المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَرَج الوقاية ونصائح المُعلّم



سامح عسكر
03/05/2012, 01:49 PM
بقلم/عصام سلطان

أصبحَ الطفلُ على يومٌ مشرقٌ
يملأهُ الحبُ وجميلُ الكلماتِ
أفطرَ وصلّى لله مُقلداً
وأقلعَ لمدرستهِ يطلبُ المعلوماتِ
ودعته أمهُ حماكَ الله ياولدي
وأنزلَ عليكِ مِنَ الرحماتِ
قالَ ياأمي استودعتكِ اللهَ
فلا تَبخَلي عليّا بالدعواتِ
ذَهبَ الطفلُ إلى المدرسةِ حالماً
بغدٍ أفضلَ جُلّهُ البركاتِ
رَأى وياليتهُ ما رَأى
مَدرسَتهِ أطلالاً بين نَحيبِ المُحتسباتِ
بَكى الطِفلُ بينَ أقرانهِ لا يفهمْ
سِوى هَذهِ الأصواتِ
وقال مَالي أرى مَدرستي وكَأنها
أحجارٌ مُهدّمةٌ ليستْ كِتاباتِ
سَمِع الكِبارَ قولَهم بأنَّ
ذلك الفِعلُ فِعلُ الجَباناتِ
أنَّ هؤلاءِ يَجهلونَ أسمى القِيم
ويَعتدونَ على الأرواحِ والمِلكيّاتِ
قالَ ياعمّي وياأستاذي
كيفَ لمدرستي أصبحتْ مِنَ المُهدّماتِ
قُلتمْ كَلاماً لَمْ أفهمه
فيَاليتكم تُوضِّحُونَ الواضِحاتِ
قَالوا أنّ هؤلاءِ يَاولدي
نَكبةُ الإنسانِ في عُصورِ الرِفعاتِ
لا يُطيقونَ بناءاً قائماً
إلا لو كانَ موافقاً للرغَباتِ
هَؤلاءِ هُمُ العدوُ فاحذرهم
وإِياكَ والتَخَلّي عَنِ القِيماتِ
إرهابُهم صَعَدَ العُلا
ولًكلٍ مِنهم عَلاماتِ
لا يَسمعونَ للآخرَ وكأنهُ
شَيطانٌ مَريدٌ كَافرٌ بِلا كَراماتِ
يَرونَ الناس مُقصّرِينَ في أديانهم
وأنهمُ الحَقَّ كُلَّ الحَقَّ ولا مَدنياتِ
إِلا أن تُوافقَ أهوائهمُ العُدوانية
ويَتناسونَ أنَّ اللهَ رب الحُرّيّاتِ
عاجزونْ فاشلونْ وجاهلونَ
بكلِ خيرٍ أنزلهُ من السماواتِ
هؤلاءِ ياولدي إياكَ منهم
فهُم مُحطّمي الحَضاراتِ
وكُن دوماً مع اللهِ ومع الناس
وإياكَ والإعتقادِ بالأفضلياتِ
فأنتَ عبدٌ للهِ ضَعيف
ومَكرمَتُكَ عند اللهِ بإنكاركَ للذاتِ
كُن طيباً مَع الناسِ ولا تَسمع
لِدُعاةِ الوِصاياتِ
قالَ الآنَ فَهِمتَ ما حَدث لمَدرستي
وما حَلَّ علينا من انتكاساتِ
فأصلُ ذلك عِندكم
أن ما رأيت حضاً على الحُبّ في الخلواتِ
فلماذا لم تزرعوا الحُبَّ فينا
وتَجعلونَهُ من التحدياتِ
إن ما نتلقاهُ مِنكم
لهُوَ أسوءُ الخِطاباتِ
لن نُعفِيَكم مما حدثْ
وأنَّ عليكم كاملَ المسئولياتِ
قال أحدُهم صَدقَت يافتى
والآخر أنتَ صغيرٌ جاهلٌ بالمسئولياتِ
فكان هذا حالُ الإنسانِ دوماً
خِلافٌ في أبسطِ التقديراتِ
أنَّ الطِفلَ صَاحَ بفِطرتِهِ
وأنّهُ صادقٌ فيما جَاءَ من توقُعاتِ
أنَّ العِلمَ عندنا قاصرٌ عنِ الإحاطة
بفنِّ الوِقاياتِ
فياليتنا نقي أنفُسَنا
قبلَ زمَنِ الشَكوى والمُعاناةِ