هل تسجد الشمس تحت العرش كل ليلة ؟

هل تسجد الشمس تحت العرش كل ليلة ؟

اطلعت على تسجيل لعدنان إبراهيم ينكر على البخاري ما رواه
بأن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش.
وقال بأن الآن أصبح معروفًا للصغير والكبير أن حركة الشمس حركة ظاهرية بسبب دوران الأرض حول نفسها، وما عندنا ليل هو نهار في بلاد أخرى.
عدنان إبراهيم ذكي، واسع الثقافة، يجيد حشد ما يؤيد أفكاره بما صح وبما لا يصح. ومضبوع بالعلوم وبالثقافة الغربية التي يكثر من الاستشهاد بها وبرجالاتها.
ولذلك فبعض أفكاره المخالفة للثابت في الشرع لها خطورة على الناس كبيرة،
فهناك من ينخدع بأقواله ويقتنع بها ويتبناها.
وهناك من أهل الإيمان من لا يؤثر عليه عدنان إبراهيم ولا غيره، متخذًا موقفًا منه ومنهم.
ويسلم الأمر لله فيما لا يدركه فهمه ..
فعنده مما يعطيه اليقين في دينه الكثير الذي يفتقده كل أعداء الدين.
ولكن الخطورة على من يطلع على تسجيلاته من الجهلة في الدين في هذه المسائل،
وليس لديهم من العلم الشرعي أو العقلي والعلمي غير المتحصنين بالخلق والانتماء القوي للدين،
فيبهره كل قول جديد.
والاكتفاء بالتنفير منه هو أسلوب العاجز عن الرد عليه فقط ..
وعندي أن الطعن في صحيح البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه؛ خط أحمر،
لا أنه معصوم من الله تعالى، ولكنه مستهدف أكثر من غيره،
لأن صحيحه أصح الكتب بعد كتاب الله، فغيره أهون عليهم من صحيحه،
وأن هدم الثقة بصحيحه انتصار كبير للباطل.
فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعداه،
أو يعين من يتعداه، أو يسكت عمن يتعداه،
لأن كتاب الله تعالى معجز بنظمه وبيانه فلم يستطع الإنس والجن أن يأتوا بشيء مثله،
أما احاديث النبي صلى الله عليه وسلم فهي من جنس كلام الناس، وهم قادرون على أن يأتوا بمثلها، ومماثلتها في معانيها، فلذلك ألف أهل الفتن، وأهل الأهواء، والشعوبيون، والكتابيون، أحاديث كثيرة، أو حرفوها، أو أدخلوا فيها ما يفسدها، فكانت هناك عشرات الآلاف من الأحاديث المكذوبة.
فتصدى لهم العلماء وعلى رأسهم البخاري رحمه، ووضع منهجًا دقيقًا لتنقية الأحاديث مما يشوبها، مما لم يعرفه أهل العلم من قبل، فحمى به الدين، وصار كتابه من أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل.
ونهج على طريقه مسلم ولكنه خفف بعض الشروط؛ فحفظ بتخفيفه بعض الصحيح الذي لا تنطبق عليه شروط البخاري، لكن دخل عند مسلم مما لم يدخل عند البخاري.
وتميز البخاري بأن ما يثبته من الأحاديث عن الثقاة يعرضه على القرآن؛
فإن وافقه صح عنده، وإن لم يوافقه تركه.
وإن كان فيه علل تخل بالحديث رواية ومتنًا تركه.
وانفرد هو ومسلم بأحاديث لو لم يثبتاها ضاعت فائدتها على الأمة.
وصارت روايات الحديث تقارن بشروط البخاري ومسلم لضبطهما والأخذ بها،
فكان حفظ الدين ليس بصحيحيهما فقط، بل وبكل كتب الحديث مما لم يروياه عندهما.
ولشدة ثقة الأمة بالبخاري وانجذاب طلاب العلم له في حياته وانصرافهم عن غيره من العلماء،
أوجد ضغينة عليه وحسدًا شديدًا له، وأشاع بعضهم ما لم يقله ليصرفوهم عنه،
فسبب ذلك له فتنة في آخر عمره، فخرج من بلده،
ودعا الله تعالى أن يقبضه إليه، وأن يحقق لهم ما يتمنوه من موته،
وجاءت استجابة الله تعالى إليه سريعًا، لينتقل إلا ملأ خير ممن ترك،
وبعد موته، ذهب إلى قبره بعض من طعنوا عليه،
نادمين باكين مستغفرين الله تعالى عند قبره مما فعلوه به.
وقد كان مسلم رحمه الله قد أتلف كل ما كتبه عن شيخ له حرف قول البخاري للطعن فيه.
فإن كان هؤلاء فعلوا فعلتهم عن حسد وليرجع إليهم تلاميذهم،
فاليوم الذي يعادي البخاري هم أعداء الدين، وعلى رأسهم الرافضة، أو من الجهلة الذي وقعوا في حبالهم،
أو من اغتر بنفسه فرآها فوق قدرها،
فإن سقطت مكانة صحيح البخاري عند الأمة، سقطت معه كل كتب الحديث، وسقط معها الدين كله،
وأعداء الدين يدركون ذلك، فاشتدت جهودهم وانتشروا في كل مكان،
وفي كل بلد ليكثروا من أعوانهم،
واستخدموا كل وسائل الاتصال والإعلام المتاحة لهم ... والله غالب على أمره.

قال : مُحَمَّد بْن أَبي حاتم: سمعت يَحْيَى بْن جَعْفَر يَقُول: لو قدرت أن أزيد في عُمَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحِد، وموت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ذهاب العلم.

ما روي في الصحيحين عن ذهاب الشمس للسجود تحت العرش نقلاً عن الشاملة

صحيح البخاري (4/ 107)
3199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ(الفريابي)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ(بن سعيد الثوري)، عَنِ الأَعْمَشِ(سليمان بن مهران)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ(يزيد بن شريك)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ (جندب بن جنادة الغفاري) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: «أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟»، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ، فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ{38}" يس.
__________
صحيح البخاري (6/ 123)
4802 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (الفضل بن دكين الملائي)، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ»، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ} [يس: 38] لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ
__________
صحيح البخاري (9/ 125)
7424 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ(محمد بن خازم صاحب الأعمش)، عَنِ الأَعْمَشِ(سليمان بن مهران)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ(يزيد بن شريك)، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟»، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، ثُمَّ قَرَأَ: ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا " فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ
__________
صحيح مسلم (1/ 138)
250 - (159) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ (إسماعيل) ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ(بن عبيد)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، - سَمِعَهُ فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "،
صحيح مسلم (1/ 139)
(159) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ(محمد بن العلاء الهمداني)، وَاللَّفْظُ لَأَبِي كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا "، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: وَذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا
صحيح مسلم (1/ 139)
(159) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟» بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ.

حتى نفهم سجود الشمس تحت العرش،
لا بد من بحث الأمور التالية
ما معنى تذهب ؟
ما هو العرش ؟ وما دلالة تحت العرش؟
ما معنى السجود ؟ وكيف تسجد الشمس؟
كيف يحدث طلوع الشمس من مغربها في سنن الله في الكون ؟

ونبدأ بدراسة مادة "ذهب" في القرآن
وأعتذر إن أطلت بكل الآيات التي فيها مادة "ذهب"
فليس من منهجي الانتقاء، بل لا بد لي من ذكر كل ما ورد في القرآن،
وبيان اجتماعها جميعًا على المعنى حتى يطمئن قلبي وقلب كل من ييسر له قراءته

الذهاب من مادة "ذَهَبَ" وهي مستعمل في الانطلاق إلى شيء ثم العودة عنه،
ولننظر إلى استعمال الفعل "ذهب" في القرآن الكريم؛

السمع والبصر والفؤاد عطاء من الله حادث بعد الولادة وليس قبلها، يزول بفعل الله تعالى وبطول العمر؛
: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {20} البقرة
: {فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ {17} البقرة
: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ {43} النور.
والنعماء والسيئات حوادث قابلة للزوال بالآخر؛
: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ {10} هود.
والحزن، والغضب، والخوف، وشدة الدهشة من المفاجأة؛ حوادث تزول بانتهاء أسبابها؛
: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ {34} فاطر.
: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ {74} هود
: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ {87} الأنبياء
: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ{19} الأحزاب.
والعودة إلى الأهل من حيث خرج؛
: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى {33} القيامة.
ومجيء المرأة إلى بيت الرجل زوجُا له حادث؛ تعود عنه وتفارقه بالطلاق وغيره.
: {فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ {11} الممتحنة.
والخلق حادث يوجده من خلقه، وزواله بيد من خلقه؛
: {إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ {91} المؤمنون.

كنا بأمر من الله تعالى في هذه الحياة الدنيا
وإن يشأ يعيدنا إليه؛ { إلى الله مرجعكم جميعًا {105} المائدة؛
: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ {26} التكوير.
: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أيها الناس {133} النساء.
: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء {133} الأنعام.
: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ {19} إبراهيم. {16} فاطر.
فالذهاب يكون بعد قطع المهمة وإنتهائها.
وكذلك الحال مع النبي عليه الصلاة والسلام
: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ {41} الزخرف.
: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8} فاطر.
وما أنزله الله تعالى من الكتاب قادر على رفعه من الناس ورده إليه.
: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ {86} الإسراء.
وما دفعه الزوج صداق امرأته قد يرده بظلم منه؛
: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ {19} النساء.
ورجز الشيطان حادث يزول بما يثبت الله به المؤمنين؛
: {مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11} الأنفال.
وريح المؤمنين والهيبة منهم حادث بعد أن كانوا مستضعفين في الأرض؛ يزول عنهم بالتنازع والفشل.
: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ {46} الأنفال.
وغيظ قلوب الكفار حادث على المؤمنين بسبب إيمانهم، ويزول بهزيمة الكافرين وانكسار قلوبهم؛
: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء {15} التوبة.
الذنوب خروج عن أمر الله ومغفرتها عائدة إلى الله تعالى، والسيئات تكون من العباد على العباد، وحقوقهم واجبة لهم ولا تسقط إلا بأخذها، وردها والتكفير عنها يكون بالحسنات.
: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {114} هود.
وزبد السيل حادث بسبب سرعة وقوة جريان الماء واختلاطه بما على الأرض ثم يزول؛
: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء {17} الرعد.
ومجيء الأحزاب حادث ثم عادوا من حيث أتوا؛
: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ {20} الأحزاب.
والتقدم على الآخرين بالتفوق عليهم بأي شيء حادث يزول ويؤخرهم عن مكانتهم من هم أقوى وأبرع منهم؛
: { وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى {63} طه.
وتطلع النفس بالكيد والتدبير للوصول إلى السماء بأسباب يعدها؛ تنتهي برجوعه إلى الأرض التي انطلق منها؛
: {فليَمْدُدْ بَسَبَبٍ إلى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ {15} الحج.
والاجتماع لأمر حادث ينفض لما ينقضي الأمر؛
: {وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ {62} النور.
والرجس يرد من حيث أتى، سواء وصل أم لم يصل؛
: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33} الأحزاب.
والطيبات إذا لم يُنتفع بها ويدخرها صاحبها للآخرة؛ ردت وزالت عنه، ولم يبق منها لآخرتهم شيئًا؛
: { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بها{20} الأحقاف.

وقال الله تعالى لإبليس: إذهب ومرجعك إلى الله مهما طال وقد كان سكناه في الجنة طارئًا ؛
: {قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا {63} الإسراء.
وقال لموسى وأخيه إذهبا إلى فرعون لتبليغه فقط، ثم العودة، وليس الأمر للبقاء عنده.
: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {24} طه، {17} النازعات.
: {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ {42} طه،
: { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ {43} طه.
: { اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا {36} الفرقان.
: { فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ {15} الشعراء.
وقال سليمان عليه السلام للهدهد: اذهب إلى ملكة سبأ بكتابي وعد بردهم.
: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ {28} النمل.
وقال موسى عليه السلام للسامري بعد استجوابه: اذهب إلى حيث تريد فإن لك موعدًا مع الله لن تخلفه.
: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ {97} طه.
وقال قوم موسى له: عد إلى من أرسلك وأمرك بالقتال وقاتل معه.
: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {24} المائدة.
وقال يوسف عليه السلام لإخوته الانطلاق بقميصه إلى أبيهم ثم العودة إليه؛
: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ {93} يوسف،
ومن قبل ذهبوا به على أن يعودوا به، فلم يعيدوه لأبيه؛
: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ {13} يوسف،
: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ {15} يوسف.
وادعوا أنهم سيعودون إليه بعد السباق؛
: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ{17} يوسف
وقال لهم أبوهم بعد ذلك للبحث عنه والعودة بخبره؛
: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ {87} يوسف

لماذا سمي الذهب بالذهب ؟

ومن استعمال الجذر "ذهب" في الانطلاق إلى شيء ثم العودة عنه،
جاءت تسمية المعدن المعروف بالذهب؛
لأن يخرج من يدك إلى غيرك ويعود إليك،
ويخرج من يد غيرك إليك ثم يعود إليه؛
لأنه معدن ثابت لا يفسد ولا يستهلك، ويعاد تشكيله،
فاتخذه الناس زينة للونه وندرته ودوام حاله،
واتخذوه كذلك عملة يكنزونها ، ويتعاملون بها لثباته،
فيبقى بين أيدي الناس يتداولونه بينهم،
ويتنقل بينهم جيلا بعد جيل في البلاد وبين أيدي العباد.
: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ {14} آل عمران.
: { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {34} التوبة.
: { فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ {91} آل عمران.
: { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ {31} الكهف.
: { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ {23} الحج.
: { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ {33} فاطر.
: { فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ {53} الزخرف.
: { يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ {71} الزخرف.

أما تسمية الفضة بالفضة فلأنها معدن ينكسر بالضغط عليها،
وليست كالذهب الذي ينثني عند الضغط عليه لأنه لينًا ،
فالفضة صلبة فبعد امتناعها أمام الضغط عليها تستجيب فتتحرك أجزاؤها فتنكسر
ولولا إضافة النحاس مع الذهب أو معادن أخرى لم يثبت ويدوم على شكل محدد بسبب ليونته.

ما معنى ذهاب الشمس ؟

قال الله تعالى : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {12} الإسراء.
آية النهار هي الشمس بإجماع المفسرين،
فالشمس لم تكن على الحال الذي عليه الآن، فحالها الحالي حادث طارئ عليها،
وذهاب الشمس؛ أن تكون في طريق عودتها وانتهاء مهمتها، لترجع إلى ما كانت عليه سابقًا.
ونهاية مهمتها أن تعود مظلمة، أو ضعيفة الإنارة،
وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم : "أين تذهب" جاء بعد الغروب،
لأن ذهابها سيغيب إضاءتها،
: {إذا الشمس كورت{1} التكوير. أي لفت على بعضها وأظلمت.
ووقت التنبيه إلى مآلها أنسب بعد غروبها،
وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم كان بالفعل المضارع؛ أي أنها في طريق العودة، وما زالت فيه ولم تخرج منه، لكن الرجوع إلى ما كانت عليه ومبتدأ أمرها طويل لا يعلمه إلا الله.
ولو قال : "أين ذهبت" بالفعل الماضي؛ لما طلعت في اليوم التالي .. لأن مهمتها تكون قد انتهت ...
وسيكون طلوعها بعد زمن وبعد تكليف جديد لها.

ما هو العرش ؟

عرش الرحمن خلق من خلق الله تعالى،
خص به نفسه، فلم يسخره لأحد أو يملكه لأحد،
وخصه باللوح المحفوظ التي فيه المقادير بجعله فوقه.
صحيح البخاري (4/ 106)
3194 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي» ورواه مسلم بهذا السند. (2751)
__________
فما من شيء يصدر إلا منه،
ولا شيء يرفع إلا إليه.
فهو قبلة الملائكة في ذهابهم وإيابهم.
العرش من مادة "عرش" ؛
وهي مستعملة في الخاص الذي لا يشارك صاحبه فيه أحد
ويسمى المقعد الذي يجلس عليه الملك عرش الملك
لأن خاص بالملك .. لا يجوز لأحد غيره أن يجلس عليه.
: { إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ {23} النمل.
: {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {38} النمل.
وليوسف عرشه الخاص به؛
:{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا{100} يوسف.
وبيت النحل عرشه الذي لا يشاركه مخلوق آخر فيه؛
: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} النحل.
أي البيت (صندوق الخلية) الذي يصنعونه خاصًا لها.
وقوم فرعون صنعوا أشياء يخصون بها أنفسهم دون بني إسرائيل؛
: {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ {137} الأعراف.

وللرحمن عرشه الخاص به
ولا ينبغي لأحد أن يشاركه فيه؛

لأن العرش لا يحتمل إلا واحدًا ولا يكون لاثنين أو أكثر.
: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً {42} الإسراء.
والكون لا يصلحه إلا رب عرش واحد يحاسب ويَسأل ولا يُسْأل؛
: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ {14} ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ {15} فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {16} البروج.
: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {22} لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {23} الأنبياء.
وصفته أنه "كريم" عالي القدر؛
: { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ {116} المؤمنون.
وأنه "عظيم" قوام كل معتمد عليه؛
: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {129} التوبة.
: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {26} النمل.
وأن الله تعالى هو ذو العرش الملازم لوجود الله تعالى؛
: { رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ {15} غافر.
ومن المحال لذي العرش أن يكون له ولد؛ لأنه لا يخلفه أحد، ولو خلفه أحد لخلفه ولد له.
: { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ {81} سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {82} الزخرف.
وأن القرآن هو كلام الله تعالى وحده، وجبريل مبلغه، لأن القول هو البلاغ بالكلام أو الإشارة، عما في النفس مما نشأ فيها أو نقلا عن غيرها، فذكر الله تعالى مكانة جبريل عنده؛ المبلغ الذي كلفه بالتبليغ، وذلك لعظم ما بلغ به من كلام الله عز وجل؛
: { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {19} ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ {20} التكوير.

ولما كان العربي بعقله ولغته
يدرك أن لكل واحد شيء خاص به،

وأن لكل ملك عرشًا خاصًا به، سواء رآه أو لم يره،
فهو يقر بأن للرحمن عرشًا، وأن عرشه عظيمًا، يدبر الأمر منه؛
وعند سؤالهم عن عرش الرحمن أقروا به وبعظمته؛
فهو الخالق والمالك والمدبر ..
: { قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {86} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ {87} المؤمنون.
وأن هذا العرش محمول بالملائكة فوق الناس في موقف الحساب؛
: { وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ {17} الحاقة.
وبنورة يقرؤون كتبهم؛
: { وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {69} الزمر.
والناس يرون حدود العرش من كل جوانبه؛
: { وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {75} الزمر.
والعرش محصور بينهم؛ لأنهم حوله؛
: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {7} غافر.
وموقف الناس يوم القيامة على جزء من الأرض فقط؛
فبعض منها يكون نارًا ، وبعض هو موقف الحساب، وبعض منها ما بعد النار خلف الأبواب حتى تفتح،
وبعض منها قد غاب تحت التصاق الجنة بالأرض بعد القنطرة التي يقف عليها الناجين من النار،
وبعضها يظل وقودًا للنار من حجارتها بامتداد كبير منها،
فالعرش فوق الناس على جزء من الأرض، وله حدود مشاهدة،
هذا ما بينته الآيات القطعية الثبوت القطعية الدلالة
وما ورد في بعض الأحاديث المكذوبة عن سعة العرش؛
يكفي أن القرآن يردها، ويبين فساد ما ذكر فيها،
ويحب القصاصون والوعاظ من ترديدها، حتى أوهموا الناس بصحتها.

قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ»، رواه ابن حبان ، وقال عنه الشيخ الألباني : إسناده ضعيف جدًا، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : ضعيف جدًا.
فيه : إيراهيم بن هشام الغساني وصف بأنه كذاب متروك منكر الحديث .
هذا الحديث مثال على البقية
ولم يورد هذا الحديث في الكتب التسعة، وورد في غيرها
والعجب أن دلالة الآيات واضحة لكل عاقل على صفة العرش،
وهي مخالفة لهذا التهويل المنكر في صفة العرش. الذي لا تعرف له حدود.

لما كان العرش بهذه الصفة التي بينها القرآن
تحمله الملائكة فوق الناس في موقف الحساب،

ووقوف الناس هو على جزء من الأرض وليس على كلها ،
ويرى الناس حدود العرش وأطرافه ...
والأرض بأكمها لا تساوي من الشمس إلا
1 / 1300000
فهي أكبر من الأرض بمليون وثلاثمائة ألف مرة؛
فلا تناسب أبدًا أن تكون الشمس تحت العرش،
ولهذا الفارق الكبير بينهما،
فلا بد من فهم آخر لسجود الشمس تحت العرش.
وليس إنكار الحديث والطعن على من رواه؛
لأن كل ما في الكون يتحرك ولا يتوقف،
وأن حركة الشمس هي حركة ظاهرية،
والفعل لدوران الأرض حول نفسها،
فتظهر الشمس كأنها هي التي تتحرك.

إن الله تعالى هو الذي خلق الأرض والشمس والقمر،
والخلق في اللغة لا في أقوال الفلاسفة:
هو إيجاد صورة جديدة في الشيء كانت معدومة فيه،
وليس إيجاد الشيء من العدم،
فالخلق لم يذكر في القرآن إلا من شيء وليس من لا شيء.
فالأرض بعد أن كانت صخرة صماء لا تقبل الماء ولا تنبت النبات،
شق الله تعالى منها الأرض وفتقها هي والسماوات، فصارت تقبل الماء وتنبت النبات،
والقمر كان مضيئًا فمحا الله تعالى ضوءه وصار عاكسًا للضوء فقط،
والشمس لم تكن مضيئة والله تعالى هو الشاهد الحق على ما خلق،
فجعلها مبصرة،
فالأمر بهذا التغيير من الله تعالى، وأمره يخرج من عرشه،
وسجود الشمس يكون بأمر الله تعالى يصدر من عرشه،
وقد بينا أن السجود هو الخضوع والانقياد والتبعية،

فقوله تعالى تحت العرش كالقول تحت الأمر
أي ان أنها تخضع لأمر الله تعالى الصادر لها من العرش،
وإذا سجدت الشمس بأمر الله من العرش،
فإن حالها سيتغير ، ويؤثر ذلك على الأرض،
وعلى طريقة ظهورها من الأرض.
مما سنبينه لاحقًا إن شاء الله تعالى

وليست "تحت" تفيد الظرفية المكانية في كل استعمال.
كما قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {10} التحريم.
لأن القوامة في البيت للرجل والزوجة تابعة له وتحت أمره

ما معنى استوى الرحمن على العرش ؟

ذكر استواء الرحمن على العرش في سبع آيات؛
ذكر معها خلق السماوات والأرض
وذكر معها "يدبر الأمر" بالتصريح أو ما يدل عليه

: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 54 ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {55} الأعراف.
: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {3} يونس.
: { اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {2} الرعد.
: { تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى {5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى {6} طه.
: { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا {59} الفرقان.
: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ 4 يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} السجدة.
: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {4} لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ {5} الحديد.

الفعل "استوى" من مادة "سوي"
وهي مستعملة في الانتهاء من شيء
والجاهزية لأمر بعده وجوبًا بلا توقف بعد الأول،
فبعد الانتهاء من خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام،
جاء دور التدبير لهما، وأصبحتا جاهزتين لذلك،
وهذا التدبير يدار ويأتي من العرش،
فقال تعالى " ثم استوى على العرش"
وصرح بأن ذلك لتدبير شأنهما "يدبر" الأمر،
فإن لم يصرح بلفظ تدبير الأمر ، ذكر ما يدل عليه،
بعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها،
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها،
وتسخير ما فيهما ، وتسخير الشمس والقمر؛
لما لهما من تأثير على الحياة في الأرض،
وولوج الليل بالنهار والنهار بالليل،
فإن التدبير يحتاج للعلم بالشيء وما يحدث فيه،

وقوله تعالى "استوى" بالفعل الماضي للدلالة على أن الخلق للسماوات والأرض قد انتهى ،
وبدأ تدبيرهما من على العرش حيث فوقه اللوح المحفوظ الذي فيه كل التقادير،

واستبدال الفعل "استوى" بـالفعل المضارع "يستوي" خطأ كبير؛
إذ يفيد أن الله تعالى لم ينته من خلق السماوات والأرض حتى يبدأ في تدبير شؤونهما،
واستبدال الفعل "استوى" بالاسم "مستوٍ" الذي يفيد الثبات والاستقرار؛
أي أن الله تعالى لن يدبر شؤون السماوات والأرض أبدًا.
والوقوف على ما أخبرنا الله تعالى بالألفاظ نفسها حماية لنا من الزلل فيها من حيث نشعر.
وقد وضحت ذلك سابقًا بموضوع خاص به يمكن الرجوع إليه؛

حقيقة استواء الرحمن على العرش وإلى السماء

والحديث في الآيات على فعل الله تعالى "استوى"
فصار الحديث في الآية عن ذات الله عز وجل، وهو أمر منهي عنه،
وأخذ يخوض فيه الخائضون
ولغياب فقه استعمال الجذور ،
الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها،
ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها،
عوض عنه بتفسير الأفعال بالمترادفات ،
والاكتفاء بربط الأسماء بمسمياتها،
ووضعوا لتفسير الفعل "استوى" : {19} فعلاً؛ قُبل بعضها ورُفض أكثرها
وليس منها ما يغنى شيئًا عن دلالة الفعل " استوى" الذي قد بيناه.

في نهاية عام 2002 وأوائل عام 2003م
كتبت برنامج "درر القرآن" في إعجاز القرآن،
الذي صور منه 13 حلقة من أصل 30 حلقة متنوعة في كل العلوم.
وكل حلقة كان لها ساعة كاملة.
وتوقف بسبب سقوط بغداد واستئجار فكس نيوز عشر كاميرات من الشركة لتغطية سقوط بغداد.
ولم نعد لتكملته لأسباب عديدة كنت أحد هذه الأسباب.
وأصر المخرج أن أقدمه بنفسي على أن يكون معي دكتور متخصص في موضوع الحلقة
وآخر يدير الحوار بيننا، وكانت إدارة الحوار من نصيب الدكتور حمدي مراد، وقد كتبت لي ولهم كل المحاور.
وخوطبت كل الجامعات الأردنية والوزارات لترشيح دكاترة وباحثين لمقابلتي في هذه البرناج بعد توزيع مواضيعها. .
ولو قدر لهذا البرناج بالظهور لكان له صدى كبيرًا
وممن تعرفت عليهم بسبب هذا البرنامج الأخ عماد مجاهد الذي له جهود فلكية معروف بها في تحديد أوقات الصلاة،
فطلبت منه أن يحضر لي جدولاً بالأوج والحضيض للمجموعة الشمسية،
فأحضر لي جدولا بها لعام 2002 ولم يتأخر بإحضاره.
وهو لا يعلم ما أحدثه هذا الجدول عندي.
وتبين لي من الجدول والرسومات التي رسمتها؛
أن الحضيض للمجموعة الشمسية يقع في جهة واحدة،
وكذلك الأوج لها يقع في الجهة المقابلة،
وفي تعليلي لهذه الظاهرة أن هناك قوة أخرى غير الشمس تؤثر على المجموعة الشمسية،
فعندما يكون أحد الكواكب بين هذه القوة والشمس تسحبه للخارج، فتحدث ظاهرة الأوج للكوكب، أي يبعد في مداره عن الشمس.
وعندما يكون الكوكب بعد الشمس يجلبه إليها فيقربه منها؛ فتكون ظاهرة الحضيض للكوكب؛ أي يقرب الكوكب في مداره من الشمس .
وقدرت أن هذه القوة هي مركز مجرة التبانة، التي تجذب الشمس ومعها مجموعتها الشمسية.
وتبين لي أن مركز المجرة يجب أن يقع في برج القوس باتجاه الجنوب.
فإن كنت محقًا في تعليلي ... فسيكون مركز الجُرة كما تبين لي
فسألت الأخ عماد مجاهد : أين مركز مجرة التبانة؟
فأجاب بأنه لا يدري؟
فقلت له بأنه أفضل مني في استعمال النت،
ومعه في الأرصاد الجوية مجموعة دكاترة متخصصين،
وسأعيد عليه السؤال بعد أسبوعين، فأرجو أن أجد الإجابة عنده.
وفعلاً، بعد أسبوعين رفعت الهاتف واتصلت بالأخ عماد ،
فكانت الإجابة : برج القوس باتجاه الجنوب . فحمدت الله تعالى.
وأرجعت ميلان الأرض عن محورها 23.5 درجة إلى جذب مركز مجرة التبانة.
لكن الإخوة في الجمعية الفلكية الأردنية أنكروا علي هذا الأمر،
وأن ميلان الأرض عن محورها لا علاقة له بمركز مجرة التبانة
فالغرب لم يقل بهذا ... وأنا عربي من أمة مقهورة ..
فهل سيصدقوني بكل سهولة ، ويسلموا لي بالأمر ...
استفدت من ذلك في موضوع : مناسك الحج رموز كونية.
وهو منشور عندي في المنتدى
فدراستي للفلك وخلق السماوات والأرض قديمة قد بدأت منذ عام 1976م
ولكن بمنظور إسلامي وتكليف شرعي كلفت به نفسي
واليوم أعود لأبين كيف ستطلع الشمس من مغربها
بنظرة علمية جديدة .....
أرجو أن أتمكن سريعًا من عمل رسومات تشرحها،
وأن اتمكن من إنزالها في الموضوع أو أجعل لها موضوعًا خاصًا بها. .
وإلا سيكون الشرح بالكلام.
فخبرتي ضعيفة في التعامل مع هذه الأجهزة.
والله المستعان

فسجود الشمس لا يعني توقف مسيرها
فكل ما في الكون في فلك يسبحون
وهي تحت العرش لا فوقه، أي لا حول لها ولا قوة إلا بالله؛
فبقاؤها مضيئة كان بأمر جاء من العرش،
وتكويرها وذهاب نورها يأتي بأمر من العرش
وطلوعها من المشرق أو المغرب بأمر من الله تعالى
ومتى شاء أحدث تغييرًا في سننه عليها وعلى الأرض.
فهي خاضعة ذليلة منقادة لأمر الله تعالى لا تخرج عنه أبدًا
وكل ما في الكون خاضع منقاد لأمر الله تعالى

الاختلافات والاتفاق بين الروايات
عند البخاري ومسلم، وفيه مسائل
المسألة الأولى: لمن وجه السؤال ...
لأبي ذر أم لجميع الحضور؟.

السؤال في روايات البخاري موجه لأبي ذر رضي الله عنه فقط؛
«أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟»،
«يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ؟»،
«يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟»،
وفي روايات مسلم وافقت واحدة رواية البخاري
«يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ؟»،
وروايتان كان الخطاب فيهما موجه للحضور جميعًا؛
«أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟»،
والراوي في الجميع هو أبو ذر، وأسباب هذا الاختلاف،
الأول : أن الخطاب وجه فيها جميعًا لأبي ذر، فذكر أبو ذر اللفظ كما قيل،
والثاني : أن أبا ذر فهم أنه ليس مخصوصًا بالسؤال، بل هو موجه للجميع، فذكر اللفظ بصيغة الجمع.
والثالث : أن الموقف تكرر بحضور أبي ذر، فمرة قيل له "أتدري" ومرة قيل لهم "أتدرون" وفي الخطاب الأول بيان غير البيان في الخطاب الثاني كما هو ملاحظ في نص الأحاديث.

المسألة الثانية : "أين تذهب" أم أين "تغرب"

رواية واحدة فقط جاء فيها "أين تغرب" والبقية "أين تذهب"
ويرجع ذلك إلا أن الرواة يستبدلون سهوًا أو نسيانًا لفظًا بلفظ آخر،
على أنه مرادف له ولا يغير في المعنى شيئًا؟ وما أكثر هذا في الأحاديث،
والرأي مع اللفظ الوارد في أكثر الروايات "أين تذهب"،
لأن في الإجابة "فإنها تذهب"، ولم يقل "فأنها تغرب"
والذهاب فيه ارتباط بمهمة، والغروب مجرد التحول إلى مكان مجهول يغيب عن العين.

المسألة الثالثة: في الحديث الذي
اتفق فيه البخاري ومسلم

فإن فيه إشارة قوية تدل على أن حركة الشمس هي حركه ظاهرية وليست حقيقية،
«وكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا»
وهذا الذي خفي على عدنان إبراهيم وأمثاله فبادروا بالتكذيب،
فمرة كان الحديث عن ظاهر حركة الشمس كأنه حقيقة، وهو المشاهد من الجميع،
وهي تسير في الحقيقة بغير هذه الحركة الظاهرية، وكل ما في الكون يتحرك.
وقديمًا كان أكثر الناس لا يعرف حقيقة حركة الشمس الظاهرية.
ومرة يكون في الحديث بيان كهذا بأن ما نراه هو مجرد حركة ظاهرية
كل الناس يرون القمر يتحرك من الشرق إلى الغرب في كل ليلة،
مع ان القمر يتحرك في الحقيقة من الغرب إلى الشرق،
ولأن سرعة الأرض حول نفسها أعلى من سرعة القمر حول الأرض ،
يظهر القمر في حركة تراجعية مستمرة يظهر كأنه يتحرك من الشرق إلى الغرب،
وفي الليلة التالية نراه قد تقدم جهة الشرق .. وهكذا.

المسألة الرابعة : هل الاستئذان مرة
أم أكثر من مرة ؟

]في رواية (عند البخاري): لم يذكر الاستئذان، وذكرت الآية {تجري لمستقرها} يس.
فسجود الشمس هو جريانها لنهاية مهمتها في الحياة الدنيا،
«فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ» ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ }يس.
وفي رواية ثانية عند (البخاري ومسلم): يذكر الاستئذان مرة واحدة، فيؤذن لها فترجع فتطلع من مغربها؛
" فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا "،
وفي رواية ثالثة (عند البخاري) : تستأذن أكثر من مرة، فيؤذن لها في الاستمرار على حالها، ثم تسجد فلا يقبل ولا يؤذن لها، فتخرج من مغربها؛
«فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ، فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا،»
وفي رواية رابعة (عند مسلم) : أنها تنتهي لمستقرها ثم تستمر تخرج من مطلعها مرة بعد مرة، وفي المرة الأخيرة تطلع من مغربها
" إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ".
وسجود الشمس هو ذلها وخضوعها، ويكون بانخفاض حرارتها وضوئها، وقد يؤثر ذلك على جاذبيتها التي تظهر به قوتها،
وقد لا يحدث ذلك مرة واحدة، بل يتكرر مرات عديدة،
وقد يكون في هذا الحديث سبب انقراض الديناصورات بسبب انخفاض درجة الحرارة وموت كثير من النباتات التي تعيش عليها. فتذل بذل الشمس الكائنات الحية النباتية والحيوانية في الأرض .

اقرأ أيضًا

كيف تسجد الشمس والقمر والنجوم لله ؟