الجزء الثاني:
من بطون الموسوعات العالمية المبسطة
مارتن لوثر كينك ، الابن
(Martin Luther King, Jr.)
ترجمة : قحطـان فؤاد الخطيب / العراق
juror_qahtan1@yahoo.com
" لدي حلم أن أبنائي الأربعة الصغار سيعيشون ذات يوم وسط أمة حيث لا يحكم عليهم بسبب اللـون أو البشرة ، بل بما تكتنزه شخصيتهم .
} اليوم لديّ حلم ! { " قال الكاهن مارتن لوثر كينك الابن هذه الكلمات في خطابه الشهير ، " }اليوم لديّ حلم{ " ، في واشنطن دي سي عام 1963 .
كان القائد الأمريكي الأروع للحقوق المدنية . فقد كانت حركة الحقوق المدنية نضالاً من أجل تغيير القوانين والمواقف بما يحقق حصول الأمريكان الملونين على حقوق مساوية لتلك الممنوحة للأمريكان البيض .
أبـــــن الواعــــــــظ
ــــــــــــــــــ
ولد كينك في اطلانطا ، جورجيا في كانون الثاني 1929 . وكان أبوه وجده واعظين في كنيسة المعمدان الواسعة لكل الملونين ابينزر في اطلانطا . وأصبح كينك نفسه واعظاً بعمر 18 .
وأثناء التحاقه بالدراسات العليا في بوسطن ، التقى بكورينا سكوت . وتزوج الاثنان عام 1953 . وفي العام التالي أخذه عمله الأول كـكاهن إلى كنيسة المعمدان ديكستر أفنيو في منتغمري بالاباما .
الحقـــــوق المدنيــــة
ـــــــــــــــ
في الخمسينات كان الملونون لا يعاملون بصورة جيدة في الولايات المتحدة . فكان يتم فصلهم في الأماكن العامة بضمنها المدارس ودورات المياه في ولايات جنوبية عديدة . أي بمعنى آخر كانت هناك عمارات منفصلة أو أماكن للملونين والبيض . حتى في الولايات الشمالية لم يُسمح غالباً للملونين بالعيش في الأحياء الراقية . ونادراً ماتم تعينهم في وظائف مرموقة . ولم يكن بامكان أبنائهم الالتحاق بالمدارس الراقية . وفي بعض الأماكن وجب عليهم حتى ترك مقاعدهم في الحافلات ما إذا أراد شخص أبيض الجلوس .
وفي 1955 ألقت الشرطة في منتغمري القبض على سيدة تدعى روسا باركس لرفضها التنازل عن مقعدها في حافلة إلى رجل أبيض . وبدأ الملونون في المدينة بمقاطعة نظام الحافلات ، رافضين استعمالها طالما أنها لم تعاملهم بشكل متساو . وأختار قادة المقاطعة كينك كناطق باسمهم .
ولعام تقريبا رفض سكان مونتغمري الملونون ركوب حافلات المدينة . وساروا وركبوا في السيارات . ورفعوا قضيتهم إلى المحكمة .
وقد حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة لصالح المحتجين . وقالت أعلى محكمة في الأمة بأن الفصل في الحافلات كان لا قانونيا ليس في منتغمري فحسب ، بل في كل مكان في الأمة . وذلك الحكم كان نصراً عظيماً للحقوق المدنية .
قائــــــــد وطنـــــــي
ــــــــــــــــــــ
كان كينك متكلما ممتازاً . وقال بعد نصر مونتغمري ، " لقد اكتسبنا أحساساً جديداً في كرامتنا ومصيرنا . وقد اكتشفنا سلاحاً جديداً وقوياً - المقاومة اللاعنيفة . " وقد راقت خطابات كينك لكلا المبادئ المسيحية والمثل الأمريكية . وقد أبرزت صحيفة التايم ومجلات أخرى وصحف الخطيب الوسيم الشاب على أغلفتها .
لقد كان كينك أحد قادة الاحتجاج في بيرمينكهام ، الاباما الذي استحوذ على اهتمام العالم . فقد هاجمت الشرطة المسيرات الآمنة ، بضمنها أطفال المدارس الذين يحملون الأعلام الأمريكية الصغيرة .
وألقت شرطة بيرمينكهام القبض على كينك . وفي السجن كتب رسالة إلى القساوسة المحليين الذين انتقدوه لإزعاج المدينة . وعبرت " رسالة كينك من سجن بيرمينكهام " عن عقيدته بأن لدى الأفراد الحق الأخلاقي والمسؤولية لعصيان القوانين الجائرة . وعززت الرسالة سمعة كينك كقائد أخلاقي .
خطاب كينك الأكثر شهرة
ـــــــــــــ
في 28 آب 1963 حدثت مسيرة إلى واشنطن . وتجمع أكثر من 200.000 شخصاً كي يستمعوا إلى كينك وهو يلقى خطابه من على مدرجات نصب لينكولن التذكاري بواشنطن دي . سي . " لدي حلم ."
وساعدت الاحتجاجات في بيرمينكهام وفي واشنطن على إقناع الكونغرس الأمريكي كي يصدر قانون الحقوق المدنية لعام 1964 ، إذ جاء فيه انه من غير القانوني في أمريكا معاملة الملونين أو مجاميع أثنية أخرى بظلم .
وقد أكسبته جهوده السلمية الفوز بجائزة نوبل في السلام بنفس ذلك العام .
الاغتيـــــــــــــــــال
ــــــــــــــــــــ
أغضبت آراء كينك ونجاحه في الحقوق المدنية كثيراً من الناس . ففي ربيع 1968 سافر الى ممفيس / تينيسي كي يساعد عمال نفايات المدينة الملونين . إذ رفض العمال رفع النفايات حتى أعطتهم المدينة ظروف عمل أفضل . وبينما كان موجوداً هناك ، أطلق عليه جيمس أيرل راي ، رجل أبيض هارب من السجن ، النار وأرداه قتيلاً .
ويُذكر كينك بالتغيرات العظيمة التي أحدثها للمجتمع الأمريكي ولوسائله السلمية التي أستخدمها عند اقامتها . ويعتبر كل ثالث يوم أثنين من شهر كانون الثاني يوماً وطنياً تكريماً لعيد ميلاد كينك .
ــــــــــ
ــــــــــ
ــــــــــ
مترجمة عن موسوعة Encarta Kids 2006
الموصل / شبـــــــاط 2006