وفاة العالم اللغوي المغربي أحمد الأخضر غزال عضو أكاديمية المملكة .

بسم الله الرحمن الرحيم. توفي مساء أمس الخميس بالرباط عن سن التسعين ، العالم اللغوي الكبير أحمد الأخضر غزال عضو أكاديمية المملكة والمدير السابق لمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

وقد خدم الأستاذ الأخضر غزال الذي كان عضوا بأكاديمية المملكة، طيلة حياته الحرف العربي وعمل على تنميطه عبر استغلاله في ميدان المعلوميات وجعله مواكبا للحرف اللاتيني ، كما ساهم في ابتكار أول طابعة للرقن باللغة العربية.



ويعد الراحل أول من عمل بتعاون مع مؤسسات علمية دولية في كندا والولايات المتحدة ، على جعل الحاسوب يتعامل بالحرف العربي، من خلال ابتكار طريقة تبادل المعلومات بين مراكز البحث في العالم.



كما مثل الفقيد، الذي شغل منصب مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب لمدة 30 سنة ،في كل المنتديات العربية والإسلامية والأوروبية التي تعنى بالحرف العربي.



وكان المغرب قد فقد مؤرخه عبد الوهاب ابن منصور ، الذي كان له إسهام في نشر بعض النصوص الأصيلة في تاريخ المغرب ، منها الأنيس المطرب لأبن أبي زرع ، وتفرغ في أواخر حياته إنجاز موسوعته عن أعلام المغرب العربي ، وقد صدر منها سبعة أجزاء ، ولم يتجاوز حرف الألف.

وبهذه المناسبة الاليمة يتقدم فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية لمدينة برشيد بأحر التعازي لعائلة الفقيد وكافة المهتمين بالشأن اللغوي في المغرب وخارجه.
ابراهيم ابويه/رئيس الفرع.

رحم الله العلامة أحمد الأخضر غزال وأسكنه فسيح جناته
ونفع بعلمه الذي تركه وجعله في ميزان حسناته
وألهم ذويه الصبر والسلوان
" سبحان الحي الذي لا يموت "

ألا رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدّم من علم وعمل لأمته. الله اجعل مسكنه في أعالي الجنان، والهم آله الصبر الجميل وحسن العزاء. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

أنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم أجر أهله في مصيبتهم...

اللهم إني أشهد أن هذا الرجل قد قدم إلي خيرا علميا نافعا كثيرا...

اللهم إنه كان خادما للغة كتابك، ناصرا لدينك،،،وأنت أعلم به...

اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته...

اللهم اغفر له وارحمه، واعل درجته عندك في الرفيق الأعلى...

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل أحمد الأخضر غزال الذي وافته المنية الخميس بالرباط.




وأعرب جلالة الملك, في هذه البرقية, عن أصدق تعازيه وصادق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد, ومن خلالها لأقاربه ومحبيه وأعضاء هيأته الأكاديمية, في هذا الرزء الكبير الذي لا راد لقضاء الله فيه.

وتضرع صاحب الجلالة إلى العلي القدير بأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء, وأن يتلقى الفقيد العزيز في عداد الصالحين من عباده.

ومما جاء في هذه البرقية " إننا لنستحضر في هذه اللحظة المحزنة فداحة الرزء الذي أصاب أسرتكم والمغرب, برحيل أحد كبار علماء اللغة العربية على المستوى العالمي, بفضل ما قدم من خدمات جليلة للارتقاء بلغة الضاد, وإدماجها في تكنولوجيا الإعلام والاتصال ,على غرار اللغة الحية, فضلا عن نهوضه بالمسؤوليات السامية التي تقلدها , كأستاذ جامعي, ومدير لمعهد الأبحاث والدرسات للتعريب ,وما كان له من حضور فكري وازن في المؤتمرات اللغوية الدولية, في المشرق والمغرب".

وأضافت البرقية أن "المرحوم كان علما من أعلام المغرب, متمكنا من فقه اللغة العربية واللسانيات الحديثة, وعنصرا نشيطا في أكاديمية المملكة,متحليا بمناقب العلماء في التواضع والتواصل, والغيرة الوطنية على المقدسات وثوابت الأمة".

وثيقة تظهر جهود الفقيد في خدمة اللغة العربية:(منقول)
قاعدة المعطيات والحقول الدلالية للغة العربيــــة

بدعوة من الأستاذ أحمد الأخضر غزال (الباحث اللغوي المعروف، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، سابقاً)، قام وفد من المكتب برئاسة مديره الدكتور عباس الصوري، وبحضور الأستاذ محمد المصطفي القباج من أكاديمية المملكة المغربية، بزيارة للأستاذ أحمد الأخضر غزال، في منـزله بالرباط، يوم الخميس 4 مارس 1999، تدارس معه خلالها جملة من القضايا التي تهم اللغة العربية والمصطلح، ابتدأها الأستاذ أحمد الأخضر غزال بإعطاء نبذة مختصرة عن مسيرته الطويلة مع اللغة العربية،بدءاً بالمراحل الأولى من شبابه التي امتزجت – كما أشار إلى ذلك في حديثه – إلى فترة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الذي حاول طمس اللغة العربية في بلدان المغرب العربي الكبير. وعَدَّدَ الأسباب التي عرقلت تطور اللغة العربية آنذاك، مما دفعه شخصياً إلى تكثيف البحث في هذا الميدان، استمر لسنوات عديدة، توصل خلاله إلى تحديد العيوب والنواقص التي كانت تشكو منها اللغة العربية، والتي انكب على دراستها وتحليلها حتى وجد الحلول المناسبة لأغلبها.

وتابع الأستاذ الأخضر غزال حديثه، بأن أشار إلى زياراته المتكررة للمؤسسات الدولية المتخصصة، التي أفادته كثيراً في السير قدماً للنهوض باللغة العربية على مستوى الكتابة الطباعية والمصطلح، وعَدَّدَ الأعمال الكثيرة التي قام بها في هذا الميدان على مستوى معهد الدراسات والأبحاث للتعريب الذي كان يديره، وعلى مستوى العلاقات الثنائية مع مؤسسات وشخصيات دولية متخصصة، ومن بينها (المركز الدولي للغة الفرنسية) (CILF)، الذي تربطه وأعضائه علاقات علمية متينة ، جعلته يقف على إنجــازات هذا المركز، في مجال تنميط اللغة الفرنسية، مكنته من سد كل الثغرات التي كانت تشكو منها هذه اللغة بالمقارنة مع اللغة الإنجليزية.

ثم انتقل الأستاذ الأخضر غزال إلى الحديث عن جانب آخر يهم اللغة العربية التي اعترف بأنها قطعت شوطاً مهماً في طريق الإصلاح ، وهو الجانب المتعلق بقاعدة المعطيات الدلالية، التي ألح على ضرورة إيجاد صيغ لمقارنة نتائجها مع نتائج قاعدة المعطيات المماثلة باللغة الفرنسية. خاصة وأن عمله شخصياً في هذا الميدان قد قطع شوطاً مهماً، يتمثل في معالجة عشرات المعاجم المتخصصة في العلوم والتقنيات بالحاسوب،أثمرت معجماً علمياً موحّداً بنسبة(100%)، يضم (102.674) مصطلحاً موحداً باللغات الثلاث (العربية، الفرنسية، الإنجليزية)، وأضاف بأن عملاً ضخماً آخر قد أخذ منه وقتا طويلاً، يتمثل في الحقول الدلالية باللغة العربية التي أنجز منـــــها (70.961) حقلا دلالياً، تتطلب إنشاء قاعدة خاصة بها. بالإضافة إلى مواصلة العمل لتوحيد باقي المصطلحات العلمية والتقنية، وإيجاد المقابل العربي للعدد الباقي من المصطلحات، بالاستفادة من الحصيلة المتوفرة باللغتين الفرنسية والإنجليزية لدى المركز الدولي للغة الفرنسية، والتي سيضعها هذا الأخير رهن إشارة المكتب بالمجان، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتكملة الحقول الدلالية الناقصة ، بالانفتاح على المؤسسات الدولية المتخصصة، واقترح الأستاذ الأخضر غزال أن يتم هذا العمل بالتعاون مع المكتب، بإشراف المجامع اللغوية العربية، مع ضرورة توفير الإمكانات المادية اللازمة لذلك.

ومن جهة أخرى تساءل الأستاذ أحمد الأخضر غزال عن إمكانية البحث في موضوع القراءة المبصرية بالحاسوب، وهو ما أجاب عنه بإمكانيـة ذلك، بتأسـيس هيئة متخصصـة مدعمـة بإرادة سياسيـة قويـة، لتقـوم بتنميـط الحروف الطباعية العربية على غرار ما هو متوافر في الدول المتقدمة، وذلك بتكثيف الاتصال بالجهات التي تعمل على صناعة (المنطاق) (Logiciel ) الخاص بهذا النوع من القراءة.ثم ختم الأستاذ أحمد الأخضر غزال حديثه، بأن أشار إلى أن حصيلة عمله المعجمي، تتطلب عملا موازياً يتمثل في ضبط منهجية للتنسيق بين الدول العربية، حتى تتعرف كل دولة على جهود الدول الأخرى في هذا الميدان.

وطوال فترة المدة التي كان الأستاذ أحمد الأخضر غزال يلقى فيها عرضه، كان الحاضرون يستوقفونه من حين لآخر، للتعقيب على بعض الأفكار المطروحة أو لتوجيه سؤال أو طلب توضيح،حتى تتبلور الأفكار وتكتمل الصورة بشكل أفضل.
ويبدو أن الأستاذ الأخضر، يعوِّل كثيراً على ما قد يبذله المكتب، من مساع حميدة، للخروج بهذا المشروع إلى حيز التنفيذ.

واختتم السيدان عباس الصوري مدير مكتب تنسيق التعريب، ومحمد القباج من أكاديمية المملكة المغربية، هذا الاجتماع، بتقديم الشكر والامتنان للأستاذ أحمد الأخضر غزال على حسن الاستقبال، وعلى عرضه القيم، وما قدمه طوال حياته من خدمات جليلة للغة العربية، سيظل العالم العربي كله مديناً له بها. كما شكراه على استعداده التام لتقديم حصيلة عمله المعجمي الهام، إلى مكتب تنسيق التعريب، للقيام بإتمامه وإخراجه.

انا لله وانا لااليه راجعون
عظم الله اجركم واسكنه فسيح جنانه

رحم الله الفقيد رحمة واسعة وجعل اعماله التي يعرفها مريدوه وطلابه في ميزان حسناته
واتمنى على مريديه ان يقدموا لبقية الاعضاء بعض من انجازاته لتعميم الفائدة
التعازي الحارة لاهل الفقيد
انا لله وانا اليه راجعون