ماذا تفعل عندما يواجهك المحاور بسيل من الأكاذيب؟!

ماذا تفعل عندما يواجهك المحاور بسيل من الأكاذيب؟!

قبل أن نبدأ، أحب توجيه عناية القارئ الكريم إلى أن هذا الموضوع يتعلق بالمنتديات الحوارية التي تشهد تطاحنا بين أنصار المقاومة والوطنيين والأحرار والشرفاء، من جهة، وبين أنصار الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وعملائها والمأجورين والمرتزقة، من جهة أخرى. أما هنا في منتديات واتا الحوارية، فبفضل الله لا يجد أنصار أعداء الأمة لهم سبيلا لممارسة التحريض والتضليل والتدليس والتخذيل والتثبيط والإرجاف.

إن الأشخاص الذين ينشطون في المنتديات الحوارية لنشر الشبهات والشائعات والأكاذيب، والذين يمكن أن نطلق عليهم "العناصر المحرضة"، يتقاضون أجراً على ذلك، وبالتالي فهم لا يشعرون بأنهم يخسرون الوقت الذي يقضونه في أداء مهامهم ولا الجهد الذي يبذلونه في محاورة الآخرين، حتى وإن قضى هؤلاء الساعات الطويلة في الحوار والنقاش والجدل العقيم، وذلك لأنهم لا يقومون بذلك تطوعاً، وإنما تلك هي وظيفتهم التي تعود عليهم بالربح الوفير.

ولذلك لا بد من التركيز على الحالة النفسية للعناصر التحريضية بدلاً من التركيز على محاورتهم ومناقشتهم، خاصة أنهم لا يبحثون عن الحقيقة، وإنما يعملون على طمسها أو تشويهها، ويسعون لإساءة تفسير الأحدث والاستدلال الخاطئ من مواقف وتصريحات الطرف الذي يحاربونه. وللتأثير سلبياً على نفسية هؤلاء المحرضين، لا بد من إقناعهم أن جدالهم وحوارهم لا فائدة منه، وأنهم عاجزون عن إنجاز مهامهم أو تحقيق أغراضهم، وأن الفئة التي يستهدفونها بدعايتهم التحريضية لا تقتنع بما يطرحونه من شبهات وإشاعات وأكاذيب، ولا تهتم بمادتهم التحريضية، ولا تشك في زيف دعايتهم التحريضية وبطلانها.

وهناك أساليب عديدة لمواجهة هذه العناصر المحرضة التي تتسم بالنشاط الفائق والنفس الطويل وتحاول استنزاف من يتصدى لها وإنهاكه والتأثير على الناس العاديين:

أولاً: التجاهل
ربما نحتاج إلى هذا الأسلوب للحفاظ على الوقت والجهد وعدم الانجرار وراء جدل لا فائدة منه، خاصة عندما يسوق المحرض في مشاركاته أكاذيب وشائعات قديمة وبالية تم الرد عليها مراراً. وهناك عدة خطوات تساعد في تجاهل هذا النوع من العناصر المحرضة مثل:
1. عدم الاهتمام بما يطرحه هؤلاء المحرضون والمرجفون والتعامل معهم ببرودة شديدة والاكتفاء بالرد عليهم بكلمات قليلة تنطوي على التقليل من أهمية أفكارهم وطرحهم، كالقول بأن ما يطرحونه هو مجرد أوهام وظنون مهترئة، أو أن ما يطرحونه هو مجرد أفكار قديمة وبالية، أو أنها اتهامات لا دليل عليها وتناقض الواقع وتتعارض مع حقيقة الأحداث والوقائع.
2. تأجيل الرد على المحرض إلى الأيام التالية كي يشعر أن أفكاره المطروحة تافهة ولا تستفز الفئة التي يستهدفها أو تثير اهتماماتهم.
3. الطلب من المحرض تقديم أدلته والحقائق التي يزعم أنه يستند إليها فيما يطرحه من شبهات أو يثيره من اتهامات.
4. إبراز الأخطاء اللغوية والنحوية والفكرية والتاريخية والسياسية التي تتضمنها مشاركة هؤلاء المحرضين واعتمادها دليل على جهل المحرض وعدم إلمامه بالبديهيات من المعلومات والحقائق والمعرفة.

ثانياً: الاستنزاف
في بعض الأحيان لا بد من استنزاف العناصر المحرضة وإرباكها وإغراقها في النقاش واستهلاك طاقاتها الفكرية، ويكون ذلك من خلال:
1- إغراق المحرض بسيل من الأسئلة الحقيقية والمهمة وإجباره على الإجابة عليها إجابة وافية، فإن لم يفعل ذلك نوجه إليه الاتهام بالهروب أو الانسحاب والاستسلام.
2- توجيه مجموعة من الأعضاء لملاحقة المحرض ومحاورته بشكل سريع ومكثف وعدم إعطائه الفرصة للاستراحة.
3- الرد على شبهات المحرض وإشاعاته وأكاذيبه بالتقسيط وبالتدرج بحيث يتم الإجابة على كل شبهة في مشاركة مستقلة مع توجيه أسئلة محددة في كل مشاركة لإرباكه وتشتيت انتباهه.
4- فتح عدد من المواضيع التي يناقش كل واحد منها شبهات المحرض وإشاعاته واتهاماته بحيث تحتوي هذه المواضيع على حقائق عديدة ومعلومات وافية.
5- الاستعانة بمقالات أو مواضيع تم نشرها سابقاً أو مناقشتها حول نفس الشبهات والاتهامات التي يثيرها المحرض.
6- تشعيب الموضوع وتحويله إلى مسار آخر لا يروق للمحرض الدخول فيه ومناقشة قضاياه.

ثالثاً: الصدمة
1- البحث عن تناقض واضح في طرح المحرضين والاستدلال به على التناقض الذي ينطوي عليه موضع المحرضين ومنافاتها للحقيقة والواقع والمنطق.
2- البحث في مشاركات قديمة للمحرض طرحها في مواضيع أخرى عن آراء له تبرز التناقض في طرحه وأفكاره وتدلل على سوء نيته وأنه مجرد مشكك وناشر للإشاعات الباطلة.
3- مواجهة المحرضين بالسلوك المشين للجهات التي يروجون لها ويدافعون عنها كي يدركوا تفاهة مقاصدهم وأهدافهم.
4- إرسال عدد من الرسائل الخاصة للمحرض تتضمن نوع من اللوم والتوبيخ ونصائح له بالكف عن الدفاع عن تلك الفئات الموالية لأعداء الأمة وتذكيره بحرمة ما يقوم به.
5- مواجهة المحرضين بصور أو تصريحات مسجلة أو مصورة تكشف تورط من يدافعون عنهم في خدمة أعداء الأمة أو إثارة الفتنة أو تآمرهم أو زندقتهم.

رابعاً: المواجهة
نضطر أحياناً إلى المواجهة الحقيقية مع العناصر المحرضة لتفنيد الشبهات التي تثيرها والاتهامات التي توجهها والشائعات التي تنشرها، خاصة إذا اتبعت تلك العناصر المحرضة أسلوباً موضوعياً وعلمياً ومنطقياً في حوارها وابتعدت عن الغوغائية، وهي حالة نادرة جداً، ففي هذه الحالة لا بد من المواجهة. وتتيح هذه الحالة تتيح لنا فرصة جيدة لإيصال رسالتنا وأفكارنا وقناعاتنا إلى العناصر المحرضة، ورغم صعوبة اقتناع هذه العناصر والتخلي عن فكرها، فلا شك أن المشاركين في الحوار والمراقبين للنقاش من الناس العاديين ستتولد لديهم قناعات إيجابية حول أفكارنا، وسيساعدهم ذلك في رفض الشبهات المثارة والشائعات المغرضة والاتهامات الباطلة.

وهناك عدة خطوات تساعد في الانتصار في تلك المواجهة:
1- دعوة أعضاء يتسمون بسعة الصدر والحكمة والصبر ولهم باع طويل في النقاش الموضوعي والمنطقي ولديهم اطلاع واسع وثقافة متينة للحوار مع هذه العناصر التحريضية.
2- التركيز الشديد على الأدلة التي يسوقها هؤلاء المحرضون والرد عليها بالحجة والبرهان والدليل دون استعجال أو اختصار أو استهتار.
3- إبراز التناقضات في المنهج والسلوك والمواقف التي اتسمت بها الجهة التي يدافع عنها المحرضون تاريخياً.
4- التركيز على الاختلاف في المنطلقات الفكرية التي يتخذها المحرض في وجهات نظره وقناعاته، خاصة مع المحرضين الذين يمتلكون حقلاً من المفاهيم الخارجة عن ثقافتنا والمناقضة لديننا الحنيف.

ملاحظات:
من المؤكد أن للعامل النفسي أهمية كبيرة في الدافعية لدى العناصر المحرضة لمواصلة النقاش والحوار، وفي بعض الأحيان قد تلجأ بعض العناصر المحرضة إلى استخدام طرق ملتوية للحصول على التأييد المعنوي والنفسي ذاتي، فيدخل العضو باسم زائف فقط ليثني على نفسه ويشكرها ويؤيدها. وقد تعمل العناصر المحرضة ضمن فريق واحد، فتجد أن أحد الأعضاء يناقش ويحاور ويقوم عضو آخر بمساندته ويشكره ويثني عليه ويحترمه ويوقره، ويقوم عضو ثالث بتوبيخ من لا يعامل العضو الأول باحترام مباشرة أو من خلال رسالة خاصة... وهكذا.

ماذا تفعل عندما يواجهك المحاور بسيل من الأكاذيب؟!

أخي الحبيب،
الأخوة الأعزاء،

الأشرار في رأيي هم أناس وقعوا في حبائل إبليس، وسلموا نواصيهم لوسوساته، وأطاعوه وارتضوا أن يكونوا جندا في جيشه، لكن الجندي في جيش إبليس لا يبقى كما هو، بل إنه يتعلم ويترقى في الرتب بشكل سريع إلى أن يصبح نفسه إبليسا من الأبالسة والعياذ بالله.

والحقيقة أن العمل الإبليسي في العالم الحقيقي من قعود على طريق الناس، وتحين الفرص للوسوسة بالشر كان عملا شاقا صعبا ويتطلب وقتا طويلا وصبرا وجلدا وتحملا، وكان الشيطان يعاني كثيرا من قلة زبائنه وضحاياه بسبب الخصوصية والظروف الطبيعية للعمل في عالم حقيقي.

لكن الحكمة الربانية شاءت في هذه المرحلة من عمر البشرية أن تمد للشيطان أكثر من أجل أن يكون ابتلاء الإنسان وامتحان إيمانه أعظم، فتم اختراع الإنترنت، وتكون بمشيئة الله عالم جديد على هامش العالم الحقيقي اسمه عالم الانترنت الافتراضي، الأمر الذي زاد من حرية الحركة لدى الشيطان، ووفر له هامشا أوسع وحرية أكبر في ممارسة عمله ونشاطه الوسوسي الابتلائي.

ومع أن الأضرار المادية الناشئة عن الوسوسة الشيطانية في العالم الحقيقي بقيت على حالها، إلا أن الشيطان تكيف سريعا مع ظروف العمل في العالم الافتراضي، وراح يمارس في هذا العالم الجديد هوايته القديمة من الفساد والإفساد والوسوسة المعتمدة على الكذب والتزيين والتدليس وقلب الحقائق بشكل أساسي.

لذلك فإنك تجد لأولياء إبليس وجنوده حضورا قويا في عالم الانترنت الذي أصبح وسيلة الاتصال المفضلة لديهم، فقد تمكنوا بفضل هذه الوسيلة التقنية الهائلة من الوصول بكل سهولة ويسر إلى شرائح أكبر من البشر من مختلف الأعمار والخلفيات والمشارب، وتمكنوا بذلك من القعود لبني الإنسان في كل مكان قد يخطر على البال، يمارسون عليهم يوميا ومن دون كلل ولا ملل كافة أنواع الأنشطة الشيطانية الخبيثة من تحريض وتضليل وكذب وافتراء وتدليس وتخذيل وتثبيط وإرجاف.

ولذلك أنبه إلى ضرورة التحلي بالصبر والثقة بالنفس والشجاعة والإقدام واللامبالاة أثناء مواجهة هؤلاء الشياطين، وضرورة اللجوء إلى كافة الوسائل الممكنة لإحباط عملهم في ضوء ما ورد بحقهم في الكتاب العزيز الذي لفت الانتباه إلى ضعفهم وتهافتهم وتخاذلهم وجبنهم في أكثر من موضع.

ونظرا لأن عمل الأبالسة القديم الجديد يتركز كله على الكذب والخداع والمغالطة وإثارة الشبهات الظاهرية المغلوطة لدى الجاهلين أو غير أصحاب الاختصاص من الناس بشكل رئيسي، فإن أهم ما ينبغي التسلح به هو العلم مسبقا بهذه الشبهات المتكررة ومعرفة تفاصيلها وردود علماء المسلمين عليها. إذ لا توجد شبهة قط إلا ويوجد رد علمي صحيح مقنع عليها، ويمكن الاستئناس برأي الخبراء من أصحاب الاختصاص في المواضيع المثارة، كما يمكن التوصل إلى تلك المعلومات في كثير من المواقع المعروفة الاتجاه من خلال بحث بسيط في الشابكة.

1- قد ينفع التجاهل من أجل الاختصار وقطع الطريق على المدلسين وعدم منحهم الفرصة لإثارة المزيد من شبهاتهم، لكن التجاهل لا يفيد ولا يجوز في حال وجود شبهات يتم نشرها لأهداف هدامة شريرة تحت ستار الحوار، فينبغي عندها دراسة الشبهة والتصدي لها وتفنيدها لأن ذلك يصبح واجبا ومسئولية.

2- قد يكون الاستنزاف ممكنا في بعض الأحوال الخاصة التي يكون مثير الشبهة فيها جاهلا عنيدا بلا هدف محدد غير الحوار لأجل الحوار، فيمكن في هذه الحالة إزعاجه وردعه وتمييع موضوعه عن طريق إغراقه بالمعلومات الاستهلاكية الخفيفة التي تعزز عدم جدية الموضوع، وتبعد المتابعين عن متابعته.

3- نعم أخي الكريم فإن مثير الشبهات مصدق إلى أن يعرف، فإذا عرفه الناس لم يصدقوه، وإن كشف حقيقة مثير الشبهات ونواياه المبيتة واتجاهاته المقيتة ومخالفاته لثوابت المجتمع تصدمه وتشله وتفقده صوابه لأن من شأنها أن تعطل عمله وتكسد بضاعته وتبعد الناس عنه.

وأخيرا أشكرك أخي الحبيب على هذا الموضوع القيم مثل كل مواضيعك الأخرى، وأدعو محبي الحقيقة إلى الاستفادة منه، وإلى التمعن والتدبر فيما ورد فيه.

ودمتم،

منذر أبو هواش

:emo_m1:

أخي الحبيب وأستاذي الفاضل منذر أبو هواش،

تأكيدا لما تفضلت به من معلومات قيمة وآراء نيرة حول ممارسات الأبالسة في العالم الافتراضي، فإن هناك دراسة لوزارة الخارجية الأمريكية يقول فيها وزير الخارجية الأمريكية السابق "كولن باول" أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمكن للدبلوماسية الأمريكية، وهو يقصد بذلك دور الإنترنت في الأمركة وترويج الأكاذيب ونشر الثقافة الأمريكية والغربية وتضليل الناس بشعارات فارغة خداعة.

بورك مرورك الكريم وجزاك الله على مشاركتك القيمة.

الأستاذ الدكتور محمد إسحاق الريفي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
حاولت التسجيل والدخول إلى بعض مواقع ممن يختلفون معنا في الرأي، ويشنون على صحابتنا ورموزنا كيلا من الشتم والسب، فمنعت، وهذا دليل على ضعف حجتهم وبهتانهم ..فيتفردون في مواقعهم وحدهم ويقولون ما يشاؤون ويسبون كما يريدون ويستهزئون كما يروق لهم، ولكننا نفتح لهم المواقع فيقولون ما يشاؤون، ونناقشهم في أفكارهم ونحاول إقناعهم بالتي هي أحسن رغم أننا لا نجد منهم سوى الصد والهجر والنفاق والمراوغة والكذب والتدليس .. فأينا أفضل نحن أم هم؟؟؟؟؟
سنبقى في المواجهة والتصدي لإفكهم وبهتانهم، وإننا بإذن الله منتصرون عليهم، فغالبا ما كانوا هم من ينسحب لقلة الزاد، وضعف الحجة والدليل..
مع خالص الود والتقدير لك ولأفكارك النيرة.

أخي العزيز الحاج بونيف،

نحن إن شاء الله على حق، أما من يلجأ إلى الصد والهجر والنفاق والمراوغة والكذب والتدليس فلا يمكن أن يكون على حق، لأن الحق أبلج لا يغالبه الهوى ولا يحتاج من يتبعه إلى الكذب والنفاق والدجل والتدليس، ولأن من يقبض بيده ناصية الحقيقة لا يلجأ إلى الكذب والتدليس، ولا يراوغ، وإنما يستند في حواره ونقاشه مع الآخرين على الحجة والمنطقة والبرهان والدليل.

بورك مرورك أخي الكريم وجعلنا الله وإياك ممن يتبعون الحق ويدافعون عنه.

تحية حقانية

بارك الله في في قلمك ونفع بعلمك.. د. محمد، والشكر موصول للأستاذ الفاضل منذر وبمثل هذا الفكر تحيا الأمم.

سيدي:
التحديات كثيرة والأبالسة في كل مكان.. أبليس يعرف ما يريد لكن نحن العرب لا نعرف ما نريد: طائفية مقيته، فرقة، وشتات وتحزبات للمصالح الشخصية.

بارك الله في في قلمك ونفع بعلمك.. د. محمد، والشكر موصول للأستاذ الفاضل منذر وبمثل هذا الفكر تحيا الأمم.

سيدي:
التحديات كثيرة والأبالسة في كل مكان.. أبليس يعرف ما يريد لكن نحن العرب لا نعرف ما نريد: طائفية مقيته، فرقة، وشتات وتحزبات للمصالح الشخصية.

بارك الله في جهود الدكتور / محمد اسحاق الريفي
على الموضوع القيم والذي فيه فائدة عظيمة في ظل
صراع الحق مع الباطل
فالباطل إلى زوال باذنه تعالى كما وعد الله
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ }الأنفال8
{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24

كما أن جدال أهل الباطل ودحض افتراءاتهم واجب بنص القرآن
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56

وفي بعض المواطن يجب محاورة أهل الباطل لعل الله يهديهم للحق لقوله تعالى :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
وفي مواطن يجب قتال أهل الباطل أو القضاء عليهم أو عقابهم حسب درجة الخطورة
وخاصة من يهلك الحرث والنسل
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }البقرة205
{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33
فالله تعالي قد عاقب أهل الباطل من الأمم السابقة كقوم نوح وعاد وثمود وغيرها من الأمم بقوله
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }غافر5
والرسول صلى الله عليه وسلم دعا لقتل يهودي كان يهجوه بالشعر ، وهو كعب بن الأشرف .
* عن جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لكعب بن الأشراف ؟ فإنه آذى الله ورسوله " . فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله ؟ قال : " نعم " .قال : فأذن لي أن أقول شيئاً قال : " قل " .
فأتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنَّانا وإني قد أتيتك أستسلفك . قال : وأيضاً والله لتملَّنه .
قال : إنّا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ، وقد أردنا أن تسلفنا .
قال : نعم أرهنوني . قلت : أي شيء تريد ؟ قال : أرهنوني نساءكم .
فقالوا : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ! قال : فأرهنوني أبناءكم قالوا : كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال : رهن بوسق أو وسقين ! هذا عار علينا ، ولكن نرهنك اللأمة ، قال سفيان : يعني السلاح .
فواعده أن يأتيه ليلا ، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة ، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم ، فقالت له امرأته : أين تخرج هذه الساعة ؟ وقال غير عمرو : قالت : أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم . قال : إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة.إن الكريم لو دعى إلى طعنة بليل لأجاب !
قال : ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين ، فقال : إذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه ، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه . وقال : مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحاً وهو ينفح منه ريح الطيب فقال : ما رأيت كاليوم ريحاً . أي أطيب . وقال غير عمرو : قال : عندي أعطر نساء العرب وأجمل العرب .
قال عمرو : فقال : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟ قال : نعم فشمه ثم أشم أصحابه ، ثم قال : أتأذن لي ؟ قال : نعم . فلما استمكن منه قال : دونكم . فقتلوه ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه .


عبد الرحمن قصيعة

بارك الله في جهود الدكتور / محمد اسحاق الريفي
على الموضوع القيم والذي فيه فائدة عظيمة في ظل
صراع الحق مع الباطل
فالباطل إلى زوال باذنه تعالى كما وعد الله
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ }الرعد17
{لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ }الأنفال8
{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الشورى24

كما أن جدال أهل الباطل ودحض افتراءاتهم واجب بنص القرآن
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }الكهف56

وفي بعض المواطن يجب محاورة أهل الباطل لعل الله يهديهم للحق لقوله تعالى :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
وفي مواطن يجب قتال أهل الباطل أو القضاء عليهم أو عقابهم حسب درجة الخطورة
وخاصة من يهلك الحرث والنسل
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ }البقرة205
{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33
فالله تعالي قد عاقب أهل الباطل من الأمم السابقة كقوم نوح وعاد وثمود وغيرها من الأمم بقوله
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ }غافر5
والرسول صلى الله عليه وسلم دعا لقتل يهودي كان يهجوه بالشعر ، وهو كعب بن الأشرف .
* عن جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لكعب بن الأشراف ؟ فإنه آذى الله ورسوله " . فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله ؟ قال : " نعم " .قال : فأذن لي أن أقول شيئاً قال : " قل " .
فأتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنَّانا وإني قد أتيتك أستسلفك . قال : وأيضاً والله لتملَّنه .
قال : إنّا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ، وقد أردنا أن تسلفنا .
قال : نعم أرهنوني . قلت : أي شيء تريد ؟ قال : أرهنوني نساءكم .
فقالوا : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ! قال : فأرهنوني أبناءكم قالوا : كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال : رهن بوسق أو وسقين ! هذا عار علينا ، ولكن نرهنك اللأمة ، قال سفيان : يعني السلاح .
فواعده أن يأتيه ليلا ، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة ، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم ، فقالت له امرأته : أين تخرج هذه الساعة ؟ وقال غير عمرو : قالت : أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم . قال : إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة.إن الكريم لو دعى إلى طعنة بليل لأجاب !
قال : ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين ، فقال : إذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه ، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه . وقال : مرة ثم أشمكم فنزل إليهم متوشحاً وهو ينفح منه ريح الطيب فقال : ما رأيت كاليوم ريحاً . أي أطيب . وقال غير عمرو : قال : عندي أعطر نساء العرب وأجمل العرب .
قال عمرو : فقال : أتأذن لي أن أشم رأسك ؟ قال : نعم فشمه ثم أشم أصحابه ، ثم قال : أتأذن لي ؟ قال : نعم . فلما استمكن منه قال : دونكم . فقتلوه ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه .


عبد الرحمن قصيعة

الأخ الكريم الأستاذ جميل البلوي،

أشكر لك مرورك الكريم وكلماتك الطيبة، وأسأل الله أن يجنب أمتنا التنازع والاختلاف والتفرق، ونسأله أن يعيننا على الاعتصام بحبله جميعا.

بارك الله فيك

الأخ الكريم الأستاذ جميل البلوي،

أشكر لك مرورك الكريم وكلماتك الطيبة، وأسأل الله أن يجنب أمتنا التنازع والاختلاف والتفرق، ونسأله أن يعيننا على الاعتصام بحبله جميعا.

بارك الله فيك

الأخ الأستاذ عبد الرحمن قصيعة،

جزاك الله خيرا على مشاركتك القيمة التي تضمنت معالم بارزة حول كيفية التعامل مع المنافقين في سياق الصراع بين الحق والباطل.

شكرا جزيلا على مرورك الكريم

الأخ الأستاذ عبد الرحمن قصيعة،

جزاك الله خيرا على مشاركتك القيمة التي تضمنت معالم بارزة حول كيفية التعامل مع المنافقين في سياق الصراع بين الحق والباطل.

شكرا جزيلا على مرورك الكريم

يقول المثل العربي المعروف"حبل الكذب قصير".
وقال مارتن لوثر"الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها".
وقال الرسول (ص)"إياكم والكذب،فإن الكذب يهدي الى الفجور،والفجور يهدي الى النار ".
وقال الحكماء قديما"الكذب جماع النفاق"او"الكذب جماع كل شر"او قولهم"الخرس خير من الكذب"او "الكذب لص ،لان اللص يسرق مالك ،والكاذب يسرق عقلك".
وقال الشاعر الشريف العقيلي.
لا يكذب المرء إلا من مهانته=أو عادة السوء أو قلة الأدب
فشم جيفة كلب بعد ثالثة=خير من الكذب في جد وفي لعب.
ربما أجدني متفقا معك حول طبيعة الحوار الدائر في منتديات الذل والعار،فهو في الحقيقة ليس حوارا مبنيا على الاسلوب الجدلي الذي يعرف المفاهيم المتناولة،لان الشرط في الحوار أن يكون باحثا عن الحقيقة كيفما كانت طبيعتها ،والحوار الجدلي يقتضي حرية الانسان في التعبير عن رايه بطريقة ديمقراطية تنطلق من أن الانسان كائن مسؤول ،يحق له معرفة الحقيقة كي يتخذ قراراته المسئولة متحملا في ذلك كل تبعاتها...
وفي منتديات الالابتذال ،لن تجد غير المتاجرة بالمبادئ والدفاع العشوائي وغير الرزين عن تفاهات أخلاق الشر كما وصفها نيتشه.
أخي الريفي ،لا يسعني الا ان اشكرك على سعة معرفتك ورزانة قولك وفضيلة اخلاقك.

أخي الكريم الأستاذ ابراهيم ابويه،

أشكرك وأحييك على مرورك الطيب ومشاركتك الكريمة.

إن المنتديات التي وصفتها بالذل والعار والابتذال تؤرق كل حر وشريف، لأن تلك المنتديات أصبحت تشكل قوة شريرة لا يستهان بها، فكم تطاول أعضاء تلك المنتديات على الأكارم والأحرار والشرفاء ونالوا منهم وشهروا بهم دون أي ذنب. نحن أمام ظاهرة مزعجة بل مؤرقة وخطيرة، ويجب علينا أن نواجهها بكل حزم.

تحية حازمة!