المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤى تنظيميّة



حسين أحمد سليم
01/09/2012, 06:32 AM
رؤى تنظيميّة

بقلم: حسين أحمد سليم

من المهامّ الأساسيّة الّتي تواجه الحركة الحزبيّة المنتظمة والتّغيريّة, مدى قدرتها على إتّخاذ موقف من جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ, والموقف يغنيها بالقابليات, ولا يسمح لها بولوج عناصر التّخريب إلى صفوفها... وبمعنى آخر, موقف يسدّ ويقفل الباب في وجه المتسلّلين, إلاّ أنّه, لا يحول دون إلتفاف جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ, حوب حركتها الحزبيّة المنتظمة والتّغيريّة, رعاية لها وتطويرا لمضامينها الإنسانيّة...
إنّ الحركة الحزبيّة المنتظمة والتّغيريّة, بحاجة إلى المصفاة الّتي لا تخطيء, وبحاجة أكثر إلى الحساسيّة الحزبيّة التي تعتمد النّقد البنّاء الجريء, الصّريح المبرأ من كلّ غرض لا يخدم الحركة الحزبيّة المنتظمة والتّغيريّة...
والحزب الناجح وطنيا, كواحد من الحركات الحزبيّة المنتظمة والتّغيريّة, والّتـي كان لها شرف تحمّل المسؤوليّات التكليفيّة, والعمل على النّضال الجدّي, والجهاد الفعلي, إنطلاقا من جماهير الأمّة هدفا ووسيلة, وآمن منذ البدء بالخلق التّغييري, الذي اعتمد الإنسان الإنقلابي, الثّائر على المفاسد في نفسه قبل غيره... إنّ مطلق حزب وطني, منذ تأسيسه, يعمّق مفاهيمه الوطنيّة الخالصة, ويؤكّد أنّ الفرد في الحزب, يعني أكثر من مجرّد المنتسب إلى حزب سياسيّ... وأنّ الفرد في الحزب, هو القدرة الفاعلة بكل مكوّناتها, والتي تمثّل رؤى الحزب في سلوكه ومساراته وأخلاقه... وأن يكون الفرد في الحزب, هو صورة مصغّرة من تلك الحركة الدّيناميكيّة في كينونة الحزب, إلاّ أنّها قويّة واضحة الملامح, تعلن عن نفسها, وتجتذب جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ إليها, كضرورة لا يمكن الإستغناء عنها... فليس الفرد الحزبي, هو من قرأ دستور الحزب وحفظه غيبا, وليس من واظب على المساهمة المادّيّة في دعم نشاطاته, وليس من التزم بدفع ما يترتّب عليه دوريّا, وليس من يتماهى بإنتسابه بين جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ... فالفرد الحزبي, هو الإنسان الواعي باطنيّا, العرفانيّ ذاتيّا, المستنير بصيريّا, النّاضج الرّؤى, المثقّف سياسيّا, المدرك لأبعاد كلّ الأشياء, الّذي يلقّن جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ, فكرة الحزب, من خلال سلوك يوميّ دائم... إنّ الفرد الحزبي, هو الّذي يستطيع أن يجعل الوحدة والحرّيّة والعطاء والأخوّة والسّلام والشّرف والتّضحية والوفاء صيغة للحياةالواقعيّة, يتمثّلها هو قبل غيره, وينقلها إلى جماهير الأمّة في المجتمع الإنسانيّ, سلوكا حيّا فاعلا مستدام التّنامي, ترتضيه وتختاره دون ضغط أو إكراه...
إنّ كلّ فرد مثقّف وناضج يتّسم بالوعي والعرفان والإستنارة, حين ينضمّ إلى الحزب, يؤمن أنّه انخرط في صفوف العمل بحرّية وعطاء وسلام وشرف وتضحية ووفاء, من أجل الوطن النّهائي لجميع أبنائه على إختلاف ثقافاتهم وإنتماءاتهم, ومن أجل العقيدة المنزّهة والمطهّرة بالوطنيّة المقدّسة... وهو بذلك يريد أن يكون جزء لا يتجزّأ من هذه الوطنيّة الخالصة السّلاف, يحمل صفاتها الإيجابيّة, ويتشرّف بإنتسابه لها, ويعتزّ بالمسؤوليّات التّكليفيّة, الملقاة عليه, يريد أن يكون زخما جديدا في هذه الوطنيّة, لا رقما يتيما ينزوي في سجلّ عتيق يربطه به إنتساب رسمي محدّد...