لم أجد في الكون امرأة لأكرهها - قصيدة
لم أجد في الكون امرأة لأكرهها
لم أجد في الكون امرأة لأكرهها
لم أجد امرأة من حبها اخجل
عابرة سبيل كانت...
أو من أهل البيت...
أو في المهجر.
كلهن للحب خلقن...
كلهن للخير وجدن..
دفق من ماء زلال لا يتبخر.
فكيف لي وأنا في حضرة الضلع الذي
من خصري الأيسر تشكل.
يحميني بصلواته... بدعائه...
حتى يبعد الشر عني ويتحضر.
للقاء كنت فيه طرفا
مكتوب لي في صحف القدر.
كيف لي وأنا بحضرة المولى!...
أأتردد!؟... أأتأخر!؟...
وهي قد أدركت سن الكمال
وتفتحت عيناها على الحب الذي كتب لها
وبه -على الآخرين- تتكبر.
قسما لن أتخلف عن نصيب كتب لي...
ولو كان علي أن أصارع لأجله العفاريت
والجن الأحمر.
فلا تعتبي إذ أنا عن الموعد الذي بيننا
تأخرت أكثر.
لأنني ذاهب لأتزود
من منابع الحب
فنون للعشق بالكره لا تتأثر.
فان لم أفصح عنها يوما
فللصمت حجة
في الصمت يكبر الحب أكثر...
فأكثر.
تحية عاطرة لأنصار النصف الآخر
سيدي الأديب الشاعر يحيى الصوفي المحترم
تحية شاعرية
وبعد
إعتراني الندم وأنا التفت ورائي ، فاذا السنون
وقد طويت بدون التواصل مع فكرك المتفتح ،
وخيالك الشعري الحارق والخارق ، وتشخيصك
لعقد النصف الآخر من المجتمع .
منذ تأسيس هذا الفردوس العامر ،
الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ،
وأنا أمر على إسمك الشجي ، المنتشر هنا وهناك ،
في المنتديات ، كزهور النرجس الفتان في الربيع ،
وأتساءل :
ألا يكل أو يمل هذا الأديب من النشر ؟
كيف يوفق بين خياله المرهف الحس والواقع المر ؟
لكن ،
لم يتعب المرء وهو مصان دستوريا بموجب هذه المعادلة
البديهية :
((( وراء كل عظيم إمرأة . )))
قصدك ، شاعرنا المدهش ، مفهوم بلا إشارات
أو توضيح . لأنك ، بحكم موهبتك الفطرية
الحادة ، تجيد وضع النقاط على الحروف ،
مسميا الأشياء بأسمائها دون رتوش أو
تلاعب بالألفاظ ..........................
صريح ، جسور ، متجدد ، واقعي .
هنيئا للجمعية برموزها العظام . وهنيئا لحواء
على كبر مكانتها ، كما جاء على لسان الناطق
الرسمي بإسم أرق الكلمات العذبة ((( الحب ))) .
مع أسمى إعتباري .
قحطان الخطيب / العراق
كم امرأة في هذا الكون تشبه أمي؟؟؟.
أخي وأستاذي الكريم قحطان فؤاد الخطيب تحية طيبة ويسعد مساك وأيامك الطيبة بأجمل الأماني وبعد.
أنا أشكرك مشاعرك الطيبة وتفاعلك المؤثر والدافئ مع النص... وإذا قلت لك بأنني تعلمت الحب من والدي فلن أبالغ... وبالرغم من إنني الرقم الثاني عشر في العائلة وقشاش البطون كما يقولون (آخر العنقود) فلا أظن بأنني قد أضعت ولا لحظة واحدة أثيرة ومميزة من حياتهما... بل على العكس كنت محط اهتمام أخوتي أيضا بالأخص البنات حيث قاربت أعمار أولاد بعضهن... فربينا كذلك كأخوة.
والغريب في الموضوع بأنني كنت أفاجأ بعلاقة الحب القوية والمتينة التي كانت تربط والدي حتى أخر لحظة من حياة كل منهما... ويبدو يا عزيزي بان رفقة الوالدين وهما كبيري السن هي منحة ونعمة من الله من بها علي عن غير أخوتي مما أتاح لي معاينة هذه العلاقة عن قرب... وهذا كان كنزي الأول الثمين الذي منحنى هذا القدر الكبير من العاطفة والحب اتجاه الآخرين.
ومقارنة مع ما اسمعه واراه اليوم من اهتزاز وسطحية في علاقة الأزواج أجد بان أبائنا كانوا أكثر تحضرا وعقلانية وانفتاحا منا في هذا العصر.
فانا إذا ما نحيت نحو المقارنة استغرب من والدي (على سبيل المثال) تسامحه وتشجيعه لوالدتي على الانشغال خارج المنزل في جولات لإعطاء الدروس لمحو الأمية (حيث كنت أرافقها) وفي بعضها غيابها ليوم كامل بالأرياف لتتبع أعمال الأشغال اليدوية التي تشرف عليها (وهي متطوعة في ذلك) ولم اسمع أو أرى من والدي أي امتعاض أو احتجاج أو غيرة.... بالرغم من أننا عائلة كبيرة جدا... وإذا ما تذكرت الآن هذه الهمة العالية في متابعة وتربية كل واحد منا دون كلل أو ملل وإشرافها على متابعة تعليمنا وملاحقة مشاكلنا مع مدرسينا وأصدقائنا ...الخ وكانت القاعدة لديها أن نكون جميعا في فراشنا قبل وصول والدنا المنزل لتتزين وتهتم به وبعشائه (ولتأخذ نصيبها من حوار تبادل وحفظ الأشعار حتى طلوع الفجر) وفي بعض الأحيان بضيوفه دون أن تتذمر ودون أن تشتكي ودون أن تجد عذرا واحدا للتقاعس.
ولا اعرف كيف كانت تجد الوقت الكافي لتصطحبنا إلى دور السينما (لم يكن التلفزيون قد شاهد النور بعد) وحضور الندوات والمحاضرات التي كان ينظمها الاتحاد النسائي... ومتابعة نشاطاته (جمع التبرعات لحرب الجزائر وفلسطين) وتساهم في مراجعة دروسنا وتحفيظنا القران (وهي إحدى حفاظه)
ولم اعرف والدتي أو أشاهدها في حياتي إلا وهي أنيقة وبكامل زينتها منذ طلوع الفجر وكأنها على موعد لاستقبال ضيوف مميزين على مائدة الإفطار... نعم نحن كنا الضيوف المميزين الذي كانت تحتفي بهم في كل صباح وبإطلالة مشرقة وابتسامة لم تغادر ثغرها يوما.
وإذا كان من اسم يمكن أن نطلقه على هذه الطاقة الجبارة والمميزة التي كانت تتحلى بها وعن هذا الدافع الصامت الذي يجعلها دائما في حالة استعداد لتقديم العون للغير فانه بكل تأكيد هو الحب ولا شيء غير الحب.
وأنا إذا أحببت –ربما- أن اسرد بعضا من حياتي الخاصة عن المرأة التي عرفتها فلأنني أحببت أن أحي ذكراها الطاهر (رحمها الله) ذكرى امرأة لا يمكن أن تسمى بغير هذا الاسم (المرأة)... وإلقاء نظرة بسيطة عما يمكن أن تسمى المرأة اليوم... وأتساءل كم امرأة في هذا الكون تشبه أمي؟؟؟.
ولعرفنا بعدها المعنى الحقيقي للمرأة والأم والحبيبة التي اشغل نفسي بمطاردتها والاهتمام بها دون خجل أو كلل أو ملل ولهذا ابتكرت شعاري (بأنني لا استحي أبدا من أن يكون وراء عزيمتي امرأة ووراء كل نجاح لي قصة حب) ويبدوا بأنني يجب أن أعيش بحالة حب دائمة اتجاهها حتى استطيع أن أبدع واستمر في الحياة سعيدا.
أتركك بخير واعذر إطالتي وأشكرك لأنك أتحت لي أن احي ذكرى طيبة وغالية على نفسي دون مناسبة.
يحيى الصوفي جنيف 01/02/2007
وساعود قريبا لمتابعة الرد على الاصدقاء لان على الذهاب لبعض اعمالي
رد: لم أجد في الكون امرأة لأكرهها - قصيدة
عاد الحبيب المنتظر سلام لجميع فى بوستك اكثر من رائع