المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو تفسير اسهل/سورة العلق/د. عائض القرني



نبيل الجلبي
20/01/2013, 11:50 AM
نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة العلق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾
اقْرَأْ ما أُنزل إليك من القرآن مفتتحاً باسم ربك المتفرد بالخلق ، فبالقراءة يُنال العلم ، وتحصل المعرفة ، ويُعبد الرب ، وباسم الله تحصل البركة والفتح والتوفيق.

خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾
الذي صور الإنسان من قطعة دم غليظ فركب سمعه وبصره ، ونفخ فيه الروح ومنحه الحياة بعد أطوار من الخلق .

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾
اقْرَأْ ما أنزل إليك ربك كثير الإحسان ، واسع الجود ، وسوف يفتح عليك إذا قرأت ، ويمن عليك بالفهم إذا تعلمت.

الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾
الذي علم الأمم الكتابة بالقلم ، فحفظوا العلوم ، ودونوا الأخبار ، ونقلوا الآثار ، فالقلم ذو الجسم الضئيل خطره جليل وشرفه عظيم .

عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا كان يجهله ، فرقّاه من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، ومن حضيض الغفلة إلى سماء المعرفة ، فبالعلم ينال كل فضل .

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿6﴾
حقاً إِنَّ الْإِنْسَانَ إذا خلا من الإيمان يبطره الغنى ويطغيه المال ، فيتجاوز الحدود ظلماً وفساداً وفسقاً وكيداً وعتواً.

أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿7﴾
فإذا فقد التقوى فتجده منتهكاً للحرمات ، تاركاً للطاعات ، مانعاً للحقوق.

إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ ﴿8﴾
فليتيقن كل طاغ وكل باغ أن المعاد إلى الله ، وأن المصير إليه في يوم الحساب ، لينال العقاب على إسرافه ، فهل من معتبر؟.

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ ﴿9﴾
ألا تعجب ممن ينهى عباد الله عن طاعة الله ، ويصد عن سبيل الله ، ويمنع الخلق أن يعبدوا الخالق؟.

عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ ﴿10﴾
ينهى العبد أن يصلي للرب كما فعل أبو جهل مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومثله من يمنع المتصدق من الصدقة والداعية من الدعوة والمجاهد من الجهاد.

أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ ﴿11﴾
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ هذا العبد الذي نهي عن الصلاة على هدى من الله ، والناهي على ضلالة وفي جهالة لتكذيبه بالرسالة.

أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ ﴿12﴾
أو إن كان يأمر غيره بتقوى الله ، فكيف عن ذلك ينهاه؟ فإن الآمر بالصلاح حقه أن يُعان ويُساعد ، لا أن يحارب ويجاهد.

أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ﴿13﴾
أَرَأَيْتَ إِنْ كان هذا الناهي مكذبا بالخبَر ، متوليا عن الأمر ، كذّب الأقوال ، وترك الفعال ، وكذّب بقلبه ولسانه وتولى بأركانه.

أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ ﴿14﴾
أَلَمْ يَعْلَمْ ِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ ما يفعل وييبصر مايعمل ، فهو يحصي أقواله ، ويكتب أفعاله ، ويعلم أحواله ، ويجعل له مآله.

كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴿15﴾
ليس الأمر كذلك ، والله لئن لم يترك هذا الشقي محاربته للحق وآذاه للرسول لنأخذن بناصيته أخذاً عنيفاً ، ونجذبه جذباً شديداً ، ثم لننبذنّه في نار جهنم ذليلاً مدحوراً.

نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿16﴾
فنَاصِيته نَاصِيَة كاذبة في أقوالها ، خاطئة في أفعالها ، وهو يكذب في الأخبار ، ويخطئ في الأحكام ، فالإرادة فاسدة والعقيدة جاحدة.

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴿17﴾
فليأت هذا الشقي بأهل ناديه الذي كان يدّعي نصرتهم له ، ليرى أن لا ناصر له من دون الله ، ولن يدفع عنه أحد.

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴿18﴾
سَنَدْعُو ملائكة العذاب وزبانية العقاب ، وهم غلاظ شداد ، بطشهم شديد بكل فاجر عنيد.

كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴿19﴾
ليس الأمر كما ظن هذا الكافر ، فأنت يا محمد محفوظ منصور ، فلا تطعه في ترك الصلاة بل زد من السجود والتقرب إلى ربك ، لتنال قربه وحبه وأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد.