المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمارة مأرب الحديثة "بلاد سبأ" (1843-1931)



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 07:24 PM
إمارة مأرب الحديثة "بلاد سبأ" (1843-1931)
الباحث:
أ / سالم محمد أحمد حسان
الدرجة العلمية:
ماجستير
الجامعة:
عدن
الكلية:
الآداب
القسم:
التاريخ
بلد الدراسة:
اليمن
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2006
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
المقدمــة:
لقد اعتمدت في هذه الرسالة على وضع خمسة فصول يتصل الأول منها بتاريخ مأرب القديم وبدأت فيه أولاً بالتسمية التاريخية لمأرب بلاد سبأ وموقعها وحدودها وتاريخها الحضاري، ثم عرجت إلى ذكر مأرب في النقوش والمصادر الكلاسيكية الدينية وغير الدينية وكذا عند المستشرقين، أما النقطة الثالثة فقد تناولت الدول المعاصرة لدولة سبأ القديمة وعلاقتها وأثارها ووصلت في النقطة الرابعة إلى الأحباش والفرس في اليمن حتى انتهيت في النقطة الخامسة إلى إسلام مأرب في إطار إسلام اليمن.
أما عن الفصل الثاني فقد أسميته إمارة مأرب الجغرافيا والقبائل ونظام الحكم وتحدثت فيه عن جغرافية مأرب الحديثة وقبائلها والقبائل المجاورة لها وعن أشراف مأرب حتى تأسيس إمارة مأرب الحديثة " بلاد سبأ " وصولاً إلى نظام الحكم في الإمارة.
وفي الفصل الثالث تحدثت عن أمراء الإمارة وغزواتها وعلاقاتها الأولية وتناولت بالتفصيل الإمارة في عهد الأمير عبدالرحمن بن محسن 1843 – 1889م واعتبرت هذا الأمير هو المؤسس الفعلي للإمارة والذي من خلاله اعتمدت سنة 1843م كما هو في عنوان الرسالة بداية التأسيس والظهور الفعلي للإمارة بناء على ما وقفت عليه من وثائق تؤكد هذا الإتجاه واستطرقت في الأخير إلى علاقة الأمراء والإمارة بمحيطها والدولة العثمانية.
أما عن الفصل الرابع فقد جعلته تحت عنوان الأوضاع الإجتماعية والثقافية والإقتصادية لإمارة مأرب الحديثة وقد حاولت تبيان التركيبة السكانية للمنطقة سواء العاصمة مأرب أو ما جاورها من مكونات قبلية ترتبط بإمارة مأرب.
وبالطبع لمأرب علاقات في إستيرادها للعبيد خاصة عبر نجران وهي إحدى المنافذ الأساسية التي يستورد منها اليمنيون هؤلاء المهاجرين مثلها مثل الشحر وعدن – جزيرة العبيد – سابقاً في خورمكسر واليوم تسمى جزيرة العمال وبالطبع أشرت إلى بقية الشرائح الطبقية الأخرى المكونة لمجتمع مأرب سواءً من القبائل أو الحرفيين أو غيرها من الشرائح واختتمت هذا الفصل بإعطاء صورة عن المهن والحرف الموجودة في مأرب آنذاك.
وعن الفصل الخامس فقد إتجهت إلى توضيح العلاقة السياسية بين الإمارة وما جاورها سواءً الإمامة في صنعاء أو بريطانيا في جنوب الوطن وعلاقة الصراع بين بريطانيا والعثمانيين وموقع مأرب في هذا الصراع، وأسميت هذا الفصل اليمن من صلح دعان حتى سقوط وضم الإمارة، وأوضحت فيه العوامل التي أدت إلى سقوط الإمارة ونهايتها سواء الأسباب الداخلية في أسرة الإمارة نفسها أو الأسباب السياسية الخارجية المحيطة بها سواء كانت يمنية فيما يتعلق بالإمامة أو خارجية فيما يتعلق بظروف الحرب العالمية الأولى وما استتبعها من نتاجات ومؤثرات على اليمن عامة ومأرب خاصة. وحاولت جاهداً في تحليل هذه العلاقات حتى سقوط الإمارة في سنة 1931م. وضمها إلى مملكة الإمام يحي. وبالطبع هناك خاتمة للعمل وحاولت تدبيجها بإعطاء خلاصات وإستنتاجات شاملة للبحث الذي بين أيديكم.
أما عن مصادر البحث ومراجعه فإنني في شحة منها ولذلك إتجهت إلى تغطية هذه الشحة بالإعتماد على المقابلات الشخصية التي رأيت إنها ستغطي هذا النقص أو تلك الشحة. وهذه المقابلات مع ممن عاصر أو سمع عن أبائهم تاريخ هذه الإمارة وهؤلاء الأحياء الذين لا زالوا حتى لحظة كتابة هذا البحث هم من أمدوني بعدد من الوثائق المتعلقة بتاريخ الإمارة وأناسها وإن ضن علي بعضهم بمثل هذه الوثائق ولكنني حاولت إستكمال هذا الضن بالمقابلات الطويلة معهم كما هو واضح في متن البحث. واعتمدت أيضاً على مصادر تاريخ اليمن القديم خاصة فيما يتعلق بتاريخ مأرب وحضارة اليمن كالهمداني وغيره ومن المراجع الأساسية التي اعتمدت عليها ما كتبته جاكلين بيرين عن الرحالة أرنو وجلازر وهالفي وتميز الأستاذ نزيه العظم بمعرفة حية ومباشرة بمأرب خاصة أنه زارها في سنة 1935م ولقد أمدني بغوث كبير مكنني من الرجوع حتى إلى بعض المراجع الحديثة عن مأرب وبالطبع اليمن، وكذا أفادني أيضاً في علاقة مأرب بمحيطها الداخلي من آل كثير والقعطة وأشراف بيحان والدولة العثمانية كتاب تاريخ حضرموت المسمى بالعدة المفيدة للمؤرخ سالم بن حميد الكندي وكذا كتاب تاريخ اليمن عصر الاستقلال لحسام الدين بن القاسم وكتاب رؤية اليمن لحبشوش وهالفي وكذا كتاب فرسان من وادي سبأ للشيخ محمد بن حسن بن معيلي الذي أمدني بحياة البادية وأيامهم وكذا قصائد الشريف عوض زمالان رحمه الله وأيضاً كتاب حياة عالم وأمير للعلامة محمد الأكوع وممن تناول فترة البحث أيضاً الجرافي والعبدلي والعرشي في كتبهم ومن المراجع الحديثة أيضاً كتاب المادة التاريخية للدكتور الصائدي وكتاب تكوين اليمن الحديث للسيد مصطفى سالم وكتاب الاستاذ الدكتور أحمد محمد بن بريك بعنوان اليمن والتنافس الدولي في البحر الأحمر. وكذا المقابلات الشخصية مع أهل المنطقة الذين ذللوا الصعاب في توضيح فترة البحث وغيرها من المراجع التي لا يتسع ذكرها فهي مردفة في الملاحق وهكذا حاولت أن أقدم هذه الرسالة.
أما عن المنهج الذي اتبعته في الرسالة فلم يكن لي من طريقة إلا المنهج السردي وهو أن أورد الحوادث وأقوم بمحاولة قراءتها خارجياً وباطنياً ورصد كل ما كان في اللحظة التي أتحدث عنها وأقابلها بما قالته رجال مأرب في تذكارهم أو معاصرتهم لذلك التاريخ.
ولقد أعتمدت إلى توثيق الرسالة بعدد من الملاحق بما يتفق مع الحادثة أو اللحظة التاريخية وموضوع الفصل ومقابلته بالشهادات الشفهية التي دونتها وسمعتها من أولئك الرجال الذين عاصروا أو سمعوا عن الفترة التي أتحدث عنها وأكملت هذه الوثائق بالرسائل الموجهة من وإلى أمراء الإمارة مع صورها ما مكنني ذلك وأردفتها بخرائط المنطقة وقبائلها وحدودها الداخلية والخارجية.
الخـاتمـــة:
حاولت في هذه الرسالة أن أرسم لوحة جديدة عن مأرب الحديثة التي لم يتقدم أحد ببحثها ووصلت إلى عدد من الإستنتاجات.
- إن مأرب الحديثة لم تُبنى إلا على مأرب القديمة وهذا ما جعلته في الفصل الأول ووجدت أن تأثير الأحباش والفرس في اليمن له أثره آنذاك ودليل ذلك ما جاء في عظيم القرآن في سورة البروج.
- إن تأسيس الإمارة أتى وارتبط بحسين ابن القائفية الذي وزع أولاده على مأرب والجوف وحريب وبيحان الذين ينتمون إلى السادة الحمزيون نسبة إلى عبدالله ابن الحمزة إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهكذا وجد أشراف مأرب.
- إن نظام الحكم في الإمارة لم يتأسس على قواعد حديثة كما نعرفها اليوم – إذا جاز لنا التعبير – بل حتى إن الإمارة ليس لديها إرشيف وإذا وجد فهو بين إرشيف الدولة العثمانية والسلطنات ومملكة الإمام يحي وعدن في الجنوب " بريطانيا ".
- تميزت الإمارة بأحد أمراؤها وهو الأمير عبدالرحمن بن محسن الذي وسع من دائرة علاقاته سواءً في إطار القبائل أو محيطها كحضرموت وغيرها والدولة العثمانية التي أظهر لها الإخلاص.
- لا تتميز الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مأرب الحديثة عن غيرها من المدن اليمنية أو عواصمها ولكن هناك نكهة مميزة تفردت بها مأرب الحديثة عن غيرها من المدن اليمنية وإن كانت في إطارها وكذا لا تختلف التركيبة الاجتماعية عن غيرها وأهم ما يميز مأرب الحديثة في اقتصادها هو السلاح الذي اعتمدت عليه – كما أعتقد ولا زالت – وأرى أن سبب ذلك يعود إلى الصحراء وطبيعتها الجافة التي تمتد حولها وتفرض ما نسميه بالغزو – إذا جاز لنا التعبير – ولذلك فإنني أرى أن اقتصاد مأرب الحديثة اعتمد على تجارة السلاح.
- ومن الثابت أن الإمام محمد بن يحي قاد الثورة بقوة ضد العثمانيين واستكملها ولده الإمام يحي الذي أوصلته مقاومته إلى صلح دعان ولعب موقفاً سياسياً فيه من الكياسة والدهاء ما جعله يتخذ جانب الحياد في أثناء الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918م حتى تسلم اليمن في نهاية 1918م وأصبحت تحت مملكته.
- وعن الإمارة فقد تمكن الإمام يحي بأحاييله ودهائه ونفسه الطويل في استغلال الخلافات الداخلية في أسرة الإمارة ووصل بدهائه إلى الحد الذي تمكن فيه من أن يعطي أميرها راتباً شهرياً وهكذا ضمت الإمارة في 1931م تحت مملكة الإمام وأصبح أكثر مناطق اليمن تحت مظلة الإمام باستثناء مستعمرة عدن والمحميات التي سيطرت عليها بريطانيا.
والله ولي التوفيق