المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يوجد اعجاز علمي في القرآن الكريم بقلم معاذ أبو الهيجاء



معاذ أبو الهيجاء
07/04/2007, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال كنت قد كتبته منذ فترة من الزمن و قد اقتبست بعض الأقكار من بعض الكتاب ممن يوافقني الرأي في هذا الموضوع و لا أنكر أن بعض الأفكار تحتاج لبلورة و هناك بعض الأخطاء المطبعية ، و لكن المهم الفكرة الأساسية أن تكون واضحه و ربما أبلور الموضوع في وقت آخر و أضعه هنا لجميع الأخوة .

المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوه تصديقا لنبويته على وجه التحدي سالم من المعارضه .
هذا تعريف المعجزه من حيث هي معجزة فحتى نحكم على امر بانه معجز فلابد من توافر هذه العناصر مجتمعه فيه .

فالأنبياء تحدوا الناس بقضايا خارقة للعادة عجز أقوامهم عن الإتيان بها فسميت معجزات .
وكونه لم يقدر أحد على الإتيان بمثلها فهذا يعني انها سالمه من المعارضة

و الإعجاز في القرآن هو الإعجاز المحصور في السورة كوحدة تشريعية .
فالآية ليست معجزة بل السورة فقط هي المعجزه و الإعجاز فيها هو في كل تتضمن من بلاغة و معاني و نظم لغوي و ما إلى هناك من أمور جعلت بنيتها معجزة .

فعند القول بان هناك اعجاز عددي فهذا يعني وجود تحدي بهذا الإعجاز و الحق يقال ان الله لم يجعل أعداد الحروف من قبيل الإعجاز و الدليل على هذا هو انه لم يتحدى بها .

و الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد .
قمن يقول بوجود اعجاز عددي، و علمي ، لا بد منه
أن يثبت أن هذا الأمر معجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار الأمر معجزة فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا

و النبي ( ص ) تحدى الناس ان ياتوا بسورة من القرآن او عشر او القرآن كله و الله جعل هذا التحدي قائم ليوم القيامه .


* القرآن لم يتحدى العرب بمعجزة الاعداد أو العلم أو بنظرية علمية لان التحدي حتى يثبت يحتاج الى دليل قطعي وعلى من يقول بأي وجه غير وجه الإعجاز البلاغي أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر ما يقول به معجزة .



فلابد من فهم معنى الإعجاز قبل أن ياتي احد و يدعي وجوه للإعجاز ما انزل الله بها من سلطان مثل الإعجاز التشريعي و الإعجاز النفسي و الإعجاز الفكري و غير ذلك من الأمور التي لا تدل على ان القرآن معجز لانه لا تحدي فيها و هذا وحده كافي لنقض قول من يقول بوجود وجوه للإعجاز أخرى غير الإعجاز البلاغي في السورة الواحده
و خلاصة الكلام في هذا أن :
المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين على الاتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لما وجب قبول قوله، ولما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب. وعند ظهور المعجزة يحصل الجزم بصدقه عند من يقتنع بهذه المعجزة، وبأنها لا تحصل من البشر"

هذا هو معنى المعجزه و ضوابطها فقبل القول بوجود اعجاز غير الإعجاز البياني اللغوي في القرآن هو قول ينقصه الدليل القطعي على قوله إذا كان يفهم معنى القطيعة في ادلة الإعتقاد .
منكر المعجزة كافر و لكن من ينكر الإعجاز العددي او العلمي هل يكفر ؟
و هذا وحده كافي لبيان أنه لا إعجاز في القرآن إلا الإعجاز البياني الذي تحدى الله به العرب و الناس أجمعين و إلى يوم القيامه الإعجاز باقي .
فليست الحجه على الخلق غير هذا التحدي الذي جاء به القرآن و لا يعتبر الإعجاز العددي و لا العلمي مثلا دليل على صدق نبوة محمد لأن الإنسان الأمي الذي لا يعرف الأعدادو لا يعرف العلوم و لا النظريات العلمية لا يمكن له ان يدرك هذا الكلام و لا يمكن لهذا الكان أن يكون له واقع متصور في ذهنه .

معاذ أبو الهيجاء
07/04/2007, 01:19 PM
الآية ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))
تسجل و تثبت عجز العرب المعاصرين للنبي ( ص ) عن معارضة القرآن و الاتيان بسورة من مثله .
و بما انهم عجزوا و ثبت عجزهم – و هم سادة البيان و ملوك الفصاحة – فالعرب ممن جاء بعدهم عاجزين و من باب أولى العجم أيضا عاجزين .
فاعجاز القرآن قد ثبت و استقر و صار فكرة مفروغ منها لا تحتاج إلى اثبات .
أما صحة النبوة فليست برهاناً على اعجاز القرآن إذ أن القرآن بما يحويه من اصول العلوم المختلفه أو جمع الأعداد دليلا على اعجازه و صلاحيته للبقاء لا يستقيم مطلقا مع ثبوت اعجازه في حياة النبي ( ص ) .
و حتى تتم المعجزة و تكون قطعية مفحمه كانت من جنس ما يتفوق به الناس الذي بعث إليهم الرسل ، فأهل مصر انتشر بينهم السحر و وصل إلى درجة عالية من الإتقان و قد وصل الطب إلى درجة عالية متفوقه في عصر سيدنا عيسى عليه السلام .
و العرب كانوا عبدة البيان و سادة الفصاحة و البلاغة اكثر من عباة الأوثان فتحداهم القرآن من جنس ما يتفوقون به .
و كانوا أمين ، و كان الرسول كذلك منهم .
و العلوم التي كان يعرفها العرب ليست بشيء ، و أكثرها يعتمد على الملاحظة البسيطه الساذجه الفطرية .
فإن كان ذلك كذلك فإن جعل القرآن معجزا لأنه يحوي بين تضاعيفه أصول علوم مختلفه أو جمع اعداد من هنا و هناك مصادم كل المصادمه لواقع العرب الغير علمي و بالتالي هو مصادرة لإعجاز القرآن و نسفه من جذوره .
ثانيا : من المعروف بداهة أن النبي ( ص ) كان يفهم القرآن جملة و تفصيلاً بعد ان تكفل الله تعالى له بالفظ و البيان بدليل قوله تعالى ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 18 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))
و من الطبيعي كذلك أن يفهم أصحاب النبي القرآن جمله ، أي بالنسبة لظاهرة و احكامه و كان الواحد من الصحابة إذا اشكل عليه آية رجع للنبي ( ص ) فيبين له ما خفي عليه لأن و ظيفته البيان قال تعالى ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))
و كل من يرجع إلى كتب السنة يجد أنها أفردت للتفسير بابا من الأبواب التي اشتملت عليها ، ذكرت تفاسير كثيرة من التفسير بالماثور عن رسول الله و إذا امعنا النظر في هذه التفسير المأثور فإننا لا نجد فيه أي اصل من أصول الأعداد أو العلوم التي يتبجح بها أنصار الإعجاز العددي و العلمي في تفسير القرآن الكريم .

و إن كان النبي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ، فهل يجوز- عقلا أو سمعنا – أن يخفي الله عن نبيه أصول هذه العلوم كالطب و الحساب و الأعداد و غيرها لو كان القرآن يحتوي عليها و يتضمنها ؟ هذه واحدة .
و الثانية : لو كان القرآن كتاب علم و يحوي أعداد لكان النبي أولى الناس أجمعين بمعرفة هذه الحقائق العددية او العملية عن ربه عن طريق الوحي .

من مثل السؤال عن الهلال و الروح فقد أبهم الله علينا معنى الروح و جعلها من العلم الذي يستأثر به لانه فيه سر الخلق و لم يبين الحقائق العملية لزيادة الهلال و نقصانه و إنما كان جوابه منصبا على النواحي العملية كالحج و الصيام و معرفة عدد السنين و لم يكن جوابة على بيان الحقائق العلمية او بين الأعداد فيه .
ثالثا : إن القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بعشر سور مفتريات من مثل القرآن ، ثم تحداهم بأن ياتوا بسورة من مثله ، فم يستطيعوا و ثبت عجزهم عن معارضة القرآن الذي نزل بلسانهم و على منوالهم .
وأمَّا ثبوتُ كونِ القرآنِ منْ عِنْدِ اللهِ، فَهُوَ أنَّ القرآنَ كتابٌ عَرَبِيٌّ جاءَ بِهِ محمَّدٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. فهوَ إمَّا أنْ يكونَ منَ العَرَبِ وإمَّا أنْ يكونَ منْ محمَّدٍ، وإمَّا أنْ يكونَ منَ اللهِ تعالى. ولا يمكنُ أنْ يكونَ منْ غيِر واحدٍ منْ هَؤلاءِ الثلاثَةِ، لأنَّه عربيُّ اللُّغةِ والأسلوبِ.
أمَّا أنَّهُ منَ العربِ فَباطلٌ لأنَّهُ تَحَدَّاهُم أنْ يَأْتوا بمثلِهِ } قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ{ ، } قُلْ فَأْتُوا بِسورةٍ مِثْلِهِ{ وقدْ حاولوا أنْ يَأْتُوا بمثلِهِ وعَجِزُوا عنْ ذلكَ. فهوَ إذنْ ليسَ منْ كلامِهِمْ، لِعَجْزِهِمْ عنِ الإتْيانِ بمثلِهِ معْ تحدِّيهِ لَهُمْ ومُحَاوَلَتِهِمُ الإتيانَ بمثلِهِ. وأمَّا أَنَّهُ منْ محمَّدٍ فباطلٌ، لأنَّ محمَّداً عربيٌ منَ العربِ، ومَهْمَا سَمَا العبقرِيُّ فهوَ مِنَ البَشَرِ وواحدٌ مِنْ مُجْتَمَعِهِ وأُمَّتِهِ، ومَا دامَ العربُ لمْ يَأْتُوا بمثلِهِ فَيَصْدُقَ على محمَّدٍ العربيِّ أنَّهُ لا يأتي بمثلِهِ فهوَ ليسَ مِنْهُ، عِلاوةً أنَّ لمحمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ أحاديثَ صحيحةٍ وأُخْرى رُوِيَتْ عنْ طَريقِ التواتُرِ الذي يستحيلُ مَعَهُ إلا الصِدْقُ، وإذا قورِنَ أيُّ حديثٍ بأيِّ آيةٍ لا يوجدُ بَيْنَهُمَا أَيُّ تَشَابُهٍ في الأسلوبِ وكانَ يَتْلُو الآيةَ المنزَّلَةَ ويقولُ الحديثَ في وقتٍ واحدٍ، وبينَهُما اخْتلافٌ في الأسلوبِ، وكلامُ الرجلِ مهما حاولَ أنْ يُنَوِّعَهُ فإِنَّهُ يتشابَهُ في الأسلوبِ لأنَّهُ جزءٌ منهُ. وبما أنَّهُ لا يوجدُ أي تشابُهٌ بينَ الحديثِ والآيةِ في الأسلوبِ فلا يكونَ القرآنُ كلامَ محمَّدٍ مُطْلَقَاً، لِلاختلافِ الواضحِ الصريحِ بَيْنَهُ وبينَ كلامِ محمَّدٍ. على أَنَّ العربَ وهُمْ أعلَمُ الناسِ بأَساليبِ الكلامِ العربيِّ لمْ يَدَّعِ أحَدٌ منهُمْ أنَّهُ كلامُ محمَّدٍ أوْ أَنَّهُ يُشبِهُ كلامَهُ، وكلُّ مَا ادَّعُوهُ أنَّهُ يَأتِي بهِ منْ غُلامٍ نَصْرَانِيٍ اسمُهُ (جَبْر) ولذلكَ رَدَّ عَليهِمُ اللهُ تعالى فقالَ } ولقدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌ مُبِينٌ{.
وبِمَا أنَّهُ ثبَتَ أنَّ القرآنَ ليسَ كلامَ العربِ، ولا كلامَ محمَّدٍ، فيكونَ كلامَ اللهِ قطعاً، ويكونَ معجزةً لمن أتَى بِهِ. وبما أَنَّ محمَّداً هوَ الذي أَتى بالقرآنِ، وهوَ كلامُ اللهِ وشَرِيعَتُهُ، ولا يأْتي بشريعةِ اللهِ إلاَّ الأنبياءُ والرسلُ، فيكونَ محمَّدٌ نَبِياً ورسولاً قطعاً بالدليلِ العقليِّ. هذا دليلٌ عقليٌّ على الإيمانِ باللهِ وبرسالةِ محمَّدٍ وبأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ.
هذه هي الطريقة الصحيحة لإثبات صدق القرآن و صلاحيتع للحياة و ليست على طريقة اثبات النظريات العلمية عن طريق القرآن الكريم .
و العلم يعتمد على الملاحظة و التجربة و الإستنتاج و العرب و سائر البشر لم يكونوا بحاجه للعوم للخروج من الظلم و الإستعبداد بل كانوا بحاجة لفكر يجمعهم و يوحدهم و نظام ينظم علاقاتهم .
فالرقي الفكري شيء و التفوق العملي و جمع الأعداد شيء آخر .
فقد يوجد تفوق علمي عند الأمريكان مثلا و لكنه لا علاقة لهذا الأمر بتدمير كرامة الإنسان و تحويل الزنوج إلى عبيد .
و الفكر الإسلامي هو الفكر المستنير الراقي الذي يرتفع بالإنسان إلى المستوى الذي ارده الله له .
و هذا الفكر هو الذي هيأ أمتنا و وضعها أول الطريق إلى الإبداع العلمي و المادي .

رابعا : إن القرآن يشير كثيراً إلى أشياء في الكون مثل الشمس و القمر و الأهلة و النجوم و الرياح و الأمطار و البحر و ما فيه من أسماك و حلي و الليل و النهار و النحل و الأنعام و تدرج في خلق الإنسان .
و حث القرآن الإنسان لتدبر خلق السموات و الأرض في اكثر من آية و حرض على التفكير في نفسه .
كل ذلك لتهئية الإنسان إلى الإيمان عن طريق العقل بالخالق واجب الوجود ليربط الإيمان بالله عن طريق الفطرة بالعقل .
و هي فقط تبحث من زاوية الدلالة على قدرة الله تعالى و انه هو الخالق المستحق للعبادة فقط و لا يجوز أن تبحث في غير هذا المجال و هذا ناتج لفهم طبيعتها التشريعية فهي جاءت في سياق بيان قدرة الله تعالى فقط لا غير و انه هو الخالق فيقتصر على دلالتها كما جاءت في سياقها القرآني فهي لم تسق من باب التحدي و لم تأتي للتحدي بل جاءت لبيان أن هذا الكون بما فيه من ظواهر طبيعيه إنما هي دلالة على قدرة خالقها و ابداعه و انه هو المستحق للتعظيم و العبادة و التقديس .و الله تعالى لم يطلق العنان للعقل البشري في بحث كل ما ورد في القرآن الكريم لأن عقل الإنسان قاصر .
و لا يعني أنه ألغى العقل و صادره بل جعله مناط التكليف الذي يبدع في الإجتهاد .
و لا جدال في جعل القرآن معجزا لانه يشير إلى أرقام أو اعداد أو اصول علمية له خطر كبير و شديد على اعجاز القرآن ، و إن شئت فقل أنه اتيان عليه من قواعده .
فالعرب أميون .
و القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا و قد سجل القرآن عجزهم .
و إن قلنا أن القرآن فيه اصول عددية و علمية و اعتبار هذه من باب الإعجاز فمعنى ذلك أن القرآن تحدى اناس عاجزين ليس لهم حظ في العلم و الأعداد و من ثم التحدي باطل من اساسه .
و بالتالي صحة نبوة محمد باطله و هذه النتيجة مغايره لواقع العرب و واقع مراد الله تعالى في القرآن إنما جاء بسبب إقحام القرآن في ميادين لا يمت لها بصله و هذا لا ياخذ به إلا كل جاهل مكابر بالحس .
و لا يقال هنا أن التقدم العملي و جمع الأرقام من الآيات و عددها حتى توافق حادثى معينه قد يكون عاملا مساعدا في الإيمان بالله و بأن القرآن معجز لان هذا شيء و إخضاع القرآن للعلوم المختلفه شيء آخر و بخاصه للنظريات المختلفه و جمع الأعداد قد يقع فيه الخطأ و هذا حصل كثيرا من أصحاب هذا الإتجاه .

عامرحريز
07/04/2007, 02:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله

يمكن أستاذي الفاضل تسميتها ب: الإشارات العلمية ؟؟

معاذ أبو الهيجاء
07/04/2007, 02:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله

يمكن أستاذي الفاضل تسميتها ب: الإشارات العلمية ؟؟
و الله يا أخي افضل الدقة في هذا الموضوع .
نقول أن ما ورد في القرآن يفهم بحسب سياقة الوارد في السورة و بالستقراء الموضوع نجد ان الموضوع كله يفهم على اساس واحد و هو بيان قدرة الله تعالى و عظمة خلقه و قدرته و لا تفهم على اي محور غير هذا المحور و هذا الأساس .

د.هزاع
12/04/2007, 08:14 PM
كنت قد قرات البارحة موضوعاً تتهم فيه القرآن بأنه ليس بكتاب معجر
وأنه يختلف عن العلم منهجياً وتطبيقياً
ولكن على ما يبدو أن الإدارة الكريمة
قد حذفته خشية الفتنة
وهئنذا أعيد نشر ما قمت - انت بنقله ونشره - وأرد عليه ههنا
...

الإعجاز العلمي في القرآن وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

الإعجاز العلمي في القرآن
وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها ”بيزنس“، وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي مازالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدع والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة، كل هذا الكلام يرددونه وبجرأة وثبات وثقة يحسدون عليها ذلك كله يتم بالرغم من أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج إلى جدل فبرغم وجود القرآن بين أيدينا كل هذه السنين فمازلنا أكثر الشعوب فقراً وجهلاً وتخلفاً ومرضاً، ومازلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من هؤلاء الكفرة ونستخدم الدش والتليفزيون والفيديو والإنترنت وهى بعض من منجزاتهم نستغلها ونسخرها للهجوم عليهم وعلى ماديتهم ومعايرتهم بجهلهم بالإعجاز العلمي، والمشكلة أننا الأفقر والأجهل والأمرض وكل أفاعل التفضيل المهينة تلك لأننا لم نتبع الخطوط العريضة التي وضعها لنا القرآن والقيم الرفيعة التي دعا إليها من عدل وحرية وتفكر وتدبر في الكون وسعى وعمل وجد واجتهاد، وليس السبب في تأخرنا كما يقول حزب زغلول النجار وشركاه أننا لم نقرأ جيداً الإعجاز العلمي، فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات، والرد المنطقي الثاني على جمعية المنتفعين بالإعجاز العلمي هو أن منهج تناولهم للكشوف والتنبؤات العلمية للقرآن منهج مقلوب ومغلوط فنحن ننتظر الغرب الكافر الزنديق حتى يكتشف الاكتشاف أو يخرج النظرية من معمله ثم نخرج لساننا له ونقول كنت حأقولها ما هي موجودة عندنا بين دفتي القرآن ونتهمهم بالغباء والمعاندة والتكبر ولا نسأل أنفسنا إذا كانت تخريجاتهم ودعبساتهم في القرآن الكريم التي يقولون عنها إعجاز علمي بهذا الوضوح فلماذا لم يحدث العكس فتخرج النظريات بعد دراسة القرآن ونسبق بها الغرب ونغيظهم ونقهرهم بعلمنا الفياض بدلاً من الانتظار على محطة الكسل المشمسة المخدرة كل منا يعبث في لحيته ويلعب في أصابع قدميه وبفلى في رأس جاره متربصين بالكشوف والقوانين والإنجازات الغربية التي ما أن تمر علينا حتى نصرخ دي بتاعتنا يا حرامية مع أن الحقيقة أننا نحن اللصوص المتطفلين على موائدهم العلمية العامرة ؟!!، وللأسف نظل نحن المسلمين نتحدث عن العلاج بالحجامة وبول الإبل وحبة البركة وهم يعالجون بالهندسة الوراثية ويقرأون الخريطة الجينية، ونظل حتى هذه اللحظة غير متفقين على تحديد بدايات الشهور الهجرية فلكياً بينما هم يهبطون على سطح القمر ويرتادون المريخ ويراقبون دبة النملة من خلال أقمارهم الصناعية.

الإعجاز العلمي خطر على العلم وعلى الدين كما ذكرنا وذلك للأسباب التالية :

• منهج العلم مختلف عن منهج الدين، وهذا لا يعيب كليهما ولا يعنى بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما، فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك ”العلمدينى“ بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً، فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت، العلم لا يعرف إلا علامات الاستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الإجابة، كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الاطمئنان، هذا يشك وذاك يحسم، وكل القضايا العلمية المعلقة والتي تنظر الإجابات الشرعية لن تجد إجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الإجابة قد ضلوا الطريق فالإجابة تحت ميكروسكوب العالم وليست تحت عمامة الفقيه، والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلي وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر، ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها إلى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه في كل اتجاه، ويتحول الدين إلى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم، وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الديني سواء كان آية أو حديث نبوي وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية، فتصبح الحجامة هي الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافي طبياً وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت في أحاديث نبوية، ويصير العسل دواء لمرض البول السكري بدون مناقشة لأعراضه الجانبية في هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاء قرآنياً لكل الأمراض، ويصمت الجميع خوفاً من اتهامات التكفير وإيثاراً للسلامة لأن الطوفان عالي والجميع يريد تصديقه.

• هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغرى رجل الدين بالتدخل في شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته، والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل في بلادنا المسلمة فهذه النظرة الكوكتيل التي تنظر من خلال عمامة رجل الدين إلى الأمور العلمية هي التي عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة في مصر، وهى التي تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية، وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل في علوم الفلك... الخ، والأخطر أنها تجعل علماء المسلمين دراويش في مولد أو كودية زار، فيجهدون أنفسهم في دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه في فوائد بول الإبل... الخ، يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً ويؤلفون نصباً لا إبداعاً، ويركنون إلى الدعة والتراخي والترهل فيكفيهم أنهم أصحاب العلم اللدنى لدرجة أن البعض فسر تقدم الغرب العلمي بأن الله قد خدمنا وسخرهم لخدمة المسلمين يعنى هم يتعبوا وإحنا ناخد على الجاهز !!.

القرآن كتاب سماوي محكم وشامل، أحدث ثورة وتغييراً شاملاً في مجتمع صحراوي بدوى ضيق ومنه إلى الكون كله، ولكي تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوي بلغته ومفاهيمه بما فيها المفاهيم العلمية السائدة في هذا الوقت، ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها وإلا لكنا أمام كتاب ألغاز غامض وليس كتاباً دينياً هادياً ومرشداً ولابد أن يكون واضحاً لكي يقنع ويهدى ويرشد، ولا يعنى وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففي اعتقادي أن وجود هذه المفاهيم هي دليل قوة لأنها تحترم مبدأ هاماً وترسخه وهو أن الدين الإسلامي وكتابه الجليل الكريم المقدس يتفاعل مع الواقع بقوة وحميمية وهذه هي معجزته الحقيقية فهو ليس ألواحاً أو أوامر قبلية تهبط فجأة مجتمعة ومتكاملة بدون وضع أدنى اعتبار للبشر الذين سينفذون أو الواقع الحياتي الذي سيحتوى ويتفاعل مع هذه الأوامر والنواهي والأفكار، ويؤيد كلامي هذا علوم القرآن المختلفة مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.... الخ التي تشير كلها إلى الصفة التفاعلية مع الواقع التي يحملها القرآن، وهو ما ينفى عنه أنه كتاب تنجيم علمي وألغاز كونية تستعصي على الفهم ولن تحل إلا بعد ألف سنة، فالقرآن قد نزل للتفهيم وليس للتعجيز، وما يفعله بهلوانات الإعجاز العلمي من لوى لعنق الألفاظ وتعسف في تفسيرها للدلالة على الإعجاز العلمي هو تعارض وتناقض مع جوهر فكرة القرآن الذي يخاطب ويلتحم بالواقع ويتفاعل معه.

فكرة أنه لا يوجد في القرآن إعجاز علمي فكرة قديمة ليست وليدة اليوم ولست أنا أول من رددها ولكن رددها من قبل أناس لا يمكننا أن نشكك في إسلامهم وغيرتهم على دينهم، وقد أحس الكثير من المفكرين المسلمين المستنيرين بخطر هذه المحاولة المتعسفة التي تحمل بداخلها ديناميت شديد الانفجار وأول ما سيفجره هذا الديناميت هو الدين نفسه، ومنذ أكثر من نصف قرن هاجم الشيخ الراحل الإمام الأكبر محمود شلتوت هذه المحاولات وسخر منها قائلاً لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس في يوم ما - نظرية دارون مثلاً - أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين، ورفض الشيخ شلتوت في كتابه تفسير القرآن الكريم ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمي قائلاً ”إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك، أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف، ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولا يستسيغه الذوق السليم، ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات“، انتهى كلام الشيخ شلتوت فهل يكفره تجار الإعجاز العلمي ودجالوه ؟!، تحدث الشيخ وكأنه يتنبأ بما سيفعله بنا د. زغلول النجار بصفحته المفروشة التي تؤجرها له الأهرام كل يوم اثنين والتي لم تتوفر لعمالقة الفكر المصري طوال تاريخه ولكنه زمن الدروشة الذي جعل صوت العقل أخرس ويد التنوير مشلولة وتجار الدين مليارديرات ونجوم فضائيات وسماسرة فتاوى، المهم أن شيخنا الجليل قد تصدى لمحاولات مروجي وهم الإعجاز العلمي ونجح وقتها لأن هذه المحاولات كانت مجرد بذور جنينية ولم تكن قد انتظمت في شكل تيار كاسح وحزب شرس كما هو الحال الآن وفى حلقة الأسبوع القادم سنتحدث عن معركة د. بنت الشاطئ ضد سماسرة الإعجاز العلمي ونستكمل الرد عليهم.

كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د. بنت الشاطئ ضد د. مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفي عصر هستيريا الدروشة يحتل د. زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعي البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهي ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر،وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري - علمي - على غير مابينه نبي الإسلام، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والرولزرويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشي ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسبغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا ...الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، و إلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالادعاء“.

تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د. مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د. بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجر ي على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثن ي من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”أللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على س اكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السنوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل"! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك من ي مليون جنيه بدون ال إتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين أية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جناحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله! ...
* * *

كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د.بنت الشاطئ ضد د.مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفى عصر هستيريا الدروشة يحتل د.زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعى البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهى ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر، وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري-علمي- على غير مابينه نبي الإسلام ، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المر سيدس والرولز رويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشى ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية ، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه ، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا... الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، وإلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالإدعاء“.

تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د.مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د.بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجرى على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثنى من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”اللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على ساكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً“ بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار !ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل“! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب ، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك منى مليون جنيه بدون الاتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام“ والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين آية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جماحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله!، وفى المقال القادم سنلقى الضوء على ظاهرة زغلول النجار بالتفصيل.


منقول

د.هزاع
12/04/2007, 08:14 PM
كنت قد قرات البارحة موضوعاً تتهم فيه القرآن بأنه ليس بكتاب معجر
وأنه يختلف عن العلم منهجياً وتطبيقياً
ولكن على ما يبدو أن الإدارة الكريمة
قد حذفته خشية الفتنة
وهئنذا أعيد نشر ما قمت - انت بنقله ونشره - وأرد عليه ههنا
...

الإعجاز العلمي في القرآن وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

الإعجاز العلمي في القرآن
وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها ”بيزنس“، وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي مازالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدع والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة، كل هذا الكلام يرددونه وبجرأة وثبات وثقة يحسدون عليها ذلك كله يتم بالرغم من أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج إلى جدل فبرغم وجود القرآن بين أيدينا كل هذه السنين فمازلنا أكثر الشعوب فقراً وجهلاً وتخلفاً ومرضاً، ومازلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من هؤلاء الكفرة ونستخدم الدش والتليفزيون والفيديو والإنترنت وهى بعض من منجزاتهم نستغلها ونسخرها للهجوم عليهم وعلى ماديتهم ومعايرتهم بجهلهم بالإعجاز العلمي، والمشكلة أننا الأفقر والأجهل والأمرض وكل أفاعل التفضيل المهينة تلك لأننا لم نتبع الخطوط العريضة التي وضعها لنا القرآن والقيم الرفيعة التي دعا إليها من عدل وحرية وتفكر وتدبر في الكون وسعى وعمل وجد واجتهاد، وليس السبب في تأخرنا كما يقول حزب زغلول النجار وشركاه أننا لم نقرأ جيداً الإعجاز العلمي، فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات، والرد المنطقي الثاني على جمعية المنتفعين بالإعجاز العلمي هو أن منهج تناولهم للكشوف والتنبؤات العلمية للقرآن منهج مقلوب ومغلوط فنحن ننتظر الغرب الكافر الزنديق حتى يكتشف الاكتشاف أو يخرج النظرية من معمله ثم نخرج لساننا له ونقول كنت حأقولها ما هي موجودة عندنا بين دفتي القرآن ونتهمهم بالغباء والمعاندة والتكبر ولا نسأل أنفسنا إذا كانت تخريجاتهم ودعبساتهم في القرآن الكريم التي يقولون عنها إعجاز علمي بهذا الوضوح فلماذا لم يحدث العكس فتخرج النظريات بعد دراسة القرآن ونسبق بها الغرب ونغيظهم ونقهرهم بعلمنا الفياض بدلاً من الانتظار على محطة الكسل المشمسة المخدرة كل منا يعبث في لحيته ويلعب في أصابع قدميه وبفلى في رأس جاره متربصين بالكشوف والقوانين والإنجازات الغربية التي ما أن تمر علينا حتى نصرخ دي بتاعتنا يا حرامية مع أن الحقيقة أننا نحن اللصوص المتطفلين على موائدهم العلمية العامرة ؟!!، وللأسف نظل نحن المسلمين نتحدث عن العلاج بالحجامة وبول الإبل وحبة البركة وهم يعالجون بالهندسة الوراثية ويقرأون الخريطة الجينية، ونظل حتى هذه اللحظة غير متفقين على تحديد بدايات الشهور الهجرية فلكياً بينما هم يهبطون على سطح القمر ويرتادون المريخ ويراقبون دبة النملة من خلال أقمارهم الصناعية.

الإعجاز العلمي خطر على العلم وعلى الدين كما ذكرنا وذلك للأسباب التالية :

• منهج العلم مختلف عن منهج الدين، وهذا لا يعيب كليهما ولا يعنى بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما، فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك ”العلمدينى“ بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً، فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت، العلم لا يعرف إلا علامات الاستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الإجابة، كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الاطمئنان، هذا يشك وذاك يحسم، وكل القضايا العلمية المعلقة والتي تنظر الإجابات الشرعية لن تجد إجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الإجابة قد ضلوا الطريق فالإجابة تحت ميكروسكوب العالم وليست تحت عمامة الفقيه، والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلي وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر، ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها إلى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه في كل اتجاه، ويتحول الدين إلى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم، وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الديني سواء كان آية أو حديث نبوي وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية، فتصبح الحجامة هي الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافي طبياً وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت في أحاديث نبوية، ويصير العسل دواء لمرض البول السكري بدون مناقشة لأعراضه الجانبية في هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاء قرآنياً لكل الأمراض، ويصمت الجميع خوفاً من اتهامات التكفير وإيثاراً للسلامة لأن الطوفان عالي والجميع يريد تصديقه.

• هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغرى رجل الدين بالتدخل في شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته، والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل في بلادنا المسلمة فهذه النظرة الكوكتيل التي تنظر من خلال عمامة رجل الدين إلى الأمور العلمية هي التي عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة في مصر، وهى التي تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية، وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل في علوم الفلك... الخ، والأخطر أنها تجعل علماء المسلمين دراويش في مولد أو كودية زار، فيجهدون أنفسهم في دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه في فوائد بول الإبل... الخ، يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً ويؤلفون نصباً لا إبداعاً، ويركنون إلى الدعة والتراخي والترهل فيكفيهم أنهم أصحاب العلم اللدنى لدرجة أن البعض فسر تقدم الغرب العلمي بأن الله قد خدمنا وسخرهم لخدمة المسلمين يعنى هم يتعبوا وإحنا ناخد على الجاهز !!.

القرآن كتاب سماوي محكم وشامل، أحدث ثورة وتغييراً شاملاً في مجتمع صحراوي بدوى ضيق ومنه إلى الكون كله، ولكي تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوي بلغته ومفاهيمه بما فيها المفاهيم العلمية السائدة في هذا الوقت، ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها وإلا لكنا أمام كتاب ألغاز غامض وليس كتاباً دينياً هادياً ومرشداً ولابد أن يكون واضحاً لكي يقنع ويهدى ويرشد، ولا يعنى وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففي اعتقادي أن وجود هذه المفاهيم هي دليل قوة لأنها تحترم مبدأ هاماً وترسخه وهو أن الدين الإسلامي وكتابه الجليل الكريم المقدس يتفاعل مع الواقع بقوة وحميمية وهذه هي معجزته الحقيقية فهو ليس ألواحاً أو أوامر قبلية تهبط فجأة مجتمعة ومتكاملة بدون وضع أدنى اعتبار للبشر الذين سينفذون أو الواقع الحياتي الذي سيحتوى ويتفاعل مع هذه الأوامر والنواهي والأفكار، ويؤيد كلامي هذا علوم القرآن المختلفة مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.... الخ التي تشير كلها إلى الصفة التفاعلية مع الواقع التي يحملها القرآن، وهو ما ينفى عنه أنه كتاب تنجيم علمي وألغاز كونية تستعصي على الفهم ولن تحل إلا بعد ألف سنة، فالقرآن قد نزل للتفهيم وليس للتعجيز، وما يفعله بهلوانات الإعجاز العلمي من لوى لعنق الألفاظ وتعسف في تفسيرها للدلالة على الإعجاز العلمي هو تعارض وتناقض مع جوهر فكرة القرآن الذي يخاطب ويلتحم بالواقع ويتفاعل معه.

فكرة أنه لا يوجد في القرآن إعجاز علمي فكرة قديمة ليست وليدة اليوم ولست أنا أول من رددها ولكن رددها من قبل أناس لا يمكننا أن نشكك في إسلامهم وغيرتهم على دينهم، وقد أحس الكثير من المفكرين المسلمين المستنيرين بخطر هذه المحاولة المتعسفة التي تحمل بداخلها ديناميت شديد الانفجار وأول ما سيفجره هذا الديناميت هو الدين نفسه، ومنذ أكثر من نصف قرن هاجم الشيخ الراحل الإمام الأكبر محمود شلتوت هذه المحاولات وسخر منها قائلاً لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس في يوم ما - نظرية دارون مثلاً - أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين، ورفض الشيخ شلتوت في كتابه تفسير القرآن الكريم ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمي قائلاً ”إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك، أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف، ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولا يستسيغه الذوق السليم، ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات“، انتهى كلام الشيخ شلتوت فهل يكفره تجار الإعجاز العلمي ودجالوه ؟!، تحدث الشيخ وكأنه يتنبأ بما سيفعله بنا د. زغلول النجار بصفحته المفروشة التي تؤجرها له الأهرام كل يوم اثنين والتي لم تتوفر لعمالقة الفكر المصري طوال تاريخه ولكنه زمن الدروشة الذي جعل صوت العقل أخرس ويد التنوير مشلولة وتجار الدين مليارديرات ونجوم فضائيات وسماسرة فتاوى، المهم أن شيخنا الجليل قد تصدى لمحاولات مروجي وهم الإعجاز العلمي ونجح وقتها لأن هذه المحاولات كانت مجرد بذور جنينية ولم تكن قد انتظمت في شكل تيار كاسح وحزب شرس كما هو الحال الآن وفى حلقة الأسبوع القادم سنتحدث عن معركة د. بنت الشاطئ ضد سماسرة الإعجاز العلمي ونستكمل الرد عليهم.

كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د. بنت الشاطئ ضد د. مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفي عصر هستيريا الدروشة يحتل د. زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعي البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهي ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر،وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري - علمي - على غير مابينه نبي الإسلام، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والرولزرويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشي ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسبغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا ...الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، و إلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالادعاء“.

تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د. مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د. بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجر ي على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثن ي من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”أللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على س اكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السنوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل"! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك من ي مليون جنيه بدون ال إتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين أية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جناحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله! ...
* * *

كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د.بنت الشاطئ ضد د.مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفى عصر هستيريا الدروشة يحتل د.زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعى البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهى ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر، وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري-علمي- على غير مابينه نبي الإسلام ، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المر سيدس والرولز رويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشى ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية ، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه ، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا... الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، وإلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالإدعاء“.

تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د.مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د.بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجرى على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثنى من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”اللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على ساكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً“ بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار !ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل“! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب ، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك منى مليون جنيه بدون الاتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام“ والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين آية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جماحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله!، وفى المقال القادم سنلقى الضوء على ظاهرة زغلول النجار بالتفصيل.


منقول

د.هزاع
12/04/2007, 08:18 PM
( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .. الإسراء
...
ما الذي تتقوله يا أستاذ ؟؟؟
آمل أن تتوقف هنا
...
انتظرني
فسأعود ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:18 PM
( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .. الإسراء
...
ما الذي تتقوله يا أستاذ ؟؟؟
آمل أن تتوقف هنا
...
انتظرني
فسأعود ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على النبي المصطفى الأمين
ولا غرو أن نجد بين فينة وأخرى
من يتحذلق على ديننا ويسفهه
ويحط من قدر كتابنا ويخفضه
ويتجرؤ على ربنا ورسله
وما هو من العلم بشيء
ولا من الدعوة والنصح بمكان
إنما ذلك من وسوسة النفس وخداع الشيطان
والاستهزاء بحلم الله وإمهاله
ولذا
فإنني أحذرك يا من تجرأت في إطلاق أحكامك الخنفشارية وتمترست خلف اقتباسات دكتورتك : بنت الشاطىء والتي أجدها لم تعد أن تكون بنتاً للوهم والخيال
وأنك لست باكثر من ناقل لا يعلم ماذا ينقل
وأي خطر وسوء عقاب سيلقاه جزاء نقله الأعمى هذا
( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .. ق
وللأمانة
وبعد إعادتي قراءتي لما نقلته
وللجزء الخاص برأيك الشخصي في هذا الموضوع
تبادرت الآية الكريمة التالية إلى ذهني :
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .. الفرقان
ووجدت أنه من المؤسف حقاً أن أسفه حديثي بحوارك
وأن أحط من قدر كتاب الله بمجادلتك
وأنت من اختار أن يغمض عينه عن الحقيقة
ويتوهم في خفايا مكنوناته الأوهام
وأحذرك من أن تكون في هذه الزمرة :
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
ثم أنظر إلى ما فيها من إعجاز ( تعمى القلوب التي في الصدور , و , قلوب يعقلون بها )
وأخبرني بعد حين عندما تعلم بأن العلم سيخبرنا أن القلوب هي مصدر العقل ( وهي التي ليست إلا عضلات تنقبض وتنبسط لدفق الدم في البطينات لتروية الجسم وتغذيته ونقل الغازات وطرح الفضلات من الدم )
ولكن حضوري هذا لفائدة من سيقرؤ هذا الموضوع
وخشيتي من أن يطال تأثيره السلبي على عقول بعض الناشئة
والله من وراء القصد ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على النبي المصطفى الأمين
ولا غرو أن نجد بين فينة وأخرى
من يتحذلق على ديننا ويسفهه
ويحط من قدر كتابنا ويخفضه
ويتجرؤ على ربنا ورسله
وما هو من العلم بشيء
ولا من الدعوة والنصح بمكان
إنما ذلك من وسوسة النفس وخداع الشيطان
والاستهزاء بحلم الله وإمهاله
ولذا
فإنني أحذرك يا من تجرأت في إطلاق أحكامك الخنفشارية وتمترست خلف اقتباسات دكتورتك : بنت الشاطىء والتي أجدها لم تعد أن تكون بنتاً للوهم والخيال
وأنك لست باكثر من ناقل لا يعلم ماذا ينقل
وأي خطر وسوء عقاب سيلقاه جزاء نقله الأعمى هذا
( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .. ق
وللأمانة
وبعد إعادتي قراءتي لما نقلته
وللجزء الخاص برأيك الشخصي في هذا الموضوع
تبادرت الآية الكريمة التالية إلى ذهني :
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .. الفرقان
ووجدت أنه من المؤسف حقاً أن أسفه حديثي بحوارك
وأن أحط من قدر كتاب الله بمجادلتك
وأنت من اختار أن يغمض عينه عن الحقيقة
ويتوهم في خفايا مكنوناته الأوهام
وأحذرك من أن تكون في هذه الزمرة :
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
ثم أنظر إلى ما فيها من إعجاز ( تعمى القلوب التي في الصدور , و , قلوب يعقلون بها )
وأخبرني بعد حين عندما تعلم بأن العلم سيخبرنا أن القلوب هي مصدر العقل ( وهي التي ليست إلا عضلات تنقبض وتنبسط لدفق الدم في البطينات لتروية الجسم وتغذيته ونقل الغازات وطرح الفضلات من الدم )
ولكن حضوري هذا لفائدة من سيقرؤ هذا الموضوع
وخشيتي من أن يطال تأثيره السلبي على عقول بعض الناشئة
والله من وراء القصد ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:20 PM
ومن أجل ذلك
وتفنيداً لكل وهم وخداع وضلالة
سأتتبع ما جاء في نصك المنقول ورأيك الشاذ تتبعاً حرفياً
وسأرد عليه بما ييسر لي الله من ردود آمل أن يكون التوفيق فيها رفيقي
والحق فيها جاري
والنصح والتوجيه فيها غايتي
والاجر والثواب فيها جزائي
وسيكون ردي بالعلم والمنطق مستنداً فيه على ما ورد في الذكر الحكيم
وعلى لسان المصطفى الأمين
وخطابي هذا لكل مسلم يؤمن بكتاب الله
ولغير المسلمين كي ينظروا بعين الصدق والحجة الدامغة
إلى مدى الاعجاز في كتاب الله
ومدى تطابق العلم مع مكنونات وحقائق ديننا الكريم
..
اما بعد :
فلابد لنا من الاعتقاد - كمسلمين - اولاً بأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه
وأن مقولة اختلاف العلم عن الدين منهجياً وتطبيقياً هي مقولة قاصرة
يراد بها شر فتنة وضلالة
وأن وجود اختلاف مرحلي ما بينهما
ما هو إلا قصور علمي عن الوصول لحقيقة راسخة
وليس اختلاف إلهي ناجم عن زلل قرآني أو تخبط سنني في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام
وأما أن يتقول علينا مثل صاحب هذا الموضوع بمثل هذه السفسطاء والغوغائية
لهوشر يوقع المسلم في حيرة
ويزيد من نفور غير المسلم من ديننا الحنيف
باعتبار أن ما تم توطئته في هذه الصفحة
هو رد بليغ على مقولة الاعجاز العلمي للقرآن
ولذا فإنمنطق الحجة مقروناً بالنص الإلهي
سيكون أشد لطمة على فم كل من سينتصر لرأي جاهل ومقولة ضالة كهذه ..
ونختصر ما أمكن
لحصر الفائدة وتقديم العلاج لكل علة وردت هنا
والله المستعان ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:20 PM
ومن أجل ذلك
وتفنيداً لكل وهم وخداع وضلالة
سأتتبع ما جاء في نصك المنقول ورأيك الشاذ تتبعاً حرفياً
وسأرد عليه بما ييسر لي الله من ردود آمل أن يكون التوفيق فيها رفيقي
والحق فيها جاري
والنصح والتوجيه فيها غايتي
والاجر والثواب فيها جزائي
وسيكون ردي بالعلم والمنطق مستنداً فيه على ما ورد في الذكر الحكيم
وعلى لسان المصطفى الأمين
وخطابي هذا لكل مسلم يؤمن بكتاب الله
ولغير المسلمين كي ينظروا بعين الصدق والحجة الدامغة
إلى مدى الاعجاز في كتاب الله
ومدى تطابق العلم مع مكنونات وحقائق ديننا الكريم
..
اما بعد :
فلابد لنا من الاعتقاد - كمسلمين - اولاً بأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه
وأن مقولة اختلاف العلم عن الدين منهجياً وتطبيقياً هي مقولة قاصرة
يراد بها شر فتنة وضلالة
وأن وجود اختلاف مرحلي ما بينهما
ما هو إلا قصور علمي عن الوصول لحقيقة راسخة
وليس اختلاف إلهي ناجم عن زلل قرآني أو تخبط سنني في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام
وأما أن يتقول علينا مثل صاحب هذا الموضوع بمثل هذه السفسطاء والغوغائية
لهوشر يوقع المسلم في حيرة
ويزيد من نفور غير المسلم من ديننا الحنيف
باعتبار أن ما تم توطئته في هذه الصفحة
هو رد بليغ على مقولة الاعجاز العلمي للقرآن
ولذا فإنمنطق الحجة مقروناً بالنص الإلهي
سيكون أشد لطمة على فم كل من سينتصر لرأي جاهل ومقولة ضالة كهذه ..
ونختصر ما أمكن
لحصر الفائدة وتقديم العلاج لكل علة وردت هنا
والله المستعان ..

د.هزاع
12/04/2007, 08:22 PM
القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء
ــــــــــــ
ساعطيك ادلة وبضع أمثلة مما ييسر لي الله , على إحاطة هذا الكتاب بكل ما في الكون من علوم
وانتظر منك دليل واحد على تقولك الجاهل السابق :
جاء في سورة الحديد :
( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) .. الحديد
وقد دلت البحوث على أن الحديد كفلز معدني خارجي المنشأ فهو ليس بنتاج أرضي
وإنما حصلت عليه الأرض من الكون المحيط بها
( فلاحظ الاعجاز في كلمة : أنزلنا , في الآية السابقة )
( يرسل عليكما شواظ من نار نحاس فلا تنتصران ) .. الرحمن
وهذا رد الله على من يتنصت من الجن على ملكوت السماء
فيقذف بشهب حارقة
وقد بينت البحوث ان الجزء الاعظم من تركيب الشهب الساقطة هو النحاس
وإليك ليس في الفيزياء والكيمياء فحسب
بل في الفلك أيضاً :
( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .. القمر
وقد ايدت العلوم والوسائل التقنيه الحديثه على االتأكد من هذا الحدث التاريخي الذي حدث قبل ((14 قرن)) وراه الناس...حتى انه اكتشف في احد المدن في الصين كتابه تتحدث عن هذا الحدث وترجعه الى نفس الزمن...
وعلماء العصر الحديث اكتشفوا اثار لا نشقاق القمر.. حيث انها تدل على ان القمر انشق في من الايام من الايام قبل 14 قرن ثم عاد والتحم من جديد
..
وسأكتفي بهذا القدر
...
ـــــــــــــــــــــــ
وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
ـــــــــــــــــــــ
بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
وبهتان للحق
ونصرة للضلالة
وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
وقد قال الله :
( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .. الإسراء
( ليحق الحق ويبطل الباطل و لو كره المجرومن ) .. الأنفال
فإن لم يكن كفراً فماذا تقول في هذا الاعجاز :
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ... البقرة
( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدينا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .. البقرة
( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) ..البقرة
( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
فتب إلى الله ولا تكن في زمرة من يقع عليه الحساب السريع
وهذه إشارة واضحة للحال التي نحن فيها ههنا
فمن يجحد بالله وإعجازه متذرعاً باختلاف الكتاب عن العلم فقد كفر
ومثلها :
( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) .. آل عمران
...
ـــــــــــ
والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى
ــــــــــــ
لا والله لا يمكنك ذلك ونحن هنا ننافح عن دينه
ونذود عن كتابه
ونذب عن نبيه
فإن قلت قلنا
وإن زدت زدنا
ولننتصرن لله رغم أنف الظالمين
وما مقولتك هذه إلا مقولة جاهل متخبط لا يعرف ( كوعه من بوعه )
فهات دليلك على ما تقول
وإلا فإنني في نهاية الحوار
سأطلب من الإدارة شطبك بتهمة تضليل الناس
والدعوة إلى فتنة كبرى
أسأل الله أن يقينا شرها
وذلك امتثالاً لقول الله :
( إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين إلى جهنم جميعا ) .. النساء
وستجد في ما يلي من خطابي أمثلة ساطعة كسطوع الشمس في كبد السماء عن الاعجاز الالهي المتضمن في كتابه الحكيم
وفند أياً منها إن استطعت
ــــــــــــ
وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين
ـــــــــــــ
هي مقولة الجهلة الكفرة والمناوئين لهذا الدين
وتالله إن أشد من يترقبون الزلل للمسلمين لا يتجرؤون على قول ما قلت
فكيف بك وأنت تطعن في كتاب الله وليس في فحسب في سلوك من اتخذوه حجة وفسطاطاً ؟؟
فإذا انتقصنا من القرآن إعجازه
فما الذي يحول بين أن يتساوى مع أي ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو كتاب فلسفة سفسطائية كالتي تدعي ؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
صدقت يا رسول الله إذ أخبرتنا بأن منا من هو أشد خطراً على هذا الدين من أعدائه ..
ثم ما بالك تتقول وتدعي وكأنك العالم بخفايا هذا الكتاب ومكنوناته
وتتحدث بأريحية وثقة العارف وما أنت منه بشيء
أحذرك أحذرك
فقد جاء في الأثر :
( إن الرجل يتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالاً , يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )
هذا في كلمة لا يعيها
فكيف بمقالة يعني بها ما يعني
ويقصد من ورائها الاضلال ؟؟
وندلك على معنى الاعجاز في كتاب الله كي ينتفي ما تقولته عنه :
( وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) .. الأنعام
أم انك تنكر وجود الفصائل الاحيائية وتصنيفاتها واجناسها وشعبها وصفوفها ...
وهنا :
( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) .. الأنعام
( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .. يونس
( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .. النحل
( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى و رحمة لقوم يؤمنون ) ... الأعراف
فهل بعد هذا من قول في مدى تطابق العلم والدين
ومدى وجود المعجزات الالهية المتضمنة في كتابه الحكيم ؟؟
وأما وجوداختلاف مرحلي كما نوهنا اعلاه
فهو لقصور العلم وعدم وصوله للحقيقة التي ادخرها الله لوقت يشاء
وقد قال في ذلك :
( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) .. النمل
وهذا دليل آخر على إعجاز القرآن
وقصور عقلنا وعلمنا وأدوات بحثنا
وكفى بالله شهيداً ..
....
سأعود لمصتفحك هذا ولعلك تتوب إلى الله لحينها
وساطلب من الإدارة غلق الموضوع حتى أنتهي من الرد على مقولتك ونصك
وكي لا تتداخل الردود
ثم اطلب الإذن بإعادة فتحه بعد نهاية ردي
كي أقرأ توبتك - إن شاء الله - عما قلته وجنحت فيه من الإساءة - التي آمل أن تكون غير متعمدة - لكتاب الله وسنة نبيه العطرة
...
ولحين عودتي
تحية طيبة لكل من يحضر معنا
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله

د.هزاع
12/04/2007, 08:22 PM
القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء
ــــــــــــ
ساعطيك ادلة وبضع أمثلة مما ييسر لي الله , على إحاطة هذا الكتاب بكل ما في الكون من علوم
وانتظر منك دليل واحد على تقولك الجاهل السابق :
جاء في سورة الحديد :
( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) .. الحديد
وقد دلت البحوث على أن الحديد كفلز معدني خارجي المنشأ فهو ليس بنتاج أرضي
وإنما حصلت عليه الأرض من الكون المحيط بها
( فلاحظ الاعجاز في كلمة : أنزلنا , في الآية السابقة )
( يرسل عليكما شواظ من نار نحاس فلا تنتصران ) .. الرحمن
وهذا رد الله على من يتنصت من الجن على ملكوت السماء
فيقذف بشهب حارقة
وقد بينت البحوث ان الجزء الاعظم من تركيب الشهب الساقطة هو النحاس
وإليك ليس في الفيزياء والكيمياء فحسب
بل في الفلك أيضاً :
( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .. القمر
وقد ايدت العلوم والوسائل التقنيه الحديثه على االتأكد من هذا الحدث التاريخي الذي حدث قبل ((14 قرن)) وراه الناس...حتى انه اكتشف في احد المدن في الصين كتابه تتحدث عن هذا الحدث وترجعه الى نفس الزمن...
وعلماء العصر الحديث اكتشفوا اثار لا نشقاق القمر.. حيث انها تدل على ان القمر انشق في من الايام من الايام قبل 14 قرن ثم عاد والتحم من جديد
..
وسأكتفي بهذا القدر
...
ـــــــــــــــــــــــ
وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
ـــــــــــــــــــــ
بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
وبهتان للحق
ونصرة للضلالة
وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
وقد قال الله :
( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .. الإسراء
( ليحق الحق ويبطل الباطل و لو كره المجرومن ) .. الأنفال
فإن لم يكن كفراً فماذا تقول في هذا الاعجاز :
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ... البقرة
( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدينا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .. البقرة
( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) ..البقرة
( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
فتب إلى الله ولا تكن في زمرة من يقع عليه الحساب السريع
وهذه إشارة واضحة للحال التي نحن فيها ههنا
فمن يجحد بالله وإعجازه متذرعاً باختلاف الكتاب عن العلم فقد كفر
ومثلها :
( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) .. آل عمران
...
ـــــــــــ
والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى
ــــــــــــ
لا والله لا يمكنك ذلك ونحن هنا ننافح عن دينه
ونذود عن كتابه
ونذب عن نبيه
فإن قلت قلنا
وإن زدت زدنا
ولننتصرن لله رغم أنف الظالمين
وما مقولتك هذه إلا مقولة جاهل متخبط لا يعرف ( كوعه من بوعه )
فهات دليلك على ما تقول
وإلا فإنني في نهاية الحوار
سأطلب من الإدارة شطبك بتهمة تضليل الناس
والدعوة إلى فتنة كبرى
أسأل الله أن يقينا شرها
وذلك امتثالاً لقول الله :
( إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين إلى جهنم جميعا ) .. النساء
وستجد في ما يلي من خطابي أمثلة ساطعة كسطوع الشمس في كبد السماء عن الاعجاز الالهي المتضمن في كتابه الحكيم
وفند أياً منها إن استطعت
ــــــــــــ
وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين
ـــــــــــــ
هي مقولة الجهلة الكفرة والمناوئين لهذا الدين
وتالله إن أشد من يترقبون الزلل للمسلمين لا يتجرؤون على قول ما قلت
فكيف بك وأنت تطعن في كتاب الله وليس في فحسب في سلوك من اتخذوه حجة وفسطاطاً ؟؟
فإذا انتقصنا من القرآن إعجازه
فما الذي يحول بين أن يتساوى مع أي ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو كتاب فلسفة سفسطائية كالتي تدعي ؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
صدقت يا رسول الله إذ أخبرتنا بأن منا من هو أشد خطراً على هذا الدين من أعدائه ..
ثم ما بالك تتقول وتدعي وكأنك العالم بخفايا هذا الكتاب ومكنوناته
وتتحدث بأريحية وثقة العارف وما أنت منه بشيء
أحذرك أحذرك
فقد جاء في الأثر :
( إن الرجل يتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالاً , يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )
هذا في كلمة لا يعيها
فكيف بمقالة يعني بها ما يعني
ويقصد من ورائها الاضلال ؟؟
وندلك على معنى الاعجاز في كتاب الله كي ينتفي ما تقولته عنه :
( وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) .. الأنعام
أم انك تنكر وجود الفصائل الاحيائية وتصنيفاتها واجناسها وشعبها وصفوفها ...
وهنا :
( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) .. الأنعام
( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .. يونس
( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .. النحل
( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى و رحمة لقوم يؤمنون ) ... الأعراف
فهل بعد هذا من قول في مدى تطابق العلم والدين
ومدى وجود المعجزات الالهية المتضمنة في كتابه الحكيم ؟؟
وأما وجوداختلاف مرحلي كما نوهنا اعلاه
فهو لقصور العلم وعدم وصوله للحقيقة التي ادخرها الله لوقت يشاء
وقد قال في ذلك :
( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) .. النمل
وهذا دليل آخر على إعجاز القرآن
وقصور عقلنا وعلمنا وأدوات بحثنا
وكفى بالله شهيداً ..
....
سأعود لمصتفحك هذا ولعلك تتوب إلى الله لحينها
وساطلب من الإدارة غلق الموضوع حتى أنتهي من الرد على مقولتك ونصك
وكي لا تتداخل الردود
ثم اطلب الإذن بإعادة فتحه بعد نهاية ردي
كي أقرأ توبتك - إن شاء الله - عما قلته وجنحت فيه من الإساءة - التي آمل أن تكون غير متعمدة - لكتاب الله وسنة نبيه العطرة
...
ولحين عودتي
تحية طيبة لكل من يحضر معنا
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله

عامرحريز
12/04/2007, 08:36 PM
الشكر كل الشكر للأستاذ هزاع ..
استمر فأنا أتابعك.

عامرحريز
12/04/2007, 08:36 PM
الشكر كل الشكر للأستاذ هزاع ..
استمر فأنا أتابعك.

طارق الطوزي
12/04/2007, 08:56 PM
سؤال بريئ حاجته الفهم، كيف يكون النسبي و المتحول و المتغيير مؤشرا مهما لقدسية القرآن ؟
بمعنى آخر نحن نعلم يقينا أن العلم متغير بل أن صدقيته المعرفية في الكم الهائل من أخطائه، فكيف ينزل هذا المقام الجليل بحيث يستدل منه على صدقية المطلق ؟

طارق الطوزي
12/04/2007, 08:56 PM
سؤال بريئ حاجته الفهم، كيف يكون النسبي و المتحول و المتغيير مؤشرا مهما لقدسية القرآن ؟
بمعنى آخر نحن نعلم يقينا أن العلم متغير بل أن صدقيته المعرفية في الكم الهائل من أخطائه، فكيف ينزل هذا المقام الجليل بحيث يستدل منه على صدقية المطلق ؟

زاهية بنت البحر
12/04/2007, 10:09 PM
كما يبدو هناك هجمة شرسة محلية على الإعجاز العلمي للقرآن تساند هجمات الكفار الخارجية ،ولكن كونوا على ثقة بأنه لايوجد سؤال مهما كان إلا وله جواب في شرعنا الحنيف ،فهل ستكون هنا حلبة نزال بين الحق والباطل ؟
فكونوا إذن على استعداد

زاهية بنت البحر
12/04/2007, 10:09 PM
كما يبدو هناك هجمة شرسة محلية على الإعجاز العلمي للقرآن تساند هجمات الكفار الخارجية ،ولكن كونوا على ثقة بأنه لايوجد سؤال مهما كان إلا وله جواب في شرعنا الحنيف ،فهل ستكون هنا حلبة نزال بين الحق والباطل ؟
فكونوا إذن على استعداد

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:24 PM
لماذا هذه الاعدامات بالجملة للمشاركات؟

هذا هو موضوع الأخ سليمان، ولا أرى فيه ما يبرر الحذف:
السلام عليكم ورحمة الله

نشكر السيد أبو الهيجاء على محاولته توضيح امر لم يتمكن العلماء من الحكم النهائي فيه، وهو عدم وجود اعجاز علمي في القرآن.

صال وجال السيد المحترم معاذ في ما هو محل تمحيص وتحقيق علمي، و أخذ بأقوال من حاول الخوض في الموضوع كما هو يحاول الكلام فيه من الجهة المعاكسة لهم.

الرؤية الضيقة تبعدنا عن الحقيقة وتقديم فرضيات خاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، وبدأ معاذ قوله:القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء.الجزء الأول من الكلام صحيح وواضح والجزء الثاني يراد به تأكيد الوضوح الأول لتغطية ضببية الجزء الثاني الذي هو خاطئ من حيث الطرح وصياغة موضوع الدراسة. كان من الأفضل نقد كتابات الآخرين في الموضوع.

ومن نفس الزاوية اتوجه بنقد ماورد عنك {”ويعلم ما في الأرحام””ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج والتي كان صوته يتهدج ...}ثم تروي لنا القصة التي تخبرنا من خلالها معرفة جنس الجنين و تحيطنا علما بالهندسة الوراثية وعن كل ذلك كل الشكر والتقدير. لكن أن توظف عقلك مثل ما وظفته بنت الشاطئ ولا تتعمق في فهم الأشياء فتلك مشكلتهم ومشكلتك أكثر ضررا منهم، إن الله قال في كتابه العزيز ”ويعلم ما في الأرحام” ولم ينفي صفة علم ذلك على العباد، كما في قوله تعالى ”ويعلم ما تسرون وما تعلنون” وهذا يعني أن الفرد يعلم مايسر وما يعلن ، وآيات أخرى تدل على علم الله بأشياء يعلمها الإنسان . أما علم الله فهو يشمل الكل أي الجميع كون كل ذلك نجده يرد بصيغة الجمع { الأرحام ، تسرون ، تعلنون...}.

أما فيما يخص زلة أخرى و هي اكثر تعسفا من الخطإ الذي تنتقده، فهو: {”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! وهذا تفسير في منتهى التعسف. ويأتي تعسفك في قولك { فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي} أنه كلام لايرقى إلى المناقشة العلمية. و لتدرك تعسفك اقرأ قوله تعالى: {{ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل}} فهل ترى فيها كروية الأرض، أم أن عقلك يقف عاجزا عن فهمها وادراكها كما عجزت فيها عقول المفسرين المسلمين السابقين. وإن لم تدركها فيمكن أن نحاول شرحها لاحقا، عنها سمي ذلك اعجازا أو ما يروق لك من التسميات.

السيد المحترم علينا أن نقوّم ولا نقوّض ننتقد ونتعمق في التحليل. لنعتبر الاعجاز العلمي هو معرفة مالم نعلمه. أليس أول أمر لنا هو : اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأوربك الكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم. وهذه الصفة هي لكل الإنسانية وليس للمسلمين فقط ، من تعلم أكثر اكتسب علما أوسع وأفضل . لاشك أنك تعرف مقولة انشتاين حول الدين عموما: إن بصيرتنا الدينية توجه بصيرتنا العلمية. ألا ترى أن اليهود من أفضل العلماء في العالم وما ميزتهم دون ميزة الدين و ما حباهم الله به من قبل عن سائر الأمم إلا به. فورثوا تراثا دينيا يحمل في طياته علما.

وفي ختام هذا الرد، نقول: ان البحث في الإعجاز العلمي ليس خطر لا على الدين ولاعلى العلم، وخطورته على من لا يريد أن يفكر ويطور أفكاره. لأن من يقول بالإعجاز يمكن أن يخطئ ويصحح خطأه أما القرآن فهو ثابت وحقائقه نصبوا إلى معرفتها بتوظيف العلم الذي يتطور و هو من انتاج الفكر البشري ونسبية الخطأ فيه كبيرة.

وشكرا على مجهودك في توضيحك لنا لجوانب في الموضوع لم نطلع عليها من قبل.

سليمان

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:24 PM
لماذا هذه الاعدامات بالجملة للمشاركات؟

هذا هو موضوع الأخ سليمان، ولا أرى فيه ما يبرر الحذف:
السلام عليكم ورحمة الله

نشكر السيد أبو الهيجاء على محاولته توضيح امر لم يتمكن العلماء من الحكم النهائي فيه، وهو عدم وجود اعجاز علمي في القرآن.

صال وجال السيد المحترم معاذ في ما هو محل تمحيص وتحقيق علمي، و أخذ بأقوال من حاول الخوض في الموضوع كما هو يحاول الكلام فيه من الجهة المعاكسة لهم.

الرؤية الضيقة تبعدنا عن الحقيقة وتقديم فرضيات خاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة، وبدأ معاذ قوله:القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء.الجزء الأول من الكلام صحيح وواضح والجزء الثاني يراد به تأكيد الوضوح الأول لتغطية ضببية الجزء الثاني الذي هو خاطئ من حيث الطرح وصياغة موضوع الدراسة. كان من الأفضل نقد كتابات الآخرين في الموضوع.

ومن نفس الزاوية اتوجه بنقد ماورد عنك {”ويعلم ما في الأرحام””ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج والتي كان صوته يتهدج ...}ثم تروي لنا القصة التي تخبرنا من خلالها معرفة جنس الجنين و تحيطنا علما بالهندسة الوراثية وعن كل ذلك كل الشكر والتقدير. لكن أن توظف عقلك مثل ما وظفته بنت الشاطئ ولا تتعمق في فهم الأشياء فتلك مشكلتهم ومشكلتك أكثر ضررا منهم، إن الله قال في كتابه العزيز ”ويعلم ما في الأرحام” ولم ينفي صفة علم ذلك على العباد، كما في قوله تعالى ”ويعلم ما تسرون وما تعلنون” وهذا يعني أن الفرد يعلم مايسر وما يعلن ، وآيات أخرى تدل على علم الله بأشياء يعلمها الإنسان . أما علم الله فهو يشمل الكل أي الجميع كون كل ذلك نجده يرد بصيغة الجمع { الأرحام ، تسرون ، تعلنون...}.

أما فيما يخص زلة أخرى و هي اكثر تعسفا من الخطإ الذي تنتقده، فهو: {”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! وهذا تفسير في منتهى التعسف. ويأتي تعسفك في قولك { فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي} أنه كلام لايرقى إلى المناقشة العلمية. و لتدرك تعسفك اقرأ قوله تعالى: {{ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل}} فهل ترى فيها كروية الأرض، أم أن عقلك يقف عاجزا عن فهمها وادراكها كما عجزت فيها عقول المفسرين المسلمين السابقين. وإن لم تدركها فيمكن أن نحاول شرحها لاحقا، عنها سمي ذلك اعجازا أو ما يروق لك من التسميات.

السيد المحترم علينا أن نقوّم ولا نقوّض ننتقد ونتعمق في التحليل. لنعتبر الاعجاز العلمي هو معرفة مالم نعلمه. أليس أول أمر لنا هو : اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأوربك الكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم. وهذه الصفة هي لكل الإنسانية وليس للمسلمين فقط ، من تعلم أكثر اكتسب علما أوسع وأفضل . لاشك أنك تعرف مقولة انشتاين حول الدين عموما: إن بصيرتنا الدينية توجه بصيرتنا العلمية. ألا ترى أن اليهود من أفضل العلماء في العالم وما ميزتهم دون ميزة الدين و ما حباهم الله به من قبل عن سائر الأمم إلا به. فورثوا تراثا دينيا يحمل في طياته علما.

وفي ختام هذا الرد، نقول: ان البحث في الإعجاز العلمي ليس خطر لا على الدين ولاعلى العلم، وخطورته على من لا يريد أن يفكر ويطور أفكاره. لأن من يقول بالإعجاز يمكن أن يخطئ ويصحح خطأه أما القرآن فهو ثابت وحقائقه نصبوا إلى معرفتها بتوظيف العلم الذي يتطور و هو من انتاج الفكر البشري ونسبية الخطأ فيه كبيرة.

وشكرا على مجهودك في توضيحك لنا لجوانب في الموضوع لم نطلع عليها من قبل.

سليمان

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:28 PM
أخي سليمان،

أحييك، وأسجل هنا إعجابي بردك الواثق المتوازن، وبهذا المستوى الراقي من الحوار والتفكير. ولأنني أتفق معك في نظرتك إلى هذا الموضوع فإنني أدعوك لقراءة موضوع مشابه، لكنه أكثر حدة وأكثر راديكالية.

أدخل الرابط التالي واقرأ ما كتبه الأستاذ جواد البشيتي في نقده الشديد لهذه الظاهرة:

تهافت منطق "التأويل العلمي" عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!

إنه موضوع طويل ويحتاج إلى جهد كبير، فهيا بنا إلى هناك.
وكان الله في العون.

تحيتي ومحبتي واحترامي،

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:28 PM
أخي سليمان،

أحييك، وأسجل هنا إعجابي بردك الواثق المتوازن، وبهذا المستوى الراقي من الحوار والتفكير. ولأنني أتفق معك في نظرتك إلى هذا الموضوع فإنني أدعوك لقراءة موضوع مشابه، لكنه أكثر حدة وأكثر راديكالية.

أدخل الرابط التالي واقرأ ما كتبه الأستاذ جواد البشيتي في نقده الشديد لهذه الظاهرة:

تهافت منطق "التأويل العلمي" عند الدكتور زغلول النجار وآخرين!

إنه موضوع طويل ويحتاج إلى جهد كبير، فهيا بنا إلى هناك.
وكان الله في العون.

تحيتي ومحبتي واحترامي،

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:32 PM
المشاركة الثانية المحذوفة للأستاذ سليمان:
شكرا للأخ الكريم منذر أبوهواش على الترحيب و نبادله كل المحبة والإحترام.

اطلعت على أغلب فقرات الموضوع الوارد على الربط الذي أدرجته في ردك أعلاه. ولم أجد فيه إلا مثل ما قاله وأورده السيد معاذ { وقد أطلعت أيضا على موضوعك "لايوجد أعجازعلمي في القرآن"}، ويكفي الرد الذي أوردته سابقا، وفي ما يلي تعليق على موضوع " تهافت منطق..." و يحوي أيضا افكارا مثل تلك التي وردت في موضوعكم.

من خلالهما يمكننا أن نلفت انتباه بعضنا البعض إلى نوع الأخطاء التي وردت في الموضوع " تهافت..." و المغالطات التي ساقها لتكريس فكرة عدم وجود أفكار علمية في القرآن وإنما هو روحي فقط " أليس الجانب الروحي غيبي".إذن، ماقولك في أول آية منه، وفي شفاءه "وننزل من القرآن ماهو شفاء..." وفي الحالات النفسية وفي أحكام المعاملات والعبادات. وفي قوله تعالى "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق من ربك" و " وستعلمون نبأه بعد حين" و وصفه لأشياء في الكون. كل منها يمس مجال علمي، ا,لنسميها مجال من مجالات الحياة أو الكون.

و من اطلاعي على الموضوع ، يبدوا لي أن الفقرة التي يمكن أن أعلق عليها بصفة خاصة هي تلك التي يناقض فيها نفسه الكاتب الناقد والخاصة بمحاولة دحض كلام غيره حول تفسيرهم للآية الكريمة { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل}.حيث :

- يسبق تفسيره للآية بالتفسير الذي أخذه عن السابقين، حتى يصد الباب أمام أي تفسير آخر للمحدثين، أو مابعد الحداثيين.

- ثم يقول: معنى "التَّكْوِير"، في اللُّغَة, هو طَرْح الشَّيْء بَعْضه عَلَى بَعْض. يُقال كَوَّرَ الْمَتَاع أَيْ أَلْقَى بَعْضه على بَعْض. ولايبين أي شكل يشبه ذلك ، سيجيب هو أو غيره بأن ذلك أشبه بالكرة، وإلا كانت التسمية لف المتاع أو بسطه أو أداره أو دحّاه أو... والطفل في الشرق والغرب قديما وحديثا، كوّر قطعة من الطين وهو يلعب بها أو متخذا منها أشكال أخرى ولكل شكل اسم في لغته.

- ثم يقول الكاتب { و"المعنى الحقيقي" الذي لا لبس فيه هو أنَّ الخالِق يُدْخِلُ الليل في النهار، ويُدْخِلُ النهار في الليل، أو يُتْبِعُ الليل بالنهار، والنهار بالليل}.الكاتب المحترم ، اين نضع قوله تعالى " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل" ، يولج أقرب إلى معنى يدخل، و قوة معنى "يكوّر" لايمكنك أن تجعله يعبر عن " يدخل" فقط. ليس بمثل هذه البساطة إن لم نقل السذاجة، في التعامل مع المصطلحات.

- أما لوقلنا أن هناك حالة من كور الثياب وبدل الثياب كور الليل والنهار ، وأتمنى أن يكون لديك نوع من التصور المعرفي لظاهرة حقيقية و واقعية ودائمة ، ألا وهي كون الليل والنهار بدون شكل الأرض لايأخذان الشكل الفعلي المذكور في القرآن فيكون الليل يُكور مع النهار لتكتمل الكرة التي كور عليها. أي أن تحليلك لايأخذ بالحسبان الأرض التي يقع عليها الفعل.

- وبقصد أو غير قصد لتدارك نقص التحليل بدأ الكاتب في خلق فرضيات لأشكال ثم أعطاء التفسيرات ويقول { كلاَّ، لا يترتَّب هذا على ذاك، فالأرض قد تكون في شكل "قطعة نقدية معدنية (مستديرة)"، تحيط بها، وتعلوها، سماء في شكل "نصف كرة}. وحوّل الكاتب النقاش من "يكور ...

إلى "أستدارة ...." بعد أن فشل في تحويله إلى " يدخل..." دو نأن يقرّ بذلك كما يبدوا من كلامه. أم لابد أن يوجد شيء ما، ليقنع نفسه،

- وبقي وراء تحليلات متناقضة، ليست مثل تلك التي يعمل على تقويضها. لو اقتصر على مكمن التأويلات الخاطئة لكان النقاش أفضل للجميع. ونحن نرجوا منه أن يوضح زيغ التصور الذي قدمناه له، ونشكره مسبقا على ذلك.

- أما محاولاته في توضيحه لنا مسألة "الزمن". فإن الأمر أعقد بكثير لأن المفهوم مجرد ولا وجود له ، كما يقر أغلب علماء الفيزياء الحديثة وعلماء النفس العصبيين. وأن القرآن الكريم لم يذكر كلمة زمان في كل القرآن الكريم، بل يذكر العد والحساب للمتغيرات و للدورات والأطوار. أما أن تربط المشكلة بالمشكلة الفلسفية لا زمان بدون مادة ولا مادة بدون زمان ذلك نوع آخر من المواضيع.

- وفيما يخص العد والحساب و التقدير، فمن الأفضل أن يراجع الفرد نفسه ليجد أن كل شيء مقدر وبحساب لكن لا نستطيع أن نعرف كل تلك التقديرات. وما أمكننا معرفته ليس معناه لايدل على شيء . القرآن كتاب أحكمت وفصلت آياته. كل شئء بقدر، الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. هل للكاتب وسائل أخرى يقوم بواسطتها بتقدير الأشياء أفضل من الأعداد. أما الإعتماد على ذلك في اثباتات ما ، لست في مستوى يؤهلني للحكم على أهميتها وصدق تأويلاتها.لكن هذا لايمنع البحث في الأمر .

وفي الأخير ،أطلب من الأستاذ الكاتب أن ينقد في حدود النقد وليس في حدود التعسف كما قام بذلك في تحويره لمفاهيم أصلية وعلي أن أنوه بقوله {تهافت....} ، نعم هناك تهافت، لنجادل بالتي هي أحسن ليتبين الأمر أفضل. أما حول كلمة اعجاز علمي ، أتمنى أن يحاول السيد معاذ ومن يوافقه الرأي أن يناقش المصطلح ومدلولاته حتى نتمكن جميعا من التحدث والمناقشة البناءة، وان ماطرحه من تعريف له غير شامل ومحدد كثيرا، واطلب منه التكرم بالتعريف الدقيق وخاصة في دلالته بالجانب العلمي؛ لأن موضوعك ليس فقط اعجاز بل اعجازعلمي أيضا. بالتالي تكون البلاغة هي العلم فقط الذي وقع الإعجاز فيها. أو أن كل مافي الأمر كما قلت هو " بيان قدرالله تعالى".

وشكرا للجميع

سليمان

منذر أبو هواش
12/04/2007, 10:32 PM
المشاركة الثانية المحذوفة للأستاذ سليمان:
شكرا للأخ الكريم منذر أبوهواش على الترحيب و نبادله كل المحبة والإحترام.

اطلعت على أغلب فقرات الموضوع الوارد على الربط الذي أدرجته في ردك أعلاه. ولم أجد فيه إلا مثل ما قاله وأورده السيد معاذ { وقد أطلعت أيضا على موضوعك "لايوجد أعجازعلمي في القرآن"}، ويكفي الرد الذي أوردته سابقا، وفي ما يلي تعليق على موضوع " تهافت منطق..." و يحوي أيضا افكارا مثل تلك التي وردت في موضوعكم.

من خلالهما يمكننا أن نلفت انتباه بعضنا البعض إلى نوع الأخطاء التي وردت في الموضوع " تهافت..." و المغالطات التي ساقها لتكريس فكرة عدم وجود أفكار علمية في القرآن وإنما هو روحي فقط " أليس الجانب الروحي غيبي".إذن، ماقولك في أول آية منه، وفي شفاءه "وننزل من القرآن ماهو شفاء..." وفي الحالات النفسية وفي أحكام المعاملات والعبادات. وفي قوله تعالى "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق من ربك" و " وستعلمون نبأه بعد حين" و وصفه لأشياء في الكون. كل منها يمس مجال علمي، ا,لنسميها مجال من مجالات الحياة أو الكون.

و من اطلاعي على الموضوع ، يبدوا لي أن الفقرة التي يمكن أن أعلق عليها بصفة خاصة هي تلك التي يناقض فيها نفسه الكاتب الناقد والخاصة بمحاولة دحض كلام غيره حول تفسيرهم للآية الكريمة { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل}.حيث :

- يسبق تفسيره للآية بالتفسير الذي أخذه عن السابقين، حتى يصد الباب أمام أي تفسير آخر للمحدثين، أو مابعد الحداثيين.

- ثم يقول: معنى "التَّكْوِير"، في اللُّغَة, هو طَرْح الشَّيْء بَعْضه عَلَى بَعْض. يُقال كَوَّرَ الْمَتَاع أَيْ أَلْقَى بَعْضه على بَعْض. ولايبين أي شكل يشبه ذلك ، سيجيب هو أو غيره بأن ذلك أشبه بالكرة، وإلا كانت التسمية لف المتاع أو بسطه أو أداره أو دحّاه أو... والطفل في الشرق والغرب قديما وحديثا، كوّر قطعة من الطين وهو يلعب بها أو متخذا منها أشكال أخرى ولكل شكل اسم في لغته.

- ثم يقول الكاتب { و"المعنى الحقيقي" الذي لا لبس فيه هو أنَّ الخالِق يُدْخِلُ الليل في النهار، ويُدْخِلُ النهار في الليل، أو يُتْبِعُ الليل بالنهار، والنهار بالليل}.الكاتب المحترم ، اين نضع قوله تعالى " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل" ، يولج أقرب إلى معنى يدخل، و قوة معنى "يكوّر" لايمكنك أن تجعله يعبر عن " يدخل" فقط. ليس بمثل هذه البساطة إن لم نقل السذاجة، في التعامل مع المصطلحات.

- أما لوقلنا أن هناك حالة من كور الثياب وبدل الثياب كور الليل والنهار ، وأتمنى أن يكون لديك نوع من التصور المعرفي لظاهرة حقيقية و واقعية ودائمة ، ألا وهي كون الليل والنهار بدون شكل الأرض لايأخذان الشكل الفعلي المذكور في القرآن فيكون الليل يُكور مع النهار لتكتمل الكرة التي كور عليها. أي أن تحليلك لايأخذ بالحسبان الأرض التي يقع عليها الفعل.

- وبقصد أو غير قصد لتدارك نقص التحليل بدأ الكاتب في خلق فرضيات لأشكال ثم أعطاء التفسيرات ويقول { كلاَّ، لا يترتَّب هذا على ذاك، فالأرض قد تكون في شكل "قطعة نقدية معدنية (مستديرة)"، تحيط بها، وتعلوها، سماء في شكل "نصف كرة}. وحوّل الكاتب النقاش من "يكور ...

إلى "أستدارة ...." بعد أن فشل في تحويله إلى " يدخل..." دو نأن يقرّ بذلك كما يبدوا من كلامه. أم لابد أن يوجد شيء ما، ليقنع نفسه،

- وبقي وراء تحليلات متناقضة، ليست مثل تلك التي يعمل على تقويضها. لو اقتصر على مكمن التأويلات الخاطئة لكان النقاش أفضل للجميع. ونحن نرجوا منه أن يوضح زيغ التصور الذي قدمناه له، ونشكره مسبقا على ذلك.

- أما محاولاته في توضيحه لنا مسألة "الزمن". فإن الأمر أعقد بكثير لأن المفهوم مجرد ولا وجود له ، كما يقر أغلب علماء الفيزياء الحديثة وعلماء النفس العصبيين. وأن القرآن الكريم لم يذكر كلمة زمان في كل القرآن الكريم، بل يذكر العد والحساب للمتغيرات و للدورات والأطوار. أما أن تربط المشكلة بالمشكلة الفلسفية لا زمان بدون مادة ولا مادة بدون زمان ذلك نوع آخر من المواضيع.

- وفيما يخص العد والحساب و التقدير، فمن الأفضل أن يراجع الفرد نفسه ليجد أن كل شيء مقدر وبحساب لكن لا نستطيع أن نعرف كل تلك التقديرات. وما أمكننا معرفته ليس معناه لايدل على شيء . القرآن كتاب أحكمت وفصلت آياته. كل شئء بقدر، الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. هل للكاتب وسائل أخرى يقوم بواسطتها بتقدير الأشياء أفضل من الأعداد. أما الإعتماد على ذلك في اثباتات ما ، لست في مستوى يؤهلني للحكم على أهميتها وصدق تأويلاتها.لكن هذا لايمنع البحث في الأمر .

وفي الأخير ،أطلب من الأستاذ الكاتب أن ينقد في حدود النقد وليس في حدود التعسف كما قام بذلك في تحويره لمفاهيم أصلية وعلي أن أنوه بقوله {تهافت....} ، نعم هناك تهافت، لنجادل بالتي هي أحسن ليتبين الأمر أفضل. أما حول كلمة اعجاز علمي ، أتمنى أن يحاول السيد معاذ ومن يوافقه الرأي أن يناقش المصطلح ومدلولاته حتى نتمكن جميعا من التحدث والمناقشة البناءة، وان ماطرحه من تعريف له غير شامل ومحدد كثيرا، واطلب منه التكرم بالتعريف الدقيق وخاصة في دلالته بالجانب العلمي؛ لأن موضوعك ليس فقط اعجاز بل اعجازعلمي أيضا. بالتالي تكون البلاغة هي العلم فقط الذي وقع الإعجاز فيها. أو أن كل مافي الأمر كما قلت هو " بيان قدرالله تعالى".

وشكرا للجميع

سليمان

عمرو عبدالرؤوف
13/04/2007, 03:11 AM
السلام عليكم
الاستاذ معاذ
لك وجهة نظرك التى نحترمها جميعا
لقد رد د. هزاع ردا شافيا استفد انا منه شخصيا

هناك آيات تفرض نفسها استاذ معاذ كاشارات علمية (شواظ من نار ونحاس )
كلمة نحاس هنا ليست كلمة زائدة رغم أن المعنى قد تم بكلمة نار
هى كالكلمة الاعتراضية (شواظ من نار - ونحاس - فلا تنتصران )

هل لديك تفسير استاذ معاذ لتلك الكلمة الاعتراضية
ام ان تلك الكلمة وضعت للاشارة الى شىء ما ؟؟؟

أظنها أنا بوجهة نظرى المتواضعة إشارات وإلا اصبحت وحاشا لله كلمة زائدة لان المعنى قد تم بكلمة (( نار )) !!!!!!

ولا ننسى ان معجزة الاسلام هو القرآن
تحدى العرب بلاغيا
ولكن الاسلام لم يأت للعرب وحدهم
فهل سيتحدى القرآن الغرب واوربا واليابان بلاغيا ؟؟؟؟؟
مؤكد انه سيتحداهم فيما هم برعوا فيه
وأظنهم برعوا علميا ... اذن التحدى القائم معهم علميا وليس بلاغيا وإلا اتهمنا القرآن بانه لا يصلح إلا لمتحدثى العربية


د. هزاع احييك على ردك الاكثر من رائع
هناك حرف ناقص بالآية الكريمة (( و ))
(( شواظ من نار و نحاس ))35 الرحمن

إن أصبت فمن الله وغير ذلك فمن نفسى

محبتى وتقديرى للجميع

عمرو عبدالرؤوف
13/04/2007, 03:11 AM
السلام عليكم
الاستاذ معاذ
لك وجهة نظرك التى نحترمها جميعا
لقد رد د. هزاع ردا شافيا استفد انا منه شخصيا

هناك آيات تفرض نفسها استاذ معاذ كاشارات علمية (شواظ من نار ونحاس )
كلمة نحاس هنا ليست كلمة زائدة رغم أن المعنى قد تم بكلمة نار
هى كالكلمة الاعتراضية (شواظ من نار - ونحاس - فلا تنتصران )

هل لديك تفسير استاذ معاذ لتلك الكلمة الاعتراضية
ام ان تلك الكلمة وضعت للاشارة الى شىء ما ؟؟؟

أظنها أنا بوجهة نظرى المتواضعة إشارات وإلا اصبحت وحاشا لله كلمة زائدة لان المعنى قد تم بكلمة (( نار )) !!!!!!

ولا ننسى ان معجزة الاسلام هو القرآن
تحدى العرب بلاغيا
ولكن الاسلام لم يأت للعرب وحدهم
فهل سيتحدى القرآن الغرب واوربا واليابان بلاغيا ؟؟؟؟؟
مؤكد انه سيتحداهم فيما هم برعوا فيه
وأظنهم برعوا علميا ... اذن التحدى القائم معهم علميا وليس بلاغيا وإلا اتهمنا القرآن بانه لا يصلح إلا لمتحدثى العربية


د. هزاع احييك على ردك الاكثر من رائع
هناك حرف ناقص بالآية الكريمة (( و ))
(( شواظ من نار و نحاس ))35 الرحمن

إن أصبت فمن الله وغير ذلك فمن نفسى

محبتى وتقديرى للجميع

وحيد فرج
13/04/2007, 02:19 PM
إني أتعجب أمر الذين يفتون في الدين والعلم وهم ليسوا من أهل الإثنين ، فهل لي أن أسأل عن تخصص السيد معاذ العلمي الذي بناء عليه خرج بهذه النتائج العلمية المبهرة !!
على أية حال أقدم له ولأمثاله كلمة العلم فليسمعها إن أراد أن يتعلم.
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/109_1176463078.doc

وحيد فرج
13/04/2007, 02:19 PM
إني أتعجب أمر الذين يفتون في الدين والعلم وهم ليسوا من أهل الإثنين ، فهل لي أن أسأل عن تخصص السيد معاذ العلمي الذي بناء عليه خرج بهذه النتائج العلمية المبهرة !!
على أية حال أقدم له ولأمثاله كلمة العلم فليسمعها إن أراد أن يتعلم.
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/109_1176463078.doc

د.هزاع
13/04/2007, 04:37 PM
السلام عليكم
أحاول الدخول منذ يومين
ولكن رداءة الاتصال في مدينتي تمنعني من التواصل معكم
سأكون هنا
وأرد على كل حرف كتب في هذا المقال
ولو كلفني الموضوع السفر لمدينة اخرى للاتصال
لكم الود ..
فانتظروني

د.هزاع
13/04/2007, 04:37 PM
السلام عليكم
أحاول الدخول منذ يومين
ولكن رداءة الاتصال في مدينتي تمنعني من التواصل معكم
سأكون هنا
وأرد على كل حرف كتب في هذا المقال
ولو كلفني الموضوع السفر لمدينة اخرى للاتصال
لكم الود ..
فانتظروني

عصام البطمة
14/04/2007, 12:22 AM
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

الإخوة الكرام أنا معاذ أبو الهيجاء كاتب هذه السطور أكتب لكم بعد حذف عضويتي من المنتدى مع أن منتديات واتا هي من دعتني للكتابة و لم أكن قد سمعت بها من قبل .
عموما سأكتب هذه السطور فقط كرد على الأستاذ هزاع و أعتذر من باقي الإخوة في كتابة ردود و توضيحات على ما كتبوه .
لأني لن أعود للكتابة هنا و قد سجل لي احد أصدقائي هنا حتى أضع أوضح رأيي في الموضوع ليس غير حتى يظهر الحق في الموضوع بعيد عن الكتابة التي لا تمت للموضوع بأي صلة .
أوضح بعض النقاط:

أولا يحرم شرعا التحدث بالقضايا الشرعية دون علم و دون تفهم و من أفتى بغير علم فقد كفر فلا يحل لأي شخص أن يقول بقوله و بعقله دون دليل و لا برهان .

ثانيا : أنا وضعت رأيي في الموضوع بعنوان لا يوجد إعجاز في القرآن الكريم و الكتابة بقلمي .
و بعدها بيومين نقلت موضوع هنا و كذلك كتب الأستاذ جواد البشيتي

تهافت منطق "التأويل العلمي" عند الدكتور زغلول النجار وآخرين .

إن نقلي للموضع لا يعني موافقتي على ما فيه و العرف العام عندنا أن نقل أي موضوع لا يعني تسليمك بما فيه .
فالأستاذ غالب مثلا نقل موضوع قبل أيام يهاجم الأستاذ القدير عامر العظم فهل يعني موافقته على ما جاء فيه ؟ و هل نقل أي موضوع هو تسليم لكل حرف فيه ؟ و هل في دنيا البشر جميعها من يقول بهذا القول ؟ .
راسلت الأستاذ جواد على البريد الخاص موافقتي له في أصل الفكرة و مخالفتي له في المنهجية العلمية التي سار عليها في بحث الإعجاز و لكم أن تسألوه .
و الغريب أني في المقال المحذوف وضحت فكرتي لأحد الأخوة توضيح ما بعدة من توضيح فقد قلت أن الموضوع ليس لي و لك أخي في مناقشتي في موضوع أنا كتبته و لكم .
و طبيعي أنا مختلف مع كاتب الموضوع المحذوف و صدقا لا أعرف اسم كاتبه لحد الآن و قد كان مخزن عندي و نقلي له هو من باب طرح وجهة نظر أنا متفق مع الكاتب بها مختلف معه في طريقة علاج الموضوع و منهجيتي غير منهجيته .

فكان الأولى بالأستاذ هزاع أن يقوم بنقاشي في نفس مقالي الذي وضعته بقلمي .
لا أن ينقل ما أنا نقلت و يبدأ بالرد و يجعل ما نقلت هو العامود الفقري في النقاش و يتجنب نقاش مقالي فهذا وحده كافي لنقض كل ما كتب في الموضوع ببساطه الكلام ليس لي .
و كان حري به أن يرد على كلامي و ليس على كلام غيري و هذا ما لم يكتب به حرف واحد . فالأستاذ عكس كل قوانين الفكر في الحياة و هو عدم الرد على مقالي بل جند قلمه بالرد على مقال غيري و وجه الكلام لي؟

ثالثا : فهون من روعك يا أخي هزاع إن أردت النقاش ناقش مقالي فقط ليس غير .
و أنا مدرك تماما أنك لم تقرءا شيء من بحوث الإعجاز عند الأقدمين .
فمثلاً قولك في الرد على كاتب المقال المحذوف :
يقول كاتب المقال المحذوف : (وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
ـــــــــــــــــــــ
و قد قلت انت :
بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
وبهتان للحق
ونصرة للضلالة
وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
----------------------------
فمن ينكر الإعجاز العلمي هو كافر فهذا قولك يدل على عدم اطلاعك نهائيا في كتب علمائنا الأقدمين و عدم معرفتك الشرعية في أصول العقائد و متى يكفر الإنسان و من قال لأخيه كافر فقد بان احدهما بها .
فانا حامل ماجستير شريعة و احضر لدكتوراه في التفسير أكون كافر و الأستاذ جواد إن أنكر الإعجاز العلمي كافر و شوقي ضيف منكر الإعجاز العلمي كافر و أبو إسحاق الشاطبي في كتابه الموافقات في أصول الشريعة كافر مؤسس مدرسة أصول فقه جديدة و مجدد المذهب المالكي أصبح كافراً من وجهة نظرك و كل مفسر و هم كثر من الأقدمين كفار لأنهم أنكروا الإعجاز العلمي .
و سأنقل لكم أسماء علماء المسلمين الذين أنكروا في العصر الحديث و القديم بدعة الإعجاز العملي و ستكون مفاجأة للجميع للأسماء التي سأوردها هنا و سأضع أيضا أسماء من قال بوجود الإعجاز العلمي قديما و حديثا .

فاستغفر الله أخي المسألة خلافية بين المسلمين و يجوز الخلاف فيها فكيف حسمت الخلاف في ردود لا تمت للبحوث الشرعية بأي صلة .
عموما هذا كلامي تفضل رد عليه :
المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوة تصديقا لنبوته على وجه التحدي سالم من المعارضة .
هذا تعريف المعجزة من حيث هي معجزة فحتى نحكم على أمر بأنه معجز فلابد من توافر هذه العناصر مجتمعه فيه .

فالأنبياء تحدوا الناس بمعجزات و هذا ظاهر في معجزات الأنبياء

و لم يقدر أحد على الإتيان بمثلها و هذا يعني أنها سالمه من المعارضة

و الإعجاز في القرآن هو الإعجاز المحصور في السورة كوحدة تشريعية .
فالآية ليست معجزة بل السورة فقط هي المعجزة و الإعجاز فيها هو في كل تتضمن من بلاغة و معاني و نظم لغوي و ما إلى هناك من أمور جعلت بنيتها معجزة .

فعند القول بان هناك إعجاز عددي فهذا يعني وجود تحدي بهذا الإعجاز و الحق يقال إن الله لم يجعل أعداد الحروف من قبيل الإعجاز و الدليل على هذا هو انه لم يتحدى بها .

و الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد .
قمن يقول بوجود إعجاز عددي، و علمي ، لا بد منه
أن يثبت أن هذا الأمر معجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار المعجزة، معجزة، فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا

و النبي ( ص ) تحدى الناس أن يأتوا بسورة من القرآن أو عشر أو القرآن كله و الله جعل هذا التحدي قائم ليوم القيامة .


* القرآن لم يتحدى العرب بمعجزة الإعداد أو العلم لان التحدي حتى يثبت يحتاج إلى دليل قطعي وعلى امن يقول بأي وجه غير وجه الإعجاز البلاغي أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر معجزة .



فلابد من فهم معنى الإعجاز قبل أن يأتي احد و يدعي وجوه للإعجاز ما انزل الله بها من سلطان مثل الإعجاز التشريعي و الإعجاز النفسي و الإعجاز الفكري و غير ذلك من الأمور التي لا تدل على أن القرآن معجز لأنه لا تحدي فيها و ها وحده كافي لنقض قول من يقول بوجود وجوه للإعجاز أخرى غير الإعجاز البلاغي في السورة الواحدة
و خلاصة الكلام في هذا أن :
المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين على الإتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لما وجب قبول قوله، ولما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب. وعند ظهور المعجزة يحصل الجزم بصدقه عند من يقتنع بهذه المعجزة، وبأنها لا تحصل من البشر"

هذا هو معنى المعجزة و ضوابطها فقبل القول بوجود إعجاز غير الإعجاز البياني اللغوي في القرآن هو قول ينقصه الدليل القطعي على قوله إذا كان يفهم معنى القطيعة في أدلة الاعتقاد .
منكر المعجزة كافر و لكن من ينكر الإعجاز العددي هل يكفر ؟
و هذا وحده كافي لبيان أنه لا إعجاز في القرآن إلا الإعجاز البياني الذي تحدى الله به العرب و الناس أجمعين و إلى يوم القيامة الإعجاز باقي .
فليست الحجة على الخلق غير هذا التحدي الذي جاء به القرآن و لا يعتبر الإعجاز العددي مثلا دليل على صدق نبوة محمد لأم الإنسان الأمي الذي لا يعرف الأعداد لا يمكن له أن يدرك هذا الكلام .

الآية ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))
تسجل و تثبت عجز العرب المعاصرين للنبي ( ص ) عن معارضة القرآن و الإتيان بسورة من مثله .
و بما أنهم عجزوا و ثبت عجزهم – و هم سادة البيان و ملوك الفصاحة – فالعرب ممن جاء بعدهم عاجزين و من باب أولى العجم أيضا عاجزين .
فإعجاز القرآن قد ثبت و استقر و صار فكرة مفروغ منها لا تحتاج إلى إثبات .
أما صحة النبوة فليست برهاناً على إعجاز القرآن إذ أن القرآن بما يحويه من أصول العلوم المختلفة أو جمع الأعداد دليلا على إعجازه و صلاحيته للبقاء لا يستقيم مطلقا مع ثبوت إعجازه في حياة النبي ( ص ) .
و حتى تتم المعجزة و تكون قطعية مفحمه كانت من جنس ما يتفوق به الناس الذي بعث إليهم الرسل ، فأهل مصر انتشر بينهم السحر و وصل إلى درجة عالية من الإتقان و قد وصل الطب إلى درجة عالية متفوقة في عصر سيدنا عيسى عليه السلام .
و العرب كانوا عبدة البيان و سادة الفصاحة و البلاغة أكثر من عبادة الأوثان فتحداهم القرآن من جنس ما يتفوقون به .
و كانوا أمين ، و كان الرسول كذلك منهم .
و العلوم التي كان يعرفها العرب ليست بشيء ، و أكثرها يعتمد على الملاحظة البسيطة الساذجة الفطرية .
فإن كان ذلك كذلك فإن جعل القرآن معجزا لأنه يحوي بين تضاعيفه أصول علوم مختلفة أو جمع أعداد من هنا و هناك مصادم كل المصادمة لواقع العرب الغير علمي و بالتالي هو مصادرة لإعجاز القرآن و نسفه من جذوره .
ثانيا : من المعروف بداهة أن النبي ( ص ) كان يفهم القرآن جملة و تفصيلاً بعد ان تكفل الله تعالى له بالفظ و البيان بدليل قوله تعالى ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 18 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))
و من الطبيعي كذلك أن يفهم أصحاب النبي القرآن جمله ، أي بالنسبة لظاهرة و أحكامه و كان الواحد من الصحابة إذا أشكل عليه آية رجع للنبي ( ص ) فيبين له ما خفي عليه لأن و وظيفته البيان قال تعالى ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))
و كل من يرجع إلى كتب السنة يجد أنها أفردت للتفسير بابا من الأبواب التي اشتملت عليها ، ذكرت تفاسير كثيرة من التفسير بالمأثور عن رسول الله و إذا أمعنا النظر في هذه التفسير المأثور فإننا لا نجد فيه أي أصل من أصول الأعداد أو العلوم التي يتبجح بها أنصار الإعجاز العددي و العلمي في تفسير القرآن الكريم .

و إن كان النبي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ، فهل يجوز- عقلا أو سمعنا – أن يخفي الله عن نبيه أصول هذه العلوم كالطب و الحساب و الأعداد و غيرها لو كان القرآن يحتوي عليها و يتضمنها ؟ هذه واحدة .
و الثانية : لو كان القرآن كتاب علم و يحوي أعداد لكان النبي أولى الناس أجمعين بمعرفة هذه الحقائق العددية أو العملية عن ربه عن طريق الوحي .

من مثل السؤال عن الهلال و الروح فقد أبهم الله علينا معنى الروح و جعلها من العلم الذي يستأثر به لأنه فيه سر الخلق و لم يبين الحقائق العملية لزيادة الهلال و نقصانه و إنما كان جوابه منصبا على النواحي العملية كالحج و الصيام و معرفة عدد السنين و لم يكن جوابه على بيان الحقائق العلمية أو بين الأعداد فيه .
ثالثا : إن القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بعشر سور مفتريات من مثل القرآن ، ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله ، فم يستطيعوا و ثبت عجزهم عن معارضة القرآن الذي نزل بلسانهم و على منوالهم .
وأمَّا ثبوتُ كونِ القرآنِ منْ عِنْدِ اللهِ، فَهُوَ أنَّ القرآنَ كتابٌ عَرَبِيٌّ جاءَ بِهِ محمَّدٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. فهوَ إمَّا أنْ يكونَ منَ العَرَبِ وإمَّا أنْ يكونَ منْ محمَّدٍ، وإمَّا أنْ يكونَ منَ اللهِ تعالى. ولا يمكنُ أنْ يكونَ منْ غيِر واحدٍ منْ هَؤلاءِ الثلاثَةِ، لأنَّه عربيُّ اللُّغةِ والأسلوبِ.
أمَّا أنَّهُ منَ العربِ فَباطلٌ لأنَّهُ تَحَدَّاهُم أنْ يَأْتوا بمثلِهِ } قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ{ ، } قُلْ فَأْتُوا بِسورةٍ مِثْلِهِ{ وقدْ حاولوا أنْ يَأْتُوا بمثلِهِ وعَجِزُوا عنْ ذلكَ. فهوَ إذنْ ليسَ منْ كلامِهِمْ، لِعَجْزِهِمْ عنِ الإتْيانِ بمثلِهِ معْ تحدِّيهِ لَهُمْ ومُحَاوَلَتِهِمُ الإتيانَ بمثلِهِ. وأمَّا أَنَّهُ منْ محمَّدٍ فباطلٌ، لأنَّ محمَّداً عربيٌ منَ العربِ، ومَهْمَا سَمَا العبقرِيُّ فهوَ مِنَ البَشَرِ وواحدٌ مِنْ مُجْتَمَعِهِ وأُمَّتِهِ، ومَا دامَ العربُ لمْ يَأْتُوا بمثلِهِ فَيَصْدُقَ على محمَّدٍ العربيِّ أنَّهُ لا يأتي بمثلِهِ فهوَ ليسَ مِنْهُ، عِلاوةً أنَّ لمحمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ أحاديثَ صحيحةٍ وأُخْرى رُوِيَتْ عنْ طَريقِ التواتُرِ الذي يستحيلُ مَعَهُ إلا الصِدْقُ، وإذا قورِنَ أيُّ حديثٍ بأيِّ آيةٍ لا يوجدُ بَيْنَهُمَا أَيُّ تَشَابُهٍ في الأسلوبِ وكانَ يَتْلُو الآيةَ المنزَّلَةَ ويقولُ الحديثَ في وقتٍ واحدٍ، وبينَهُما اخْتلافٌ في الأسلوبِ، وكلامُ الرجلِ مهما حاولَ أنْ يُنَوِّعَهُ فإِنَّهُ يتشابَهُ في الأسلوبِ لأنَّهُ جزءٌ منهُ. وبما أنَّهُ لا يوجدُ أي تشابُهٌ بينَ الحديثِ والآيةِ في الأسلوبِ فلا يكونَ القرآنُ كلامَ محمَّدٍ مُطْلَقَاً، لِلاختلافِ الواضحِ الصريحِ بَيْنَهُ وبينَ كلامِ محمَّدٍ. على أَنَّ العربَ وهُمْ أعلَمُ الناسِ بأَساليبِ الكلامِ العربيِّ لمْ يَدَّعِ أحَدٌ منهُمْ أنَّهُ كلامُ محمَّدٍ أوْ أَنَّهُ يُشبِهُ كلامَهُ، وكلُّ مَا ادَّعُوهُ أنَّهُ يَأتِي بهِ منْ غُلامٍ نَصْرَانِيٍ اسمُهُ (جَبْر) ولذلكَ رَدَّ عَليهِمُ اللهُ تعالى فقالَ } ولقدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌ مُبِينٌ{.
وبِمَا أنَّهُ ثبَتَ أنَّ القرآنَ ليسَ كلامَ العربِ، ولا كلامَ محمَّدٍ، فيكونَ كلامَ اللهِ قطعاً، ويكونَ معجزةً لمن أتَى بِهِ. وبما أَنَّ محمَّداً هوَ الذي أَتى بالقرآنِ، وهوَ كلامُ اللهِ وشَرِيعَتُهُ، ولا يأْتي بشريعةِ اللهِ إلاَّ الأنبياءُ والرسلُ، فيكونَ محمَّدٌ نَبِياً ورسولاً قطعاً بالدليلِ العقليِّ. هذا دليلٌ عقليٌّ على الإيمانِ باللهِ وبرسالةِ محمَّدٍ وبأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ.
هذه هي الطريقة الصحيحة لإثبات صدق القرآن و صلاحيته للحياة و ليست على طريقة إثبات النظريات العلمية عن طريق القرآن الكريم .
و العلم يعتمد على الملاحظة و التجربة و الاستنتاج و العرب و سائر البشر لم يكونوا بحاجه للعوم للخروج من الظلم و الإستعباد بل كانوا بحاجة لفكر يجمعهم و يوحدهم و نظام ينظم علاقاتهم .
فالرقي الفكري شيء و التفوق العملي و جمع الأعداد شيء آخر .
فقد يوجد تفوق علمي عند الأمريكان مثلا و لكنه لا علاقة لهذا الأمر بتدمير كرامة الإنسان و تحويل الزنوج إلى عبيد .
و الفكر الإسلامي هو الفكر المستنير الراقي الذي يرتفع بالإنسان إلى المستوى الذي أرده الله له .
و هذا الفكر هو الذي هيأ أمتنا و وضعها أول الطريق إلى الإبداع العلمي و المادي .

رابعا : إن القرآن يشير كثيراً إلى أشياء في الكون مثل الشمس و القمر و الأهلة و النجوم و الرياح و الأمطار و البحر و ما فيه من أسماك و حلي و الليل و النهار و النحل و الأنعام و تدرج في خلق الإنسان .
و حث القرآن الإنسان لتدبر خلق السموات و الأرض في أكثر من آية و حرض على التفكير في نفسه .
كل ذلك لتهيئة الإنسان إلى الإيمان عن طريق العقل بالخالق واجب الوجود ليربط الإيمان بالله عن طريق الفطرة بالعقل .
و هي فقط تبحث من زاوية الدلالة على قدرة الله تعالى و انه هو الخالق المستحق للعبادة فقط و لا يجوز أن تبحث في غير هذا المجال و هذا ناتج لفهم طبيعتها التشريعية فهي جاءت في سياق بيان قدرة الله تعالى فقط لا غير و انه هو الخالق فيقتصر على دلالتها كما جاءت في سياقها القرآني فهي لم تسق من باب التحدي و لم تأتي للتحدي بل جاءت لبيان أن هذا الكون بما فيه من ظواهر طبيعيه إنما هي دلالة على قدرة خالقها و إبداعه و انه هو المستحق للتعظيم و العبادة و التقديس .و الله تعالى لم يطلق العنان للعقل البشري في بحث كل ما ورد في القرآن الكريم لأن عقل الإنسان قاصر .
و لا يعني أنه ألغى العقل و صادره بل جعله مناط التكليف الذي يبدع في الاجتهاد .
و لا جدال في جعل القرآن معجزا لأنه يشير إلى أرقام أو أعداد أو أصول علمية له خطر كبير و شديد على إعجاز القرآن ، و إن شئت فقل أنه إتيان عليه من قواعده .
فالعرب أميون .
و القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا و قد سجل القرآن عجزهم .
و إن قلنا أن القرآن فيه اصول عددية و علمية و اعتبار هذه من باب الإعجاز فمعنى ذلك أن القرآن تحدى اناس عاجزين ليس لهم حظ في العلم و الأعداد و من ثم التحدي باطل من اساسه .
و بالتالي صحة نبوة محمد باطله و هذه النتيجة مغايره لواقع العرب و واقع مراد الله تعالى في القرآن إنما جاء بسبب إقحام القرآن في ميادين لا يمت لها بصله و هذا لا ياخذ به إلا كل جاهل مكابر بالحس .
و لا يقال هنا أن التقدم العملي و جمع الأرقام من الآيات و عددها حتى توافق حادثى معينه قد يكون عاملا مساعدا في الإيمان بالله و بأن القرآن معجز لان هذا شيء و إخضاع القرآن للعلوم المختلفه شيء آخر و بخاصه للنظريات المختلفه و جمع الأعداد قد يقع فيه الخطأ و هذا حصل كثيرا من أصحاب هذا الاتجاه .

سليمان
14/04/2007, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر كل الإخوة الأفاضل على تدخلاتهم الهامة التي يمكن أن يستفيد منها الجميع.
وكل التحية و الإحترام للأستاذ أبوهواش على اعادة نقله للموضوع حتى يتبن لنا ما ورد من كتابات عن الزملاء. وارجوا من د. هزاع أن يوضح لنا آراءه عند حدود العلم الذي رزقه الله إياه، ويبتعد عن الخوض فيما هو ليس واردا في موضوع النقاش.
ولقد ذكرنا السيد وحيد فرح بكتاب الأستاذ "موريس بكاي" { الإنجيل والقرآن و العلوم الحديثة}{La bible le coran et la science. وفي اسفل الغلاف حيث عنوان الكتاب يضيف" الكتب المقدسة، دراسة في ضوء المعارف الحديثة" والذي اقتنيته شخصيا من فرنسا في نهاية الثمانينات و اطلعت عليه باللغة الفرنسية التي كتب بها.
وكما أطلعتم على فقراته المترجمة على الربط الذي قدمه فرح،يمكن أن يستفيد منها القارئ.لكن أن نبقى نناقش الموضوع على أساس اعجاز أو لايوجد اعجاز يبدوا لي من الأفضل أن نحدد مفهوم المصطلح ونضع له ضوابط عندها نكون قد حددنا ألمر فيسهل على الجميع أن يبدي رأيه. لأن ذلك يجنبنا النقاشات التي لاجدوى منها و الكلام الغير مرغوب فيه. ونتجنب مشكلة تطاول بعضنا على بعض في الكلام والحديث في ما هو غير مجد. لذا طلبت من السيد معاذ تحديد معاني ودلالات المصطلح الشاملة وفي جانبها العلمي خاصة.
وهذا الكاتب فرنسي درس المعطيات الواردة في الكتب المقدسة وفحصها في ضوء المعلومات العلمية التي تتوفر لديه وفي الزمان الذي كتب فيه الكتاب.
ومن قراءتي لردود الزملاء، ألمس لدى كل منهم اسس منطقية في الدفاع عن رأي ما؛ لكن هناك نقص فادح في درجة الإلمام بالموضوع ينقصنا جميعا. وعليه فإن علينا العمل بآداب النقاش و تبادل الآراء البناء، ليثمر المجهود وإلا كل يحتفظ بمعلوماته ولا يستفيد أي منا من زملائه في هذا الصرح العلمي والثقافي.
د.سليمان

زاهية بنت البحر
14/04/2007, 01:27 AM
أخي معاذ إليك هذا البحث وأرجو منك قراءته والاستفاده منه وكم يجزنني ماوصل الأمر إليه ونحن لايجوز أن ننقل شيئًا يجعلنا في محل شبهة وأنا أعرف تدينك ولكن مانقلته أساء إليك ..والشكر لأخي د.منذر أبو هواش وأخي سليمان وأخي د.هزاع ..

النص منقول من رواء للأدب الإسلامي




(رؤية قرآنية لقوانين الكون) هو عنوان كتاب للمؤلف أسامة علي الخضر الذي وضح من خلاله أن القرآن الكريم كتاب الأخلاق والقيم وهو الكتاب الذي أشار إلى الكثير من القوانين الكونية والتفسير العلمي لها على مر عصوره حتى عصرنا الحالي ، بعد أن ظل العلماء عاجزين عن تفسير هذا الركام الهائل من المعرفة، بل لم يستطع العلماء إيجاد معنى لتلك الثروة الهائلة من القوانين والأرقام.


قام بتقديم هذا الكتاب المفكر الإسلامي د. مصطفى محمود ، الذي أثرى ساحة الفكر والعلم بمؤلفات قيمة، تحفل بالنظرات المعاصرة للفكر الديني والمقارنة بالنظرات العلمية الحديثة.


ويشير المؤلف أسامة الخضر إلى لحظات نزول الوحي على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنرى ما هي أول كلمات كتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم.


قال تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ).. هذه أول آيات الوحي التي نزلت على قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي إشارة قرآنية جميلة إلى أهمية الرموز واللغة كوسيلة لنقل الأفكار والتواصل ، ثم بعد ذلك يثبت أمر التدوين والتي اكتملت بها حضارة الإنسان المعاصر.


ولكن قبل ظهور معجزة الإسلام وهو القانون العلمي ظهرت معجزة الأنبياء السابقين على محمد ـ صلى الله عليه وسلم - ولكنها كانت تمثل المعجزة التي هي الاتيان بالخوارق وتعطيل القانون المطرد ، لنأخذ مثلاً : معجزة موسى عليه السلام وهو الرسول الذي أرسل إلى فرعون مصر وقومه الذين نبغوا في السحر فجاءت معجزته مماثلة لما نبغ فيه قومه وتفوقت ، وجاءت كما يشرحها القرآن لإثبات وجود قوة الروح المطلقة من قيود المادة والتي كانت الرحى التي يدور عليها اهتمام اليهود فكان عيسى عليه السلام استجابة لهذا الفكر القاصر ولادته كانت معجزة ومعجزاته التي أيداه الله سبحانه بها خوارق لا تخضع لقيود القانون البشري مطلقاً.


ومعجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي القانون العلمي ، لأن رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة للبشرية أجمع فلابد أن تكون معجزة رسول الإسلام مستمرة ومتمشية مع كل ما يستجد في مساحة الحياة، يقول تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فكيف للرحمة أن تعم ما لم يكن القانون العلمي هو المعجزة ؟


ولكن تبين أن تطور مفهوم العلم الحديث وجنوحه نحو الثبات والتعميم لهو دليل دامغ على أن العقل الحديث بحاجة إلى منهج سماوي يمتاز بالدقة العلمية التي تكسبه صفتي العمومية والثبات والذي يدعو إلى احترام النتائج القائمة على قانون السببية وهي أهم الركائز التي يقوم عليها العلم.


وتأتي روعة القرآن الكريم وهو يشير إلى أهمية فكرة السببية في العلم حيث يقول تعالى: أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب . إنها دعوة قرآنية للرقي في العلم عن طريق الأسباب والمسببات. كذلك يؤكد الحق عز وجل على نفس الفكرة وهو يحكي قصة ذي القرنين فيقول جل شأنه: (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً فاتبع سبباً )، انه دين يحترم الأخذ بالأسباب وهو جوهر تقدم العلم الذي تنعم به وبإنجازاته.


سقوط الأجسام


ويتطرق المؤلف إلى ظاهرة سقوط الأجسام عند جاليليو ، التي أتت باكتشافه أن الطبيعة تخضع للوصف الكمي أي العددي ، ووجود قانون فيزيائي وهو بزيادة مسافة السقوط تزداد سرعة الجسم الساقط ، ومن هنا اتضح أن الرياضيات هي حقيقة الكون ، التى أقرها القرآن الكريم كتاب الله معجزة محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فتأمل ما يقول الله سبحانه عن اللغة التي أرادها لقوانين الطبيعة فيقول سبحانه وتعالى: (وخلق كل شيء فقدره تقديراً) . ويقول تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم).


أي أن القرآن يقرر أن كل شيء مقدر في علم الله الأزلي وما ينزله إلا بقدر معلوم فنجد أن جاليليو يكتشف أن الطبيعة محكومة بالحساب والتقدير ، فقد رأينا قانوناً رياضياً يتحكم فى سقوط الأجسام ، فنلاحظ التناغم الرائع بين قوانين الإسلام وقوانين الطبيعة.


ويأتي نيوتن باكتشاف قانون الجاذبية الكونية ، بعد أن تشبع ذهنه بقانون جاليليو وقوانين الفلكي كبلر الذي حدد القوانين التي تسير عليها الكواكب حول الشمس ، وذلك عندما تفجر في ذهنه الخلاق مفهوماً علمياً عندما سقطت تفاحة على رأس نيوتن لقد رأى نيوتن سقوط التفاحة والقمر معلق في السماء ، يتساقط حول الأرض في مدار محدد ، إذن هناك قوة أسقطت التفاحة على الأرض وجعلت القمر يتساقط حول الأرض في مدار دون أن ينطلق في خط مستقيم حسب قانون القصور الذاتى لجاليليو.


وأوضحت نظرية نيوتن أن قوة الجاذبية هي التي فسرت ظاهرة المد والجزر للبحار فكوكب الأرض أثناء دورانه يتعرض لقوة جاذبية القمر فيتأثر بهذه القوة المحيطات والبحار فيحدث المد والجزر ، وبذلك نكون قد فهمنا الآية القرآنية (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) وصدق الله سبحانه أن الكون ينطق بالتماثل والتناظر بشكل مذهب وها نحن نرى قانوناً واحداً يخضع له هذا العلم بأسره.


ويأتي بعد ذلك إينشتين الذي ابتكر مفهوماً للجاذبية يناقض تماماً فكرة القوة عند نيوتن واعتبرها هندسة ولم يجد الوعاء الخاصة لأفكاره الفيزيائية إلا في هندسة ريمان التي تتعامل مع السطوح المخفية ، وترى أن هذا الانحناء والتقوس الذي يتميز به الكون رمز للسجود والخضوع الذي تتميز به صلاة المسلم ، بل إن جوهر الإسلام هو التواضع والخضوع الجسدي والنفسي لله عز في علاه وبذلك تفهم قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم )انها العبادة لله وحده والسجود له سبحانه كما يفعل الكون نفسه.


الشعاع الساحر


ويدرك العالم العبقرى اينشتين أهمية الضوء ذلك الشعاع الساحر الذي قال العلم الحديث عنه إنه أنار العقل قبل البصر وفتح آفاقاً لعقول العلماء لم تخطر على بال في دراستهم الفلكية والفيزيائية حول الكون ، فلم تكن القيمة العلمية المهمة لهذا الشعاع الجميل معروفة إلا بمجيء اينشتين الذي رأى ارتباطاً جوهرياً في شعاع الضوء وسرعته الرهيبة وكيف أن الضوء يدور حول كوكب الأرض سبع دورات فى الثانية إنها سرعة خارقة ، وهذه السرعة التى ألهمت اينشتين نظرية النسبية وغدا الكون الأمل الفسيح عن طريق عقل اينشتين والضوء وحدة بسيطة وجميلة، لقد توحد المكان والزمان والمادة والطاقة والهندسة فكانت خطورة جبارة نحو الوحدة والتناظر التي هي موسيقى وإيقاع هذا العام.. أليس هذا التوحيد أعظم نداء جاء به القرآن الكريم ألم يقل المولى جل جلاله : (قل هو الله أحد) وبهذا يكشف لنا اينشتين أن التوحيد هو شهادة الكون ولغته ومنطقه فإذا الكون يعلن عن نفسه وعن هويته أنا مسلم ويشارك في العبادة والخضوع والاستسلام لخالقه بشكل يدعو للدهشة والإعجاب.


ونرى بعد ذلك مباديء الضوء والأجرام السماوية الفيزيائية الإسلامية ، وهي مباديء فيزيائية بسيطة يسير عليها شعاع الضوء والأجرام السماوية فى هذا الكون حين انتقالها من مكان لآخر ، فنرى مبدأ فيريا ويقوم هذا المبدأ على حقيقة علمية أيدتها التجارب والقياسات الذي قام بها الرياضي الفرنسي وهي أن الضوء في مساره من نقطة إلى أخرى يتخذ دائماً أقصر طريق ممكن وفقاً لأقل زمن وأقل فعل.


أما الفيزيائى موبريتوس فقد اكتشف في نفس الفترة بعد عدة دراسات تجربية أن حركة الأجسام المادية السماوية تخضع لنفس المبدأ الذي يخضع له الضوء. ووفقاً لتجارب هؤلاء العلماء نرى أن الطبيعة تتعارض مع استهلاك للطاقة يزيد على الحد الأدنى فالطبيعة ضنينة بجهود لا لزوم لها وبذلك تتحرك وفقاً لأقل فعل بأقل زمن وبأقصر طريق وباكتشاف العلم الحديث هذا المبدأ الذى يتحكم في حركة الكون ومسار أجرامه وضوئه هي بعينها قوانين الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعونا إلى هذا الاقتصاد في كل شيء وفقاً لأقل استهلاك وجهد.


يقول تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) .إن الآية الكريمة تدعونا إلى الالتزام بالحد الأدنى للنفقات بحيث لا يزيد على الضروري والمعقول ، أليست هي قوانين الضوء والأجرام السماوية.


بنية المادة


ويتطرق الكتاب إلى فرضية الذرة كبنية للمادة ، فنرى أن فرضية الذرة لم تتأيد بشكل دقيق إلا عن طريق ما يسمى بتفسير الحركة البراونية للعالم براون الذي لاحظ في احدى تجاربه أن جسيمات غبار الطالع لبعض النباتات وهي سابحة داخل الماء، يتحرك حركة عشوائية ويتفحص هذه الحركات عدة مرات تأكد أنها لا يمكن أن تكون ناتجة عن تيارات في السائل ولكنها حركات تقوم بها هذه الجسيمات من الداخل.


ونرى أن القرآن الكريم قد أشار إلى هذا النظام الذري في هذا الكون وأعلن أن للذرة كتلة معينة ، يقول تعالى : (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) إنها لغة علمية دقيقة يستخدمها القرآن في ترسيخ القيم الدينية وبذلك تتجلى لنا الفكرة التي ذهبنا إليها وهي أن معجزة الإسلام هي القانون العلمي.


وفي خاتمة الكتاب يذكر المؤلف مقولة اينشتين عندما قال ان الفيزيائي يظل يتصور للكون تركيباً يجعله السبب في كل ما يراه إلى أن يصل إلى ما أسماه بالحقيقة الموضوعية وفي نهاية المطاف وجد العلماء أن التركيب الداخلي للكون هي الذرة يخرج عن نطاق فهم العقل البشري ، حيث يقول تعالى : (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) بهذا السبق العلمي للقرآن لمبدأ عدم التحديد اصبح الغيب سرا لايعلمه إلا الله جل جلاله.


وكالة الصحافة العرب


القاهرة: أيمن خالد

د.هزاع
14/04/2007, 03:47 AM
الأخ أبا الهيجا
أنا لم أتعرض لشخصك
بل تعرضت لما جاء في المقال المنقول
وأقوم بالرد على ما فيه من ضلال
وسآتي على ردك
ورأيك بالتتالي
واعتبر أن قولك بأنك لا تتفق مع صاحب المقال
هو بداية الصواب
وآمل أن تتابع معنا إن كنت تريد الحق

د.هزاع
14/04/2007, 04:04 AM
ثم إن العلم الشرعي أيها المكرم واجب على المسلمين
ونحن لانتجرأ على الله بفتيانا
ولا نكفر أحداً
ولكن النص صريح
( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
وعموماً
إن كنت ترغب في قصر الاجابة على رأيك فلا مانع
ولكنك انت من وضع المقال هنا
بنقلك إياه
وطلبت النقاش فيه
ففيم اعتراضك
إلا إن كنت حقاً تتبنى ما جاء فيه
على العموم
سأتابع ردي
ولك أن تقول فيه ما تشاء بعد أن انتهي

د.هزاع
14/04/2007, 04:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادىء ذي بدء
أشكر كل من خط حرفاً ينافح به عن ديننا وكتابنا ونبينا
وأتوجه لأخي الكريم منذر فأقول له أن الموضوع قد تم حذفه من قبل الإدارة
وأنني وضعت الجزء المنقول منه مقروناً برأي الناقل هنا
في هذا الموضوع كي أفند الإثنين معاً
وكي يكون هذا الرد جواباً شافياً لكل بهتان تمنطق به أياً كان في دحض صفة الاعجاز عن قرآننا الكريم
وهي صفة فريدة لم تتأت لغيره من الكتب
كما لا يفوتني أن أشكر الأخوة :
عامر حريز : لمتابعته
طارق الطوزي : لمداخلته
زاهية : لدعمها المتواصل ووقوفها لجانب الحق
منذر : لنقله الردود بأمانة
عمر عبد الرؤوف : لرده المميز وإشارته لتصحيح الآية الكريمة التي سقط منها حرف الواو لأنه لا يمكننا التغاضي عن أي حرف يسقط من أَيَّةِ آَيَة ..
وحيد فرج : لمشاركته وتحذيره من الخوض فيما لا نعلم , وللمرفق المفيد الذي احتواه رده
ثم أعود للرد على المنقول ورأي الكاتب بالتتالي ..
فالله المستعان
وعليه التكلان
ونبدؤ حديثنا :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خاتم المرسلين
...
ومن حيث توقفنا :
ـــــــــ
ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم

ــــــــــــ
بل إن هذا المقال وصاحبه هما من لايحترمان عقل القارىء
ويسعيان للنيل من مقدساتنا
فالاعجاز العلمي ثابت في النص الكريم
وثابت بما يتجلى من حقائق في كل يوم
وإن كان صاحبه يشعر بالدونية والتحتية
فهذا شانه وليس شأن العرب
ولو علم صاحب المقال بأن أكثر - بل جل- ما ينعم به العالم هو نتاج عربي خالص
لخجل من نفسه
وتاب إلى ربه
المهم في موضوعنا هنا
أن نتحدث عن وجوه الاعجاز العلمي ( وغيره ) في القرآن الكريم
لندحض به الافتراء الخبيث الذي افتراه
ونبين بالحجة الدامغة مدى تطابق العلم والدين موضوعياً ومنهجياً
فدعوى النزاع بين العلم والدين هي مسألة ظهرت منذ أمد بعيد
وإن لم تكن ملامحها ظاهرة في اليهودية , التي استغنت عن مثل هذه النظرة في العصور الحديثة , بل وقدمت العلماء بمختلف شذوذاتهم على أهل الكهنوت
إلا أنها ظهرت واضحة لدى الديانة المسيحية التي كانت الكنيسة فيها هي السلطة المطلقة
والتي أقامت مذابحاً مرعبة للعلم عندما شب عن الطوق وناهض مفاهيمها المزورة
وروج لها الغرب اعتماداً على ذلك
وضاع فيها جهلة المسلمين ممن غرر بهم على يد الكفرة الذين يتربصون بالاسلام
فالحضارة الاسلامية ما كانت لتقوم على أسس دينية بحتة
أو علمية صرفة
لأن علماء هذه الأمة الاسلامية ( الطبيعيين : فلكيين ورياضيين وكيميائيين ووو ) كانوا في عبادة لا تقل عن عبادة علماء الدين
وهم أول من وضع المنهج التجريبي الحسي والعقلي في البحث
ونبذوا المنهج اليوناني السائد
ووضعوا نظريات علمية مستقلة ( ايستمولوجيا ) للمعرفة , وظلت آثارهم نبراس العصر الوسيط بأكمله
ومنهم :
ابن النفيس : الدورة الدموية الصغرى
جار بن حيان:مكتشف الصودا والكبريتيك
الرازي : مكتشف زيت الزاج
ابن الهيثم : في البصريات
الادريسي : مكتشف كروية الأرض
..
ولهذا لم نجد من بينهم من اتهم القرآن بالقصور , بل كانوا يبحثون عن الحقيقة في ظل الكتاب
لأنهم يعلمون أنه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
وهذا ديدن كل مسلم موحد
وأما عن وجوه الاعجاز القرآني
فهي تشمل كل مناحي الحياة
وليس بها مخالفات ومتناقضات
وقد أكدها العزيز الكريم في كتابه الحكيم :
( أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .. النساء
إعجاز بياني مرتبط بالواقع والاحداث
( و لقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا ) ... الإسراء
إعجاز فقهي وتشريعي وسردي قصصي
( و ننزل من القرآن ما هوشفاء و رحمة ) .. الإسراء
إعجاز علمي طبي
( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) .. الإسراء
إعجاز مطلق في كل شيء , وتحد لجميع المخلوقات
( و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ) .. الإسراء
إعجاز تسلسلي
( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) .. النمل
إعجاز أممي لمحتلف الشرائع
وهناك المزيد
ولكنني سأكتفي بهذا القدر
كي ننظر فيما يلي :
ـــــــــــــــــــ
فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات
ـــــــــــــــــــ
من الغريب حقاً أن تجد من يتقول أمراً بغير علم
أفلو قرأت القرآن أولاً
وعرفت ما فيه
ثم تندرت علينا بسخافتك هذه ؟؟
سنحقق في ما سبق
وندل على ما جهله الكاتب بشيء من الذكر الحكيم ..
- تكوين الجنين ومراحل الحمل :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }الحج5
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
{خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }الزمر6
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14
- في الفلك :
{فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }الأنعام96
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }يونس5
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }لقمان29
{لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ }الزمر5
{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }نوح16
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ }القيامة8
وقد أستكمل بعض الامثلةفيما بعد
ولكنني سأتوقف عند هذه الآيات الكريمة
وأوجز ما فيها من إعجاز
فمراحل تكوين الجنين هي بعينها ما أقرها العلم الحديث وفي ذلك مباحث كثيرة إن شئتم زودتكم بها
ومراحل الحمل ( في ظلمات ثلاث ) : البطن , الرحم , الجوف الامنيوسي
مراحل الإرضاع ( فصاله في عامين )
أما في دوران الكواكب وتكوير الليل والنهار فآيات عجاب
ويكفي أن أنبه القارىء إلى اقتران الشمس بالضياء والقمر بالنور لكي يستدل على إعجاز علمي ولغوي باهر
وهو أن الضياء هو الأصل
والنور قبس منعكس من الضياء
وهذا قد تكرر أعلاه في اكثر من آية ..
ناهيك عن ذكر القرآن لمراحل حركية النجوم
وخسوف القمر ..
وقد يسعفني الوقت فآتي لكم بروابط أو نقولات عن تفسير تلك المعجزات وذلك الإعجاز كي ينبهر كل من لم يعرف عن ذلك
..
بل سأفعل إن شاء الله
كي يكون هذا الموضوع متكاملاً
وحجة نرجوبها رضا الله وعفوه عن خطايانا
..
لي عودة للمتابعة
( ولو أنني - والله - أخجل من أن أتحدث في موضوع ظاهر للعيان ولكن القلوب الغلف تأبى إلا أن تستنكر , فنسأله سبحانه التوفيق في الرد ونحتسب عملنا خالصاً لوجه الكريم )
وأترككم لبعض القراءة
وآمل أن تنتظروني
ولا تنسونا من دعائكم الطيب
..
والسلام عليكم ورحمة الله

أبو حمزة الوائلي
14/04/2007, 11:15 AM
أنت تهذي يا معاذ أبا الهيجا وأنا أشكر الإخوة الذين ردوا عليك بما تستحق وسوف يأتيك ردي الدامغ قريبا بعون الله

د.هزاع
14/04/2007, 05:29 PM
الأخ الكريم الوائلي
الحق الحق .. واللطف اللطف
ولنا في رسول الله أسوة حسنة
سأتابع الرد على كل فقرة بالتتالي
ولك ان ترد بما تراه
وسأعود لمؤازرتك في الحق
وللحق
تحيتي

عمرو عبدالرؤوف
15/04/2007, 12:12 AM
أنت تهذي يا معاذ أبا الهيجا وأنا أشكر الإخوة الذين ردوا عليك بما تستحق وسوف يأتيك ردي الدامغ قريبا بعون الله

الاستاذ الفاضل الوائلى

إنها مشكلتنا الازلية
متى يحترم كل منا الاخر ؟

احترامنا للاخر والتعامل بالتى هى أحسن اهم من المعجزات والردود الدامغة

الاستاذ معاذ لا يهذي ومن حقه أن يقول رأيه ومن حقنا الرد عليه

تحية تعايش

د.هزاع
15/04/2007, 02:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت من المفيد أيها الإخوة
ورداً على مقولة عدم وجود إعجاز في القرآن الكريم ( وفي السنة النبوية )
أن أذكر لكم جوانب من هذا الإعجاز الذي لن يمكننا حصره
وذلك لما لها من فائدة في فهم ما سنتابع به حوارنا
ولكن :


قبل ذلك


وقبل أن أتابع الرد على المقال المنقول ثم على خلاصة رأي ناقله ( أبي الهيجاء )
لفت إنتباهي أن صاحبنا ( أبا الهيجاء ) والذي يتنصل من نقله للموضوع قد أورد ما يلي :
ــــــــــــــــــــــــ
و العرب كانوا عبدة البيان و سادة الفصاحة و البلاغة أكثر من عبادة الأوثان فتحداهم القرآن من جنس ما يتفوقون به .
...
و القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا و قد سجل القرآن عجزهم .
......
و طبيعي أنا مختلف مع كاتب الموضوع المحذوف و صدقا لا أعرف اسم كاتبه لحد الآن و قد كان مخزن عندي و نقلي له هو من باب طرح وجهة نظر أنا متفق مع الكاتب بها مختلف معه في طريقة علاج الموضوع و منهجيتي غير منهجيته .
...
فانا حامل ماجستير شريعة و احضر لدكتوراه في التفسير
ـــــــــــــــــــــ
وهنا أجدني مضطراً للقول :
بأنني جد آسف على أنني لم ألحظ هذه المقولة
وإلا :
لامتنعت عن الرد وطلبت من الإدارة حذف الموضوع
لسبب بسيط :
وهو :
أن قاعدة النقاش التي يستند إليها كاتب الموضوع ( أبو الهيجاء ) هي قاعدة خاطئة فهو يعتمد على تحليلاته وتفسيراته والتي تظهر مدى تخبطه واضطرابه في تعليل عدم وجود الإعجاز
والتي يعتقد بها أن القرآن هو كتاب للعرب وحدهم ( وهم قوم لا يتقنون إلا البيان واللغة ) ولذا فإنه لا حاجة لكي يكون القرآن معجزاً في مناحي الحياة الأخرى
وهنا أشعر بأسف أشد - والله - لأنه يتفاخر بأن حائز على ماجستير شريعة ويسعى للدكتوراة وهو لم يقرأ بعد هذه الآية :
( و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .. سبأ
فأين هي تلك الشهادة ( الماجستير والدكتوراة في الشريعة ) يا أخي وأنت في زمرة ممن وصفتهم الآية الكريمة السابقة بأنهم لا يعلمون
ثم يتهمني بأنني لم أقرأ عن الإعجاز في القرآن في مقولته :
ــــــــــــ
و أنا مدرك تماما أنك لم تقرءا شيء من بحوث الإعجاز عند الأقدمين .
ــــــــــــ
وسأثبت لك فيما يتبع أنني عكس ذلك
ليس تفاخراً
وإنما من باب الواجب على كل مسلم أن يعلم حدود دينه في حدود ما ييسر الله له من وسائل
وذلك للدفاع عن هذا الدين في وجه اتهامات كالتي تتهمه بها من قصور وخلو من التميز والإعجاز
ويشهد الله وهو حسبي ونعم الوكيل
أنني لا انتصر لنفسي , وإنما له ولدينه
وأن وقتي لا يسمح لي بالرد على مواضيعي
( وخاصة في الأيام الاخيرة لأن النت منقطع ورديء لدرجة أنني أكرر محاولة الاتصال : عشرات , بل - والله - مئات المرات كي أدخل هنا بدون فائدة )
ولكنني دفاعاً عن هذاالدين
أكرس جهدي ووقتي بل وأتوقف عن عملي و معيشتي لكي أرد وأنتصر لله وكتبه ورسله
وأنني قرأت موضوعك مصادفة فهالني ما فيه من تخبط
فآليت أن أكون ممن يغيرون المنكر ولو بلساني
وآمل أن اوفق في ذلك..
ثم يمنعني من مناقشة موضوع قام بنقله هنا :
ـــــــــــــــ
ثالثا : فهون من روعك يا أخي هزاع إن أردت النقاش ناقش مقالي فقط ليس غير .
ــــــــــــــ
ولا أعلم سبب نقله للموضوع إن لم يرغب في مناقشته
فهل الدافع وراء ذلك هو زعزعة يقين المسلمين البسطاء في كتاب ربهم العزيز الحكيم
أم النيل من هذاالدين على رؤوس الأشهاد
بدون أن ننبس ببنت شفة دفاعاً وذباً عنه ..
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وأخبرك بأنني كما وعدت سأفي
وسأرد على مقالك تباعاً , ولكنني توقفت هنا للضرورة
ولكي يأمن الجميع للأرض التي يطؤونها وكي تتوثق قناعاتهم بما نكتب ..
وأتساءل :
هل لا زلت تصر على أن القرآن للعرب فقط ؟؟
وإنه لمن العجيب حقاً أن تقول :
ـــــــــــــــ
الآية ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))
تسجل و تثبت عجز العرب المعاصرين للنبي ( ص ) عن معارضة القرآن و الإتيان بسورة من مثله .
ــــــــــــــــ
و الآية دالة صريحة على أن الخطاب للخلق أجميعن وليس للناس أو على الأقل للعرب وحدهم
فما أظنك إلا قد أشكل عليك أن :
( قرآنا عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون ) .. الزمر
فخلت أن المعنيين بنزول القرآن هم العرب وحدهم
وأن الله قد نسي - حاشاه , جل وعلا - بقية البشرية ..
أم اأنك لا تعلم أن القرآن حجة على الناس كلهم يوم القيامة
لأن الله قد قال في محكم تنزيله :
( الدين عند الله الإسلام ) .. آل عمران
( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يتقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .. آل عمران
..............
..............

د.هزاع
15/04/2007, 02:36 AM
واما فيما يخص شواهد الإعجاز في القرآن الكريم
فإليكم بعضاً من ذلك :

- في علم البحار و المحيطات :

البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار يقول فيما وصل إليه العلم في قوله تعالى :
( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )سورة النور : 40 ..
لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا ..
ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر ..
الآية الكريمة تقول: ( بَحْرٍ لُّجِّيٍّ )
وأعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...
منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخره ..
فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر ..
واختفاء كل لون يعطي ظلمة ..
فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر ..
وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر ..
كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة ..
أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي ..
وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها ..
فكأنها موج من فوقه موج ..

- في مراحل تكون الجنين :

في سورة ( المؤمنون )
( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشاناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين )
لنتحدث بإيجاز عن كل طور منهم :
طور النطفة
النطفة هى الماء القليل و لو قطرة و قد سماها المولى نطفة أمشاج , قال تعالى فى سورة الإنسان ( إنا خلقناه من نطفة أمشاج نبتليه ).
عرف المفسرون النطفة الأمشاج بأنها النطفة المختلطة التى إمتزج و إختلط فيها ماء الرجل بماء المرأة و تعرف فى العلم بالبيضة الملقحة بتطوراتها العديدة (الزيجوت ) و ينتهى هذا الطور بتعلق الزيجوت ببطانة الرحم فى نهاية الأسبوع الأول من التلقيح و من ثم يتحول إلى طور جديد وهو طور العلقة .
طور العلقة
كلمة علقة مشتقة من علق وهو التعلق بالشىء و الإلتصاق به كما يطلق على الدم الجامد وهذا يتوافق مع شكل الجنين فى هذا الطور حيث تتكون لديه الأوعية الدموية المقفلة و الممتلئة بالدماء والجنين يظهر خلال الأسبوع الثالث له كنقطة دم حمراء جامدة تأخذ شكل الدودة التى تمتص الدماء و تعيش فى الماء و يتشابه الجنين معها فى قوة تعلقه بجدار الرحم و حصوله على غذائه من امتصاصه للدم
مدة هذا الطور من بداية الأسبوع الثاني من التلقيح حتى نهاية الأسبوع الثالث من التلقيح .
طور المضغة
يبدأ القلب فى النبض و ينتقل الجنين إلى طور المضغة فى بداية الأسبوع الرابع و بالتحديد فى اليوم الثانى و العشرين .
قال المفسرون المضغة هى قطعة اللحم قدر ما يمضغ الماضغ وهذا ما يتوافق مع الجنين فى أول هذا الطور حيث يتراوح حجمه من حجم حبة القمح إلى حجم حبة الفول و هو القدر الذي يمكن مضغه و يبدو سطحه من الخارج و قد ظهرت عليه النتوءات أو الكتل البدنية بحيث يبدو و كأنه شىء لاكته الأسنان تماماً لكن لا شكل فيه و لا تخطيط يجعله يدل على أنه جنين إنسانى لكن الجنين يظل يتحول و يتغير من ساعة إلى أخرى حيث تظهر عليه فى النصف الثانى من هذا الطور براعم اليدين و الرجلين و الرأس و الصدر و البطن كما تتكون معظم براعم أعضائه الداخلية و مع إحتفاظه بالشكل الخارجى المشابه لمادة ممضوغة يصدق عليه أنه مخلق و غير مخلق قال تعالى ( ثم من مضغة مخلقة و غير مخلقة ) الحج .
وهذا النص دلالة على أن التخليق يبدأ فى هذا الطور و هو ما أكدته حقائق علم الأجنة فى أن التخليق يبدأ من أول الأسبوع الرابع وينتهى قبيل الأسبوع السادس و عليه يكون إكتمال جميع الأطوار الثلاثة الأولى فى الأربعين يوماً الأولى من عمر الجنين ثم يبدأ تكون العظام حيث يتخلق الهيكل العظمى الغضروفى ثم تتميز الرأس من الجزع و تظهر الأطراف ثم تكسى العظام بالعضلات فى نهاية الأسبوع السابع وخلال الأسبوع الثامن تنتهى مرحلة التخليق حيث تكون جميع الأجهزة الخارجية و الداخلية قد تشكلت و لكن فى صورة مصغرة و دقيقة , ثم يبدأ الجنين بعد الأسبوع الثامن مرحلة أخرى يسميها علماء الأجنة بالمرحلة الحميلية و يسميها القرآن مرحلة النشأة خلقاً آخر و لذلك يعتبر طور كساء العظام باللحم هو الحد الفاصل بين المرحلة الجنينية و الحميمية ..
ثم تبدأ مرحلة النشأة فى الأسبوع التاسع و حتى نهاية الحمل حيث يكتسب الجنين شكله و صورته الشخصية و يصبح ذو سمع و بصر و إدراك و حركة و إضطراب .
أما نصوص السنة تحدد زمن أطوار الجنين الأولى:
فمنها :
روى الإمام مسلم بسنده عن عبدالله ابن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو الصادق المصدوق قال (إن أحدكم ليجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوماً , ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك , ثم يكون فى ذلك مضغة مثل ذلك , ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه و أجله و عمله و شقى أو سعيد ) . رواه مسلم

- الإعجاز التشريعي:

إن القرآن الكريم قد قرر هذه الحقوق منذ أربعة عشر قرناً بأسمى مبدأ للبشرية جمعاء يقول تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير "، و الخطاب في هذه الآية موجه للناس جميعاً و أنهم خلقوا على اختلاف أجناسهم و ألوانهم و دياناتهم من رجل واحد و امرأة واحدة و أنهم متساوون في الميلاد و الأصل ، والقرآن بهذه الآية يركز على وحدة الجنس البشري و لا فضل لأحد إلا بالتقوى .
و قد أشتمل القرآن على كثير من المبادئ السامية التي تدل على عظمته و أصالته و منها :
1. مبدأ حرية العقيدة و الرأي :
في قوله تعالى :
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " و قوله تعالى : " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ، و لا أنتم عابدون ما أعبد ، و لا أنا عابد ما عبدتم ، ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين "
2. قواعد عادلة في المعاملات :
في قوله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " و قوله تعالى :" و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم و لا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها" و قوله تعالى : " أحل الله البيع و حرم الربا " و قوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فكتبوه و ليكتب بينكم كاتب بالعدل " .
3. قوانين الأحوال الشخصية :
و هي قواعد عادلة و مستقرة لتعلقها بِأحوال الإنسان الشخصية في الأسرة ، فوضع الشرع لها نظاماً كاملاً مفصلاً في مسائل الزواج و الطلاق و الحمل و العدة و الرضاع و النفقة و الميراث و حقوق الأبناء و ذوي القربى و توسع في أحكامها الكلية و جعلها مرنة و قابلة لاجتهاد المجتهدين من الفقهاء في استنباط أحكامها بما يساير الزمان و المكان .
4. القانون الجنائي :
وهو بحق أعظم برهان يدل على عظمة القرآن في تشريعه لجرائم الحدود التي بين نوعها و حدد عقوباتها التي تتمثل فيها العدالة و الحكمة و الرحمة بما فيه الكفاية للردع و الزجر بصورة تكفل الأمن و السلام للعباد و البلاد .
...
يتبع ...

د.هزاع
15/04/2007, 02:38 AM
- الإعجاز التشريعي ( دعائم الشريعة الإسلامية ) :

1. أنها شريعة سمحة لا تكلف الناس فوق طاقتهم لأن تكاليفها كلها ميسرة لا مشقة فيها في حدود استطاعة كل إنسان، و يقول الله سبحانه و تعالى في وصفها: " ما جعل الله عليكم في الدين من حرج " كما يقول سبحانه:" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ".
2. أنها جاءت شريعة عامة لا نظر فيها إلى حالات فردية أو جزئية أو شخصية.
3. أنها سنت للناس رخصاً عند الضرورة رفعاً للضرر و منعاً للمشقة، فمثلاً فرضت الشريعة الصيام و لكنها رخصت بالفطر للمسافر و المريض و غير ذلك من الرخص.
4. قلة تكاليفها: لأنها اقتصرت على الأركان الخمسة و ما يتصل بها و يقول الرسول صلوات الله و سلامه عليه: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها، و حرم أشياء فلا تنتهكوها، و سكت عن أشياء رحمة بكم فلا تبحثوا عنها ".
5. التدريج في الأحكام: لأنها عالجت العادات الذميمة المتأصلة في النفوس بالتدرج في استئصالها شيئاً فشيئاً من غير تشديد و لا تعقيد في النهي عنها و تحريمها، فمثلاً في عادة شرب الخمر جاء الإسلام بالأحكام متدرجة في تحريمها بأسلوب حكيم لم يشعر الناس معه بغضاضة أو حرج أو مشقة.
6. مسايرة مصالح الناس: و ذلك أنه شرع بعض الأحكام ثم نسخها إذا كان في ذلك المصلحة العامة كما حدث في بعض الأحكام الخاصة بالوصية و آيات المواريث، و كذلك تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة بمكة المكرمة، كما أن بعض الأحكام السنة نسخت، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه الصلاة و السلام أنه قال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترقق القلب و تدمع العين و تذكر بالآخرة ".

د.هزاع
15/04/2007, 02:40 AM
-الإعجاز العددي ( الرياضي ) :

ويقول صاحبنا بأن القرآن لم يتطرق في مواضيع الأعداد والحساب لأنها ليست ميزة العرب ولا حاجة لوجوده في كتاب الله
ـــــــــــــ
* القرآن لم يتحدى العرب بمعجزة الإعداد أو العلم لان التحدي حتى يثبت يحتاج إلى دليل قطعي وعلى امن يقول بأي وجه غير وجه الإعجاز البلاغي أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر معجزة .
ـــــــــــــ
ونقول له : إن بحوث الاعجاز العددي في القرآن الكريم كثيرة وهي ليست محل نقاشنا هنا
لأن الكثير منها أيضاً يعتمد على مقاييس ذاتية في الحساب لمن قاموا بها
وشرحها وتفسيرها يطول
وقد أعود إليه في حينه
ولكنني سأشير إلى بعض ما نزل به الكتاب الحكيم لنسخ ما تقولته بانه لم يعتن بالحساب والأعداد
وهاك بعضاً من الرياضيات التي جاء ذكرها في القرآن :

1- الحسـاب : قال تعالى { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون } [ يونس 5 > .
2- الأعداد : قال تعالى { وإلـهـكم إله واحـد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }[البقرة163 > . { يأيها النبي حرض المؤمنين علي القتال إن يكن منكم عشـرون صابرون يغلبوا مـائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} [ الأنفال 65 > .
3- ترتيب الأعداد : قال تعالى : { سيقولون ثلاثة ورابعهم كلبهم ويقولون خمسة وسادسهم كلبهم ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم }[ الكهف 22 > ( 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ) .
4- الجمع : قال تعالى { فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة } [ البقرة 196> ( 3 + 7 = 10 ) .
5- الطرح : قال تعالى { ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون } [ العنكبوت 14 > ( 1000 - 50 = 950 ) .
6- الضـرب : قال تعالى : { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } [ البقرة 261 > . ( 7 × 100 = 700 ) .
7- القسـمة : قال تعالى : { وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم } [ البقرة 237> ( المهر ÷ 2 ) .
8- الضرب والجمع : قال تعالى : { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً } [ البقرة 234 > . ( 4 × 30 + 10 = 120 + 10 = 130 ) .
9- الكسـور : قال تعالى: { فإن لم يكن له ولد وورثة أبواه فلأمـه الثلث } [ النساء 11> . { وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشـار ما أتيناهم } [ سبأ 45 > . ( 0.1 )
10- ترتيب الكسور : قال تعالى : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } [ المزمل 20 >.
11- الهندســة : قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات وألا رض أعدت للمتقين } [ أل عمران 123> .
{ ولا تمشى في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا }[ الإسراء 37 > .
...
ثم إني إن شاء الله سأذهلك بنشر معلومة رياضية عن إعجاز القرآن الكريم في حينها
فانتظرها
...
يتبع
...

أبو حمزة الوائلي
15/04/2007, 12:03 PM
لأخي الدكتور هزاع الرائع والله الذي لا إله غيره لقد أسعدني ردك وهدوؤك ولا أملك لك إلا الدعاء بظهر الغيب بأن يوفقك الله ويجعلك نصرا لدينه الذي أقسم على إظهاره وإتمامه ولو كره الكافرون وأدعو لنفسي بأن يلهمي الله الحلم والروية وأن أتعلم من أمثالك حسن الخلق , وأنا أعود عن وعيدي لأبي الهيجاء بالرد الدامغ لأني قرأته عندك ما أغنى عما أريد وجزاكم الله خيرا يا أخي مع توجيهي لأبي الهيجا إلى كتب الللغة ليقرأ معنى الإعجاز قبل أن يناقش فيه فلديه من الخلط اللغوي الكثير .

د.هزاع
17/04/2007, 03:09 AM
أخي الكريم الوائلي
جزاك الله خيراً لغيرتك على هذا الدين
وحضورك المميز
ويعلم الله أنني احاول الدخول هنا والرد منذ أمس الأول
ولكن إنقطاع النت منعني عن التواصل
وآمل أن تجد فيما يلي ما يسرك
..
خالص المودة للجميع

د.هزاع
17/04/2007, 03:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــ
عدنا لكي نستكمل بعض وجوه الإعجاز في القرآن الكريم :

- إعجاز تخصيص الليل للنوم والنهار للمعيشة :

أولاً -
قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم:23)
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) (الفرقان:47)
من الدراسات الطريفة التي قامت بها باحثة تدعى براون ، هو أنها درست الحياة العائلية و الأحوال الصحية لعمال ورديات الليل والنهار ، فتبين لها أنه تظهر عليهم أعراض النوم غير المنتظم ، فهؤلاء يتعرضون لقلة النوم و الإرهاق .. فنومهم أقل مجلبة للراحة .. كما أن اضطرابات الجهاز الهضمي المعدي المعوية منتشرة بينهم !.. و السبب في ذلك بالإضافة إلى قلة النوم ، هو أنهم عادة ما يتناولون وجبات أقل انتظاماً و تغذية !.. و يستهلكون مقداراً أكبر من المنبهات مثل الكافئين ( الشاي و القهوة ) و التبغ ، ( لاسيما في مناوبات الليل ) !.
وهذا ما أكدت الدراسات الحديثة والتي أظهرت ان بعض المواد التي يفرزها الجسم من نوع البروستاغلاندينات تعمل على وقاية المعدة من القرحات ولكن هذه المواد لا تفرز إلا أثناء النوم الليلي لأنها تتبع لمنظم داخلي في الإنسان ولذا فإن عدم لجوء المرء للنوم ليلاً يحرمه من هذه المواد مما يجعل معدته وجهازه الهضمي أكثر تأثراً العوامل القرحية ..
كما أنهم يعانون من التفكك العائلي ! حيث أن ساعات العمل الشاذة تخلخل المقاييس العائلية بخلقها جواً مناسباً للخلافات الزوجية !.. كما و يسبب التغرب عن أفراد العائلة و الأصدقاء ، الذين يعملون في ساعات النهار العادية !.
ثانياً -
قال تعالى : ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلي يوم القيامة ، من إله غير الله يأيتيكم بليل تسكنون فيه ؟ أفلا تبصرون ) [سورة القصص : 72].
لقد تمت بعض التجارب على الحيوانات .. فعرضت لضياء مستمر ، و نهار دائم ، فاختلت " توتراتها اليومية " و تأثرت تأثراً بالغاً !.
و رغم أن " الساعة البيولوجية " حاولت التكيف مع هذا الضوء المتصل إلا أن :
كل الأبحاث الحديثة ، تشير إلى عطب في تنظيم الحرارة !. و هذا الأمر من الأهمية ، و له من الخطورة ، و له من الحيوية .. الشيء الكثير !
و تشير إلى أن الجهاز التناسلي لهذه الحيوانات ، أصيب بتغيرات غريبة !!
فلقد شوهد مثلاً عدم انتظام الدورات التناسلية ، وقصرها عند البط الذي عرّض للضياء الصناعي المستمر !.
كما وجد أيضاً ، عند الثديات عديدات الدورات النزوية أن التعرض الطويل ، أو المستمر للضوء ، يغير في الوظيفة المبيضية أو الخصيوية على السواء !.
ثالثاً -
قال تعالى : (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص:73) .
الغدة الصنوبرية و النوم :
الغدة الصنوبرية ، غدة صغيرة لا يزيد وزنها عن ( 120) ملغ ! لا تزيد عن ( 5ـ9) ملم طولاً ، و ( 3ـ 6) ملم عرضاً و (3ـ 5) ملم سماكة
موجودة على الوجه الخلفي العلوي للبطين الثالث ، أحد الأجواف الموجودة في الدماغ ، أمام الحديبات التوأمية الأربعة ، عناصر موجودة في الدماغ هذه الغدة تقوم بوظيفة ناقل عصبي صماوي ، أي غدة صماء تلقي بمفرزاتها في الدم ، حيث أنها تتلقى معلومات دورية ، عصبية ودية ، تنشأ عن تأثير الضوء المحيطي على شبكية العينين ، و استجابة لهذه المعلومات .
و نتيجة لعمل خميرة ( 5-Hydrox-Indol-o-Methyl Transferase)
التي توجد بكمية كبيرة ، فقط في هذه الغدة ، يتركب الميلانونين الذي لم يكتشف إلا في عام 1958م ، و يفرز في مجرى الدم أو السائل الدماغي الشوكي ، ليعمل على الدماغ ، مؤثراً على عدة أحداث فيزيولوجية .
مثل : بدء البلوغ و الإباضة والنوم ، و قد يؤثر تأثيرات فيزيولوجية مباشر على الغدد التناسلية ، مثبطاً نضجها ووظائفها .
فلقد وجد أنه عندما تزرع كميات ضئيلة منه في الناتئ المتوسط لتحت المهاد أو في تشكلات الدماغ المتوسط تتوقف الزيادة التي يحدثها " الإخصاء " عادة ، في الحاثة الخلالية النخامية .
و كذلك يكبح الميلاتونين المحقون في السائل الدماغي الشوكي ، إفراز الحاثة الخلالية النخامية ، كما أنه يزيد من إفراز البرولاكتين أي هرمون اللبن .
و من الممكن أن يكون له أيضاً تأثير مثبط على وظائف الغدة الدرقية ، و قشر الكظر .
كما يؤثر أيضاً على السلوك . و على تخطيط الدماغ الكهربائي ...
كما أن إعطاءه يغير من مستوى السيروتونين في الدماغ .... والسيروتونين مادة لها تأثير فيزيولوجي حيوي على الجسم .. لأنها تقبض العضلات الملساء في الأوعية الدموية ، والقصبات ، و الأمعاء ، كما تنبه أو تثير الدماغ !
و نتيجة لتبدل تأثير الضوء المحيطي ما بين ليل و نهار ، ظلمة و ضياء ... فإن إنشاء الميلاتونين و إفرازه يتبدل دورياً خلال الأربع و العشرين ساعة اليومية ..
فالضوء المحيطي هو الذي يضبط تركيبه و إفرازه .. و هذا التغير في إفرازه يزود الجسم " بساعة منظمة " دائرية ، تخضع مباشرة للضوء في المحيط ..
فالضوء يزيد الـ FSH [ أي الحاثة الجريبية التي تحرض نمو الجريبات في المبيض عند الأنثى ، مما يؤدي إلى نضج الجريب و حدوث الإباضة ، و إفراز الأستروجين .. و تؤدي عند الذكور إلى تحريض الأنابيب المنوية في الخصيتين لتكوين الحييات المنوية أو الأنطاف ، أيت تشكل النطف ] في النخامة ..
بينما يزيد الظلام الـ LH [ أي الحاثة الخلالية ، و هي تساعد الحاثة الجريبية على الإباضة و إفراز الاستروجين .
كما تحث على تكوين الجسم الأصفر ، الذي يفرز البروجسترون و الاستروجين ، عند الإناث . و عند الذكور تسمى ICSH، و هي في حالتي اليقظة و النوم ، لا يقتصر على الدماغ و الأطراف ، بل هو يشمل أجهزة الجسم المتعددة و أقسامه المختلفة و لذلك فإن رجحان " الميزان السرير" من جهة الرجلين أثناء النوم ، إنما يتم بتوزيع الدم بين جوف البطن و الأطراف ، و ليس نتيجة لزيادة الدم الآتية من الدماغ .

د.هزاع
17/04/2007, 03:18 AM
- الإعجاز في خلق النفس البشرية :

قال تعالى .. (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))

عدد الخلايا العصبية ( 14 ) مليار منها ( 9 ) مليارات في الدماغ تتوزع على 64 منطقة من مناطق الدمــــاغ
خلايا الجهاز العصبي لا تتكاثر ولا تتغير ولو تغيــرت لا حتاج الإنسان لتعلم اللغة كُل 6 أشهــــــر .
( 25000 ) مليار كرية حمراء في دم الإنسان الواحــد لو وضعت في خط لطوقت الأرض 6 - 7 مرات .
( 70 ) ضربه للقلب في الدقيقه أي ( 100 ) ألف مرة يومياً و ( 40 ) مليون مرة سنوياً أو ( 2 ) مليار مرة في متوسط العمر بدون توقف . ( سبحان الله )
( 3000 ) مليار مرة يزداد حجم الجنين من بداية تكوينه إلى ولادته .
( 6500 ) لتراً يضخها القلب يومياً .
( 5 ) لترات من الدم يتم تنقيتها كُل دقيقة .
( 20 ) ألف خطوة يمشيها الرجل العادي في اليوم الواحد أي في خلال ( 80 ) سنة يكون قد طاف العالم 6 مرات.
( 23 ) ألف مرة يتنفس الإنسان في اليوم الواحد أي 204 مليون مرة في الحياة .
( 12 ) متراً مكعباً من الهواء يتنفس الإنسان يومياً , منها 204 متراً مكعباً من الأكسجين .
( 1.4 - 1.8 ) كجم من الطعام يأكلها الإنسان العادي في 24 ساعه.
( 2.5 ) لتر من السوائل يشربها الإنسان يومياً.
يخزن في ذاكرته ( 500 ألف ) صورة جديدة .
يفرز ( 1.5 ) لتر من اللعاب ولتراً واحداً من العرق خلال 24 ساعة .
عند الضحك تتحرك ( 17 ) عضله من عضلات وجه الإنسان .
التكشير _ أي الغضب _ يحرك ( 43 ) عضله من عضلات وجهك التي سرعان ما تنتابها التجاعيد .
طول الأمعاء الغليظة ( 1.5 ) متر .
طول الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان ستة أمتار .
يتعلم الإنسان عن طريق الحواس بالنسب الآتية ..
75 % البصر
13 % السمع
6 % اللمس
3 % الشم
3 % الذوق

د.هزاع
17/04/2007, 03:20 AM
الإعجاز في العلوم التطبيقية والكيميائية وتشكل الفلزات :

مثال : الحديد

‏(‏ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس‏,‏ وليعلم الله من ينصره‏,‏ ورسله بالغيب‏)‏

حديد الأرض في العلوم الكونية
بينما لاتتعدي نسبة الحديد في شمسنا‏0.0037%‏ فإن نسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلي‏35,9%‏ من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن‏,‏ وعلي ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طنا‏,‏ ويتركز الحديد في قلب الأرض‏,‏ أو مايعرف باسم لب الأرض‏,‏ وتصل نسبة الحديد فيه إلي‏90%‏ ونسبة النيكل‏(‏ وهو من مجموعة الحديد‏)‏ إلي‏9%‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتى تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض‏.‏
وإلي أواخر الخمسينيات من القرن العشرين لم يكن لأحد من العلماء إمكانية التصور‏(‏ ولو من قبيل التخيل‏)‏ أن هذا القدر الهائل من الحديد قد أنزل إلي الأرض من السماء إنزالا حقيقيا‏!!‏
كيف أنزل؟ وكيف تسني له اختراق الغلاف الصخري للأرض بهذه الكميات المذهلة؟ وكيف أمكنه الاستمرار في التحرك بداخل الأرض حتى وصل إلي لبها؟ وكيف شكل كلا من لب الأرض الصلب ولبها السائل علي هيئة كرة ضخمة من الحديد والنيكل يحيط بها وشاح منصهر من نفس التركيب‏,‏ ثم أخذت نسبته في التناقص باستمرار في اتجاه قشرة الأرض الصلبة؟
لذلك لجأ كل المفسرين للآية الكريمة التي نحن بصددها إلي تفسير‏(‏ وأنزلنا الحديد‏)‏ بمعني الخلق والإيجاد والتقدير والتسخير‏,‏ لأنه لما كانت أوامر الله تعالي وأحكامه تلقي من السماء إلي الأرض جعل الكل نزولا منها‏,‏ وهو صحيح‏,‏ ولكن في أواخر القرن العشرين ثبت لعلماء الفلك والفيزياء‏,‏ الفلكية أن الحديد لايتكون في الجزء المدرك من الكون إلا في مراحل محددة من حياة النجوم تسمي بالعماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام‏,‏ والتي بعد أن يتحول لبها بالكامل إلي حديد تنفجر علي هيئة المستعرات العظام‏,‏ وبانفجارها تتناثر مكوناتها بما فيها الحديد في صفحة الكون فيدخل هذا الحديد بتقدير من الله في مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إليه مثل أرضنا الابتدائية التي وصلها الحديد الكوني‏,‏ وهي كومة من الرماد فاندفع إلي قلب تلك الكومة بحكم كثافته العالية وسرعته المندفع بها فانصهر بحرارة الاستقرار في قلب الأرض وصهرها‏,‏ ومايزها إلي سبع أرضين‏!!‏ وبهذا ثبت أن الحديد في أرضنا‏,‏ بل في مجموعتنا الشمسية بالكامل قد أنزل إليها إنزالا حقيقيا‏.‏

أولا‏:‏ إنزال الحديد من السماء
في دراسة لتوزيع العناصر المختلفة في الجزء المدرك من الكون لوحظ أن غاز الإيدروجين هو أكثر العناصر شيوعا إذ يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ ويليه في الكثرة غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ وأن هذين الغازين وهما يمثلان أخف العناصر وأبسطها بناء يكونان معا أكثر من‏98%‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ بينما باقي العناصر المعروفة لنا وهي‏(103)‏ عناصر تكون مجتمعة أقل من‏2%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏وقد أدت هذه الملاحظة إلي الاستنتاج المنطقي أن أنوية غاز الإيدروجين هي لبنات بناء جميع العناصر المعروفة لنا وأنها جميعا قد تخلقت باندماج أنوية هذا الغاز البسيط مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم عملية الاندماج النووي تنطلق منها كميات هائلة من الحرارة‏,.‏ وتتم بتسلسل من أخف العناصر إلي أعلاها وزنا ذريا وتعقيدا في البناء‏.‏
فشمسنا تتكون أساسا من غاز الإيدروجين الذي تندمج أنويته مع بعضها البعض لتكون غاز الهيليوم وتنطلق طاقة هائلة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية‏,‏ ويتحكم في هذا التفاعل‏(‏ بقدرة الخالق العظيم‏)‏ عاملان هما زيادة نسبة غاز الهيليوم المتخلق بالتدريج‏,‏ وتمدد الشمس بالارتفاع المطرد في درجة حرارة لبها‏,‏ وباستمرار هذه العملية تزداد درجة الحرارة في داخل الشمس تدريجيا‏,‏ وبازديادها ينتقل التفاعل إلي المرحلة التالية التي تندمج فيها نوي ذرات الهيليوم مع بعضها البعض منتجة نوي ذرات الكربون‏12,‏ ثم الأوكسجين‏16‏ ثم النيون‏20,‏ وهكذا‏.‏
وفي نجم عادي مثل شمسنا التي تقدر درجة حرارة سطحها بحوالي ستة آلاف درجة مئوية‏,‏ وتزداد هذه الحرارة تدريجيا في اتجاه مركز الشمس حتى تصل إلي حوالي‏15‏ مليون درجة مئوية‏,‏ يقدر علماء الفيزياء الفلكية أنه بتحول نصف كمية الإيدروجين الشمسي تقريبا إلي الهيليوم فإن درجة الحرارة في لب الشمس ستصل إلي مائة مليون درجة مئوية‏,‏ مما يدفع بنوي ذرات الهيليوم المتخلقة إلي الاندماج في المراحل التالية من عملية الاندماج النووي مكونة عناصر أعلي في وزنها الذري مثل الكربون ومطلقة كما أعلي من الطاقة‏,‏ ويقدر العلماء أنه عندما تصل درجة حرارة لب الشمس إلي ستمائة مليون درجة مئوية يتحول الكربون إلي صوديوم ومغنيسيوم ونيون‏,‏ ثم تنتج عمليات الاندماج النووي التالية عناصر الألومنيوم‏,‏ والسيليكون‏,‏ والكبريت والفوسفور‏,‏ والكلور‏,‏ والأرجون‏,‏ والبوتاسيوم‏,‏ والكالسيوم علي التوالي‏,‏ مع ارتفاع مطرد في درجة الحرارة حتى تصل إلي ألفي مليون درجة مئوية حين يتحول لب النجم إلي مجموعات التيتانيوم‏,‏ والفاناديوم‏,‏ والكروم‏,‏ والمنجنيز والحديد‏(‏ الحديد والكوبالت والنيكل‏)‏ ولما كان تخليق هذه العناصر يحتاج إلي درجات حرارة مرتفعة جدا لاتتوافر إلا في مراحل خاصة من مراحل حياة النجوم تعرف باسم العماليق الحمر والعماليق العظام وهي مراحل توهج شديد في حياة النجوم‏,‏ فإنها لاتتم في كل نجم من نجوم السماء‏,‏ ولكن حين يتحول لب النجم إلي الحديد فانه يستهلك طاقة النجم بدلا من إضافة مزيد من الطاقة إليه‏,‏ وذلك لأن نواة ذرة الحديد هي أشد نوي العناصر تماسكا‏,‏ وهنا ينفجر النجم علي هيئة مايسمي باسم المستعر الأعظم من النمط الأول أو الثاني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏,‏ وتتناثر أشلاء النجم المنفجر في صفحة السماء لتدخل في نطاق جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلي هذا الحديد‏,‏ تماما كما تصل النيازك الحديدية إلي أرضنا بملايين الأطنان في كل عام‏.‏
ولما كانت نسبة الحديد في شمسنا لاتتعدي‏0.0037%‏ من كتلتها وهي أقل بكثير من نسبة الحديد في كل من الأرض والنيازك الحديدية التي تصل إليها من فسحة الكون‏,‏ ولما كانت درجة حرارة لب الشمس لم تصل بعد إلي الحد الذي يمكنها من انتاج السيليكون‏,‏ أو المغنيسيوم‏,‏ فضلا عن الحديد‏,‏ كان من البديهي استنتاج أن كلا من الأرض والشمس قد استمد ما به من حديد من مصدر خارجي عنه في فسحة الكون‏,‏ وأن أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوي كومة من الرماد المكون من العناصر الخفيفة‏,‏ ثم رجمت هذه الكومة بوابل من النيازك الحديدية التي انطلقت إليها من السماء فاستقرت في لبها بفضل كثافتها العالية وسرعاتها الكونية فانصهرت بحرارة الاستقرار‏,‏ وصهرت كومة الرماد ومايزنها إلي سبع أرضين‏:‏ لب صلب علي هيئة كرة ضخمة من الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ وبعض العناصر الخفيفة من مثل الكبريت‏,‏ والفوسفور‏,‏ والكربون‏(1%)‏ يليه إلي الخارج‏,‏ لب سائل له نفس التركيب الكيميائي تقريبا‏,‏ ويكون لب الأرض الصلب والسائل معا حوالي‏31%‏ من مجموع كتلة الأرض‏,‏ ويلي لب الأرض إلي الخارج وشاح الأرض المكون من ثلاثة نطق‏,‏ ثم الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهو مكون من نطاقين‏,‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتى تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض وهي النطاق الخارجي من غلاف الأرض الصخري‏.‏
من هنا ساد الاعتقاد بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل‏35,9%‏ من كتلتها لابد وأنه قد تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون ونزلت إلي الأرض علي هيئة وابل من النيازك الحديدية‏,‏ وبذلك أصبح من الثابت علميا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء‏,‏ وأن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء‏,‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلماء إلي فهمها إلا في أواخر الخمسينيات‏,‏ من القرن العشرين‏,‏ وقد جاء ذكرها في سورة الحديد‏,‏ ولايمكن لعاقل أن يتصور ورودها في القرآن الكريم الذي أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ يمكن أن يكون له من مصدر غير الله الخالق الذي أنزل هذا القرآن بعلمه‏,‏ وأورد فيه مثل هذه الحقائق الكونية لتكون شاهدة إلي قيام الساعة بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق‏,‏ وأن سيدنا محمدا‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏(‏ إن هو إلا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏.‏

ثانيا‏:‏ البأس الشديد للحديد
الحديد عنصر فلزي عرفه القدماء‏,‏ فيما عرفوا من الفلزات من مثل الذهب‏,‏ والفضة‏,‏ والنحاس‏,‏ والرصاص‏,‏ والقصدير والزئبق‏,‏ وهو أكثر العناصر انتشارا في الأرض‏(35,9%)‏ ويوجد أساسا في هيئة مركبات الحديد من مثل أكاسيد‏,‏ وكربونات‏,‏ وكبر يتيدات‏,‏ وكبريتات وسيليكات ذلك العنصر‏,‏ ولايوجد علي هيئة الحديد النقي إلا في النيازك الحديدية وفي جوف الأرض‏.‏
والحديد عنصر فلزي شديد البأس‏,‏ وهو أكثر العناصر ثباتا وذلك لشدة تماسك مكونات النواة في ذرته التي تتكون من ستة وعشرين بروتونا‏,‏ وثلاثين نيوترونا‏,‏ وستة وعشرين إليكترونا‏,‏ ولذلك تمتلك نواة ذرة الحديد أعلي قدر من طاقة التماسك بين جميع نوي العناصر الأخرى‏,‏ ولذا فهي تحتاج إلي كميات هائلة من الطاقة لتفتيتها أو للإضافة إليها‏.‏
ويتميز الحديد وسبائكه المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة بأعلي قدر من الخصائص المغناطيسية‏,‏ والمرونة‏(‏ القابلية للطرق والسحب وللتشكل‏)‏ والمقاومة للحرارة ولعوامل التعرية الجوية‏,‏ فالحديد لاينصهر قبل درجة‏1536‏ مئوية‏,‏ ويغلي عند درجة‏3023‏ درجة مئوية تحت الضغط الجوي العادي عند سطح البحر‏,‏ وتبلغ كثافة الحديد‏7,874‏ جرام للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة الصفر المطلق‏.‏

ثالثا‏:‏ منافع الحديد للناس
للحديد منافع جمة وفوائد أساسية لجعل الأرض صالحة للعمران بتقدير من الله‏,‏ ولبناء اللبنات الأساسية للحياة التي خلقها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ فكمية الحديد الهائلة في كل من لب الأرض الصلب‏,‏ ولبها السائل تلعب دورا مهما في توليد المجال المغناطيسي للأرض‏,‏ وهذا المجال هو الذي يمسك بكل من الغلاف الغازي والمائي والحيوي للأرض‏,‏ وغلاف الأرض الغازي يحميها من الأشعة والجسيمات الكونية ومن العديد من أشعات الشمس الضارة‏,‏ ومن ملايين الأطنان من النيازك‏,‏ ويساعد علي ضبط العديد من العمليات الأرضية المهمة من مثل دورة كل من الماء‏,‏ والأوكسجين‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأوزون وغيرها من العمليات اللازمة لجعل الأرض كوكبا صالحا للعمران‏.‏
والحديد لازمة من لوازم بناء الخلية الحية في كل من النبات والحيوان والانسان إذ تدخل مركبات الحديد في تكوين المادة الخضراء في النباتات‏(‏ الكلوروفيل‏)‏ وهو المكون الأساسي للبلاستيدات الخضراء التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي اللازمة لنمو النباتات‏,‏ ولانتاج الأنسجة النباتية المختلفة من مثل الأوراق والأزهار‏,‏ والبذور والثمار والتي عن طريقها يدخل الحديد إلي أنسجة ودماء كل من الانسان والحيوان‏,‏ وعملية التمثيل الضوئي هي الوسيلة الوحيدة لتحويل طاقة الشمس إلي روابط كيميائية تختزن في أجساد جميع الكائنات الحية‏,‏ وتكون مصدرا لنشاطها أثناء حياتها‏,‏ وبعد تحلل أجساد تلك الكائنات بمعزل عن الهواء تتحول إلي مختلف صور الطاقة المعروفة‏(‏ القش‏,‏ والحطب‏,‏ والفحم النباتي‏,‏ والفحم الحجري‏,‏ والغاز الفحمي والنفط‏,‏ والغاز الطبيعي وغيرها‏),‏ والحديد يدخل في تركيب بروتينات نواة الخلية الحية الموجودة في المادة الحاملة للشفرة الوراثية للخلية‏(‏ الصبغيات‏)‏ كما يوجد في سوائل الجسم المختلفة‏,‏ وهو أحد مكونات الهيموجلوبين وهي المادة الأساسية في كرات الدم الحمراء‏,‏ ويقوم الحديد بدور مهم في عملية الاحتراق الداخلي للأنسجة والتمثيل الحيوي بها‏.‏ ويوجد في كل من الكبد‏,‏ والطحال والكلي‏,‏ والعضلات والنخاع الأحمر‏,‏ ويحتاج الكائن الحي إلي قدر محدد من الحديد إذا نقص تعرض للكثير من الأمراض التي أوضحها فقر الدم والحديد عصب الصناعات المدنية والعسكرية فلا تكاد صناعة معدنية أن تقوم في غيبة الحديد‏.‏

العلاقة بين رقم سورة الحديد في المصحف الشريف ورقم الآية في السورة بكل من الوزن الذري والعدد الذري للحديد علي التوالي
للحديد ثلاثة نظائر يقدر وزنها الذري بحوالي‏57,56,54‏ ولكن أكثرها انتشارا هو النظير الذي يحمل الوزن الذري‏56(55,847).‏
ومن الغريب أن رقم سورة الحديد في المصحف الشريف هو‏57,‏ وهو يتفق مع الوزن الذري لأحد نظائر الحديد‏,‏ ولكن القرآن الكريم يخاطب المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في سورة الحجر بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم‏(‏ الحجر‏:87)‏
وواضح من هذه الآية الكريمة أن القرآن الكريم بنصه يفصل فاتحة الكتاب عن بقية القرآن الكريم‏,‏ وبذلك يصبح رقم سورة الحديد‏(56)‏ وهو الوزن الذري لأكثر نظائر الحديد شيوعا في الأرض‏,‏ كذلك وصف سورة الفاتحة بالسبع المثاني وآياتها ست يؤكد أن البسملة آية منها‏(‏ ومن كل سورة من سور القرآن الكريم ذكرت في مقدمتها‏,‏ وقد ذكرت في مقدمة كل سور القرآن الكريم ماعدا سورة‏(‏ التوبة‏)‏ وعلي ذلك فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد إلي رقم آية الحديد وهو‏(25)‏ أصبح رقم الآية‏(26)‏ وهو نفس العدد الذري للحديد‏,‏ ولايمكن أن يكون هذا التوافق الدقيق قد جاء بمحض المصادفة لأنها لايمكن أن تؤدي إلي هذا التوافق المبهر في دقته‏,‏ وصدق الله العظيم الذي قال في وصفه للقرآن الكريم‏.

د.هزاع
17/04/2007, 03:22 AM
- الإعجاز في خلق السماء :

قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية، حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب، لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا. ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف. إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل، وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين إتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض.

د.هزاع
17/04/2007, 03:31 AM
ولو شئنا الحديث عن تفاصيل الإعجاز في القرآن الكريم
لما وسعنا الدهر كله
لأن هذا الكتاب الحكيم
من لدن كريم
ولو لم يكن فيه من الإعجاز ما لا يدركه بشر
لما تميز بقدرته على مناسبة وملائمة كل زمان ومكان
وفي ختام جولتنا في أمثلة الإعجاز القرآني
لابد لي من الوفاء بوعدي عن أمثلة من الإعجاز العددي والرياضي - والتي وعدتكم بها قبلاً -
وسأدع الصورة تتكلم
فانتظروا ظهورها
ثم سبحوا الواحد القهار
الذي لا يعجزه شيء في السماء ولا في الأرض
إليكم الصور التالية :

- أمثلة عن الإعجاز العددي :

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1264_1176768837.gif
ـــــــــ
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1264_1176769497.gif
ـــــــــ
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1264_1176769581.gif
ـــــــــ
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1264_1176769871.jpg

د.هزاع
17/04/2007, 03:34 AM
لنا عودة للمتابعة
بحول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عصام البطمة
17/04/2007, 10:59 PM
هل انتهيت أخي هزاع من القص و اللزق اريد تحطيم كل ما نقلت لنا و نقاشك نفاش فكري موسع في المسالة بالحجة و البرهان فالحجة أمام الحجة و الفكر مقابل الفكر و البرهان أمام البرهان .
أنتظر الرد منك أخي :)

أبو حمزة الوائلي
18/04/2007, 12:18 AM
دز هزاع لو كنت أمامي لقبلتك على رأسك ووقفت أمامك وقفة تلميذ لأستاذه والله إنك لتستحق دعوة بظهر الغيب على مجهودك الرائع .
وحتى لو كان كما يدعي ( اللطمة ) قصا ولصقا فهذا لا ينقص من جهدك ومن عملك وحرصك على الحق يا أخي هزاع وكم أتمنى أن أعطيك اشتراكي في النت في الكويت حتى لا تواجه صعوبات في الدخول إليه ولنستفيد من عملك العظيم

د.هزاع
18/04/2007, 04:02 AM
الأخ أبا الهيجا
.......
أما والله إنه ليس بقص ولصق
( إلا فيما نقلته عن بعض مواضيع الاعجاز
لانه يطول شرحها وكتابتها )
وفيما خلا ذلك
فهو جهدي المتواضع الذي أرجو أن أكون قد وفقت فيه
فإن كان كذلك
فبمنة الله
وإن اخطأت فهو بجهلي
...
وإن شئت أن تحطم ما قدمتُه هنا من جهد
فأنا على علم مسبق بأنك ستقص وتلصق أقوال خلافية في الموضوع
وأنك لن تقدم جهداً يذكر
وأنا بانتظارك
لكي أقدم الصورة الاخرى
فكن على حذر
وإلا فالله وكتابه حجتي معك يوم القيامة
ولن اتوقف عن الدفاع عن ديني
وفي الصدر نفس يتردد
..
والسلام عليكم
...
ساتابع الرد بعد أن تقدم ما لديك

د.هزاع
18/04/2007, 04:12 AM
الأخ الوائلي
بارك الله بك وجزاك خيراً لهذا الشعور الطيب
ولمتابعتك وحضورك المثمر
والحمد لله على كل حال
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين

محمد أسليم
18/04/2007, 04:33 AM
إخواني الأعزاء،
أظن أن مجرد عطف القرآن على مفردة «علم» يشكل إساءة إلى كتابنا العزيز. فالعلم علم والدين دين. الحقائق الدينية شيء والحقائق العلمية شيء مغاير. العلم يراجع وينقد نفسه باستمرار إلى حد إرساء قطيعة بين مرحلة وأخرى من تاريخه في حين الدين مطلق. حقيقة العلم نسبية بينما حقيقة الدين أزلية لا تقبل مراجعة ولا نقدا. تاريخ العلم كله انعطافات وتحولات من وجهة إلى أخرى. أكثر من ذلك، عِلمُنا الذي يُشكل اليوم أعتى سلطة تأسس منذ خمسة قرون أو ستة لا غير، وعلى أسس محددة من بينها التجربة والموضوعية والحتمية. في حين أظهرت دراسات (من بينها: تاريخ العلم الحديث، سلسة عالم المعرفة الصادرة بالكويت) ألا شيء يثبت ويبرر أن هذه السلطة ستكون هي الأخيرة. فلماذا نقيم هذه الصلة القطعية بين نص أزلي خالد وممارسات اطمأنت إبان فترة تأسيسها إلى يقين إمكان فهم الطبيعة وبعدها الإنسان، بغاية التوقع والتحكم في المصير عبر تعديل مجريات الوقائع، ثم عادت اليوم عبر النظرية الكارثية للتشكيك في أسسها نفسها وإعادة إدراج ما نفته مسبقا في صُلب انشغالاتها؟؟؟؟
احتراما للقرآن وضمانا لبقائه مصدرا لإشعاع النفس والعقل البشريين مُشرعين على كل الاحتمالات، بما فيها التي تتجاوز علم اليوم نفسه، لنبق الإسلام في واد والعلم في واد آخر. أي حديث عن وجود إعجاز علمي في الرقآن الكريم لا يعود مجرد تهريج...
محبتي

منذر أبو هواش
18/04/2007, 10:06 AM
منكروا الإعجاز القرآني
متنكرون للإسلام وللقرآن الكريم
الاخوة الأعزاء،

أعتقد أنه لا غضاضة في الاعتراض على استخدام العلم والنظريات العلمية في تفسير وتأويل آيات القرآن الكريم، لأنه قد يكون في ذلك خروج على المنهج الإسلامي التقليدي في التفسير، ولأن النظريات تتغير، بينما القرآن الكريم ثابت لا يتغير. وأرى أنه ينبغي لذلك التمييز بين الاعتراض على هذا الأمر وبين إنكار الإعجاز ونفيه كلية عن القرآن الكريم. لكنني في الوقت نفسه لا أجد ما يمنع من فعل العكس، أي التفكر في هذا الإعجاز، و التفكر في آيات القرآن الكريم، ومحاولة استخدام آيات القرآن الكريم من أجل فهم أفضل للكون من حولنا، واستخدام الإعجاز القرآني في تفسير أحداث الكون وظواهره.

إن احتواء القرآن الكريم على الإعجاز اللغوي والعلمي في مجالات الفلك والرياضة والطب وغير ذلك أمر ثابت واضح لكل مراقب منصف، ولا ينكره إلا حاقد كاره للإسلام وأهله. كما أن الرأي الذي يقول إن القرآن كتاب هداية فقط، وأن الإعجاز فيه لغوي فقط هو رأي خاطئ، لأن احتواء القرآن الكريم على كثير من الإعجاز العلمي سواء في مجال الفلك أو الرياضة أو الطب وغير ذلك أمر ثابت لا ينكره إلا جاحد عميت بصيرته.

أنظروا في هويات المهاجمين المنكرين للإعجاز القرآني، سواء المجاهرين منهم أم أولئك المندسين المتخفين تحت أسماء وهمية، تجدون منهم من يهاجم الإعجاز العلمي لمواقف سياسية مثل العلمانيين الذين يدعون لفصل الدين عن كل شيء بما في ذلك العلم، مثلهم في ذلك مثل الملحدين واللادينيين، وتجدون منهم من ينكرون الإعجاز القرآني جملة وتفصيلا لمواقف دينية حسدا من عند أنفسهم، لأنهم يكفرون بالقرآن الكريم أساسا، ويتخذون كتبا غير القرآن الكريم، وأنبياء أدعياء بعد خاتم النبيين، ويتخذون لهم أربابا بشرا من دون الله ... وهؤلاء ضالون مضلون ومشركون معروفون.

فلتعرفوا خصومكم،

والله الموفق

منذر أبو هواش

د.هزاع
19/04/2007, 03:39 AM
أهلاً بكم أيها الأحبة
ولأن أخانا أبا الهيجا تأخر
فسآتيكم انا بتفاصيل وجهات النظر الخلافية
والردود على كل منها
كي تقفوا بأنفسكم على الحقيقة
ومن ثم نعود لمتابعة ما بدأناه
فانتظروني

عصام البطمة
19/04/2007, 02:58 PM
الأخ الكريم لقد سرت في الموضوع كما تريد دون موافقه من مناقشك .
أرجوا أن تنتظرني لوقت قصير حتى اكتب رد على ما كتبت على الموضوع منذ اول لحظة

د.هزاع
20/04/2007, 03:29 AM
أخي الكريم
الدفاع عن ديننا لا يحتاج إلى موافقة من أي طرف آخر
وأنا ما فعلت إلا الرد على ما جئتنا به
وحق الرد مكفول للجميع
بما لا يخالف أدباً او شريعة
وساتابع ما وعدت به
ريثما تتفضل علينا بما تريد

د.هزاع
20/04/2007, 03:32 AM
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
وكما وعدتكم بنقل المسألة الخلافية حول موضوع الإعجاز العلمي في القرآن
فإنني سأفعل ذلك ( نسخاً ولصقاً )
وليتبين كل منكم موضع قدمه في هذا المكان
ولينظر كل منكم في الحقائق المعجزة التي باتت ثوابت ودلالئل على إعجاز الكتاب المبين
والذي بصرف النظر عن أي تأييد علمي لما بين كلماته , فهو الكتاب المعجز الذي ختم به الله عز وجل رسالات السماء
وهاكم ما وعدتكم :

د.هزاع
20/04/2007, 03:37 AM
آراء المعترضين في التفسير العلمي :

1- آراء أبي اسحق الشاطبي المتوفي سنة 790هـ. قال رحمه الله في الموافقات : 2/55-56 .
"أن كثيراً من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدَّ ؛ فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين ، أو المتأخرين ، من علوم الطبيعيات والتعاليم ، والمنطق، وعلم الحروف ، وجميع ما نظر فيه الناظرون ، من أهل الفنون ، وأشباهها ، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم :(1) لم يصح ..وإضافة إلى هذا فإن السلف الصالح ، من الصحابة ، والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن ، وبعلومه ، وما أودع فيه ، ولم يبلغنا أنه تكلم أحد منهم في شئ من هذا المدعى ، سوى ما تقدم ، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف ، وأحكام الآخرة، وما يلي ذلك ، ولو كان لهم في ذلك خوض ، ونظر ، لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألة ، إلا أن ذلك لم يكن ، فدل على أنه غير موجود عندهم ، وذلك دليل على أن القرآن لم يقصد فيه تقرير لشئ ، مما زعموا"وفيما بعد : ادعى الشاطبي أن المعاني ، التي لا عهد للعرب بها ، غير معتبرة فقال :"وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾(النحل:8).وقوله﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾(الأنعام:38) .ونحو ذلك …، فأما الآيات فالمراد بها ، عند المفسرين : ما يتعلق بحال التكليف والتعبد، أو المراد بالكتاب في قوله﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾(الأنعام:38)اللوح المحفوظ، ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع تلك العلوم ، النقلية ، والعقلية "…" فليس بجائز أن يضاف إلى القرآن ما لا يقتضيه ، كما أنه لا يصلح أن ينكر منه ما يقتضيه ، ويجب الاقتصار في الاستعانة على فهمه ، على كل ما يضاف علمه ، إلى العرب خاصة ، فبه يوصل إلى علم ما أودع من الأحكام الشرعية ، فمن طلبه بغير ما هو أداة له ، ضل عن فهمه ، وتقول على الله ورسوله فيه ، والله أعلم وبه التوفيق" "الموافقات 2/55-56" في المسألة الرابعة من النوع الثاني ، في بيان قصد الشارع ، في وضع الشريعة للافهام .
2- آراء.محمد حسين الذهبي
ويمكن أن نعتبر الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي ممثل المنكرين للتفسير العلمي. يعرف الدكتور الذهبي: التفسير العلمي بأنه هو : التفسير ، الذي يحكم الاصطلاحات العلمية ، في عبارات القرآن ، ويجتهد في استخراج مختلف العلوم ، والآراء الفلسفية منها .ويعترض الدكتور الذهبي على التفسير العلمي من النواحي الآتية :
أولاً : الناحية اللغوية :
كثير من الألفاظ القرآنية ، تغيرت وتوسعت دلالاتها ، بمرور الزمان. وهذه المعاني كلها تقوم بلفظ واحد ، بعضها عرفته العرب وقت نزول القرآن ، وبعضها لا علم للعرب به ، وقت نزول القرآن ، نظراً لحدوثه ، وطروئه ، على اللفظ ، فهل يعقل أن نتوسع هذا التوسع العجيب ، في فهم ألفاظ القرآن ، وجعلها تدل على معان ، جدت باصطلاح حادث ؟.
ثانياً : الناحية البلاغية :
البلاغة هي المطابقة لمقتضى الحال ، والتفسير العلمي للقرآن ، يضر بلاغة القرآن. لأن من خوطبوا بالقرآن في وقت نزوله : إن كانوا يجهلون هذه المعاني ، وكان الله يريدها من خطابه إياهم لزم على ذلك أن يكون القرآن غير بليغ ، لأنه لم يراع حال المخاطب ؟ وإن كانوا يعرفون هذه المعاني ، فلم لم تظهر نهضة العرب العلمية ، من لدن نزول القرآن ، الذي حوى علوم الأولين والآخرين ؟
ثالثاً : الناحية الاعتقادية :
أنزل الله القرآن ، إلى الناس كافة حتى قيام الساعة. ولو ذهبنا مذهب من يحمل القرآن كل شئ، وجعلناه مصدراً للعلوم ، لكنا بذلك قد أوقعنا الشك ، في عقائد المسلمين ، نحو القرآن الكريم. وذلك لأن قواعد العلوم ، وما تقوم عليه ، من نظريات ، لا قرار لها ولا بقاء . ولو نحن ذهبنا إلى تقصيد القرآن ، ما لم يقصد ، من نظريات ، ثم ظهر بطلان هذه النظريات فسوف يتزلزل اعتقاد المسلمين في القرآن الكريم. لأنه لا يجوز للقرآن أن يكذب اليوم ، ما صححه بالأمس.(2)هذا ما قاله الدكتور الذهبي ملخصاً ! ونحن نظن أن الذهبي بمطالعاته هذه يرد على المفرطين ، والمسرفين ، في التوفيق بين النصوص القرآنية ، والمسائل العلمية. وإلا فهو ليس معترضاً – فيما يبدو – على كون القرآن يشير إلى بعض الحقائق العلمية رأسا. وهذا يظهر في آخر ما كتب في هذا الموضوع :"وحسبهم أن لا يكون في القرآن نص صريح ، يصادم حقيقة علمية ثابتة. وحسب القرآن أنه يمكن التوفيق بينه ،وبين ماجد ويجد من نظريات وقوانين علمية، تقوم على أساس من الحق ، وتستند إلى أصل من الصحة".أليس كون القرآن لا يصادم حقائق علمية ثابتة معجزة علمية ؟(3)

د.هزاع
20/04/2007, 03:40 AM
ثم إليكم الردود على ذلك من نصوص فتوى مركز : د.عبدالله الفقيه :
ــــــــــــــــــــــــــــــ


رقـم الفتوى : 61775
عنوان الفتوى : الإيمان بإعجاز القرآن
تاريخ الفتوى : 26 ربيع الأول 1426 / 05-05-2005
السؤال
هناك بعض الناس لا يؤمنون بالإعجاز في القرآن ماذا نفعل لهم مع المعرفة أنهم من كبار المشايخ
...
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أوجه الإعجاز في القرآن الكريم متعددة وكثيرة، ولا تنحصر أوجه الإعجاز فيه على الإعجاز البياني والبلاغي واللغوي، وما يجب على المسلم الإيمان به هو أن القرآن كلام الله وكتابه المحكم أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين، وأنه كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ .

كما يجب الإيمان بأن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى والآية العظمى. قال ابن حجر في الفتح: وأشهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، لأنه تحدى به العرب وهم أفصح الناس لسانا وأشدهم بيانا على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا وغيرهم أعجز، والتحدي لا زال قائما، فقد قال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا

وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالتدبر والنظر في آيات الله المسطورة والمنظورة مما يدل على كمال قدرته وبديع صنعه. قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {فصلت 53}

وكل ما نسمعه ونقرأه عن الإعجاز العلمي فيه ما هو إلا نقرة عصفور من بحر مسجور، فإن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، لكن لا يجب الإيمان بتلك التجارب ولا تلك المدلولات لأن دلالة القرآن على غالبها ظنية اجتهادية، وما كان كذلك فهو مجال للأخذ والرد، والقرآن ليس بحاجة إلى إثبات ما جاء فيه بنتائج العلم الوضعي التجريبي، ولكن يستأنس بها، فقد تزيد بعض الناس إيمانا وطمأنينة، ولا حرج في ذلك، فقد قال إبراهيم لربه لما سأله: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي {البقرة: 260} إلا أن من لم يؤمن بتلك التجارب لعدم فهمه لأسرارها وإدراكه لكنهها فلا تثريب عليه، فالذي يجب على المسلم الإيمان به اتجاه القرآن هو أن أخباره صدق وأحكامه عدل لا ريب في ذلك، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا

فما جاء من تلك الحقائق موافقا لما في القرآن فقد ثبت عندنا في القرآن، وما كان مخالفا لما في القرآن فهو ليس بحقائق وإنما هو أوهام سيرجع عنها أصحابها ولو بعد حين، كما هو الشأن في كثير من الأمور التي اكتشفت وثبتت على أنها حقائق عندهم ثم تبين خطؤها لأن التجارب في اضطراب.

وللاستزادة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 30472.

والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــ


رقـم الفتوى : 43698
عنوان الفتوى : التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين
تاريخ الفتوى : 04 ذو الحجة 1424 / 27-01-2004
السؤال :
سؤالي هو عن جواز تفسير القرآن بالنظريات العلمية الحديثة
وهل يكون المفسر في حالة خطأ هذه النظرية آثما؟
....
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فقد كثر الكلام عن حكم التفسير العلمي التجريبي المادي للقرآن ، ووقع الناس فيه بين إفراط وتفريط ، وانقسم العلماء إلى مجيزين ومانعين ولذا فلا بد من بسط القول وذكر ما نراه في ذلك .
ونورد هنا مقتطفات من بحث "التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين" للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ .
وقد لخص البحث في آخره، ونحن نقدم هذه الخلاصة ثم نعود إلى بعض التفاصيل قال في آخر البحث : والإعجاز العلمي يعني تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين . وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في ما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين ، وتزيد الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين وتكشف لهم عن عجائبه وأسراره ، وتعينهم على فهم حكمه وتدبر مراميه . ويعتمد الإعجاز العلمي على الحقائق المستقرة التي تثبت بأدلة قطعية ، ويشهد بصحتها جميع أهل الاختصاص ، دون الفروض والنظريات . كما يجب أن يدل نص الكتاب أو السنة على الحقيقة العلمية بطريق من طرق الدلالة الشرعية ، وفقاً لقواعد اللغة ومقاصد الشارع وأصول التفسير ، فإن خرجت الحقيقة العلمية المدعاة عن جموع معاني النص لم تكن حقيقة في الواقع ونفس الأمر . ويجب أن يكون الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العلماء المشهود لهم بالتأهيل العلمي في مجال تخصصه ، إضافة إلى قدرته على فهم النصوص الشرعية من مصادرها ، والاستنباط منها ، وفق قواعد اللغة وأصول التفسير، وعليه أن يستشير المتخصصين في العلوم الشرعية في ما يخفى عليه وجه الإعجاز فيه . ويستحسن أن تقوم بهذه البحوث مجموعات عمل تجمع الخبراء في العلوم الكونية والشرعية . وتقوم لجان الخبرة ومجموعات العمل التي تجمع المفسرين والعلماء الكونيين بإعداد البحوث وإجراء الدراسات في مجال الإعجاز العلمي، حتى توجد المؤسسات التعليمية التي تخرج العالم بمعاني التنزيل وحقائق العلم .اهـ

وقد ذكر جمعا من الفريقين -المجيزين والمانعين- فقال :

المجيزون للتفسير العلمي للقرآن الكريم :
أما مجيزو التفسير العلمي وهم الكثرة ، فيمثلهم الإمام محمد عبده ، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا ، والشيخ عبد الحميد بن باديس ، والشيخ محمد أبو زهرة، ومحدث المغرب أبو الفيض أحمد بن صديق الغماري ، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، صاحب أضوء البيان في تفسير القرآن بالقرآن . وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له الحدود التي تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتشبعون بما لم يعطوا .
ومن هذه الحدود :
1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من :
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي .
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها .
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها. خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية .

2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي .
3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر ، بل تجعل هي الأصل : فما وافقها قبل وما عارضها رفض .
4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص . أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت.

المانعون من التفسير العلمي:
أما المانعون من التفسير العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت ، والأستاذ سيد قطب ، ود . محمد حسين الذهبي.
وهؤلاء المانعون يقولون :
1- إن القرآن كتاب هداية ، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ، ودقائق الفنون ، وأنواع المعارف .
2- إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان ، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3- إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع الإعجاز ، ولا يسيغه الذوق السليم .
4- ثم يقولون : إن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون ، وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ أنه قال: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة . فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ، ثم ينقص حتى يعود كما كان . فأنزل الله هذه الآية : &64831; يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...&64830;(البقرة:189) .
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي ؟

1- إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث ، فقد تحدث القرآن عن السماء ، والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وسائر الظواهر الكونية . كما تحدث عن الإنسان ، والحيوان والنبات .
2- ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية ، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس .
3- أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض ، وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن .
4- أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر ، والتمحل ، والتكلف، فإن التأويل بلا داع مرفوض ، وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة .
أما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية : &64831; يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ &64830; فهو بحاجة إلى أن يثبت، وإلا فهو معارض بما رواه الطبري في تفسيره عن قتادة في هذه الآية: قالوا سألوا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون &64831; هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...&64830; فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه .
وروي عن الربيع وابن جريج مثل ذلك . ففي هذه الروايات التي ساقها الطبري، أن السؤال هو : لم جعلت هذه الأهلة؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص؟ . ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي .

ثم قال الباحث: والخلاصـة :
1- أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية .
2- ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية .
3- ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً .
4- وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر ، أو دل عليه صحيح السنة .
5- وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة ، وحدود الشريعة ، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله .
6- وهو – أخيراً – مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب ، فكتاب الله أعظم من ذلك . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

وقد عقد المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مدينة إسلام آباد بباكستان في الفترة من 25-28 من صفر 1408هـ الموافق 18-21 أكتوبر 1987م ، وذلك تحت الرعاية المشتركة للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ، وهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .وقد اشترك في هذا المؤتمر 228 عالماً ينتمون إلى 52 دولة، كما شارك في هذا المؤتمر 160 مراقباً . ولقد قدم للؤتمر 78 بحثاً علمياً غطت 15 تخصصاً علمياً ، تم اختيارها من بين أكثر من 500 بحث وردت للجنة المنظمة للمؤتمر من كل أنحاء العالم .

وقد خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات كان أولها ما يلي :
يوصي المؤتمر الجامعات والمؤسسات التعليمية بالعناية بقضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مناهجها الدراسية ، والعمل على إعداد وتدريس مادة جديدة في كل كلية أو معهد تعنى بدراسة آيات وأحاديث الإعجاز العلمي الداخلة في تخصص هذه الكلية أو المعهد، وذلك لربط حقائق العلم بالوحي، تعميقاً للإيمان وتقوية لليقين في قلوب

الدارسين. اهـ

وقد ألف الشيخ عبد المجيد الزنداني كتابا مستقلا في تأصيل الإعجاز العلمي، ومما ورد في مقدمته قوله : وصف الإعجاز هنا بأنه علمي نسبة إلى العلم .
والعلم : هو إدراك الأشياء على حقائقها. أو هو صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً.

والمقصود بالعلم في هذا المقام : العلم التجريبي. وعليه فيعرف الإعجاز العلمي بما يلي:
تعريف الإعجاز العلمي: هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي ، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في ما أخبر به عن ربه سبحانه.

لكل رسول معجزة تناسب قومه ومدة رسالته : ولما كان الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم يبعثون إلى أقوامهم خاصة ، ولأزمنة محدودة فقد أيدهم الله ببينات حسية مثل : عصا موسى عليه السلام ، وإحياء الموتى بإذن الله على يد عيسى عليه السلام ، وتستمر هذه البينات الحسية محتفظة بقوة إقناعها في الزمن المحدد لرسالة كل رسول ، فإذا حرف الناس دين الله بعث الله رسولاً آخر بالدين الذي يرضاه، وبمعجزة جديدة ، وبينة مشاهدة .
المعجزة العلمية تناسب الرسالة الخاتمة والمستويات البشرية المختلفة: ولما ختم الله النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم ضمن له حفظ دينه ، وأيده ببينة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة ، قال تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ (الأنعام: من الآية19) ومن ذلك ما يتصل بالمعجزة العلمية .وقال تعالى: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ(النساء: من الآية166) .

وفي هذه الآية التي نزلت رداً على تكذيب الكافرين ، بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم بيان لطبيعة المعجزة العلمية ، التي تبقى بين يدي الناس ، وتتجدد مع كل فتح بشري في آفاق العلوم ، والمعارف ذات الصلة بمعاني الوحي الإلهي .

قال الخازن عند تفسير هذه الآية : "لكن الله يشهد لك يا محمد بالنبوة ، بواسطة هذا القرآن ، الذي أنزله عليك" وقال ابن كثير: "فالله يشهد لك بأنك رسوله ، الذي أنزل عليه الكتاب ، وهو القرآن العظيم … ولهذا قال : أنزله بعلمه : أي فيه علمه الذي أراد أن يطلع العباد عليه ، من البينات والهدى ، والفرقان، وما يحبه الله ويرضاه ، وما يكرهه ويأباه ، وما فيه من العلم بالغيوب ، من الماضي والمستقبل.

وقال أبو العباس ابن تيمية : فإن شهادته بما أنزل إليه ، هي شهادته بأن الله أنزله منه ، وأنه أنزله بعلمه ، فما فيه من الخبر ، هو خبر عن علم الله ، وليس خبراً عمن دونه ، وهذا كقوله : فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ (هود: من الآية14) وليس معنى مجرد كونه أنزله أنه معلوم له ، فإن جميع الأشياء معلومة له ، وليس في ذلك ما يدل على أنها حق ، لكن المعنى : أنزله فيه علمه ، كما يقال: فلان يتكلم بعلم ، فهو سبحاه أنزله بعلمه ، كما قال:

قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ(الفرقان: من الآية6)

وإلى هذا المعنى ذهب كثير من المفسرين. وهكذا تسطع بينه الوحي ، المنزل على محمد –صلَّى الله عليه وسلَّم – بما نزله فيه من علم إلهي، يدركه الناس في كل زمان ومكان ، ويتجدد على مر العصور ، ولذلك قال:"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً ، أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة". قال ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث :"ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة ، وخرقه للعادة في أسلوبه ، وفي بلاغته ، وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر من الأعصار ، إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون ؛ يدل على صحة دعواه … فعم نفعه من حضر ومن غاب ، ومن وجد ومن سيوجد" إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ*وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (صّ:88)، وبينة القرآن العلمية يدركها العربي والأعجمي ، وتبقى ظاهرة متجددة إلى قيام الساعة . ففي القرآن أنباء تعرف المقصود منها ، لأنها بلسان عربي مبين ، لكن حقائقها وكيفياتها لا تتجلى إلا بعد حين.قال تعالى :لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (الأنعام:67)، قال الفراء في تفسير الحين الذي ذكرته الآية أنه :"بعد الموت وقبله، أي لتظهر لكم حقيقة ما أقول (بعد حين) أي في المستأنف." وذهب السدي الكبير إلى هذا المعنى، وقال ابن جرير الطبري ، بعد ذكر الأقوال المتعددة ، في تفسير الحين الذي ذكرته الآية : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يقال : إن الله أعلم المشركين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين ، من غير حد منه لذلك الحين بحد ، ولا حد عند العرب للحين، لا يجاوز ولا يقصر عنه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فلا قول فيه أصح من أن يطلق ، كما أطلقه الله، من غير حصر ذلك على وقت دون وقت.

لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (الأنعام:67) .وشاء الله أن يجعل لكل نبأ زمناً خاصاً يتحقق فيه ، فإذا تجلى الحدث ماثلا للعيان أشرقت المعاني ، التي كانت تدل عليها الحروف والألفاظ في القرآن ، وتتجدد المعجزة العلمية عبر الزمان ، وإلى هذا الزمن أشار القرآن في قوله تعالى: لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (الأنعام:67) ويبقى النبأ الإلهي محيطاً بكل الصور ، التي يتجدد ظهورها عبر القرون.وقال ابن جرير الطبري :"لكل نبأ مستقر ، يقول : لكل خبر مستقر ، يعني قرار يستقر عنده ، ونهاية ينتهي إليها ليتبين حقه وصدقه ، من كذبه وباطله .وسوف تعلمون. يقول : وسوف تعلمون أيها المكذبون بصحة ما أخبر به". وقال ابن كثير : قال ابن عباس وغير واحد : أي لكل نبأ حقيقة ، أي لكل خبر وقوع ، ولو بعد حين ، كما قال تعالى: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (صّ:88)

لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ(الرعد: من الآية38).

إلى هذا ذهب كثير من المفسرين.

أنباء الأرض والسماء في القرآن والسنة ، تتجلى في عصر الاكتشافات : وأن خبر القرآن والسنة ، وما فيهما من أوصاف لما في الأرض والسماء ، هو نبأ إلهي عما في الأرض والسماء ، ممن هو أعلم بما خلق فيهما من أسرار .ُقلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(يونس: من الآية18)

فالخبر بما في الأرض والسماء ، نبأ عما في الأرض والسماء . ولقد زخر القرآن والسنة ، بأنباء الكون وأسراره ، وتفجرت في عصرنا علوم الإنسان ، باكتشافاته المتتالية ، لآفاق الأرض والسماء، فحان الحين لرؤية حقائق العلم، الذي نزل به الوحي في القرآن والسنة .حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (فصلت: من الآية53).

ولقد أعلنت البشرية اليوم قبولها العلم طريقاً إلى معرفة الحق ، بعد أن كبلت طويلاً بأغلال التقليد الأعمى ، فشيدت للعلم البناء ، وفرغت لخدمته العلماء ، ورصدت له الأموال ، وما أن وقفت العلوم التجريبية على قدميها إلا وبدأت في تأدية رسالتها ، التي حددها الله لها في جعلها طريقاً إلى الإيمان به ، وشاهداً على صدق رسوله .

وقال الشيخ الزنداني أيضاً: الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي
فالتفسير العلمي : هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية
أما الإعجاز العلمي : فهو إخبار القرآن الكريم ، أو السنة النبوية ، بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيراً، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية ، في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية، التي يؤول إليها معنى الآية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون ، فيستقر عندها التفسير، ويعلم بها التأويل، كما قال تعالى: لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(الأنعام:67)


وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون ، تزيد المعنى المستقر وضوحاً وعمقاً وشمولاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم فيزداد بها الإعجاز عمقا وشمولاً ، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها.

وقال : ولقد قامت هذه الأبحاث على قواعد نوجزها فيما يلي:-
(أ) علم الله هو العلم الشامل المحيط الذي لا يعتريه خطأ ، ولا يشوبه نقص، وعلم الإنسان محدود ، يقبل الازدياد ، ومعرض للخطأ.
(ب) هناك نصوص من الوحي قطعية الدلالة ، كما أن هناك حقائق علمية كونية قطعية.
(ج) وفي الوحي نصوص ظنية في دلالتها ، وفي العلم نظريات ظنية في ثبوتها .
(د) ولا يمكن أن يقع صدام بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي، فإن وقع في الظاهر ، فلابد أن هناك خللا في اعتبار قطعية أحدهما.
(هـ) عندما يُري الله عباده آية من آياته ، في الآفاق أو في الأنفس مصدقة لآية في كتابه، أو حديث من أحاديث رسوله يتضح المعنى، ويكتمل التوافق ، ويستقر التفسير ، وتتحدد دلالات ألفاظ النصوص ، بما كشف من حقائق علمية، وهذا هو الإعجاز.
(و) إن نصوص الوحي قد نزلت بألفاظ جامعة تحيط بكل المعاني الصحيحة في مواضيعها التي قد تتتابع في ظهورها جيلا بعد جيل .
(ز) إذا وقع التعارض بين دلالة قطعية للنص ، وبين نظرية علمية رفضت هذه النظرية، لأن النص وحي من الذي أحاط بكل شيء علما ، وإذا وقع التوافق بينهما كان النص دليلا على صحة تلك النظرية ، وإذا كان النص ظنيا والحقيقة العلمية قطعية يؤوّل النص بها .
(ح) وإذا وقع التعارض بين حقيقة علمية قطعية ، وبين حديث ظني في ثبوته ، فيؤول الظني من الحديث،ليتفق مع الحقيقة القطعية،وحيث لا يوجد مجال للتوفيق فيقدم القطعي .

وقال الشيخ الزنداني حفظه الله : وتتمثل أوجه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في ما يلي:
1- في التوافق الدقيق بين ما في نصوص الكتاب والسنة، وبين ما كشفه علماء الكون من حقائق كونية ، وأسرار علمية لم يكن في إمكان بشر أن يعرفها وقت نزول القرآن .
2- تصحيح الكتاب والسنة لما شاع بين البشرية في أجيالها المختلفة ، من أفكار باطلة ، حول أسرار الخلق لا يكون إلا بعلم من أحاط بكل شيء علما.
3- إذا جمعت نصوص الكتاب ، والسنة الصحيحة ، وجدت بعضها يكمل بعضها الآخر ، فتتجلى بها الحقيقة ، مع أن هذه النصوص قد نزلت مفرقة في الزمن، وفي مواضعها من الكتاب الكريم ، وهذا لا يكون إلا من عند الله ؛ الذي يعلم السر في السموات والأرض .
4- سن التشريعات الحكيمة التي قد تخفى حكمتها على الناس وقت نزول القرآن، وتكشفها أبحاث العلماء في شتى المجالات.
5- في عدم الصدام بين نصوص الوحي القاطعة ؛ التي تصف الكون وأسراره، على كثرتها ، وبين الحقائق العلمية المكتشفة على وفرتها ، مع وجود الصدام الكثير، بين ما يقوله علماء الكون ، من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات، ووجود الصدام بين العلم ، وما قررته سائر الأديان المحرفة المبدلة.وصدق الله القائل : &64831; وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ(48)بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ(49)وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ(50)أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51)قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(52) &64830; (العنكبوت:48-52).
تنبيه :
وكلامنا هنا محصور في قضايا الإعجاز العلمي؛ الذي تسفر فيه النصوص عن معان لكيفيات وتفاصيل جديدة عبر العصور ، أما ما يتعلق بالعقائد والعبادات ، والمعاملات والأخلاق ، فقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضح تفسيرها.

وقال الشيخ الزنداني حفظه الله : سرور رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بظهور التوافق بين الوحي ، وبين الواقع:
روى مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قال : … فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال : "ليلزم كل إنسان مصلاه. ثم قال: أتدرون لم جمعتكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. قال "إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري ، كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال"، ثم ذكر لهم خبر تميم الداري ورحلته ؛ التي استغرقت أكثر من شهر في البحر، وجاءت موافقة لما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل. وكان الناس يشككون في نسب أسامة بن زيد ، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها – قالت : إن رسول الله دخل عليَّ مسروراً ، تبرق أسارير وجهه، فقال: ألم تري أن مجززاً نظر آنفا إلى زيد بن حارثة ، وأسامة بن زيد (وفي رواية، وعليهما قطيفة ، قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما) فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض . وهكذا جاء الدليل من الواقع المشاهد ؛ ليحسم الخلاف ، فبرقت له أسارير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكم يسر المؤمن في عصرنا ، وهو يشاهد حقائق الواقع، والمشاهدات الكثيرة، قد جاءت مصدقة لما جاء به الوحي، قبل ألف وأربعمائة عام.

فهذا تلخيص واف لأدلة المجيزين للتفسير العلمي وضوابط الأخذ به، ونحن مع هذا الرأي إذا انضبط بالشروط والقيود السابقة الذكر.

والله أعلم
ـــــــــــــــــــــ


رقـم الفتوى : 17108
عنوان الفتوى : الإعجاز العددي بين المثبتين والنافين
تاريخ الفتوى : 04 ذو الحجة 1424 / 27-01-2004
السؤال
أسأل عن الإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
....
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فكتاب الله هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42] .
ويجب أن يصان كتاب الله عن الظنون والأوهام، وقد اتفق أهل العلم على حرمة التفسير بالرأي بلا أثر ولا لغة، وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
وقال عمر وهو على المنبر: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) ثم قال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبُّ؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر! وقد ذكر هذه الآثار ابن أبي شيبة في مصنفه، و ابن القيم في إعلام الموقعين.
والذي لا يشك فيه مسلم هو أن القرآن معجز في فصاحته وبلاغته، معجز في علومه ومعارفه، لأنه كلام رب العالمين الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، قال تعالى:
(لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) [النساء:166] .
ولكن لا ينبغي أن يتكلف المسلم استخراج بعض العلاقات الرقمية في كتاب الله بدافع الحماسة، وكتاب الله فيه من المعجزات والحقائق ما هو ظاهر بلا تكلف، فقد أخبرنا القرآن عن أحداث من الغيب ماضية، وأحداث من الغيب آتية.
والإعجاز العددي أمر لم يتطرق لبحثه السابقون من العلماء، وقد انقسم الناس اليوم فيه بين مثبت ونافٍ، ونحن نذكر بعض الضوابط التي لا بد منها للخوض في هذا الأمر.
أولاً: موافقة الرسم القرآني.
ثانياً: أن يكون استنباط الإعجاز العددي موافقاً للطرق الإحصائية العلمية الدقيقة دون تكلف أو تدليس.
ثالثاً: الاعتماد على القراءات المتواترة، وترك القراءات الشاذة.
رابعاً: أن يظهر وجه الإعجاز في تلك الأعداد بحيث يعجز البشر عن فعل مثلها لو أرادوا.
والذي نراه هو أن أكثر ما كتب في الإعجاز العددي لا ينضبط بهذه الضوابط.
والله أعلم.

د.هزاع
20/04/2007, 03:44 AM
واما رأي مركز الفتوى في الإعجاز :




جاء في قواميس اللغة في معنى العجز: أنه نقيض الحزم، تقول: عَجَز عن الأمر يعْجِزُ، إذا قصُر عنه ولم يدركه، والعجز الضعف، والإعجاز: الفَوْت والسَّبْق.

والمعجزة في الشرع تعني: الأمر الخارق للعادة، يُعْجِزُ البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله، يجعله الله على يد من يختاره لنبوته، دليلاً على صدقه وصحة رسالته .

وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال من أُرسل إليهم، فلما كان السحر فاشيًا في قوم موسى جاءهم بما يناسبهم وما هم عليه، ومثل ذلك يقال في عيسى عليه السلام، لما كان الطب سائدًا في زمنه جاءهم بما يوافق أمرهم وحالهم.

ولما كانت العرب أرباب فصاحة وبلاغة وخطابة، جعل الله سبحانه معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، إلا أن معجزته صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى أنها جاءت موافقة لما كان عليه العرب من الفصاحة والبلاغة - امتازت على غيرها من المعجزات بأمرين اثنين: أولهما: أنها كانت معجزة عقلية لا حسية، وثانيهما: أنها جاءت للناس كافة وجاءت خالدة خلود الدهر والناس .

والإعجاز في القرآن الكريم جاء على وجوه عدة؛ جاء من جهة اللفظ، ومن جهة المعنى، وجاء من جهة الإخبار، ومن جهات أخرى ليس هذا مقام تفصيلها .

ففي جهة الإعجاز البياني والبلاغي نقف على العديد من الآيات التي تبين بلاغة القرآن المبين وبيانه الرفيع وتركيبه المعجز، وقد تحدى الإنس والجن مجتمعين على الإتيان بمثله فعجزوا عن ذلك، كما قال تعالى: { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } (الإسراء:88) وبهذه الآية وأمثالها ثبت التحدي للعرب المعاصرين لنزول القرآن ولمن بعدهم، وقطع كذلك بعجزهم عن الإتيان بمثله، على الرغم من كل ما أوتوه من وجوه الفصاحة والبلاغة والبيان.

ومن وجوه الإعجاز التي جاء بها القرآن الكريم الإخبار عن الغيوب التي لا علم لأحد من المخلوقين بها، يستوي في ذلك غيوب الماضي، كالإخبار عن قصص الأنبياء وأنبائهم، أم غيوب الحاضر، كإخباره عن أسرار المنافقين ومكائدهم، أم أخبار المستقبل كإخباره عن أمور ستقع في المستقبل، كالتمكين للمؤمنين في الأرض، ودخول المسجد الأقصى بعد أن يأذن الله بذلك .

ومن وجوه الإعجاز كذلك، الإعجاز التشريعي، فقد جاء القرآن هداية للناس أجمعين، واشتمل على أحكام تشريعية تكفل سعادة العباد في الدنيا والآخرة، وتفي باحتياجاتهم الزمانية والمكانية. بخلاف ما عليه حال قوانين البشر وشرائعهم التي ظهر عجزها وما يزال عن معالجة متطلبات البشر، وثبت قصورها عن مسايرة الأوضاع المستجدة بين الحين والآخر، وصدق الله إذ يقول: { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا } (الإسراء:9) .

ومن وجوه الإعجاز القرآني الإعجاز العلمي، حيث توصل العلم الحديث اليوم إلى كثير من الحقائق التي أثبتها القرآن الكريم قبلُ، كقوله تعالى: { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } (الحِجر:14-15) وقوله تعالى: { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما } (الأنبياء:30) ونحو ذلك من الآيات التي أكدها العلم الحديث وصدقها، كل ذلك تصديقًا لقوله تعالى: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } (فصلت:53) وقد تحقق هذا الوعد الإلهي بما أثبته العلم وما يثبته كل يوم، ورأى الناس آيات الله فيما بثه في كونه وما أودعه في مخلوقاته .

ونحن مع مطلع فجر كل يوم نسمع ونرى العديد من الحقائق، التي يثبتها العلم، الأمر الذي يؤكد مصداقية هذا القرآن وصدق ما جاء به وأنه { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت:42) .

وفي ختام مقالنا هذا يجدر بنا أن نقتطف بعضًا مما ذكره الأديب محمد صادق الرافعي رحمه الله في هذا السياق، إذ يقول في وصفه للقرآن الكريم: " إنه هداية إلهية في أسلوب إنساني يحمل في نفسه دليل إعجازه، ويكون القرآن منفرداً في التاريخ بأنه منذ أُنزل لا يبرح في كل عصر يظهر من ناحيتين صادقتين: ناحية الماضي، وناحية الحاضر...ولم يأت دين من الأديان بمعجزة توضع بين أيدي الناس يبحث فيها أهل كل عصر بوسائل عصرهم غير الإسلام، بما أنزل فيه من القرآن.." .

ثم هو يصف إعجازه بأنه: "..مشْغَلة العقل البياني العربي في كل الأزمنة، يأتي الجيل من الناس ويمضي وهو باق بحقائقه ينتظر الجيل الذي يخلفه؛ كما أنه مشْغَلة الفكر الإنساني..." والحمد لله على نعمة القرآن التي لا يعدلها نعمة

عصام البطمة
27/04/2007, 07:06 PM
الأخ الكريم هزاع :

أولا : لم أجد أي رد على المقال الأساس في هذا الموضوع مع انك وعت بالرد على ما المقال ولكن لم أجد أي رد يذكر على ما قلته أنا .
و هذا مجانب لأسلوب الحوار الفكري السليم القائم على نقاش الآخر بالحجة و البرهان .
فالبحث هو هل ما يسمى بالإعجاز العلمي موجود أو غير موجود و ليس البحث بمكان أن تضع لنا ما تراه أنه إعجاز فقبل نقلك لنا ما نقلت كان الأصل أن تبحث معي في إثبات الفكرة ثم تبدأ بذكر مظاهر الإعجاز كما يحلوا لك .
بمعنى آخر بحثي معك هو في اثبات الفكرة أو نفيها فلم أتفق معك على وجود الإعجاز العلمي حتى تنقل لنا جداول و أمور عجيبة غريبة حتى تثبت لنا قولك و كأنه أمر بات مسلم لك فأنا أريد فقط نقاشك في اصل الفكرة .

ثانيا أنت كفرت من يقول بعدم الإعجاز العلمي و هذه أقوالك :
(سيكون أشد لطمة على فم كل من سينتصر لرأي جاهل ومقولة ضالة كهذه ..
ونختصر ما أمكن ) فقد وصفت من ينكر هذا الأمر بالضلال و الجهل و هذا ينسحب على الشاطبي و سيد قطب و شوقي ضيف و كل علماء الأمة المعتبرين الذين أنكروا صنعة الإعجاز العلمي .
و قلت أيضا : (بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
وبهتان للحق
ونصرة للضلالة
وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل )
فقولك هذا لا شك أنه تكفير لأي مسلم ينكر صنعة الإعجاز العلمي دون أي تأويل أو تبرير أو تفسير و قولك هذا به تكفير لخيرة علماء الأمة فمن أنت حتى تخرج الناس من الملة و تكفر الناس و تحمل صكوك الغفران فتخرج الناس من الإسلام لمجرد خلافهم معك في فكرة هي في الأساس محل خلاف بين كبار علماء الأمة ؟ .
الأمر الأخير و هو محور نقاشي معك أطرح عليك الأسئلة التالية :
ما هو تعريف المعجزة الذي تتبناه ؟
2 ) هل من شروط المعجزة ثبوتها بالأدلة القطعية ؟

د.هزاع
27/04/2007, 07:39 PM
أخي المكرم
أهلاً بك
وأنا لم أتوقف عن الرد على نقاشك
بل توقفت عن الرد عن المنقول أصلاً
لأنني قد وجدت فيما كتبته هنا
ما يفي بالرد
ولو أردت العودة للنقاش
فلا مانع أبداً
بل أتشرف بأن تبدي لنا
أو نبدي لك
الرأي الصحيح
ويشهد الله أنني ما اتهمت أحداً بعينه بالكفر
بل أوردت آية كريمة تقول بأن من ينكر الكتاب
ويحيد عنه
كافر
فهل كفرت بذلك أحداً
عموماً
ضع المحور الذي تريد
وسنعود لنقاشك
..
خالص التقدير

عصام البطمة
27/04/2007, 07:56 PM
القرآن كتاب دين وهداية وليس ـــــــــــــــــــــــ
وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
ـــــــــــــــــــــ
بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
وبهتان للحق
ونصرة للضلالة
وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
وقد قال الله :
( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .. الإسراء
( ليحق الحق ويبطل الباطل و لو كره المجرومن ) .. الأنفال
فإن لم يكن كفراً فماذا تقول في هذا الاعجاز :
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ... البقرة
( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدينا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .. البقرة
( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) ..البقرة
( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
فتب إلى الله ولا تكن في زمرة من يقع عليه الحساب السريع
وهذه إشارة واضحة للحال التي نحن فيها ههنا
فمن يجحد بالله وإعجازه متذرعاً باختلاف الكتاب عن العلم فقد كفر
ومثلها :
( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) .. آل عمران
...

هذا قولك أخي بما تفسره ؟
المحاور هي ما ذكرت لك في المشاركة التي قبل هذه الأسئلة التي طرحتها في آخر مشاركتي .

وحيد فرج
28/04/2007, 11:40 AM
الإعجاز القرآني في الذباب

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73)

إن الله سبحانه ضرب لنا مثلاً أن الذين تعبدون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، وإذا سلبهم الذباب شيئاً، لا يستطيعون أن يسترجعونه منه
ولقد أثبت العلم الحديث الإعجاز العلمي لهذه الآية، فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها إلى السطح المقابل له، مكونة بذلك أنبوبا لامتصاص الطعام، وإذا نظرت بدقة إلى الأنبوب الماص لوجدت أن الطرف الملامس لسطح الطعام متسعا وكأنه مكنسة كهربائية. بعد ذلك تبدأ الذبابة بفرز إفرازاتها التي تمكنها من تحليل وامتصاص ولعق المواد الكربوهيدراتية وغيرها الموجودة في الطعام ثم تبدأ هذه المواد بالتحلل إلى مواد بسيطة التركيب لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب.
فالذباب لا يملك جهاز هضمي معقد لذلك يلجئ إلى الهضم الخارجي وذلك من خلال إفراز عصارات هاضمة على المادة المراد التغذية عليها ثم تدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي حتى يتم امتصاصها لتسير في الدورة الدموية إلى خلاياه ويتحول جزء منها إلى طاقة تمكنه من الطيران وجزء آخر إلى خلايا وأنسجة ومكونات عضوية وجزء أخير إلى مخلفات يتخلص منها جسم الذباب فإن قام العلماء باستخراج ما ببطن الذبابة فإنه لن يكون هو نفسه الطعام الذي سلبته الذبابة لأن الطعام الذي دخل في جف الذبابة لم يعد نفسه الطعام الذي سلبته وإنما يحتاج إلى تجميع مركباته التي قد تفتت فلهذا السبب لا نستطيع استنقاذه والعجز يأتي من أن الطعام وحتى قبل دخوله إلى ماصة فم الذبابة طرأ عليه التغيير.
ولاحظ أنه لو أراد العلماء أخذ الطعام من فم الذبابة ولو من بداية دخوله الماصة، فان ذلك لن يجدي شيئا، وذلك أن الطعام قد تحول إلى مركبات مختلفة تماما حتى قبل امتصاصه لذلك (لا يستنقذوه منه) أبداً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إذا وَقَع الذُبابُ في إناءِ أحَدِكم فَليغمسُه كلَهُ، ثم ليطَرحهُ، فإنَ في أحَدِ جنَاحيهِ الداء، وفي الآخَرِ شفاء" رواه البخاري
هذا الحديث فيه أمران أمر فقهي وأمر طبي
فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جدا على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه وهذا قول جمهور العلماء ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك ووجه الاستدلال به أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمقلة وهو غمسه في الطعام ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمر بإفساد الطعام وهو صلى الله عليه وسلم إنما أمر بإصلاحه.

وأما الطبي فهو يعتبر من معجزاته الطبية صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية ذكره لعامل المرض وعامل الشفاء محمولين على جناحي الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا، وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم المرضية الموجودة في أحد جناحيه نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم المرضية الموجودة بالماء وقد أثبت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث
والتعبير بالإناء أشمل وقوله (فليغمسه كله) أمر إرشاد لمقابلة الداء بالدواء وقوله (ثم ليطرحه) أي ثم ليرميه فقد أخرج البراز بسند رجاله ثقات أن أنس بن مالك رضي الله عنه وقع ذباب في إنائه، فقام بإصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثم قال: (باسم الله، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يفعلوا ذلك) ورد النص في الذباب فلا يقاس عليه غيره من الحشرات، وخاصة فقد بين سبب ذلك بأن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وهذا المعنى لا يوجد في غيره.
- الإعجاز القرآني في الذباب (6965)
















خيارات




صفحة للطباعة

أرسل هذا المقال لصديق

د.هزاع
01/05/2007, 03:07 AM
السلام عليكم
أخي الكريم
ولن يكون رأيي خيراً من هذا
فجزى الله كاتبه ( أحمد محمد فتحي في كتابه : الاعجاز العلمي بين الحقيقة والوهم ) خير الجزاء
وسأنقل لك مقتطفات من ذلك :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فمن طرق الإعجاز العلمية
أنه دعا للنظر والاستدلال. قال في الشفاء :" ومنها جمعه لعلوم ومعارف ، لم تعهد للعرب ، ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب ، من كتبهم ، فجمع فيه من بيان علم الشرائع ، والتنبيه على طرق الحجة العقلية ، والرد على فرق الأمم ، ببراهين قوية ، وأدلة كقوله?لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا?(الأنبياء:22).وقوله? أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ? (يس:81) .ولقد فتح الأعين إلى فضائل العلوم ، بأن شبه العلم بالنور ، وبالحياة ، كقوله:? لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا?(يس:70).وقوله :?يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ? (البقرة:257).وقال:?وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ?(العنكبوت:43).وقال:?هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? (الزمر: 9)وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القرآن ، أساليب الشعر ، وأغراضه مخالفة واضحة.هذا والشاطبي قال في الموافقات : (إن القرآن لا تحمل معانيه ، ولا يتأول إلا على ما هو متعارف عند العرب). ولعل هذا الكلام صدر منه في التَّفَصي(5)َّ من مشكلات في مطاعن الملحدين ، اقتصاداً في البحث ، وإبقاءً على نفيس الوقت ، وإلا فكيف ينفي إعجاز القرآن ، لأهل كل العصور ، وكيف يقصر إدراك إعجازه بعد العصر العربي ، على الاستدلال بعجز أهل زمانه ، إذ عجزوا عن معارضته .وإذ نحن نسلم لهم بالتفوق في البلاغة والفصاحة ، فهذا إعجاز إقناعي ، بعجز أهل عصر واحد ، ولا يفيد أهل كل عصر ، إدراك طائفة منهم لإعجاز القرآن .ثم يستدل الأستاذ ابن عاشور بحديث "ما من الأنبياء نبي إلا أوتي - أو أعطى- من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" (البخاري فضائل القرآن1 ومسلم ، كتاب الإيمان 239"(6) "…" فالمناسبة بين كونه أوتي وحياً وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً لا تنجلي ، إلا إذا كانت المعجزة صالحة ، لجميع الأزمان ، حتى يكون الذين يهتدون لدينه لأجل معجزته ، أمما كثيرين ، على اختلاف قرائحهم ، فيكون هو أكثر الأنبياء تابعا ، لا محالة ، وقد تحقق ذلك ، لأن المعنى بالتابع : التابع له ، في حقائق الدين ، لا اتباع الادعاء والانتساب بالقول "…" .وهذه الجهة من الإعجاز : إنما تثبت للقرآن بمجموعه ؛ إذ ليست كل آية من ، آياته، ولا كل سورة من سوره ، بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز ،ولذلك فهو إعجاز حاصل،من القرآن،وغير حاصل به التحدي،إلا إشارة نحو قوله?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا?( النساء:82).وقال الأستاذ ابن عاشور في المقدمة الرابعة "تفسير التحرير والتنوير 1/42-45""وفي الطريقة الثالثة : تجلب مسائل علمية ، من علوم لها مناسبة بمقصد الآية، إما على أن بعضها يومئ إليه معنى الآية ، ولو بتلويح ما ، كما يفسر أحد قوله تعالى :? وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ? (البقرة:269).فيذكر تقسيم علوم الحكمة ومنافعها ، مدخلا ذلك تحت قوله (خيراً كثيراً) فالحكمة،وإن كانت علماً اصطلاحياً ، وليس هو تمام المعنى للآية،إلا أن معنى الآيةالأصلي، لا يفوت ، وتفاريع الحكمة تعين عليه. وكذلك أن نأخذ من قوله تعالى?كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ?(الحشر:7) .تفاصيل من علم الاقتصاد السياسي ، وتوزيع الثروة العامة ، ونعلل بذلك مشروعية الزكاة، والمواريث ، والمعاملات المركبة ، من رأس مال وعمل ، على أن ذلك تومئ إليه الآية إيماء. وإن بعض مسائل العلوم ، قد تكون أشدّ تعلقاً بتفسير آي القرآن ،كما نفرض مسألة كلامية، لتقرير دليل قرآني ، مثل برهان التمانع(7) لتقرير معنى قوله تعالى? لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ?(الأنبياء:22).وكتقرير مسألة المتشابه ؛ لتحقيق معنى نحو قوله تعالى?وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْد? (الذّاريات47).فهذا كونه من غايات التفسير واضح.وكذا قوله تعالى?أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ?(ق:6).فإن القصد منه الاعتبار، بالحالة المشاهدة. فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة ، وبين أسرارها ، وعللها ، بما هو مبين ، في علم الهيئة ، كان قد زاد المقصد خدمة. وإما على وجه التوفيق بين المعنى القرآني ، وبين المسائل الصحيحة من العلم ، حيث يمكن الجمع. وإما على وجه الاسترواح من الآية كما يؤخذ من قوله تعالى :? وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ?( الكهف:47) .أن فناء العالم يكون بالزلازل ، ومن قوله تعالى ? ِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ? (التكوير:1) .أن قانون الجاذبية يختل عند فناء العالم .وشروط كون ذلك مقبولاً أن يسلك فيه مسلك الايجاز ؛ فلا يجلب إلا الخلاصة من ذلك العلم ، ولا يصير الاستطراد كالغرض المقصود له ، لئلا يكون كقولهم "السى بالسى يذكر"(8).وللعلماء في سلوك هذه الطريقة الثالثة على الاجمال آراء : فأما جماعة منهم فيرون من الحسن : التوفيق بين العلوم غير الدينية ، وآلاتها ، وبين المعاني القرآنية ، ويرون القرآن مشيراً إلى كثير منها. قال ابن رشد الحفيد "هو محمد ابن أحمد بن رشد المتوفي 1198م" في فصل المقال : "أجمع المسلمون ، على أن ليس يجب أن تحمل ألفاظ الشرع كلها ، على ظاهرها ، ولا أن تخرج كلها عن ظاهرها، بالتأويل. والسبب في ورود الشرع بظاهر وباطن، هو : اختلاف نظر الناس ، وتباين قرائحهم ، في التصديق" .وتخلص إلى القول بأن بين العلوم الشرعية والفلسفية اتصالا. وإلى مثل ذلك ذهب "قطب الدين الشيرازي" في شرح حكمة الاشراق ، وكذلك الغزالي ، والامام الرازي، وأبوبكر بن العربي ، وأمثالهم صنيعهم يقتضي التبسط وتوفيق المسائل العلمية، فقد ملأوا كتبهم من الاستدلال على المعاني القرآنية ، بقواعد العلوم اُلحكْمِية(9) وغيرها .وكذلك الفقهاء : في كتب أحكام القرآن. وقد علمت ما قاله ابن العربي فيما أملاه، على سورة (نوح) وقصة (الخضر). وكذلك ابن جني ، والزجاج. وأبوحيان قد أشبعوا تفاسيرهم ، من الاستدلال على القواعد العربية ، ولاشك أن الكلام الصادر عن علام الغيوب تعالى ، وتقدس ، لا تبنى معانيه على فهم طائفة واحدة ، ولكن معانيه تطابق الحقائق ، وكل ماكان من الحقيقة في عمل من العلوم، وكانت الآية لها اعتلاق بذلك ، فالحقيقة العلمية مرادة، بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر ، وبمقدار ما ستبلغ إليه. وذلك يختلف باختلاف المقامات ويبنى على توفر الفهم ، وشرطه أن لا يخرج عما يصلح له اللفظ العربي ، ولا يبعد عن الظاهر ، إلا بدليل، ولا يكون تكلفاً بينا ، ولا خروجاً عن المعنى الأصلي ، حتى لا يكون في ذلك كتفاسير الباطنية .وأما "أبو اسحق الشاطبي" ، فقال في الفصل الثالث من المسألة الرابعة : "لا يصح في مسلك الفهم والافهام إلا ما يكون عاماً لجميع العرب. فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه". وقال في المسألة الرابعة من النوع الثاني : "ينقل ابن عاشور قول الشاطبي الذي اقتبسناه آنفاً وتعقبه بقوله" :"وهذا مبني على ما أسسه ، من كون القرآن ، لما كان خطاباً للأميين ،وهم العرب ، فإنما يعتمد في مسلك فهمه ، وإفهامه ، على مقدرتهم وطاقتهم وأن الشريعة أمية. وهو أساس واهٍ لوجوه ستة.
الأول : أن ما بناه عليه : يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال ، وهذا باطل لما قدمناه ، قال تعالى? تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ?(هود:49).وهذا صريح في أن القرآن يحتوي على كثير من الحقائق التي يجهلها قومه ، والتي هي من قبيل أنباء الغيب والمعجزات .
الثاني : أن مقاصد القرآن ، راجعة إلى عموم الدعوة ، وهو معجزة باقية ، فلا بد أن يكون فيه ، ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة."وقال ابن عاشور في موضع آخر من تفسيره (1/104) : "إن وجوه الإعجاز ترجع إلى ثلاث جهات "…" الجهة الثالثة : ما أودع فيه من المعاني الحكمية والاشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية ، مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن ، وفي عصور بعده متفاوتة ، وهذه الجهة أغفلها المتكلمون في إعجاز القرآن ، من علمائنا ، مثل أبي بكر الباقلاني ، والقاضي عياض ، "…" والقرآن معجز من الجهة الثالثة للبشر قاطبة ، إعجازاً مستمراً على ممر العصور ، وهذا من جملة ما شمله قول أئمة الدين : إن القرآن هو المعجزة المستمرة ، على تعاقب السنين ، لأنه قدر يدرك إعجازه العقلاء من غير الأمة العربية ، بواسطة ترجمة معانيه التشريعية ، والحكمية، والعلمية ، والأخلاقية وهو دليل تفصيلي لأهل تلك المعاني ، وإجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك. "انظر أيضاً تفسيره 1/127-128".
الثالث:أن السلف(10) قالوا : إن القرآن لا تنقضي عجائبه ، يعنون معانيه،ولو كان كما قال الشاطبي لا نقضت عجائبه،بانحصار أنواع معانيه .
الرابع : أن من تمام إعجازه : أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة .
الخامس : أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقتضى ، إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوماً لديهم ، فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام ، وتحجب عنه أقوام ، "ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"(11).
السادس : أن عدم تكلم السلف عليها : إن كان فيما ليس راجعاً إلى مقاصده ، فنحن نساعد عليه ، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات ، بل قد بينوا ، وفصلوا ، وفرعوا ، في علوم عنوا بها ، ولا يمنعنا ذلك أن نقفي على آثارهم ، في علوم ن أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية ، أو لبيان سعة العلوم الإسلامية. أما ما وراء ذلك ، فإن كان ذكره لإيضاح المعنى ، فذلك تابع للتفسير أيضاً. لأن العلوم العقلية تبحث عن أحوال الأشياء ، على ما هي عليه، وإن كان فيما زاد على ذلك ، فذلك ليس من التفسير ، لكنه تكملة للمباحث العلمية ، واستطراد في العلم لمناسبة التفسير ، ليكون متعاطي التفسير ، أوسع قريحة في العلوم

ــــــــــــــــــــــــــ
وسأعود بخلاصة مفيدة إن لم يعجبك هذا الرد
والسلام عليكم

شيزر منيب علوان
02/05/2007, 01:29 AM
الأمر إحدى اثنتين: اجتهاد بحسن نية, والنقاش فيه أمر سليم, وإما عناد وإثبات رأي, والنقاش فيه سقيم بلا فائدة.

فليحذر أبو الهيجاء وأمثاله من أن يدخلوا في قوله تعالى: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) سورة الأنعام, 33.

وليدعوا كلٌّ منا الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدورنا للحق

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه,
اللهم أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم آمين

أبو حمزة الوائلي
02/05/2007, 02:40 AM
جزى الله أستاذي د.هزاع على هذا الجهد البديع , وجعله في ميزان حسناته , وكفاه سوء الخاتمة .
وأحسن الله إليك يا أخ شيزر على تعليقك الرفيع , وأغناك يوم القيامة عن أن تلقي على نفسك باللائمة .

د.هزاع
02/05/2007, 02:56 AM
السلام عليكم
الاخ شيزر
الاخ الوائلي
جزاكما الله خيراً
وأجدني قد قلت ما يسره الله لي
سائلاً إياه التوفيق
والحمد لله رب العالمين
فإن أصبت فبمنة الله
وإن اخطأت فبجهلي
ونسأله سبحانه المغفرة عما نعلم وما لا نعلم
وأكتفي بهذا
ولا أقول إلا ما قاله الله عز وجل :
( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
ولا أكفر أحداً وربي شاهدي
وإنما أعني
من بخس الآيات حقها وقدرها
فأخشى عليه من أن يكون في زمرة الكفر
وهذا ختام المقال بالنسبة لي
والسلام عليكم ورحمة الله

محمد سليم
13/05/2007, 08:50 PM
السلام عليكم
إخواني في الله , هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى ...وآمل ان لا اتلقى طعنًا ممن يقول بالإعجاز العلمي في القرآن...قبل أن ابدأ في سرد ما في جعبتي ,أرغب أن أجد جوابًا على الأسئلة التالية:
1.ما هو وجه الإعجاز في الحقائق والفرضيات العلمية؟
2.هل الإعجاز العلمي ينطبق على كل الحقائق العلمية الواردة في القرآن وغير الوادة فيه؟
3.وبناءًا على السؤال الثاني., ما هي المقاييس والمعايير في جعلها تنطبق او لاتنطبق على كل الحقائق العلمية.؟
ثم..يتبع...

معاذ أبو الهيجاء
18/10/2008, 03:55 PM
هنك بعض أئمة التفسير مثل الفخر الرازي و الغزالي حين تعرضوا لبعض آيات القرآن الكريم فسروها تفسيرا عليميا بحسب ضواهر الطبيعة و بحسب علمهم و لكن لم يقل أحد منهم أن هذا إعجاز علمي بل أغلب الظن أنهم ارداوا فقط لفت النظر إلى مقدرة الله عز وجل .
و هناك قسم آخر رفض هذه النزعة في التفسير ومنهم الشاطبي و شوقي ضيف و غيرهم .

اما في هذا العصر فتطور الامر و وصل به حد لا يطاق حتى ظهرت موسوعات في الموضوع .

أن حان الوقت حتى ارفع هذا الموضوع من جديد

زاهية بنت البحر
19/10/2008, 02:42 AM
أخي معاذ بعد كل ماقاله د. هزاع ود. منذر أبو هواش أظن الأمربات واضحًا.

دكتور أحمد سلامة
19/10/2008, 03:07 AM
الحقائق الدينية والنظريات العلمية
الحقيقة ثابتة ولاجدال فيها أما النظرية تحتاج البرهان او اثبات أو دليل علي عكس المسلمة فليس لها برهان او إثبات
فالي كل من يؤمن بالنظريات العلمية
هناك نظريات علمية تثبت كل ماجاء به القرآن علي سبيل المثال
ادخل الي المواقع:http://knol.google.com/k/-/-/2cp2vayd4io2e/33
http://knol.google.com/k/-/spssmaple/2cp2vayd4io2e/1http://knol.google.com/k/knol/system/knol/pages/Search

معاذ أبو الهيجاء
19/10/2008, 02:45 PM
أخي معاذ بعد كل ماقاله د. هزاع ود. منذر أبو هواش أظن الأمربات واضحًا.

الأخت زاهية كل الي قاله هزاع كلام فارغ أنا ما كنت أريد الرد عليه بتاتا لأن من وضعه لا يعرف شيء في الإعجاز و كل كلامه لا قيمه له في ميزان البحث العلمي الممنهج

معاذ أبو الهيجاء
19/10/2008, 02:50 PM
الحقائق الدينية والنظريات العلمية
الحقيقة ثابتة ولاجدال فيها أما النظرية تحتاج البرهان او اثبات أو دليل علي عكس المسلمة فليس لها برهان او إثبات
فالي كل من يؤمن بالنظريات العلمية
هناك نظريات علمية تثبت كل ماجاء به القرآن علي سبيل المثال
ادخل الي المواقع:http://knol.google.com/k/-/-/2cp2vayd4io2e/33
http://knol.google.com/k/-/spssmaple/2cp2vayd4io2e/1http://knol.google.com/k/knol/system/knol/pages/search


يا دكتور ليس هذا صعيد البحث أتمنى أن تقراء ما كتبت و تفهم صعيد البحث الذي أنا انطلقت منه !!
صعيد البحث هو هل يوجد اعجاز علمي أم لا يوجد ؟
و ليس البحث في حقائق الإسلام و ليس البحث النظرية من حيث هي نظرية علمية .
نعم ليس هذا صعبد البحث التي تبنى عليه المساله فكريا .
الموضوع هو أنه لا يوجد اعجاز علمي في القرآن .
و أن ما جاء في القرآن هو لفت النظر إلى قدرة الله عز و جل فقط لا غير و لم تأتي الآيات لتثبت حقيقة علمية او نظرية و هذا واضح لكن من يفهم و يدرك علم التفسير و يفهم طبيعة القرآن من حيث أنه كتاب هداية للبشر .

نبيل الجلبي
28/06/2009, 06:16 PM
إكتشفت الموضوع متأخرا ولا أدري لماذا إنقطع النقاش فيه منذ 19/10/2008 .
أرجو من الأخ معاذ أبو الهيجاء أن يطلع على الموضوع التالي :
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=48792
وأقتطع منه مايلي على سبيل المثال :
فمثلاً كلمة قطراً وهو النحاس في آية سورة الكهف في قوله تعالى )آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (الكهف:96)، لو اخذت تسلسل هذه الكلمة ضمن تلك السورة وهي ( 1418 ) وقسمتها على عدد كلمات سورة الكهف وهي ( 1583)، لحصلت على العدد (0.8957676) أو باختصار (0.896)، فما هو يا ترى؟!، إنه بالضبط كثافة النحاس (0.896 ديكاغرام/سم3) الذي اكتشف بعد نزول القرآن بعدة قرون.

كما أرجو منه كمثل آخر أن يقرأ عن الإعجاز في أوائل سورة الروم وكيف تم التأكد من أن أدنى الأرض هو البحر الميت وأرجو منه ان يطلع على المواقع الكثيرة التي تبحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ومواقع الكحيل والارقام ونون وغيرها الكثير .ثم ليعطينا رأيه :
هل يوجد إعجاز علمي في القرآن ؟؟؟؟ وأجيبه الأن نعم نعم نعم بل يوجد كذلك إعجاز علمي في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والأمثلة على ذلك كثيرة جدا
ومن الله التوفيق

دكتور أحمد سلامة
30/10/2009, 02:57 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/14743.imgcache.gif

دكتور أحمد سلامة
30/10/2009, 02:58 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/14744.imgcache.gif

عمر أبو رؤى
31/10/2009, 09:18 AM
أدعو الجميع إلى زيارة موقع عبد الدائم الكحيل على الرابط التالي
http://www.kaheel7.com/

عمر أبو رؤى
31/10/2009, 09:40 AM
الأخت زاهية كل الي قاله هزاع كلام فارغ أنا ما كنت أريد الرد عليه بتاتا لأن من وضعه لا يعرف شيء في الإعجاز و كل كلامه لا قيمه له في ميزان البحث العلمي الممنهج

كل ما قاله كلام فارغ؟؟ سبحان الله..

نبيل الجلبي
01/11/2009, 09:18 PM
هذه بعض المواقع المختصة في الإعجاز العلمي والبياني والرقمي في القرآن والسنة :


موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية
http://www.eajaz.com/

موقع الدكتور خالد العبيدي
http://khalid-alubaidy.com/

موقع معجزات القرآن /المهندس زياد قاسم غزاوي
http://www.quran-miracle.com/

موقع إعجاز القرآن الكريم
http://www.al-i3jaz.com/

موقع الدكتور زغلول النجار
http://www.al-i3jaz.com/

موقع الهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة
http://www.nooran.org/

موقع الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://www.comijaz.org/

موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://www.55a.net/firas/arabic/

موقع أسرار الإعجاز البياني في القرآن الكريم
http://www.bayan7.com/bayan888/index.php

موقع الدكتور محمد جميل الحبال
http://www.alhabbal.info/dr.mjamil/

موقع الدكتور عمر عبد الكافي
http://www.abdelkafy.com/ar/

موقع شبكة الإعجاز في القرآن والسنة
http://miracweb.net/

موقع الأرقام
http://www.alargam.net/

موقع نون
http://www.islamnoon.com/

موقع الدكتور نظمي خليل ابو العطا
http://www.nazme.net/ar/?p=home

نبيل الجلبي
19/12/2009, 12:46 PM
في الرد على منكر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
النتيجة الحتمية للجهل بالآيات القرآنية وإنكار المعجزات الإلهية
أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى
أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية
عندما تفتح المصحف الشريف على أول سورة فيه تجد قول الله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2}) (الفاتحة /2) و(رَبِّ الْعَالَمِينَ): أي مربيهم ومالكهم ومدبر أمورهم .(كلمات القرآن تفسير وبيان حسنين مخلوف).
ولا يقال الرب مطلقا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله تعالى: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15}) (سبأ / 15).(مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، باب الراء).
و(رَبِّ الْعَالَمِينَ): هو المربي لجميع العالمين، وهم سوى الله (تعالى) بخلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يكن لهم البقاء، فما بهم من نعمة فمنه تعالى (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تفسير سورة الفاتحة).
وبذلك عرفنا الله تعالى بذاته في القرآن الكريم أنه الذي خلق المخلوقات، وأنعم عليهم بالنعم العظيمة، التي من دونها لا بقاء لهم، فمن خلق الشمس التي تمد الأرض بالطاقة؟ ، ومن خلق على الأرض النبات بما فيه من بلاستيدات خضراء ويخضور أو كلوروفيل وجعله يقتنص الطاقة الشمسية ويحولها من طاقة ضوئية إلى طاقة كيميائية في الروابط بين المنتجات النباتية؟ هذه النعمة وحدها إن غابت من الأرض غابت الحياة عن الأرض، فمن أوجد هذه النعمة الكبرى غير رب العالمين سبحانه وتعالى؟ وإلى الآن لم يدع مدع من الخلق انه الذي خلق الشمس بخصائصها المعجزة، أو خلق النبات والتركيب العلمي الدقيق والمبهر للبلاستيدات الخضراء، وعمليات البناء الضوئي المعجزة والخارقة، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده أنبأنا وأخبر بأنه رب العالمين، وأنه خالق الشمس، وخالق النبات، وبين في قرآنه الكريم العلاقة الوطيدة والعلمية بين الشجر الأخضر والطاقة الحرارية (النار) فقال تعالى في إعجاز معجز: (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ{80}) (يس / 80).
وفي الصفحة التالية لصفحة سورة (الفاتحة) من القرآن الكريم عرف الله تعالى بكتابه القرآن فقال سبحانه: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{5}) (البقرة/2-5).
والهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق، وهداية البيان بدون توفيق العمل ليست هداية حقيقية (المرجع السابق تفسير سورة البقرة). وأول صفة وردت للمهتدين بالقرآن (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة/3).
والغيب: كل ما غاب عن الحاسة، وعما يغيب عن علم الإنسان بمعنى الغائب، قال: (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{75}) (النمل/ 75).
ويقال للشيء: غيب وغائب باعتباره بالناس لا بالله تعالى، فإنه لا يغيب عنه شيء، كما لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وقوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) (الأنعام/73) أي ما يغيب عنكم وما تشهدونه، والغيب في قوله تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة/3) ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداهة العقول، وإنما يعلم بخبر الأنبياء عليهم السلام وبدفعه يقع على الإنسان اسم الإلحاد، (مفردات ألفاظ القرآن مرجع سابق(باب غيب) ).
ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلية وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله، وكيفيتها وما أخبرت به الرسل من ذلك، فيؤمنون بصفات الله ووجودها ويتيقنوها لأنه سبحانه وتعالى أخبر بها وإن لم يفهموا كيفيتها (تيسير الكريم الرحمن)، (مرجع سابق) (بداية تفسير سورة البقرة). فمن لا يؤمن بما أخبر الله تعالى به مما غاب عنا في الماضي والمستقبل، فهو غير مهتد بالقرآن، والذي ينكر الآيات الواضحات والغيب الوارد في كتاب الله دخل في الإلحاد كما قال الراغب الأصفهاني سابقا.
إذاً عندما يقول أحد الكتاب :( ولكن (وهنا مربط الفرس) من حقنا أن نطرح سؤالا مهما ونحن نناقش مسألة ربط الآيات القرآنية بمعطيات العلم ومحاولة إثبات إقرار العلم بهذه الآيات التي اندهش منها العلماء كما يدعي أصحاب الإعجاز العلمي في القرآن. والسؤال أو التساؤل هو ماذا عن الآيات القرآنية التي تتحدث عن أمور لا يمكن العلم أن يقر بها أصلا؟ منها مثلا: حكاية النبي نوح وسفينته , وحكاية النبي موسى وعصاه، وحكاية حمل السيدة العذراء مريم بالطفل هو النبي عيسى، بدون المعاشرة الجنسية، وحكاية هاروت وماروت، وحكاية يأجوج ومأجوج وحكاية الإسراء والمعراج... الخ ) (من مقال بعنوان: هل يوجد فعلا إعجاز علمي في القرآن الكريم؟ المنشور يوم السبت 14-11-2009م بصفحة الثقافي، أخبار الخليج – مملكة البحرين).ونحن نجيب عليه فنقول : وإذا كان حق السؤال مكفولا ومشروعا فإن حق احترام معتقدات الآخرين الدينية بالذات , والتكلم عنها بالحسنى مطلوب، واختيار الكلمات اللائقة وغير الجارحة مع المرسلين واجب، فالفقرة السابقة حوت كلمات تؤلم المؤمنين، وخرجت عن آداب السؤال منها كلمة (حكاية) التي تكررت قبل كل معجزة، وكلمة (المعاشرة الجنسية).
كان يجب عليه أن يتأدب بأدب القرآن ويقول كما قال الله تعالى: (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) آل عمران (47) , فالحديث عن الأنبياء والرسل والصالحين والعلماء له أسلوب غاب عن صياغة السؤال السابق.
وللإجابة عن السؤال (مربط الفرس) كما يقول الكاتب أقول وبالله التوفيق : هذه المعجزات من الغيبيات التي يؤمن بها من آمن بالقرآن، وينكرها من ألحد في آيات الله، فإن ألحد بها ملحد فهذا شأنه، لأن من لا يؤمن بالله والقرآن ويكذب بآياته لا يصعب عليه أن يشكك وينكر ويستهزئ بسفينة نوح، وعصا موسى، وولادة السيدة مريم للسيد المسيح عليهم السلام، والمعجزات خوارق لنواميس الله في الخلق يسوقها الله تعالى على يد عباده من الأنبياء والمرسلين للبيان العملي المادي لمن يراها على صدقهم، وقدرة من بعثهم سبحانه وتعالى، وأن نواميس الكون بيده سبحانه يغيرها ويبدلها متى شاء وكيف شاء لمن شاء.
السؤال عن فعل عصا سيدنا موسى، وميلاد السيد المسيح عليهما السلام والإسراء والمعراج سؤال في غير محله لأنه خارج عن نطاق البحث العلمي التجريبي، وهذه مسلمة لا تحتاج إلى سؤال. أما قول الكاتب في المقال: (إن الدين يتعامل أساسا مع عالم الغيب عالم الجن والملائكة، عالم ما بعد موت الإنسان، عالم البرزخ ويوم القيامة من القبور وعالم الجنة والنار... الخ، وهي كلها أمور لا يقر بها العلم إطلاقا فهو يتعامل مع العالم الواقعي المادي الموضوعي بكل ما فيه من أنواع وأشكال لا حصر لها ولا عد من أصغر المواد وأدقها كالذرات ومكوناتها إلى أكبر المواد وأضخمها كالكواكب والنجوم والمجرات) انتهى (من المقال السابق).القول السابق لكاتب المقال لا ينطبق على الإسلام لأن الإسلام تعامل مع عالم الغيب وتعامل أكثر مع عالم الشهادة، عالم العلم الكوني المادي الواقعي الموضوعي بكل ما فيه من مخلوقات وتنوع وعمليات حيوية وكيميائية وفيزيائية ورياضية لا حصر لها. فالقرآن تعامل مع الشمس وبين أهميتها في أكثر من (32) آية بين فيها ماهيتها وحركتها، ونظامها الدقيق، وضوءها، وحرارتها، وربطها بالبناء الضوئي، والليل والنهار، وتسخيرها ومصيرها.
والقرآن تعامل مع الحيوان وسمى بعض سوره بأجناس الحيوان وأنواعه وسلالاته: (سورة البقرة، سورة الأنعام، سورة النحل، سورة النمل، سورة العنكبوت، سورة العلق، سورة العاديات (الخيل)، سورة الفيل). وذكر الله تعالى الخيل والبغال والحمير والنمل والنحل والهدهد والبعوضة والإبل والناقة والجياد والذئب والكلب والذباب والجراد والعنكبوت والأفاعي والحيات والأسود والجوارح والحوت واللؤلؤ والمرجان والقردة والخنازير ولغة النمل والهدهد، والقمل والضفادع والدم , وكيف يطير الطير، وضعف بيت العنكبوت، والفيل ودواب الأرض , وما تحت الثرى منها وكلها مخلوقات من عالم الشهادة، فالقول أن الدين لا يتعامل معها قول باطل، الإسلام تعامل مع العالم المادي الواقعي التجريبي الموضوعي أكثر من تعامله مع الغيب.
وفي عالم النبات تعامل القرآن مع الإنبات والنمو والاخضرار وشيخوخة الأوراق والنبات وتساقطهما وخروج الإثمار واختلاف ألوانها وطعمها، والبناء الضوئي، وتعامل مع النخل والعنب والتين والزيتون والرمان واليقطين والأثل والأب والأكمام والأعلاف والبصل والثوم والبقل والجذع والحب والنوى (وفرق بينهما تفريقا واضحا)، والخمط، والدهن والرطب واليابس والريحان والزرع والسنبلة والساق والجذر والنباتات الجارية والزاحفة (النجمية) والشجر والفسائل والعدس والعرجون والقطمير والفتيل والكافور والجنات المعروشات وغير المعروشات , وماء الري وتخطيط الحدائق والحوليات وهشيم النبات وحطام النبات وتحطيمه. وكل هذا يبين اهتمام الدين بعالم الموجودات بطريقة واضحة.
وحوى القرآن آيات عن الجبال وألوانها وفوائدها والماء وأهميته للحياة والنجوم في آيات عدة لا يتسع المقام لذكرها. أما عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهذه حقيقة علمية وأنا من المؤمنين بأهمية التخصص الدقيق (لا يقل عن الماجستير والدكتوراه في التخصص) عند الكتابة في الإعجاز العلمي بالذات، أما التفسير العلمي فيمكن أن يتحدث فيه حامل الدرجة العلمية الأولى (البكالوريوس والليسانس) في المجال الذي يتكلم فيه، أما الهواة وأنصاف المتعلمين والجهلاء والملحدون فلا مكان لهم في كتاب الله وتفسير آياته لأن القلب الفاسد والفكر الفاسد لابد أن ينعكس في كتابة صاحبهما ويفسدها.
وبصفتي من المختصين في عالمي النبات والكائنات الحية الدقيقة أقول هناك مئات الآيات المعجزة في القرآن الكريم في عالم النبات، وكلها تقع تحت مجال العلم التجريبي منها قول الله تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{5}) (الحج/5).
وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{39}) (فصلت/39).
والإعجاز في الآيتين السابقتين يقع في عملية الاهتزاز وعملية الربو وترتيبهما في الآيتين، فلو قيل (ربت واهتزت) لاختل المعنى العلمي، وتصادمت الآيات القرآنية مع الحقائق العلمية، والربط بين الماء والاهتزاز والربو وإحياء الأرض وإنبات الزوج الكريم معجزة علمية قابلة للدراسة العلمية، (وهذا ما فصلته في كتبي في مجال الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والمنشورة على موقعي www.nazme.net).
ومن العجيب والمعجز أن الله تعالى قال بعد الآية الـ (39) السابقة من سورة (فصلت) قال: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا) (فصلت/40).لأن علام الغيوب عندما أنزل هذه الآية علم أن هناك من بني آدم من سيلحد فيها ويكفر بها ويشكك فيها وفي إعجازها العلمي (وهذه معجزة قرآنية).
وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99}) (الأنعام /99).
فالماء ينزل، وهو شرط أساس للحياة والإنبات والخروج، فتخرج الكائنات الحية من مكامنها ويخرج معها النبات، الذي يخرج منه اليخضور أو الخضر، وبعد ذلك يخرج الحب المتراكب كحبوب القمح والشعير والذرة وغيرها، وتخرج الثمار المختلفة (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{99} ) (الأنعام/99).وهذا ما فصلناه في موقعنا .
فالمؤمنون يؤمنون بعالم الشهادة، عالم الواقع المذكور في الآية، عالم النبات والبناء الضوئي، ويؤمنون بعالم الغيب الوارد في القرآن الكريم من الملائكة والجن ومعجزات الأنبياء السابقين. فالله جعل للإيمان به طريقين: طريق الوحي وطريق العقل، الوحي للدلالة على لغيبيات والتنبيه إلى الآيات الكونية، والعقل لدراسة الآيات الكونية وما فيها من اتزان ودقة وتدبر في الخلق. والذي ينكر عالم الغيب ويحصر نفسه في عالم الشهادة والمحسوس فقط، يجد نفسه في مأزق مع علم النفس، ومسارات التفكير في العقل البشري، والحب والكره والذاكرة والتذكر، وكلها أشياء وظواهر وعمليات يصعب على العلم التجريبي الوصول إلى ماهيتها ومع ذلك يعترف العلماء بوجودها ولها مناهج في الجامعات وكليات الطب والتربية. الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حقيقة علمية , والإشارات العلمية في القرآن الكريم حقائق قرآنية ولا تتصادم حقيقة علمية مع حقيقة قرآنية إذا اتبعنا المنهاج العلمي في التفسير وفهم الآيات، وانضبطنا بالضوابط التي وضعها العلماء لتفسير آيات القرآن الكريم .
وعلى العموم فإن التفسير عمل بشري، والمفسر بشر يخطئ ويصيب وللمجتهد المتخصص المصيب أجران والمخطئ أجر، ومعجزات الإسراء والمعراج وولادة سيدنا عيسى وعصا سيدنا موسى معجزات آنية لقوم معينين في وقت محدد ومكان محدد، أما القرآن فهو المعجزة العلمية المحسوسة الباقية، ومن استطاع تحدي القرآن والإتيان بمثله فالمجال مفتوح والتحدي قائم منذ ألف عام ونصف ألف إلا قليلا. وفي النهاية نقول: إن الإعجاز العلمي من المختصين العلميين أزعج الملحدين والشيوعيين والعلمانيين (بفتح العين) لأنه يخاطب الناس في أيامنا بلغة العلم والعصر وهذا يهدم عليهم معتقداتهم التي عاشوا فيها سنين طويلة، فهم يؤمنون بخرافة نظرية التطور، وقد تحديناهم سابقا أن يأتوا بدليل علمي واحد واضح وصريح يثبت ذلك ولم نر منهم شيئا.
وهم يؤمنون بان الحياة أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكهم إلا الدهر، ولكن للأسف تخطاهم الدهر وانهزم الإلحاد والشيوعية والعلمانية التي فشلت في تحقيق أهدافها، وعاد الناس إلى دين الله أفواجا، فلا تنزعجوا من كتاباتهم فقد بارت بضاعتهم وكسدت سوقهم وما نقراه لهم هو كتابات النزع الأخير لهم. والحمد لله رب العالمين عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم.
عن موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة