بعض أساسيات الطباعة السليمة
بعض أساسيات الطباعة السليمة
أود المساهمة في هذا الركن بإثارة مسألة شيوع أخطاء مطبعية تبدو غير ذات قيمة، لكنها تشوش أحيانا على القراءة، وتعقد من ناحية ثانية أخرى (وهذا هام جدا) نشر النصوص من لدن المنابر التي تسعى لإخراج منشوراتها وفق المعايير المعمول بها عالميا. وسأرصد أهم هذه الأخطاء، تباعا، آملا من إخوة آخرين المشاركة في هذا الموضوع الهام الذي يجب ليس تثبيته لأهميته القصوى فحسب، وكذلك إلزام جميع الأعضاء باتباع قواعده في هذه الساحات نفسها، وذلك عبر اتخاذه مرجعا من لدن مشرفي كافة المنتديات، فيحيلون كل عضو لا يراعي هذه القواعد في مشاركاته إلى هذا المكان ليتعلم، وليس هذا عيبا؛ فنحن هنا جميعا لنتعلم ونعلم في آن واحد. فضلا عن ذلك، يجب إحالة مُرسل كل مادة للنشر في مجلة واتا لا يراعي هذه الأساسية في كتابة نصوصه إلى هذا المكان كذلك، لاستدراك هذه الهفوات وموافاة المجلة بمادة سليمة توفر على هيأة تحريرها الوقت الثمين الذي يُصرَف في التصويب.
وسأعرض هذا الشرح على مرحلتين:
- في الأولى سيتم التنبيه إلى الخطأ والصواب؛
- في الثانية سيتم عرض صور توضيحية (أي تطبيقية) للتشويهات التي تصيب النصوص التي لا تراعي هذه القواعد، يضاف إليها أحيانا صور أخرى تُظهر استحالة التصحيح الأوتوماتيكي في بعض الأحيان، مما يُجبر المصحح على عبور النص سطرا سطرا إّذا ما حرص على تصويب كل شيء، الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا جدا في عمل «تافه» بمعنى ما؛
1) ضرورة اجتاب الفراغات.
وتقع هذه الفراغات أساسا بعد حرف واو العطف وبين الحروف والكلمات، ثم بين علامات الترقيم:
أ) بعد واو العطف:
يكثر في العديد من النصوص ترك فراغ بعد واو العطف، وهذا خاطئ إذ الصواب هو وجوب تجنب هذا الفراغ:
- مثال خاطئ (عن ترك فراغ بعد واو العطف): «و هذا خاطيء تماما و لا يستحق الانتباه لأنه واضح و لا فائدة في شرحه» (لاحظوا الفراغات قبل مفردات «هذا خاطئ» و«لا يستحق الانتباه» و«لا فائدة فيشرحه»)
- الصواب هو: وهذا خاطيء تماما ولا يستحق الانتباه لأنه واضح ولا فائدة في شرحه (لاحظوا غياب الفراغات بعد الواو).
ب) بين الحروف والكلمات:
لا يجب ترك أكثر من فراغ واحد بين المفردة ولاحقتها، بالضغط على زر لوحة المفاتيح الخاص بتنسيق الفراغ.
* مثال خاطئ: «في الثانية سيتم عرض صور توضيحية ». لاحظوا الفراغات الموجودة بين كل مكونات هذه الجملة: بين «في» و«الثانية» وبين «الثانية» و«سيتم» وبين «سيتم» و«عرض»، الخ.
* صوابه: «في الثانية سيتم عرض صور توضيحية». لاحظوا كيف اختفت الفراغات الزائدة بالنقر مرة واحدة على زر الفراغ في لوحة المفاتيح بين المفردة ولاحقتها.
ج) بين علامات الترقيم:
أ) قبل الفواصل والنقط:
وهذا خاطيء تماما، لأنه يخرج عن قواعد الطباعة (خذوا أي كتاب مطبوع في دار نشر محترفة - أجنبية بالخصوص وتتحققون من الأمر)، فالصائب هو ترك الفراغ بعد النقطة والفاصلة والنقطتين ونقطتي القطع وليس قبلهما.
- مثال خاطئ (عن موقع الفاصلة): «وهذا شيء محبوب ، لأنه يخرج...» (لاحظوا موقع الفاصلة بعد كلمة «محبوب»)
- الصواب هو: «وهذا شيء محبوب، لأنه يخرج...»(لاحظوا موقع الفاصلة بعد كلمة «محبوب»)
- مثال خاطئ (عن موقع النقطة): «وهذا خاطيء تماما . فقد ذكره فلا وفلان» (لاحظوا موقع النقطة بعد كلمة «تماما»)
- الصواب هو: حوهذا خاطيء تماما. فقد ذكره فلا وفلان» (لاحظوا موقع النقطة بعد كلمة «تماما»)
- مثال خاطئ (عن القاطعة): «وهذا خاطيء تماما ؛ فهو يخرج...» (لاحظوا موقع القاطعة بعد كلمة «تماما»)
- الصواب هو: «وهذا خاطيء تماما؛ فهو يخرج...» (لاحظوا موقع القاطعة بع كلمة «تماما»)
ب) بعد القوس المفتوح وقبل القوس المغلق:
* القوس المفتوح:
الخطأ: ترك فراغ بعد القوس المفتوح في مثل: ( وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه). لاحظوا الفراغ الموجود بين القوس ومفردة «وهذا»
وصواب المثال السابق: (وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه). لاحظوا غياب الفراغ بين القوس المفتوح ومفردة «وهذا».
• القوس المغلق:
الخطأ: ترك فراغ قبل القوس المغلق، ومثاله: (وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه ). لاحظوا الفراغ الفاصل بين كلمة «الانتباه» والقوس.
وصوابه: (وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه). لاحظوا اختفاء الفراغ بين كلمة «الانتباه» والقوس.
ج) بعد المزدوجتين المفتوحتين وقبل المزدوجتين المغلقتين:
* المزدوجتان المفتوحتان:
الخطأ: ترك فراغ بعدهما في مثل: « وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه». لاحظوا الفراغ الموجود بين المزدوجتين ومفردة «وهذا»
وصواب المثال السابق: «وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه». لاحظوا غياب الفراغ بين القوس المفتوح ومفردة «وهذا».
• المزدوجتان المغلقتان:
الخطأ: ترك فراغ قبلهما، مثاله: «وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه ». لاحظوا الفراغ الفاصل بين كلمة «الانتباه» والمزدوجتين.
وصوابه: «وهذا خاطئ تماما ولا يستحق الانتباه». لاحظوا اختفاء الفراغ بين كلمة «الانتباه» والمزدوجتين.
د) قبل النقطتين التفسيرتين والقاطعة:
لا يجب أبدا ترك فراغ قبلهما، وإنما بعدهما.
* النقطان التفسيريتان:
مثال خاطئ : «فيما يلي مثال عن هذه الظاهرة : ». لاحظوا الفراغ بين كلمة «الظاهرة» والنقطتين.
صوابه: «فيما يلي مثال عن هذه الظاهرة: ». لاحظوا اختفاء الفراغ بين كلمة «الظاهرة» والنقطتين التاليتين لها.
* القاطعة:
مثال خاطئ : «كان ضروريا اتباع تلك الطريقة ؛ ». لاحظوا الفراغ بين كلمة «الطريقة» والقاطعة.
صوابه: «كان ضروريا اتباع تلك الطريقة؛ ». لاحظوا اختفاء الفراغ بين كلمة «الظاهرة» والنقطتين التاليتين لها.
.
(يُتبَع)
أمر يخلصنا من المسافة الفاصلة بعد الواو
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد اياد فضلون
مع أنني لم اقتنع تماما بموضوع لصق واو العطف بالكلمة التي بعدها إلا أنني أحاول لصقها ماستطعت
تم تثبيت الموضوع للفائدة
.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وعيدكم مبارك!
لعل الموضوع الذي أثير على هذه الصفحة من موقع الجمعية يمثل أهمية كبيرة في عالم الترجمة والتدقيق اللغوي.
منّ ربي عليّ بمراعاة ما ذكر الأستاذ الفاضل/ محمد أسليم. ولكنني أتعب كثيرا في تدقيق ما يأتيني من نصوص ترجمت وتحتاج إلى مراجعة وتدقيق بسبب أن من ترجم كثيرا جدا ما يقع في الأخطاء العديدة التي ذكرها أستاذنا الفاضل. وودت لو أشرنا إلى أمر الهمزات فهو من أشد ما يتعب المدقق اللغوي. فلو راعى المترجم أو الكاتب الأصلي للنص الهمزات لرفع ذلك عن كاهلنا عبئا ثقيلا.
ولعلي أدل أخانا الكريم محمد إياد فضلون إلى أمر يسير يمكنه به التخلص من المسافة الفاصلة التي اعتاد على وضعها بعد الواو. ولعل ذلك معلوم لدى الكثيرين ولديه أيضا ولكن من باب الذكرى ونشر الفائدة.
الحل:
فليكتب كما يحلو له حتى إذا فرغ طلب من برنامج وورد استبدال (مسافة+و+مسافة) بـ (مسافة+و) (بالطبع بدون القوسين وبدون علامات+).
تحياتي من أرض الكنانة.
بعض أساسيات الطباعة السليمة
أساسيات الطباعة السليمة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
أخي الكريم الأستاذ الفاضل محمد أسليم!
إنك تستحق على هذا العمل الرائع في خدمة لغتنا الجميلة وعشاقها المتحدثين بها كل تحية وشكر وتقدير. إن اللغة العربية تعاني ونعاني معها من جهلنا بها وتفريطنا بنحوها وفن كتابتها. الأسباب كثيرة ومتعددة، يأتي في مقدمتها: 1 عدم وعي الآباء والأمهات بضرورة تعويد الأطفال منذ الأشهر الأولي بعد الولادة، أي منذ نعومة أظفارهم على الحديث بلغة سليمة قريبة قدر الإمكان من الفصحى (الدارجة) وبعيدة كثيرا عن العامية، التي تصعب على الكثيرين منا فيما بعد تعلم اللغة العربية في المدرسة وفهم الدروس بشكل عام. 2 سوء التعليم وجهل معظم المربين باللغة العربية تعليما وحديثا وكتابة. 3 هبوط مستوى المؤسسات الإعلامية العربية من ناحية اللغة. مع العلم بأن معظم الدراسات تؤكد على وجود علاقة مباشرة وقوية بين إتقان اللغة والذكاء عند الإنسان. لقد لاحظت في الغرب- خاصة في وسط أوروبا- أن الناس يتحدثون مع الأطفال منذ الولالدة باللغة الفصحى أو قريبا جدا منها ويتجنبون الحديث معهم بالعامية. ولاحظت أيضا أن هؤلاء الأطفال يتحدثون بلغة سليمة وصحيحة في حدود العامين من العمر، وقبل بلوغ الرابعة في أقصى تقدير لا يصنعون خطأ نحويا يذكر، مع قدرتهم على التعبير والحديث عن كل ما يريدون. لا مقارنة أبدا بوضعنا نحن العرب، حيث تجد بالكاد شخصا يجيد لغته، حتى بين الجامعيين وقادة المجتمع. إنه لأمر محزن حقا، يدمي القلب.
عندي إقتراحان متواضعان: الأول، التشجيع والعمل على تصحيح الأخطاء اللغوية والكتابية في المواضيع المطروحة على صفحات واتا بعد أخذ موافقة الأعضاء. الثاني، فتح باب أو قسم لتبسيط قواعد اللغة العربية وتعليمها لمن يرغب وجعل هذا القسم مرجعا سهلا لتصحيح الأخطأ الأساساية والشائعة، على غرار ما بدأت بصنعه مشكورا في موضوع الكتابة.
في الختام لدي ملاحظة بسيطة وهي ان يكون العنوان بعض أساسيات الكتابة العربية السليمة.
وتقبل أجمل التحيات!
عبد العزيز العرفج