قليلاً من الدقة والأمانة العلمية والتواضع واحترام العقول
قليلاً من الدقة والأمانة العلمية والتواضع واحترام العقول
( ميلاد ثلاثة علوم جديدةأنا عبد المجيد بن عثمان بن عيسى العرابلي والمولود في الثالث من شهر حزيران من عام ستة وخمسين وتسعمائة وألف للميلاد في مدينة الكرامة من الأردن
بكل إيمان وثقة وثبات؛أعلن في هذا اليوم؛ يوم الاثنين الموافق الثامن عشر من الشهر الثامن من عام ثمانية وألفين للميلاد، والموافق للسادس عشر من شهر شعبان من عام تسعة وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة:
مولد ثلاثة علوم جديدة، بعد تسعة عشر عامًا من البحث فيها، وحصول اليقين بها. وقد سبقها ثلاثة عشر عامًا أخرى من البحث قبلها؛ أوصلتني إلى ضرورة قيام هذه العلوم.
وسيكون إعلان عن علم رابع إن شاء الله تعالى في وقت لاحق؛ بعد نشر مفهوم هذه العلوم الثلاثة، وترسيخ مفاهيمها لدى العلماء والعامة، وانطلاق البحث فيها، والتطبيق لها.
الأيام تمر ...
والعمر قصير ...
ومتطلبات الحياة كثيرة ...
والصحة تسير معاكسة لسير الأيام.
وكم قائل قال لي :
ستموت هذه العلوم بموتك ...
وهي أمانة في عنقك ...
ستحاسب عليها إن لم يحصل التبليغ لها بالقدر الكافي لتعريف الناس بها).
الأستاذ عبد المجيد العرابلي :
أشكرك على جهودك في خدمة اللغة العربية، على أنني أنصحك بوجوب التزام الدقة والموضوعية والأمانة العلمية واحترام عقول المختصين وعامة المثقفين، ما هذه الدعوى العريضة بادعاء ميلاد ثلاثة علوم، سيتبعها رابع، فتح الله بها عليك وحدك دون علماء العربية طوال خمسة عشر قرناً؟! في إعلان مهيب لا نظير له باليوم والشهر والسنة وباليقين الذي لا يتطرق إليه أدنى شك مقروناً بأن البحث فيها استغرق تسعة عشر عاماً، سبقتها ثلاث عشرة سنة، قادتك إلى هذه النتائج اليقينية المذهلة؟! يبدو أنك أُتيت من قلة الاطلاع والمعرفة، كأنك لم تسمع بكلام المتقدمين من اللغويين والمعجميين الذين تناولوا أبنية الكلم في العربية : الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية التي هي جذور العربية، وحساب مبلغ كل نوع منها موزعاً على الصحيح والمعتل، والمجرد والمزيد، والأسماء والأفعال والصفات، وغير ذلك من التقسيمات الصرفية لكل منها، فمقدمات معاجم المتقدمين اللغوية تغصّ بهذا بدءاً بمعجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ومروراً بمعجم جمهرة اللغة لابن دُريد وتهذيب اللغة للأزهري وغيرهم، فضلاً عن الدراسات الإحصائية الحاسوبية الكثيرة للجذور العربية من ثلاثة عقود، نهض بها أفراد مثل د. علي حلمي موسى ( جذور لسان العرب ) و( جذور تاج العروس ) مشاركاً د. عبد الصبور شاهين، ومثل الدراسات الإحصائية للجذور العربية والأفعال والأسماء والجموع والنصوص المكتوبة التي أنجزها الباحثون في مركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية، وقُدمت بحوث عنها في مؤتمرات وندوات متخصصة باللسانيات الحاسوبية في العالم العربي- تشرفت بحضورها وتقديم بحوث فيها نيابة عن فريق العلمل - وهم :
أ. مروان البواب ود. محمد مراياتي ود. محمد حسان الطيان ود. يحيى ميرعلم ( كاتب التعليق الذي نال درجة الماجستير من جامعة دمشق 1983 في موضوع : المعجم العربي دراسة إحصائية لدوران الحروف في الجذور العربية ) كما نال زميله د. حسان الطيان الدرجة نفسها في موضوع ( نسج الكلمة العربية في جذور اللغة العربية ) وغيرها كثير .
أما ادّعاء ميلاد فقه معاني حروف الهجاء ( حروف المباني ) فقد سبق إليه بعض علماء العربية الأفذاذ أمثال ابن جني في كتابيه الخصائص وسر صناعة الإعراب، وابن فارس في معجم مقاييس اللغة وغيره، ومثلوا لدلالات أصوات حروف العربية بأمثلة مشهورة، غير أنها لا تطرد، ونصّوا على ذلك، وعرفوا أقدارهم العلمية، واحترموا عقول أهل العلم، فلم يدّعوا عُشر ما جاء في هذا الإعلان، وتخلّقوا بالتواضع مع سعة علمهم، وكثرة اطلاعهم، وكبير محفوظهم من اللغة وعلومها .
وأما ادّعاء ميلاد فقه معاني الرسم القرآني فليس بمنأى ممّا سبق، فآثار المتقدمين المطبوعة بين أيدي الناس والمخطوطة حبيسة خزائن المكتبات العامة والخاصة أكثر من تُحصى، فهي من الكثرة بمكان، تغني الإشارة إليها عن إيراد أمثلة لها، شأنها في هذا شأن علوم القرآن الأخرى مثل إحصاءات المتقدمين لحروف القرآن وكلماته وسوره وآياته وترتيبها تصاعدياً وتنازلياً، ممّا تحفل به مصنفات مطبوعة كثيرة مثل كتاب السيوطي بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز وغيره، وأما المخطوطة فهي جِدّ كثيرة، جلّها في المكتبات المودعة في المكتبة السليمانية باسطنبول، وقفت على كثير منها وعاينتها صيف عام 1981 .
رحم الله القائل : ما نحن فيمن كان قبلنا إلاّ كَبَقْلٍ في أصولِ نخلٍ طوال.
أرجو أن يصحّ عُشر ما يدّعيه الأستاذ العرابلي، وأن ينتفع به أهل العربية . أما ثناءات غير المختصين من السادة أصحاب المداخلات فهي أدخل في باب المجاملات والتشجيع، بيد أنها - على كثرتها - لا قيمة لها في ميزان العلم الذي يحتاج إلى استقصاء وأدلة وبراهين ومنهج سليم، لا إلى تصفيق المعجبين والمشجعين من غير المختصين من علماء العربية والمهتمين بها .
عجبت كثيراً من نشر هذه الادعاءات قبل تمحيصها، والتثبت من صحتها، وعرضها على ذوي الاختصاص، في مثل هذا الموقع المتميز الذي يضم نخبة كبيرة من اللغويين والمترجمين . أخشى أن تكون فضيحة علمية لا إعلان ميلاد لعلم جديد .
لا ريب أن مثل هذه الادعات العريضة حملت شهادة وفاتها في يوم إعلان ميلادها، وذلك لمجافاتها الدقة العلمية، والموضوعية، والحقائق، والافتقار إلى الأدلة والبراهين، وعدم تحلّيها بالأمانة العلمية، إذ لم تنسب العلم إلى ذويه الحقيقيين، وغلوّها في الاعتداد بالنفس .
لا أظن بل لا أعتقد أحداً من الهيئات العلمية المختصة كمجامع اللغة العربية وأقسام اللغة العربية في الجامعات وأهل الذكر من الراسخين في العلم = سيقرّها أو يلقي لها بالاً، أو يكترث بها . والمستقبل كفيل بإثبات صحة ادّعاء صاحبها أو خطئه،إذ لا يصحّ في النهاية إلاّ الصحيح ( فأمّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ ) .
د . يحيى مير علم
الرد على الدكتور يحيى مير علم في الفقرة "31"
وقد أشرت إلى ذلك من قبل ولكن الدكتور مع الأسف مسح الإشارة إلى الرد