المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة غيل باوزير دراسة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 08:20 PM
مدينة غيل باوزير دراسة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية
الباحث:
أ / عدنان أحمد سالم جروان
الدرجة العلمية:
ماجستير
الجامعة:
عدن
الكلية:
الآداب
القسم:
التاريخ
بلد الدراسة:
اليمن
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2006
نوع الدراسة:
رسالة جامعية

المـقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد :-
حاول الباحث جاهداً من خلال هذه الرسالة تغطية فترة مهمة من تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر تمتد من عام 1936 – 1967م ، تناولت بالتحديد دراسة لمدينة غيل باوزير في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تكمن أهمية الفترة التي تناولتها الدراسة في أنّها مثلت مرحلة خاصة ومميزة من تاريخ مدينة غيل باوزير لأهميتها الاقتصادية كرافد اقتصادي مالي لخزينة السلطنة القعيطية من ناحية ولأهميتها في النهضة التعليمية من ناحية أخرى فقد بدأت فيها حركة تعليمية ونهضة فكرية لم تشهدها المدينة من قبل ، ولم يأت مطلع الخمسينات من القرن العشرين إلا وتواجدت في الغيل منطقة تعليمية يفد إليها كثير من الطلاب من مختلف مناطق حضرموت ، أفرزت النهضة العلمية فئة متنورة بدأت تشعر بواجبها السياسي تجاه وطنها، فتطور الجانب السياسي في المنطقة وكذا الاجتماعي مما رفع مستوى المدينة إلى مستوى مدن اليمن المتميزة.
تعددت دوافع اختيار موضوع البحث، أهمها إعطاء المدينة حقها التاريخي الذي تميزت به في حقبة زمنية محددة هي فترة الدراسة 1936 – 1967م، كما أن ندرة الدراسات التاريخية وانعدام الدراسات الأكاديمية عن مدينة غيل باوزير في أي فترة من مراحل تاريخها أو تركيزها على جوانب بسيطة باستحياء دون أخرى، بالرغم من النهضة الفكرية والعلمية التي ظهرت فيها وما تميزت به من موارد اقتصادية تمثلت في الزراعة، جعلني أتجه للكتابة عن هذا الموضوع ، وكان الجد والأب يحكي عن فترة الدراسة بكل عز وفخر، مما دفع في جوانحي رغبة شخصية في التعايش مع هذه الفترة.
وقد اقتضى منهج البحث أن أتجه بدراستي هذه بدراسة المدينة معالمها ، آثارها ، أعلامها ، تأثيرها وتأثرها في محيط تاريخي واسع وهو مايسمى باتباع المنهج الاستدلالي ، فمن خلال دراسة المدينة تتم دراسة تاريخها ومن خلال دراسة الفرد يتم دراسة تاريخ المدينة .
قسمت مواضيع هذه الدراسة إلى أربعة فصول يتطرق الفصل الأول إلى الخلفية التاريخية لمدينة غيل باوزير ويتكون من مبحثين، الأول :- تحدث الباحث عن غيل باوزير منذ نشأتها حتى سيطر عليها الحكم القعيطي، وقد كانت هذه فترة زاخرة في تاريخ المدينة ، حيث ظهر اسم الغيل على صفحات التاريخ وأستوطن فيها آل باوزير وكثير من القبائل وتبين موقعها الإستراتيجي الهام بين السهل والجبل ، فوقعت تحت سيطرة السلطنة أو الإمارة التي تحتل الشحر، كونها مفتاح الشحر كما يصفها بعض المؤرخين، لذلك سيطر عليها آل كثير وآل بن بريك وآل كثير مرة أخرى ثم سيطرة عليها السلطنة القعيطية. أما المبحث الثاني فتحدث عن التطورات التي حدثت في سلطنة القعيطي في عهد الجمعدار منصر ونزاع الأسرة القعيطية وأثره على الغيل في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي حتى عام 1936م.
تناول الفصل الثاني جوهر موضوع البحث في الجانب السياسي وقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين، الأول فيتحدث عن الأوضاع الداخلية في المدينة كتأثير السلطان صالح بن غالب القعيطي منذ توليه العهد والقائمون على المدينة كما تناول الباحث أهمية الغيل الإستراتيجية بالنسبة للسلطنة القعيطية وبعض الصراعات الداخلية التي كانت تحدث في المدينة إثر تقسيمها إلى قسمين متناحرين وهما المقد والمسيلة. المبحث الثاني تناول موضوع الحركة الوطنية في غيل باوزير حيث شهدت الساحة السياسية في حضرموت ( القعيطية ) صراعات قبلية ضد السلطنة كانت تؤثر على المدينة بشكل أو بآخر ، وبرز الوعي الوطني وانفجرت انتفاضة طلاب وتلاميذ غيل باوزير في مارس 1958م كأبرز ناحية سياسية في تاريخ المدينة في الفترة التي تتناولها الدراسة، مما أدى إلى بروز وتطور الوطنية في الغيل فتفاعل أبناء الغيل مع كل ما يدور في الساحة السياسية اليمنية حيث أستنكر أهالي الغيل عبر مظاهرة صاخبة اعتقال الزعماء الوطنيين في عدن عام 1964م وبدأ يظهر تيار الجبهة القومية في المدينة ليستمر تطور الحس الوطني حتى عام 1967م.
يدرس الفصل الثالث الأوضاع الاقتصادية في غيل باوزير، ممثلاً بالزراعة .. نظمها ومحاصيلها الزراعية، فقد تعددت مصادر المياه في المدينة (المعايين والآبار، الحوم الآبار الجوفية) فظهرت أنظمة متميزة للمعايين وعملية الري وسنت السلطنة القعيطية القوانين لاستئجار الأرض الزراعية، فاستصلحت كثير من الأراضي الزراعية واشتهرت المدينة بزراعة التمباك والحناء كمحصولين نقديين ساهما في رفد خزينة السلطنة القعيطية، وجاء تأسيس جمعية المزارعين بالغيل عام 1956م وتبعتها جمعية إصلاحية سميت بجمعية المزارعين التعاونية عام 1966م حيث ظهرت حركة تجارية وانتشار كثير من الصناعات والمهن الحرفية في المدينة إلا أن المدينة تعرضت لهجرة كغيرها من مدن حضرموت في الستينات أدت إلى خفض المنتوج الزراعي ووجود عائدات لتلك الهجرة تطور البناء والعمران.
أما الفصل الرابع فقسمه الباحث إلى مبحثين، فالأول يتحدث عن الناحية الاجتماعية مثل الطبقات الاجتماعية للمدينة والعادات والتقاليد والوضع الصحي، أما المبحث الثاني فيدرس المدينة ثقافياً هو ما تميزت به المدينة حيث ظهر فيها التعليم الديني بادي ذي بدء بالكتاتيب ودور المعلامة ثم تطور ذلك التعليم عندما ظهر رباط غيل باوزير، ثم بدأ التعليم الحكومي الذي يشكل حجر الزاوية في تطوير المدينة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا ومختلف الجوانب الثقافية حيث بدأت المدارس الابتدائية فيها منذ عام 1936م وتحولت المدرسة الوسطى من المكلا إلى الغيل عام 1944م وأصبحت منبراً ثقافياً لحضرموت ينطلق من مدينة العلم والمعرفة غيل باوزير حيث تواصل إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية في المدينة فتأسست مدرسة المعلمين والثانوية الصغرى في يناير 1949م والمعهد الديني في أكتوبر من نفس العام ومكتب التفتيش والتكييف ومكتبة المعارف لتكون الغيل منطقة تعليمية يفدها طلاب العلم من مختلف أرجاء حضرموت . ثم نعرج بدراسة حول الأغاني والرقصات الشعبية والأنشطة الرياضية على صعيد الأندية الرياضية الثقافية ، ومسك ختام البحث دراسة موجزة لأبرز الشخصيات الاجتماعية والثقافية التي ظهرت في غيل باوزير وخاتمة وملاحق وقائمة المصادر والمراجع وملخص الرسالة العلمية باللغة الإنجليزية.
لقد واجه الباحث كثير من الصعوبات وكان بحثه مضنياً وشاقاً وذاق الأمرين في جمع المادة العلمية من مصادر ومراجع وعلى الرغم من التوصل إلى بعض من الوثائق والمخطوطات التي تناولت بعض مواضيع البحث إلا أن ذلك كان شحيحاً ولتغطيت بعض جوانب النقص اضطر الباحث إلى المقابلات الشخصية ممن عاصر الفترة التي تناولتها الدراسة، وكانت الوثائق عبارة عن مراسلات بين وزير السلطنة القعيطية وقائم الغيل أو وزير السلطنة ومدير المدرسة الوسطى أو مدراء المدارس الابتدائية أو مدير مكتب التفتيش أو اتفاق لفض نزاع أو نظام تأجير الأراضي الزراعية ، وأضيفت هذه الوثائق كملحق للبحث لأهميتها في نشر كثير من الحقائق التاريخية التي لم تكن واضحة لأهالي الغيل حتى إعداد هذه الرسالة ، كما أن المخطوطات والمذكرات الشخصية مكنتني من مادة علمية وثيقة الارتباط بالحدث مثل مذكرتي الملاحي التاريخيتين وأوراق المؤرخ سعيد عوض باوزير ومذكرات الشيخ مبارك عبدالله باهمز كما أن الصحف والدوريات المعاصرة للحدث ومنها الطليعة والرأي العام واليقظة وفتاة الجزيرة قد مدت الباحث بمادة معاصرة لمجمل الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أعتمد الباحث أيضاً على المراجع التي تحدثت عن تاريخ حضرموت واليمن الحديث والمعاصر التي تتناول غيل باوزير باستحياء تام، فتم التنقيب فيها وكان شاقاً ومضني حتى يستخرج منها أسم الغيل، كما أن الدراسات الإستراتيجية التي تقام في الغيل لها دورها في إعطاء مادة علمية عن المدينة حتى ولو كانت في جانب دون غيره. وانتشرت في الغيل وضواحيها مؤخراً كثير من الدوريات مثل الفكر، الاتحاد، التراث، الحومه، منبر الصداع ... الخ ، كان لها دورها في إعطاء مادة تاريخية متفرقة، فلها الفضل في الحصول على بعض مواضيع البحث.
وبعد فهذا عملي ولا أدعي بذلك أني قد عملت بحثاً كاملاً فما كان من صواب فهو من فضل الله، وما كان فيه من قصور فهو من نفسي.

والله ولي التوفيق؛؛؛؛