المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صـراخ الطـين ... لصابرين الصباغ



صابرين الصباغ
06/04/2007, 01:10 PM
أطبق الصمت على فم حياتنا ، صار عقيدتها بعدما أغمض لسانه عن الحديث ..!!
أصابني مرض الهدوء القاتل ؛ حرق كل عشب الصبر داخلي..
فررت إلى الطين والماء احترفت هروبي ، كلما صنعت نموذجا أثني عليه الجميع ..!
لكني لأدري لماذا ..؟ كلما صنعت نموذجا لطائر كان بلا أجنحة ، أو كفاً بلا أصابع ..!
تضغط أناملي على الطين فتشمه ببصمات حزن تفضح ما تخفيه ملامحي ..
بعدما أتقنت لعبة هروبي ، قررت عمل نموذج هدية عيد ميلاد للذي أجبرني على هذا الهروب الجميل ..!
أحضرت طينا ذكورياً ، أعجنه ليصبح ليناً ، كلما لانَ ضغطت أكثر وأكثر وأكثر حتى صرخ الطين ألماً ..!
بدأت في العمل ...........
هذه الجبهة التي سُطرت بخطوط من الدهشة برؤية جمالي وأناقتي ..!
تلك العينان التي حرصت أن يشع بريقها ، أحييت نظرة العشق القديمة التي دُفنت بين لحد جفنيه ..!
أنفه المعقوف الذي يتوسط ميدان وجهه كمثال للعزة والفخر ..
شاربه الكث كزخات المطر الذهبية .
ذقنه وطابع بريد الحسن الذي يقسمها كأنه رسالة للجمال ..!
نحته بأصابع حبي له ، بعدما انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة أسدلت عليه ستاراً .
يوم عيد ميلاده ، أخذته لأريه هديته ..!
طلبت منه أن يغمض عينيه ؛ عند المفاجأة أزحت الستار ..
- ما هذا ..؟ هذا أنا ..؟ لكن أين ..؟؟
- أين ماذا ..........؟؟؟


من مجموعتي القصصية الجديدة
... حتى الحروف تشيبُ ...

صابرين الصباغ
06/04/2007, 01:10 PM
أطبق الصمت على فم حياتنا ، صار عقيدتها بعدما أغمض لسانه عن الحديث ..!!
أصابني مرض الهدوء القاتل ؛ حرق كل عشب الصبر داخلي..
فررت إلى الطين والماء احترفت هروبي ، كلما صنعت نموذجا أثني عليه الجميع ..!
لكني لأدري لماذا ..؟ كلما صنعت نموذجا لطائر كان بلا أجنحة ، أو كفاً بلا أصابع ..!
تضغط أناملي على الطين فتشمه ببصمات حزن تفضح ما تخفيه ملامحي ..
بعدما أتقنت لعبة هروبي ، قررت عمل نموذج هدية عيد ميلاد للذي أجبرني على هذا الهروب الجميل ..!
أحضرت طينا ذكورياً ، أعجنه ليصبح ليناً ، كلما لانَ ضغطت أكثر وأكثر وأكثر حتى صرخ الطين ألماً ..!
بدأت في العمل ...........
هذه الجبهة التي سُطرت بخطوط من الدهشة برؤية جمالي وأناقتي ..!
تلك العينان التي حرصت أن يشع بريقها ، أحييت نظرة العشق القديمة التي دُفنت بين لحد جفنيه ..!
أنفه المعقوف الذي يتوسط ميدان وجهه كمثال للعزة والفخر ..
شاربه الكث كزخات المطر الذهبية .
ذقنه وطابع بريد الحسن الذي يقسمها كأنه رسالة للجمال ..!
نحته بأصابع حبي له ، بعدما انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة أسدلت عليه ستاراً .
يوم عيد ميلاده ، أخذته لأريه هديته ..!
طلبت منه أن يغمض عينيه ؛ عند المفاجأة أزحت الستار ..
- ما هذا ..؟ هذا أنا ..؟ لكن أين ..؟؟
- أين ماذا ..........؟؟؟


من مجموعتي القصصية الجديدة
... حتى الحروف تشيبُ ...

هلال الفارع
06/04/2007, 03:54 PM
المبدعة صابرين.
مثلما يفجع الطين نحّاته، ويخذله..
ومثلما يستسلم الطين للماء فيذوب في،
ومثلما ينفخ الفنان في طينه فلا يكون طيرًا،
ومثلما نصغي إلى الصمت،
فنسمع أنينه ينسلّ من لغة لا نفقهها..
ومثل غيري..وربما مثلك أنت..
وقفت هنا بين الحروف شاهرًا لغتي تارة،
وخلف الفواصل لابسًا طاقية إخفائي تارة أخرى،
ومن بعيد ممتشقًا سطوة نهم الكتابة،
فوجدتني أقرأ شعرًا منصهرًا،
وفكرًا منهمرًا...
ومضيت أدرج في فضاء ( قصيصتك )
إلى أن وقفت بقلبي منفطرًا أمام السؤال: أين؟
حتى ... أين ماذا..؟
لم ترحم التصابي في حروف معتّقة!!
جميييييييييييييييييييييييل ما تكتبين.
لك التحية.
هلال.

هلال الفارع
06/04/2007, 03:54 PM
المبدعة صابرين.
مثلما يفجع الطين نحّاته، ويخذله..
ومثلما يستسلم الطين للماء فيذوب في،
ومثلما ينفخ الفنان في طينه فلا يكون طيرًا،
ومثلما نصغي إلى الصمت،
فنسمع أنينه ينسلّ من لغة لا نفقهها..
ومثل غيري..وربما مثلك أنت..
وقفت هنا بين الحروف شاهرًا لغتي تارة،
وخلف الفواصل لابسًا طاقية إخفائي تارة أخرى،
ومن بعيد ممتشقًا سطوة نهم الكتابة،
فوجدتني أقرأ شعرًا منصهرًا،
وفكرًا منهمرًا...
ومضيت أدرج في فضاء ( قصيصتك )
إلى أن وقفت بقلبي منفطرًا أمام السؤال: أين؟
حتى ... أين ماذا..؟
لم ترحم التصابي في حروف معتّقة!!
جميييييييييييييييييييييييل ما تكتبين.
لك التحية.
هلال.

عبد الحميد الغرباوي
08/04/2007, 02:07 PM
الأديبة صابرين،
جاء في سياق حديث للقس بولس حداد، ما يلي:
"وللفخّاري - الذي يعمل عملاً على الدولاب - برنامج، وخطة، وقصد، وإرادة، وتصّور يعمل على أساسها، وهو يدلِّك الطين و"يدْعكه" كما يشاء. ما هو موقف الجبلة وردة فعلها؟ وما هو دور الطين؟ الدور الأساسي والأول والفعّال هو: التسليم المطلق."
أسوق هذه التوطئة، لما يحركه فينا ذكر الطين من مفاهيم ك:التكوين و المخاض و الألم و الولادة..
و هي بالأساس ترتبط ارتباطا عضويا بالمعتقد الديني، فنحن خلقنا من تراب و سنعود إلى التراب..
و الطين له في الموروث الشعبي عندكل الشعوب، مكانة خاصة، فهو الآنية، و المسكن، و هو المنظف و المجمل أيضا..و بعض الكائنات النباتية و الحيوانية ارتبط اسمها باسم الطين.. و معظم الكتاب يبدعون بعيدا عن أي تصور نظري مسبق، و أعني بالنظري، النص الحرفي، و الذي هو من اختصاص النقد و النقاد، لكن ليس بالضرورة. ذلك أن لكل كاتب أو كاتبة تصور نظري غير مدون على الورق، و لكنه محفوظ في الذاكرة و هو تصور أبدعته و صقلته التجربة.
يلاحظ في هذه القطعة الأدبية تأرجحها بين الواقعية السحرية والتحليل النفسي. الفنانة تصنع تماثيلها: طائر، كف.. لكنها تفاجأ ، كلما صنعتْ " أنموذجا" أن الطائر بلا أجنحة، و أن الكف مبتورة الأصابع
و هنا يتدخل التحليل النفسي، فالذي يعاني في قراره حصارا، سجنا، تقوقعا داخليا، ما هو إلا الراوية (الفنانة)،و التي تهفو إلى لحظة انطلاق..و الأصابع رديف الأجنحة، كلاهما يعبران عن شيء واحد الحركة، الفعل..و هذا النقص، أو البتر يملأها حزنا..
إنها الصرخة المكتومة، و التي لا تستطيع الفنانة الإفصاح عنها إلا من خلال صنع تمثال أو تماثيل، تعبر عن واقعها المتأزم..
[تضغط أناملي على الطين فتشمه ببصمات حزن تفضح ما تخفيه ملامحي ..]..
و ما هو متفق عليه، و بديهي، و حاضر في كل الكتابات، جواني، لا يُفصح عنه إلا لماما، أن الكتابة أو فعل الكتابة، في جانب من جوانبها، و من بين تعاريفها، هي عملية كلينيكية يسعى من خلالها الكاتب إلى الترويح أو التخفيف عن النفس، مما تعاني منه من اضطرابات، و صدمات، و إحباطات، و حزن.. هي إذاً وسيلة للهروب و الانعتاق من ربقة الأزمات..
[بعدما أتقنت لعبة هروبي ،]..
و في العبارة التالية، نرى أن الكاتبة تفصح عما بداخلها من شوق و حقد في نفس الآن على شخص تعرفه..كانت تحبه، و لا تزال..
[أحضرت طينا ذكورياً ، أعجنه ليصبح ليناً ، كلما لانَ ضغطت أكثر وأكثر وأكثر حتى صرخ الطين ألماً ..!]
و تجاوزا للطين " الذكوري"..ذلك لأن إحضار الطين مجنسا بهذه الكيفية من اختصاص الله، وحده، أما بالنسبة لنا نحن ، فالطين طين و لا ميزة فيه تفصل ما بين النوعين/ الجنسين: الأنثى و الذكر..
نقرأ في الكتاب المقدس، ( نحن منفتحون على الكتب السماوية الأخرى)
[قال إشعياء قديماً: "نحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك" (إشعيا 8:64).]
و عودة إلى العبارة، السالف ذكرها، نلاحظ أن فعل العجن هنا يحيلنا، و حسب أجواء النص إلى فعل المداعبة، الملاطفة،الرجل ينجذب إلى مقدمات من هذا القبيل فيلين، و لأن الأنثى في نفسها ما في نفسها، تستغل لحظة استرخائه و ليونته، فتنقلب عليه لبوءة تنهشه:
[كلما لانَ ضغطتُ أكثر وأكثر وأكثر]
لكن النهاية/ القفلة ( كانت محكمة الصنع، و ضمنت بشكل كبير نجاح النص ) تفصح عن نفسية أخرى للفنانة، نفسية معقدة، جد ، جد معقدة. فرغم ما بذلته من جهد فني من أجل استحضار و تمثل ملامح حبيبها، في عملها الإبداعي، تفاجأ لحظة العرض الخاص:
[أزحت الستار ..
- ما هذا ..؟ هذا أنا .] ( كنت أفضل أن يكون هذا التساؤل "خاتمة" النص)
أين غابت ملامح الحبيب؟..كيف انطمست؟.. كيف كانت الأنامل ترسم وجه صاحبتها، في الوقت الذي كانت الفنانة تستحضر أمامها ملامح الجبيب؟..
و في الختام،
بدا لي واضحا، أن الكاتبة ، و من أجل أن تبتكر لغة سيميوطيقية جمالية خاصة، ضحت بالسلاسة والعفوية و أخشى أن تكون قد وقعت في شرك الصنعة الواضحة.
مودتي

صابرين الصباغ
10/04/2007, 02:57 PM
المبدعة صابرين.
مثلما يفجع الطين نحّاته، ويخذله..
ومثلما يستسلم الطين للماء فيذوب في،
ومثلما ينفخ الفنان في طينه فلا يكون طيرًا،
ومثلما نصغي إلى الصمت،
فنسمع أنينه ينسلّ من لغة لا نفقهها..
ومثل غيري..وربما مثلك أنت..
وقفت هنا بين الحروف شاهرًا لغتي تارة،
وخلف الفواصل لابسًا طاقية إخفائي تارة أخرى،
ومن بعيد ممتشقًا سطوة نهم الكتابة،
فوجدتني أقرأ شعرًا منصهرًا،
وفكرًا منهمرًا...
ومضيت أدرج في فضاء ( قصيصتك )
إلى أن وقفت بقلبي منفطرًا أمام السؤال: أين؟
حتى ... أين ماذا..؟
لم ترحم التصابي في حروف معتّقة!!
جميييييييييييييييييييييييل ما تكتبين.
لك التحية.
هلال.
الشاعر الكبير
استاذ هلال شكرا لمرورك
كلماتك وقبل أن أقرأها تثلج صدري
واريجها يعطر جنان روحي
شكرا لعبق فاح منك هنا
مودتي واحترامي
سيد الحرف