المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انقلاب عام 1955 في اليمن



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 07:26 PM
انقلاب عام 1955 في اليمن
الباحث:
أ/ حيدر علي ناجي العزي
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
3/5/2001م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) وبعد:
من الإعتراف بالحقيقة أن رغبتي كانت تدور حول موضوع ثورة 26 سبتمبر 1962م التي نشأت إلى ظلها وعايشت إنجازاتها وإنكسارتها وترنمتم بناشيدها فكانت بالنسبة لي-كما هي لغيري من اليمنيين – أهم حدث تاريخي في تارخنا المعاصر. غير ان القفز إلى دراسة أحداث الثورة مباشرة كان كمن يحاول تشييد بناء شامخ على أعمدة من القش فلم تكن الثورة إلا نتاج سلسلة متوالية من الأحداث والتطورات وهو ما يحتاج إلي دراسة خاصة خصوصاً في الفترة الواقعة بين عامي 1948-1962م ، باعتبارها الفترة الحرجة التي مهدت للثورة وحكم اليمن فيها أكثر الأئمه غرابة وغموضاً وهو الإمام أحمد الذي كثرت حوله الروايات وشكلت حينها جزءاً من وجدان اليمين وأحاديثهم اليومية.
ومع هذا فقد ظهر الموضوع أكبر من أن يتم إستيعابة في دراسة جادة وموضوعية وهادفة فأشار علي الاستاذ المشرف باختيار موضوع محدد من نفس الفترة يستحق الإهتمام والدراسة ويكشف عن جديد للعلم والتاريخ فكان إختيار إنقلاب عام1955م بأسبابه وأحداثه وآثارة موضوعاً لهذه الدراسة كمحطة تساعد على الرصد والمتابعة وتكشف عن المتغيرات التي شكلت عوامل إنهيار المملكة المتوكلية اليمنية وقيام النظام الجمهوري.
وقد حدددت أهداف الدراسة في الخطة التي تم إقرارها والموافقة عليها بالأتي :
1- البحث عن الأسباب والعوامل الداخلية للإنقلاب.
2- دراسة وتوثيق وتحليل أحداث الإنقلاب وملابساته وردود الأفعال والمواقف ولة.
3- فشلة وأسباب فشله ومما أفرزة من آثار سحبت نفسها على المستويات الداخلية والخارجية.
ولا أنكر أن عدداً من الصعوبات والعوائق والمستجدات قد تدخلت خلال جمع الماده وعرضها وتبويبها وسببت الكثير من التوترات النفسية والشعور بالإحباط والعجز وتطلبت التضحية بالوقت والجهد والمال والانتقال من شخص إلى أخر ومن مدنية إلى أخرى بل ومن دولة إلى أخرى حتى تم إعداد هذا البحث وإخراجه بالكيفية التي هي بين أيدينا.
ولعل الصعوبة الأكثر تأثيراً هي ندرة المصادر والوثائق اليمنية التي تشكل مادة الدراسة، ولاداعي لتكرار ما شكاه باحثون آخرون من هذه الصعوبات المتعلقة بغياب وإتلاف أو إخفاء الوثائق وعد السماح بنشر أو عرض المصادر المتعلقة بالعهد الملكي وقد اتجهت جهود الحكومة الأن كما يبدو إلى التوثيق وإن كنا كباحثين لم نلمس نتائج ذلك بعد.
ومن الصعوبات التي اعترضت الدراسة أيضاً عدم وجود كتابات أو دراسات أكاديمية سابقة مخصصة لدراسة جانب أو أكثر من جوانب الفترة الممتده بين عامي 1948-1962م. ولو وجدت مثل هذه الكتابات لوفرت الكثير من الجهد والوقت والحجم إذ كان يمكن الاسترشاد بمصادرها والاستفاده من النتائج التي توصلت إليها والإحالة عليها.لذلك كان لابد من تلمس الأسباب وتقصيها بين ركام المعلومات المتضاربة والمصادر المتباينه حتى أصبحت جزيئات الخطه موضوعات قائمه بذلتها تحتاج دراستها إلى جهد كبير الأمر الذي أدى إلى تضخم المادة وتعدد الفصول قكان لابد من الإختصار والربط والوضوح مما شكل صعوبات مركبة .
ورغم الصعوبات المذكورة فقد تمكنت الدراسة من تغطية موضوعها دون إختصار مخل أو إستطراد ممل رغم ما فرضته طبيعة الموضوع من كبر نسبي في حجم الدراسة.
وقد بوبت الدراسة تبويباً كفل لها تغطية موضوعها من كافة جوانبة فاشتملت على أربعة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة
* فاحتوى الفصل الأول على الخلفية التاريخية للإنقلاب والعوامل الداخلية والخارجية الممهدة له .
* أما الفصل الثاني فقد خصص الجزء الأكبر منه لدراسة شخصية الأمير عبدالله نشأته وعلاقاته الداخلية والخارجية كما تناول القوى في الإنقلاب.
* وقد عالج الفصل الثالث وهو أكبر الفصول حجماً موضوع الإنقلاب لالتحضيرات السرية له وحوادث الحوبان ثم أحداث الإنقلاب ومتابعتها ساعة بساعة وما ترتب عليها من ردود أفعال داخلية وخارجية وما صاحبها من تطورات داخل مقر قيادة الإنقلاب وفي قصر الإمام المحاصر والظروف التي أدت إلى تقديم التنازل ثلاث مرات .
* وتم في الفصل الرابع تناول عملية إسقاط الإنقلاب بما سبقها ورافقها من تحضيرات ونشاطات سرية مكنت تالإمام من السيطرة على الموقف حتى تم إستلام الإنقلابين مع غربلة الروايات المختلفة وتتبع مصير الإنقلابين من إعتقالات وإعدامات وفرار وإطلاق سراح المعتقلين وما تلا ذلك من ردود أفعال ومواقف كما تم دراسة الآثار التي ترتبت على الإنقلاب على المستوى الداخلي والخارجي .
وقد اعتمدت هذه الدراسة على كم كبير من المصادر والمراجع المتعددة وكان أهمها الوثائق التي شكلت معظم مادة هذه الدراسة ويمكن تصنيف الوثائق إلى أربع مجموعات:
1- الوثائق البريطانية والتي أطلق عليها (سجلات اليمن) وهي أكثر الوثائق إستخداماً خصوصاً في تغطية أحداث الثلاثة الفصول الأخيرة وقد أعملنا النقد لكل وثيقة قبل استخدامها وعلقنا على بعضها داخل المتن.
2- وتلى الوثائق البريطانية في الأهمية الوثائق الأمريكية التي نشر نصوصها إبراهيم الراشد في كتابين عن اليمن وهما عبارة عن تقارير التفصيلية الأمريكية في عدن الموجهة إلى الخارجية الأمريكية عن مختلف التطورات السياسية في اليمن بالإضافة إلى تقاريرة السفارة الأمريكية في جدة والقاهرة والبعثات الدبلوماسية الأمريكية إلى اليمن وفيها دراسات وأبحاث تبنتها القنصلية عن أهم القضايا اليمنية كمشكلة ولاية العهد ورغم أهمية هذه الوثائق فإننا لم نستفد منها إلا في الفصلين الأول والثاني. وذلك لأن آخر وثيقة وردت فيها تقف عند سبتمبر عام 1954م أي قبل ستة أشهر من الإنقلاب.
3- الوثائق اليمنية وأغلبها وثائق العميد محمد علي الأكوع التي تضمنتها سلسلة مقالاتة والرسائل الموجهه إليه. حول أحداث 1955م المنشورة في صحيفة الوحدة. ولاشك أن مجرد الحفاظ على هذه الوثائق ونشرها هو جهد طيب. نتمنى أن تتبعه جهود أخرى ممن يحتفظون بوثائق عن الثورة اليمنية والإنقلابات والإنتفاضات التي سبقتها. ورغم أهمية هذه الوثائق فإن الأكوع كان يكتفي غالباً بإيراد النص دون نشر الوثيقة الأصلية، وأحياناً كان يتدخل في النص فيحذف أو يعلق وقد إعتمدت على ما أوردة كما هو. وحينما طلبت من نسخة من هذه الوثائق أحالني إلى القاضي علي أبو الرجال الذي أعادني إليه. وهناك وثائق في وزارة الخارجية ومركز الدراسات والبحوث اليمنية لم أتمكن من الحصول عليها وبعد أن أخفقت محاولاتي اكتفيت بما جمعته من جهات أخرى.
4- أما المجموعة الرابعة فهي الوثائق العربية وفي مقدمتها وثائق البلاط الملكي العراقي المحفوظة بالمايكروفلم في دار الكتب الوطنية ببغداد وتليها الوثائق المصرية التي حصل عليها الزميل عبد الله العزعزي واستفدت منها وأخيراً الوثائق السعودية التي وزعتها السفارات والمفوضيات السعودية على وكالات الأنباء ونشرتها جريدة الحياة وجريدة اليقظة.
ولا تختلف الوثائق العربية عن سابقاتها الإنكليزية والأمريكية فهي جميعها عبارة عن تقارير من سفارات هذه الدول عن التطورات السياسية في اليمن باستثناء الوثائق السعودية التي اقتصرت على البرقيات المتبادلة بين الإمام عبد الله والملك سعود أثناء الانقلاب.
وبعد الوثائق تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية والاستفادة الصحف والدوريات الصادرة أثناء الفترة المدروسة وأهما الصحف اليمنية الثلاث الإيمان والنصر وسبأ. وجميعها صحف رسمية معبرة عن موقف الإمام أحمد ولم يصدر أي عدد لأي منها خلال إمامه عبدالله القصيرة الأجل رغم أن جريدة الحياة البيروتية قد ذكرت بأن صحيفة النصر قد عاودت الصدور ووافتها بالاخبار برقياً. وإذا كانت الصحف اليمنية قد غطت الأحداث والتطورات الخارجية ولو بتحيز فإن الصحف الصادرة في بعض العواسم العربية قد الأحداث والتطورات الخارجية وقد رجعنا إلى الصحف التي كانت مؤيدة للإنقلابين بشكل مباشر أو غير المباشر، للاطلاع على ما تنشرة الصحف اليمنية ومنها الصصحف والجرائد العرقية واللبنانية وأهمها الأخبار واليقظه والزمان والحياة والبلاد والشعب والاهالي وفتى العراق والحوادث.
ومن المصادر الوثائقية أيضاً مجموعة إصدارات الاتحاد اليمني في القاهرة بين عامي 1955-1957م ومنها ما كتبة الزبيري والنعمان الاب والبن والمعلمي ومنها أيضاً بيانات الاتحاد ومشروعاته الدستورية وقد وجدنا أنه يمكن الاطمئنان إلى ما تظمنتة هذه الكتابات أكثر مما تضمتة الكتابات التي صدرت بعد ثورة سبتمبر. ورغم ما غلب كتابات ما بعد الثورة من سير ذاتية وتحوير وحذف وإضافة، فإن هناك العديد من المصادر الجديرة بلاذكر والتي إعتمدت عليها كثيراً إما لقرب إصحابها من الاحداثأو لآنهم كانوا أطرافاً فيها. ومن هؤلاء الشماحي والارياني والشامي والعميد الاكوع والبردوني والثور وغيرهم.
ولا تقل هذه الكتابات أهمية كتابات أولئك الذين زارو اليمن خلال الفترة المدروسة ومنهم أحمد زين السقاف ونجيب أبو عز الدين وصلاح الدين البيطار وكلودي فايان وعدنان ترسيسي وغيرهم.
وكنا قد رجعنا إلى عدد من المخطوطات ومنها مخطوط للعلامه زبارة ومخطوط أخر لمحمد أحمد نعمان أعد للطبع كأخر إصدار لاتحاد اليمني في القاهرة قبل الثورة . ويمثل هذا المخطوط الاخير البداية الحقيقية للتحول إلى فكرة الجمهورية كمطلب وهذف للمعارضة اليمنية في أدبياتها الصادرة قبل الثورة.
أما المقابلات الشخصية فلم أعلق أهمية كبيرة عليها ولم ألجأ اليها إلا عندما عجزت المصادر المتوفرة عن الرد على بعض التساؤلات. فاجريت عدداً من المقابلات مع عدد محدود من كان لهم صلة بالانقلاب ومنهم العقيد حسين حمود سعدان أحد نقباء الحرس الملكي (العكفه) وأحد الانقلابيين الذين فروا إلى عدن ولم ينشر أي حديث قبل هذه المقابلة، بالاضافة إلى محمد علي الناظري والعميد الأكوع وغيرهم.
وهناك عدد من الرسائل العلمية غير المنشورة تم الرجوع إليها ومنها رسالتان حديثتان للشرفي والعزعزي قدمتا إلى جامعة بغداد.
وما عدا ذلك فهناك عدد كبي رمن المراجع تمت الاستفادة منها من بينها دراسات أكاديمية وكتب توثيقية كتلك التي نشرها مركز الدراسات والبحوث اليمني وذكرات شخصية ومقالات منشورة كل ذلك أث\\ثبتناه في قائمة المصادر والمراجع.
وأخيراً لا أخفي أنني قد لاقيت من العناء ما لا يعادلة إلا هذه السعادة التي تغمرني الان وأنا أقدم هذا الجهد الذي استغرق مني بضع سنين والفضل بعد فضل الله لكل من شاركني العناء والتعب ويشاركني اليوم الفرحة وفي مقدمتهم أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور أحمد قائد الصايدي الذي كان يمثل الضوء والسند والمرجع فله كل الامتنان والتقدير فان كان هناك من مزايا في هذه الدراسة فإليه يعود فضلها وان وجدت فيها اخطاء أو عيوب وهي غير مقصودة فأنا وحدي المسؤول عنها فأنا لا أدعي أنها شاملة كاملة ولكنها محاولة جادة وصادقة تستهدف الحقيقة وحدهاه ولا تتبع الهوى وحسبي أنني قد اجتهدت وللمجتهد أجران إن أصاب وأجر إن أخطأ.