المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال علماء حول"الخلافة"



أحمد ماهر محمود النخالة
23/06/2011, 07:51 PM
بحث فضيلة الشيخ علي بن الحاج

لا شيء أروح للنفس و أقر للعين و لا أثلج للصدر من أن نرى شباباً يعملون في حماسة منقطعة المثيل لاحياء السنن المندسرة و قمع البدع المنكرة المنتشرة هنا و هناك ألا فطوبى لهم و حسن مآب، و لو أنهم شمروا على ساعد الجد لإحياء فرائض الدين العظيمة و التي لا قيام للدين إلا بها لجمعوا بين فضيلتين إحداهما أعظم من الأخرى أجراً و أنبل قدراً بل و لا قيام للثانية إلا بالأولى، و كم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حريصاً على احياء الفرائض التي طمس معالمها اليهود فإذا وُفق الى إحياء تلك الفريضة حمد الله كثيراً.

جاء في صحيح مسلم عن البراء بن عاذب قال :" مرّ على النبي صلى الله عليه و سلم يهودي محمّماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه و سلم فقال : هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا : نعم . فدعا رجلاً من علمائهم فقال : أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حدّ الزاني في كتابكم؟ قال : لا و لولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجده الرجم و لكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه و إذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف و الوضيع فجعلنا التحميم و الجلد مكان الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ، فأمر به فرجم " .

فيا فوز من عمل لإحياء الفرائض العظام و السنن الشريفة معاً . و لا شك عند أهل العلم أن أعظم الفرائض التي ينبغي أن نعمل جاهدين على إحيائها و التذكير بعظيم شأنها، إذ بغيرها لا قيام للدين و لا للدنيا ألا و هي فريضة الخلافــــــــة.

" الخلافــــــة على منهج النبوة " كيف لا و قد قرر علماء الاسلام و أعلامه أن الخلافـــــة فرض أساسي من فروض هذا الدين العظيم بل هو " الفرض الأكبر " الذي يتوقف عليه تنفيذ سائر الفروض، و إن الزهد في إقامة هذه الفريضة من " كبائر الإثم "، و ما الضياع و التيه و الخلافات و النزاعات الناشبة بين المسلمين كأفراد و بين الشعوب الإسلامية كدول إلا لتفريط المسلمين في إقامة هذه الفريضة العظيمة، و خير من وضّح هذه الحقيقة و النتائج الوخيمة الناجمة عن سقوط الخلافة :

الشيخ عبد الرحمـــــن عبد الخالـــــــق في كتابه " المسلمون و العمل السياسي " ص13 فقال :
************************************************** ************************************************** ************************************
" و لكن بعد سقوط آخر سلاطين آل عثمان ، سقطت الخلافــــة الإسلاميـــــة التي استمرت ثلاثة عشر قرناً من الزمان و قابل المسلمون بذلك في بلادهم الإسلامية أوضاعاً شاذة لم يكن لها شبيه طيلة القرون السابقة، و أهم أوجه الاختلاف ما بين الأوضاع المعاصرة و الماضي ما يلي :
1-قسمت أمة الاسلام الى أقاليم جغرافية متعددة كانت معظم هذه الأقاليم واقعة تحت سلطان العدو الكافر : انجلترا ، فرنسا ، ايطاليا ، هولندا و روسيا .
2-أقام الكفار في كل إقليم حكومة تابعة لهم من أهالي البلاد ممن يطيع أمرهم و يستطيع أن يضبط الأوضاع في بلده .
3-بدأ الكفار يستبدلون بالقوانين و النظم الإسلامية المطبقة في حياة الناس قوانين و نظما كافرة من عندهم .
4-عمد الكفّار الى تغيير مناهج التعليم لإخراج أجيال جديدة تؤمن بالمفهوم الغربي للحياة، و تعادي العقيدة و الشريعة الإسلامية .
5-ألغيت الخلافـــــة الإسلاميــــــة نهائياً، و أصبح العمل لاستردادها و الدعوة إليها جريمة يعاقب عليها القانون .
6-تحولت مقدرات المسلمين و أموالهم و ثرواتهم نهباً للمستعمر الكافر الذي استغلها أسوأ إستغلال و أذلّ المسلمين أعظم الذل .
و ليكن في علم سائر المسلمين حيثما وجدوا أن أعداء الإسلام بذلوا جهوداً جبّارة للإطاحة بالخلافـــــة الإسلاميـــــة و جعلوا ذلك من خططهم الجهنمية .

قال جلال العالم في كتابه " دمروا الإسلام أبيدوا أهله " ص 48 :
***********************************************
أولاً : القضاء على الحكم الإسلامي بإنهاء الخلافــــــة الإسلاميـــــــة المتمثلة بالدولة العثمانية التي كانت رغم بُعد حكمها عن روح الإسلام إلا أن الأعداء كانوا يخشون أن تتحول هذه الخلافــــــــــة من خلافـــــــــة شكلية إلى خلافـــــــة حقيقية تهددهم بالخطر ... و لما ابتدأت مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد الصلح بين المتحاربين اشترطت إنجلترا على تركيا أنّها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية :
1-إلغاء الخلافــــة الإسلاميـــــة و طرد الخليفة من تركيا و مصادرة أمواله .
2-أن تتعهد تركيا باخماد كل حركة يقوم بها انصار الخلافـــــــة .
3-أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام .
4-أن تختار لها دستوراً مدنياً بدلاً من دستورها المستمد من أحكام الإسلام .
فنفّذ كمال أتاتورك الشروط السابقة فانسحبت الدول المحتلة من تركيا .
و لمّا وقف كروزون وزير خارجية انجلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا احتجّ بعض النواب الانجليز بعنف على كروزون و استغربوا كيف اعترفت انجلترا باستقلال تركيا التي يمكن ان تجمع حولها الدول الاسلامية مرة اخرى و تهجم على الغرب ، فأجاب كروزون : لقد قضينا على تركيا التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم ... لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين : الإســـــلام و الخلافــــــــة ، فصفق النواب الانجليز كلهم و سكتت المعارضة .