قد تبين الرشد من الغي ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن أولياءه الملاعين ...
أما بعد،
شياطين الإنس من عالم الإنس، وشياطين الجن من عالم الجن، وأنت تصر على جعلهم من عالم واحد جديد اسمه (عالم الشياطين) فأنى لك ذلك ...!
الجراثيم والميكروبات ... مخلوفات مادية ... تتكاثر .... وتتطفل ... وتموت ... وليست جنا ولا شياطين كما تدعي ... وتخالف ... وتفتري ...
أنا هنا لكي أرد على افتراءاتك ... ولكي أنبه الناس إلى مغالطاتك ... ولست تلميذا عندك لكي أجيب على أسئلتك وامتحاناتك ...
أنا لم أدخل هنا بأية ادعاءات أو نظريات ... أنت صاحب النظريات ... أنت من خلط الحقيقة بالمجاز ... وأنت من خلط التفاسير ... وأنت من حرف الآيات والأحاديث ولوى معانيها (ليّا) على حسب فهمه ... أنت خبير الجن والشياطين هنا ... أنت المخترع ... وأنت المبتدع ... وأنت صاحب البدع والضلالات ...
أنت من قال: : "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ولست أنا قائل هذا الكلام ...
أنت من نشر هذه الترهات على هذه المنتديات وعلى غيرها ولست أنا ... ومع أن أحدا من الناس لم يؤيدك ... إلا أنه يبدو أنك تستمتع بهذا الأمر ... هذا شأنك ... لقد قمت أنا بواجبي نحوك ... ولست ملزما بتنفيذ طلباتك ... أو بالسير حسب توجيهاتك ومخططاتك ...
لن نهرب ولن نتهرب ولن نرضخ لمهووس مغرور بنفسه ... نحن واقفون ثابتون على الثغور هنا ... ولن نسمح بمرور أي مرجف طاعن ... حتى ولو كان من الجن الشياطين ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
منذر أبو هواش
:don't:
الوسواس والخلط الشيطاني بين الأرضي والسماوي ...
الوسواس والخلط الشيطاني بين الأرضي والسماوي ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الأستاذ سعد السعدني أم سعد السعداني أم يحيى غوردو ... لا يهم ...
أعتذر سلفا عن هذه البداية لأن هذا الأسلوب وهذا المنهج وهذا السؤال يذكرني بشدة بأسلوب وبمنهج وبأسئلة الكاتب الأصلي لهذا المنتدى ... علما بأن تأكيد أو نفي هذا الأمر ممكن للمشرفين من خلال تتبع مصادر المداخلات ...
قال تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (الإسراء 36)
قال العلماء في تفسير هذه الآية: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم.
فلو أنك سألت عن مسألة دنيوية لهان الأمر، لكن مسألة الجن وطبيعة الجن من المسائل الصعبة، والمعقدة والمربكة لأنها ليست مسألة دنيوية خالصة، بل هي في الجانب الأعظم منها مسألة غيبية، مسألة تتعلق بأمور غيبية قد يصعب تخيلها أو استيعابها، كما أنها لذلك مسألة تتعلق بقوانين غيبية غير دنيوية، حيث المكان غير المكان، والزمان غير الزمان. لذلك علينا أن نحاول فهم هذه المسألة من هذا المنطلق، وعلينا أن نتقبل الحقائق النسبية كما هي، وإن كانت تبدو لنا غريبة أو غير منطقية، وذلك لأن أمور عالم الغيب لا تقاس بموازين عالم الدنيا. لذلك فاعلم وتذكر حين يستعصي عليك الفهم أن الله قادر لا يعجزه شيء، وأن أمره بين (الكاف) و(النون)، وأنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له "كن فيكون".
خلافنا الرئيسي القائم في هذا الحوار هو خلاف يتعلق بعدم جواز الخلط (الشيطاني) بين ما هو سماوي أخروي وبين ما هو دنيوي أرضي، والمادة وأشكالها الدنيوية شأن دنيوي أرضي، وليست لدينا معلومات كافية عن العوالم الأخرى سوى ما بلغنا به الرسل، وغير التصورات التي توصل إليها بعض العلماء بعد اكتشاف النظرية النسبية. تقول: قال الله عز و جل: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15)، ثم تتساءل: أليست النار مادة؟، وأنا أسألك بدوري: "هل رأيت وخبرت نار الآخرة لكي تفترض أنها مثل نار الدنيا في الطبيعة، لكي تقول بالتالي أنها شكل آخر من أشكال المادة كما يقول علماء الفيزياء!"
لقد أخبرنا الرسل صلوات الله عليهم عن أشياء غيبية كثيرة، لكنهم أخبرونا عنها بلسان الدنيا، وبمصطلحات الدنيا مجازا واستعارة وتقريبا، والإنسان مخلوق من العالم الدنيوي لا طاقة له بتصور الأمور في العوالم الأخرى إلا مجازا واستعارة وتقريبا وضربا للأمثال، فجنات الآخرة يستعار عنها بجنات الدنيا، ونار الآخرة يستعار عنها بنار الدنيا، وخمر الآخرة يستعار عنه بخمر الدنيا، ولبن وعسل الآخرة يستعار عنهما بلبن وعسل الدنيا، وليست الجنة كالجنة، وليست النار كالنار، وليست الخمر كالخمر، وليس اللبن كاللبن، وليس العسل كالعسل.
قال تعالى في الآية 15 من سورة محمد: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) فقد ورد في وصف الجنة، أنهار من ماء غير منتن (وهو غير ماء الأرض الذي ينتن)، وأنهار من حليب في غاية البياض والحلاوة (وهو غير الحليب الأرضي الذي يخرج من ضروع الماشية)، وأنهار من خمر الجنة الحسن اللون والطعم والرائحة والتأثير والخالي أيضا من الكحول (وهي غير الخمر الأرضية الكريهة الرائحة والمشبوهة المنشأ)، وكذلك الأمر بالنسبة لكل الآيات الأخرى المتعلقة بوصف الجنة وشرابها الطهور، ورحيقها المختوم.
فالعوالم السماوية عوالم أخرى غير عالمنا، وليس فيها من أرضنا ولا من كوننا شيء، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وما لم يخطر على قلب بشر، وإنما يضرب الله الأمثال للناس من أجل أن يفهموا ويستوعبوا هذه الأمور السماوية الغريبة عنهم، من أجل أن تذهب حيرتهم، أذهب الله حيرتك، وهداك، وأبقاك في خير.
منذر أبو هواش
.......
السلام على من اتبع الهدى ...
"السلام على من اتبع الهدى"
عبارة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بها رسائله إلى الملوك غير المسلمين، وقد وردت في رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى اسقف إيلة وأهلها، وإلى الهلال صاحب البحرين.
:fl: