أخي الفاضل الأستاذ سعيد حزام،
أشكرك جزيلا على مرورك الطيب ومشاركتك النيرة، وأعتذر عن التأخر في التفاعل مع مشاركتك بسبب ضيق الوقت والانشغال، وأعبر لك عن مدى سعادتي بوجود إخوة أفاضل من اليمن بيننا في جمعية "واتا"، فقد كنت أتساءل قبل أن تطل علينا في واتا عن سبب ندرة الأعضاء من اليمن، ولا يزال هذا السؤال يراودني.
وقبل محاولة الإجابة على أسئلتك الكريمة، أود أن أشير إلى أن هذه الدورة "مدخل إلى التحليل السياسي" هي بمثابة مساق متواضع في العلوم السياسية يعطى في الجامعات، ولذلك فهو لا يتناول السياسة والتحليل السياسي من وجهة نظر الإسلام، وحتى نسد هذه الثغرة، علينا أن نربط مواضيع هذه الدورة بالمفاهيم والمعايير الإسلامية المتعلقة بالسياسة وغيرها.
الأحزاب الدينية السياسية أو ما يسميه البعض "حركات الإسلام السياسي" كحركة الإخوان المسلمين تتعامل مع السياسة من وجهة نظر إسلامية، فالإسلام هو الذي يحكم السياسة عند هذه الحركات وليس العكس. ولا شك أن مفهوم السياسة في الإسلام يختلف عن مفهوم السياسة عند الآخرين كما أشرنا في مشاركة سابقة، فالسياسة من وجهة نظر الإسلام تعني رعاية شئون الأمة ومصالحها.
ومع الأسف الشديد، الأحزاب السياسية العلمانية والنظم السياسية الحاكمة لم تتح لحركات الإسلام السياسي الوصول إلى الحكم والسلطة ولو حتى من خلال الديمقراطية النزيهة، أي الانتخابات النزيهة. ولذلك فإن الأحزاب الدينية ذات الاهتمام السياسي لم تمارس السياسة إلا في حدود ضيقة، ولذلك لا نستطيع الحكم عليها. ولا شك أن الإسلام يرفض الخداع والتضليل ومبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وطالما أن الحركات الإسلامية ملتزمة بالإسلام فكرا وسلوكا ومنهجا، فهي كذلك ترفض الخداع والتضليل وأي مبدأ يتعارض مع الإسلام. كما أن العلاقة بين هذه الأحزاب الإسلامية المفروض أن تكون مضبوطة بقواعد إسلامية منبثقة من إسلامنا الحنيف الذي يدعو إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعا. ولا شك أن الحركات الإسلامية في بلادنا مقصرة في هذا المجال.
أما بالنسبة لباقي الأسئلة، فإن الإجابة عليها تحتاج إلى مواضيع مستقلة، وأعدك بإن نتطرق إلى السياسة من وجهة نظر إسلامية بنوع من التفصيل، وربما نعرج على السياسة الشرعية، رغم أنها ليست من ضمن الموضوعات المطروحة في هذه الدورة القصيرة.
تحية يمانية سعيدة!