العيب فمن يدير الاقدار والهواء
ان العالم العربي من اقصاه الى كل اطرافه المترامية بين الصحراء والانهار ‘ يعيش ازمة انسانية ‘ نعم انسانية ‘ لانه ليس بالشعب البدائي او من لم يعش وهج الحضارة ‘ بل هو صاحب اولى الحضارات ‘ وما زال يعيش بجوار ما وصلت اليه الحضارة الانسانية من علم وانسنة الانسان التي حطمت اغلب الحواجز التي كان يصطنعها ‘ ليسجن انسانيته وسط جدارانها مثل التعصب الديني والعرقي واللون والجنس ‘ ولهذا فالانسان العربي يتفهم ما يدور بجواره يحاول عبور البحر ولكن صحراء انظمة السلطة تقتله عطشا كي لايهدم جدارنها بعد ارتوائه من مياه الحرية ‘ ومن ادوات قتلها له خرافة ضياع الدبين بالوقت الذي هي اي الانظمة تعرف ان العالم المتقدم في اغلبه ينظر للدين مثل اية شيئ من ا لتراث ‘ وفي عالمنا يكفرون ويقتلون الانسان لمجرد نقد ه نصا او كتابا دينيا او احد ابناء الحاكم باعتباره وكيل الله ‘ وحسب ثقافة فقهاء التكفير والسلطان ‘ الانسان ليس له قيمة بل يكون قتله في بعض الاحيان مثلما يحصل من قتل الناس وسط الاسواق الفقراء في العراق كقربة والفوز بالجنة تقديرا لهذا القاتل ؟!
ان الخلل ليس باستقدام الاجانب بنسبة اكثر من العرب ولا بجمال الدين الذي يعطي للانسان قدسية واهانته او الاسائة اليه مدانة في كل الاديان الالهية والقوانين الحضارية ‘ والمشكلة ان الانظمة وكل توابعها وفي المقدمة منها خاصة في دول الخليج حيث انعدام الحياة الحزبية والنقابية والاعلام الحر طبعا في الاغلب الا عم وليس الاطلاق ‘ ولهذا نكون نحن الشعب في العالم العربي والخليجي بصورة اكثر ‘ ليس اكثر من سلعة معروضة في دكان الحاكم ‘ واي تراخي من قبل هذا الحاكم بالانفتاح على خارج نظام القبيلة والعائلة ‘ هو بمثابة النزول من كرسي السلطة والهيلمان المشيخي ‘ وللحفاظ على مشيخته ‘ تكون الاولوية للعمالة التي يصعب انداماجها في المجتمع حتى منتصف حكم الاحفاد ‘ ومثل هذا الزمن البعيد الذي تموت فيه حضارات ويولد على انقاضها عالم محتلف‘ يجعلهم يستمتعون بنومهم هم والاولاد ‘ وبدايات الاحفاد .
اما العامل العربي فبعد وصوله باسابيع يطالب بتشكيل النقابات وحرية الاعلام وسيادة القانون والمساوات مع اولاد الشيخ ‘ لانه مثله مثل الذي ينتقل من حي الى حي في ذات المدينة ‘ وبالتالي لايحتاج الى فترة الاندماج التي يمر بها غيره .
العلة ليست في الشعوب سواء كانت في الخليج او غيره بل في انظمة الحكم المتحكمة بالوعي والهواء .