فوق الرؤوس تنعق الغربان
تنسج سرباً من الخراب
تسحق حقل الأمنيات
على أرضنا يكثر الجراد
يسلب الخيرات
يمتص رحيق الورود
يحرق السنابل الخضراء
يرسل الأفاعي لحقول الحنطة
فترش السّم على الطرقات
والرؤوس مطأطأة تسّف التراب
تلعق الحصى دون أنين..
بين الزقاق تفوح روائح الجثث
الملقاة بعد الخراب
معلقون بين الأرض والسماء
جردّوا من جميع الجنسيات
لا يملكون أية معالم
لم يبقَ منهم سوى رفات..
نخلّد ذكرى موتانا
مع لحن الرجوع الأخير
ونحصد رداءة المحصول
وما تبقى تسفه الغربان بعد القضاء على ما كان..
يأتي عام تكبر فيه البذار
وتزهر الورود
فيحل الدمار وأصوات الجراد
تهرم الأجساد قبل الأوان
يفتح المزاد على دولارين
ثلاثة..
عشرة..
عشرون..
مئة..
ويبقى المزاد مفتوحاً حتى المليون
يغلق المزاد على كهلٍ
في التسعين بعد المئة
يقرع الطبول إيذاناً بقدوم الجراد
الملقح للجدب القاحط
وتبقى الرؤوس تنعى صوت الضمير
الذي صمّ منذ عهد عاد...!!