آما أن لنا أن نغلق أجهزتنا ونحزم أمتعتنا ونعود إلى الأرض؟!

آما أن لنا أن نغلق أجهزتنا ونحزم أمتعتنا ونعود إلى الأرض؟!
اقرأ وتأمل!

لست الرائد الوحيد في القارة السابعة لكنني ربما الرائد الأبرز في العمل الجماعي التطوعي الرقمي الذي فكر في عمل جماعي وإنشاء جمعية دولية للمترجمين العرب..وعمل ست سنوات ونصف متطوعا ولا يزال ولم يستسلم برغم كل الخذلان والتهميش والتشهير والتشويه والنهش والبطش..ولا أريد أن أتحدث عن إنجازاتي الشخصية في القارة السابعة، فهذه أتركها للمعنيين والمؤرخين.

شخصيا، عندما يمر بذاكرتي الشخصيات التي مرت علي أو تواصلت معها أو التي خدمتها بصبر وإخلاص وهدوء، فلا استوعب ولا أتذكر لكثرتها! فقدت الذاكرة! تعرفت على الآلاف وتلقيت مئات الوعود وصدقت كل الكلام لكن في النهاية لم أجد كل هؤلاء..

1. تخيل مثلا أن جمعية استضافت وكرمت 800 علم وعالم وأديب وشاعر ويعرفها المئات شخصيا وعشرات الآلاف رقميا ولا يدافع عنها إلا القليل..أليس هذا مؤشر على الشخصية العربية التي لا تقدر أو تعرف نخوة أو رجولة؟
2. تخيل مثلا أنك تعرف أشخاصا في الجمعية والتقيت بهم عدة مرات شخصيا في اجتماعات ومؤتمرات وملتقيات واتوية في بلدهم أو مقر إقامتهم وعندما تكون في إجازتك لا يبادر بعضهم بالاتصال بك أو السلام عليك، بل أنت من يفعل أكثر من مرة، وعندما تنهي إجازتك الصيفية، يعود ليتواصل معك رقميا هنا في الجمعية!
3. تخيل مثلا أن جمعية فيها 18000 مترجم ولغوي وأكاديمي وأديب وشاعر ومفكر لا يشارك فيها إلا 130 شخصا يوميا!
4. تخيل مثلا أنك لا ترى ترجمة أو مسردا أو خبرة أو معلومة أو تفاعلا لآلاف المترجمين المسجلين!
5. تخيل مثلا أن عالما كبيرا (80 عاما) هو الوحيد الذي دفع الرسوم عندما أغلق موقع الجمعية قبل شهور لأسباب مادية!
6. تخيل مثلا أن عدد الذين تبرعوا بمبالغ مختلفة لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة!
7. تخيل مثلا أن رجلا كتب وقرأ ورد على عشرات آلاف الرسائل ولا يزال يقرأ ويرد على العشرات كل يوم برغم أنه يكره الرسائل ومرسليها!
8. تخيل مثلا أن المئات الذي يفترض بهم أن يكونوا مترجمين ولغويين ومثقفين لا يعرفون كتابة جملة سليمة؟!

نحن هربنا من الأرض إلى القارة السابعة بحثا عن الحرية والتعريف بأنفسنا وقدراتنا وتبادل خبراتنا ونشر فكرنا وعلومنا والعمل والتواصل والتعرف على الآخرين وإنجاز ما نصبو إليه من طموحات.. فضلا عن أسباب خاصة بكل واحد كالبوح أو البحث عن حب أو تلبية نزوات أو رغبات.

قالت الاٍستاذة راوية قبل شهور أننا في بعثة حضارية في القارة السابعة لنطور قدراتنا ونحصن أنفسنا ثم نعود بشكل أقوى إلى الأرض لنبني.. ولا أدري متى تنتهي مهمة هذه البعثة الحضارية أو الاستكشافية..

1. نحن موظفون جميعا نبحث عن لقمة العيش الكريم الشريف لكننا لا نملك قراراتنا على الأرض..أليس كذلك؟
2. ما الفائدة من تحليقنا في القارة السابعة ونحن لا نستطيع تحريك رؤوسنا وأقدامنا على الأرض؟!
3. كيف سنؤثر أو ننجز على الأرض ونحن مقيدون بكل شيء؟!
4. ماذا أنجزنا في القارة السابعة غير نشر أوساخنا وأمراضنا؟!
5. هل جلست مع نفسك وسألت نفسك ماذا حققت حتى الآن؟
6. ماذا نريد بعدما حققنا الانتشار والتواصل وتعرفنا على المئات؟
7. متى ينتهي دور البعثة الحضارية العربية أو الاستكشافية؟!
8. عن أي نهضة نتحدث؟!
9. ألا تعتقدون أننا لا ننجز غير الفمفمة والقعقرة في القارة السابعة فقط؟!
10. هل نغير بالكلمة الحرة والصادقة في القارة السابعة؟
11. هل يكفينا وجود نطاق أو رابط في القارة السابعة نملكه أو ننشر عبره لتحقيق ذاتنا؟
12. ماذا نريد بالضبط من القارة السابعة؟!
13. آما أن لنا أن نغلق أجهزتنا ونحزم أمتعتنا ونعود إلى الأرض؟!
14. ما الفائدة من قراءة الرسائل والرد عليها أو على المنتديات مثلا؟!
15. ما الفائدة من كل هذه المعارف والاتصالات والصداقات الرقمية؟!
16. ما الفائدة من كلماتك الجميلة والمعسولة للآخرين؟!
17. ماذا سنستفيد من ردك الآن هنا؟!

في هذه الأثناء، سامحوني، فقد أغلقت الموضوع وهو للقراءة والتفكير فقط!

التاريخ: 20/11/2008

أسئلة أخرى بعد 14 شهرا!

أليس العمل الرقمي مضيعة للوقت؟!
كيف سنواجه هذا الانفجار المعرفي ونحن بلا بنية تحتية؟!
ماذا سنستفيد من الاستمرار في العيش في هذه القارة الموحشة؟!
ماذا تنصح رجلا كره الإنترنت والعمل والتواصل الرقمي؟
ماذا تنصح رجلا يبحث عن سلام وهدوء؟
أما آن لنا أن نعود إلى أرض الوطن؟!
أما آن لنا أن نحطم جميعا هذه الأجهزة الصماء؟!