضروا لم يُعرفوا، وإذا غابوا لم يُفتقدوا...
المقدمة:
أستهدف بكتابي هذا كل قارئ أو دارس للأدب المقارن، والشعر، والنقد، واللغات الأعجمية، والترجمة، واللسان العربي، والتاريخ التخصصي، وعلم الاجتماع الأدبي، والفلسفة الأدبية، فضلا عن الباحث الحر.
والسبب هو أن:
- الأدب المقارن لا زال يعاني قلة المصادر والمراجع في اللسان العربي.
- لا زال القارئ العربي للأدب المقارن يشتكي من وصاية المؤلف في مقارنة المعطيات بسبب غياب المعلومة الخام.
- ودارس اللغات معزول عن اللسان العربي.
- والمترجم محروم من كل هذا وذاك.
- وفي خضم المعركة الحضارية لا بد من تميز هويتنا الإسلامية العربية، من خلال نقد الوافد الهجين. وقد حاولت هنا أن أفهم عباد الله هؤلاء دون أن يضللني تباعد أوطانهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم.
حاولت أن أكتب ما يكون حلقة وصل بين الشعراء في العالم، لا، بل كتابة ما يمكن أن يكون حلقة في يد الشاعر والأديب العربي تربطه بحلقات مبعثرة في عوالم مستترة.
الإحاطة التاريخية والموضوعية مستحيلة؛ لذلك حاولت مسح خريطة العالم تأريخا لشعرائه، فأتيت بشيء، وتركت شيئا كثيرا شبه مبيض، يقارب ألفي صفحة، ومن المسوَدات أربعة أضعافه، أحاول إخراجها إلى النور بإذن الله.
وعملي في هذا الكتاب هو أني:
1. اعتمدت التسلسل التاريخي: حتى يتمكن الدارسون من الاستفادة من العصور الأدبية التي عاشها الشعراء في العالم.
2. أفردت كل مناسبة بتأريخ: الميلاد، الوفاة، الإصدار، النشاط.
3. ربطت، كلما أمكن، بين التواريخ والمناسبات (العمر مع الميلاد أو الوفاة أو النشاط)؛ فإذا قرأت أن الشاعر فلان قد ولد عام 1900م مثلا، وقرأت أنه عاش 73 سنة، فهذا معناه أنك إذا ذهبت إلى عام 1973م ستجد بقية الترجمة هناك. وإذا وجدت أن مجموعته الشعرية الأولى قد صدرت وعمره 28 سنة، فهذا معناه أنك إذا ذهبت إلى عام 1928م ستجد بقية الترجمة هناك. وبإمكانك أن تجمع معلومات كثيرة بهذه الطريقة.
4. ربطت التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري؛ لتمكين الدارس في مجال الأدب المقارن من ربط الأحداث والوقائع والتحولات والتأثيرات.
5. ذكرت اسم الشاعر وعنوان قصيدته أو ديوانه باللسان العربي مردفا باللسان الأعجمي، ما أمكن؛ لمنع الخلط الواقع في أسماء الأعاجم.
6. ترجمت ما أمكن من المقاطع الشعرية؛ مساعدة للقارئ العربي في اللسان الذي لا يدرسه، وإفادة للمتخصصين في الترجمة.
7. لم أكتف بالسرد التوثيقي بل أقدم نقدا أو تعليقا أو ملاحظة كلما سنحت الفرصة.
8. نظرا لتقليد المسلمين غيرهم من الشعراء في مسائل اعتقادية قادحة في الإسلام وثوابته؛ قدمت نقدا مُعتَقَديا لكل انحراف طائفي، مستندا إلى العقيدة الإسلامية، من معينها القرآني الصافي، ومن أصولها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وفق فهم الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من السلف الصالح. ولم أتطرق إلى الجانب الفقهي إلا في الرد على بعض المسلمين. أما مسائل الفسوق والمجون المعروفة عن الشعراء فلم أورد منها إلا الضروري لتوضيح الصورة، ولم أنقدها لوضوح الأمر. وحرصت على وصف كل صاحب اعتقاد مخالف بعقيدته لتستبين طريقه. ومن الجانب السياسي نسبت كل شاعر صهيوني إلى صهيونيته وأعماله فيها، وفضحت كل داعية احتلال باسم الشعر.
وفي النهاية هو تاريخ؛ نذكر فيه الأمرين على السواء، فكل بئر مما فيها تمتح، وكل إناء بما فيه ينضح.
ولهذا الكتاب قصة؛ عندما ماطل الأساتذة الشيوعيون بقسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر في مناقشتي رسالة الماجستير التي قدمتها للقسم، قضيت وقتي في استنفاد الحيل لإلزامهم بالقانون الذي صار لعبة بأيديهم، بعدما استمرؤوا مرحلة أصحاب الأخدود.
وأحسست بضغوط نفسية كبيرة، فلجأت إلى الكتابة الأدبية حتى أستريح، وعمدت إلى ما كنت أجمعه من مصادر ومراجع في شعر العجم، في مطلع التسعينيات فبدأت تحريره. وقدمت الكتاب في نصف حجمه هذا إلى "جمعية الجاحظية" تحت عنوان "ديوان العجم"، عام (1423هـ-2003م)، من خلال الأستاذ (فيصل الأحمر)، جازاه الله خيرا. وبقيت أتابع أخباره، حتى فقدت الطمع في نشره، ثم جاءت فرصة، ورشحته إحدى اللجان الوزارية للنشر، وكان ترتيبه الثاني في القائمة الطويلة، حسبما أخبرني هاتفيا الأستاذ (الطاهر وطار). ولا أدري لماذا أُخر ترتيبه بعد ذلك، وكيف عاد إلى أواخر الصف الطويل؟! وأحمد الله تعالى أن أجاب دعائي فأراحني من النكادين والأنكاد، وأعانني على نشره هذه المرة خارج الجزائر، لدى دار المتنبي.
وعندما ألقيت نظرة أخيرة على ما كتبت، حتى أقدمه إلى الطباعة، وجدت لسان حالي يقول ما قال العلامة السلفي (العماد الأصفهاني): "إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومه إلاّ وقال في غده: لو غُُيِّر هذا لكان أحسن، ولو زِيد هذا لكان يُستحسن، ولو قُدّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العِبَر، وهو دليل على استيلاء النقص على جُملة البشر".
وكنت قد استمددت فكرة الكتاب من عدة ملاحظات مبثوثة في أقوال أهل الاختصاص، منها؛
مقولة لـ (نورثروب فراي) جاء فيها: "لا يمكن إنتاج شعر إلا انطلاقا من قصائد أخرى، ولا إنتاج أدب إلا انطلاقا من روايات أخرى".
وقد كان الشاعر (بول فاليري) (Paul Valery) على صواب عندما أعلن أن: "A poem is never finished, only abandoned” "القصيدة لا تنتهي أبدا، لكنها فقط تترك".
ووصف (إدموند موريس) (Edmond Morris) قدرة الخط اليدوي على توصيل الحالة الداخلية للشاعر بقوله: "إن القوة الأساس للمخطوطة هي توصيل الفيض المتصل للفكر الإنساني، من المخ إلى اليد، إلى القلم، إلى الحبر، إلى العين. كل خفقة، وكل جرة قلم، كل حرف يرتجف بالتعبير. أما الحرف المطبوع فليس له لك الدفء المناظر".
وقال الشاعر (فيليب لاركين) (P. Larkin) : "كل المخطوطات الأدبية لها نوعان من القيمة: ما يمكن أن نسميه القيمة السحرية، والقيمة الهادفة"
ويقول (جورج سارتون) (George Sarton): "كفانا سوء أننا أخفينا الأصول الشرقية...نجد غالبا أن الوثائق الخاصة بالعلم في مصر وبلاد مابين النهرين أدق من وثائق العلم الإغريقي...يصلنا في بعض الأحيان نص لا بأس به – الإلياذة مثلا – ولكن مؤلفه يبقى في الواقع غير معروف... ومع أن معرفتنا بالماضي قلما تصل إلى مرتبة اليقين، فهذا لا يقلل من مسؤوليتنا شيئا ...
وليس يكفي أن نبرز ألوان السبق الثقافي بل علينا أن نتذكر أن كل شيء في الحاضر يحتمل أن يساعد على فهم الماضي (والعكس صحيح أيضا)؛ فـ(هوميروس) و(شكسبير) يعيش كل منهما اليوم كما عاشا من قبل، وهو حاضر أبدا منذ ظهوره أول مرة."
وقال الأديب البريطاني (أوسكار وايلد) (Oscar Wilde): "إن السوق يعرف سعر كل شيء، ولا يعرف قيمة أي شيء".
وقال الجاحظ: "فضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلم بلسان العرب، والشعر لا يُستطاع أن يُترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حُوِّل تقطع نظمه وبطل وزنه، وهب حسنه وسقط موضع العجب"
وقال الثعالبي: "الشعر عمدة الأدب وعلم العرب التي اختصت به عن سائر الشعوب..."
وأتوقع أنهم قالوا ذلك عن معاناة. وقد عهدنا القصيدة كالرؤيا يراها الشاعر اليوم ولا تتحقق إلا بعد عدة سنوات فتستعصي على التأريخ، ولا ينبئك مثل خبير. فكيف تكون الحال إذا تعلق الأمر بالتاريخ الغابر؟!
وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الباحثين، والأساتيذ، والطلبة، في كليات العربية، وآدابها، واللغات، والترجمة، والتاريخ، والعلوم الإنسانية، في عالمنا العربي الإسلامي. وأسأله السداد والتوفيق.
أبو ياسر جمـال بن عمار الأحـمـر
الجزائري الأندلسي الأنصاري؛
سليل سعد بن عبادة (رض).
في الشتات، 17 شعبان 1430هـ= 08/08/2009م
Alhambra.cpu01@gmail.com
+213697929510
قـائـمـة المـحـتـويـات
المقدمة...................................7
ف1: ما قبل الميلاد....................12
ف2: من 1م إلى 1300م............54
ف3: من 1301م إلى 1700م.....91
ف4: القرن 18م.......................128
ف5: الثلثان الأولان من ق19م.....157
ف6: الثلث الأخير من ق19م........194
ف7: من 1901م إلى 1919.......235
ف8: من 1920م إلى 1929 (العشرينيات)..271
ف9: من 1930م إلى 1949م (الثلاثينيات والأربعينيات)..309
ف10: من 1950م إلى 1979م (الخمسينيات والستينيات والسبعينيات)..376
ف11: من 1980م إلى 1999م (الثمانينيات والتسعينيات)..427
ف12: من 2000م إلى 2009م...479
للدكتور جمال بن عمار الأحمر
عن دار المتنبي بإربد الأردن
في طبعته الأولى شاملا 545 ص
وهو الجزء 1 من 10 أجزاء
يمكنك مطالعة الكتاب مجانا على هذا الرابط
https://books.google.dz/books?id=fHImDwAAQBAJ&pg=PT1&lpg=PT1&dq=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE+%D8%B4%D8%B9%D8% B1+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%85&source=bl&ots=YHm3PYn3r9&sig=ACfU3U3CYL94bm0GMzt5YwZCF_-pqHktVg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiq49qbksvgAhUixYUKHfmVC4wQ6AEwAXoECAgQA Q#v=onepage&q=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%20%D8%B4%D8%B9%D8 %B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%85&f=false
الإهــــــداء
إلى الموحدين، الغرباء، القابضين على الجمر....
يسألون الله تعالى الفرج من عنده...
ويعملون في حكمة وصمت...
إذا حضروا لم يُعرفوا، وإذا غابوا لم يُفتقدوا...
المقدمة:
أستهدف بكتابي هذا كل قارئ أو دارس للأدب المقارن، والشعر، والنقد، واللغات الأعجمية، والترجمة، واللسان العربي، والتاريخ التخصصي، وعلم الاجتماع الأدبي، والفلسفة الأدبية، فضلا عن الباحث الحر.
والسبب هو أن:
- الأدب المقارن لا زال يعاني قلة المصادر والمراجع في اللسان العربي.
- لا زال القارئ العربي للأدب المقارن يشتكي من وصاية المؤلف في مقارنة المعطيات بسبب غياب المعلومة الخام.
- ودارس اللغات معزول عن اللسان العربي.
- والمترجم محروم من كل هذا وذاك.
- وفي خضم المعركة الحضارية لا بد من تميز هويتنا الإسلامية العربية، من خلال نقد الوافد الهجين. وقد حاولت هنا أن أفهم عباد الله هؤلاء دون أن يضللني تباعد أوطانهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم.
حاولت أن أكتب ما يكون حلقة وصل بين الشعراء في العالم، لا، بل كتابة ما يمكن أن يكون حلقة في يد الشاعر والأديب العربي تربطه بحلقات مبعثرة في عوالم مستترة.
الإحاطة التاريخية والموضوعية مستحيلة؛ لذلك حاولت مسح خريطة العالم تأريخا لشعرائه، فأتيت بشيء، وتركت شيئا كثيرا شبه مبيض، يقارب ألفي صفحة، ومن المسوَدات أربعة أضعافه، أحاول إخراجها إلى النور بإذن الله.
وعملي في هذا الكتاب هو أني:
1. اعتمدت التسلسل التاريخي: حتى يتمكن الدارسون من الاستفادة من العصور الأدبية التي عاشها الشعراء في العالم.
2. أفردت كل مناسبة بتأريخ: الميلاد، الوفاة، الإصدار، النشاط.
3. ربطت، كلما أمكن، بين التواريخ والمناسبات (العمر مع الميلاد أو الوفاة أو النشاط)؛ فإذا قرأت أن الشاعر فلان قد ولد عام 1900م مثلا، وقرأت أنه عاش 73 سنة، فهذا معناه أنك إذا ذهبت إلى عام 1973م ستجد بقية الترجمة هناك. وإذا وجدت أن مجموعته الشعرية الأولى قد صدرت وعمره 28 سنة، فهذا معناه أنك إذا ذهبت إلى عام 1928م ستجد بقية الترجمة هناك. وبإمكانك أن تجمع معلومات كثيرة بهذه الطريقة.
4. ربطت التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري؛ لتمكين الدارس في مجال الأدب المقارن من ربط الأحداث والوقائع والتحولات والتأثيرات.
5. ذكرت اسم الشاعر وعنوان قصيدته أو ديوانه باللسان العربي مردفا باللسان الأعجمي، ما أمكن؛ لمنع الخلط الواقع في أسماء الأعاجم.
6. ترجمت ما أمكن من المقاطع الشعرية؛ مساعدة للقارئ العربي في اللسان الذي لا يدرسه، وإفادة للمتخصصين في الترجمة.
7. لم أكتف بالسرد التوثيقي بل أقدم نقدا أو تعليقا أو ملاحظة كلما سنحت الفرصة.
8. نظرا لتقليد المسلمين غيرهم من الشعراء في مسائل اعتقادية قادحة في الإسلام وثوابته؛ قدمت نقدا مُعتَقَديا لكل انحراف طائفي، مستندا إلى العقيدة الإسلامية، من معينها القرآني الصافي، ومن أصولها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وفق فهم الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من السلف الصالح. ولم أتطرق إلى الجانب الفقهي إلا في الرد على بعض المسلمين. أما مسائل الفسوق والمجون المعروفة عن الشعراء فلم أورد منها إلا الضروري لتوضيح الصورة، ولم أنقدها لوضوح الأمر. وحرصت على وصف كل صاحب اعتقاد مخالف بعقيدته لتستبين طريقه. ومن الجانب السياسي نسبت كل شاعر صهيوني إلى صهيونيته وأعماله فيها، وفضحت كل داعية احتلال باسم الشعر.
وفي النهاية هو تاريخ؛ نذكر فيه الأمرين على السواء، فكل بئر مما فيها تمتح، وكل إناء بما فيه ينضح.
ولهذا الكتاب قصة؛ عندما ماطل الأساتذة الشيوعيون بقسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر في مناقشتي رسالة الماجستير التي قدمتها للقسم، قضيت وقتي في استنفاد الحيل لإلزامهم بالقانون الذي صار لعبة بأيديهم، بعدما استمرؤوا مرحلة أصحاب الأخدود.
وأحسست بضغوط نفسية كبيرة، فلجأت إلى الكتابة الأدبية حتى أستريح، وعمدت إلى ما كنت أجمعه من مصادر ومراجع في شعر العجم، في مطلع التسعينيات فبدأت تحريره. وقدمت الكتاب في نصف حجمه هذا إلى "جمعية الجاحظية" تحت عنوان "ديوان العجم"، عام (1423هـ-2003م)، من خلال الأستاذ (فيصل الأحمر)، جازاه الله خيرا. وبقيت أتابع أخباره، حتى فقدت الطمع في نشره، ثم جاءت فرصة، ورشحته إحدى اللجان الوزارية للنشر، وكان ترتيبه الثاني في القائمة الطويلة، حسبما أخبرني هاتفيا الأستاذ (الطاهر وطار). ولا أدري لماذا أُخر ترتيبه بعد ذلك، وكيف عاد إلى أواخر الصف الطويل؟! وأحمد الله تعالى أن أجاب دعائي فأراحني من النكادين والأنكاد، وأعانني على نشره هذه المرة خارج الجزائر، لدى دار المتنبي.
وعندما ألقيت نظرة أخيرة على ما كتبت، حتى أقدمه إلى الطباعة، وجدت لسان حالي يقول ما قال العلامة السلفي (العماد الأصفهاني): "إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومه إلاّ وقال في غده: لو غُُيِّر هذا لكان أحسن، ولو زِيد هذا لكان يُستحسن، ولو قُدّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العِبَر، وهو دليل على استيلاء النقص على جُملة البشر".
وكنت قد استمددت فكرة الكتاب من عدة ملاحظات مبثوثة في أقوال أهل الاختصاص، منها؛
مقولة لـ (نورثروب فراي) جاء فيها: "لا يمكن إنتاج شعر إلا انطلاقا من قصائد أخرى، ولا إنتاج أدب إلا انطلاقا من روايات أخرى".
وقد كان الشاعر (بول فاليري) (Paul Valery) على صواب عندما أعلن أن: "A poem is never finished, only abandoned” "القصيدة لا تنتهي أبدا، لكنها فقط تترك".
ووصف (إدموند موريس) (Edmond Morris) قدرة الخط اليدوي على توصيل الحالة الداخلية للشاعر بقوله: "إن القوة الأساس للمخطوطة هي توصيل الفيض المتصل للفكر الإنساني، من المخ إلى اليد، إلى القلم، إلى الحبر، إلى العين. كل خفقة، وكل جرة قلم، كل حرف يرتجف بالتعبير. أما الحرف المطبوع فليس له لك الدفء المناظر".
وقال الشاعر (فيليب لاركين) (P. Larkin) : "كل المخطوطات الأدبية لها نوعان من القيمة: ما يمكن أن نسميه القيمة السحرية، والقيمة الهادفة"
ويقول (جورج سارتون) (George Sarton): "كفانا سوء أننا أخفينا الأصول الشرقية...نجد غالبا أن الوثائق الخاصة بالعلم في مصر وبلاد مابين النهرين أدق من وثائق العلم الإغريقي...يصلنا في بعض الأحيان نص لا بأس به – الإلياذة مثلا – ولكن مؤلفه يبقى في الواقع غير معروف... ومع أن معرفتنا بالماضي قلما تصل إلى مرتبة اليقين، فهذا لا يقلل من مسؤوليتنا شيئا ...
وليس يكفي أن نبرز ألوان السبق الثقافي بل علينا أن نتذكر أن كل شيء في الحاضر يحتمل أن يساعد على فهم الماضي (والعكس صحيح أيضا)؛ فـ(هوميروس) و(شكسبير) يعيش كل منهما اليوم كما عاشا من قبل، وهو حاضر أبدا منذ ظهوره أول مرة."
وقال الأديب البريطاني (أوسكار وايلد) (Oscar Wilde): "إن السوق يعرف سعر كل شيء، ولا يعرف قيمة أي شيء".
وقال الجاحظ: "فضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلم بلسان العرب، والشعر لا يُستطاع أن يُترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حُوِّل تقطع نظمه وبطل وزنه، وهب حسنه وسقط موضع العجب"
وقال الثعالبي: "الشعر عمدة الأدب وعلم العرب التي اختصت به عن سائر الشعوب..."
وأتوقع أنهم قالوا ذلك عن معاناة. وقد عهدنا القصيدة كالرؤيا يراها الشاعر اليوم ولا تتحقق إلا بعد عدة سنوات فتستعصي على التأريخ، ولا ينبئك مثل خبير. فكيف تكون الحال إذا تعلق الأمر بالتاريخ الغابر؟!
وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الباحثين، والأساتيذ، والطلبة، في كليات العربية، وآدابها، واللغات، والترجمة، والتاريخ، والعلوم الإنسانية، في عالمنا العربي الإسلامي. وأسأله السداد والتوفيق.
أبو ياسر جمـال بن عمار الأحـمـر
الجزائري الأندلسي الأنصاري؛
سليل سعد بن عبادة (رض).
في الشتات، 17 شعبان 1430هـ= 08/08/2009م
Alhambra.cpu01@gmail.com
+213697929510
قـائـمـة المـحـتـويـات
المقدمة...................................7
ف1: ما قبل الميلاد....................12
ف2: من 1م إلى 1300م............54
ف3: من 1301م إلى 1700م.....91
ف4: القرن 18م.......................128
ف5: الثلثان الأولان من ق19م.....157
ف6: الثلث الأخير من ق19م........194
ف7: من 1901م إلى 1919.......235
ف8: من 1920م إلى 1929 (العشرينيات)..271
ف9: من 1930م إلى 1949م (الثلاثينيات والأربعينيات)..309
ف10: من 1950م إلى 1979م (الخمسينيات والستينيات والسبعينيات)..376
ف11: من 1980م إلى 1999م (الثمانينيات والتسعينيات)..427
ف12: من 2000م إلى 2009م...479