هل أتشرف بترجمتكم لقصيدة (بيت لحم)

[أحمد بشير العيلة]

بيت لحمٍ
حين أزهرتْ ذات صباحٍ على لائحة التراث العالمي
أحمد بشير العيلة/ فلسطين

بيت لحمٍ
على عرش ذاتي
تمدُّ غصون الحكاياتِ حُبلى بآهاتها
وتمشي طويلاً على حبل روحي الموازي لشوقٍ بعيدٍ بعيد
أنا من حجارتها أستوي فوق نورِ الأناجيل طيراً
وأبني الكنائس فوق البلاغةِ
أُطلِقُ خيلاً على صرخةٍ من مسيحٍ وليد
أنا من مغارتِها أسكبُ النبضَ فوق الأحاديث عنها
أنا كنتُ منها
ولا زلتُ منها
دموعيَ منها
وصوتيَ منها
وشِعريَ منها
أنا من طقوس البداياتِ فيها
يقول المسيح،
فلسطينُ أمٌ لهذا المسيح الذي يتصاعد مثل الدخان ولا أمَّ معهُ
فلسطين تسجد في كل يومٍ
تلمُّ بقايا الكلام الذي صار في المهدِ عشباً على روحنا كلها
فلسطينُ تبكي كثيراً إذا جاءها كلَّ فجرٍ
وفي حضنه سلةٌ تتنوّعُ عند سماوات روحي
فلسطينُ تجهشُ حين يهلُّ عليها المسيحُ
وتعرشُ حين يمس يديها
وتفرش منديلها تحته كي يسير بجانبها مثل نهرٍ صغير
فلسطينُ أمي، وأم المسيح وأمٌّ لمريم
فيا بيتَ لحمٍ خذينا إليها
شعاعات
تخرج من نجمةٍ في المذوذ المفضّض فوق البشارة
ويا بيتَ لحمٍ
خذيني مسيحاً لأمشي على ماءِ عشقي
وأُشفيَ جرحي
وأنفخ في صورةِ الطير حين تطرزه نسوةٌ فوق ثوبٍ مهاجر
خذيني مسيحاً
أجرجر آلام هذي السنين الثقال
فأي طريقٍ إليكِ يعلمني كيف أنمو كضوءٍ
وأي التحياتِ تصلح، يا بيتَ لحمٍ، وكلي منافي
وأي الدموع ستصبر بعدك؛ أي الدموع
خذيني مسيحاً
لأشفى
أنا العاشقُ الأبدي سأشفى من البُعدِ
آمينَ
آمين ..
فيا بيتَ لحمٍ كفاني بُعاداً
كفاني أنيناً
كفاني أنين.

أحمد بشير العيلة
29/6/2012