المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعرض الدّائم للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة



حسين أحمد سليم
16/02/2013, 11:42 PM
المعرض الدّائم للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة
جناح خاصّ في معهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية
نواة متحف للفنّ التّشكيلي اللبناني

بقلم: حسين أحمد سليم

الفنّ التّشكيلي, يُعتبر سببا رئيسيّا من أسباب تحقيق وقيامة الحضارة, وهو عنوان عريض من عناوين التّقدّم الثّقافي والرّقيّ الإنساني والإجتماعي, وبقدر ما يسمو الفنّ التّشكيلي بعطاءات روّاده, بقدر ما تتحقّق الرّفعة والسّموّ في المستقبل...
ولبنان, يفخر بجميع أولئك الفنّانين التّشكيليين, الذين تجلّوا في نتاجهم الفنّي التّشكيلي الإبداعي, والذين كانوا منذ عهد الإنبعاث, مرورا بمرحلة التّمهيد, فمرحلة الرّوّاد والتّحديث, وصولا للفنّ الحديث... أولئك الرواد والأعلام في مجالات الفنون التّشكيليّة, رسما ونحتا وتصويرا ةزخرفة وعمارة... وبشهادات من التّاريخ الذي حكى عنهم وروى...
ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, يعود له الفضل الأكبر والأوّل في عمليّة هذا الزّخم من رجالات الفنّ التّشكيلي اللبناني, والذي إحتضنهم طلابا وأصقل مواهبهم وتجاربهم وأجازهم في إختصاصاتهم, فغدوا بإمتياز, دُعاة للفنّ التّشكيلي اللبناني, إنطلاقا من رحاب معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, معهد الملتقى الثّقافي الحضاري, الذي عبر منه هؤلاء الفنّانون التّشكيليّون إلى أرحبة واسعة ومساحات ممتدّة في شتّى أنحاء العالم, فبرزوا من خلال أعمالهم وتجلّوا من خلال رقيّهم الإبداعي...
في هذا الزّمن المعولم في حضارته, والمنفتح على بعضه البعض, حيث أصبحت المعرفة منتشرة في جميع جهات الكينونة الأرضيّة, ومُتّسعة فوق رقعة هذه الأرض, حيث يوجد الإنسان, بحيث غدا الإبداع بابا للنّجاح وتحقيق الأهداف المرتجاة, وأصبح للإبداع سمة مميّزة, تُبرز قدرة المبدع وتُصنّفه عن غيره, وذلك تكريما له في زحمة ميادين الخلق والإبداع على صعيد الفنون عامّة, سيّما الفنّ التّشكيلي...
النّتاجات المميّزة في مجالات الفنون التّشكيليّة, تعكس سمات أصحابها ومدى رقيّهم وسموّهم, وتبقى هذه النّتاجات تندرج في عظمة الإبتكارات العصريّة, مهما نافستها ثورة الإبتكارات الرّقميّة الحديثة, لأنّ التّقنيات الرّقميّة الحديثة, مهما بلغت في تقدّمها وبرمجياتها وأدواتها, لم ولن ولا يُمكن في يوم من الأيّام, أن تحلّ محلّ الإنسان المبدع, لأنّها بدون هذا الإنسان, هي جامدة ولا حياة لها, ولم ولن ولا تستطيع, أن تعطي نفس بصمات الإنسان الإبداعيّة, تلك البصمات التي تتولّد من شغاف الذّات, وتتفتّق من ثنايا الرّوح, وليس للجماد أن يعطي الحياة, ويبقى للإبداع والخلق والإبتكار معاييره وأسبابه, وعلى أساسها, يتمّ تخليد المبدعين من خلال إبداعاتهم وبراعاتهم وإبتكاراتهم...
ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, يزخر بإرث فنّيّ تشكيليّ على جانب من الأهمّيّة, ويكتنز بقيم فنّيّة تشكيليّة, ومورثات ذات بعد فنّي تشكيلي مميّز, وتتجدّد هذه الزّخائر الثّقافيّة الفنّيّة, بالأنامل الحانية لأصحاب الرّيش والألوان, لتُبدع فوق مساحات الخامات المتنوّعة, وتنطق مع قبضات الأيادي, التي تمتشق الأزاميل والمطارق, لتجعل الصّخور والحجارة والموادّ المختلفة, تنطق في محاكاة للحياة بطموح وتفاعل...
معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, يكتنز بإرث ثقافيّ فنّيّ تشكيليّ, من مقتنيات إبداعيّة, ومن أعمال أساتذة فنّانين كبار, مرّوا بالمعهد, طُلابا فأساتذة ومدرّسين, وتركوا بصماتهم المميّزة في تراث غنيّ, له أهمّيّته الفنّيّة التّشكيليّة, ويُعتبر حركة فعل التّواصل الإستمراري, بين الماضي والحاضر لتشكيل مستقبل الغد... فكانت ولادة المعرض الفنّي التّشكيلي الدّأئم, من رحم وفي رحاب معهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانيّة, تمهيدا لتكوين متحف للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة, وفي قلب الجامعة اللبنانيّة, يغدو محجّة ومزارا لكلّ مُتذوّق وباحث وفنّان...
فمدير معهد الفنون الجميلة في الفرع الأوّل للجامعة اللبنانيّة, الدّكتور الفنّان أكرم قانصو, ومع بدايات العام 2006 للملاد, بذل جهدا مميّزا في عمليّة تجميع الأعمال الفنّيّة التّشكيليّة, من المكاتب والقاعات والمستودعات والمخازن في معهد الفنون الجميلة, وعمل على إعادة تأهيلها وترميمها, ثمّ ترتيبها وتأطيرها وتوثيقها, مدعوما من ثُلّة من الأساتزة والفنّانين, وممّن قدّموا بعض أعمالهم الفنّيّة, مساهمة في إنشاء متحف دائم, للفنون التّشكيليّة في رحاب معهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية, بتشجيع ودعم ومساعدة, من عميد المعهد الدّكتور هاشم الأيّوبي, ودعم ورعاية رئيس الجامعة اللبنانيّة الدّكتور زهير شكر...
وهكذا ولد المعرض الدّائم للفنون التّشكيليّة بالجامعة اللبنانيّة, بحيث غدت مجموعة الأعمال من لوحات ومنحموتات, والتي تجاوز عددها الماية لوحة, أبدعها ما يفوف على السّتّين فنّانا لبنانيّا, بأساليب فنّيّة متنوّعة, تمحورت بين إنطباعيّة وتعبيريّة وحروفيّة وسورياليّة وزخرفيّة وتجريديّة... بتقنيّات مختلفة, ما بين زيتيّة ومائيّة وتامبرا وأكريليك وباستيل وأقلام ملوّنة وحفر وطباعة ومعدن صلب... بحيث تراوحت مواضيعها, ما بين المناظر الطّبيعيّة, والطّبيعة الصّامتة, والمواضيع الإجتماعيّة, والوطنيّة, والرّمزيّة, والحرفيّة, والتّأليف الحرّ... وتشمل حقبات تاريخيّة متنوّعة المراحل, تتوزّع في مجموعات, بما يُمثّل ويعكس رؤى الرّعيل الأوّل من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, ووجهة نظر الرّعيل الثّاني منهم, وحركة تجارب الرّعيل المعاصر... فمنهم من أدّى واجبه في التّعليم والتّدريس, بمعهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانيّة, وتقاعد أو رحل, ومنهم ممّن ما زالوا يتابعون التّدريس في المعهد...
جميع هذه الأعمال, من الفنون التّشكيليّة, والتي تمّ حصرها, تمّ تخصيص جناح لها في مبنى معهد الفنون الجميلة, بالجامعة اللبنانيّة في الحدث, جنوبي بيروت, وأصبحت هذه المقتنيات الفنّيّة التّشكيليّة الجميلة, أصبحت جزءا من كينونة وشخصيّة معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, تتماهى جمالا, بمشهديّات ترفل لها العيون, تحت عنوان تراثيّ فريد, بحيث يُشكّل جانبا مضيئا, من من جوانب الغنى, ولها الدّور الفاعل للمعهد والجامعة على السّواء, وذلك في ميادين الفنون الجميلة والثّقافة والمعرفة والحضارة... إلى جانب تشكيلها, مكتبة فنّيّة كبلاى, في عالم الفنون التّشكيليّة, لها دورها الثّقافي والمعرفي والحضاري والتّاريخي, بتقديم مادّة فنّيّة تشكيليّة حيّة, وتصبح وسيلة هامّة للتّعرّف عن قرب, على عدد من الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين... وفي رحاب أروقة معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة, كنواة أوّليّة لتكوين المتحف الوطني للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة...
هذا, ويشمل المعرض الدّائم للفنون التّشكيليّة اللبنانيّة, بمعهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانيّة في الحدث, أعمالا للفنّانين التّشكيليين اللبنانيين, ومنهم: حسن جوني, جان خليفة, عارف الرّيّس, إيلي كنعان, بّول غيراغوسيان, حليم جرداق, محمّد الرّوّاس, سيتّا مانوكيان, عمر الأنسي, رشيد وهبي, حسين ماضي, إبراهيم مرزوق, فيصل سلطان, موسى طيبا, عدنان المصري, جوزيف مطر, محمّد القيسي, عماد أبو عجرم, مصطفى حيدر, مارون حكيم, طوروسيان, جميل ملاعب, فؤاد جوهر, عاصم ستيتيّة, أمين الباشا, مازن الرّفاعي, عبد الحميد بعلبكي, إيلي ناكوزي, وهيب بتدّيني, عبد اللطيف بارودي, أحمد سعيد, حسن بدوي, ميشال عقل, عزّت مزهر, عمران القيسي, محمّد عزيزة, كامل لطفي, فضل زيادة, حسين ياغي, غريتا نوفل, عبد الله كحيل, مريم غالي, فاطمة الحاج, صونيا الرّضي, حسين شعبان, عادل قديح, محمّد عوالي, شوقي شوكيني, سلوى روضة شقير, زافين, ميشال بصبوص, ناظم إيراني, يوسف غزّاوي, ناصيف أيّوب, محمّد شمس الدّين, مفيد زيتوني, مارون حكيم, إلياس ديب, محمّد غالب, سامي جركس, عبد الرّؤوف الرّفاعي, سليم شمس الدّين, نعيم ضومط, نزار ضاهر, حسين جمعة, سامي كنعان, علي عاصي, صالح الرّفاعي, وآخرون...

عبدالله بن بريك
17/02/2013, 09:32 AM
شكراً على المجهود الكبير في التعريف بالحركة التشكيلية في لبنان ،و الذي كان من أوائل الدول
العربية في ولوج هذا الفن الجميل.
لك تحياتي ،أستاذ "حسين احمد سليم"