ما بين حرفين...

بسم الله الرحمن الرحيم...


ما بين حرفين...

1- سين و راء...

مرت الفصول على مدينة فوجدتها غارقة في الأحزان...
فانتظرت فصل العواصف حتى إذا ما حضر كنس الشوارع من النفايات...
فنبتت روابي من الأشواق و المحبة بين الأغصان الأشجار....
غنت الأطيار للزهور فراودها حلم على شاطئ الليل الطويل بشمس دافئة أثمرت تحت أجنحتها الأحلام...
لكنها لم تجد تفسيرا للحلم...
فطافت و جالت أركان الكون حتى اهتدت إلى قمر في فضاء فسيح...
حكت حلمها و انتظرت حظها...
فكان التفسير أن الفصول ما انطوت إلا على سر فيه حكمة من حكم الحياة...
فهو حلم يتعب فيه الظمآن فإن سلك طريق الرحمان وجد الماء و إن سلك طريق الشيطان وجد السراب ليس غير...
فعادت الفصول و حكت للشاطئ ما فسر به الحلم صاحب العرفان...
فقالت هو البحر يعانق الشمس كل مساء و يحضنها لكنه يسقيها ماء فيه ملح ليرسلها مرة أخرى لمن غاب عنها ضياء النهار باحثة عن ماء زلال يطفئ ظمأ الحيران...
فلا الظمآن ارتوى و لا الحيران اهتدى و لا الفصول كفت عن دورانها و لا الأسئلة عرفت طريقها و لا القلوب فتحت أقفالها و لا العقول أدركت سر حمولتها...
و لا السر عاد سرا لحامله أو رسا مطمئنا بين حرفيه: سين و راء...


سعيد نويضي...2/2/2011

بين حرفين عميقين .. يقبع الحلم على اجنحة الفصول .. ليداعب فيها حكمتها الاولى .. في تقلب الامزجة ..
ولعل ما يختبئ في سر البوح .. يتجلى في شموخ الطريق الذي يمهد للحكاية طريقها .. وللخاطرة شاعريتها الصادقة .. طريق الرحمن .. وايَّ طريق
يصبح السر فيه واضحا مقدسا .. مهما تباعدت الامكنة والازمنة .. او تقاربت .. ولعل الفقرة الاخير تدل على ان من لا يسلك الطريق يضل ضلالته الاولى .. ولا يرويه ماء البحر بحجمه .. مع علمه بأن النهر زلال للشاربين ..
تحية طيبة اخي الاديب سعيد نويضي ..
لحروفك مسكها الذي يفوح اينما اتجهت
ولحضورك البهاء والجمال
دمت بخير

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهند المشهداني

بين حرفين عميقين .. يقبع الحلم على اجنحة الفصول .. ليداعب فيها حكمتها الاولى .. في تقلب الامزجة ..
ولعل ما يختبئ في سر البوح .. يتجلى في شموخ الطريق الذي يمهد للحكاية طريقها .. وللخاطرة شاعريتها الصادقة .. طريق الرحمن .. وايَّ طريق
يصبح السر فيه واضحا مقدسا .. مهما تباعدت الامكنة والازمنة .. او تقاربت .. ولعل الفقرة الاخير تدل على ان من لا يسلك الطريق يضل ضلالته الاولى .. ولا يرويه ماء البحر بحجمه .. مع علمه بأن النهر زلال للشاربين ..
تحية طيبة اخي الاديب سعيد نويضي ..
لحروفك مسكها الذي يفوح اينما اتجهت
ولحضورك البهاء والجمال
دمت بخير

---

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب اللبيب الأخ مهند المشهداني...

سبحان الله العظيم الذي جعل من اللغة العربية عالما و فضاء فسيحا ضم فيه أعظم كتاب كريم أرسله نورا و هداية للعالمين...

فمن جمالية اللغة الرائعة و المعجزة الخالدة هي بداية بعض السور بحرف أو حرفين أو أكثر...و لله المثل الأعلى... و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على كون الحرف في علاقته بمعنى حرف آخر يخلق معنى قد تتعدد دلالته بما يعكس تنوعا في الكون في الحياة و في مفاهيم الإنسان...

تحية و تقدير لردك الجميل الذي أنار معاني الطريق فمن السؤال يبدو أن تعددية الطرق تضل رهينة بمدى الأثر الذي تتركه العلاقة المتوازنة في اختيار طريق يرضاه الذي لا يرضى غير الإسلام دينا...
طريق الرحمان...طريق الإيمان...

تحيتي و تقديري...

أستاذيّ الفاضل
السر يكمن في انفتاح البصيرة بالتبصرة بالإيمان بحقيقة ثابتة أن هذا الكون ماهو إلا بيد الواحد الأحد
فله الملك وهو القادر على كل شيء الخالق الذي لامعبود سواه
فمن تغافل عن هذه الحقيقة أصبح في ضلال يتخبط ولايجد جواب من ألف سؤال
دمت مبدعا محلقا في ملكوت الله
دام عطاؤك وإبداعك
احترامي وتقديري

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء عبد الله

أستاذيّ الفاضل
السر يكمن في انفتاح البصيرة بالتبصرة بالإيمان بحقيقة ثابتة أن هذا الكون ماهو إلا بيد الواحد الأحد
فله الملك وهو القادر على كل شيء الخالق الذي لامعبود سواه
فمن تغافل عن هذه الحقيقة أصبح في ضلال يتخبط ولايجد جواب من ألف سؤال
دمت مبدعا محلقا في ملكوت الله
دام عطاؤك وإبداعك
احترامي وتقديري

---

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة شيماء عبد الله...

أسعدتني كلماتك الربانية النورناية...فالبصيرة هي زاد القلوب في العتمة التي خلقتها التيارات الجارفة من كل حدب و صوب...

فتدبري معي أيتها الأديبة الفاضلة قول الحق جل و علا لما يقول:

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122.

أوَمن كان ميتًا في الضلالة هالكا حائرا, فأحيينا قلبه بالإيمان, وهديناه له, ووفقناه لاتباع رسله, فأصبح يعيش في أنوار الهداية, كمن مثله في الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة, لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص له مما هو فيه؟ لا يستويان, وكما خذلتُ هذا الكافر الذي يجادلكم -أيها المؤمنون- فزيَّنْتُ له سوء عمله, فرآه حسنًا, زيَّنْتُ للجاحدين أعمالهم السيئة; ليستوجبوا بذلك العذاب.[التفسير الميسر].

فلو كان الإنسان بصفة عامة أينما كان و حيثما وجد يبحث عن الحقيقة الحقة...فلماذا لا يستعمل أدوات العقل من منطق و استقراء و استنباط و مقارنة و تحليل و أن يجعل كل التيارات التي عرفتها البشرية تحت مجهر العقل...و ينظر بمنظار البصيرة الذي يرى ما بين الحروف من أسرار تحملها المعاني...فإن صدق في بحثع هن الحق لهداه الله جل و علا إلى نور الحق و فتح قلبه للإيمان...

فكل الشرور الموجودة في الدنيا هي مرتبطة بحضور الإيمان أو غيابه...

يقول الحق جل و علا: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147.

ما يفعل الله بعذابكم إن أصلحتم العمل وآمنتم بالله ورسوله, فإن الله سبحانه غني عمَّن سواه, وإنما يعذب العباد بذنوبهم. وكان الله شاكرًا لعباده على طاعتهم له, عليمًا بكل شيء.[التفسير الميسر].

و يقول الأعز من قائل جل في علاه: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27.

يثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الحق الراسخ, وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, وما جاء به من الدين الحق يثبتهم الله به في الحياة الدنيا, وعند مماتهم بالخاتمة الحسنة, وفي القبر عند سؤال المَلَكين بهدايتهم إلى الجواب الصحيح, ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة, ويفعل الله ما يشاء من توفيق أهل الإيمان وخِذْلان أهل الكفر والطغيان.[التفسير الميسر].

فمشيئة الله نافذة لا محالة فاللهم اهدينا جميعا لما هو حق و ارزقنا التبات يا رب العالمين...

تحيتي و تقديري...